ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحونولأهميته فإن الله تعالى قرنه بالايمان به في قوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر و" /�> ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحونولأهميته فإن الله تعالى قرنه بالايمان به في قوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر و�� /> شدة أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام

شدة أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام


08-27-2009, 08:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1251359739&rn=0


Post: #1
Title: شدة أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام
Author: Kamel mohamad
Date: 08-27-2009, 08:55 AM

الأمـــر بالمعروف والنهي عن المنكر


قال الله تعالى : > ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون< سورة آل عمران آية 104 . إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة من ضرورات الحياة وهو القطب الأعظم في الدين، والمعروف لغة اسم لكل فعل يعرف بالعقل أو الشرع حسنه، وهو خلاف المنكر، والمعروف اصطلاحاً إسم جامع لكل ماعرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان الى الناس، سواء كان بالعمل أو القول أو الاشارة، والمنكر هو كل اعتقاد أو عمل أو قول انكره الشارع الحكيم ونهى عنه، وهو عكس المعروف. وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع المسلم، يقول الامام احمد ابن قدامة المقدسي: اعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي بعث الله به النبيين، ولو طوي بساطه لاضمحلت الديانة وظهر الفساد وخربت البلاد< مختصر منهاج القاصدين ص/ 123 .

ولأهميته فإن الله تعالى قرنه بالايمان به في قوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون بالله) سورة آل عمران آية (110)، كما أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا في غاية البلاغة لبيان أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمجتمع، فقال صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا؟ فإن تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري. ولبيان أهميته وضرورتة فإن النبي صلى الله عليه وسلم نبه وحذر من الآثار الناجمة عن تركه فقال صلى الله عليه وسلم: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم) روراه البزار والطبراني في الاوسط، وفي رواية: >أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم< رواه الترمذي.

ويكفي بياناً لأهميته أنه صفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الموجودة في التوراة والانجيل، قال الله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) سورة الأعراف آية 157 . لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الأول لمن أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وكان قدوتهم وأسوتهم في الدعوة الى الله تعالى، وكان صريحاً كل الصراحة، وواضحاً كل الوضوح في قوله الحق، وفي الأمر والنهي، وكانت هذه الصراحة مزيجاً من الأدب والذوق والخلق، فما كان غليظاً في قوله، ولا فظاً في أمره ونهيه، بل كان المثل المحتذى في اللين والرفق وحسن الخلق والعلم بمواقع إنكار المنكر وظروفه وما يترتب على إنكار المنكر من آثار ايجابية أو سلبية، كما كان صلى الله عليه وسلم يأمر الدعاة الى الإسلام بالتيسير على الناس، وتبشيرهم بالخير، ويحذرهم من تنفير الناس عن الدين أو التعسير عليهم في مطالب الحياة، ولا تزال كلماته لمعاذ ابن جبل وأبي موسى الأشعري تطرق أسماعنا: (بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا) متفق عليه.

والمتمعن في الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجدها واضحة غاية الوضوح في فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان هذا الفرض هو فرض كفاية، يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: فقوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) سورة آل عمران الآية 104، ففي الآية بيان الايجاب، فإن قوله تعالى: >ولتكن< أمر، وظاهر الأمر الايجاب، وفيها بيان أن الفلاح منوط به إذ حصر وقال: >واولئك هم المفلحون< وفيها بيان أنه فرض كفاية لافرض عين، وأنه إذا قام به أمة سقط الفرض عن الآخرين، إذ لم يقل: كونوا كلكم آمرين بالمعروف، بل قال: >ولتكن منكم أمة< فإذا ما قام به واحد أو جماعة سقط الحرج عن الآخرين، واختص الفلاح بالقائمين به المباشرين له، وإن تقاعد عنه الخلق أجمعون عم الحرج كافة القادرين عليه لا محالة< إحياء علوم الدين ج 2 ص 33 .

إن ما يترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمور عظيمة وآثار في غاية من الخطورة، قال الله تعالى: (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) سورة الأنفال آية 25 .

ولقد أخبر الله تعالى أن الأمة التي تقصر في هذا الجانب أمة مطرودة من رحمة الله تعالى، قال الله تعالى: (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون) سورة المائدة الآيات 78 و79 . وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم< رواه ابو داود.

إن الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر تكليف ليس بالهين ولا باليسر إذا نظرنا الى طبيعته، والى اصطدامه بشهوات الناس ونزواتهم، ومصالح بعضهم ومنافعهم وغرور بعضهم وكبريائهم، فالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمل محفوف بالمكاره ومحاط بالصعاب، ومن أجل ذلك رفع الإسلام قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى مرتبة القضايا الهامة في الحياة الاسلامية، عن درة بنت أبي جهل قالت: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: من خير الناس يارسول الله؟ قال: (آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر واتقاهم لله وأوصلهم) رواه أحمد والطبراني، ومن هنا فقد جعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص المؤمنين التي يتميزون بها، قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) سورة التوبة آية 71 . وفكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قاعدة عظيمة من قواعد الدين تظهر فيها مسؤولية الفرد المسلم تجاه جماعته ومجتمعه وتظهر فيها أيضاً مسؤولية الأمة الإسلامية تجاه الجماعة الانسانية بأسرها، تلك المسؤولية التي تحتم على الأمة الإسلامية أن تنتصب كالجبل الأشم أمام الشرور والمفاسد التي تكتنف حياة الناس، ولذا جعلها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس، وقد هيأ الله تعالى لها وسائل كثيرة للنهوض بالدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فـإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان) رواه مسلم.

وليس مقصود هذا الحديث الشريف أن يكون التغيير ابتداء بقوة اليد، فإن التغيير باليد بحسب الاستطاعة والاختصاص، فالذي يستطيع تغيير المنكر بيده في أهله مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة أبناء سبع واضربوهم عليها أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد وابو داود والحاكم، لايستطيع تغيير المنكر في مجتمعه بيده لأن ذلك هو من اختصاص السلطان لما يترتب على تجاوز هذا الاختصاص من أضرار ومفاسد والقاعدة الشرعية تقول: (درء المفاسد أولى من جلب المنافع).

ومن وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللسان والكلمة الطيبة، قال الله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) سورةالنحل آية (125). كما أن هذا الحديث الشريف: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان) يبين درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فاعلاها درجة التغيير باليد ومن ثم التغيير باللسان وأدناها التغيير بالقلب. ولابد في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتحلى بصفات وشرائط تمكنه من القيام بهذا الفرض، ومن هذه الشرائط: الإسلام والتكليف والعدالة بأن لايكون فاسقاً: (آتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) سورة البقرة آية 44، وأن يكون عنده العلم الشرعي الكافي فيما يأمر به وينهى عنه، وأن يكون حسن الخلق والسيرة قدوة للناس، حكيماً في كيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقدراً للمواقف و أن يكون مخلصا لله في قيامه بهذا العمل يبتغي وجه الله وحده لاشريك له و ليس لديه غرض دنيوي أو شخصي فإن الله لا يقبل العمل من العبد إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم.