المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..

المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..


09-07-2009, 09:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1252356871&rn=32


Post: #1
Title: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-07-2009, 09:54 PM
Parent: #0

بدء عرض مسرحية
آلام ظهر حادة للكاتب عبدالغني كرم الله
سيناريو عبدلله صوصل
إخراج: طارق البحر

بدأت بالمسرح القومي العروض الأولى لمسرحية (كعب سندريلا العالي) اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2009م، والأيام التالية، والتي اعدها للمسرح سيد عبد الله صوصل عن قصة الكاتب عبد الغني كرم الله «آلام ظهر حادة» المسرحية من إنتاج المسرح القومي وتضم مجموعة من النجوم منهم، آمنة أمين، سيد صوصل، مختار بخيت، الطيب شعراوي، إيهاب بلاش موسيقى مبارك محمد على وإخراج طارق البحر.

Post: #2
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: Amira Elsheikh
Date: 09-07-2009, 10:01 PM
Parent: #1

عبدالغنى كرم الله.. سيد صوصل.. طارق البحر وكعب عالى على... المسرح القومي......


عماد الشبلى .. سلاااام

والغريبة كنت بجهز فى البوست عن بداية العروض ..

سبقتنى بشوية كدا..


بالتوفيق للتيم العامل بالمسرحية..

وياريت ناس الخرطوم يوافونا ببعض التفاصيل حول العرض

Post: #3
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-07-2009, 10:03 PM
Parent: #1

مبروك لعبد الغني وليس بغريب عليه

Post: #4
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-07-2009, 10:08 PM
Parent: #3

عماد الشبلى .. سلاااام

والغريبة كنت بجهز فى البوست عن بداية العروض


بت الشيخ انتي دائما سباقه .. والحالة واحده

ارسلت لكي صور

Post: #5
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-08-2009, 06:20 AM
Parent: #4

العمدة، صباح مشرق...

طبعا، وددت، أن أرى المسرحية، وكيف لحذاء، أن يكون بطلا...
حذاء تمطيه أرجل الغرائز، والجوع، والخوف، ويسعى، ويضرب في الأرض بحثا عن معنى، وهو أسير أرجل بشرية، لا تأبه له، بل لها،
وعلى بطنه الناعم، الاسود، غرزت مئات الاشواك، والمحن... وهو يستبل، بقد سيزيفي عن باطن الرجل، والألم..

للحق بالمسرح، الواقعي، والخيالي، والتراجيدي، بل والمقرءو، كمسرح توفيق الحكيم، وتشيكون، وبرخت، وبكيت... والماغوط، وونوس.. حتى السر قدور..


سأحكي لاحقا، لم كتبت هذه القصة، وأنت كنت اترك للنقاد، وظيفتهم، في الحفر، والتأويل والنقد..




سلاما جاك، زي ما بقول حسن موسى... بعيدا في سودانفورأل...




تسلم يالحبيب..

Post: #6
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-08-2009, 07:55 AM
Parent: #5

...

الأميرة،/ أميرة الشيخ..

الفنانة..

سأحكي لك، جزء من ملابسات، حكاية (كتابة آلام ظهر حادة)، وأخواتها،
حين كتبتها، كنت مهجس "بنفسي"،
عودة لاسئلة الطفولة... واسئلة الشباب، واسئلة الشيوخ، واسئلة ما قبيل الموت، ومابعده..

ياربي كيف أختار الله "العقل القديم كما تشاء"، أبي، وأمي، الحاجة بنت المنى لتكون أمي لي، لم هي؟ (بيني وبينك أجاد الاختيار"، له قدرة في أختيار أم أخرى، لغة أخرى، وطبقة أخرى، (يبدو حكيما بالنسبة)، رغم شكي الكثير، في وقائع جرت لي، وآذنت نفسي، وجوارحي (قد أفهمها لاحقا)، فقراءة الأيام هي حكمة الحياة)..


قبيل سنوات، كنت مهجس بهذه الأسئلة...

بطل المسرح هو "أنت"... هو "أنا"..

هناك عيون تراقبك، مسرح بحجم الأرض، حتى خواطرك عرضة للفرجة، من ملائكة تختفي، برقتها، كما يختفي العطر في في ستار النسيم، كن جميلا، على خشبة مسرحك الخاص، العام..

أنت بطله، تلكم العين تراقبك، منذ أن كنت جنينا، من لذة وتعري لأبيك وأمك، أستلتك تلك القوى، ورمتك في أقدار الموت، والحياة، والعشق..

أختارت لك السودان وطنا...
لم؟... كي تقاتل في حرب جنوب لم تشهد بذور اشتعالها..
هل تشك في حكمة جدودك؟...
أهم رجال، ونحن؟..
أين (بيدي، لا بيد عمرو)، لم أرفع السيف في وجه جنوبي لأني جدي ناصبه العداء؟؟؟ لم أموت وأهلك من أخطاء قديمة، لم أشارك في خلقها، بل قد أحلها بالتروي والحكمة، لو عاصرتها...

كي تكون مسلما، فلاحا، تغرق نساء بلدك في النيل ، كل عام..

أي عبء هذا، للماض، والاعراف والتقاليد، والقبيلة، والوطن، واللغة..

هاهاها (سيد نفسك، مين أسيادك)، ما أكثر الأسياد، حتى الجاذبية الأرضية، حتى الجوع، حتى الحلم، تحبسك في نقابها، وسجنها..


يالها من وراثة، غريبة، ذات الجينات التي قسرت شكلي، أن يكون مثل أبي، , وأمي، ها هي تضع السيف بيميني، كي اقتل الجنوبي..


هههههها، أيها الماضئ، لن انحني لك..
سأكون كما أريد، أن أكون نفسي..

يراقبك الضمير المشكل بقيم قديمة، اخترعها القبيلة، والعرف لحفظ المجتمع، ويراقبك الناس، وتراقبك الفيزياء والكمياء بقدريتها العجيبة..

ويراقبك ملاك الموت، وتشدك الغرائز، أيها "الأنا"..

ويشدك الطموح
ويقهرك الكسل..
والأدعاء والغرور..

كل فرد، هو "بطل مسرحيته الخاصة"، بطل جهله، وأوهامه، حزم من ظنون، تفسر الكون حولك، وتفسرك..

أنا البطل، وأنا الغائب في أعراف الجماعة، وأنا الباهت بأفكار تجعلني وسيلة، وخادم لها، ..

أليس هناك بديل لهذا الكون.. أم نحاول فهمه، وتغيره...
وكيف نفهمه بحواس صغيرة، مدعية..
وكيف نغيره، وهناك قوى (كالموت، والخرف، والجوع"، مغروس في كبد التصور، والاحتمال)..

الملاريا، والحمى، والانفلونزا، مرت بك، قسرا، وقهرا، وسيدك الموت، ينتظرك في شارع من الشوارع، مخفيا نفسه، كلص ذكي..


والحب ياسيدي، الذي فتك بك، وجعلك تكتب، وتتحرق، تلك العاطفة الجياشة، التي تندلق في شريانك، أيها البطل المسرحي العظيم..


ياله من سيناريو، من وضعه لك..
كلهم لم يجدوا حلا لك..
إيليا ابوماضي، ابي العلاء، سارتر، وهيرقليس، كلهم، ...

السؤال هو الأصل..
والإجابة فتاة مغرورة، صغيرة،..

ستخلق نفسك بنفسك، بيدي، لا بيد عمرو..


السؤال هو الأم العجوز، الحكيمة، الغيورة، السرمدية..

.....

Post: #7
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عادل التجانى
Date: 09-08-2009, 10:43 AM
Parent: #6

خبر رائع

والأستاذ / عبد الغني كرم الله

كاتب قصص من الطراز الأول، وأتوقع له التوهج والانتشار

كل تمنياتي له بالتوفيق وأول الغيث قطره

عادل

Post: #8
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: haroon diyab
Date: 09-08-2009, 11:27 AM
Parent: #7

ولانه عبد الغني
مطوع الحروف
ومدوزن الكلمات
فيقينا ستكون بداية
ناجحة لعمل خلق لينجح
اتمني ان تكون قد عقدت
ورش وندوات ومحاضرات لاخراج
العمل بصورة كتابته....
او كما اراد له كاتبه.
رجل يملك ناصية الكتابة ويغلفها
بأدب جم يجبرك علي احترامه
قبل احترام كتاباته.
كل التوفيق والنجاح للمسرحية
ودوام التتقدم للعالمية ياعبد الغني

شكرا....ياشبلي
ورمضانك كريم
ومريخك منتصر
قول آمييييييييييييييييييييييييييين

Post: #9
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-08-2009, 06:23 PM
Parent: #8

Quote: شكرا....ياشبلي
ورمضانك كريم
ومريخك منتصر
قول آمييييييييييييييييييييييييييين


هارون امييييييييييييييين

بعد انتصار عبد الغني

لابد للمريخ ان ينتصر قول اميييييييييييييييين

Post: #14
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-09-2009, 09:05 AM
Parent: #8

الهارون دياب، الوهاج.....


ياخي شاكر، لك هذه الحروف، وليتنا نكون قدر المقام..





..
سلام سلام..

Post: #10
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-08-2009, 06:32 PM
Parent: #7

Quote: خبر رائع

والأستاذ / عبد الغني كرم الله

كاتب قصص من الطراز الأول، وأتوقع له التوهج والانتشار


التجاني ايامك سعيدة

عبد الغني فعلا يستحق النجاح

Post: #11
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-08-2009, 07:34 PM
Parent: #10

صورة من العرض..



مأخوذة من الفيس بوك لعصام ابوالقاسم..

Post: #12
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-08-2009, 10:15 PM
Parent: #11

شكرا عبد الغني علي الصورة

ويبدو ان العرض رائع

لك التوفيق ..

Post: #13
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-09-2009, 07:26 AM
Parent: #12



عادل التجاني...

الحبوب، والفنان، وباسم الطلعة، والرجل المشاع فرحا، وبساطة، وعراقة، وطيبة...
هل تصدق، مجرد رؤيتك، تعيد للنفس طلاوة وبركة، وتبتسم للحياة..


وهل تصدق، رغم تجربتي ا لمحدودة، المتواضعة، إلا أني وجدت منك تشجيع خلاق، لن انساه في حياتي، تشجيع حقيق بالمثابرة، وتطوير قدراتي الذاتية، والاسلوبية، وغيرها من بهارات الكتابة...


وبابك كان مفتوح للجميع، للتعبير عن الفن السوداني، بل كل ألوانه، ووترك يصدح بالاصيل من الغناوي، الخاصة، والقديمة، الفاضلة..


الشكر لك، ولفنك الاصيل، ومحياك المحبوب، دوما..


تحياتي..

Post: #15
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عمر سعد
Date: 09-09-2009, 10:27 AM
Parent: #13

كل يوم ينتابنى وجع الظهر

كل يوم اتحسس ظهرى اهو فى مكانه ام حل شئ اخر بديل له

اذكر الام ظهرى تضايقنى ....كافينول هو الصديق للالام الظهر

..............................................................

كما كانت كل يوم تقع تفاحه على الارض

ولكن من التقط تفاحه وجاد دماغه بنظريه الجاذبيه

........................................................

فجاد علينا عبد الغنى كرم الله بتلك الالام اللذيذه

هل هنالك الالام لذيذه ؟

فقط حين يحكيها لك عبدالغنى كرم الله تصبح لذيذه

فتفح مقامات جديده وعوالم تراها ولا تتحسسسها

تمسكها فلا تراها .........................

تلك عوالم عبد الغنى كرم الله العجيبه

المليئه بكل الوان الدنيا فتنتج الوان خاصه

فقط يرسم بها عبد الغنى بالوانه

مرات اهم ان اقول له انت مسكون

ومرات اود ان اساله كيف ذاك

ومرات ومرات ومرات

عبد الغنى باسلوبه

وعبد الغنى باريحيته

وعبد الغنى ببساطته

..............................................................

خاتمه:

فقط لو ارجع لى صورتى

Post: #16
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-09-2009, 10:27 AM
Parent: #13

العمدة،...
عليك الله لو حميدو، بي هناك، كلمو..
عشان يشوف العرض، ورايهو مهم، ...





وتسلم

Post: #17
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-10-2009, 07:26 AM
Parent: #16

Quote: فقط لو ارجع لى صورتى





ههههها....

وينك تاني..


دي صورة برجوعها؟؟؟؟؟ غايتو، اوعدك يوم (11 سبتمر)، لو الأحمر الوهاج، كال للجماعة وكبر كومو
برجعها ليك..




ياخي صورة باهية، وأيام خوالي، وكافتريا الاسكلة، وحلا... (وانت مغرم كبير بأغاني الحقيبة)..
بالمناسبة، ود الرضي، قريب الوالدة العزيزة، شفت كيف... يعني من الاسكلة وحلا، دي حقتنا، وأي صورة فيها، ملك الاسرة ا لكريمة..






بعدين، عند ناس بري، برجع ليك الصورة،

ولا نخليها، بعد مساء حداشر ستبمر... والذي صار يوم تاريخي...




..

Post: #18
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 09-11-2009, 08:01 PM
Parent: #17

التحية والاحترام للمبدع كمال عبد الغني كرم الله

Post: #19
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-11-2009, 09:04 PM
Parent: #18

Quote: التحية والاحترام للمبدع كمال عبد الغني كرم الله


عمر

التحية والاحترام للمبدع عبد الغني كرم الله

Post: #20
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-11-2009, 11:15 PM
Parent: #1

العمد، مساء الخير..

طبعا برضو كنت متعجب كيف يتحول النص لمسرحية، وكيف لحذاء ان يكون بطل، وحا تكون كيف.. لكن صورة شفتها وضحت لي الرؤية،
واطن فيها الطيب شعرواي..



والبطل، طبعا حذاء، مسكين، يتحمل (عبء ماضئ)، لا حول له، ولا قوة، سوى الاستسلام، لقدر الارجل، وهي تسعى به في قضاء حوائجها، وماأكثرها، ..



طبعا تمنيت حضورها، ولكن حالت الغربة (أم دق دون ذلك..

تحياتي..

كان نفسي حميدو يحضرها، ..


...

Post: #21
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-11-2009, 11:25 PM
Parent: #20

Quote: والبطل، طبعا حذاء، مسكين، يتحمل (عبء ماضئ)، لا حول له، ولا قوة، سوى الاستسلام، لقدر الارجل، وهي تسعى به في قضاء حوائجها، وماأكثرها،


ويحق لنا ان نسمي هذا الحذاء بحمال الاسية

Post: #22
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: بدر الدين الأمير
Date: 09-12-2009, 01:57 PM
Parent: #21

عبدالغنى وعماد
شكرا يااصحاب
ومفرح لى ان يلتفت عبدالغنى للمسرح
(أعطنى مسرح أعطيك شعب)
الحقونا بالنص الممسرح

Post: #23
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-12-2009, 03:04 PM
Parent: #22

Quote: بدأت بالمسرح القومي العروض الأولى لمسرحية (كعب سندريلا العالي) اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2009م، والأيام التالية، والتي اعدها للمسرح سيد عبد الله صوصل عن قصة الكاتب عبد الغني كرم الله «آلام ظهر حادة» المسرحية من إنتاج المسرح القومي وتضم مجموعة من النجوم منهم، آمنة أمين، سيد صوصل، مختار بخيت، الطيب شعراوي، إيهاب بلاش موسيقى مبارك محمد على وإخراج طارق البحر


يا بخت المسرح بعبد الغني

Post: #24
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: هشام الطيب
Date: 09-12-2009, 03:55 PM
Parent: #23

ياسلااممم .. خبر جميل ..
سأحرص على حضور العرض المسرحي إن كان مستمراً في هذه الايام..
شكراً عبد الغني ..
شكراً عمـاد ..

Post: #25
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-12-2009, 06:52 PM
Parent: #24

مبروك يا عبد الغني،
هذا النجاح يشبهك تماماً وستليه آخر.

لماذا لم تحضر العرض الأول؟ مش كان يتكرموا عليك بدعوة
وتذكرة لحضور ه؟ أم أن ظرفك لم يسمح؟

شكراً يا عماد.

Post: #26
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 09-12-2009, 06:56 PM
Parent: #25

الف مبروك يا عبدالغني
وسعيد تماما كونك معينك ووجدانك الباهي المحب للابداع والجمال سوف يسطر علي خشبة ابو الفنون
المسرح وهو بالتاكيد سيد الفنون واكثر قدرة علي الالتصاق بالجماهير التي هي المردود الاول..
كل التوفيق يا عبدالغني وخبرية تفرح وتشعرنا بالفخر

Post: #27
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-12-2009, 07:18 PM
Parent: #26


سادرج مقال أخوي أحمد يونس، وهو يصور جزء من مجريات القصة:...
....


آلام ظهر حادة:
قناع يشف عن كل شئ!
بقلم: أحمد يونس

استعار القاص عبد الغني كرم الله حذاءً غالي الثمن كقناع يقول من خلاله ما لا يقال، لكن قناع عبد الغني كان شفافاً فقال كل شئ! ويبدو أن الضجيج داخل نفس القاص حولت الرمز إلى أصل شف عن المرموز..

قصة آلام ظهر حادة تأريخ لسيرة حذاء وأوجاع منتعليه، وبلغة أخري هي تأريخ لصراع خفي يدور بين التقسيمات الإجتماعية أو الطبقات، كيف تكون العلاقة مع الحذاء داخل السلم الإجتماعي هي الفكرة التي نسج عليها القاص تحليله الإجتماعي والنفسي لمجتمع العقد الأخير من القرن العشرين في مدينة الخرطوم، وهو إن لم يسم المدينة لكن رمز إليها ببعض لوازمها ''السوق الأفرنجي''.
وآلام ظهر حادة هي قصة قصيرة (طويلة) تتكون من ثماني قصص قصيرة هي (هدية عنصرية، الأحد الحزين، مشوار دام، استرقاق هدية، قمر من جلد بني وبطن أسود، من هو الحذاء الأكبر، أرجل الألم، لنرم غريزة الترحال البغيضة)، كل قصة منها يمكن قراءتها علي حدة، لكن يظل هناك رابطاً خفياً يجعل الواحدة تحتاج الأخرى بشدة ليكتمل الشكل والمعني!

استخدم القاص تقنية الرمز للوصول للمعني، فالحذاء المصاب بآلام الظهر الحادة يمكن أن يكون أي واحد منا، بل يمكن أن يكون حذاءً يلبي حاجة أقدام بمشارب إجتماعية عديدة، ولهذا اختاره حذاء غالي الثمن (210) آلاف جنيه وهو مبلغ لا يستطيعه إلا القلة في ذلك التاريخ أبريل من العام 1997م، وليسجل الحذاء تجربة مجتمع بكامله جعله القاص يمر على أرجل من تكوينات إجتماعية تمثل الطيف الإجتماعي الذي أفرزه الواقع السياسي والإقتصادي ببلوغ الأزمة السياسية ذروتها، فهل يا ترى كان إختيار التاريخ إعتباطياً أم قصدياً، فذاك العام والشهر لهما أكثر من مدلول في التاريخ الإجتماعي للبلاد، أم أن قدرية الأشياء وحسن حظ الكاتب هي التي جعلته يختار ذلك التاريخ؟! ليس مهما فتلك مرحلة لا يمكن التأريخ لها إلا عبر قناع، وقد وفق الكاتب في إختيار قناعه (الحذاء) أيما توفيق، فهل كان يقصد القول بأحذية آدمية فعل فيها السياسي فعله، أم أنه كان يقصد حذاءً فعلياً، ومن عجب أن أي الإجابتين تفي بالغرض تماماً!

(فقد كنت قبل هذا التاريخ، ممتلئ الوجنات، ولين البطن والظهر، وتمشط شعري سيور جميلة، وأقطن فترينة هادئة، في شارع الجمهورية لا يعكر صفوي سوى ضوء كاشف قوي مسلط نحو وجهي)، أنها (هدية عنصرية) أول قصص آلام ظهر حادة، في هذه القصة يتداخل الواقع بالخيال ويتحول المتحدث (الحذاء) إلى شخص مترف وضعته الأقدار في مكان مناسب ليؤدي مهمة قصدية، لكنه في ذات الوقت يخشى أن تنحرف مهمته و(تنقلب عليه الدنيا) فيصير فقيراً يعاني كل ما يعانيه الفقراء، وكان أن بدأت حياة تبشر بالسعادة لكن قدرية الأشياء والرؤية الفلسفية المشوبة بكثير من الرؤى التصوفية قلبت الأدوار رأس بطلنا (الحذاء)، فبعد أن اشترته حبيبة هدية لحبيبها المترف ليعيش أياماً سعيدة فيها الرفاه والغزل والعيش السعيد، ويمكن لهذه القصة أن تكون قصة لوحدها، لكن الكاتب في (الأحد الحزين) عرض بطله لحادث سرقة حول حياته لجحيم، فبعد أن كان حذاءً مدللاً تحول إلى حذاء (عجلاتي) شقي ذاق ما ذاق من ويلات الإمتطاء المتواصل الذي حول رائحة جلدة الأصلي إلى رائحة منتنة، وجعله يلبس سنين عدداً دون راحة، ولأنه حذاء أصيل فقد ظل يعمل طوال تلك السنين إلى أن تشققت أرضيته وأصابته آلام الظهر الحادة، وتحول من حذاء لـ (القشرة) لحذاء لكل شئ، للحمام، ولضرب الإبنة العاقة والكلب الذي يحاول لعق المواعين، وبعد أن كان جزءاً من طقم أحذية تحول لحذاء وحيد وحزين يدوس صاحبه به كل شئ وتمتلئ أرضيته بالأشواك والمسامير جراء السير الطويل المرتبك.

أدخل عبد الغني حذاءه في تجربة جديدة في الجزء الذي سماه (مشوار دام)، تحول الحذاء فيها من متذمر يرفض حاله إلى شخص يرثى لحال صاحبه من المشاوير الطويلة التي يقطعها كل يوم، بل حوله لمتأمل يرثى لحياة الإنسان الشقية من خلال رصد لحال صاحبه، وجعله يعيش تجاربه كأنه صنو وليس حذاء، تعرض لكل التجارب الممكنة التي يتعرض لها من يلبسه تجربة العشق والسكر والعربدة، والإسترخاء، وعلى لسان الحذاء جاءت التجارب ناصعة، لعله حذاء هو أشد فصاحة وجرأة من صاحبة!
وبتقنية (الفلاش باك) السينمائية أعادنا الكاتب مرة أخرى لكيف طرأت فكرة أهداء الحذاء للحبيب، في (استرقاق هدية)، ومزج بين حمام الحبيبة المغناج ونعومة جسدها الطري وانبثاق الفكرة، واستطاع الإيحاء بمكان الفكرة، (سوف اشتري حذاء جميلاً وقوياً لحبيبي)، ودون أن ينفصم عرى القص، تنقل القاص بين مشاعر الحبيبة ومشاعر الحذاء والحوار المتخيل الذي دار بين كلا الطرفين.
دخل الحذاء في قصة (قمر من جلد بني وبطن أسود) تجربة السكر حين تعثر ببقايا خمر فسكر وتخيل نفسه يمضي مع القمر في رحلته المسائية بعيداً عن الشمس ورائحة الجوارب، فقلب الآية وتخيل نفسه يمتطي الأرجل وهو ينظر إليها من علٍ!

(هاهو نائم بالسرير، إنه مريض بحمى، تعجبت من حياته، من هو الحذاء، والذي تمتطيه عشرات الأرجل، هو أم أنا)؟! هذا هو حذاء عبد الغني يتحدث في (من هو الحذاء الأكبر) محدثاً إرباكاً وتداخلاً في التفاصيل بينه وبينه صاحبه المحموم، لكن القصة هنا تقود للأخرى (أرجل الألم) ليحكي تعاسة الكائن البشري حين يصاب بالمرض فيجعله يجر جسده عبئاً ثقيلاً، وفي (لنرم غريزة الترحال البغيضة) تكتمل المجموعة القصة بدعوة لتقليد الموتي والإكتفاء بوطن صغير القبر، برؤى تصوفيه تمزج بين حياة الإنسان وموته ليختم مجموعته بقوله (رغم مرور ثلاثة أعوام من مأساتي، وبلوغ الإنزلاق القضروفي مداه، لا تزال آلام الظهر الحادة المزمنة تكدر صفوي مع كل دوسة على البدال).

وهكذا اكتملت الثيمة الرئيسة للقصة التي سارت عليها جل قصص المجموعة (آلام ظهر حادة) الممثلة في التفسير الفلسفي بلسان الأشياء لحياة الإنسان، وعلى الرغم من الفكرة ليست جديدة فقد جاءت من قبل في كليلة ودمنة، ولدى كافكا، لكن عبد الغني استطاع عنصرتها وجعلها قصة بكل ما يعني القص في العصر الحالي من معنى، فهل استطاع قناع عبد الغني أن يشف عن كل شئ، بلى قد فعلها واستطاع تقديم دراسة تحليلية لواقع السوداني المعاصر تقول كل شئئ.

جريدة الرأي العام
....

Post: #28
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 09-12-2009, 07:31 PM
Parent: #27


نجاح يضاف للنجاحات ...

ونقول:

مبروك للمسرح.

Post: #29
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-12-2009, 08:09 PM
Parent: #28

(
Quote: أعطنى مسرح أعطيك شعب)
الحقونا بالنص الممسرح


البدر
عجبتني خالص عبارة النص الممسرح

وياريت نشوفو اكيد سمح الوصوفو ..

Post: #30
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-12-2009, 08:16 PM
Parent: #29

Quote: مبروك يا عبد الغني،
هذا النجاح يشبهك تماماً وستليه آخر.

لماذا لم تحضر العرض الأول؟ مش كان يتكرموا عليك بدعوة
وتذكرة لحضور ه؟ أم أن ظرفك لم يسمح؟

شكراً يا عماد.


ربنا يوفق عبد الغني في هذه التجربة الجديدة

وشكرا حيدر علي المداخلة

Post: #31
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: mohmmed said ahmed
Date: 09-12-2009, 09:09 PM
Parent: #30

نقل النص السردى القصصى

الى مجا ل العرض المسرحى بالتجسيد والاستعانةبعناصرالعرض من موسيقى اضاءة ديكورازياءمكياج

مغامرة شاقة

يتشكل النص القصصى فى ذهن المتلقى ويقرا بدلالات متعددة

وتكون مساحة التخيل فسيحة

فى العرض المسرحى
يقدم المخرج تأويله الخاص
ليجد المتفرج مقترحات للقراءة والتفسير

ماركيز لم يوافق على تقديم مائةعام فى السينما

وعرس الزين فى السينما جاءت دون قامة الرواية


اتمنى التوفيق ف للجميع فى هذه المغامرة الشيقة

Post: #32
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-12-2009, 09:17 PM
Parent: #30


..
أخي، وصديقي الجميل
دكتور حيدر بدوي..

محبتي، وعظيم شوقي!!
سأحكي لك حكاية كتابة هذه القصة، كنت متوترا، ضالا، جاهلا (ولا يزال الجهل أنيسي)، ابحث عن معنى، عن مغزى، لوجودي، تخرجت عاطلا، اجلس تحت النيم، في كرسي حديد قديم، مثل كراسي سينماء النيل الازرق، وكلزيوم، أتأمل مسرات الكون المخلوطة بالأسى، أشاهد من خلال شجيرات الدرابزين، هادية، بت الجيران، تدفق ماء الاوساخ من البالعوة، أتأمل الجسد، مسكين، يمرض ويموت، ويستحم ومع هذا يعشق، تذكرت حكاية كليلة ودمنة، التي ادرجها الطيب صالح في مقدمة مريود، عن الرجل الذي هو في البير، وحكمة الحياة الكامنة فيها، أراقب السحب البيضاء الناعمة وهي تحلق كفراشات حلوة فوق سماء ناصر، أشرب كوب ماء من زير يساري، أحس بالبرود حين تهوي قطرات على حجري، أتفلسف، ماء البالوعة وماء السحب وماء الكوز، من قلب واحد، (أجاري ابن العربي في وحدته التي تنتظم الكون)، كل شئ عقد جوهر، وكذا النابلسي، ماء يسيل على الأرض، وآخر يحلق، وثالث يروي، معنى واحد، وثلاث مبان، مثل عنصر الكربون، يتجلى ماسا، في حين، وفي حين يهوي "لفحم"، ولكني أقيس بالقيمة، وأحس بأن الفحم أغلى، وما أكثر تضحياته، واللهب يحرق رأسه الافريقي الاسود، ومع هذا يحمل كفتيرة، وحلة، وقدر فول..

أتمرغ في احزان ذاتية، وفاة أبي المبكرة، اخاطب نفسي (ماهي الأبوة)، بلى ماهي، عشت في كنف أم، فقط، صورة أبي في ذاكرتي، مثل شلن هوى في قعر جردل، تتراقص في خاطري صورته كما الشلن، أما صوته، فلا أذكره، ولذا حين تحكي عنه أمي، أحس برجل غريب، عاش معها حينا من الدهر، وفي الثانوي العالي كنت كثير الذهاب لقبره، أجلس وأخاطبه، كأنه امامي، وحين سمعت السيرة النبوية، والتي تعكس ثراء الفرد، في رؤية الموتى، وسماع شكوى النخيل، وزيارة موتى البقيع، ثمل قلبي، وفرهدت رؤية الحياة في ناظري، فأحببت النبي، وماركس، وكافكا، وعاشة الفلاتية، وكل من خصب حياتي، في يوم من الأيام، ولو ببسمه سريعة في موقف عام، حتى الأشجار، أحبها، ليس لجمالها، وصبرها على التقرفص كل حيالتها، ولكن لأن اورقها الخضراء، تصد الشمس عني، وعن بائعة الشاي، وسرب من نمل....


أتفهم رحيل أبي مبكرا، بيد ملاك الموت الذكي، كي أغرق في أمومة خلاقة، ما أطيب القدر، يعزف جماله بفكرية الفيزياء، والكيماء والحياة، ملاين القوانين مضفورة في خلايا الكون، تعمل معا، باتساق، وصبر دؤوب، فلم العجل، أيها العقل اللحوح، فاوست باعه نفسه للشيطان، كي يحيط بكل شئ علما، وفي نهاية المسرحية، يصيح كحصان عجوز (ما أشد جهلي، أنا أكثر غباء من أجدادي)، ما أتعس عقله، أحس به، برق أيامنا في الحياة، أصغر من برق، أضيق من حياة البرق..

كان هذا في ناصر، بري، وحين اذهب للعسيلات، كانت أمي تشم قميصي من فسحة البيارة، وكنت أحس بندم كبير، (كيف أوفر لها حياة كريمة، أين العمل؟ وكيف، ومتى؟)، ويسرح الطرف في اليقين، ماهو، والعقل القديم هل أذكره، (أيها العقل القديم هناك شاب عاطل)، أم أترك الحبل على القارب، كمريدي الشيخ الجنيد، حين سألوه عن الرزق (أن كنتم تعلمون أنه ينساكم فذكروه)، فأثرت الأدب، مثلهم..

وجرت الأيام، ولم تمت أمي من الجوع، وغشت دواخلي مياه الهوان الجميل، وعنت الفقر، والصبر، تلكم الجنود الصديقة للبسطاء، والمخلوقة من مادة فكر، لجلاء النفوس، واختبارات العقل القديم الغامضة الذكية..

هل أكتب..
أم أرسم؟؟
أم أتأمل الكون، صرت أصحو الصبح، وأمضي للنهر، "للنيل الأزرق"، كي أحش القش)، للمعزات، في طريق أقابل ببعض هجن، واستغراب، لم عاد كراعي، بعد التعليم،؟ أكثرهن استغرابا هي (ست النفور)، كانت تتصور التعليم ينفى الرعي، وحصد العشب للبهائم، وفي شاطئ النهر، كان الطرف يسرح بعيدا لشارع مدني، وللمقابر التي ينام فيها ابي وحبوبتي خادم الله، وأخرين، عرسوا في بلاد اختار العقل القديم شكلها، وروحها، وطبيعتها، هو، لا غيره..

يالله من منظر، الاغنام وهي تلتهم العشب الطري، الناعم، نبات السعدة، منظرها وهي تهز ذيولها الصغيرة، كأنها تلوح لملاك الحياة، بكره، وحسه النبيل، وبعينها الذكية الحزينة، كانت ترنو لي بشكر، يذكرني بأن مقام الشكر، أعظم مقام، حين تستعمل النعمة فيما خلقت لها، وأي نعمة من قلب جميل، يعشق سرب الحياة، ظاهرة وباطنه، كيف أرعى خراف أفكاري، وأغنام خواطري، تبدو لا إرادية، الخواطر هي اللغة الأم، حيث النفس مع النفس، من أين تنبع، أنها شكوى داخلية، أو مدح، تنسل من تلافيف العقل، ومن سويداء القلب، كلام الله، فيك، كتاب مسطور، بقلم الفكر، وحبر الحياة، شكول من خواطر، منها العجول كالبرق، ومنها اللازمن، كالروح، تمور بها النفس، وتضيق العبارة...

ماهذا الغموض الغريب..
توالت السنوات، وأختار العقل القديم أصدقاء تسر بهم النفس، أحمد جون، عبدالحميد الشبلي، عماد، وأمين، وجماع، ونجلا، وسيسة، وسرب آخر، منهم من نمت عنده في اركويت، أو الثورة، ومنهم من ناقشنا هل نحن مسيرين أم مخرين، ومنهم من تعلمت منه الصبر، وأخر تمعن الحياة، كلوحة، وفكرة، أحمد يونس بضحكته، وبكور بملاحظاته الدقيقة، ومحمد الربيع المتأمل الفنان. وقصي السماني بأكتشاف المفارقة في الشارع، والبيت، والمدرسة، تحس بأن كل جرم بشري، هو مدرسة، قائمة بذاتها، ثم حيدر بدوي، فنان، وكاتب، ومفكر، كنت في مدينة السد، أراقبه يصلي؟ بلى، وتستكين نفسي لهذه الجلوة التى تتبدى في محياه، وهو مقبل، ويتضوع بأنس الأنيس الوحيد، والظاهر والباطن معا، ثم ينشد، فتتمرغي النفس المعاني، التي تحج لها ببراق اللحن الحانئ، الطيب، الصادق، معاني دسمه، قاهره، تنشج اواصر فيما يتراءى متناقض، ومتنوع، ومتباين، أصحاب، أصحاب، حتى المرأة الكبير، حاجة حليمة، والتي خافت علي، وآوتني في بيتها، من الكشة، وقانون الطوارئ، تعلمت منها الحنو، على كائن من كان، وإلا أن بقلبي نكد غبشاء، ينبغي ايقاظها، كي ترتل لحن الوجود، مثل موسيقى افلاطون، التي تغمر فستان الكون، بأسره..

ثم دالي، والنور، ذوات تفكر بألق، وتعطيك دورس في الفهم، والتواضع، أكواب تشربها من دنان بدالدرين عثمان موسى، وأخي عبدالواحد، بدر الدين الامير، عادل التجاني، سرب من اصدقاء هنا، وهناك، تحس معهم بالفرح، نادوس، وليلاه، صديق محيسي، ماهذه الذوات النيرة، ثم علاقات كبرى، مع عالم فسيح من خلال النت..

(أكتب.. كي تراقب خواطرك، وتنظمها، وتعيد فهمك للحياة من خلال الحلم)، هكذا أوصاني أحمد جون، أكتب، أو (أنحت)، فالنحت يعني تطوير القدرة، والهمة، لخلق مثال، باطني في النفس، حتى تطور بداخلك (العلم، والإرادة والقدرة)..

وكطفل، شرعت في الرسم (امامي الآن لوحة لبيت استاذ سعيد، حتى الازيار، لم تنساها ريشتي المتواضعة)، ولكن هل بمقدور الريشة ان تجعل الماء باردا في اللوحة، وطيبا، ومسكرا، (أحسست بمقام الذل)، يا لتعاسة الحواس، (كيف أعبر عن نفسي)، عن الحياة، كماهي، وليس كما يتراءى لي، وهيهات..

في الطرابيز، في الجرايد، في ورق الجميز، اسكتشات لا تمل العودة، تطور تذوق اللون في عيني، للحق، بعد ممارسة بسيطة، ومثابرة، صرت أحب الألوان، حتى اللبن في الحلة، كنت ارى اختلاف البياض من خلية لأخرى، غباش السحب، سحر الغروب، لون الجسد، (في كرنفال جنوبي، دينكاوي، جعلي)، ما أعظم الفنان الخفي.. الغامض، ما أسحره..

وأحسست بالفشل، وأحب الفشل لاني أتعلم منه، ولأني أريد اكتشاف نفسي، ليس أكثر ولا أقل..

ثم شرعت في كتابة (آلام ظهر حادة)، كتبتها بصدق، طفولي، وفلسفي، لم أكن أخاطب سوى نفسي، امرؤ من الطبقة الوسطى، وجد نفسه سوداني، مسلم، نحيف، بلا حول أو قوة، وبيده اليمنى سيف كي يحارب الجنوبين، لم؟ لأن جدوده اشعلو حربا، عليه أن يدفع ثمن اخطائهم، "عجبا لجدودي، لم يكتفوا بجينات الوراثة، والحساسية من جدي"، بل حاولوا الاستيلاء على ذهني، وتحمل عبء الماضي، وقتل جنوبي، أو جنوبية، ناعمة اليد، ذكية مثل استيلا قايتانيو، أو فرانيس دينق (رغم المسرات التي غمرتني من كتاباته)، وعقل جدي كان يرى الجمال في الشلوخ، (أتفهمه كجمال مرحلي، ولكن ام جركم ما بتأكل خريفين). كان أية وقيمة جمالية، (ما أغرب صور التاريخ في المشي نحو الختام )، لم أختار العقل القديم خطوات الطين، ثم الطمي، والصلصلا، والقرود (تمثل قفزة، في سيرنا)، فإذن الشلوخ لا غبار عليها (بحكم الوقت)..

ولكن يدي المسكينة، الغضة، التي وضعت مقبض السيف على راحتها، قرأت ماركس، وفرويد، والرسالة الثانية، وأحست بفجر غريب، دسم، تسعى له الحياة الذكية، التي شقت طريقها في الظلامات والانوار، بدفق فكري وشعوري يسجد له العقل استغرابا، وفرحا، وغموضا..

كتبتها ولم أفكر في الحب، والجنس، كوسيلة لأستدراج قارئ بعيد، أو قريب، بل كي أفهم الحياة، كي آرى الاشياء المدفونة في قعر ذاتي، وأحس بها، كي أشعر بتلك النفس التي تتعب بمرادها الأجسام، وتشقى، وتصوم، وتدخل الفلوات، والجلوات، وتعاند، وتثابر، (لا يهمني حركات الجسد، ولكن ما يهمني ما يحركه)، مقولة لمصممة رقص ألمانية، (ما يهمني)، ما يحرك النفس، والروح، والجوع، والموت، ..

أحسست بان الكتابة حال من العشق، والوحدة والتعدد معك، تسكن عشرات الشخوص معك، بل فيك، ووتحول الاحلام وتتكثف بداخلك، حتى تلمس أناملك رقة الأحلام، أرق من حرير الهند، ومن خواطر النساك، ومن عشق (غزال ذلك الحمى، صبري قضى فيه، هيهات يفلت قلبي من اياديه)..

واليوم، مع ثورة الفكر، والتحليل، والاستحالة العادية..وفكرية الحياة، كيف ارفع السيف بخطأ قديم، وأقتل هذا، وذاك، في وقت يحن للسلام، والفكر، سلام يغشى حتى الأشجار، فتلوي عن خلق الشوك، وللعقرب، فتكف عن الفتك والتسميم، سلام عظيم، لا يتخيل، ولا يتصور، أبد الدهر..

أحسست ببراح، حين كتبتها، كأني ألقيت عن ظهري، حمل ثقيل، أمانة كبيرة، ونمت قرير العين، كأني اعترفت للجميع، بحقيقتي، بجهلي، وتواضعي، ومحدوديتي الكبيرة..

كتبتها كمسودة، وكان يقرأها معي اصدقاء وزميلات، الشبلي، ومامون وصلاح، وعبدالكريم الامين، ونسرين عجبان، وبدرالدين عثمان، وسرب من الاصدقاء المقربين، ولم اهم بنشرها، كنت اراها عادية، ولليوم ارها عادية، وأحس بأني تعجلت في نشرها، وهي لاتزال خميرة في النفس، بل لا أزال احس بأني طفل يحبو، كثير العثرات، يقدم فاضلا على مفضول، ولا يسعى مع نبض الكون، كما ينبغي، يتأخر، أو يتقدم، وهنا (الزيادة كالنقصان)...

وفي النفس شجون، وأحاديث، ولكن خفت الإطالة، ولكني كتبت كل ما أعلاه، بدون مراجعة، او تعديل، ولكني كتبته وأنا أحس بدفء غريب، وجميل، وكأني اعترف امام كاهن، في ضوء خافت، مسلي، يغري بالبوح، والاعتراف، والبكاء..

والآن أحس بأني أتمرن على الكتابة، أتمرن على الوصف، والتمثل، والبحث في سوديداء الذات، كي ألمس الحياة، وأعبر عنها، هناك، في منبعها الأول، الصافي، وهيهات، هيهات، هيهات، هيهات..

عميق شكري، استاذي الفاضل حيدر بدوي..

ملوحظة:
حاولت حضور البروفات، وحضور العرض، ولكن شاءت الأقدار، وحرمتني، ولكني أحس بأن العقل القديم، له مسرات، في لبوس الآسى..

مساء السبت
12 سبتمر 2009
الساعة العاشرة 31 دقيقة



....

Post: #33
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-12-2009, 09:27 PM

Quote: مبروك للمسرح.


ابو الريش ,, ومبروك كذلك لذاك الحذاء

Post: #34
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-13-2009, 07:26 AM
Parent: #33


Post: #35
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-13-2009, 07:38 AM
Parent: #34

أول ندوة، لآم ظهر حادة...

هذه أولى ندوة للكتاب، ولن انساها عمري كلو، لم؟ لأني كنت خجول، مرتبك، لا عهد لي بلقاء جمهور كبير، وليه، عشان اوضح، وكان في الحضور كمان استاذ دالي...


وهذه الندوة قامت باهتمام الاخ بدر الدرين الامير، والاستاذ عادل التجاني، والحبوب معاوية الطيب، بل هي اول ندوة اتعرف فيها على بورداب الدوحة، .. وكانت بمركز اصدقاء البيئة..

وكنت اتعجب بالله القراية مهمة كدي، وممكن لكتاب ان يثير التفكير، والتأمل، كويس والله، وده مدعاة للفرح، والخوف معا، وتكريس لأهمية الكتابة، لأني لم اتطرق في الكتابة كله، للحب والجنس (يعني بصورة مباشرة، أو مستترة)، يعني ممكن تكون هناك مواضيع أخرى تثير النقد..





من المداخلات التي لا انساها مداخلات محمد سليمان، ومحمد هديب، ودكتور عبدالله، واحمد المصطفى حسين (يالله أيام)، وكان في الحضور استاذة اسماء محمود محمد طه، وسعاد، ونزيهة، وبيني وبينك ديل خلوني اخجل شديد، وما أتكلم سوى لمحا..

من الاسئلة التي لا انساها سؤال ليلى صلاح ابنوسة،..

كنت متوترا جدا جدا في هذه الندوة، ...

رؤية وفرايحية عادل التجاني امتصت جزء من التوتر..

الشبلي اضحك الجميع، حين قال عن (حمار الواعظ)، هو في واعظ بركب حمار (طبعا يقصد الجبهجية)، ديل ناس كروزر، وهمر..

هناك سؤال جميل من صلاح فالولة، لليوم مهجس به، وياريت اجاوب عليه..


الندوة كانت بعنوان (قراءة أولى لأم ظهر حادة)، ولمن سألت ود الامير ليه، قال لي ألام ظهر حادة تستحق اكثر من قراءه، (وجه باسم)، ياربي مكتوب بخط رقيق، وصعب القراية..

للحق كانت تشجيع كبير لي للكتابة، ومدوامة الكتابة..



سلامي وتحيتي..


رمضان
صباح الاحد
13-9-2009م

....

Post: #36
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-13-2009, 07:46 AM
Parent: #35


Post: #37
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-13-2009, 10:33 PM
Parent: #36

في عمله "كعب ساندريلا العالي "
طارق البحر ..علي ما يقتـضيه المســـرح !


بقلم: عصام ابوالقاسم

في مسرحية "البرطوش وكعب ساندريلا العالي" التي يجري تقديمها هذه الايام علي خشبة المسرح القومي بأمدرمان ينجح طارق البحر في التأكيد علي خبرته الإخراجية لكن في المسرح هذه المرة لا الاذاعة التي عُرف بها لوقت ليس بالقصير؛ففي هذا العرض الذي شارك في اعداد نصه المسرحي سيد عبد الله صوصل عن واحدة من نصوص المجموعة القصصية الاولي للقاص عبد الغني كرم الله الموسومة بـ"الام ظهر حادة" يقدم طارق البحر نفسه كمخرج مسرحي لا تنقصه الجرأة ،وهو منذ البداية يذهب بعيدا في هذا الجانب حينما ينفتح علي مشهد القص القصير، وليس المكتبة المسرحية، ويختار نصاً معقداً ـ علي الأقل في تطويعه للمسرح ـ لبسطه مجازاً مسرحياً للسمع والنظر!

صحيح، ليس جديداً علي المسرح الاستعانة بالقصة القصيرة إلا ان ذلك لم يحصل في التجارب المحلية،علي الاقل في التجارب المنظورة بالنسبة لنا، إضافة إلي ان هذا النص القصصي كُتب حديثاً ولم يستقر أو لم يُقارب نقدياً بالدرجة التي يسهل معها تحليله، ثم تحويله إلي هوية فنية جديدة ..من القصة القصيرة إلي المسرح !

اذن هذا النص القصصي تمّ تحويله تخصيصاً لهذا العرض، اي لم يكن منجزاً في المكتبة من قبل بل فُكر في احتمالاته المسرحية وهو قيد المسافة ما بين القصة والمسرح ولئن كان سيد صوصل هو من قام باعداده فذلك حدث استجابة لتصور المخرج وتخطيطاته؛ صحيح.. ان ثمة ما يخصّ حساسية ألاول في الكتابة إلا ان الاشارة مهمة كونها تكشف ان طارق البحر بدأ مع التجربة من طورها الاول وصولاً إلي تجسيدها علي الخشبة.

كان بعضهم أخذ علي إدارة مهرجان ايام الخرطوم المسرحية في دورة فائتة قبولها لمقترح البحر في اخراج مسرحية "القلب الخامس" التي كتبها عبد الناصر الطائف، باعتبار ان سمعته في الاخراج المسرحي ليست في كفاية شرط المهرجان الذي كان قصر علي المحترفين، وظنّ بعضهم ان موازنات من نوع ما كانت وراء قبول عمله، وعلي الرغم مما قيل حينها عن تجربته مع فرقة السديم ـ طيبة الذكر ـ إلا ان ذلك لم يكن كافياً كردّ علي ما قيل،كما ان عدم حصول عرضه في ذلك المهرجان علي اية جوائز ربما زاد الطين..!

يقدم البحر ردّه "العملي" علي كل ما قيل حينها في تجربته الماثلة ويظهر مهاراته الإخراجية..خاصة في الجوانب الفنية بصورة لا يملك المرء معها إلا ان يستغرب ـ لو أخذنا في الاعتبار أهمية المراس والمران في المسرح ـ فالرجل غير انه ظل منقطعاً عن المسرح لوقت ليس بالقصير هو ايضاً ممن يمكن القول عنهم : شغلتهم عن الفن الرابع الشواغل فغابوا عن خشبته و..صالته ايضا !

ومما يستغرب له في التجربة بصورة خاصة .. هذا الملمح الذي يتخطي شغل الإخراج و مقتضياته البصرية والسمعية علي الخشبة إلي ما يمكن اعتباره "حالة مسرحة" أكثر شمولاً ؛حالة مفتوحة علي اختيار النص القصصي ومعالجته للمسرح ثم اختيار فريق التمثيل علي تباينه واختلاف مهارات كل واحد فيه،ثم تحريكه علي الخشبة بقيم اخراجية لا ينقصها الحسّ الحداثي !
قد يبدو للوهلة ان العمل أكثر بساطة من ان يلفت النظر النقدى ،كونه يحكي قصة "حذاء " ، من حقبة السبعينات، وجد نفسه فجأة يتدهور ويتدهور ويتحول إلي مجرد "برطوش " في "قمامة" ما ..إلي جانب مجموعة أخري من "البراطيش" أو الاحذية المتعددة التي هلكت من كثرة الاستخدام !

الحال ..ان العمل لا يساير الدلالة السياسية الجديدة التي اسبغت علي الحذاء بعد "حادثة الصحفي العراقي منتصر " ولا ما رسخ في الذاكرة القصصية المحلية من احوال لأحذية العسكر..كما في قصة "حذاء ساخن" لبركة ساكن ،وهو لا يقترب من ذلك النسج المعقد في قصة "الأحذية" للقاص بو عسل السيد بو عسل ؛فستار العرض ينفتح عندما يعى ذلك الحذاء ـ يقوم بدوره الطيّب شعرواي ـ بالتحوّل الذي مسخه إلي "برطوش" ويغالب ذلك أو يغالطه باستدعاء سيرته مذ كان علي فاترينه في شارع الجمهورية ..(جزمة في تمام اهلتها) و هو يصيح :
(أنا فى الأصل .. كنت جزمه .. نعم جزمه ..إيطاليه أصليه مقاس (42) كنت اتوسط فترينات شارع الجمهورية.. كنت أنا .. والجزمه الانجليزية ورباطات العنق وساعات اليد .. وحتى ابازين أطراف أيادى القمصان كنا نُعرض للبيع سوياً .. كنت أجلس على الفترينه كالملك .. جزمة ملك .. تاجى رباط أنيق بشكل فيونكه )!

تأسيساً علي لحظة الوعي هذه تنقلب دلالة الحذاء أو تتفجر بالمعاني بحيث يمكن ان نرى في حاله حال الكثير من الناس ولئن كان للبشر ،في بعض الاحوال، دورا ما في ما تأتي به مصائرهم فان الحذاء الايطالي هو الاخر "يثق بقلبه ويسايره" ويذوب في حب "الكعب العالي" /الحذاء الانثوى، وهو الحب الذي سيشقيه كما سيتعبه تبدّل حاله ليس فقط من كونه حذاء إلي "برطوش" انما من كونه غطاء يقى الحيوان من الحر والبرد حول إلي جزمة !

تضميّنات عدة تمر علي هذا الخيط المبسط، نتعرف من خلالها علي الملامح الاجتماعية لمرحلة السبعينات ..أحوال الطبقة الوسطي في المحبة والتزجية والسهر وسواها، كل ذلك عبر المسار الذي يقطعه الحذاء من تلك الفترينة عندما تشتريه فتاة كهدية لحبيبها،وصولاً إلي لحظته ملبوساً في قدمي الحبيب رفقة حبيبته في احدي الاندية الليلية المبتهجة ، انتهاءً بحالته مخلوعاً وفي متناول احد اللصوص ..حيث سيتبدل مصيره الناعم كلية ،علي قدميّ اللص الكبيرتين الخشنتين، ليغدو هالكاً وممسوخاً و..مجرد "برطوش" !

هذا البعد الكاركتيري في الحكاية يقابله المخرج طارق البحر بفضاء بصرى علي الخشبة يتضمن علبة "قمامة " في المركز وإلي جوارها حذاء يوشك ان يكون موازياً لكتلتها ،في دلالة إلي اعتباريته، والحيلة الاخراجية الاخري التي سيعتمدها لأنسنة حالة الحذاء هي تطويع البعد الجسدي للممثلين في اشكال "حذائية "إن جاز القول؛ فكل ممثل هو حذاء من نوع ما (سنفجة، شبشب، تموت تخلي ..) وهذا ، بما يتيحه من مقابلات وحوارات بين هذه الاحذية،يفتح العمل علي حكايات فرعية أخري تعقّده أو تخففه ،كيفما اقتضي السياق؛فثمة صراعات من نوع ما يمكن ان تحصل بين هذه الاحذية وفي مواضيع كالاصالة والاعتبار الاجتماعي ونحوه، كما هو حال البشر في المواضيع العرقية والجهوية، في القدم والحداثة، في الرقي والانحطاط وغير ذلك!

وعلي قصر زمن العرض إلا ان مخرجه نوّع علي ايقاعه العام،لئلا ينخفض، مستعيناً بالموسيقي وبعض المقاطع المغناة الدالة ..مضفياً لمحات كاركتيرية وواقعية وتجريدية فأضافة لما سبق هو يوظف،بصورة خاطفة، تقنية "المسرح داخل المسرح" حينما يبدل حكاية " المداس اللى كان بحب بت الناس" إلي مشهد تمثيلي،وهو يوظف فن العرائس في عدة مشاهد وبطريقة لافتة فهو لا يحتاج لارجوازات، لكنه يوّظف وجوه الممثلين واصواتهم في ابعاد تعبيرية مماثلة للعرائس، كما يستعين بجانب من "علبة القمامة" التي تتوسط المسرح كفضاء لحركة العرائس، والعمل برمته لا تعوزه الملامح المحيلة إلي فن "الرسوم المتحركة" !
لكن لا نستطيع، في هذا الاطار، غفل الحيوية التي طبعت اداء الفريق التمثيلي وإن كان ثمة اشكال في اداء الطيب شعراوي لبعض الجمل الحوارية والحكائية باللغة العربية،علي اهميتها؛ فبالنسبة للنص ..ثمة بلاغة في بعض الجمل التشبيهية والمجازية ويمكن القول انه لا يستقيم إلا بها !
علي ان التجربة تلفت ايضا من حيث علاقتها بـ " الدراما تورج" وهو مسمي مسرحي يبدو انه في سبيله إلي الرسوخ في مشهدنا المسرحي لكن ثمة اختلاف في مفهومه فهناك من يترجمه بـ "الخبير المسرحي" الذي يشتغل في اطار ورشة للارتجال يقوم بلملمة ما يطرح فيها من افكار لصناعة نص مسرحي، وبعضهم يرى ان الدراما تورج هو المخرج الذي يقوم بكتابة نص علي نص منجز ويخرجه للمسرح، وقد يكون النص المنجز مسرحياً ..وهذا الاتجاه يغلب في بعض التجارب التي لا تحتفي كثيراً بـ "المؤلف" !

وفيما بدا لنا فان تجربة "البرطوش وكعب ساندريلا العالي " تبدو أقرب إلي المفهوم الاول؛ فقد نوقش أمرها بين البحر وصوصل، كما اسلفنا، لكن هذا لا يعني ان سؤالاً عن المسافة بين المخرج والدارماتورج، قربا او بعدا، في هذه التجربة قد لا يكون مهماً ..وفيما نرجو ان نحصل علي اجابة قريبة نشير إلي انه كان مشرقاً ان نرى هذه الاسماء التمثيلية الجديدة من جماعة الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض وهي تلعب المسرح ليس في تلك الفضاءات المفتوحة التي دائما ما يختارها صوصل لكن في "العلبة

Post: #38
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عماد الشبلي
Date: 09-13-2009, 10:46 PM
Parent: #37


Post: #39
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-14-2009, 06:24 PM
Parent: #38

يا غني!

Post: #40
Title: Re: المسرح القومي يعرض مسرحية للكاتب عبد الغني كرم الله ..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 09-26-2009, 07:55 PM
Parent: #39

.....

بـ (كعب سندريلا العالي)
(آلام ظهر حادّة) على خشبة المسرح

كتب ـ محمد الربيع

بدأت بالمسرح القومي العروض الأولى لمسرحية (كعب سندريلا العالي) والتي اعدها للمسرح سيد عبد الله صوصل عن قصة الكاتب عبد الغني كرم الله (آلام ظهر حادة) الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر2006.
------
المسرحية من إنتاج المسرح القومي وتضم مجموعة من النجوم منهم، آمنة أمين، سيد صوصل، مختار بخيت، الطيب شعراوي، إيهاب بلاش ، موسيقى مبارك محمد علي وإخراج طارق البحر.
في قصة آلام ظهر حادّة يعيد القاص والكاتب السوداني عبدالغني كرم الله الاعتبار إلى جذوة الاشياء، التي سرقها خطاب الثنائيات المتعارضة، ويكشف بالسرد عن الجمال المخبوء وراء مصداته السميكة التي تمنع تبخر روائحها واصواتها وملامحها .
فأبطالها ليسوا شخوصا من لحم ودم يديرون حركة الحياة والعالم من موقع الفاعل وتكتفي الاشياء بالاستجابة والتلقي السالبة لأوامر الفاعل. بل هي أشياء تكشف عن سطوتها وسلطتها في المشاركة في إدارة مصير الإنسان، لذلك هي أحذية وطمي واحجار ونهيق حمار وحنين كلبة، حررها الكاتب بواسطة السرد من غيابها وجعلها تضج بالروح والأشجان والهواجس، في مملكة تتبادل فيها الكائنات الفعل والتأثير والشعور، في خطاب جمالي محض، متحرر من اكراهات الايديولوجيا وسطوة الثنائيات المتعارضة لذلك يصرخ »الحذاء« بطل النص الافتتاحي للمجموعة الذي يحمل عنوان »هدية عنصرية«.
ولا يحق لنا المطالبة أو حتى مجرد الحلم بأن نكون على الرأس مثل الكاب، أو حول خصور النساء كالأحزمة، أو في الأيدي مثل كتاين الساعات والأسورة، وبأننا لم نخلق إلا للوطء والدوس، وحقا لماذا لا يولد بنو آدم واحذيتهم بأطراف أرجلهم مثل حوافر الحمير، وأظلاف الماعز، ونُكفى شرهم، وكأنهم طردوا من جنة الرحم قبل نضوج حوافرهم، فأخفوا عاهتهم بانتعال الحذاء، طوبى للأحذية في بطون الحوامل، فهي عذراء وملساء من أرجل الأجنة وبطش المسامير، فلم اسمع كشكشة صندوق الإسكافي تتسلل من بطن الحامل، فالطبيب يذهب حيث يكون المرضى، وكفى الله أرجل الجنين شر الترحال في سبيل القوت، أم ضرب على بني آدم السعي في فجاج الأرض لجهلهم بمواقع خزائن الله وأسراره، فالموتى ينعمون بحياة رغيدة في جوف القبر، بلا حذاء أو ماء أو نور أو سلطان، ما أشد فقر بني آدم، فذاته لا تكفيه، وكأنه ولد ناقصا، لم لا يكون مثل شجرة النيم، في قوتها وصبرها وموتها، فهي لم تخط في حياتها خطوة واحدة من مسقط رأسها وحتى حتفها، ولم تجر بدمها الأخضر غريزة الترحال، ومع هذا، عاشت طويلا، فنبتت برعما طريا، ثم أورقت وأزهرت وأثمرت، وتمتعت جذورها بمص طين الأرض الطيب، وحين تموت، تموت واقفة، وكأنها تسخر من الفناء، »انتصب حتى تسقط بصورة أفضل«، أما بني آدم فيحتاج للسكين والحذاء والبطانية والكتب والنبوءات والنور حتى يقضي وطره السرمدي، ولا يتردد الحذاء في الرثاء لمنتعليه الذي لا يستطيع الاصغاء لانكاراته الخفية وهو يصدح بمونولوج طويل:
لا أخفي عليكم سرا، كم من المرات كنت أرثي لهذا الكائن ذي الرجلين، الذي يبدو كتلة من هم، بلا هدف، حيران، يتسكع كقارب بلا حبل، في بحر حياه متلاطم، الأرزاق، المجهول، الخوف، كينونة الوجود، الجوع والبرد، تركبه مثلي ملايين الأرجل، يتصبب عرقه في جسمي، فأشعر بملوحة وحموضة أحشائه، محروق بسجن الغرائز، سجن لا فكاك منه سوى الدخول بباب الموت إلى عالم آخر، لا يهمني ذلك العالم، لا شكله، ولا ماهيته، ولكن هل يا ترى فيه شوك، وحصى، وهل ما زال بنو آدم يمتطون الأحذية، أم تظل الأرجل عذراء ولدنة، كأرجل الأجنة في الأرحام، ولم يخرج من ذلك الباب أحد، حتى أرى هل برجليه حذاء معفر؟!
في الصبح، وقبل أن تهجر الطيور أعشاشها، وتمضي بلا أحذية في طلب قوتها المقدور، حشرتُ بداخلي الرجل، قدر لا فكاك منه.
وهكذا يستمر عبدالغني كرم الله في إعادة بناء سردية الكون والحياة في ضوء تقاطع الأشياء والتفاصيل والشخوص في وحدة وجود عرفانية وجمالية، يستعيد فيها الكل شخصيته ورائحته وصوته.
يقول القاص عبد الغني كرم الله حول (آلام ظهر حادة) :
(ان الكتابة كانت مدخلي لاكتشاف نفسي، وقد كتبتها بصدق، طفولي، وفلسفي، لم أكن أخاطب سوى نفسي، امرؤ من الطبقة الوسطى، وجد نفسه سودانياً، مسلماً، نحيفاً، بلا حول أو قوة، وبيده اليمنى سيف كي يحارب الجنوبين، لم؟ لأن جدوده اشعلو حربا، عليه أن يدفع ثمن اخطائهم، (عجبا لجدودي، لم يكتفوا بجينات الوراثة، والحساسية من جدي)، بل حاولوا الاستيلاء على ذهني، وحملوني عبء الماضي)...



http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=389&id=27792


....