فلان مات واقف على طولو

كثيراً ما نسمع هذه العبارة الحزينة ونتحسر على الشخص الميت المعني بها ونترحم على روحه..
لكن السؤال البدهي هل فعلاً هذا الشخص مات فجأة دون وجود أي مقدمات أم أنه ظل يعاني الكثير
من الأمراض الحسية والمعنوية دون أن يحس به أحد؟..
معلوم لدينا أن الموت واحد وأن قضاء الله إذا جاء لا يقدم ولا يؤخر وأن الموت ملاقينا ولو كنا
في بروج مشيدة، لكن هناك فعلاً أناس يعانون دون أن يحسوا بأنفسهم أو يحس بهم أحد، يعانون
المرض والفاقة والظلم والقهر ولكنهم صابرون ومحتسبون ومأملون بأن يوم بكرة أحسن، ولكن
يأتي يوم تتفاقم أمراضهم ومعاناتهم وغيظهم وسخطهم فيأتيهم الموت بالسكتة والذبحة والصدمة
ونظل نتحسر عليهم بأنهم ماتوا على طولهم..
أغلب الذين يموتون بهذه الطريقة تكون لهم أسبابهم لكننا ونسبة لانشغالنا عن بعضنا لا نعرف
معاناة الذين يعيشون من حولنا ولا نكلف أنفسنا بالتقرب إليهم ومعرفة ما يحسون به أو يكدر
حياتهم من مرض وألم وظلم وغيره..
قد يكون هؤلاء الناس صبورين وشديدي التحمل لكن الإنسان بطبعه ضعيف وحساس ولديه مدى وطاقة
محددة للتحمل إذا تجاوزها كانت النهاية المحزنة، كما أن الحياة بآلامها وأحزانها ومظالمها
قادرة على التغلب على أكثر الناس صبراً وتحملا، وكما يقول الإنجليز:-
A heavy stroke fell a great oak
نسأل الله أن يخفف آلامنا ومصائبنا ويحسن خاتمتنا ويجنبنا موت الفجاءة ويمتنا وهو راضٍ عنا
غير ظالمين أو جائرين ونسأله تعالى أن يغفر لأمواتنا ويتجاوز عن سيئاتهم..