شفيق.. يا راجل!

شفيق.. يا راجل!


07-16-2009, 03:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1247754803&rn=0


Post: #1
Title: شفيق.. يا راجل!
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-16-2009, 03:33 PM

خط الإستواء
شفيق.. يا راجل!
لا شك أنّ كثيرين ممن يعنيهم الأمر قد بلعوا ريقهم مرات ومرات وهم يشاهدون أوباما، هذا الساحر الإفريقي الأمريكي وهو يتحدث في شمال القارة، من القاهرة عن التسامح الديني ويستشهد في حديثه بآيات من القرآن.
ولا شك أنّ هذا الكثير قد تابع حضور أوباما مرة أخرى إلى القارة، ليتحدث من قلبها، من غانا على خيارات وضع حد للصراعات الإفريقية، وتسوية النزاعات (بأي طريقة)! وعلى رأس تلك الطرائق (الديمقراطية).
ومن يريد المزيد من التفاصيل حول سحر أوباما، وجاذبيته وكارزميته، وهوائه العليل، عليه أن يبحث عن الأخبار الأوبامية في مظانها، ولا يبحث عن ذلك في تصريحات وتلميحات وإشارات المبعوث الأمريكي غرايشون.. ليس لأنّ هناك تناقضاً بين أوباما وغرايشون، لكن- وبالتأكيد- هناك اختلاف مقدار، بين الجرعة التي يقدمها أوباما، والفحوصات التي يعلن عنها غرايشون لمرضى انفلونزا (الجنازير)، جنازير الدبابات!..
أقوال أوباما بمثابة السقف العالي للإدارة الأمريكية، وتصريحاته هي خلاصة وعنوان وجوهر الموقف، أمّا تلميحات المبعوث الأمريكي غرايشون، وفي سياق أنها (دبلوماسية) فهي مسارات (قاصدة) باتجاه ملامسة السقف!.. فأين تذهبون؟.. سيأتي غرايشون غداً إلى الخرطوم ويترع عليكم الكثير من تصريحاته المحسوبة بدقة، والمتوازنة كصوت فيروز المتوزع بالتساوي بين آمال المسيحين في التسامح وأشواق المسلمين إلى العدل!..
أطل علينا غرايشون في أيام بعثته الأولى هادئاً وباسماً ومتفوهاً بأحاديث باردة، الأمر الذي جعلنا نتوه في أبعاد الكلام ونقول بأن غرايشون شرب عسلية الكاثوليك، ولكن أوباما "أعاد المياه إلى مجاريها الطبيعية"! وقال إن أمريكا تحتاج إلى الديمقراطية حتى تتمكن من دعم القارة الإفريقية، وقال إنّ ما يحدث من مجازر (في أنحاء متفرقة) من القارة يعيق خطة الإدارة الأمريكية في (إعادة صياغة) المجتمع الإفريقي..
قد يأخذ كثيرون خطاب أوباما "بتفاصيله" الكثيرة مأخذ الجد، وقد يظل كثيرين أيضاً يدفنون رأسهم في الرمال!.. والجولة الخاطفة لأوباما في شمال القارة ووسطها تغري بالسؤال عن إمكانية أن يحل أوباما ضيفاً (في المنتصف).. فقد زار بوش الأب نظام النميري، وزار دارفور من قبل.. وما يروق لنا الإشارة إليه أنّ أهل أمريكا لا يحتاجون أبداً إلى الوقوف في صفوف للحصول على الفيزا والتأشيرة، لأن بلادهم ليس فيها صفوف.. ربما.. قد يشرف أوباما في ديارنا يوماً، ولو على سبيل (مباركة) العملية الانتخابية!، لكن (الجدعات) التي أطلقها من غانا لن تمر بالساهل، ولن تتمكن حلوق كثيرة من ابتلاع عباراته الواضحة عن خطة الإدارة الأمريكية في (المستقبل)!..
لا أعتقد أنّ أوباما سيكتفي بجولة في شمالنا في مصر، وأخرى في جنوبنا في غانا.. لأنه من هناك، ومن هناك تحدث بعبارات واضحة عن دارفور.. وعن قضايا أخرى.. هي بالتحديد قضايا يمكن الإشارة إليها بأنّها (شفيق اللي كان بيمشي في الشارع) ..!