التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله

طالعت باهتمام ما كتبه صديقي وزميل كفاح طويل من اجل الحرية المهندس محمد عثمان المحسي في منتدى دلقو عن البند الخامس للائحة القبول بالتعليم العالي وملاحظاته الذكية حول استمرار بند قبول الدبابين والمجاهدين بالجامعات السودانية بدون رسوم حيث كتب يقول

القبول بالجامعات


بينما كنت أتصفح كتيب القبول بالجامعات لحملة الشهادة السودانية من باب الفضول إسترعى إنتباهى الفصل الخامس بعنوان:-
القبول على النفقة الخاصة

19- (1) يكون القبول على النفقة الخاصة وفق الضوابط والأسس التالية:-
أ- يسمح لكل جامعة أن تقبل سنويا أعدادا إضافية من الطلاب للدراسة على نظام النفقة الخاصة0
ب- يترك لكل جامعة توزيع مقاعد النفقة الخاصة على كلياتها المختلفة شريطة ألا تزيد المقاعد المخصصة لكل كلية عن 25% للعدد الكلى المخطط للقبول العام بتلك الكلية0
ج- لا تقل النسبة المئوية لكل كلية عن 12% كحد أدنى من نسبة القبول العام للكلية المعنية0
د- تحدد لكل جامعة الرسوم الدراسية للقبول على نظام النفقة الخاصة بكلياتها المختلفة0
هـ- توزيع موارد القبول على النفقة الخاصة على مشروعات تنمية وتطوير الكليات والجامعة وتقديم دعم مقدر لمشاريع الكليات التى تقبل طلابا على النفقة الخاصة0
و- لا يجوز تخفيض المصروفات الدراسية للطلاب المقبولين على النفقة الخاصة بمؤسسات التعليم العالى0
ز- يتم قبول الطلاب الوافدين على النفقة الخاصة على ألا يتعدى عددهم 5% من العدد المخطط للقبول العام0
وبعد ذالك جاء الســـرد بالمستفيدين من القبول الخاص:-
1- قبول أبناء وزوجات العاملين بمؤسسات التعليم العالى الحكومية0
2- قبول أبناء المتقاعدين من العاملين بمؤسسات التعليم العالى الحكومية0
3- قبول أبناء الباحثين بوزارة العلوم والتقانة ومراكز البحوث0
4- قبول أبناء المتعاونين بالجامعات الحكومية
5- قبــــــــــول الدبـــــــابين والمجــــــــاهدين
6- قبول أبناء أعضــــــــــاء مجالس الجامعات
7- قبول أبناء العــــاملين بمؤســـســــات التعليم العــــــالى الأهـــــــــــلى
ولم أجد مكانا لإبن أبى المزارع الذى يكدح تحت حر الشمس المحرقة وفى زمهرير الشتاء القارس ليوفر لهؤلاء جميعا طعامهم فحزنت على الوطن0ولم أكن أعلم بأنه ما زال هنالك دبابين ومجاهدين وإذا جاءت كل الحركات المسلحة تطالب بتكريم دبابيها ومجاهديها ماذا يفعل الذين لم يحملوا السلاح إن الأمر لجد خطير وعلى السلطة مراجعة سياساتها تجاهـ تسييس التعليم وعلى التنظيمات والحركات الموقعة على الإتفاقيات مع السلطة التصدى لهذه الهرجلة وإلا فالتطالب بمقاعد شهدائها فى الجامعات ومنح الأراضى لآباء وأمهات الشهداء
وهنالك الفصل الرابع الفقرة (18) يتم قبول أبناء وبنات الشــــهداء وفق الضوابط التالية:-
أولا:يعتمد الشهيد وفق المستندات الرسمية الصادرة من منظمة الشهيد0
( وبقية الشروط المفصلة بالميلى على فئة معينة )
إن السلطة ما زالت تراوح مكانها تشدها أشواق الماضى الجهاد والإستشهاد وتقسيم المجتمع لمجاهدين وملحدين وإلا فما المعنى لهذا الذى يدور

اين حكومة الوحدة الوطنية؟

والادهى وامر الوزير حركة شعبية

سلامات يا قريب الله والحي بيك انشاء الله بخير ..

الإنقاذ لم تخرج حتى الأن من قفطان الشمولية وكل كادرها ما زال بذات العقلية التي عهدناها منذ أن تسنمت ظهر السلطة , وأضف على ذلك أن نيفاشا تتراجع كل يوم في بنودها التي حفزت الكثيرين لبلوغ مرحلة التحول الديمقراطي , وبل كرست لنفس الشكل الشمولي ولكن بمكياج جديد , ولذلك ليس غريباً أن تحتوي سياسة التعليم العالي لمثل هذه البنود التي ترسخ لمفهوم أن الإنقاذ لم تتغير داخل عقلية كادرها .

ودي وتقديري ..

الاخ مجاهد تحياتي لك وشكرا على المرور


حاولت ان افهم المغذى من هذا البند ولم اجد الا تفسيرا واحدا وهو مزيد من فتح الثغرات للاستغلال السياسي

ودمت

لا اعرف من اين ابدا تقييم سياسات التعليم العالي ابتداءا بالتعريب ومرورا بالتوسع غير المدروس والغاء السكن والاعاشة وووووووووووووووو

وللحديث بقية

قريب الله محمد الحسن .. الود التحايا ..

ما تقولي 14 النش 0 حبايبنا الاشقاء ) !!

يعلم الله لو انت مشتاقين يا شقيق ..


ولو ما قريب برضو لك التحية
التعليم يا صديق بقي مجرد تكسُب سواء مالي او -سياسي - وإذا كنت من أقصده فتعلم يا قريب الله
إننا في خضم مشاكل الجزيرة والنش الاكاديمية والإلتفاف حول المديكل الطبي و ( وعمو إدريس ) كان هؤلاء الدبابون والمجاهدون كما يدعونهم يمرون ( باس ) من اعصي الامتحانات .. بل ويعلقون على لوحة شرف البورد ونحن لم نرهم جلوساً في لإمتحان ولا محاضرة ...

الإشكالية الآن تاتي بعد الاحاديث المطولة عن إتفاقية نيفاشا ومستحقات السلام وفطايس الجبهة الماتت في الجنوب والحرب السياسية وإن ما حصل لا يعدو عن كونه مأزق إسلاموي تعبوي مرّ به الاسلاميين ..

آمناااا بكلامكم يا كيزان ..!!

هل من المجدي الآن وضع هذا البند اللذي اشرت اليه في وثيقة دليل القبول ومنذ عام توقيع الإتفاقية؟؟!

لا اعتقد إلا ان يكون هنالك اكثر من مركز قوة في هذه السلطة الفاشية بما يصح أن نسقط تجربة عبد الناصر عليه ...


لك التحية

الاخ حيدر
تحياتي لك ولمن تحب وترضى
وتحية خاصة الى كل الاشقاء في جامعة الجزيرة

لن ننسى تلك الايام والليالي التي قضيناها معا في عرصات الجامعة من النش الى الاعدادية ووحدة قوية طلابية من النش للاعدادية

الموضوع ببساطة اخي حيدر هاتفني رفيق نضال شرس قبل ايام الا وهو المهندس محمد عثمان المحسي لو كنت تذكره فهو درس بعطبرة واكمل تعليمه بجامعة السودان .

المطلوب الان هو وقف مثل هذه المهازل بكل الوسائل وهذا يحتاج لجهود كل المهتمين والمهمومين بحال السودان لذا لابد ان نسلك طريقا جديدا لمواجهة هذا العبث والفوضى التي ضربت البلاد طولا وعرضا

ساعود اليك يا حيدر وشاكر جدا على مرورك

في إنتظارك يا قريب الله ....


ودي وتحياتي ،،،،

التعليم العالى
بات نكنة غير مضحكة حتى
فمنذ ان بدا التعريب بدا الانحطاط الاكاديمى
ومنذ ان تم "طرد الخبرات " الاكاديمية ظل هذا هو ديدنه
فالناظر لحال التعليم فى عمومه يجد انه بات "لفك الخط "
انظر معى اخى الكريم الى كم المتعلمين الان فى السودان
سوف تجد بالكاد من هم اكاديميين بالمعنى العلمى للاكاديمى
فلا هيئة تنشر ابحاث المدرسين ولا طلاب فى مستوى اخر
وحين تنظر الى "شارع الدكاترة " اى حملة الدكتوراه فانت تتعجب
لان ابسط قواعد الاكاديمية مفقودة
اذن والحالة هذه فلا بد من وجود هذه المضحكات كما تفضلت من قبول "الدبابين والذين لم اتعرف عليهم الا مؤخرا "
حيث هذا المصطلح لم يقابلنى الا مؤخرا وفهمت مغزاه المبكى
نحن الان نبحث عن مخرج حقيقى ليس للتعليم العالى فحسب بل للتعليم بشكل اكبر
منذ اللحظة التى تم فيها تجفيف "معاهد التربية ـ كليات المعلمات ـ
الى كل ذلك تحويل بخت الرضا الى مؤسسة جامعية "بات الخراب ينعق بومه فى الانحاء
"دك" المراحل الاساس وتحويل النظر عن المتوسط ادى الى كل مانراه قائما
فليس من العقل ان نتحدث عن الراس والجسد بلا روح
فالازمة ازمة دولة فى كامل هيئاتها والتعليم واحد من اعضاء هذا الجسد الميت الان
فكيف الطريق الى النور ؟
شكرا لك اخى العزيز على فتح مواجعنا

شكراًاستاذة سلمى

من سخريات التاريخ اننا نتحدث اليوم عن قضايا حيوية واستراتيجية تتعلق بمصير امة باسرها ولكن لا حياة لمن تنادي فالتعليم العالي ماساته تكمن في قلة خبرة الاحزاب السياسية في التعاطي مع هكذا امور فلا يخلو بنامج اي حزب منالاهتمام بالتعليم والبحث العلمي ولكن للأسف لم يعقد اي حزب مؤتمرا علميا لمناقشة تلك القضايا والخروج بتوصيات يسهل مناقشتها وبحثها حتى نخرج من هذا النفق المظلم

ما لا يفوتني اطلاقا تلك المحاضرة التي القاها ابراهيم احمد عمر الوزير انذاك في جامعة الجزيرة الكلية الاعدادية ودافع بشراسة عن - التعريب الغاء السكن والاعاشة والتوسع الخيالي في مؤسسات التعليم العالي
والمضحك المبكي قال ابراهيم عن التعريب اننا رهن الاستعمار وافكاره فلماذا التمسك باللغة الانجليزية ولماذا لا ندرس بالهوساوي مثلا . واذكر جيدا ان احد طلاب الدفعة 11 سأله هن امكانية توفير مرجع واحد بتك اللغة مع احترامنا لها . طبعا ابراهيم يتحدث عن التأصيل في ذلك الزمان
للحديث بقية

ساعود

تحياتي وسلامي ليك يأستاذ قريب الله
ورجعت قلب النشيشيبة يدق تاني

طبعا نكسة التعريب في السودان بدأت في جامعة الجزيرة بكانتونة صغيرة بيضاء اللون تقع بجوار مسجد النشيشيبة
وتسمي معهد إسلام المعرفة وكان أول مدير له واحد إسمو بريمة كان في جامعة جوبا وكانت وظيفته الأساسية
إمامة المصلين في الجامع
المهم من تلك الكانتونة تسرب الي السودان أكبر مشروع منظم لتدمير المعرفة الأكاديمية الصلبة التي عرف بها
التعليم العالي في السودان ، وإستحق بشرف إسم معهد هولاكو المعرفة

ياقريب الله
الانقاذ لا تريد معرفة ولا يحزنون حتي لكوادرها وهي جزء من سياسة التغييب والتجهيل حتي مع كوادرها
لأنك لو لاحظت آخر عشر سنوات معظم الذين تخرجوا أصبحوا كوادر أمنية بل واصبحت كل المؤسسات الانقاذية في السودان
ذات طابع أمني إذن فغير مهم طالما انهم في النهاية كوادر أمنية وهو ما سوف يدعم فكرة التراجع السياسي والاقتصادي
وبالضرورة العلمي الذي يشهده السودان وسوف يشهده في المستقبل

لك تحياتي ولنا عودة

الاستاذ محمد ادم تحية لك ولكل اشقاءك في الدفعة 17

ها نحن نعود من جديد لمناقشة ذات القضاياالتي كنا نتحدث عنها قبل اكثر من 15 عاما ولايزال الحال كما هو. المؤسف كنا نتوقع تغييرات جذرية في السياسات التي انتهجتها الانقاذ طوال سني حكمهاعلى كافة الاصعدة بما فيها التعليم العالي خاصة بعد اتفاق نيفاشا ولكن اين القوى السياسيةغييييييييييياب ويبدو انها غاطة في سبات عميق المطلوب الن تصعيد مثل هذه القضايا لابعد الدرجات وعلى كافة المستويات الاعلامية حتى نوقف مثل هذا العبث

تخيل هذه شهادة احدهم

السودان والجامعة العربية وقضية البحث العلمي:
يقظة متأخرة أم كلام المؤتمر الذي يمحوه النهار؟
عبد الوهاب الأفندي
* كانت لي وعدد من الأكاديميين السودانيين والعرب في مطلع التسعينيات حوارات متصلة مع البروفيسور إبراهيم أحمد عمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوداني وقتها، حول قضيتين كنا نراهما متلازمتين، وهما مساهمة البحث العلمي في النهضة الاقتصادية المرجوة في السودان، ومساهمة الأكاديميين السودانيين والعرب والمسلمين في الخارج في هذا الجهد. وكنت ومن معي من الإخوة نؤكد على الأهمية الكبيرة والدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه البحث العلمي في نهضة أي بلد، خاصة بالمقارنة مع أوجه النشاط الاقتصادي الأخرى من زراعة وغيرها. وكنت في تلك الحوارات دائماً أقارن بين ما تصرفه الحكومة على مشاريع زراعية كبرى مقارنة مع العائد من تلك المشاريع، مع المردود الذي يمكن أن تجنيه البلاد من اكتشاف علاج جديد وفاعل للملاريا مثلاً. والفرق بين الاثنين هو فرق بين عائد يقدر بعشرات الملايين من الدولارات، وأرباح تحسب بمئات الملايين. هذا بالطبع فوق ما للبحث العلمي من مزايا أخرى في البناء الحضاري للأمم.
* الحوار مع البروفيسور إبراهيم أحمد عمر يطيب لأسباب كثيرة، كوننا نعتز بصداقته كما نعتز بأننا من تلاميذه الذين نهلوا على يديه من معين الفلسفة عموماً وفلسفة العلوم على وجه الخصوص. والحديث مع العلماء عن العلم لا يكلف المرء شططاً، لأن أستاذنا أبراهيم كان يفهم أهمية البحث العلمي مثلما يفهم متطلباته. ولكن حوارنا ذاك لم يخرج رغم ذلك بنتائج ملموسة في الأمور التي كنا نرجو. فهو لم يحقق أضعف الإيمان، وهو إنجاز ترتيبات بسيطة كانت ستسمح بالاستفادة من خبرات الأكاديميين المغتربين في البحث والتدريس، حيث عرض الكثيرون من هؤلاء التطوع للتدريس لفترات قصيرة في الجامعات، ولكنا لم ننجح في إيجاد أطر تسمح بهذا، بل بالعكس، إن بعض من كان يساهم معنا في هذا الجهد من الأكاديميين السودانيين، انضموا بدورهم لموكب المهاجرين إلى الخارج يأساً من صلاح الأمور.
* الحكومة كانت تواجه وقتها ضغوطاً سياسية لتوسيع التعليم العالي لاستيعاب الآلاف من الطلاب الذين كانت تضيق بهم الجامعات وتضيق ذات يد أولياء أمورهم عن مساعدتهم لطلب العلم خارج البلاد. وكانت استجابة الحكومة لهذه الضغوط - أسوة بما حدث في معظم البلدان العربية الأخرى- بالتوسع السريع في إنشاء الجامعات، التي تصبح بدورها أشبه بمدارس ثانوية متطورة تتكدس فيها أعداد كبيرة من الطلاب يتزاحمون على محاضرين قلائل يعانون بدورهم من ضعف التأهيل وقلة الموارد وعدم توفر الوقت للبحث العلمي الذي بدوره يفقد الأستاذ الجامعي تميزه. ومن جانب آخر كانت الحكومة تواجه ضغوط الإنفاق العسكري والمشاكل الاقتصادية الأخرى التي تمنعها من توفير موارد معقولة للبحث والتعليم. وقد اختارت، لأسباب غير مستغربة، أن تعطي الأولوية للإنفاق الأمني والعسكري، حتى في مجالات التصنيع والبحث والتطوير العلمي. وقد تحققت في هذه المجالات إنجازات لا بأس بها، وإن كانت دون الطموح بكثير.
* بعد أكثر من عقد من الزمان على حواراتنا تلك، صدر تقرير التنمية الإنسانية العربية الأول لعام 2002 ليؤكد على النقطة التي كانت محور اهتمامنا، وهي أن التخلف الذي يعانيه الوطن العربي يتجسد أكثر ما يتجسد في المجال العلمي. وبحسب التقرير فإن هذا التخلف يتجسد في كل الجوانب المتعلقة بالمعرفة، بدءاً من التعليم الأولي، مروراً بالتعليم العالي فالبحث العلمي فالعلوم التطبيقية فالتصنيع فالمعلوماتية، ولا يوفر مجالات مثل الترجمة والعلوم الإنسانية والآداب والفنون. وقد دعا التقرير إلى تدارك هذا الخلل المريع في زمان انطلق فيه البحث العلمي في البلدان المتطورة، وأصبحت المسافة بين تخلفنا وتقدمهم فيها تقاس بالسنوات الضوئية، وأصبح حال العرب يثير الشفقة في هذا الخصوص.
* رد الفعل الرسمي حيال تقرير التنمية الإنسانية كان في حد ذاته تعبيراً عن عمق الأزمة العربية، فلأن التقرير طالب أيضاً بتوسيع الحريات وإصلاح حال العرب السياسي وتمكين المرأة، شنت عليه بعض الأوساط الرسمية حملة شعواء، متهمة إياه بأنه مؤامرة أجنبية على العرب، بل إن معظم الدول العربية منعت توزيعه في أراضيها، مؤكدة في ذلك صدق ما ذهب إليه في نقده للممارسات التي تضيق على العلم والعلماء وتحجب العلم والمعرفة.
* ومن جهة أخرى قامت حكومات وجهات رسمية بتبني بعض مقولات التقرير على طريقة كلمة الحق التي يُراد بها الباطل. فقد اجتزأ البعض منه مقولاته حول حقوق المرأة، وسارع إلى اتخاذ خطوات رمزية مثل تعيين امرأة أو اثنتين في مناصب عليا، أو التركيز على الحقوق الاجتماعية للمرأة مقابل تعريض المرأة والرجل معاً للقهر السياسي. وأكد هؤلاء أن الاستبداد ضروري لحماية المرأة من المجتمع الأبوي، وطالبوا في مناجاتهم مع أصدقائهم الغربيين بإعفائهم من الضغوط لتطبيق الديمقراطية، لأن الأولوية هي لإنصاف المرأة المظلومة. وفي نفس السياق اتخذ البعض ما جاء في التقرير من إلقاء الضوء على ارتفاع نسبة الأمية وضعف التعليم في المجتمعات العربية وتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة، ذريعة للقول بأن العرب أميون متخلفون لا تصلح لهم الديمقراطية، وأن الأولوية يجب أن تعطى لرفع مستوى التعليم وخلق الوظائف. وهذا هو الحل الوسط الذي قبلت به قمة الثمانية الشهيرة في سي آيلاند في جورجيا في عام 2004م، حين حولت مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش لنشر الديمقراطية في المنطقة، إلى مبادرة لمحو الأمية وتقديم القروض الميسرة لأرباب الأعمال الصغيرة، وإقامة دورات تدريب الناشطات النسويات وغير ذلك. بمعنى آخر أصبح العرب رسمياً تحت الوصاية الدولية ورهن فصول محو الأمية، حتى تزول أميتهم ويصبحوا مؤهلين للديمقراطية.
ومن هذا المنطلق فقد كان لافتاً أن يشتمل خطاب الرئيس عمر حسن أحمد البشير الرئاسي للقمة العربية الأسبوع الماضي، على فقرات تؤيد استنتاجات ومنهج تقرير التنمية الإنسانية العربية، وتنتقد التقصير العربي الجماعي في مجال البحث العلمي، مؤيداً مقولته بإحصائيات موثقة تكشف فداحة التخلف العربي في هذا المجال، فهل نعتبر هذا إشارة إلى تحول في الموقف الحكومي السوداني أولاً؟ وهل سيتبع بقية الزعماء العرب هذه النصيحة الغالية ويلتفتون إلى البحث العلمي بعد طول إعراض؟
وقد لا نحتاج إلى التوقف طويلاً عند الإجابة على السؤال الثاني، فهي معروفة من الاستجابة التي وجدها تقرير التنمية الإنسانية، أما عند النقطة الأولى فإنني أعتقد أن هناك تغيراً، وأكاد أجد هنا لمسات وزير التعليم العالي الجديد الدكتور بيتر نيوت كوك، وهو أستاذ قانون سابق كان قبل أن ترشحه الحركة الشعبية لهذه الوزارة باحثاً في معهد ماكس بلانك الشهير في ألمانيا. وهذا أمر مشجع من جهة، ومؤسف من جهة أخرى. فهو مؤسف لأن فرصاً كثيرة أضيعت ووقتاً ثميناً أُهدر قبل أن يلتفت الناس إلى هذه البديهية. ومؤسف أيضاً لأننا كنا نتمنى أن يحوز أستاذنا إبراهيم شرف قيادة هذا التحول. ولكنه مشجع لأن الالتفات حدث وإن جاء متأخراً، ولأننا نثق في جدية الوزير الجديد الذي يفهم على ما يبدو ما يجب عمله. وهذا لا يعني بالضرورة أن فرص نجاحه أكبر من سابقيه، لأن النجاح يعتمد على تعاون آخرين، وعلى تمويل مؤكد، ومؤسسات علمية رصينة وقادرة.

عندماهاتفني صديقي المحسي وتحدث معي حول موضوع قبول الدبابين والمجاهدين بدون رسوم تذكرت تلك الايام العصيبة ونحن نقاوم سياسات التعليم العالي من فصل تعسفي وامتحانات صورية لما يسمى بالمجاهدين والغاء السكن والاعاشة وفي ذات المحاضرة التي تحدث فيها ابراهيم احمد عمر ودافع عن قراراته الجائرة والتي تضرر منها الاف الطلاب واسرهم وكان يتحدث عن صندوق نهب الطلاب لدعم الفقراء

للحديث بقية