السودان يتجه الى استيراد الذرة والدخن من الخارج ؟؟؟

لم يكن قرار اتجاه الدولة إلى استيراد الذرة والدخن من الخارج مفاجئاً للاوساط الاقتصادية والمراقبين فكل المؤشرات تشير إلى ذلك فقد اظهرت الكثير من التقارير وجود فجوة غذائية بولاية جنوب كردفان وفي ولايات الجنوب منذ فترة وحينها اعلن رئيس الجمهورية في زيارته الاخيرة إلى كادوقلي والتي قال فيها «سنفتح باب الاستيردا اذا ثبت ان هناك فجوة في الحبوب الغذائية بالولاية» وبعدها في الاسابيع الماضية اعلن نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار عن وجود فجوة غذائية في الجنوب فيما تفيد المتابعات بحدوث ارتفاع حاد في اسواق الذرة في كافة الاسواق والتي وصلت اسعار الذرة الى «250» جنيه للاردب في اسواق الخرطوم وبلوغ الدخن «320» للاردب بالاضافة إلى المعلومات التي تشير إلى قلة المخزون في مناطق الانتاج في كل من القضارف النيل الازرق وسنار. كل هذه المؤشرات حسب ادارة المخزون الاستراتيجي دعت الى الاتجاه الى فتح باب الاستيراد من اجل خلق توازن في الاسعار ويقول مصدر مطلع بالمخزون الاستراتيجي ان بالبلاد مخزوناً يكفي الفترة المقبلة الا أن ارتفاع الاسعار هو الدافع الاساسي للاستيراد وقال المصدر ان الاستيراد يهدف الى خلق توازن يراعي فيه ان لا يتضرر المنتج وفي نفس الوقت يفيد المستهلك واكد المصدر ان الاستيراد تحكمه ضوابط حتى لا يتم اغراق السوق اذا فتح الباب على مصراعيه.
وتشير متابعات «الرأي العام» الى ان وزارة المالية تسعى للاتجاه الى رفع الحظر المضروب على استيراد الذرة والدخن وفقا لتقارير ادارة المخزون الاستراتيجي والتي اشارت الى نفاد المخزون الاستراتيجي من محاصيل الذرة والدخن واكدت المالية اعتزامها رفع كافة القيود الموضوعة وفق قرار حظر الاستيراد. وفي السياق قال غريق كمبال نائب رئيس اتحاد المزارعين ان فشل الموسم الزراعي الماضي كان السبب الاساسي وراء فجوة غذائية في الجنوب وقال غريق في حديثه «للرأي العام» شح الامطار في مناطق مختلفة من مشاريع القطاع المطري بالاضافة إلى الاشكاليات التي صحبت الموسم من تأخر بعض مدخلات الانتاج والتمويل بالاضافة مشكلات الاعسار والاجراءات التي اتخذها بنك السودان في ذلك.
ويقول د. عادل عبد العزيز الخبير الاقتصادي المعروف ان فتح باب الاستيراد لا يمثل اشكالية اقتصادية طالما هناك ترتيبات مسبقة لذلك وليس من الضروري زراعة كافة الاحتياجات من المحاصيل خاصة في وجود محاصيل أخرى يمكن تصديرها. واضاف عادل في حديثه
«للرأي العام» ان الاسباب التي تدفع الدولة للجوء إلى الاستيراد عدم وجود مواعين تخزينية كبيرة بالبلاد وتابع ان فترة الاستيراد محدودة خلال السنة لسد النقص من المحاصيل المعنية الا انه شدد على ضرورة توفير الامن الغذائي والذي يحمي سيادة البلاد. وقال ان برنامج النهضة الزراعية لا يقتضي بالضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من كل المحاصيل الزراعية لان النهضة تركز على انتاج المحاصيل التي لديها ميزة نسبية واشار الى أنه يمكن انتاج محاصيل ذات جدوى واستيراد اخرى اذا كانت تكاليف استيرادها اقل.
ويقول د. حسن بشير الخبير الاقتصادي الاستيراد عموماً لا يشكل اشكالية الا انه عاد وقال أن الامر يخص الغذاء الرئيسي للبلاد فهذا يحتاج الى تقويم ودراسة واضاف حسن بشير على الرغم من ان الدولة تبنت برنامج النهضة الزراعية الا انها لم تحقق نجاحاً في سد الفجوة وقال ان النهضة واجهت العديد من المشكلات والمعوقات بدءاً بالسياسات الزراعية وصولاً لاختيار الاراضي الصالحة والاصلاح الزراعي والتمويل توفير كافة الاحتياجات فضلا عن التسويق. وقال حسن بشير لا توجد دولة تملك غذائها بالكامل الا انه بالتكامل يتم سد النقص في المحاصيل الغذائية المختلفة. وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير وبرامج استراتيجية لتوفير الامن الغذائي بالتركيز على المحاصيل النوعية وقال يمكن انتاج محاصيل ذات جدوى اقتصادية لتكون بديلاً للنقص الذي يحدث في المحاصيل ذات التكاليف الاقل.