الحراك السياسى بين الاقلية المنظمة و الاقلبية المبعثرة الجزء الخامس

الحراك السياسى بين الاقلية المنظمة و الاقلبية المبعثرة الجزء الخامس


08-12-2009, 11:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1250117470&rn=0


Post: #1
Title: الحراك السياسى بين الاقلية المنظمة و الاقلبية المبعثرة الجزء الخامس
Author: مجاهد حسن طه
Date: 08-12-2009, 11:51 PM

الصراعات الداخلية التى تحدث فى الدولة غالبا ما تكون بين ثقافات محلية مختلفة تريد فرض او اثبات وجودها بين الثقافات المسيطرة على واقع الحال . فهى اى تلك الثقافات المحلية قديمة الوجود و لكنها مغمورة و مضهدة لا تملك اليات الصراع او الظهور و لعب ادوار مؤثرة داخل مجتمعات الدولة الواحدة . و لدينا امثلة لذلك مثل الثقافة الزنجية و التى تمثلها ثقافة الجنوب والفور { دارفور مثلا }و ثقافة الشرق و الثقافة النوبية . قد يكون لتلك الثقافات عوامل مشتركة بينها ان كان ذلك فى التقاليد او العقيدة او اللغة و قد لا يكون بينها اى روابط غير الوجود فى مكان واحد او بلد واحد . و ظهور تلك الصراعات و تحريكها ياتى غالبا عندما يحل الاضهاد و الشعور بالظلم و التهميش . فالثقافة المسيطرة او الحاكمة و هى الان الثقافة العربية الاسلامية عليها التعامل مع تلك الثقافات المضهدة والمتمردة بكل حذر و ذكاء فاما ان تحتضنها و الالتفاف حولها و اعطائها مساحة للظهور و التعبير عن نفسها بايجاد قواسم مشتركة فى الادارة و الثروة . او محاربتها بشتى الطرق للقضاء عليها . و من التجارب و الحراك السياسى الظاهر ان الحل الاول هو الانسب و الصحيح فمشكلة الجنوب انتهت بالمصالحة و الاتفاق و كذلك مشكلة دارفور يجرى الان العمل على حلها سلميا و الوصول الى اتفاق لاعطاءها مساحة للمشاركة في ادارة البلاد و اثبات و جود ثقافتها و كذلك مشكلة الشرق و التى تم حل جزء منها و لازال بقية الصراع يتحرك لايجاد الحلول المناسبة . المهم فى الامر هو كيفية ادارة تلك الصراعات و تحييدها لكيلا تحدث شرخا او تمزيقا للبلاد و توسيع رقعة الخلافات بينها و التى يمكن بالحكمة و الهدوء و الصبر و التروى و قراة التاريخ القديم و الجديد المعاصر لتلك الثقافات قراة صحيحة و حيادية فاننا قد نصل الى حلول ناجعة و اتفاقات ترضى جميع الاطراف . و فى بلد كالسودان متعدد الثقافات و الاعراق و اللغات و التقاليد لابد من العمل على اتاحة الفرصة لتلك الثقافات للظهور و التالف و ايجاد قواسم مشتركة و مساحات ظهور متعادلة لتنتج منها حضارة سودانية مميزة تستطيع المنافسة وفرض وجودها بين الثقافات المختلفة . اذا لابد للسلطة الحاكمة من التفكير الجاد فى توسيع مواعين الحكم باتاحة الفرصة للاخرين بالمشاركة و هذا ما يفرضه الواقع و تمليه طبيعة الحياة و الوجود . فالثقافات السودانية المختلفة تتحرك ايضا فى عضوية الاحزاب رغم عدم مقدرتهاعلى الاقل حتي الان فى ربطها او توحيدها فهى اى الاحزاب تملك حيزا فى الساحة الاجتماعية و السياسة و لابد من الاستماع اليها و اتاحة الفرصة لها للمشاركة فى الحكم و الثروة هذا اذا اصلحت من حالها و لملمت اطرافها المبعثرة و جماهيرها و تسلحت بالاليات قادرة على الصدام و اثبات الوجود . فكل هذا التنوع و التباين يمكن ان يكون حضارة سودانية مميزة و قادرة على الصراع بين الحضارات المختلفة و هذا ليس مستحيلا او ضربا من الخيال و الوهم بل يمكن بالتصالح و الجدية و الاعتراف بالاخر و القبول به . و على المختصين و المهتمين بدراسة الثقافات السودانية العمل على ايجاد الصيغ المناسبة لتوحيدها وذلك بافساح الحكومة لهمالمجال بعقد المؤتمرات واللقاءات لصناعة ثقافة سودانية واحدة تجمع ذلك الشتات و هذا التباين لزراعة بستان متنوع الثمار و الاشجار و انتاج باقة من الزهور عطرة الرائحة تسر الناظرين و لا مستحيل تحت الشمس . و اذا نظرنا للحضارة الاوربية و الامريكية نجدها تكونت فى رحم المجتمع بعد صراعات و حروب و تنازلات جعلتها تسيطر على العالم باسره بالتوافق السياسى و الاجتماعى وبناء العنصر العسكرى القوى بجانب الاختراعات والبحث العلمى و التى جعلت منها حضارةقوية و مسيطرة . و السودان بلد يتمتع بكل مقومات البناء الحضارى من موارد و ثروات طبيعية و بشرية و تاريخية قادرة على جعل المستحيل حقيقة واقعة اذا التزمنا جميعا بالعدالة و المساواة و قبول الاخر و البعد عن الاستعلاء و الانانية و الاستخفاف بموروثات و تقاليد الاخرين رغم حسها البدائ و صغر حجمها الاجتماعى و قد نجد فى دواخلها عند دراستها و تقييمها ما يفيد الثقافة العامة و يضيف لها من ابداعات تكملها و تؤثر فيها و هذا متروك لذوى الخبرة و التخصص و هم كثر . فقد سبق لهذه الفكرة ابراذ العروض و الابداعات الفنون الشعبية و التى اهتمت بابراذ الغناء و الرقصات الشعبية و لم تهتم بالتراث الفنى و التاريخى و التقاليد و الممارسات الاجتماعية اليومية من افراح و اتراح و انتاج مسرحى وادبى يعبر عن الحياة اليومية لتلك الثقافات و دراسة اللغات المحلية و ترجمتها للغات السائدة و كل ذلك يصب فى و عاء الوحدة الوطنية و التالف لتجنب الاحتراب و الفرقة و الشتات و يساعد فى تكوين الحضارة السودانية المميزة التى نتطلع اليها ..

Post: #2
Title: Re: الحراك السياسى بين الاقلية المنظمة و الاقلبية المبعثرة الجزء الخامس
Author: Gafar Bashir
Date: 08-13-2009, 00:09 AM
Parent: #1

شكرا مجاهد

Quote: و على المختصين و المهتمين بدراسة الثقافات السودانية العمل على ايجاد الصيغ المناسبة لتوحيدها وذلك بافساح الحكومة لهمالمجال بعقد المؤتمرات واللقاءات لصناعة ثقافة سودانية واحدة تجمع ذلك الشتات و هذا التباين لزراعة بستان متنوع الثمار و الاشجار و انتاج باقة من الزهور عطرة الرائحة تسر الناظرين و لا مستحيل تحت الشمس .


الثقافة الموحدة لا يمكن صناعتها بل يمكن الاسهام في خلق القوانين والمؤسسات التي تتيح نموها فهي نتاج تراكم طبيعي معرفي ... والثقافة السودانية الموحدة (المرتجاة) ليست هدفاً في حد ذاتها وليست شرطاً... لأنه يمكن لثقافات مختلفة إختلافاً جذرياً أن تتعايش مع بعضها البعض دون حروب أهلية كما يحدث في أمثلتك التي سقتها حسنما تستوعب كل واحدة منها حقها وحق الاخرين في التعبير عن ذاتهم بلا تمييز (من اي نوع) .... فوجود ثقافة موحدة مطلوب لكنه ليس شرطاً للإستقرار

تحياتي

Post: #3
Title: Re: الحراك السياسى بين الاقلية المنظمة و الاقلبية المبعثرة الجزء الخامس
Author: مجاهد حسن طه
Date: 08-13-2009, 07:36 PM
Parent: #2

الاخ جعفر تحياتى

اتفق معك فيما ذهبت اليه فى ان وجود ثقافة موحدة امر مطلوب و هو ايضا شرطا اساسيا فى التوافق و التراضى الاجتماعى الذى يحد من الصراعات و المشاكل الداخية . و الصناعة التى اقصدها هى عبارة عن ترتيب و تنسيق مجموعة ثقافات موجودة اصلا لانتاج مجهودا يتوافق و يتماشى مع بعضه البعض فالثقافات و التى تمثل مجموعة الاعراف و التقاليد و الموروثات الاجتماعية توحيدها و ايجاد عوامل او قواسم مشتركة للمعايشة المتبادلة و القبول المتعادل و هذا التوافق الذى اشير اليه يعنى خلاصة البحث العلمى و القاءات و المؤتمرات التى اشرت اليها . قد يكون هذا معنى مختلف عن نظريات علمية او فلسفية سابقة قصدت ترتيب و وضع الامر برمته فى قياسات او ثوابت محددة و قوالب علمية لا يجوز تجاوزها و لكن للعقل مساحات و تجاوزات تتعدى الوصف و الخيال للاحسن و الاصلح و الامثل و غالبا ما تكون مفيدة اكثر من غيرها. و لك الود موصول .