القذافي أربعون عاما من القهر والثورة مستمرة ؟

القذافي أربعون عاما من القهر والثورة مستمرة ؟


09-01-2009, 12:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1251803124&rn=0


Post: #1
Title: القذافي أربعون عاما من القهر والثورة مستمرة ؟
Author: زهير عثمان حمد
Date: 09-01-2009, 12:05 PM

رغم ما يقال و يقوله هذا الرجل فأنه زعيم خارج الزمن والسلطة كل شيء الان بيد أبناءه أو القيادات النافذة في المخابرات اللبيبه عندما نفّذ معمر القذافي انقلابه قبل 40 عاماً، كان ضابطاً شاباً، قاد ثورة على الملك السنوسي. ووضع مقعده بجوار زعماء التحرير وبناة الدول الحديثة. كان وقتها مزيجاً من البدوي المارق على القبيلة، والسياسي الذي لايعرف قواعد أو بروتوكولات. ظلت هذه الصفات موجودة طوال ٤٠ سنة. أوقف فيها توصيفاته عند اللحظة الاولى التي اعتلى فيها العقيد ثورة «الفاتح» من سبتمبر. ظل هو العقيد وقائد الثورة، رغم أنه صاحب رتبة أعلى عسكرياً. ولا ثورة في التاريخ تستمر ٤٠ سنة. للثورة دور في لحظة وعمر تتحول فيه إلى «مؤسسة» حكم. «العقيد» تحدى الزمن وصنع له وللثورة حضوراً سرمدياً لا ينتهي بمهمة ولا يتحدد بمناصب، فهو ليس رئيساً. ودولته لا تخضع للتوصيفات المتعارف عليها، هي ليست ملكية ولا جمهورية، هي جماهيرية ، أي حكم الجماهير، كما جاءت أوصافه التفصيلية في الكتاب الاخضر. نظرية العقيد للطريق الثالث بعيداً عن الاشتراكية والرأسمالية. طريق تجمع في النظرية العالمية الثالثة ما بين هوس الرومانسية السياسية وعدم التعمق الفكري والفهم السليم حتي للاسلام وقام بخلط هذه المفاهيم وجاءت وخلطتها المدهشة من أفكار قومية وإنسانوية ومثالية لا نظير لها .

قيل إن عدداً من المفكرين العرب المشهورين شاركوا في صياغة نظريته وتدبيجها يتعالى العقيد فوق اليومي، لكنه غارق في اليومي عبر شبكة «اللجان الثورية» التي سلمها الحكم الفعلي باعتبارها أداة الثورة الدائمة. التعالي الذي يتيح للقذافي أن يدير ليبيا ولا يديرها في الوقت نفسه. نظريته هي حكم الشعب لا حكم نواب الشعب تعني أنه الروح الكبيرة التي يتجسد فيها الشعب الليبي. تلك الروح التي تخجل من تسمية نفسها في منصب «الأمين العام لمؤتمر الشعب العام»، كما ظل سنوات بعد إعلان «الجماهيرية» سنة ١٩٧٧. حينها تخلى عن الصفة، بعدما اطمئن إلى أن حكم الشعب يكون كما رسمه في نظريته، التي قيل إن عدداً من المفكرين العرب المشهورين شاركوا في صياغتها وتدبيجها لتصبح شبهاً كوحي نبوة، لا نظرية سياسية.
انتقل من ابن روحي لعبد الناصر الذي ائتمنه على الأمة العربية وجعله أميناً للقومية العربية، إلى الصراع لوراثة «أبوة» العروبة. صراع شهد مواقع متعددة من القاهرة إلى بيروت مروراً بالجزائر وحتى جيبوتي وجزر القمر، إضافة إلى جولات من محاولة تصنيع قنبلة نووية عبر الخبرة الباكستانية.
متحمس دائماً القذافي في كل معاركه. يبدو نزقاً أحياناً وخارج بروتوكولات السياسة وأقرب إلى الغاوين أو الممسوسين بغرام بعيد. أداؤه برز بعد أيام من نجاح ثورته، عندما أعلن ميثاق طرابلس الوحدوي بين مصر والسودان وليبيا، وحتى إعلان الاتحاد العربي الأفريقي في أول أيام إعلان اليأس من استجابة العرب لهواه الوحدوي، وبينهما اتحاد الجمهوريات العربية بين ليبيا ومصر وسوريا سنة ١٩٧١، ثم الوحدة الاندماجية بين السودان و مصر وليبيا في ١٩٧٢ ثم المسيرة الوحدوية التي قادها من رأس أغادير إلى مصر تعبيراً عن إرادة الشعب العربي في تحقيق الوحدة العربية الاندماجية (١٩٧٣). وبعد أقل من عام بيان جربة لإقامة الجمهورية العربية الإسلامية بين ليبيا وتونس أيام بورقيبة ( ١٩٧٤) ثم بيان حاسي مسعود الوحدوي بين ليبيا والجزائر (١٩٧٥)، ثم بيان وجدة الوحدوي بين المغرب وليبيا وبيان مراكش لإقامة اتحاد المغرب العربي إلى جانب تكسير بوابات الحدود وإعلان مشاريع وحدة تقريباً في كل عام من الأعوام الأربعين للثورة.

يجلس العقيد في خيمته ليصنع زمنه الخاص، بينما بلاده تعاني من ثقل مهماته النبوية والوحدوية
رقم قياسي لم يدخل تاريخ السياسة، لكن صنع تاريخاً لليأس من العروبة ومن زعماء مفتونين بفكرة المخلص والمنقذ، ويخفون تحت ملابسهم البدوية والعسكرية. صورة هتلر بدون قوته التي تحدى بها العالم.
تصور القذافي أن بلاده عظمى لمجرد أنها تلقّت ضربة من سلاح الجو الأميركي. وأقامة النهر العظيم تخريجة سياسية جديدة تماماً لآخر سلالة الحكام المبعوثين من العناية لتحويل دولهم إلى «قوى عظمى» بالتوحد مع ذات الزعيم المتعالية المفارقة للزمن.
يجلس العقيد في خيمته ليصنع زمنه الخاص، بينما بلاده تعاني من ثقل مهماته النبوية على بنيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. العقيد في خيمته يضع نيشان ملك الملوك على صدره ويرتدي ملابس مثيرة. هي الموجة الأخيرة من أناقته التي بدت تقليدية مثل نجوم السينما وانتهت إلى مفارقة اللحظة والذوق الراهن.
وهي موجات توازت مع تحولاته السياسية من مموّل الثورات في كل مكان إلى مرشد إلى مخابئ الأسلحة المحرمة دولياً كعربون صداقة وإنهاء عداوة مع الغرب وأميركا. القذافي نوع وحده الآن. فريد بين الزعماء. حطم سنوات الخلود والقدرة على طحن كل المخالفين تحت أوتاد خيمته. فاكهة التجمعات السياسية. يثير الفكاهة. ويداعب وقار الحكام الآخرين بطرافة تجعله كمن يؤدي دوراً على منصة مفتوحة ودائمة.
له مزاج ممثل يتمتع بقدرات عى تحويل هذيانات العقل المغادر للواقع إلى ما يتصوره خطاب مهم. أصبح هو وحده مصدر جذب سياسي لليبيا بعدما أنهكت مغامرات العقيد السياسية عوائد آبار البترول.
الشاب النزق أصبح بعد ٤٠ سنة عجوزاً يمتلك جاذبية أمام الشاشات والميكروفونات، وربما نظرته الدائمة لأعلى ليست انتظاراً لوحي أو نبوءة، بل هي بحث عن كاميرا تتابع استعراضاته المثيرة كشخص خارج التاريخ والزمن ولكن ثورته ستمرة !
لا يوجد أي إشارة على اعتزام القذافي تخفيف قبضته على السلطة. وليس معروفاً كيف يمكن الإجابة عن سؤال التغيير والإصلاح في ليبيا؟
السؤال يتردد منذ بضع سنوات في أزقة طرابلس وحواريها، لكن من دون أن يفهم أحد سر العلاقة المعقدة بين القذافي ونجله سيف الإسلام الذي ترشحه التكهنات لوراثة أبيه وهو يدير مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية. القذافي الابن يردد تصريحات مفادها أن التغيير قادم ووشيك. لكنه لا يوضح كيف لا أحد يعرف ولكنه قادم بعد أربعين عاما من القهر .

Post: #2
Title: Re: القذافي أربعون عاما من القهر والثورة مستمرة ؟
Author: قلقو
Date: 09-01-2009, 12:49 PM
Parent: #1

اربعين سنة الزول ده اصلو مابيزهج يازهير.
غايتو كنكشة مبالغة .

Post: #3
Title: Re: القذافي أربعون عاما من القهر والثورة مستمرة ؟
Author: زهير عثمان حمد
Date: 09-02-2009, 12:27 PM
Parent: #2

قلقو
تحياتي
لك وشكرا علي المرور وأنشالله نكون أحسن حال من القهر الذي في النهاية توريث