القاهرة هل تستطيع لم شتات متمردي دارفور؟

تقدمت مصر بمبادرة ترمي لتوحيد فصائل إقليم دارفور السوداني وذلك خلال المباحثات التي تستضيفها القاهرة حاليا ويشارك فيها ممثلون عن عدد من الفصائل, فيما شهدت القاهرة الأحد 12-7-2009 قمة مصرية- سودانية بين الرئيسين حسني مبارك وعمر البشير تركزت على سبل معالجة الأزمة في الإقليم.

ويشارك في مباحثات القاهرة كل من عبدالله يحيي قائد "حركة تحرير السودان جناح الوحدة" وبحر إدريس أبوقردة رئيس "الجبهة المتحدة للمقاومة" ومحمد صالح حربة رئيس "حركة تحرير السودان- جناح جوبا" وحيدر آدم رئيس "حركة تحرير السودان -جناح الخط العام" وعبد العزيز أبوناموشة قائد "الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية" وإبراهيم الزبيدي رئيس "جبهة القوي الثورية".

وقالت مصادر بوزارة الخارجية المصرية لـ"العربية نت" إن "مصر وضعت مبادرة لتوحيد هذه الفصائل من المتوقع أن ترضي جميع الأطراف في أزمة دارفور، وتتضمن مشاركة جماعية في العملية السياسية السلمية وعدم الاقتصار على فصيل واحد، وعدم تدخل دول الجوار فى الشأن السودانى تمهيدا لإنهاء أزمة دارفور داخليا، ومناقشة كافة الملفات الخلافية مثل العلاقة مع حكومة الخرطوم المركزية والتوزيع العادل للثروة وحل مشكلة منظمات الإغاثة."


وأضافت المصادر"ان ترتيب لقاء بين فصائل دارفور هو الخطوة الأولى نحو توحيد الموقف التفاوضي للفصائل لتكوين وفد واحد برؤية واحدة للحوار مع الحكومة السودانية."

وقال السفير حسام زكى المتحدث باسم الخارجية المصرية إن المسؤولين المصريين لديهم رؤى وافكار تتم مناقشتها الآن مع الفصائل المسلحة.

وأضاف "أن المجهودات المصرية تتجه لتوحيد مواقف الحركات وتوحيد الرؤية التفاوضية للفصائل المسلحة ومواقفها تجاه الحل السلمي للأزمة."

وتابع "مصر تسعى من خلال استضافتها لقيادات الفصائل في دارفور إلى التعرف على وجهات نظر الحركات المختلفة بهدف إقناعها بالعودة إلى مائدة المفاوضات."

وأوضح أن مصر "تدرك أبعاد قضية دارفور في ظل الأجندات العديدة المحيطة بها، وكانت تأمل في انضواء فصائل دارفور تحت قيادة موحدة، لكن في ضوء صعوبة تحقيق ذلك في المرحلة الراهنة فسيكون التركيز على التوصل لاتفاق بينها حول رؤية تفاوضية مشتركة وتشكيل وفد موحد."

وقال زكي إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط كشف خلال لقائه مع قادة الفصائل عن اتصالات تقوم بها مصر مع مختلف الأطراف المعنية والمبعوثين الدوليين من أجل دفع العملية السياسية في دارفور إلى الأمام، موضحاً أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من الجهد من أجل وضع ضمانات تكفل شمولية الحل السياسي والسلمي لأزمة دارفور.

وأعلنت بعض قيادات الفصائل المسلحة بدارفور عقب لقائهم بوزير الخارجية المصرى أن القاهرة لم تفرض عليهم "شكلا محددا من أجل الوحدة"، وأن المسؤولين المصريين إقترحوا عددا من الصيغ من أجل إيجاد آلية موحدة للتفاوض مع الحكومة السودانية."