دمــوع بطعـــم الــــدم .. بقلمــــــــــي

القصيدة كتبتها وأنا في الصف الثاني الثانوي .. ذكريات الصبا ... وأيام مضت الى غير رجعة .. وعشق حتى المرض! .. وكما قال أحد السلف -عليه رحمة الله- : اللهم اني أعوذ بك من العشق .. الآن انا متزوج بفضل الله من زوجة أحبها وتحبني ..

القصيدة بها أكثر من 100 بيت شعر وهي بدايتي في عالم الشعر الفصيح ولكني كتبتها على مراحل .. المرحلة الأولى حينما احببت الفتاة .. وبقية المراحل كتبتها عند حدوث النوازل الحزينة والتي أصبحت بالنسبة لي اليوم مجرد ذكريات وتبقت منها هذه الأبيات التي طبعت على ذاكرتي وأبيات أخرى أنسانيها عراك الحياة ..

إسم القصيدة (دموع بطعم الدم) استوحيته من بيت شعر في الجزء الثاني من القصيدة.

لا أعتبر نفسي شاعراً .. ولكن لي محاولاتي التي كثيراً ما أفضل الإحتفاظ بها لنفسي ولكن أحياناً أقوم بطرح بعض محاولاتي ..

أعتذر للإطالة وأترككم الآن مع الأبيات .

الطَّيفُ أَرّقَنِي وقَاضَ صَفائـــي

وَخَواطِـري كَلْمى بها حَوبائـي



*** أبيات محذوفة ***



مَا أنتِ إلا روضَةٌ مِن نَرجــسٍ

خَضِلٍ نَدَاهُ .. مَسَـرّةٌ للرّائي



مَا أنتِ إلا أُقحوانةُ عَصرِهـَــــا

وَسَطَ الأقاحِي في أَصِيلِ مســـــاءِ



بَلْ أنتِ بـدرٌ في صَفاءِ سَمائِـــهِ

يُزجي لُجيناً سَاحِـراً بِِسَنـــَــاءِ



يَا دُرّتي يا مَن سلبتِ نَواظـــري

وَخَطَفتِ لُبّـي دونَ أيَّ عَنَـــاءِ



وَجَعلـتِ صَدري كاللَّهيبِ مِنَ الهَوى

ورَسمتِ في عينيَّ حَرفَ (الـــرّاءِ)



(فالرّاءُ) من رَوحِ الجِنانِ يَحُفّها

طَوقٌ من الرّيحانـَةِ السّمـــرَاءِ



(والنونُ) من نَخلٍ تَهَدّلَ ضاحكاً

فَوقَ الأديـمِ على لُجينِ المـاءِ



(والألِفُ) آياتُ الجَّمالِ شَدَا بهــا

غَضُّ الكَنَـارِ بِأيكةٍ خَضـــــراءِ



إني غدوتُ أسيرَ عِشقَكِ يا (رَنَا)

حتّى جُنِنتُ وحِيرَ في استشفائي



ولَسوفَ ألتمسُ الشّفاءَ فَطَالمــا

أنتِ الدواءُ فلا مَكَـانَ لِدائـــي

مَا كنتُ أرجو أن تكونَ مَحبّتِــي

حَطَبـَاً لِنـارِ الـذمِّ والبَغضـــاءِ



قَدْ كُنتُ أخشَى سُـوءَ ظنّكِ إنَّمـا

كَانتْ ظُنوني فيكِ مَحضُ نَـقَــاءِ



ولَكَمْ فُجِعتُ الآن بَـعدَ تَصَبُّـــرٍ

فالشّـرُ كلَّ الشـرِّ في الأنبــــاءِ



قالتْ (نَدى) هلاّ سَلَوتَ لِقاءَهـــا

مَهْلاً .. فإنّكَ في دُنـا الأعبـــــاءِ



ما زلتُما غَضَّينِ في عُمرِ الدُّنــا

والعِلمُ أجْدَرُ من رَحَـــا الأهواءِ



وَلمَستُ من حَدْسي مَخَاطِرَ جَمَّةٍ

أوجَسـتُ مِنها مَسلَكَـاً لِفنائــي



قَلبـي هُنـا مَا زالَ في آمالــــهِ

وهُناكَ عَقلـي فـي انتظـارِ (اللاّءِ)



وهَتفتُ في يَأسٍ أجيبـي يـا (نَدى)

ولَسَوفَ أرْضَخُ صَابراً لِقَضَائــــي



وسَمعتُ منها مَا أَصَابَ جَوانِحــي

في مَقتَـلٍ ألفَيـتُ فيـهِ رَثائــــي



دَارتْ بِيَ الدُّنيا .. وغَامَتْ أَعْيُنِـــي

وكُلِمْتُ في قَلبِي .. وأُلجِم نَائـــــي



وغَدوتُ كالجُّدرانِ في سَيلٍ طَغى

أوْدَى بِهـا ذَرَّاً علـى الغَبــرَاءِ



وجَـرَتْ على سَحْـرِي مَدَامِـعَ خِلتَهــا

قَطْـرُ السَّمـاءِ بَكَى لِمُـرِّ بُكَائــــي



وتَنَاثرتْ في كُـلِّ فَـجِّ عَبْـــرَةٌ

أَضْحَتْ الى سَمعِي عَويلَ تَنَائِــي



إنْ كَانَ قَدْ أَضْنَى المَآقَِيَ دَمْعَهَا

فَلَقَدْ ثَوَى في القَلْبِ جَمْرُ بَلائِي



لَيتَ القَضَاءَ مَضَى بِنَفْسِيَ بَعدَما

أَبدَلْـتِ عِشقَـاً صَادِقـاً بِعَـــدَاءِ



وأبَيـتِ إلاّ قَتـلَ حُـبٍّ طَاهِــــرٍ

وَحَجَبتِ عَنّي البَدرَ في الظَّلمـاءِ



وَنَفَثتِ في الأعمَاقِ سُمَّاً نَاقِعاً

وأَثَـرتِ في الآفـاقِ كُلَّ مِــرَاءِ



لَكَأنَّمـا بَينـي وبَينكِ مَوعِـــدٌ

لِلثَـأرِ أو لِلحـربِ في البَيْـدَاءِ



فالصَّبرُ كُلَّ الصَّبرِ يا قَلبي الذي

مََا مَـلَّ يَومَـاً حُرْقَــــةَ الأَدْوَاءِ



وَكَفَـاكِ دَمْعَـاً يَا مَحَاجِـرُ إنّنـي

ألفَيتُ في طَعْـمِ الدُّموعِ دِمَـائـي

الصَفْحُ والعَفو الجَميلُ أرُومَـــهُ

رُغْمَ اعتِلائَكِ صَهوَةَ الشَّحنَــــاءِ



وبَشَاشَةٌ في الوجْهِ أنْهَلُ فَيضهــا

وصَفَاءُ قَلبٍ في الرّؤى البَيضَــاءِ



ونَقَاءُ نَفسٍ .. وارتِياحُ ضَمائـرٍ

وجَـلاءُ هَـمٍّ .. واكتِمـالُ رِضـاءِ



ولَقَدْ عَجِبتُ من امتِنائِكِ مَا جَــلا

فِي ناظِرَيـكِ جَـرَائِـمٌ أخـطَائــي



وخَطِيئَـتي يا قَـوم بَلْ وجَـرِيمـتي

عِشْقٌ سَرَى فِي ظَاهِــري وخَفَائــي



عِشْـقٌ تَلألأ في سَمَـاءٍ صُنتها

مِن كُلِّ سَوءٍ عَابَ كُلَّ سَمَــاءِ



وصَنَعتُ مِنكِ البَدرَ آنَ تَمَامِـــهِ

فَطَوى بِسَـاطَ الظُّلمَـةِ السَّـوداءِ



ورَأيتُ نَجمَكِ في الفَضَاءِ مُغرِّدَاً

فَطَرِبتُ عِشقاً وانْتَشَتْ أعضَائـي



وشِهَابُ طَرفُكِ لا يُرَدُّ كَأنَّمـا

قَدَرٌ هَوَى في سُدْفَةِ الإخْفَـاءِ



لله دَرُّكِ يا مَـآقِ حَفّهــــا

سِحرُ الصِّبَا في رَوعَةِ الآلاءِ



*** أبيات محذوفة ***



إنَّ الظُّنونَ تَمُجُّ بَينَ سُمومِها

ظُلمُ البَريءِ وَمَنْطِقُ الجُهَـلاءِ



سَاءَتْ ظُنونكِ فامتَشَقْتِ ذَريعَـــةً

لِقِتَــالِ حُــبٍّ فَـاقَ كُــلَّ صَفَاءِ



لا والذي بَعَثَ النّبيَ مُحَمَّـــداً

لَستُ الدَّنئ وَشَاهِدي أعْدَائـــي



لَستُ الذي يَبنِي دِيارَ مَسَاوئٍ

خَابَتْ دِيَارِي إنْ أَسَأتُ بِنَائي



أنتِ التي أذْكيتِ وَهْجَ مَشَاعِري

وأَسَـرْتِ قَـبي وانْتَـزَعتِ ثَنَائي



فَعَلامَ لَومُكِ والنَّقَاءُ سَجِيَّــتي

والطُّهرُ ثَوبِي والعَفَافُ رِدَائي



إنْ كُنتِ مُعجِمَةً فإنّي مُعْـرِبٌ

أوْ كُنتِ صَافِحَةً فَذَاكَ شِفَائي



أو كُنتِ في غَسَقِ الدّجَـى فَلَرُبَّمــَا

فَجْـرُ الحَقيقَـةِ قَـدْ أتـى بِذُكَـاءِ

لَهفِي عَلَيكَ ولَوعتِي وبُكائـي

يَا قَلبُ هلَّا عَزَّ فِيكَ نِدائـي



يَا قَلبُ أفرِغْ في الجِّراحِ تَصَبُّراً

عَــلَّ التَّصَبُّرَ يَفتدِي أَشلائـــي



ضَمِّدْ جِرَاحَكَ وانْتَقِي لِجَلائها

مِنْ كُلِّ غَرسٍ طَيِّبَ الأَصـــدَاءِ



يَكفِيكَ في الأمثالِ فَيضُ مَشَاعِر

أَفِلَتْ هُنَا في غَمرَةِ الأَنــواءِ



عَجَباً لِنفسي مِنْ زَمَانِ غَرَائِبٍ

ألفَيتُها في حُلَّــةِ البَأسَـاءِ



فَعَلامَ دَمعُكَ يا فُؤادِيَ والُمنـَى

قَدْ فَلَّهَا سَيفُ العُرى الجَوفَـاءِ



كَمْ مِن لَيَالٍ في الدُّنَا قَضَّيتَهـا

يَا قَلبُ في الدَّوامَةِ الصَّمـــاءِ



سَطَّرتَ هَذا الكَونَ عِشقاً صَادِقَـاً

وسَمَكتَ في الأُفُقِ الجَّميلِ وَفَائي



وَظَنَنتَ أنَّ العِشقَ في أيّامِـــهِ

قَيسٌ ولَيلى في هَوَى الصّحــراءِ



وَرَضِيتَ بالـهَمِّ الصَّعيبِ تَحَسُّبــاً

لِلخيرِ بَعدَ فَداحَةِ الأَعْبـــَــاءِ



مَاذا جَنَيتَ الآنَ غَيرَ تَحَسُّـــرٍ

أَضحَى قَرِيناٍ سَاءَ في القُرَنَاءِ



جَرّعتَنِي مُرَّ التنَدُّمِ والأَسَـــى

وأَنَا الذي مَا ذُلَّ قَطُّ إبائـــي



نَضَّرتَ في الأَعمَاقِ حَظِّيَ والُمنَى

وبَنَاتُ دَهرِيَ مَا بَرِحنَ جَفَائـي



أَبقَيتَ في الأَعماقِ كَلْماً دَامِيـاً

ثرُّ النَّدامَةِ سَرمَدُ اللَّومَــــاءِ



أَثقَلتَ رَاحِلتي بِرُزئٍ مُعضِــلٍ

في غَمرَةِ الترحَالِ بِالهَيمَاءِ



وجَوارِياً للعِشقِ مِلءَ جَآجِـئٍ

بِالصِّدقِ سَيَّرهَا أَثيرُ حَيائي



أَزجَيتُها بالنُبلِ في يَمِّ الهَوى

لِمرافِئٍ نَاجَتْ خُطَى الحَسْنَــاءِ



فَأَثرتِ يَا حَسنَاءَ قَلبِيَ جَونَـةً

في ظُلَمةٍ أَودَتْ بِكُلِّ ضِيـَــاءِ



وَهُنَاكَ عِندَ مَرَافِئٍ أَحبَبتُهَا

ألفَيتُ سِجنَ الـذمِّ والإِزرَاءِ

محمد
رمضان كريم

قرأت قصيدتك و التي تقول أنها كانت في عهد الصبا
و أعتقد أنه بعد مرور كل هذه السنوات أن تجاربك قد نضجتْ و إستوى عودها و بالتالي فإن ملكتك الشعرية تقف الآن على أرض صلبة
واصل فأنت تملك قريحة سلسة و بصيرة شعرية لا يخطؤها القاريء

توقفت كثيرا عند :

Quote: وَجَعلـتِ صَدري كاللَّهيبِ مِنَ الهَوى ورَسمتِ في عينيَّ حَرفَ (الـــرّاءِ) (فالرّاءُ) من رَوحِ الجِنانِ يَحُفّها طَوقٌ من الرّيحانـَةِ السّمـــرَاءِ (والنونُ) من نَخلٍ تَهَدّلَ ضاحكاً فَوقَ الأديـمِ على لُجينِ المـاءِ (والألِفُ) آياتُ الجَّمالِ شَدَا بهــا غَضُّ الكَنَـارِ بِأيكةٍ خَضـــــراءِ إني غدوتُ أسيرَ عِشقَكِ يا (رَنَا) حتّى جُنِنتُ وحِيرَ في استشفائي

هذه الأبيات وحدها كفيلة بأن تضعك في مصاف شعراء الشعر الرصين المتمكن من اللغة

واصل

دمتم

وَجَعلـتِ صَدري كاللَّهيبِ مِنَ الهَوى

ورَسمتِ في عينيَّ حَرفَ (الـــرّاءِ)




الاخ الشاعر محمد عبد الله مختار

تحية طيبه

وحقيقه اعصر علي الشعر ده وخلي المكنه بتاعت الوعاظ المستلفها دي

تحياتي كدي خلينا من رنا وندي
ورينا شعر اليوم

ام يا تري الشعراء يتبعهم الغاوون



تحياتي

صبري كيف الحال ..

شكراً على المشاركة ، كما هو واضح البوست أدبي بحت ويا ريت ما تغير مسار البوست .

الغريب في الأمر أنك محلل لنفسك الدفاع عن معتقداتك الفاسدة ومحرم علينا الدفاع عن دين الله القويم!

عموماً البوست ما عندو علاقة بالتنوير فياريت تشيل جنريترك ولمباتك بعيد من هنا .













ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما ملاحظ انو اسلوبك خلاك شخص غير مرغوب فيه في أي بوست؟

Quote: ورينا شعر اليوم

ولا يهمك يا صبري الشريف .. عشان خاطر الجنريتر واللمبات أنا ألفت ليك الأبيات دي خصيصًا ليك (لزوم التنوير وكده!) ، يا ريت تتمعن فيها كويس وان شاء الله تستفيد


لا تَفتِننَّكَ هذه الأوحالُ *** فالحقُ حقٌّ والضّلالُ ضلالُ
والعلمُ بالأخلاقِ يسمو رفعةً *** والجّهلُ سُمٌّ للحِجا قتّالُ
والوقتُ مثل البرقِ ليس يَرُدّه *** بعد الذهابِ مَدامعٌ تنهالُ
أكرِمْ بقومٍ أخلصُوا لإلهِهِمْ *** فأثابَهم بالعلمِ حتى نَالوا
طَفِقوا يُسيمونَ النُّهى بِتواضُعٌ *** والنَّاسُ دونَ مَناقِبٍ تَختالُ !

الأستاذ أبو جهينة

رمضان كريم وتصوموا وتفطروا على خير ..

أشكرك جداً على المشاركة وعلى إستقطاع جزء من زمنك الغالي لقراءة القصيدة.

كلماتك الجميلة هي شهادة أعتز وأفخر بها .




تقبل تحياتي

Quote: ام يا تري الشعراء يتبعهم الغاوون

نعم يا صبري الشعراء يتبعهم الغاوون ، لكن الله عز وجل استثنى بعضهم فقال (إلا) ، وإلا دي أداة إستثناء ويا ريت تلقي نظرة على باقي الآية الذي قمت أنت بتجاهله وبتره عمداً لتضليل الناس ومخادعتهم .. (وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون) .

قال الله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون ، وأنهم يقولون مالا يفعلون ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا .. ). [الشعراء: 224-227].

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام".














ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأعضاء الكرام: آسف لخروج البوست عن مساره ولكن وجب الرد على أمثال هؤلاء ..

الإســـلام جامعـة الإنسانيـة و الرحمــة و الســلام و لـو كـره الكافـــرون

و لو

كــره المنـافقـون

و لـو

كــره الدنيـــويون عبــدة الأجسـاد

و رافضـى التقيـد بقيــم الأرض السمحــة

و لا تعاليـــم الســــــماء العلـيـا


ولـــدت مبـرءاً من كــــل عيـب *** كأنـك قــد خــلــقت كمـا تشـاء

فأجمـل منك لـم تــرى قــط عينى *** و أفضــل منك لم تلــد النسـأء

و للإنسـانيـة التـقـدم

عاصم كيف الحال ، رمضان كريم

كلام في التنك ...

أسعدني مرورك .. تقبل تحياتي

*****