المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك

المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك


06-08-2003, 07:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=24&msg=1135818475&rn=44


Post: #1
Title: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 07:31 AM
Parent: #0


هذا البوست، كما في العنوان، هو مواصلة لبوست (حوار مع السنجك
وقد أفردناه لمناقشة مداخلة الأخ آيز أوف ليبيرتي
eyes of liberty
التي اقتبسناها كلها أدناه، لنناقشها بالتفصيل، ولأن مداخلتنا طويلة رأينا أهمية هذا الإفراد
ويلزمنا التنويه هنا، وما لم يقتضي السياق معنى أخر، أن الأشارة إلى (أعلاه) التي سترد في مداخلتنا المقصود بها ضمن البوست الأصلي، (حوار مع السنجك)؛

Quote:
" لعللك قرات ملهاة البرجوازي " المتبرجز " للكاتب الفرنسي موليير ( 1622 - 1673) و يجوز تعريبها " مستجد النعمة " . اغتني المسيو جوردان بطل الملهاة و لامس المجتمع المخملي للنبلاء و علية القوم و الاثرياء , وريحانة مجالسهم من ادباء و شعراء , فانبهر بأحاديثهم و ذرابة السنتهم و سلاسة مصطلحاتهم , العصية علي قاموسه العامي العاجز عن مجاراتهم . فأستأجر معلما < مؤدب الامير > في تراث الارستقراطية العربية , او مثقفاتيا... وكان الدرس الاول , يصنف الادب الي شعر و نثر . وما لا ينضوي تحت لواء الشعر يسمي نثرأ ! فأنفجر مستجد النعمة ضاحكا في حبور طفولي , حتي الجمت الدهشة لسان الاستاذ , ثم افاق من دهشته و سأل تلميذه عن دافع الضحك , فأجاب : ما كنت اعلم انني طوال حياتي اتحدث نثرا , حتي عندما طلبت من خادمي ان يحضر لي حزائي "(1)

Ab baker: (فالشماليون هؤلاء مختلفون في مناطقهم، وفي أعمارهم، وفي مستويات تعليمهم، وفي تربيتهم، وفي مصالحهم، وفي مستوى جهالاتهم وحماقاتهم، وفي.. وفي..)
لقد انحلت دهشة الاستاذ بعد معرفته لسبب ضحك المتبرجز , و لكنا لا نزال في حالة مستمرة من الدهشة , لحال الطبقة المتعلمة او التي مفروض تكون علي مستو من الوعي بقدر مستو الشهادة التي تحملها.
نعم عرب.....وشرق اوسطيون ايضا
يصعب علي ان اختار المدخل المناسب , للتعقيب علي ما سردته في تصديرك الاخير , و ذلك لصعوبة ادراك ما ترمي اليه موضوعيا ..ولكن ساحول ان اتبين طريقي وسط ركام الالفاظ ذات الفهم المقصور , و ذلك بتناول النقد و النقل لبعض المفاهيم التي رايت انك قد اسئت فهمها ...و اقصد هنا بما اسميته بالايدولوجية العربية ...فحقيقة لا ادري اهو تلاعب بالعبارات ام نقصان فهم لمعني مفهوم الايدلوجية عندكم !! فلاول مرة اسمع عن مصطلح الايدولوجية العربية ....فحقيقة لم يجرؤ احد من الكتاب و المحليلين الاجتماعين و المراقبين السياسيين العرب او غيرهما , في استخدام هذا المصطلح .....فالايدولوجية , فهما و نصا , جانب تطبيقي عقلاني في سياسات الاقتصاد و الاجتماع , ويذهب الفيلسوف الالماني , ايمانويل كانت ,في كتابه المترجم الي اللغة العربية " فلسفة العقل " الي تفسير مفهوم الايدلوجية الي انه " استقراء العقل للواقع .... و لم نسمع من قبل ان للعرب ايدولوجية عربية , فالمعروف عن المجتمع العربي الدوغمائي انه نقيض للايدولوجية , و لا اظن انه يخفي علي القارئ , ان الشمال و الوسط و كردفان . مجتمع دوغمائي يسيطرالاسلام بتعاليمه علي كل نواحي الحياة ...فلا توجد ايدولوجية عربية في الاصل , حتي نصبغها عليها وعليه " اي بناء علي هذا التعريف لمفهوم الايدلوجية , ..... فالديمقراطية و النظام الاستبدادي " نظام العسكر " هي من وحي الاجتهاد الاوروبي و الذان تمخضا عن النظام الاقطاعي "عصر النهضة و التنوير" (2)..... فأبكر هذا , يحاول جاهدا ان يجد تفسيرا سياسيا لانفعالاته الشخصية , فليس غريبا ان نجده في تنطع فكري و تناقض واضح حين التنقل بين طيات اسطره و تتبع ردوده . و لا اندهش , حين يردد من كلمة " الشمال " اكثر من مرة في سياق حديثه , فالشخصية الدونية , حين تثار , لا تشير باللوم علي نفسها لتقصيرها , انما تبحث عن مؤثر خارجي , يمكن ان يكون مناسبا و مبررا لنواحي تقصيرها ....للاستفاضة , اقراء " الاعمال الكاملة" , سيقموند فروويد باب الفيتشيزم .

اما ما حاول تفاديه و صبغه بالصفة العربية بدلا عن الاسلامية في سياق حديثه عن الثقافة , و ذلك لكونه يحمل صفات اسلامية , ابتدأ بالاسم الذي يوصف به الي الشعائر التعبدية , فهذه كلها يشترك معك فيها السودان المسلم ...و لا تمييز الشمالي عن الفوراوي او النوباوي و لا يمكن ان تكون قد استخدمت في اذلال قبيلة الفور والزغاوة ...فالاسلام هو دين ارتضاه الناس كافة و بالتالي هو المؤثر الفعلي في الثقافة لدي معتنقيه...و لتوضيح ذلك اكثر , لانه فيما يبدو لي انك تخلط كثيرا لاسباب تعلمها انت وحدك , فالثقافة يا ابكر , ما هي الا انفعال الانسان بمحيطه و بيئته و البيئة يدخل في تركيبها الدين و الذي هو الاسلام في حالة الشمالي و والفوراوي..اذا فالثقافة التي يمارسها الشمالي و الفوراوي و النوباوي واحدة و ذلك لاشتراك عامل الدين في تكوينها و الذي هو عامل مؤثرا في حركة البيئة الثقافية...فكيف اذا ترمي الشمال بفرضه لثقافة الاحاد الاسلامية...!! قد اتفهم ذلك ان صدر عن انسان غير مسلم و لكن ان يصدر من انسان مسلم و يتسمي باسماء العرب و الاسلام فهذا اذا كلام غريب لا موضوعية فيه .... و تبريره الوحيد , هو الشعور بالدونية و عدم القدرة في تحقيق الذات بالظروف العادلة و المتاحة لكل سوداني و اعزاء الفشل المادي و الاجتماعي الي اشياء اخري قد لا تكون موضوعية البته.....و افيدك بان الدونية , هي شعور يفرضه الشخص علي نفسه, وليس لظروف خارجية وذلك لشعوره بالعجز في نيل مأربه بالطرق العادلة المتاحة....و الحقيقة ان الشماليين قد ساهموا بتهاونهم في الرد علي تلك الافترات و الادعاءات و محاولة استمالتها بالعطف و اللين بدلا من الشدة و و الكيل بنفس الصاع..... لا تعدم المبادئ الباطلة من النحل الخاسئة التي تفتديها بروحها و مالها , ولكن ذلك لن يجعل الباطل حقا و الجور عدلا.....فحقيقة كلامك مستفذ لدرجة تخرج به عن الموضوعية ....ففي فحوي اصداراتك يكمن عن نقمة غريبه و كراهية شديده لكل ما هو شمالي و لا توجد فيه اشارة موضوعية عن حقوق مقتصبة او مفاضلات سياسية..وهذا حقيقة ينمي عن سيكالوجية غير سوية و تحتاج الي مراجعة طبيب.....و اعتقد ان واصلت معك في الكلام , ستقودني الي السوال و الذي هو معترك كل ماهو غير شمالي : هل ترضي ان تزوج غرباوي لابنتك ؟ او اختك ؟؟ ....فهذا هو الفشل بعينه و الذي يقع فيه بعض الناس لمحاولة الباس باطل بحق ...ولكنا الان يبدو اننا امام نوع جديد من الضغط و الذي اتخذت فيه الثقافة و الاسلام وحكومته كسلاح لفرض توهمات شخصية و الكيد علي العنصر " العربي و الشمالي "....فالشمال مثله مثل الغرب و الشرق , فقد ارتضي الاسلام دينا و لم يذهب لشرائه من الاسواق العربية...فأذا كنت تري ان الاسلام يمثل ايدلوجية عربية , فأذهب و اقتلعه من الغرب اولا , واقتلع معه الدونية و انحناءة العود لبيت المهدي و احفاده الذين هم من نسل الفور , و سياسات التجهيل المتعمدة التي تمارسها منظماتهم المدنية , لتحفظ السياده لهم وحدهم .....فهذا هو المشكل التي يعاني منها ابناء الغرب بصفة عامة و المنعكس جليا في طرحك المشلول فكرا , فالسودان و حكوماته المتعاقبة لا تمثل الشمال وحده , ولم تفضل الشمال عن غيره , فالشمال ايضا عاني و فاق في معاناته باقي اطراف السودان. فمزارع نخل , لم تخطو قدماه خارج حدود ساقيته , حتي يكون له صوت في تنفيذ الثقافة الاحادية !!
ثم ماذا عن اللغة العربية !! هل يضيرك ان نقتبس لغة اقوي تعبيرا و اثر في الاصطلاح , لتكون لغة التدريس او لغة للدولة؟؟ هل لك ان تقول لي اي لغة تقترح انت لتكون بديلا للغة العربية في السودان!! ..... العالم كله يقتبس من بعضه البعض في مجال اللغة , اللغات الاروبية جميعها و بمسمياتها العديدة لا يعدو ان يعود مصدرها الاصلي الي ثلاثة لغات اساسية او اقل....و في حالة السودان , فالسودان يستخدم اللغة العربية في مراحل التعليم الاساسي ثم يلحقها بالانجليزية في مراحل التعليم الجامعي فما فوق..ولكن هذا لا يعني استسلامنا الي تلك الثقافتين.....فاللغة لا تجبر متعلمها علي الخضوع للون ثقافتها , انما هي مطية لادراك و الاستفادة من العلوم التي قد لا تكون ممكنة بلغة غيرها...وحالة اخري ..وهي ان السودان القديم , ومنذ العهد الفرعوني , لم يكن له لغة بالمعني الحديث , انما كانت و لا تزال لهجات غير مكتوبة و قاصرة عن التعبير فيما يخرج عن نطاق العلاقات الاجتماعية للفرد , ولا تتخطاه الي نطاق العلوم و البحث العلمي , الذي لابد منه لمواجهة تحديات العصر , من طب و هندسة , تفيد البنية التحتية للمجتمع و فنون تعكس اوجه ثقافته, الي ابتداع في وسائل الدولة , وتنظيم اجهزتها الادارية ....فكان اذا , لابد للشعوب التي لا تمتلك قوة في اللغة من استعارة لغة اخري تفيدها في نقل ما اذدخرته العلوم الانسانية , كما في حالة امريكا اللاتينية ,استعارة اللغة الاسبانية و البرتقالية واستفادة منهما بواسطة اللغة في زرع كيانها الحر باستقلال تام عن اسبانيا , وكما هو حال العديد من دول غرب افريقيا التي استفادت من لغة المستعمر الفرنسي لتنتقل بنفسها من نظام القبيلية الي نظام الدولة القطرية , مستفيدة من التجارب الانسانية التي وسطتها اللغة الفرنسية , فانتشرت القارة بالعلوم بعد ان كانت مظلمة و اصبح لها كيانها السياسي المستقل , بدون ان تشكل اللغة منفذ استعماري فكري , يهدد اللهجات المحلية و بالتالي ثقافتها. بل بالعكس فقد اثري الافريقي نفسه بأنفتاحه علي العالم و ثقافته بواسطة اللغة المطوعة لخدمته
كتابهم الاسود
علي الحاج , عضو تنظيم الجبهة الاسلامية القومية البارز , سرد باذدراء امام عدسات كميرات تلفزيون جمهورية السودان , قائلا: ذهبت انا و الترابي و نفر من الاخوة في التنظيم لخطبة بنت احد اعضاء التنظيم لشخصي , وكان من اصل شمالي. فتقدم الترابي في الحديث عن شخصي الضعيف و رغبتي في الزواج من ابنته . فقال الرجل في صرامة : و الله مش علي الحاج , ان بقا بلال بن رباح ذاتو , ما بعريس ليهو . ....

المغزي من الحادثة كما فهمها العقلاء , ان علي الحاج , و بعدها بعشرات السنين , لازال يحمل حقدا دفينا علي كل ما هو شمالي , لمجرد رفض احدهم تزوجه لابنته . و انشا تنظيما سياسيا كاملا ( الكتاب الاسود)
اجندته الخفية , حقدا دفينا علي كل ما هو شمالي و تأليب الغرب السوداني علي الشمال. متخذا من الالفاظ السياسية و صوت العدالة الاجتماعية و الحرية و زخم من الايدلوجيات و الحوارات الرنانه , غطاء لاحقاده الشخصية التي صبغتها حادثة الماضي.... ينادي علي الحاج بعدالة اقتسام الثروة و انصاف اقاليم غرب السودان من ميزانية الدولة , وهو من ثبت عليه تهمة السرقة لمليارات من الدنانيير التي كان من المفترض ان تنشأ طريق شريان الغرب , ليربطه بباقي السودان و يسهل عمليات التنمية في الاقليم ...!!... نعم اندهش علي الحاج , ان يرفض طلب زواجه وهو يحمل شهادة دكتور ...و لكنه لم يندهش عندما قال له جون قرانغ : ارجع الي تشاد بلدك , فمثلك لا يحق ان يفاوض السوداني في شأن بلده....

ابتسامة الذئب تخيف النعاج
امثال علي الحاج كثر , يعيشون بيننا و ينفثون سموومهم و احقادهم الشخصية , ككلاب حراسة البهائم, تحسبه يضحك , ولكنه مكشر عن انيابه , يتحين الفرصة لمص دمك.
الصبغة الشخصية و الشعور الدوني , الذي يصاحب نفرا من السودانيين , اصبح وسائل للضغط علي الشماليين , لايفاء الرغبات الشخصية , للشخصيات الضعيفة , التي لا تري مجالا لتحقيق ذاتها في ظل ظروف , غير الظروف المستجدية للشفقة و العطف. و اصبحت هذا اللون من المنهجية , ما يميز كتاب و سياسيين اليوم من السودانيين....فالعمل السياسي لا يدفع بالمطامع الشخصية. و تحقيق العدل لا يكون بالتعدي علي حقوق الاخرين و اجبارهم علي ايفاء الرغبات الجنسية و غيرها لافراد فصيل من المجتمع , حتي ينفي عن نفسه صبغة العنصرية. و الحرية الفردية تنتهي هناك , عندما تتعدي علي حرية الاخرين...و سياسة الاستنزاف التي ينتهجها تنظيم الفور و النوبا و الزغاوة " الكتاب الاسود " تطابق سياسة الاستنزاف التي ينتهجها الصهاينة من اليهود علي المانيا الديمقراطية , عن طريق اثارة النعرات القبلية و اللعب بورقة المطالبة حقوق الاقليات و الحريات , بالطرق الاستعطافية و ذل الشعوب , مما اتاح لهم تشيد دولة كاملة من اكل اموال الشعوب بالباطل. ...فهذه استراتيجية معروفة , لمن له اطلاع في تاريخ اوروبا السياسي , وليس غريبا ان ينتهجها علي الحاج و يروج لها وسط الفور و الزغاوة , لشأنه اللصيق بألمانيا . و عجبي , فقد تشابهت اسماءهم و اليوم يطابق فكرهم , نهجهم.

Ab baker ( ...
أنا أختلف معك يا أخ السنجك في زعمك أن أهل الشمال أكثر قربا للتعايش
السلمي، وأعتبر هذه مغالطة، لأن أول المسئولين عن إنعدام التعايش السلمي في السودان هم حملة الهوية العروبية) تاريخ الراية السوداء في شمال البلاد
أذا رجعنا الي تاريخ المهدية , و تحسسنا السياسات التي انتهجها " عبد الله التعايشي" بعد الموت المفاجئ لمحمد احمد , زعيم ما سمي بالحركة المهدية , نجد ان سكان شمال السودان الجغرافي , اكثر من تضرر بسياسات عبد الله التعايشي: فقد انحسر الدور القيادي لابناء قبائل الشمال , اما تنامي سلطة الراية السوداء ( ابناء الغرب) و فرض علي المزارعين و الذين جلهم من ابناء الوسط و الشمال , ضرائب فاقت بأضعاف مضاعفة , تلك الضريبة التي كان يدفعونها للخلافة الاسلامية العثمانية. حيث كان المزارع يجبر علي تقديم نصف محصوله الي ما سمي ببيت المال, بدون اعتبار حجم المحصول. و تخطت سياسات الخليفة الي ابعد من ذلك , في الهجوم علي القري الامنة في شمال السودان , بدون اسباب تذكر , و سلب ممتلكاتهم و اسر نسائهم و حملهم الي ام درمان كمتاع لاتباع التعايشي من الغرباويين. و لابد الاشارة هنا , الي المعركة التي استشهد فيها عبد الله ود سعد , اما جيوش التعايشي الغازية لمنطقة شندي....المك عبد الله ود سعد , من شهد له التاريخ , بانه كان سببا كبيرا في سقوط الخرطوم , فقد اوقف الحملة التي كان يقودها ويلسون باشا لنجدة و فك حصار الخرطوم. و قابلها في ناحية ابو طليحة بالقرب من شندي و اجبرها , علي الرجوع الي مصر. و توفي ابنه علي , في نفس المعركة و هو فتي لم يتعدي الرابعة عشر من عمره , او السابعة عشر , كما يقول مكي شبيكة , في كتابه القيم " السودان عبر القروون " . فما كان جزاء , المك عبد الله ود سعد الا القتل و التبشيع بعشيرته من قبل التعايشي.....و هناك العديد من الحوادث تشير الي تجاوزات التعايشي و حقده علي الشماليين , لا يتيح المجال هنا لحصرها ...... و لكنها لازالت مؤثرة علي عملية تقبل الشمالي الي الغرباوي. و اثرت في عملية تفاعل الطرفين في المجاليين الاجتماعي و السياسي....ولا شك اطروحات مثل التي يطرحها " ابكر" تثير حفيظة الشمالي , وتعيد الي الذاكرة , الاجداد الذين لقوا حتفهم في سجون التعايشي , و تدمع العين , للاطفال الذين نحرت بطونهم حراب الراية السوداء لابناء الغرب.ولا تتعدي في الوصف , تلك الحركة في تنزانيا و التي اسماها الانجليز " بثورة العبيد " لبعدها عن العقل و الايدولوجيات الثورية, و التي راح ضحيتها عشرات الالاف من اليمانيين العرب .(3

الكتاب الفاتح لونه
وكما يقول المحلل النفسي الشهير سيقموند فروويد (1939- 1856) في كتاب الاعمال الكاملة للكاتب, : ان المعده الممتلئة , هي التي تثير الاحلام . فالماضي يعج بالكوابيث المخيفة التي شهدها ابناء الشمال و الوسط و كردفان, من سياسات الراية السوداء, ولكن الزمن قد هدأ من ثورتها , فأكمنها , فهي لم تمت و لكنها خاملة ,فقط تحتاج الي من يبث فيها الروح....... ومن الناس من يهن لامثال هؤلاء الذين ينفثون ضغينة , لجهلهم لتاريخ ارضهم و تراثهم الطيب الذكر....... و للذين يهددون السودان بالسلاح , نقول لهم مرحبا بكم قد اخترتم الفيصل بيننا و بينكم... فلم يعرف عن الفارس الشمالي الجبن و التستر بالجبال عندما يحما الوطيس....فقد نازلناكم في 1976 ( حرب المرتزقة ) و سننازيلكم مرة اخري ان شئتم , ولكن هذه المرة لا تنسوا ان تعلقوا مفاتيح النار حول اعناقكم ....وان جنحتم للتاعيش السلمي , فمرحبا بكم ايضا , و لكن لا تعشموا في اكثر من الجيرة..... و ان لم تسعكم ارض السودان , فالحقوا ببقية نسلكم في تمبكتو و انجمينا و حوض نهر النيجر. فهم في حاجة الي فكر و ثقافة.

references
(1) Muhammed Ibraheem Nugud
(2) The Bsic work of Sigmund Freud
(3) Inside the Almahadya


يتبع

Post: #2
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 07:34 AM
Parent: #1


لا نحسب أننا في حوجة لتقديم وصف والخوض في التفاصيل المتعلقة بالصراع الدائر في السودان ولا حتى للإشارة للمدى الزمني لاستمرار هذا الصراع، فهذا معروف لحد كبير، ولكن يبقى السؤال قائما: لماذا نشأ هذا الصراع، ولماذا ظل مستمرا ومتطورا إلى الآن؟
وبالرغم من (مسلمة) تداخلات الثقافى مع الإقتصادي، والسياسى، والإثني/الانثروبولوجى والتاريخى والجغرافى/والديمغرافي، والسايكولوجى، و.. و..؛ في عملية الصراع في السودان، إلا أنه من خلال نقاشنا مع بعض الإخوة والأخوات هنا، في هذا البورد، لاحظنا (رغبة) ملحة من الكثيرين في تركيز خطابهم، أو قل خطاباتهم، على (السيكولوجي) وفي نقاط يدورون حولها، ويعتبرونها (جوهرية) بل ويتخذها البعض حججا داحضة، لخطابنا الذي يحاول سبر أغوار الأزمة عبر تداخلات عناصرها الشتى، المذكورة أعلاه. وأهم النقاط التي يركز عليها هذا البعض؛
أ/ إتهام الكاتب بأنه يصدر عن (مواقف شخصية نفسية)
ب/ أن الكاتب يسعى إلى (موقع، أو منصب أو مكاسب ما)
ج/ أن الكاتب يصدر عن جهل (في صيغ الدهشة، ومقولة القلم ما بزيل بلم المتكررة)
د/ القفز إلى المنفستوهات، باعتبارها بدائل لفهم الوقائع والظواهر الاجتماعية التاريخية.
بل وقد لاحظنا أن الكثيرين ينزعجون أشد الإنزعاج من أي محاولة لتقليب صفحات التاريخ، ومن أي محاولة للتحاور حول قضايا متعلقة بوقائع القبلية والعنصرية، وبسيرة ظاهرة الرق وآثارها الإجتماعية، وتداخلاتها في الصراع الدائر، ويتخذها البعض موضوعا للاستهزاء، بل وممارسة التهريج.
والصيغ، والإكليشهات التي يستعملها هؤلاء الإخوة، تكشف لنا مواقعهم الأيديولوجية، وقد أشرنا في مداخلات سابقة لما يمكن أن نسميه تقسيم العمل الأيديولوجي في ممارسة الخطاب،
ولكننا نود أن نكرر هنا، للذكرى، أننا في حلبة صراع، وأن أي أيديولوجيا، إنطلاقا من موقعها الذي هي فيه، تحاول أن تدير معاركها مع الآخرين بأساليبها وتحاول أن ترتب أولوياتها، كما يعرف الآخرون كيف يديرون معركتهم معها وكيف يرتبون أولوياتهم.

فلماذا يا ترى، تركز جبهات الأيديولوجيا (الإسلاموعروبية) على "السيكولوجي" وفي صيغته الفردية الإتهامية؟ ولماذا هي منزعجة من تقليب صفحات التاريخ؟ ولماذا هي في حالة استنفار للقفز إلى المنفستوهات هكذا في عملية ترتيب الأولويات؟


يتبع

Post: #3
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 07:45 AM
Parent: #2


سنحاول في هذه المقدمة، إختطاط واستنباط أدوات للقراءة؛

في البدء كان؛
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"
قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ للملائكة "اُسْجُدُوا لِآدَم فَسَجَدُوا كُلّهمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيس أَبَى وَاسْتَكْبَرَ لِمَا كَانَ حَدَثَ نَفْسه مِنْ الْكِبْر وَالِاغْتِرَار فَقَالَ لَا أَسْجُد لَهُ وَأَنَا خَيْر مِنْهُ وَأَكْبَر سِنًّا وَأَقْوَى خَلْقًا خَلَقْتنِي مِنْ نَار وَخَلَقْته مِنْ طِين يَقُول إِنَّ النَّار أَقْوَى مِنْ الطِّين" (تفسير ابن كثير)


وقديما كان؛
[ حديث رؤساء قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم]
اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث (بن كلدة)، أخو بني عبد الدار وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية، والعاص بن وائل ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم.
قال اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، فأتهم فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعا، وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه بداء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا له يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك - أو كما قالوا له - فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا، فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن رئيا - فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك. "سيرة ابن هشام"؛


ثم ما الذي حدث بعد؟
وَقَوْله: { مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبّك بِمَجْنُونٍ: القلم:2} يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبّك بِمَجْنُونٍ، مُكَذِّبًا بِذَلِكَ مُشْرِكِي قُرَيْش الَّذِينَ قَالُوا لَهُ: إِنَّك مَجْنُون. (تفسير الطبري)
وَقَوْله: { وَمَا صَاحِبكُمْ بِمَجْنُونٍ: التكوير:22 } يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَمَا صَاحِبكُمْ أَيّهَا النَّاس مُحَمَّد بِمَجْنُونٍ، فَيَتَكَلَّم عَنْ جِنَّة، وَيَهْذِي هَذَيَان الْمَجَانِين، بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ، وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِك: 28307 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عُمَر بْن خَالِد الْبَرْقِيّ، قَالَ: ثَنَا أَبِي عَمْرو بْن خَالِد، عَنْ مَعْقِل بْن عَبْد اللَّه الْجَزَرِيّ، قَالَ: قَالَ مَيْمُون بْن مَهْرَان: { وَمَا صَاحِبكُمْ بِمَجْنُونٍ} قَالَ: ذَاكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (تفسير الطبري)؛


وحديثاً؛
كان "الشيخ محمد شريف (نور الدائم)، خريج الأزهر، قد ورث الولاية عن جده مؤسس الطريقة (السمانية)، وله علاقات بالحكم التركي ـ المصري، ويتمتع بمكانة رفيعة بحكم منصبه الصوفي. وكان يعيش حياة لا تخلوا من ترف، برزت في الحفل الذي أقامه لختان أبنائه. وذُكر أن محمد أحمد كان يأتيه بملابس الزهاد الخشنة فيلبسه أفخر الثياب. أما محمد أحمد، فقد كان منضبطا في تصوفه يعيشه منهجا وفكرا وسلوكا. ووصل إلى منصبه الصوفي بسعيه وجده وبالصبر ومجاهدة النفس، ولقي في سبيل ذلك عنتاً. وكان يرى أن التوغل في ذلك المسلك يخرجه من التناقضات التي تحف بحياته. وهو من نوع الرجال الذين نقول عنهم لا يخشون في الحق لومة لائم، فهو صريح وعنيد ومتشبث بالموقف الذي يراه صحيحا مهما جر عليه ذلك الموقف من مشاق
فلاحظ محمد أحمد بعض التصرفات عند شيخه التي يراها بعيدة عن فهمه للمسلك الصوفي. فهل ينتقدها ويتحققق التجانس الذي ينشده ويتحمل ما يجره عليه النقد من نتائج، أم يسكت عليه وهو سكوت سيحيل كل مسلكه الصوفي إلى قشور بلا معنى؟ فانتقد شيخه وصديقه. وكان ذلك النقد من المواقف الهامة في حياة الرجل. لا يفوقه إلا عندما أعلن أنه المهدي المنتظر فيما بعد. ويبدو أن ذلك النقد الصارخ قد سبقته مواقف أخرى أظهر فيها محمد أحمد استقلاله في التفكير وعمق زهده. وكبر النقد على الشيخ محمد شريف. فزجر تلميذه وطرده من الطريقة، ووصفه قائلاً: "الدنقلاوي شيطان مجلد بجلد إنسان". (القدال: تاريخ السودان الحديث: ص 118..)؛
وفي 26 يناير 1884م غادر غردون القاهرة بصحبة الكولونيل استيورات. وكانت دنقلا وبربر أول منطقة يمر بها. واختلف فيها الوضع عن بقية السودان. فلم تندلع فيها الثورة المهدية بعد. وكان حسين باشا خليفة شيخ قبيلة العبابدة مسيطرا على الموقف. ولم يتوقف النشاط التجاري بين بربر وسواكن ومصر. وقوبل غردون باستقبال حافل من أهالي المنطقة. فقادته تلك المظاهر إلى تقديرات مفرطة في الذاتية فأساء تقدير الثورة المهدية ومراميها وعمق نفوذها. وتوهم أن ما شاهده في دنقلا وبربر ينطبق على بقية السودان. فأرسل للمهدي من بربر يعينه ملكاً على كردفان وأرسل له كسوة الشرق التركية ذات الألوان الزاهية" (القدال، نفسه، ص148..)؛


يتبع

Post: #4
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 07:53 AM
Parent: #3


عود على بدء؛
هناك بالطبع، الكثير الكثير، من هذا النوع من القصص، وقد اخترنا واكتفينا بهذه القصص التي أوردناها لسببين؛ الأول متعلق بالذهن المكوَّن/المشكل الذي سيفهمها أكثر من غيرها، والسبب الثاني سبب منطقي، وهو أنه، إذا كانت هناك جهات قادرة على الوقوف مثل تلك المواقف المصاحبة للقصص من عظماء مثل آدم، والنبي، والمهدي، فمن البديهي أن تقف/أو يقف معادلها الموضوعي مثل هذه المواقف ممن هم دونهم. وسيلاحظ القارئ أن هناك مواقف، وأفكار، ونفسيات متشابهة، تنتظم كل حال من الحالات الواردة في هذه القصص التي أوردناها. ونحن هنا لا نرمي إلى استنباط أحكام القيمة (صواب/خطأ) (مؤمن/كافر) (مدان/بريئ) إلخ، وإنما نرمي إلى استنباط السياقات والأسباب التي تضع كل جهة أو طرف في الموضع التي/الذي هي/هو فيه، والموقف الذي هي/هو فيه، وما صاحب ذلك من سوء تقدير الجهة (القديمة) للجهة أخرى ـ(الجديدة)؛
وسنلاحظ أن هناك سببين لذلك الموقف من قبل الجهة (القديمة): سبب مبدئي، والسبب الذي أدى لسوء التقدير. ثم هناك نتائج. ولنقم بتحليل ذلك؛

العتبة الأولى؛
فإبليس، لا يرى في آدم إلا كائنا أقل منه، وتنتظم الحالة بقية الجهات القديمة تجاه مناوئيهم. وهذا هو السبب المبدئي؛

العتبة الثانية؛
وسادة قريش، وبناء على السبب المبدئي، قدّروا أن "النبي (ص)" يريد "مالا" أو "شرفا" أو "ملكا" وخمّنوا أن به رئياً أو مساً من الجنون؛
وكذلك ضمنا، في موقف الشيخ محمد شريف؛ في هداياه المتعلقة بالملابس لمحمد أحمد؛
وكذلك في موقف غردون؛ ابن الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، في إعلانه للمهدي بتعيينه ملكا على كردفان وإهدائه كسوة الشرق ذات الألوان الزاهية؛
وهذا هو السبب الثاني: سوء التقدير

العتبة الثالثة؛
نتائج فشل المحاولة؛
قال إبليس: "لأغوينهم"! ويمكن تأويل هذا القسم، بمعيار السياق، بأنه يتضمن تصغير إبليس لـ"عقل" آدم، وذريته بالطبع.
وقام سادة قريش بإتهام النبي "ص" بأنه مجنون، ومجنون هي "نفسيات" بتعابير اليوم؛
أما الشيخ محمد شريف نور الدائم، فذهب إلى نفس المعنى بتعبير آخر "الدنقلاوي شيطان مجلد بجلد إنسان"؛
أما غردون باشا، إبن الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، فأتخذ لقب الدراويش (حسب ما يفهمه هو) ليلقب به المهدي وأتباعه. وهو في جوهره، يحمل نفس المعنى، المتعلق بالطعن في "عقل" المناوئ.
ثم علينا أن نضع في الذهن، إستناد تلك الأحكام على حكم القيمة، الذي يستبطن إدانة المناوئ، وما صاحب تلك المواقف من تعابير الدهشة والإستغراب والاستنكار، كجزئية مكملة لبناء الخطاب/ الخطابات؛
ماذا يمكن أن نسمي هذا في مجمله؟
إنه؛

العقبة الإستعلائية؛
وهي مصطلح منحوت من عندنا، على غرار، العقبة الإبستمولوجية لجاستون باشلار. هذه العقبة الإستعلائية هي التي تمنع حاملها/جهتها من رؤية الوقائع وفهم الحقائق المتعلقة بالظواهر، وبالتالي عزوها إلى غير أسبابها، والسعي إلى (معالجتها) بأسلوب العطايا/المنفستوهات، وهي في جانبها النفسي، تدفع حاملها/جهتها إلى القفز إلى الإتهام، لترضي غرورها حين تطعنه الحقائق المناوئة، برفض عطاياها/منفستوهاتها التي تقع مقام القشرة من القضية محل الإختلاف/الصراع. وهي كيمياء فكرية نفسية غير مرئية. تصاحب كل بداية من مراحل التحولات الجذرية في الصراعات البشرية ـ كما تنبئنا القصص أعلاه. وأظن أن تعريف الجاهلية الفقهي؛ أنها في جوهرها حالة نفسية ترفض الحق. وتظل معضلة (الشخصية المستعلية، وهي هنا شخصية إجتماعية في المقام الأول)، في رمقها الأخير، متقوقعة في عقبتها الإستعلائية ومتجلية في دهشتها واستغرابها: كيف أتساوى مع مناوئي (الذي هو تحتي) في كل شيء؟ وأنا الذي قدمت له كل هذه التنازلات؟؟ وهي ترى أنها تنزل، وليس هناك إمكان لـ"صعود" من ترى أنه دونها؟؟؟ هذا من جانب، ومن جانب آخر، تتشبث هذه الشخصية، بأن هناك خللا ما في العالم، وولأنها لا تريد أن ترى وجه الخلل الحقيقي، الكامن فيها في المقام الأول، فتتجه إلى أقصر الحيط أمامها، هي "شخصية ما فردية مناوئة وماثلة" تلقى عليها كل الإخلالات، بأحكام القيمة؛ جنون، نفسيات، دروشة، إلخ إلخ، وهكذا!!!؛ وبذلك تحسب أنها تصطاد عصفورين بحجر؛ فهي من جانب، تدافع عن نفسها بنفي الوقائع، أو على الأقل تبقيها على حسب ترتيب أولوياتها، ومن جهة أخرى، وفي نفس الوقت، تهاجم "حيطتها" بضراوة، لتجعل منها عبرة لمن يعتمل في ذهنه محاولة السير في الطريق الذي سلكه ويسلكه المناوئ، أي أنها، تمارس الإرهاب الفكري؛

يتبع

Post: #5
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 08:00 AM
Parent: #4


الشخصية المستعلواتية؛
لغويا، ترجع كلمة مستعلواتية، إلى أخينا "آيز أوف ليبيرتي"، الذي "نجرها" في واحدة من تعليقاته في البوست "حوار مع السنجك"، ثم قام باستبدالها لاحقاً بكلمة "عليّة" ويبدو أنه اكتشف بعد مراجعة ما، أنه ارتكب حماقة وقام بإفشاء "سر" عن حقيقة شخصيتهم "المستعلواتية"؛

أما سياقيا: فسنقدم هنا مقاربة وصفية لتعريف ولتحديد ماهية هذه الشخصية المستعلواتية؛

تركي/مُتّوْرِك، مستعلي/ مستعلواتي؛
يقول المثل السوداني؛ "التركي ولا المتورك"، والمتوركين هم "أهل البلاد الذين تعاونوا مع الحكم التركي"، ونحسب أن المثل واضح، ولكن لا بأس من الخوض في بعض التفاصيل المتعلقة بـ"سيكولوجية" المتورك، فهو في سبيل إثبات "تركيته/استعلائه" يطبع ممارساته بنوع من التشدد والمغالاة، فإن قال التركي الأصلي مثلا، ضريبة العتب، أو القبانة أو الدقنية "شلن، يقول المتورك: "ريال". وإن قال التركي الأصلي "لا بد من دفعها" استعمل المتورك السوط. وإن قال التركي الأصلي، أن فلانا هذا، يجب أن يجلس على الخازوق؛ يقول المتورك، ويجب أن تحضر المشهد نساء قبيلته، وهكذا، وفي كل ذلك ينطلق المتورك من سيكولوجية تحاول أن تثبت أنها ملكية أكثر من الملك(!!)؛ وهي تعاني في نفس الوقت، من احتقار المواطنين، الذين تعتبرهم دونها؛

الشخصية المستعلواتية: أو الشخصية الإسلاموعروبية في السودان؛
نحن نرى أن الشخصية الإسلاموعروبية من الناحية السيكولوجية ـ بالمعنى الإجتماعي، الذي يستضمن الفردي بتفاوتاته بالطبع، التي يصر عليها إخوتنا هنا، شخصية مستعلواتية، فهي ليست أصيلة فيما تعتبره الأصل ـ العروبة. ولذلك تعاني من عقدة النقص تجاه العروبة، التي تدعيها لأسباب شرحناها في ورقتنا (جدلية المركز والهامش وإشكال الهوية في السودان) بالقول: بأن عقدة النقص تجاه العروبة لدى الكيانات الإسلاموعروبية في السودان مرتبطة ـ في رأينا ـ بظروف تاريخية معينة؛ حيث أن الغالبية الساحقة من الناقلين للثقافة الإسلاموعربية للسودان هم من (الأعراب) الذين يمثلون الكيانات الهامشية بين العرب، وهم ليسوا ذوي جاه ولا علم، فكان من الطبيعي أن ينقلوا معهم واقعهم مؤسطراً، وبالتالي اختلاط الحقيقة بالادعاء على مستوى الفكر والأنساب، بعد أن تهاجنوا واختلطوا في سيرورتهم التاريخية في السودان. ومع مرور الزمن وإعادة إنتاج "النوستالجيا" لذلك الزمان وذلك المكان الماورائيين المقدسين أصل و(مركز) الثقافة الإسلاموعربية التاريخي، كان الناتج تضخم الوعي الأسطوري. بيد أن تطور العلوم في العصر الحديث كشف الحقائق المتعلقة بهم مما أدى في تقديرنا إلى خلق عقدة النقص تجاه العروبة، ومن ثم التشدد فيما لا يستدعي تشدداً، خاصة في قضية "الهوية السودانية" ومحاولة التأكيد على (عروبة) السودان بمناسبة وبدونها". وهناك طبعا أسباب أخرى، زادت الطين بلة من ضمنها إلتحاق (المستعربين حديثي الولادة) مثل العبيد المحررين وأبناءهم، الذين لفقوا لأنفسهم أنسابا، جريا على عادة من كانوا سادتهم، ولأهمية (القبيلة) في الواقع الإجتماعي، السياسي والحقوقي في السودان، هذا بالإضافة للذين تمت إعادة إنتاجهم داخل الحقل الثقافي والأيديولوجي الإسلاموعروبي، وأضيف إليهم آخرون عبر سيرورة الدولة وأجهزتها؛ التعليم، الإعلام، القوات النظامية، الخدمة المدنية، إلخ إلخ من خلال ما يسمى بـ"بوتقة الإنصهار" هذا بالإضافة للذين تم تجنيدهم في أحزاب القومية العربية مؤخرا، الذين لا يملكون من (العروبة) شروي نقير. وقد أورد د. منصور خالد في ذلك "أن هذا الرهط لا ينطلق في أحكامه المشتطة هذه إلا من عقدة نقص، فحاكم مصر وسوريا ومليك الأردن ليسوا مطالبين بأن يثبتوا للناس عروبتهم لأنها حقيقة يرونها في سحنتهم ويعبرون عنها بلسانهم. أما هجائن السودان ومهاجينه فقد أوهموا النفس بأن لا سبيل لإثبات عروبتهم إلا بأن يكونوا عربا أكثر من أهل نجد وتهامة" (د. منصور خالد؛ النخبة السودانية وإدمان الفشل، الجزء الثاني، ص 184. بل حاول البعض تأسيس نظرية لونية للعرب بأن الأصل فيهم هو لون المستعربين السودانيين. راجع، محمد جلال هاشم؛ "السودانوعروبية"، ورقة بحثية، قدمت في مؤتمر القاهرة، الذي عقده مركز الدراسات السودانية، 1999م، تحت شعار الثقافة والتنمية، أو ما عرف بـ"احتفالية الطيب صالح".

وهي ـ أي الشخصية المسعلواتية ـ تعاني في نفس الوقت من عقد تاريخية من قبل هؤلاء الذين تعتبرهم (دونها): تتركز في عقدة "الخليفة عبدالله التعايشي" التي يتم إعادة إنتاجها عبر أسطورة النسوة والنهر، ووالتي تم، ويتم إستثمارها في التعبئة العسكرية والجهادية. هذا بالإضافة للمأزق الأكبر، المتعلق بـ(تاريخ) "الأم" المستعلى عليها ضمنا! ولو بالسكوت عنها في الأنساب. ويستغرب الدكتور مختار عجوبة "أن أبناء السبايا والإماء أنفسهم لم ينبثق لديهم أي وعي لمحاربة هذه الظواهر (وهو يتحدث عن الاسترقاق، وسبي النساء)، إنما العكس من ذلك؛ فإنهم كانوا من الناشطين في ترويج الاسترقاق على وجه الخصوص، ومنهم الزبير ود ضوة، الذي اتهم أكثر من غيره سواء بالحق أو بالباطل بأنه أكبر تاجر للرقيق في السودان، حيث يقال أن ضوة أمه، ما هي إلا أمة، وفيما يبدو أن هذه حقيقة لأن الأستاذ خليفة عباس ابن أخته، عندما قدم ترجمة لمذكرات الزبير حرص على ذكر نسبه من جهة أبيه بينما أهمل تماما نسبه من جهة أمه". وللمزيد من التفاصيل راجع: د. مختار عجوبة؛ المرأة السودانية: ظلمات الماضي واشراقات المستقبل، مركز الدراسات السودانية، القاهرة، 2001م؛
فما رأي التحليل السيكولوجي، والكتب اللونها فاتح، التي يتبختر بها بعض الناس، في مثل هذه الحالات، التي كلما أوغلت في الغيبوبة ذكرتها سحنتها، وكلما استعلت على جماعة أطل وجه "الأم" ـ هذا الكائن العزيز ـ في ملامح هذه الجماعة، وهل تستطيع بنية الوعي الذكوري، أو بنية الوعي الأبوي أو بنية الوعي التناسلي ـ مهما تشددت ـ أن تزيل هذا التناقض من دهاليز اللاوعي؟


يتبــــــــع

Post: #6
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 08:11 AM
Parent: #5


مناقشة مداخلة الأخ آيز أو ليبيرتي؛
في البدء نقول: أن ما ورد في مداخلة الأخ آير أوف ليبيرتي يعبر في مجمله عن النموذج الأساسي للشخصية الإسلاموعروبية، فكريا وأيديولوجيا، ونفسياً، النموذج، الذي ظل البعض يطالبنا ضمنا بإثباته، فها هو يأتينا برجليه، وبلا أقنعة. وكونه نموذجا، فهذا يعني، أن إختلاف بقية من نعتبرهم (إسلاموعروبيين) هو إختلاف درجة، وليس اختلاف نوع؛
وهناك الكثير من عناصر مداخلته، تجد الرد عليها في مقدمتنا التي سقناها أعلاه، ولذلك لن نكرر القول فيها، ولكن تبقى هناك ملاحظات في نقاط سنجملها، لإشكالياتها الواضحة، وهناك نقاط نرى أنها من صلب الموضوع، ونحاول مناقشتها باستفاضة؛

ملاحظات؛
واحدة من إشكالات الأخ آير أوف ليبيرتي أنه تعوزه القدرة على التحليل، وذلك يتضح من بدايته المرتبكة إن لم نقل المنهارة، فهو، بعد أن أورد ملخصه للقصة التي بدأ بها مداخلته، وقام بنزع نصنا من سياقه، ليحاكمه على أساسها، لم يبين أسباب الربط؛ أهي في مضمون النص/المعنى، أم في شكله/الطريقة التي ورد بها النص. ليقفز مباشرة إلى أحكامه، إلا إذا كان يفترض أن التعبير عن الدهشة لوحده تحليل! ويظل السؤال: ما هي علاقة قصة المتبرجز والأستاذ بالنص الذي تم إيراده، وبكل ما تلا؟ (هذا إذا تجاوزنا النزعة الإدعائية في ذلك)؛

الإشكالية الثانية أنه يمارس التقويل ويؤسس نقده على هذا التقويل: فأنا لم أستعمل مصطلح "الأيديولوجية العربية" قط في أي نص من نصوصي. وأرجو من الأخ أيز أوف ليبيرتي والقراء الكرام مراجعة كل نصوصي للتأكد. ولكننا سنتسامح مع الأخ آيز أوف ليبيرتي، ونفترض أنه يقصد مصطلح "الأيديولوجية الإسلاموعروبية"؛ وحججه التي ساقها؛
ـ أنه
Quote: "لم يجرؤ احد من الكتاب و المحليلين الاجتماعين والمراقبين السياسيين العرب او غيرهما، في استخدام هذا المصطلح..."؛

ـ وأنه
Quote: " لم نسمع من قبل ان للعرب ايدولوجية عربية، فالمعروف عن المجتمع العربي الدوغمائي انه نقيض للايدولوجية..."؛

فيما يختص بالنقطة الأولى، فلا أظن أن كون هؤلاء المحلليين أو السياسيين أو المراقبين لم يجرؤوا على استعمال مصطلح كهذا حجة تمنع أي شخص أو جهة من نحت المصطلحات واستعمالها، ومن حقك بالطبع أن تحاجج في الأسباب التي اتخذها ناحت المصطلح، وأن تحاجج في مدى إنطباقه على الموصوف من عدمها؛
ولكن الحجة الثانية هي التي تكشف لنا مشكلة الأخ آيز أوف ليبيرتي، لأنه يتبنى تعريفا قاصرا للأيديولوجيا، يقف به عند حد "إيمانويل كانت"، ومع أن الدراسات اللاحقة لإيمانويل كانت قد ذهبت بعيدا في تطوير تعريف الأيديولوجيا، ونحن بالطبع لدينا تعريفنا الذي هو مستمد من هذه الدراسات اللاحقة، والمختلف بشكل أو آخر عن تعريفه. ونحن نفهم أن أي مجتمع، سواء كان دوغمائيا أو غيره، فلابد له من أيديولوجيا، حسب تعريفنا للأيديولوجيا، إلا إذا كان الأخ آيز أوف ليبيرتي يفهم كلمة "عقل" بالمعنى العربي الذي يربطها بمفهوم "العقال"، وليس مفهوم السبب والنتيجة. وإذا كان الأمر كذلك، أرجو من الأخ أن يراجع تعريف كلمة "عقل" في الجزء الأول من رباعية نقد العقل العربي، لمحمد عابد الجابري؛ تكوين العقل العربي. فهناك المزيد من الشروحات، ربما يجد الحل لإشكالية الفهم العربي الشائع لكمة "عقل"، ثم بعد ذلك يمكن أن نتناقش حول تعريف ومفهوم الأيديولوجيا؛
ثم يقع الأخ ـ آيز أوف ليبيرتي ـ في نفس المشكلة حين يتناول الثقافة، التي يجملها في التعريف
Quote: "ما هي الا انفعال الانسان بمحيطه وبيئته"
، وبطريقة إستاذوية! ومثل هذه التعاريف تسوق بالطبع إلى الإلتباس. لأن هناك تفاصيل جوهرية، عن الإنسان، وعن درجات الإنفعال، وعن المحيط وعن البيئة، تسقط أو تكون عرضة للسقوط سهوا إن اعتمدنا مثل هذا التعريف، وهو ما نرى أن الأخ آيز أوف ليبيرتي يريده، ليصطاد من وراء الإلتباس. فهو يريد أن يصل إلى أن:
Quote: "...الثقافة التي يمارسها الشمالي والفوراوي والنوباوي واحدة وذلك لاشتراك عامل الدين في تكوينها والذي هو عامل مؤثرا في حركة البيئة الثقافية"؛
، وبالتالي لينفي "فرض الثقافة" وأمام هذه المغالطة، القائمة على إختزال الثقافة في أحد عناصرها، تصبح الثقافة الفارسية، والثقافة الأردية (باكستان) والتركية، والعربية ثقافة واحدة(!!)، ويبقى السؤال: إين ذهبت العناصر الأخرى، التي أوردتها في تعريفك ـ على ما فيه من قصور؟ أين ذهب المحيط، وأين ذهبت البيئة، وأين ذهب الإنفعال، وأين ذهب التاريخي، المكتسب والمستصحب عند الشمالي وعند الفوراوي وعند النوباوي من عادات وتقاليد ولغة وتصورات للعالم؟ ثم لماذا هناك ملل ونحل ومذاهب وفرق في الإسلام نفسه؟ وإلى أي ثقافة تستند "الملة" أو "النحلة" أو "الفرقة" التي تفرض على الناس اليوم، ما تفرض؟


يتبـــــــــــع

Post: #7
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 08:25 AM
Parent: #6


عرب وشرق أوسطيون؛
ثم أن الآخ آيز أوف ليبيرتي، يقرر أن "الشماليين" ـ وأنا لا أستعمل هذه المصطلح إلا إستلافا من مقولات الآخرين التي أكون بصدد مناقشتها كما يمكن ملاحظته، ويأتي التفصيل في ذلك لاحقا، ولكن الأخ يتخذ منه مصطبة لإتخاذ أحكام! ـ
Quote: "..عرب.. وشرق أوسطيون أيضاً"
، حسنا، قرروا ما شئتموا، ولكن تبقى هناك مشكلات نظرية وعملية تصاحب هذا التقرير، خاصة وأنتم تجرجرون معكم، دولة إسمها السودان، فأرجو من الأخ آيز أوف ليبيرتي أن يرجع إلى بوست الأخ عبد القادر الكتيابي؛ "توثيق التجربة الكتيابية" والإطلاع على نتائج أبحاثه القيمة، ليرى كيف ينظر الشرق أوسطيون الأصليون، إلى الشرق أوسطيون بالتقرير. ومن جانب آخر، فينظر كيف ينظر الآخرون في السودان إلى محاولة حشرهم في "الشرق أوسطية"، ثم أنه لابد هنا من سرد حقيقة أقدم، وأكبر مني ومن الأخ آيز أوف ليبيرتي، ومن الشرق الأوسط نفسه، وهي أن النوبيين: حلفاويون، محس، سكوت، ودناقلة، ليسوا عربا، وليسوا شرق أوسطيين. أما فيما تبقى من عناصر الإلتباس في مصطلح "شماليين" فأرجو من الأخ أن يعود إلى "الكتب الفاتح لونها" ليفسر لنا مركبات "الشخصية التي تعاني من الطعن في نسبها وعدم الإعتراف بمن تعتبره أبوها بأبوته لها، وهي كذلك، وقد تعرضت لحوادث إغتصاب (علنية) من قبل بعض من هم حولها في الواقع"؟؟

اللغـــــــة؛
يرى الأخ آيز أوف ليبيرتي أن
Quote: ـ"... اللغة لا تجبر متعلمها علي الخضوع للون ثقافتها، انما هي مطية لادراك والاستفادة من العلوم التي قد لا تكون ممكنة بلغة غيرها... "؛

ويبدو أن الأخ مصر على المغالطات؛ فبالرغم من اللغة ليست مجرد كلمات وتراكيب نحوية وصرفية محايدة، وإنما تحمل تصورات منتجيها للعالم، وتحمل قيمهم وأحكامهم تجاه الأشياء، يأتي الأخ آيز لينفي بالتقرير أنها لا تجبر متعلمها على الخضوع للون ثقافتها، فما هو لون ثقافتها إن لم يكن تصورات العالم والقيم والأحكام؟ والحقيقة هي أن الشخص عندما يتعلم لغة ما، يكتسب معها، رضي أم أبى، على الأقل، بعضا من هذه التصورات والقيم والأحكام، ولأن هذه الأخيرة، بالنسبة للشخص غير المستعلواتي، تحمل ما هو إيجابي وما هو سلبي، لذلك لا يرى هذا الأخير إشكالا كبيرا، لأنه ببساطة، فأنت عندما تأخذ شيئا من آخر، تكون مجبرا لأن تدفع له، وهو قانون التبادل الأساسي. وبالتالي، ليس هناك حوجة لمثل هذا التقرير إذا ما نظرنا إلى المسألة من جوانبها الإيجابية، وفي إطار مفهوم التبادل. ولكن تبقى هناك أشياء أخرى، فالمستعلي أو المستعلواتي ينطلق من وهم أنه "مركز العالم" لذلك يساهم في الإخلال بظروف هذا التبادل وإجراءاته، فالمشكلة تأتي عندما تتدخل عناصر خارجية للإخلال بالتبادل، كالإحتكار المقصود منه إعلاء قيمة سلعة بغير وجه حق، ونفي حق القبول المبدئي على طرف من الأطراف. أي المدخل الأيديولوجي لقضية فرض اللغة؛
وفي مغالطته الأخرى، يقرر "ان السودان القديم، ومنذ العهد الفرعوني، لم يكن له لغة بالمعني الحديث. إنما كانت ولا تزال لهجات غير مكتوبة وقاصرة عن التعبير فيما يخرج عن نطاق العلاقات الاجتماعية للفرد ولا تتخطاه الي نطاق العلوم والبحث العلمي، الذي لابد منه لمواجهة تحديات العصر..."؛
أولا يا أخ آيز أوف ليبيرتي؛ هناك فرق أساسي بين اللغة واللهجة، فاللغة هي باختصار نظام الإشارات والدوال الذي تستعمله جماعة من الناس للتواصل فيما بينها، وهي تختلف من جماعة إلى أخرى حسب ثقافة هذه الجماعة أو تلك، وتحدها حدود عن اللغات الأخرى، تجعل منها نظاما قائما بذاته، ويمكنك أن ترجع للقواميس، وللتعاريف المعتمدة في العلوم المتعلقة باللغات، إن لم يعجبك تعريفي، بينما اللهجة هي؛
A language considered as part of a larger family of languages or a linguistic branch. Not in scientific use
فرع من لغة، ومثال لذلك، لهجة الشايقية، ولهجة أم درمان/المدينية، ولهجة البقارة، هي فروع أو لهجات لأصل هو ما يعرف بـ"اللغة العربية" تختلف في النطق، وربما في بعض التراكيب، وربما أشياء أخرى، كما تعتبر لهجات قبيلة "الصبي"، و"المندل"، و"النيمانق"، فروع، للغة الجبال الشمالية في جبال النوبة. فعلى سبيل المثال؛ تنطق الكلمة التي تعني "صديقي" (أو تحمل هذا المعنى) "أونكير" عند "الصبي" بينما تنطق "أكواي" عند النيمانق، وكما يفهم الشاقي كلام البقاري، يفهم الصبياوي كلام النيمانقاوي، بينما يختلف الأمر مع الغلفان، فلهؤلاء لغة مختلفة. والأمر الحاسم يأتي في حالة "المنولينقوال" أي الإنسان صاحب اللغة الواحدة، فالنيمانقاوي لا يفهم الغلفاني إذا تكلم بـ"لغته" والعكس صحيح، كما أن آيز أوف ليبيرتي لا يفهم المندلاوي المونولينقوال، والعكس صحيح. أما كون اللغة مكتوبة أو غير مكتوبة، فهذا ليس حجة، ولم أجد سواء في القواميس أو في (علم اللغات) اللينغويستكس تعريفا للغة، يتخذ من عدم الكتابة نفيا لكون لغة ما ليست لغة. بل المؤكد أن أي لغة يمكن أن تكتب، مثلما كتبت اللغات الأخرى من قبلها، بما فيها اللغة المروية القديمة أو العربية. وهي مرحلة مرت بها كل اللغات. وضف إلى معلومك، أن لغة الدينكا، وبعض اللغات في جبال النوبة، مكتوبة، وقد تمت ترجمة الإنجيل إليها، ويتم تدريسه بها أيضا. أما اللغات النوبية، فيمكن الرجوع إلى قاموسها، الموجود في مركز الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم، وربما في أماكن أخرى. ويمكن الرجوع إلى المختصين والمهتمين بهذا الأمر مثل د. عبد الحليم صبار؛
أما مسألة الإستعارات، المتعلقة بالبحث العلمي، فمن الناحية المبدئية، فهذه اللغات مثلها مثل العربية أو أي لغة أخرى، إن لم تجد كلمة تلفزيون، استعارتها، وكذلك، أنثروبولوجي، وسينما، ديمقراطية، وحتى سندكالية. فما هي المشكلة المبدئية إذن في هذه اللغات؟

وقد ناقشت مسألة إشكالية اللغة في السودان، في ورقتي "حول مسألة التعريب في السودان" وقدمت فيها مقترحات، ويمكن الرجوع إليها. ولكني أحيلك ـ أيضا ـ إلى كتاب "التنوع البشري الخلاق" أو في ترجمة أخرى "التنوع البشري المبدع" الذي أصدرته اليونيسكو، وهو يحمل الكثير من الحجج، فيما يختص بأهمية كتابة اللغات غير المكتوبة، والحفاظ عليها، التي قد تبدو مقنعة ولو جزئيا بالنسبة لك، لأنها، على الأقل، صادرة من جهة أخرى غير التي ترفضها أنت، وتصدر عليها الأحكام. ثم أنها جهة حديثة، لا شك في حداثتها إذا كنت بالفعل من أنصار "المعنى الحديث"؛
وعندما نتفق على المبدأ، يمكن أن نأتي بعد ذلك لمناقشة الجوانب الأخرى، ومن بينها، إشكالية لغة الدولة الرسمية في السودان؛


يتبـــــــــــــــع

Post: #8
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 08:45 AM
Parent: #7


عقدة الخليفة عبد الله، ومحنة أهل الغرب؛
من النقاط التي أعتبرها أقرب إلى الموضوعية في مداخلة الأخ آيز أوف ليبيرتي، وأتفق معه فيها منهجيا، هي إجراء النقاش بالإستناد إلى التاريخي والإجتماعي، ولكني بالطبع أختلف معه في تفسيراته والنتائج التي توصل إليها. وهو بعد أن قدم سرده التاريخي لبعض لتجاوزات التي حدثت في عهد الخليفة عبد الله التعايشي، يقول
Quote: وهناك العديد من الحوادث تشير الي تجاوزات التعايشي وحقده علي الشماليين، لا يتيح المجال هنا لحصرها.... و لكنها لازالت مؤثرة علي عملية تقبل الشمالي الي الغرباوي
ويمكن أن نفتح المزيد من هذه الصفحات، بالرجوع إلى باب كامل في كتاب القدال، تاريخ السودان الحديث، إسمه "المعارضة الداخلية لحكم الخليفة" (ابتداءا من صفحة 202). وكتب أخرى مثل "السيف والنار" لسلاطين باشا، فيه الكثير من التفاصيل. ونحن هنا لا نحاجج أبدا في صحة أو عدم صحة تلك التفاصيل، ونأخذ بها بالجملة. وعلى هذا الأساس نناقش. ولكن، إذا كان الأخ يفسرها "سيكلوجيا" بـ"حقد" الخليفة عبد الله على (الشماليين)، أليس هناك تفسيرات أخرى موضوعية؟ يستدعيها السؤال: لماذا يحقد الخليفة عبد الله على (الشماليين) ـ إذا سلمنا بمسألة الحقد هذه؟ وأنا أستعمل كلمة (الشماليين) هنا للتنصيص فحسب، لأنها تأتي من أستعمال الأخ، فهي ليست مصطلحا من عندي لذلك أضطر لوضعها بين قوسين منعا للإلتباس. لأن من بين هؤلاء الشماليين ـ بدون أقواس هكذا، عبد الرحمن النجومي الذي اصدم ببعض هؤلاء (الشماليين): "فكان الجعليون قد قاسوا من قبل من جيش النجومي عندما حل بأرضهم في طريقه شمالا" ـ(القدال: ص209). والنوبيين من حلفاويين ومحس وسكوت ودناقلة وهم على أي حال ليسوا "آيز أوف ليبيرتيات". وآخرون، هم الآن ضمن "الشمالوية" التي يتحدث عنها الأخ؛
ولما كانت الحالة المسرودة من قبل الأخ آيز أوف ليبيرتي، تركز على محنة الجعليين؛ ويمكن اعتبارهم أكثر من قاسوا، وتعرضوا لما يسميه بـ"حقد" الخليفة عبد الله (ويختزل آخرين فيهم). فلابد أن هناك أسبابا جعلته يقف منهم هذا الموقف، وهي كما وردت في كتب التاريخ؛
ـ معارضتهم له ولدولته ابتداءا من تعيين محمد الخير عاملا على المنطقة، ثم عزله ليخلفه التعايشة؛
ـ (القدال: ص208 )؛
ـ اتصال زعيمهم علي ود سعد ود فرح بقائد القوات المصرية على الحدود معلنا تأييده للحكومة المصرية. (القدال: نفس الصفحة)؛
ـ إتهام الخليفة للجعليين باشتراكهم في تهريب سلاطين باشا (القدال: ص209)، وهذه تهمة غير مؤكدة، لكن القرائن تتدعو للأخذ بها، خاصة تلك المتعلقة بما لاقوه من مكاسب بعد الغزو الثنائي؛
ـ رفضهم طلب الخليفة بإخلاء المتمة لتكون قاعدة عسكرية ورفضهم طلبه لاستنفار أهلهم للجهاد. حيث "استدعى الخليفة زعماء الجعليين للتفاكر معهم حول إخلاء المتمة لتكون قاعدة عسكرية لجيش محمود وليستحثهم على إستنفار أهلهم للجهاد". (القدال: ص 209)؛
ولكن الأهم في هذا المقام، حسب وجهة نظرنا، وكما يقول القدال: "كانت مذبحة المتمة جزءا من الصراع الكبير بين أولاد البلد وأولاد العرب" (أو الغرب)، ص 209. فأولاد البلد هؤلاء، كانوا، مبدئيا، يرون في أنفسهم الأحق بالحكم، ليس فقط لبعض الأسباب الموضوعية التي ذكرها المؤرخ القدال عن التأهيل. ولكن لأن بعضهم كان ينطلق في الأساس من موقف إستعلائي. فهم "أحفاد العباس"؛ فكيف يحكمهم "عب". وهنا لابد من الوقوف على محنة البقارة، فبالرغم من عروبتهم، التي هي، على أي حال، ليست أقل (عروبة) ممن يسميهم الإخوة بـ"الشماليين"، إلا إن هؤلاء الأخيرين لا يعترفون للبقارة بعروبتهم، التي، إذا سلمنا بمنهج (الشماليين) الأنسابوي، تستند إلى منظورهم لتاريخهم (الأقل تعرضا للشك فيه)، ولغتهم، وحتى في سلالمهم الموسيقية، بل وفي نقطة مهمة هي عدم إدعائهم لأنساب عُلوية عربية، والإمساك بجهينة. (راجع البحث العلمي القيم: جذور ثقافة البقارة، لـ"أوليرينج بروكامبر" الذي ترجمه إبراهيم سلوم، والمنشور في مجلة كتابات السودانية، التي يصدرها مركز الدراسات السودانية، القاهرة، العدد التاسع، وهو بحث، شيق، يتناول ويناقش كيفية تحول البقارة إلى رعي الأبقار، وكيفية تكوين الخليط من تأفرق العرب واستعراب الأفارقة). إلا أنه رغم كل ذلك ظل البقارة يتعرضون للاستعلاء والاحتقار على قدم السواء مع بقية القبائل غير العربية الأخرى، في السودان، ويعتبرون "عبيد" في عرف بعض هؤلاء (الشماليين)! وبالرغم من أن الغالبية العظمى من القبائل السودانية تعرضت لتجاوزات حكم الخليفة عبد الله التعايشي. بما في ذلك أهل الغرب والبقارة أنفسهم، وقتل في ذلك العهد زعيم الرزيقات مادبو نفسه (القدال: ص 204)، إلا أن غالبية تلك القبائل والجماعات، قد تركت وراءها، بالفعل، جزءا كبيرا من ذلك التاريخ. غير أن جماعات أخرى قليلة؛ على رأسها (بعض) أبناء قبيلة الجعليين؛ الذين استفادوا من تواطئهم مع الحكم الإنجليزي في أغلب مراحله، وسيطروا على مواقع متقدمة وعلى مفاصل مهمة في الدولة السودانية ضمن من سيطروا، لم ينظروا إلى الأمام، أويلتفتوا إلى بناء هذه الدولة، بل ظلوا يكرسون كثير جهدهم لتصفية حساباتهم القديمة، في مناحي شتى، وأحيانا عبر الدولة السودانية نفسها؛
فإذا قاربنا حادثة النهر حيث "ألقت (بعض) نساء الجعليين بأنفسهن في النيل فرارا من عار السبي" (القدال: 209) التي تحولت إلى أسطورة، توحي بأن (كل) النسوة قد ألقين بأنفسهن في النهر، يمكن تحليلها سيكولوجيا، وفق "الكتب الفاتح لونها" بأنها محاولة من بنية الوعي الذكوري، أو في رواية أخرى، بنية الوعي التناسلي، لنفي وقائع الإغتصاب التي ما تزال تعتمل في النفوس، وتحرك معها الأحقاد، وتطبع الشخصية بالمزيد من الحماقة. إذا قاربنا ذلك بإكليشيهات التعبئة الجهادية التي تقال للشبان في الدفاع الشعبي وفي الخدمة الإلزامية "حتى لا يغتصبوا أخواتكم وأمهاتكم" والتي تكتب في الجرائد أحيانا، ثم بالقصة التي تم تأليفها، وتلفيقها في قرنق، بأنه "قال أنه يريد أن يشرب الجبنة في المتمة أو مع بنات المتمة" "والأغنية التي تؤديها فرقة في التلفزيون (القومي)" المستمدة من هذه التلفيقة. إذا تمت مقاربة كل ذلك، يمكن وصف هذه الحالة، أو قل تشخيصها، بأنها "عقدة الخليفة عبد الله" التي يتم إلباسها للدولة السودانية برمتها؛
وهذه العقدة (التي شملت آخرين، بالطبع، عبر قانون التأثير والتأثر، أي "المتجوعلين، على وزن "المتّوركين" خاصة وأن حملة العقدة الأصليين قد حازوا مواقع متقدمة في سلم التأثير في الدولة السودانية) ما تزال تواصل تجلياتها في معادلات التخالط الإجتماعي، هذا ما سيقودنا إلى مناقشة النقطة التالية؛


يتبــــــــــــع

Post: #9
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 09:03 AM
Parent: #8


محنة أهل الغرب والإسلام؛
يقول الأخ آيز أوف ليبيرتي:
Quote: علي الحاج، عضو تنظيم الجبهة الاسلامية القومية البارز، سرد باذدراء امام عدسات كميرات تلفزيون جمهورية السودان، قائلا: ذهبت انا والترابي و نفر من الاخوة في التنظيم لخطبة بنت احد اعضاء التنظيم لشخصي، وكان من اصل شمالي. فتقدم الترابي في الحديث عن شخصي الضعيف ورغبتي في الزواج من ابنته. فقال الرجل في صرامة: و الله مش علي الحاج، ان بقا بلال بن رباح ذاتو، ما بعريس ليهو....؛
ويُعمل الأخ آيز أوف ليبيرتي منهجه، ليفسر مواقف علي الحاج، الذي ينسب إليه "الكتاب الأسود" والثورة في دارفور (رغم كل الشكوك في ذلك، وهو لم يأت بأي إثبات لهذا الزعم)، بأنها حقد يرجع إلى هذه الواقعة!؛
ولا يكتفي بذلك، بل ويمارس التلبيس من جديد ويقرر أن
Quote: تحقيق العدل لا يكون بالتعدي علي حقوق الاخرين واجبارهم علي ايفاء الرغبات الجنسية وغيرها لافراد فصيل من المجتمع
وهو هنا يتعامل مع الزواج، هذه المؤسسة الطويلة العريضة، على أساس أنها "إيفاء الرغبات الجنسية" ويسلم ضمنا بما نسميه "ميكانيزم النفي البيولوجي للرجل الآخر"، راجع الشرح الذي ورد في إحدى مداخلاتنا أعلاه، مع التشدد مع "الغرباوي" بالطبع، ويلتخ ذلك في فكرة العدل، والحرية، والإسلام ضمنا. ولكن هناك سؤال؛ أين حرية البنت مناط الخطوبة، أليست الواقعة تدل على أنها موافقة، على الأقل مبدئياً؟ لأن علي الحاج، والترابي، وبقية مرافقيهم ليسوا متخلفين عقليا، ولابد أنهم يعلمون بهذه الموافقة المبدئية من قبل المخطوبة، على الأقل من خلال أسئلتهم لـ(على الحاج) نفسه. وهذه هي المشكلة الأزلية، فالأخ آيز أوف ليبيرتي، ليس فقط محاميا للرجل الرافض، ولكنه هو نفسه في جسد آخر، وتظل معضلته، التي تزداد يوما بعد يوم مع تطور الحياة، في أنه وهو مار، من هنا أو من هناك، يسمع النسوة، ومن بينهن نسوته يغنين: "ود الغرب .. والغرابة بسروا القلب" وهو يعرف طبعا فيم يسرون القلب. فيزداد تشدداً، ورفضا للواقع، هذا الرفض المأسوي، الذي لا تشاركه فيه نساؤه. وهو يعلم أن "إيفاء الرغبات الجنسية" هذا ممكن، ومتاح أيضا، ليس بالنسبة لأناس أحرار ودكاترة "نساء وولادة" مثل علي الحاج فحسب، وإنما حتى للعبيد الموسومين على رقابهم أو مؤخراتهم: وإلا فليفسر لنا لماذا كان يخصي (السادة) عبيدهم، ولماذا الإصرار على حبس النسوة الآن؟ ولكن الأهم من ذلك كله، فإني إحيل الأخ آيز أوف ليبيرتي إلى ملفات المحاكم الشرعية ليرى عمليا، وبعيدا عن "المنطق" والقياسات؛

ثم يقفز إلى الدهشة والإستغراب مرة أخرى من "دهشة علي الحاج" إذ يقول؛
Quote: نعم اندهش علي الحاج، ان يُرفض طلب زواجه وهو يحمل شهادة دكتور... و لكنه لم يندهش عندما قال له جون قرانغ : ارجع الي تشاد بلدك، فمثلك لا يحق ان يفاوض السوداني في شأن بلده....؛
، وإذا تزحزح الأخ آيز أوف ليبيرتي قليلا من هاجسه المركزي، وفكر بالقليل من الموضوعية، سيكتشف أن دهشته هي الخطأ بينما دهشة علي الحاج في محلها تماماً. لماذا؟ لأن علي الحاج، في المقام الأول ليس لأنه ظن أنه يحمل شهادة دكتور فحسب، ولكن لأنه ظن أنه بتبنيه لـ"الإيديولوجيا الإسلاموعروبية" قد صار (المتورك تركيا)، وثانياً، لأن على الحاج رجل سياسي، ولا يخلو من ذكاء بالطبع، وهو يعرف أن كلام قرنق، هو مجرد كلام سياسة، لأن الوطن، هو في المقام الأول كائن وضعي، وفي حالة السودان، تم ترسيم حدوده في غرف لوردات الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، مع زملائهم الفرنسيين والإيطاليين، وأن كلام السياسة هذا، يمكن أن يتغير، بالإنتقال من أبوجا إلى نيروبي، أو قل "ميشاكوس". ثم أنه كان بإمكان علي الحاج أن يرد على قرنق بالقول؛ "ولماذا لا يرجع عمر البشير، ابن فلان ابن علان ابن العباس، إلى مكة أو يثرب؟ ولماذا لا يرجع غازي صلاح الدين إلى بيزنطة، والترابي، إلى "تُراب" (التي يقول الجناح المعادي له في الإنقاذ أنها بلدة في غرب أفريقيا)، والله أعلم؟. وهو ـ أي علي الحاج ـ لم يرد بذلك، لأنه يعرف "البير وغطاها". ولكن المدهش حقا، أن علي الحاج إكتشف أن (المنفستو المقدس) نفسه "مجرد كلام سياسة" (بالنسبة لإخوته في التنظيم، الذي تأسس ليعيد صياغة الدنيا كلها)، نعم، كلام سياسة يمكن أن يتغير، بمجرد الإنتقال من "الإجتماع" إلى "البيت"! أليس هذا مدهشا؟ ولكن شتان ما بين كلام سياسة قرنق، وكلام سياسة "آيز أوف ليبيرتي في صيغته الأبوية"!! ويبدو أن هذا من الأسباب التي جعلت الكثيرين من الناس، وأبناء الغرب تحديدا، يفوقون من غيبوباتهم، ويفهمون، ما وراء الأكمة، ومن منطق الأحداث، ولكن على الحاج، والذين مثله، ممن يتبنون أيديولوجيا الجبهة الإسلامية (الإسلاموعروبية) لا يريدون أن يفهموا أنهم مهما (تتوركوا)، فإن ذلك لن يجعل منهم أتراكا أبدا في عرف المتتورك الأصلي. فهل بعد كل هذا، تظل مصرا على أنك مازلت في "حظيرة التعايش السلمي"؟ فالبقارة عندهم أدلة، فبعد إنهيار الدولة المهدية، عادوا إلى أبقارهم ومراعيهم حاملين معهم عقيدتهم (في صيغتها المهدية). وأهل الغرب تفرقوا في البلاد، عاد من عاد، وبقي من بقي، وظلوا يكافحون، ويتبعون الطوائف و"الأحزاب" وينضمون للقوات النظامية، التي ظلت تحرس المشروع الإسلاموعروبي، ويخلصون لها أيما إخلاص بما كانوا يحملون (وبعضهم ما يزالون) من وعي قاصر بآليات الصراع، ويجاورون، ويتعشمون في التصاهر بسنن الله ورسوله، ولم يرفضوا من جانبهم طلبكم مصاهرتهم. ولكنكم يا سادة، مصرون أنهم حتى لو أصبحوا (بلال)، فلن تصاهروهم. رغما عنهم، ورغما عن رضى بناتكم. ورغما عن "سنن الله ورسوله". فأي معضلة هذه؟ وأي محنة يدخل فيها الإسلام، بعد أهل الغرب والسودان!!؟
ونحن عندما نقول (إسلاموعروبية) نقصد جوهريا، وبالتحديد هذا المثال: المركب الناتج عن الإسلام مفسرا عروبيا هكذا؟ لأن الإسلام (الدين) لا يمكن ممارسته بدون تفسير. ولأن "ما هو جوهري، هو دلالة المفهوم في حقل ثقافي/إجتماعي محدد". (فيصل دراج)؛



يتبــــــــــع

Post: #10
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-08-2003, 09:28 AM
Parent: #9


التعايش السلمي الإسلاموعروبي؛
وبعد كل هذا، ها أنت تكفيني شر المتاعب، متاعب إثبات المثبت، وتشهد ضد نفسك إذ تختم قولك بهذه الحماسة؛
Quote: وكما يقول المحلل النفسي الشهير سيقموند فروويد (1939- 1856) في كتاب الاعمال الكاملة للكاتب: ان المعده الممتلئة، هي التي تثير الاحلام. فالماضي يعج بالكوابيث (الصحيح كوابيس يا أخ آيز) المخيفة التي شهدها ابناء الشمال والوسط وكردفان، من سياسات الراية السوداء، ولكن الزمن قد هدأ من ثورتها، فأكمنها، فهي لم تمت ولكنها خاملة، فقط تحتاج الي من يبث فيها الروح.. ومن الناس من يهن لامثال هؤلاء الذين ينفثون ضغينة، لجهلهم لتاريخ ارضهم وتراثهم الطيب الذكر.... وللذين يهددون السودان بالسلاح، نقول لهم مرحبا بكم قد اخترتم الفيصل بيننا وبينكم... فلم يعرف عن الفارس الشمالي الجبن والتستر بالجبال عندما يحما الوطيس....فقد نازلناكم في 1976 (حرب المرتزقة) وسننازلكم مرة اخري ان شئتم، ولكن هذه المرة لا تنسوا ان تعلقوا مفاتيح النار حول اعناقكم ....وان جنحتم للتعايش السلمي. فمرحبا بكم ايضا، ولكن لا تعشموا في اكثر من الجيرة..... وان لم تسعكم ارض السودان، فالحقوا ببقية نسلكم في تمبكتو وانجمينا و حوض نهر النيجر. فهم في حاجة الي فكر وثقافة

إنه بالفعل كلام كوابيس! ومع أنه كلام مثير للضحك، ولكني لن أضحك. حتى لا يتسبب ضحكي في عقدة أخرى مشابهة لعقدة الخليفة عبد الله التعايشي، فأهل الغرب، والسودان، والإسلام ليسوا في حوجة إلى مزيد من المحن. وحسناً، فعلتم بقبولكم "الجيرة" بعد أن إضطررتم للتخلي عن نظرية "تحت الجزمة" التي قيلت علنا للجنوبيين (راجع تقرير لجنة أحداث الجنوب 1955، ونفس النص منقول في مقال الأستاذ الحاج وراق؛ للأجيال الجديدة ـ يوجد الربط أعلاه)، وتقولونها لأهل الغرب سرا بأفواهكم، وعلنا بأفعالكم؛ وللآخرين مقولة: "فوق رقاب الناس مجرب سيفنا"!!؛

آل المهدي من نسل الفور؛
Quote: ـ ... بيت المهدي واحفاده الذين هم من نسل الفور
هذا ما ورد في واحدة من أقوال الأخ آيز أوف ليبيرتي، ولو أنه ملتزم أو سيلتزم بالمنهج الذي على أساسه قرر أن أحفاد بيت المهدي من نسل الفور، سيكون قد ساهم معنا، نظريا على الأقل، في إيجاد حل جذري لمشكلة الهوية في السودان. لأنه لو تم الإقرار بنسب الأم، وإعطائه وزنه الطبيعي، سيسهل حل إشكالية الهوية في السودان، ولا تكون هناك مدعاة لأي سلبطة أو استعلاءات فربما شجرة نسب الأخ آيز نفسه تقوده إلى جانب من أصله (السوداني)، وبعد تقعيد العروبة (المزعومة، أو المدعاة، أو المتخذة، على جثة أنساب الأمهات، والآباء أيضا عند البعض) في محلها. والتخلي عن نظرية (الآباء العرب الذين جاءوا حالّين تككهم)، أو نظرية "مسصطفى سعيد" في غزو الشعوب. لما تستضمنه هذه النظرية من تحقير متبنييها لأمهاتم ضمنا، رضوا أم أبوا، قبل أن يحقِّروا بها الآخرين؛
وهذه هي المشكلة التي يفرضها على الناس اتباع طريقة الأنساب الأبوية/المختزلة/المتشددة، الذين يسيطرون على مفاصل مهمة في الدولة. التي يحشرونها فيها عنوة، كما في قانون الجنسية السودانية، وبالرغم من المطالبات المبدئية، والمنهجية أيضا، بأن يتم الإقرار للمرأة بحق المواطنة المتساوي إلا أن هناك جهات تقف ضد المساواة، ونقصد الموقف الأبوي عموما، والأبوي الإسلاموعروبي المتشدد المسيطر، والذي يزيده البعض الآخر تشددا، ولذلك نرى أننا في حوجة إلى تغير جذري، وجذري هذه تحمل فيما تحمل تغيرات في النظرات الثقافية والدينية والأنسابوية أيضا، وهذا يدعو لأن تقوم الدولة، التي يفترض فيها أنها دولة الجميع، بالمساهمة ـ عبر أجهزتها؛ التعليم والإعلام، إلخ، في تطوير وعي السودانيين كافة بأنفسهم، وبحقوق أمهاتهم في المقام الأول. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالتخلي عن التوجهات الإسلاموعروبية، المفروضة على الناس عبر الدولة؛ ولمن أراد أن يتغنى بأنسابه مع ساقيته، فهو حر بالطبع؛
ولكن الأخ طبعا لا يقصد ذلك أبدا في تقريره المذكور أعلاه، فهو فقط يكيل بمكيالين، حين تدعوه الحمية؛ فآل المهدي، بالرغم من أن لهم شجرة نسب، يرجعونها إلى علي إبن أبي طالب، وبنفس الطرائق والحجج التي يتخذها من ينسبون أنفسهم إلى "العباس"، إلا أنه حين تقتضي حميته، يستعمل منهجا لا يعترف به، وذلك فقط ليفبرك نسب الوقائع، وهي هنا، إستغلال بيت المهدي وأحفاده لأهل الغرب، ليقول أن أهل الغرب يستغلون أنفسهم. أثبت يا راجل؛

خاتمـــــــة؛
إن الجانب السيكلوجي، هو في رأينا مجرد عنصر ضمن عناصر أخرى موضوعية ثقافية، دينية، إثنية/أنثروبولوجية، إقتصادية، سياسية، وتاريخية وديمغرافية، تتداخل في عملية الصراع، وهي تحتاج إلى بذل الجهد والمناقشة، ربما أكثر من هذا الجانب/أو العنصر الذي يصر عليه بعض الإخوة. لأن فهم الواقع، من شتى جوانبه، شرط أساسي من شروط المعالجة الصحيحة لمشاكله؛



Post: #11
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أحمد أمين
Date: 06-08-2003, 11:36 AM
Parent: #1



الاخ أبكر

شكرا علي الموضوعية والتحليل العلمي الهادي التي أرجو أن يتحلي بها محاوريك
بذلت مجهود مقدر لفك طلاسم لغز الهوية السوداني
ونحن في حوجة لرؤية ثاقبة في زمن كثف فيه الضباب

وكن متأكد من شئ كما قال جيفارا

أنك علي حق والمستقبل لك





Post: #12
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Arbab
Date: 06-08-2003, 02:24 PM
Parent: #11

Dear Abakr
I have For a long time been glancing through the Board in a hurry , but today I couldn`t resist reading this well structured ideas and analysis . It is this kind of pealing the layers of our background we need to find our real selves underneath the myths as a mult-ethnic , multi-cultural nation .

Post: #13
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أحمد أمين
Date: 06-09-2003, 02:09 PM
Parent: #1

الي الامام

Post: #14
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عاطف عبدالله
Date: 06-09-2003, 05:37 PM
Parent: #13

الأستاذ أبكر
تحياتي
ذكرني الأستاذ آيز أوف ليبرتي بشخص كانت لي به معرفة، شخص يدعي الموسوعية والإحاطة والمعرفة بكل شئ من فن الطبيخ إلىعلم الفلك ومن فذلكة السياسة والاقتصاد ،إلى التاريخ والجغرافيا والموسيقى وعلم الحشرات ، وكان إذا سألته عن التفاعلات النووية التي تدور في الشمس وعلاقتها بالجاذبية الأرضية أونيوتن أوأنشتاين ، حاشا أن يفتيك بأنه لا يعلم بل يعدل في جلسته ويعدل حلة الأستاذية فيه.. يتنحنح ثم يأتي بالقول الفصل ، يبدأ الحديث عن ذلك القرص الساطع في قلب السماء ومعنى كلمة شمس في اللغة ومعنى المعنى ، ويبحر بك في القواميس العتيقة عن معان النجوم والكواكب ثم يتيه بك في أكثر من موضوع مستعرضا كما من المعلومات و ينتهي به الحديث عن عبد الرحمن الكواكبي أو عبد الرحمن بن خلدون و تكون قد نسيت أصل الموضوع والسؤال .
وهكذا هو الحال مع الأستاذ آيز قرأت البوست المداخلة له وبحثت فيه عن أصل الموضوع ولم أجده ، ووجدت أن القضية .. حيث لا قضية و المشكلة بلا مشكل ، نحن فقط أمام شخص مريض نفسيا كان مستعبد وحرر ربما بمنحة من قبل سيده ، لكن آثار العبودية مازالت في نفسه ولعدم قدرته على تحرير نفسه من آثار الماضي أستفحل فيه المرض، والمسألة لا تحتاج هنا لحوار بل معالج نفسي وعدة جلسات وربما اعتذار ويا دار ما دخلك شر.
حاول الأستاذ آيز أن يوهمنا بأن الصراع هو مع اللغة العربية بدلا عن العروبيون ومع الإسلام بدلا عن الإسلاماويين وأن الأمر لا علاقة له بالصراع الثقافي والأيدولوجي والإجتماعي الدائر ولا بالحرب ولا بالسلم أو التنمية ، أنما القضية شوية اوهام ما أن نفيق منها حتى تندمل جراحها مع صك براءة للعروباسلاماويين عن مجمل ابتلاءاتنا،يعجز حتى دهاقنتهم عن توقيعه .
أستاذنا الجليل د. أبكر آدم إسماعيل
ردك كان مقنع وكافي وشافي أدام الله عليك نعمة العقل والفهم,

Post: #15
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-10-2003, 11:13 PM
Parent: #14


الأخ أحمد أمين
لك التحية
ها نحن نحاول بقدر ما يتيح لنا ظرفنا
أن نقوم بمسئوليتنا تجاه ما نرى أنه حق أو السبيل إليه
ومن أجل المستقبل
وشكرا على مثابرتك

الأخ أرباب
أشكرك على ثقتك في طرحنا
إن الأمر السوداني، كما يبدو لي، به خُرّاجة أو قل خراريج
وكما تعلم، فهناك مبدأ في الطب يقول أنه في حال وجود خراجة/خراريج، فإن المضادات الحيوية ليست بديلا للجراحة، هذا ناهيك عن كون هذه المضادات الحيوية نفسها تتعرض لعبث بعض القراصنة والتجار المشكوك في مصداقيتهم
ولك الود

الأخ عاطف عبد الله
سلام
وكما ترى، فإن مثل هذه الطرائق التي يستعملها بعض الإخوة هنا
قديمة قدم التاريخ، كانت تخيف بعض الناس، وما تزال، ولكنها لا تنفع في نهاية المطاف
لأن الحقائق أيضا لها قوتها، وحتى لو كانت كقوة الماء
ولو راجعنا مسارح الأحداث والأفكار في كل مرحلة مصاحبة لتاريخ التغيرات، نجد الكثير من النماذج، وليس في الأمر عجب



Post: #16
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 06-11-2003, 06:29 PM
Parent: #15

Dear Abakar and Other contributor,
It is known that always there is some people who are ready by nature to be against, As Aatif said this may refer to sickness or any other psycological complex or it may be areaction for any other actions.
I believe that the effort that Abakar has made in this post is to give more concentration on the main issue; the identity issue and the way of we as the Sudanese people think the issue every one from his social and his historical stand as a human bieng. The good thing that Mr. Eyes of Liberty gave Abakar a chance to defend his believes from scientifical viewpoint and that would help the other readers who may need more dicussion to go through, but the right place for Mr. Eyes oF Liberty is to be one of the popular defence fighters and somewhere in the front dreaming of the heaven to defend the Islamoarabian Culture even without getting benefits and be just one of the millions of the exploited fools and I think he is welcome to carry agun- we are reday to discuss with ones who discuss and negotiate with the ones who negatiate and fight with ones who want to fight, and I'm only a person who believe that things should change in Sudan regardless the mean we may use to a chieve such change and I'm ready to fight if the Mr. Eyes Of Liberty and his supporters think this the way to do it and let have another half century of an endless civil war and let us add another 10 million to the 4 million who alreday lost in the past 18 years devastated wars, this the choices that we have:

1- One unified Sudan on a new basis- the precondition of the new basis is the people like Eyes of Liberty shut up thier fucking mouths or even they could go back to thier origins in Maka.

2- Two or may more different States.

3-Endless war and an endless losses in all aspects.

So Mr. Eyes of Liberty choose one of the three choices and let us see you somewhere even though in the battle field you are highly welcomed.

to be continued

BAKRY

Post: #17
Title: المستعلواتية
Author: mohmmed said ahmed
Date: 06-12-2003, 06:34 AM
Parent: #1

الاديب ابكر اولا اسجل عميق شكرى وامتننانى واعزازى للاخ ليبرتى الذى كان سببا فى هذا الرد العميق الممتع
رغم تهافت ما كتبه وبكل ذاك القدر من التشوش والخلط
جاء ردك عميق مرتبا وكان نموذجا للرد على كل المقولات التى تختلف فى الدرجة فقط من ليبرتى مرورا بحسن مكى وصولا لعبد الله على ابراهيم اخيرا استغربت من مثال وضع على الحاج الزول ما زولكم ياناس الانقاذ لكن نقول ليهو تستاهل والتسوى كريت فى القرض
بالمناسبة فى رواية مشابهة لقصة على الحاج كثيرا ما يحكيها حسين خوجلى عن طالب من قيادات الجبهة فى جامعة الفرع من ابناء غرب السودان تزوج من فتاة خرطومية والقصة تحمل نفس الدلالات العنصرية
الاخ ابكر واصل هذه الاسهامات العيقة من اجل سودان جديد معافى

Post: #18
Title: Re: المستعلواتية
Author: ود حماد
Date: 06-12-2003, 07:29 AM
Parent: #17

يا جماعة انتو استاذنا ابكر ما رد كويس علي الاخ ايز اوف ليبرتي

ودي نقاش فكري وصراع مفاهيم ؛ او تصورات

تصور عيون الحرية = تصور المفهوم السائد في المركز (العروبي الاسلاموي)؛
تصور استاذنا ابكر = التصور النقيض والمعبر عن الاغلبية المهمشة

الداعي شنو ندخل في نفسيات ايز اوف ليبرتي ؛ ونقول الراجل مجنون ؛ وعب سابق ؛ وكلام فارغ من هذا القبيل ؛

دا ما ياهو ذاتو كلام ايز اوف ليبرتي ؛ بس مقلوب ؛

ابكر واصل
ايز اوف ليبرتي منتظرين ردك

الاطباء النفسيين يمتنعون

Post: #19
Title: Re: المستعلواتية
Author: شدو
Date: 06-12-2003, 10:08 AM
Parent: #18

الشكر لك يادكتور وانت تناقش بكل الوضوح والموضوعية الممنهجة

هذه المشكلة يتهرب منها كل الكتاب العمالقة فتركوا الساحة

لاصحاب السياسة لتوجيها حسب قناعاتهم

ان مشكلة الهوية السودانية جعلت السودان دولة كسيحة بدون حراك

وذلك لانفصامها داخليا وخارجيا حيث ان السودان يمكن ان تلعب دورا

مؤثر وفعالا لو لم تضع نفسها فى الاطار العرقى الضيق وانضمامها الى

الجامعة العربية فاصبحت بذلك ليست مرفوضا من قبل الدول العربية

وحسب بل اصبحنا مرفوضين من قبل الدول الافريقية

وعلاقاتنا اسوا مع معظم جيراننا ،ولاتنظر الى دولة الا ولنا معها

مشكلة ما السبب؟

واخر الغرائب اصرار الحكومة ان تجعل التوقيت السودانى كالتوقيت فى

الدول العربية وبخاصة الخليجية وبذلك خرجنا من توقيت القرن

الافريقى لنختار التوقيت الخليجى مع ان السودان تقع على خط يختلف

تماما عما تقع عليه السعودية او يمن او اى من الدول الخليجيةولا

توجد حتى اتباط جغرافى يجعلنا نبرر ذلك



هذا قدر هذه الامة

كل همنا ان نطارد هؤلاء ونتشبه بهم

ماذا يمكن ان نسمى مثل هذه التصرفات افيدونا اثابكم الله

هل تغير التوقيت يجعلنا اكثر عروبة ام اكثر اسلاما؟

Post: #20
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: خضر حسين
Date: 06-12-2003, 10:29 PM
Parent: #1

UP

Post: #21
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-13-2003, 09:03 PM
Parent: #20


الأخ الصديق بكري الجاك
تحياتي

أعرف كما يعرف الكثيرون من الذين يعرفونك، أنك تملك أدوات الحوار الفكري، والسياسي
فلماذا تترك طريقتك وتستعمل طريقة الأخ آيز اوف ليبيرتي؟
كلنا ننفعل، لكن الموضوع يحتاج إلى قدر من طولة البال
ولأن القضية ـ كما أشرت أنت ـ ليست الرد على الأخ آيز أوف ليبيرتي أو إفحامه أو التخاصم معه، أو تسجيل إنتصارات، وإنما لأن هناك الكثيرين من الناس، يتابعون، ويريدون أن ينتفعوا من الأفكار التي يطرحها أطراف الحوار
فكل ما أرجوه، أن نركز في مجادلاتنا على الأفكار، وعلى القضية محل النقاش
لأن ذلك سيكون الأفيد

الأخ محمد سيد احمد
تحياتي
وأشكرك على ثقتك في طرحي
والحقيقة أن هناك الكثير من المجهودات تنتظرنا جميعا؛
ومن الأفضل ـ في رأيي ـ أن تتم مناقشة القضايا، وبكل الوضوح؛
وأظنك تتفق معي أن المرحلة التي وصل إليها الصراع في السودان، لم تعد تنفع معها أساليب اللنتقة السائدة في الحقل الفكري/السياسي، بل تتطلب، من جيلنا على الأقل، أن يلعب شطرنج، بدلا من طرائق الكوتشينة التي يخفي فيها كل لاعب أوراقه، لأن ذلك يصب فقط في مصلحة تجار السياسة، وماأكثرهم
لك المودة

الأخ ود حماد
أشكرك ـ أيضا ـ على ثقتك في طرحي
وأتفق معك في أننا نحتاج إلى التركيز على الأفكار والقضية محل النقاش

الأخ شدو
والشكر لك أنت أيضا

كما أرجو أن "ينزل"(المفكرين الكبار) إلى الساحة ويعطونا الفرصة لكي نجادلهم، ونستفيد من المزيد من علمهم بعد أن استفدنا من محاضراتهم؛ فديمقراطية التعلّم أصبحت تفرض على فوكو وشوميسكي وبورديو أن يجلسوا ويتناقشوا مع التلاميذ؛
وأن يتحملوا تخريب البريستيج الذي لابد يأتي من قبل بعض "التلاميذ الأشقياء"؛ ولكنها واحدة من ضرائب "التقدم"؛
ولك المودة، وننتظر المزيد من مساهماتكم

الأخ خضر حسين
شكرا على المثابرة
وننتظر المزيد من مساهماتك

ولنا جميعا حق الإختلاف



Post: #22
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-14-2003, 06:22 PM
Parent: #1

راجعين
ub

Post: #25
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 06-15-2003, 08:42 AM
Parent: #22

Dear Abakar,
Thank you very much for your advices, this realy appreciaed and you know that I have never ignored any of your advices, not giving my self an execuse for what I ahve written above, but I still believe not every body is qualified to understand the logical dailoge and may be because I have seen thousands of people dieying in the wars and its reactions, I think there should be some difficult experience for every body to have what is known by the knowledge shock, so that he might start asking and thinking and this exactly what happened to the majority of the Elingaz enthusiactic supporters, so my friend do not wait for every body to agree or disagree it is a historical dilema and for dead sure some people have to be in back seats, who do you think is in the seat back right now?

BAKRY

Post: #23
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-15-2003, 00:04 AM
Parent: #1

الاخ ابكر -سلام واصل انشا الله
يبدو ان هذا البوست مشتعل اكثر مما يجب ، صراحة ما عندي اي خلفية عن هذه المداخلة وهي مداخلة طويلة جدا تداخلت فيها كل الخلافات <العرق والدين سيكولوجي +انثربولوجي ولم تقصر في التاريخ ولا الجغرافيا - لكنها جذابة لما اضفيته عليها من مقدرتك العالية عي السرد وادلتك الحاضرة بلص+ موسوعيتك ياخ ابكر فهنيئا لنا بهذا القلم السنين والعتبات العالية . . ولكن يا اخ ابكر لقد وردت بعض الكلمات التي في ظاهرها لات عدو اكثر من اتجاهات جغرافية شمالى وغرباوي .. بس بقدرة قادر عند السودانين ترمي لما وراء الاكمةوتخبي اكثر من معنى ، ما اندهش له حقا ان تنساق وراء هذه النفخات الكذابة مع ما تمتلكه من كثافة معرفيه وعين ثاقبة حري بها ان تقيك شر الانجراف وراء هذه التيارت التي تعمق الخلافات اكثرمما تكمد الجرح يعني ما في داعي لان يصبح العرق هاجس ما في انسان اختار لونو ولا عرقو هذا تخلف وسبب لكل المصايب في العالم -خلقكم شعوبا وقبائل لتعارفوا _يا صديقي سخر هذا القلم لتاسيس حوار مجدي يجمع لا يفرق انا سخصيا كنت انسانة مطرفة لافريقيتي ولكن اخيرا عرفت ان لا فرق بين عبادالله ولكل سحره وجماله ومعا لنبذ الماضى وتاسيس حوار جديد يليق بنا كشعب متفرد : وزي ما قال العبادي :
جعلي ودنقلاو ايش فايداني
يكفي النيل ابونا والجنس سوداني
بخصوص المستعلواتية الصباح رباح الوقت متاخر
سؤال اخير انت كاتب بياض مجرد شك
ولنا رجعة

Post: #24
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: بت قضيم
Date: 06-15-2003, 06:21 AM
Parent: #1

استاذ ابكر
معجبة بكل ما تخط حد الثمالة
وفوق

Post: #26
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-15-2003, 09:59 PM
Parent: #24


الأخت عشة بت فاطنة
شكرا على كلماتك الطيبات

وشكرا أيضا على نقدك لبعض ما ورد في مداخلتي، وتنبيهك لاستعمال بعض المصطلحات
ولكن في الحقيقة، ولو تابعت كتاباتي، فباستثناء مصطلح (جنوبين)؛ الذي صار راسخا ويحمل معاني أقل تعرضا للإلتباس، فأنا لا أستعمل المصطلحات ذات الجذر الجغرافي من عندي، وأنما إن وردت فهي تأتي في سياق التنصيص لمناقشة أفكار الآخرين
ولو راجعت قولي حول مصطلح (شماليين) ولماذا أضعه بين قوسين منعا للإلتباس، ربما عذرتني على الأقل

أما فيما يختص بمسألة المواضيع التي هي محل الخلافات
مثل الجهوية والعرقية والعنصرية والقبلية وغيرها، فأنا أقصد مناقشتها، وليس ذلك عن رد فعل من الآخرين، لأنني أولا لا أستطيع القفز فوق أسئلة الواقع، وثانيا لأنني أتبنى منظورا أسميه "مشروعية الإختلاف" كأساس لفهمي لمسألة الديمقراطية
ولذلك أطبق ذلك عمليا بالحوار ومع الآخرين بغرض التأسيس لهذه المشروعية، وكشف المعوقات التي تعترض هذه المشروعية، ومن خلال الوقائع المتعلقة بالمشهد الثقافي/الإجتماعي ذاته؛ هذا بالإضافة ـ طبعا ـ لما يستدعيه فقه (العلاج) نفسه، فلأنني أعتقد أن مجرد رغبتنا في تجاوز الوقائع مصدر الخلاف، لن يؤدي ذلك إلى تجاوزها خاصة وأننا نعيش تحت الكثير من أقنعة الزيف السميكة
بل أن الكثير من المقولات التي تم تصميمها لـ"لم الشمل" هي نفسها جزء من أقنعة الزيف، ودونك تاريخ الكلام الكثير عن الوحدة الوطنية والقومية و.. و.. إلخ
وأنا ما أزال أعتقد أن كتاب "سبل كسب العيش في السودان"؛ الذي كان يدرس للتلاميذ، أكثر جدوى بما لايقاس من "قصيدة صديقنا منقو" التي أنيخت لها أشياء مهمة من أمثال هذا الكتاب القيم
على كل حال، شكرا لإثارتك هذه النقطة، وربما يكون الحوار فيها مستطيلا

أما بخصوص سؤالك الأخير، فأنا لم أفهمه جيدا
ولكني لم أكتب شيئا بإسم (بياض)؛
ولكن لماذا خمنت ذلك؟

بت قضيم
شكرا على الطلة
وآهوندة إنتي وعشة بت فاطنة صلحتو لينا الكورال
بس مرقي صوتك أكتر
وخلينا نسمعه
لك المودة


Post: #27
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-15-2003, 11:32 PM
Parent: #1

اهلين ابكر وشكرا للرد
تحليلك ل عقدة المستعلواتي والمتورك مظبوط بدون سيجموند
فرويد .
وعقدة حريم النهر ما سبقك عليها زول . حديثك المستتر ، اقصد ما وراءالنص ،يحمل ، دلالات صعبة .
في قراءتي الاولى لموضوع المجتمع الزكوري ونكران الامهات صراحة فهمتك خطا اما الان عرفت قصدك وفعلا السودانين كلهم تقريبا ثقافتهم زكوريةوالام او المراة عموما عندهم ممسحة ز
سوالي عن بياض ليه؟ مرة نزل بوست قصة وعمل ضجةو لمن جيت اقراه لقيت الجماعة سحبوا وقومنا الدنيا وقعدناها عشان يا البوست ارجع بس مارجع وعملت بطريقتي الخاصة عشان ما اتحصل على الحكاية بحثت سودانت وطلعت صفر اخيرا زميلة رسلت لي بوست عبارة عن ردفاحم لواحد الظاهر ما عجبتوا الحكاية لما تحمله من عبارت جنسية صراحة لجدي حسي انا ما لامة في الحكاية لكن رد النقد اعجبني لدرجة قريت و البيت كلو ؟
علاقتك شنو بالموضوع؟ الاسلوب يا ابكر مافي اتنين بكتبو بهذا الاسلوب الا انت امس بقرا في ردك خطر لي بياض صاح ولا خطا المهم لو صاح لازم ترسل الحكاية مازلت ابحث عنها .
نقطه اخيرةما علاقة مصطفى سعيدمع اختلاف الغزو ؟ مابين الشمس والجليد وحتى في كلامك عن المراة وحبها لاولاد الغرب كانها سوسن ولا ازابيلا سمور ؟ الله يكدب الشينة!!
تصبحو على خير

Post: #28
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-16-2003, 07:32 AM
Parent: #27


الأخت عشة بت فاطنة
تحياتي
وشكرا مرة أخرى

الآن فهمت سؤالك عن القصة؛ التي أثارت الزوبعة
والحقيقة أنا لا علاقة لي بها، وقد قرأتها على عجل في سودانايل، قبل الزوبعة
وبعد الزوبعة حاولت الحصول عليها لقراءتها من جديد وفشلت
أما فيما يختص بتشابه الأسلوب أو الأساليب، فهذه مسألة واردة، ولكني لم ألحظ ذلك في قراءتي العجلى تلك؛ ولكني أفهم ـ على كل حال ـ أن لكل شخص عينه الفاحصة التي تختلف عن الآخر
غير أن هناك شيء مهم جدا، يا أختي العزيزة، وهو أن (أبكر آدم إسماعيل) لم يكتب في حياته نصا سريا أو عبر عن أفكاره من وراء (أقنعة) مع احترامه للذين تضطرهم الظروف لذلك

مصطفى سعيد، وما أدراك ما مصطفى سعيد؟
لقد وردت الإشارة عبر ماأسميته "نظرية مصطفى سعيد" في غزو الشعوب، وأظنك تعرفين أن هذه الإشارة تستند إلى تحليل الأستاذ الشيخ محمد الشيخ لبنية الوعي التناسلي، في كتابه "التحليل الفاعلي"؛
أما علاقتها بالنسوة محل القضية وعلاقتهن بأولاد الغرب، فالعامل المشترك يا أختي هو "مصطفى سعيد"، ولكن سياق حديثي معني ب(الحدود) التي يحاول أن يصنعها الوعي الذكوري المحدد أو سمه ـ في هذه الحالة ـ مصطفى سعيد، ليس فقط في محاولته لمصادرة حق (امرأته) في اختيارها لمن تتزوج، وإنما يحاول التدخل حتى في تحديد من (يجب أن) تشتهي أو تحب أو ترغب، وفق هواه، ومن ضمن وسائله إلى ذلك؛ بناء الأساطير وإعادة إنتاجها. وأنني إذ سردت تلك الأحاديث، إنما سردتها لكشف المغالطة التي يمارسها هذا الوعي الذكوري المتشدد؛ ومع نفسه أولا قبل أن يمارسها مع الآخرين، وتجليات ذلك في تناقضاته مع الواقع؛



Post: #29
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-16-2003, 10:30 AM
Parent: #1

يا سيدي لا ما تفهمني غلط انا ما قت انك تنتحل شخصية احد انا اقصد انو ف كاتب اسمو بيا ض او القصة اسمها بياض لا ادري الحكاية دي دار حولها رد ولا اعرف من الذي قام بهذه الدراسة النقدية الكلام كان في سودانت وارسل لي في اميل بدل القصة وكان ت هذه ادلراسة التي اعتبرها قيمة جدا ولازالت تحفر في نفسى ، صراحة عندي عيب لا اهتم بالاسماء ولهذا السبب اعتقدت انك كاتب هذه الرسالة النقدية الجميلة لتشابه الاسلوب والمشهد الثقافي اذا سمح لي باستلاف هذا التعبير وعلى كل سوري للالتباس ؛
مرة اخرى ارجع للخطاب الاستعلائي او المستعلواتية في السودان بعد تاملى في ما ذهبت اليه وانا طبعا اوافقك الراي بس باختلاف الهو تعميم هذه النظرية لكل المجموعات السودانية ولو لاحظت الامثال السودانية والواقع تؤكد ذلك مثلا الحلفاويين والمحس بعتبرو نفسهم انقى عنصر في السودان ولا يحبون الخروج من واقعهم ابدا ، وهناك الكثير من الوقائع التي حدثت في هذا الشان عند خرجت المراة وتعلمت وذهبت الى الخرطوم وتوسعت خيارتها في اختيار من تحب وتتزوج ظهرت هذالنظرات العنصرية القاصرة وظهر انو حتى القبايل الوسطية لاتحب مصاهرة الحلفاوي او المحسى باعتبار انوة حلبى وعندك المثل المشهور المحس النحوس المناحيس النجوس - .ولو تاملت حكاية عبدالله على ابراهيم مسرحية سوري نسيت اسمها انشا الله المرة الجاية اوافيك بالاسم -المهم تعكس نظرة احتقار اناس الشمالية للعرب والمثل المعروف العرب بالجرب وكلمة عربي عندنا مرادفة لكلمة جلف او وسخان
في كل السودان -مثل تاني لو لاقيت الدابي والعمرابي اكتل اعمرابي وخلي الدابي ووكذلك كل من جا اخر اسمة -ب ابي زنجرابي -فتيحابي - والخ- والصاردي عين الديك لا اديك ولا يبضع فيك مثلا يقال في المناصير
والبجي من الغرب ما بسر القلب ونسوان الوسط ينسجن الاساطير عن سخصية الغرباوي ومقدراته في السحر واخافن علي رجالن اتزوجو من الغرب لانهم ما بجو راجعين ناسين انو سحر الغرباوية ياتي من شخصياتها وحبها لزوجهابلص ملاحها الحلو انا احلى اكل اكلتو في الابيض وهذا يصب في نظرية الرجل والمعدة ؛
والكثير من الامثال والوقائع التي لا يسع المجال لذكرها -وهذا كلو ف ويصب في دائرة الخوف من الاخر بان الاخرين هم الجحيم كما يقول سارتر
والغريبة السوداني اول بخاف منك وممكن اعمل معاك مشكلة لكن مجرد ما اتعرف عليك تزول كل هذه الحكاية والبسافرو بالقطر اكتر ناس امكن بعرفو الحكاية دي تركب 0علاقات القطر تبدا بشكلة وتتطور لعلاقت جميلة ياكلو واشربو مع بعض واغنو واحكو حكاية المشكلة كلها كانت في المقد في النهاية ممكن اخلي ليك المقع كلو واغطيك بغطاه الوحيد بالله دي ما اشارة لبساطة السوداني اذا تخلي عن الايدلوجيات التي تعمل لتفرق اكتر مما تلم ( اسفة للاسقاطات وشكر على التحمل
يقول كانت افعل بحيث تعامل الانسانية كلها سواء في شخصك او غيرك وعلى انها غاية في ذاتها لا وسيلة لغيرها ابدا_ وكانت من الفلاسفة الانسانيين كما تعلم وعلينا انؤسس مباحث على ضؤ القيمة الذاتية للشخصية الانسانية ونبحث فيها عن المواضيع التي تشئ الانسان السوداني والمعضلات الاجتماعية مثل الرق والدعارة التي تشئ الانسان وتجعلة ممجرد موضوعو مصادرة الحقوق والواجبات عن طريق تعذيبه كجسد
وسجنه وقمعه وجعله مجرد وسيلة لتحقيق نزوات السلطة والسلطة الابوية
وشكرا اخ ابكر لمنحي هذا الصبر ودمت
عشة بت فاطنة

Post: #30
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-16-2003, 09:16 PM
Parent: #29


الأخت عشة بت فاطنة
صباحك (أو مسائك) خير ـ حسب التايم زون
أشكرك مرة أخرى

ويا ستي مفيش مشكلة في موضوع بياض، وأنا أيضا آسف على الألتباس
فمعذرة

فيما يختص بالمستعلواتية؛
في البدء أشكرك على إفادتي بالكثير من المعلومات
والحقيقة أنا لا أختلف معك فيما ذهبت إليه؛ عمومية الظاهرة ـ التحاملات؛ بل مثل هذه الظواهر؛ كظواهر توجد في أي مكان في العالم

القضية التي أركز عليها، وأناقشها، ليست مسألة وجود هذه الظواهر في حد ذاتها، أو كونها عامة، وإنما أدلجتها، وممارستها من قبل جماعة ما، وعبر مؤسسات الدولة، كما يحدث عندنا في السودان ، وإظنك أشرت إلى ذلك في حديثك حول المشاكل التي تحدث في البصات، وأحسب أنك لو عدت مرة أخرى للسياق العام لمداخلاتي، ستجدينني أكرر دائما، أنني أناقش القضية في سياق الصراع حول (الدولة) لأن التحاملات في هذه الحالة لا تكون بمقدار البساطة التي تحدث وتحل بها المشاكل في مقاعد البصات أو حول السواقي أو المراعي؛

وأنني ما أزال عند موقفي؛ وهو ضرورة مجابهة هذه الظواهر، دون إهمال السياق (الصراع في إطار الدولة)؛ وهذا السياق هو الذي يفرض علينا الترتيب؛ أن نبدأ بأكثرها إمساكا بخناقنا، لأننا عندما نبني خطابنا على التعميم، المتفق عليه، هكذا، فإننا نقوم، في الواقع، ووفق جدلية المسألة نفسها، بتمييع القضية، ونكافئ جزافا بين أشياء ليست متكافئة، على الأقل في درجات تأثيرها علينا؛ بل ونقدم خدمة للجهة الماسكة بخناقنا، على الأقل، بالدخول في حروب جانبية وتقديم دعم (تبريري) لخطابها الرامي إلى "تطبيع" الفكرة، ذلك الخطاب الذي لا يزال يؤثر في الكثيرين من الناس، وهي تملك الأدوات وإمكانيات الحركة في نفس الوقت
بل وتظل دوما تراهن على الإلتباسات الكامنة في العموميات
فنحن عندما نترك (الإسلاموعروبي = المسيطر على الدولة "وأشدد: الدولة وليس الحكومة") ونمسك بخناق الحلفاوي أو المحسي أو العربي أو العمرابي أو الغرباوي أو الهدندوي أو الجنوبي أو "نسوان الوسط"؛ فإننا بذلك نضع الأمور في غير محلها. وأظنك تفهمينني في هذه النقطة، ولكن هذا لا يعني أن نكف عن نقد هؤلاء، بل يجب أن نعمل نقدنا عندما يأتي بهم سلم الترتيب أو سمه المقام؛

وفيما تبقى، فأنا لا أختلف معك كثيرا
والحقيقة أنا أمارس التعبير عبر أشكال خطاب متعددة، فربما تجدين متسعا آخر لما ضاق عنه أو ضيق عليه الخطاب هنا
وذلك لأنه "لكل مقام مقال"؛

وأنتظر المزيد من مداخلاتك وإسهاماتك
ولنا جيمعا حق الاختلاف

Post: #31
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-16-2003, 11:38 PM
Parent: #1

اهلا ابكر ادم
صراحة القول ما في اختلاف جزري وانا ايضا اتفق معاك في معظم مداخلاتك
بس المسالة بتبقي مسالة وقيع كلام ؛ وانا فعلا عممت في مسالة تخوف السوداني من الاخر لكن والقصد كيف نكسر هذا الخوف الذي تسنده ترسانة من الادب الشعبي والممارسات الخاطئة وهي لا تنفصل عن الواقع وتتداخل زي ما قت وتستغل من قبل نظام سئ يؤدلجها لصالح مشروعه القمعي .وتصبح على خير/ او تمسى

بت فاطنة

Post: #32
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-17-2003, 06:00 PM
Parent: #31


سلام مرة أخرى أخت عشة بت فاطنة
نعم؛ يظل السؤال قائما
ولكن بتقويم العود؛ الذي هو مشروعية الدولة، باعتبارها "الهيئة البشرية التي تطالب باحتكار ممارسة السلطة المادية والرمزية" يمكن أن تسير الأمور في الإتجاه الصحيح
فعندما يتم تقويم توجهات الإعلام والتعليم
بحيث يقوم على مناهج مثل كتاب "سبل كسب العيش في السودان"؛
الذي كان يدرس للتلاميذ في المدرسة، ليعطي معرفة حقيقية بالآخر السوداني
وحين ننوع من مصادر البطولة والقدوات
حين نسمح للجماعات بأن تعبر عن فنونها وإبداعاتها بكافة أشكالها دون وصاية من قبل جماعة ما
حين نعطي النساء حقهن في التعبير عن أنفسهن في كافة المجالات
حين نؤسس مبادئ كهذه، لترعاها وتحرسها الدولة، التي يفترض في أنها دولة الجميع، وأمهم، وأنها لا تستمد مشروعيتها إلا منهم، يمكن بمرور الزمن أن نكسر حواجز الخوف، ونخفف من حدة التحاملات، ونجسر بين "الأنا" و"آخرها" السوداني، وغير السوداني أيضا بالإنفتاح على أفق إنساني أوسع
ولكن يبدو لي يا أختي العزيزة أننا ما نزال في مرحلة التنوير
لأن البنيات السياسية السائدة وقواعدها الإجتماعية ليست لديها القناعة بذلك، لذلك لابد من مواجهتها بالنقد، الذي هو في نفس الوقت؛ مشروع بناء وعي للتغيير الحقيقي

وتصبحين (أو تمسين) على وطن
حسب التايم زون

Post: #33
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: eyes of liberty
Date: 06-17-2003, 08:08 PM
Parent: #32

اب بكر
شايفك تصول وتجول وتفسر في كلام ود البحر علي هواك المريض ساعود قريبا لاواصل المسلسل دا المعقدون يمتنعون انو فبهو شي علمي بس حار

Post: #34
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-18-2003, 00:07 AM
Parent: #1

ص/م/كل الخير

ياصديقي با ابكر لو المساءل اتحلت عن طريق النقد معناها ان هذا الاخر صار يسمعني واذا سمعني معناه حاورني يعني ديمقراطيه ، وظهور صوتي وصوتك بس في نظري ان المساءل ليست بهذه البساطة وثورة النقد تلزمها ثورة حقيقية لان مثل هكذا نظام حاقد متعالي ، ولا انساني طبعا ومشبع بروح العنصرية والتفوقية ولاستغلال الاقتصادي والعرقي ، لن ينزاح الا بالدم واعادة تربية الجيش الذي ياتين ا بالانظمة القاهرة ، اما عن قهر المراة ازدواجي مع الاسف قمع تعاني منه مع الرجل المقهور وقمع تعاني منه بحكم موقعها في في المجتمع واعراف الهيمنة البطريركية فهي ظل الرجل واخر الاخر ،. تصيح على خيراو..حسب خط طولك

Post: #35
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: AlRa7mabi
Date: 06-18-2003, 08:08 AM
Parent: #1

عشة بت فاطنة

.. سلام من مسقط لي مسقط

.. فقط أود أن أوضح هذه النطقة
Quote:
ياصديقي با ابكر لو المساءل اتحلت عن طريق النقد معناها ان هذا الاخر صار يسمعني واذا سمعني معناه حاورني يعني ديمقراطيه ، وظهور صوتي وصوتك بس في نظري ان المساءل ليست بهذه البساطة وثورة النقد تلزمها ثورة حقيقية لان مثل هكذا نظام حاقد متعالي ، ولا انساني طبعا ومشبع بروح العنصرية والتفوقية ولاستغلال الاقتصادي والعرقي ، لن ينزاح الا بالدم واعادة تربية الجيش الذي ياتين ا بالانظمة القاهرة


لا أريد أن اختزل كل ما ورد في هذه النقطة فقط .. ولكنها نقطة حوهرية ( ارتكازية ) .. ولعلني حسب ما فهمت من تشريح في كلام د. أبكر ، فيما يتعلق بنظام الدولة/الحكم .. لا يختصر الحديث عن النظام الراهن .. فكلامه دعوة – حسب فهمي – لإعادة هيكلة الدولة وليس (حكومة عابرة ) لتشمل كل المجالات ( الحياتية ) ولا سيما فيما يتعلق بالمسائل ( الفهمية ) والسماح بتدفق كل الثقافات والتي تنبني عليها المؤسسة التعليمية .. ولا يخفى على أي كائن كان أن جزاءً مهماً من ثقافات وتاريخ البلد المتعددة قد (اسقطت ) من مطبوعات المناهج ( عمداً أو سهواً .. هذه جدلية أخرى ) فكان هذا الفراغ (… ) وتلك الشواغـر

Quote:
وأنني ما أزال عند موقفي؛ وهو ضرورة مجابهة هذه الظواهر، دون إهمال السياق (الصراع في إطار الدولة)؛


تحياتي

رحمابي

Post: #36
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-18-2003, 08:23 PM
Parent: #35


الأخت عشة بت فاطنة
صباحات/مساءات الخيرات

لقد قال الأخ رحمابي ما كنت أود قوله
وبالطبع ليس بالنقد وحده تحل المشاكل

الأخ رحمابي
مرحب يا زول

سعداء بطلّّتك
وأرجو أن تواصل معنا المشوار

Post: #37
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: nazar hussien
Date: 06-19-2003, 07:32 AM
Parent: #36

دكتور ابكر

تحياتي


لا زلنا نتابع معكم

هذا الحوار المهم

ونتواصل معكم عبر القراءة المتأنية جدا في حواركم مع السنجك

الرحمابي وعشة وايز اوف ليبرتي
وودالجاك وعاطف واصلوا لاغناء هذا الحوار

وحان الوقت لمفرزة الكلام

Post: #38
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-19-2003, 10:37 PM
Parent: #37


الأخ نزار حسين
صدقني أنني أفتقدك
وأحسب أنك تعلم أن تعدد الأصوات يشيد أجمل الكورالات
أرجو أن تساهم بقدر ما تستطيع لتعميق هذا الحوار


ولك المودة

Post: #39
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 06-21-2003, 06:34 AM
Parent: #1

up

Post: #40
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-21-2003, 08:48 PM
Parent: #1

،اهلا رحيمابي هلا بناس مسقط
اسفة لعدم الرد لانشغالي ، سلام ابكر والجميع
يا سيدي يا رحيمابي نقطة ابكر واقعة لي تماما، بس انا الظاهر
الما مفهومة لديكم ف انا واعية بكل الاقصاءات التي يقوم بها النظام في اسقاطه لثقافات وتراثات معظم الاثنيات والعرقيات التي لاتمثل مشروعه الاسلاموعروبي كما حدده ابكر ، وهذا الاقصاء لم يتم سهوا او عمدا كما ذكرت رحيمابي بل فقط عمدا وقصدا ، وبتخطيط ، لبسط هيمنتهاوسلطتها الالهية التي تؤدلج لها ، سؤالي او اشكاليتى ؟
هي كيف نؤسس لسودان متعدد الثقافات متعدد الابطال في ظل هيمنة الدولة الاحادية الثقافة النافية باستمرار للاخر ، وانا احس ان سؤ الفهم بيننا قد يكون ناتج بسبب مصطلح دولة او حكومة
كما تؤكد انت وابكر اقر شخصيا بقصور فهمي لما ترميان اليه . من جانبي اقصد , ان نفكر اوننور كما ذهب ابكر في تنويره ولكن في سياق نضالنا مع الوضع الراهن الذي يجعل هذا النقد التنويري لا يصل ناهيك ان يؤسس ، ولا تنسى اقصد تنسو ان المثقف نفسو يعاني التهميش والنفي والهجرة ولا يملك الفعالية التي تساعد في تغيير الواقع واستبدال السلطة خاصة بعد فشل الاحزاب التي كانت تشكل الامل ورحابة الحلم انا اقصد اليسار لكن التجربة اثبتت تحنيط هذه الاحزاب وعدم تطورها وانا صراحة هنا اقصد- الحزب الشيوعي بحكم اني كنت ضمن فعالياته -
تصبحوا على خير ونتواصل ،

Post: #41
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-22-2003, 06:52 PM
Parent: #40


الأخت العزيزة عشة بت فاطنة
صباحك/مسائك خير
أشكرك على المثابرة والرفقة، وعلى التوضيح أيضا
وحقا أن ما ترمين إليه، فيما يخص فاعلية ما نفعل/نكتب، لهو أمر في غاية الأهمية، غير أننا لانملك شيئا ـ على الأقل في الوقت الراهن ـ غير أن نجتهد فيما نعمل، ويبقى الأمل في أن لا يذهب جهدنا في الهباء

لك المودة

Post: #42
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-25-2003, 03:47 AM
Parent: #41


***
Up
***

Post: #43
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 06-25-2003, 07:38 AM
Parent: #42

Dear Abakar, Eyes of Liberty, Asha and the others,
May be I went to the extreme conclusion in my comment when I gave comment about the words that Mr. Eyes has written and what is hidden within the lines.
I want to appreciate the mood of dicussion and the way things are scrutinize, this sounds possitive and constructive too and it may possibly open a new doors for great hopes.
Asha has raised one of the most important points, even if you talk, or you write who is going to listen to you or in another words our deeds is so less than the challengs regardless why is that ?
Here I want to bring to your attention that the dominant culture.e.i the Islamoarabian culture - the face of the political, economical and social centre who is standing parrelel to what we have called the margins; the centre is now a ware and very well aware that the margins- I mean the margins with all thier aspects cultural, social, economical- are awake and well aware about the historical injustice and social descrimination, which have produced the current situation that we are about in the mean time - I mean it is clear that there is an ongoing war in south, east, west, and cultural war in the farther north, so let us agree that we are facing a horrible historical situation and what Abakar with the others trying to do is ask a simple question why this happen to the Sudan?? why this not happening in Tanzania as example? and every body is trying to find and explanation for this situation using various methodogy and the core point in having accept which one is right is to how extent the ideas are reflecting the realty and this come out by the limits of the objectivity and the neutralism that will be used.
So what I believe is that now the centre understand very clearly that there is a historical wrong doings happening since 500 years and the maximum of the tragedy was in the 1955 when the modern state was established and they call it the indepenent state, but the funny thing is that these historical misscheavous was/is bieng conducted by the centre people who used to have an aceess to the power due to many historical factors, so it is war between the exploiter which the centre with its Islamoarabian culture and the exploited which are the margins with its indiginous cultures.
Both sides are a ware the exploited are now have over 200,000 fighters who are ready to die for thier rights, and the exploiter is using the relegious silly story to bring many of the simple people who are in most cases the marginals reassimilated zealous (new comers to the centre) hoping to be accepted as any other from Awlad Almasarin Albied,
Unfortunately this is not happening and the later events in the NIF is one of the real vital examples therefore we are in war that the center has used so many tactics in exploiting the margins to the extreme extent and I don't think there is any possibility to reproduce the dailema once agian. so we have the following choices again:
1- Unified Sudan built on just standards and that means automatically the current system of the state and not the regime has to be dismantled and a new system that is qualified to present just standars uder which every body have an equal chance to compete in all levels.
2-Two or may be three Sudans and this because we fial to uderstand and correct the wrong built system or may be some of us who are intending to such conculosion not because they don't know but because they know and they are working for this day and night to protect thier interests.
3- To continue the current situation - the war in every where and this the REVOLUTION it self - dear Asha - AND the tragedy thing is that we will add a nother millions to our losses
So the realty is that we need to rethink our history, our past and our present to come up with something - and I think this post is the chemical process for reading and analysing our things.

to be continued
Bakry

Post: #44
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-26-2003, 02:49 AM
Parent: #43


شكرا أخ بكري الجاك
وفي انتظار بقية المداخلة

لك الود والأمنيات الطيبات

Post: #45
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 06-26-2003, 07:01 AM

hi guys,
So starting from the last conculusion I think we as Sudanese in our various positions are challenged by deciding which fate we want to have and it is not something that may come accidentally it is something we work for.
I have read in other post in which Tumadir was giving a sort of historical apology to the southerners for the wrong doings that were done by governers who are the zealous of Islamoarabian. I have written along comment and unfortnately it couldn't be posted due to technical difficulties and I think we are all here about one problem with different faces, so I think it is valuable to include my comment on that with in this comment. I observed that Bayan and some others who wrote somthing smell different from the concolusion they usally arrived to, but for the sake of developing the discussion in this board let us consider that every body has the good will regardless what they may deeply harm by digging in the same wounds with same master ideologies which are the real causes for the disastrous ongoing situation that the nations are facing, so let us say that every body wants Unified Sudan with social peace, clean avenues, fast food beaches, that sounds perfect I also want, dream and fight for this clean Sudan, but practically there is a question that should be answered; How this will happen? It is a twisted logic if not contradiction to say in our concolusions that we want to live in peace and and love each other, but at the same time we don't want to admit our horrible historical mistakes, and if there is some one killed for no doubt there is doer I mean a killer, so is it fair to say the victim and the doer share the same responsibity in what was happened - i think this wrong approach and it will lead for wrong concolusion, we are in the results of wrong built system, and the whole disasters are the natural consequences for the main problem, i see nothing objective in considering the symptoms as the problem and we all know the syptoms are always an indication to a disease, therefore, the war in the field and the war of our vissions in this board are the symptoms for the Sudan's historical sicknesses.
I believe if the war as the symtoms for the problem has a cost, the the real peace that will go beyond the ceasion of the fire to be rooted in our daily life as social security, also has the a cost, and i think the peace is more expensive than the war, in war all what you need is to train people how to kill and provide them with weapons and bullets, food is not a matter the nature will take care of them, what about the peace, we need to change our behaviors, knowing that little things can make a bigger change, bearing in mind that to chnage our behaviors to accept each other in a country like Sudan is to fight with our ideologies, I believed that most of you are a ware that changing people behavior is more difficult than train people to hold a gun.
If we have to go ahead with the asumptions that I have mentioned in the bigining that we all want peaceful and clean Sudan, let us ask another question what is the dominant elements contributions as cultures Imean what was supposed to be expected from the bearer of the Islamoarabian culture in order to put the country in the peace path?
We could say for Garang in South, Beja in East, Darfour revolutionaries and may be many other
1- wait a minute
2-cease fire, hold on ,
3-put down your gun
4- let us solve all the problem and live to gether.
many of us think it is so simple to come up with the formula that work in No 4. the realty is something different - I have read some where in this board that there are some peole that thier first wish in this world is to apply the Shariaa laws on the Sudan, and those who? the ones who are to be the intellectuals of the Islamoarabian, the major partner in peace making, not to be missunderstood I don't bother ; anybody is free to wish what so ever he wants, but still your wishes tell us what a kind of person you are, how it will be beautiful if that person siad - I wish that the first thing to happen in this world is to stop discriminating each other as human and every one of us has something to full his stomack.
So we have a long way to go with changing our behavior. but I want to ask ; what will be expected from the dominant elements, in the centre, I mean what they have to do to contribute in creating the social peace and this in the level of personal arena not the level of the system and the state, that one is the challenge of the peace negociators??
1- Change your behavior, how and from what to what, stop considering that you have the historical immunity, beacuse you have a blue blood, and even if you think you have this blood, please do not take your perception about yourself to exploit what is supposed to be national property, and give me the same right to think i'm also have yellow blood.
2-Practically there will be a major change in the capital movement and other things related to the power and the state- never ever forget that most of the peole who make money in Sudan if not Africa at all this because of thier relations in different levels to the governments in different eras- so are you ready to lose the trade of the spare parts and many other stuff.
3-The Islamoarabian in personal behavior; are they realy believe that they can live with the other relegions, cultures and races with all possibilities to consider that they are one element within a lot regardless how many they are or how powerfull they are? this will lead to the democracy in the cultural level and this one of the preconditions for achieving the peacefull clean Sudan or call it what so ever you like new Sudan or any. This means there will be laws that reflect our situation and no body will have the right to asume that there is any holly laws wether they are the Sharia or any other- every thing will be revised and decided by us as Sudanese nations and the Islamoarabian are just one with in many even if they are 10 millions, this what we mean by the Cultural Democracy. so please think and rethink to come up with the sollution- and specifically how to convince what is so called Olama Almoslimin that the way they think Islam will keep this relegion to be uncivilized relegion, because instead of solving our daily life problem by bringing the holly time of Elmadina State to our current time they are always want to take us back 14 centuries which is inaplicable and impossible, we need revolutionary thinking in all aspects of our lives starting from relegions to the use of the Nile water.

Love

Bakry

Post: #46
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: ودقاسم
Date: 06-26-2003, 10:41 AM
Parent: #1

ربما أنا أكبر من د. أبكر بما يقارب العشرين عاما ، لكنني أتعلم منه الكثير
ولكن هل يتعلم السنجك والساحر وآيز أوف ليبرتي، أم أنهم مازالو في مكانهم ذاك ، أراهم سكتوا عن الكلام ، لعل الداعي خير
هذا كتاب أبكر اقرأؤه وردوا عليه
نحن من طينت
نؤمن على سلامة منهجه في البحث
ونؤمن على نتائج أبحاثه
وننمي بها ما نعلمناه
نقف ضد الاستعلاء
والأيدولوجية الإسلاموعربية
ونرغب في أن يكون السودان وطنا للجميع
ونؤمن بأنه يتسع لنا جميعا
إذا تخلينا عن العصبية والفهم الضيق واعتبرنا الآخر شريكا مساويا لنا في حقوقه وواجباته

Post: #47
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 06-26-2003, 03:46 PM
Parent: #1

up

Post: #48
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أحمد أمين
Date: 06-26-2003, 04:20 PM
Parent: #1

ود قاسم الناس ديل ماعندهم حاجة يقولوها
أبكر بتحليله المتمكن
ألجم لسانهم

ولأن أبكر لسانه عفيف
هذا ماذاد مصيبتهم

فأصبحت ذخيرتهم من الشتائم بائرة
لا يمكن أستخدامها

Post: #49
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: ودقاسم
Date: 06-26-2003, 06:53 PM
Parent: #1

الأستاذ أحمد أمين
لك ولأبكر أنبل التحايا
والتحية لكل من طهروا أنفسهم من دنس العنصرية وملأوا صدروهم بعشق الحرية
ها أنا ذا أرفع البوست من جديد رغبة مني في إتاحة الفرصة للمعترضين لإبداء رأيهم
وسعيا للمزيد من الإيضاحات لكل ما أشكل على البعض منهم
ولو اقتنعوا بوجهة نظر أبكر فعليهم إفادتنا لنطمئن أن الحوار قاد إلى نتيجة طيبة

Post: #50
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 06-28-2003, 08:34 AM
Parent: #49

Dear Abakar, Wad Gasim, Ahamed Amin and the honest guys,
There is American common expression says; do not shoot your self in afoot; the ones(with out metioning names to avoid missquoting) who are trying to be aginast Abakar ideas have no logic to defend thire stand, it would be better to say this our believes, and when it is a belief then it will be an ideological stand and this can not be defended to reasoned since it is abelief, soKeep going still we have along way to go
love
Bakry

Post: #51
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-28-2003, 06:28 PM
Parent: #50


***
سلام أيها الأحباب
ولنا عودة
Up
***

Post: #52
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shinteer
Date: 06-28-2003, 07:10 PM
Parent: #1


زميلي ود قاسم

أحيي معك كل من طهّر نفسه من دنس العنصرية .. لكن وقسماً عظماً لم أقابل في حياتي وفي ترحالي بين القارات الخمس أو الست من تطهر من دنس العنصرية. هذه نبتة تنبت حيثما ما وُجد اجتماع بشري .. ومن ادّعى التبرء منها .. فهو عندي من المنافقين. الفرق الأوحد يتمركز في درجة عنصرية الكائن البشري المعني .. ومن أوتي رجاحة في عقله وسعة في قبوله للآخر يمكن تعريفه ضمن الفئة الأقل عنصرية. كاذب من قال أنه اغتسل من أدران العنصرية والتمييز بين الناس .. وكاذب من قال إنه صنو الملائكة: هل تعلم يا زميلي ود قاسم أن الذين لا يؤمنون بالملائكة يعتبرونهم عنصريين؟ وأن بعض الذين لا يؤمنون ايماناً قاطعاً بالله يعتبرونه عنصرياًَ أيضاً؟ . استغفر الله. احكي لك قصة حقيقية حدثت في نيروبي حيث كان أحد الانجليز يعمل في مشروع مع أحد الكينيين لفترة لا تزيد عن العامين. وقرب انتهاء تلك الفترة .. قال الانجليزي للكيني
I have been living here for two years, and I came to the conclusion that: God is racist.
سأله الكيني مستغرباً
Why?
الانجليزي قال ليه
Because you are really really toooooooo ugly
وإن كان الانجليزي يمزح مع صديقه الكيني فهي واقعة وحتى المزاح لا يأتي من فراغ

أنا غايتو ما أغتسلت بالطريقة التي انت تقولها .. و لا أحد يمكن أن يقنعني بأنه أصبح كالهواء. الهواء مش عنصري .. وللا أنا غلطان

لذلك تواضع البشر على مصطلح تقبل الآخر
Tolerance
وهذا المصطلح يوجد في كل بلاد الله .. او بلاد الشيطان الديمقراطية. هل توضح لي يا زميلي يا ود قاسم لماذا تصر ديمقراطيات العالم على هذا المصطلح بالذات؟


Post: #53
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-30-2003, 04:55 AM
Parent: #52


***
up
***

Post: #54
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: الشاعر
Date: 06-30-2003, 09:42 AM
Parent: #53

أنفقت كل الزمن المتاح لي اليوم في قراءة هذا البوست وردوده، وآسف أنني لم أقرأ بدء الحوار وبدأته من هذا البوست، فاسمحوا لي إن ورد بعض التكرار
الأخ (في الإسلاموعروبية) أبكر أسر لب أغلب المشاركين هنا بلغته العربية الفصيحة وتمكنه من إيصال أفكاره في صياغة لغوية تتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب، وربما يهيء لتقبلها المطلق أيضاً كتابات جيدة سابقة في هذا (البورد) ومواقع أخرى، ولكن الأخ (في الإسلاموعروبية) أبكر استغل هذه المسامع الصاغية والعقول المهيأة ليبث فيها معتقداته وتحليلاته بكيفية تجعل منه صوت العقل والناطق بالحق ومن منازليه شياطين خرس يولون الظهر وليس الدبر) ولا يثبتون أمام سيل لغته الجارف لكل الحقائق والوقائع)
قلت أن الأخ أبكر أخٌ كريم في (الإسلاموعروبية) والتي لايريد لها أن تكون الأيدولوجية السائدة في أرض (السودان)، ولا أشك أن أبكر مسلم ففي كتاباته ما يشير إلى ذلك، كذلك لغته تقول بأنه يتحدث ويكتب العربية بكل فصاحة ربما أحسن من بعض أهلها كما قيل عن البروفيسور عبدالله الطيب (عليه الرحمة)هذا (الشمالي)، إذن الأخ أبكر مشرّب إلى أذني أيدولوجياته بما ظل يسميه ويصوره على أنه داء السودان العضال (الإسلاموعروبية)، ولا يخفى على أحد أن هذه الدعوات مستوردة (كما حركة تحرير دارفور) من جنوب السودان، وظل الناس لعقود طويلة يذكرون أن الجنوبيين لا يشاركوننا الدين ولا اللغة وظل الجنوبيون يمعنون في تعميق هذه الهوة بدعمهم وبحثهم عن مخالف أو مقابل لهذين فتمسكوا بالإنجليزية والمسيحية وما كانت الأولى لغتهم ولا الثانية ديانتهم أو ديانة أغلبيتهم ولكنه إيغال في التطرف والنأي، ثم أنهم بدأوا في تصدير عدوانيتهم لهذين العاملين الدين واللغة إلى المناطق الأقرب ثم الأقرب عرقياً جبال النوبة والأنقسنا ثم دارفور، ولما كانت بعض هذه الأجزاء من المستهدف (البعض الغالب حقيقة) ما كان منهم إلا أن يغذوا فيهم الشعور بالعنصرية والفوقية من قبل (الشمال) لأن بشرتهم أكثر سواداً قليلا ولأن في لهجهم العربي بعض لكنة، فسرى هذا السم في عقل بعض المثقفين والسياسيين ممن صادف هذا الحديث هوىً في نفوسهم كان يبحث في أن لماذا لم يتم الإنصهار التام كما حدث بين بقية القبائل (الشمالية) ولمس هذا الدعاء هذه الطبقات لأنها الأكثر إحتكاكا ولأنها تبحث عن دور الريادة المطلق
قلت أن هذا جاء من قبل الجنوبيين ف (الغرابة) سعوا سعي (الشماليين) لترسيخ الهوية -الإسلاموعروبية)، ومثالنا الحي هنا أبكر نفسه وكل من يقرأ يعرف أبكراً آخراً مسلماً يجيد العربية، ولكن لماذا يناهض أبكر هذه الأيدولوجية ويبحث عن بديل لها، ويصف الجعليين ومن ساكنهم في (الشمال) والوسط بالإستعلائية ألأنهم أرجعوا نسبهم إلى العباس عم النبي (صلعم) وهل يحس بذات الإحساس تجاه (الشماليين) الآخرين الذين لم يرجعوا أصولهم للبيت شريف أو حتى لا يعرفون أصلهم ولكنهم يعرفون أنهم ينحدرون من خليط منه قبائل عربية طغت لغتها وديانتها لأن أجدادهم وجداتهم قبلوها وشكروا لهم قبولهم الحسن لها، وإن لم يكن هذا هو السبب فهو وهم سواء أي (الشماليون) و(الغرابة) معاً وفرادى يتكونون من قبائل إفريقية اختلطت بقبائل عربية وقبلت الدين الإسلامي ديناً لها وبه انتشرت اللغة العربية وسادت ليس لأن الحكام فيما بعد اتخذوها لغة الدولة الرسمية بل العكس وهو أنها أصبحت اللغة الغالبة مما جعلها اللغة الرسمية للدولة، واللغة في الإسلام لها خصوصية بغير الديانات الأخرى ولا تصل مرحلة شرط صحة أو وجوب. إذن (الغرابة) ظلوا يدعمون (الإسلاموعروبية) منذ زمن والخليفة عبدالله التعايشي الذي تدافع عنه بشدة كان خليفة المؤمنين في الدولة الإسلامية والتي كانت اللغة العربية لغتها الأولى وكانت آيدولوجيتها بالمزج (إسلاموعروبية) والخليفة وحكومته لم يكونوا جعليين ولا حتى ممن يقال عنهم بين القوسين (شماليين)، إذن نقاط المزالق بين (الشماليين) و(الغرابة) ليست في الإسلاموعروبية) ولكن ربما في التعالي القبلي أو العائلي داخل القبيلة وهذا كما قال الأخ شنتير) والأخت عشة بت فاطنة موجود في كل مكان وذكرت أنت مثالاً له إذ قلت أن بعض (الغرابة) عانوا في فترة الخليفة التعايشي
بتسليمنا أن هذه المزالق موجودة، نريد من الأخ أبكر أن يركز بحوثه في هذا المجال بدلاً من تركيب العلاقات في شكل مضطرب، ومثلي في هذا أنه حين يريد أن يثبت تعالي الجعليين بعروبتهم يؤكد على أن البقارة مثلهم في العروبة، وحينما يريد أن يؤكد على أن (الشماليين)هم متبني الإسلاموعروبية) وما سواهم جبروا يوحي بأن البقارة (غرابة)، وحين الفخر فهو يدافع عن عبدالله التعايشي بشدة ويجهد في إيراد مصادر براءته من تبريرات وحجج لما قام به ضد الجعليين أما على الحاج فلأنه مع من يكره اليوم (الجبهجية الإسلاموعروبيين) فهو (متورك) وفقد هويته الغرباوية)، وحين يتحدث آيز أوف ليبرتي بغضب ويقول له أن يرجع إلى انجمينا يصف كلامه بالكابوس (بالسين) وحين يقولها الدكتور قرنق لعلي الحاج يصف قرنق بأنه سياسي ذكي
ويمارس أبكر نفسه اللعب على هذه المزالق حين استفزه آيز بسرد قصة رفض خطبة علي الحاج، روبما تذكر معها ما قالته فاطنة بت عشة من أن (البجي من الغرب ما بسر القلب) فطفق يعيب اسلام (الإسلاميين) ويصفهم بعدم استشارة الفتاة، وينزلق إلى القاع وهو يحشر اسطورة استقاها من القصص الغربي عن رغبة البيضاء في الزنجي ومقدراته وما إليه وتنزيلها على (الشمالية)و الغرابي) في صورة مثيرة للتهكم، فإذا كان الحديث عن اللون (الفاتح) قليلاً هل هذا هو الحال بين نساء (الغرابة) ورجال (الجنوبيين)، وعلى ذكر ذلك لماذا سكت أبكر عن كل ما كتب وقرئ وشوهد وسمع بين (الغرابة) و(الحنوبيين)، هل حدث أن أسروا جنوبيين؟؟ هل كانوا يخصونهم؟؟ ثم أن هذه الجكاية من الوارد الثقافي العربي أيضاً (ألف ليلة وليلة +شعر المتنبئ) والدليل أن العبيد) في السودان الذين اعتقوا فيما بعد لهم ذرية ما زالت في مناطق الإستعباد القديم، ثم أن هناك تبريراً وهو أنهم يصرفون طاقتهم في العمل (سمعتوا بالعطرون في المعسكرات والسجون)، وعودة لأسئلتي عن الجنوبيين، هل يستعلي (الغرابة) على الجنوبيين أم يسودونهم عليهم أحياناً، وهل يمكن أن يحكم حاكم جنوبي ولاية في الغرب،، والأسئلة على هذه الشاكلة كثيرة
هذه الفتن كانت نائمة وكادت أن تموت لولا الحكومة المسماة إنقاذاً هذه، ولا يغالط إلا مستعلواتي) أن أكثر من دعم هذه الحكومة ويدعم هم (الغرابة)، ولكن بقذف الترابي بعيداً تضاءلت مراكز قواهم ولم تعد الإنقاذ بديلاً جيداً لحزب الأمة، والآن الحصان الرابح (فيما يغلبون ظنهم) هو جون قرنق فالأسلم التقرب لأفكاره وطرق سبيله والمشي على دربه


Post: #55
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 06-30-2003, 05:15 PM
Parent: #54

Dear Abakar,
I think you need to put a clear definition for the following termonologies:
1- Islamoarabian Ideology
You need also to highliht the main issue that the problem is not in the Islamoarabian culture as any other culture, it is the problem of the Islamoarabian culture when it became the dominant and start to exploit the State treasuries and the state power to impose its influnce, we have no problem with this culture to be as one kind within alot of kinds we have and that the political project that we are potenialy intending to. providing fair and just standards for all the multicultures to be in a continous cultural dailoge then there would be no problem with the Islamoarabian, about the examples that Abakar has presented in various posts about the extreme exploitation of the dominant Islamoarabian bearers, I think this is the semptoms of the problem that I have indicated in the expression of the dominance of the Islamoarabian Culture in the Suanese modern states.
So I think having done this, we will put many efforts in the right track, because there are so many people who are confused due to the fact that they don't understand what we are about, an they think that the problem is because we have a black skin and may be a social complex of bieng feeling Abeed and that we ahate the Northerners or any other personal base for this issue, we are black and we are proud of that, but this doesn't mean that when ever I start scrutinize, or analyse the Sudanese current communities that I have a complex, and that I can not be scientific or objective because my premise are personal. This also a sort of the terrorism agianst thinking by classifying, or throw those ready formulas to divert the discussions from the core points.
Love
Bakry

Post: #56
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: تاج السر
Date: 06-30-2003, 07:07 PM
Parent: #1

عفوا
فأنا ايضا ادخل الموضوع بعد ان قطع شوطا
هناك نقاط مهمة اغفلها معظم المشاركين اود التذكير بها
يبدو ان ابكر ليس وحده من اورد كلاما مستفزا
فهناك من ذهب الي ان الجنوبيون اختاروا ان يكونو مسيحيين نكاية بأهل الشمال ومثل هذا الكلام منافي للتاريخ واسلوب الخطاب منافي لتعاليم الدين الأسلامي نفسه
وهناك من يجعل من ابكر مسلما علي اساس معرفتة باللغة وإجادتة لهاوالغرض من مثل هذا الكلام هو محاكمتة وفق مقتضيات الأسلام نفسه ومن البديهي ان نعرف انه ليس كل من يتكلم العربية لا بد وان يكون مسلما
الدين الأسلامي دين مقدس لا جدال في ذلك و لكن هناك الكثير من الديانات المقدسةايضا تفرض علي معتقديها حروبا مقدسة وبالجملة وإن قداسة الدين الأسلامي لا تنفي بالضرورة قداسة الأديان الأخري خصوصا تلك التي جاء الأسلام مصدقا لما بها لأن نسف قداستها سياتي قطعا بمردود عكسي علي قداسة الدين الأسلامي نفسه
دخل المشاركون بأسم الشمال في هذا الحوار بفرضية ان تكون الغلبة لهم والكلام عن كون الفرد مسئول وحده عن عقدة النقص فهذا كلام ليس له اي اساس علمي يستند عليه وأود ان اذكر لانه لم يكن بالسودان الذي نعرفه فرصا متعادلة بين اهله ليتم تخريج كل هذا الغبن الذي يصيب ابكر وغيره علي اساسه . وان لهذا الغبن مسببلت اكبر بكثير من الفرص المتاحة المتعادلة انه تاريخ من الأستعباد والظلم و الثهميش.
نعم الشمال اغلبه يدين بالاسلام ولكن ألا ترون ان هذا الأسلام منقسم علي نفسه في كثير من القضايا الجوهريه مثل تطبيق الشريعة وغيرها فكل الاحزاب في الشمال مسلمة عدا الحزب الشيوعي لكون اختلاف الأحزاب الأخري حول علاقته بالأسلام دليل آخر علي مدي انقسام الشمال
الأسلامي علي نفسه
الثابت الوحيد في هذا الحوار هو ان بعضا من مواطني هذا البلد ظلوا يرزحون تحت نار التهميش و نير الأسترقاق


و نواصل

Post: #57
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 07-01-2003, 04:01 PM
Parent: #56

UP
uP
UP
bakry

Post: #58
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-04-2003, 03:24 AM
Parent: #57


الحاضرون هنا
سلام
أرجو أن يتواصل الحوار، وأن يظل حوارا يتبناه الجميع، كما يقول الأخ نزال حسين
وسنعود ـ بمشيئة الله ـ للتعقيب على ما سيتدعي منا تعقيبا

Post: #59
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-05-2003, 04:54 PM
Parent: #1

up

Post: #60
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-08-2003, 02:42 AM
Parent: #59


الأخ الصديق تاج السر
مرحبا بك مرة أخرى، وأنت تنضم إلى الكورال
هناك نقاط كثيرة أشرت إليها بطريقة إرسالك المظبوط، كما سماه أحد الإخوة في بوست مساجلات البنت رودا والبقاري؛ وبالفعل أنا مستفز، وأظنك تعرف أن أستفزازي هذا، يرجع في جانب من جوانبه، إلى العقلية التي أواجهها، لأنها عقلية متعودة على نظرية (الصولو) أو (الكورس) كما أسمته البنت رودا، عقلية مهيمنة للأسباب التاريخية المعروفة، وبسبب هيمنتها هذه فهي لم تعود نفسها على تقبل النقد، إذ أنها تعتبر النقد في حد ذاته استفزازا؛ فهي متعودة على مدح الذات، بسبب الغياب الكمي ـ على الأقل ـ للآخر، متعودة على أن يداهنها الآخر إن وجد، وأما (أبناء الهوامش)، فعليهم أن يؤمنوا على شروطها المسبقة للتفكير، لخطوطها الحمراء، ولـ.. ولـ..، إلخ. وهناك نقطة أخرى، هي وجودنا نفسه، ضمن غالبية تنتمي، إنطلاقا من مواقعها الإجتماعية/التاريخية، إلى الأيديولوجيا السائدة، بسبب ما أشرت إليه أنت بغياب الفرص المتعادلة؛ فهم يا عزيزي، لا يملكون عقلا مفتوحا مثلك لكي يقودهم للسؤال عن (كم من النوبا، وكم الجنوبيين، وكم من الفور وكم من ومن إلخ في هذا البورد، ولماذا لا تكون نسبة الطلبة الجنوبيين في الجامعة التي درسوا فيها 30%؟) حتى وهم يمارسون آلية عقلهم القرابي الذي يفكر أحيانا عن طريق تناسل المواقف ليس إلا، ويجعلون من البورد (عشا للدبابير) ـ كما ترى. ولكنني كما تعرفني، وكما لا يعرفون، أملك ما يمكنني من مصادمتهم، وهو الأمر الذي لم يكن يدور بخلدهم؛ والحق أنني عندما قررت الخوض في الصدام مع الجزاوتة/الجزويت، كنت أعرفهم تماما، وأعرف أساليبهم، وكنت أملك ما يمكنني من الصمود في وجه إرهابهم الفكري، ومحاولاتهم اليائسة، والتي لا تزال مستمرة، للإرهاب النفسي، عبر تقسيم عملهم الأيديولوجي، فهذا يكيل الإساءات، وهذا يهرج، وهذا يهترش وذاك يشكك، إلخ. ثم أنني كنت أعرف أنني سأجد في طريقي ما يكفي من الصحاب المحاربين، والأنصار، وما يزال الطريق طويلا؛

لك مودتي

الأخ الصديق بكري الجاك
تحيات طيبات
لا تنزعج يا صديقي، فالمسألة ليست مسألة توضحيات لمصطلحات فحسب، وإن كانت المشكلة هنا، فقد ظللنا نوضح، وما نزال نعمل على إلقاء المزيد من التوضيحات، وهذا أمر عادي، يواجهه أي خطاب جديد، ولكن ما يبدو سوء فهم، هو في الواقع ليس كذلك؛ إنما هو ـ في جانب كبير منه ـ تكتيك من تكتيات العقلية الإسلاموعروبية، في مستوى من مستوياتها، فلو أتيت بمئة تعريف، ستقفز من فوقها وتتعامل ـ من بعد ـ كأن توضيحاتك غير موجودة، بل وتصر على تقويلك بما تستبطنه هي، ومناقشتك على أساسه، وهي ـ أي العقلية الإسلاموعروبية، تكون أحيانا في عجلة من أمرها، ومهيئة ـ عادة ـ للقفز إلى أحكامها المسبقة، وتعتبر نفسها في حل من التثبُّت مما تقول، فأنت عدو، والعدو هو الآخر المطلق، وبالتالي، ليس هناك داع لانتظار أو اعطاء اعتبار لمبرراته، وبما أنها عقلية مولعة بالتقرير، فلا يهمها المنطق أو التحليل بقدر ما تهمها البلاغة والخطابة ـ فهي تعتبر نفسها الحق المطلق! وهذا هو المنطلق والمنتهى!! ويمكن، في هذا الخصوص، الرجوع إلى بوست الأخ محمدين الذي حلل فيه بعض إشكاليات هذه العقلية؛
ثم، وللتأكيد على صحة ما نقول، وعملياً، إحيلك إلى موقف هذه العقلية مع دعوى الحركة الشعبية حول وحدة السودان، فرغم منفستو الحركة، وتركيبتها، والتأكيدات الكثيفة، وعلى مدى عشرين عاما، فالعقلية الإسلاموعروبية، ما تزال تسأل قرنق "هل أنت وحدوي؟"!! أريت كيف هي المسألة؟
ما أود قوله ـ في النهاية ـ هو أنه علينا أن نرتب حوارنا على أساس أولوياتنا، وليس على ما يحاولون أن يفرضوه علينا، عبر وسائل المماحكة والاستعباط، فهناك الكثيرون يتابعوننا. وفي الطريق، وحين نجد الوقت، سنقوم بتقديم المزيد ـ متى ما لزم ـ من الشروحات حول مصطلحاتنا، وما نرمي إلى بنائه ـ فهذا يدخل في إطار واجباتنا؛ ولذلك، أقوم هذه الأيام بالإعداد، لإعادة كتابة رؤيتي المستقبلية للمسألة في شكل منفستو تفكري/مفكرن في ورقة عنوانها المقترح؛ (مشروعية الإختلاف؛ التنوع الخلاق؛ والسودان المتجدد) نشرح فيها رؤيتنا للمستقبل والأسس الفكرية التي تقوم عليها دعوتنا، ونبين شجرة نسب (قبيلتنا) المسماة (حداثة)؛ عل ذلك يزيل بعض الإلتباسات فيما يخص المحاورين أصحاب التوجهات الإيجابية، أما المستعلواتية، فمهمتنا، في هذه المرحلة، أن نصلبهم عرايا أمام التاريخ، لنرغمهم على التخلي عن طرائقهم الضارة؛ وعاداتهم السرية التي أدمنوها لزمان طويل؛

الأخ شنتير
بخصوص طريقة "قسما عظما"، التي على شاكلة؛ "علي الطلاق"؛ أود هنا أن ألفت إنتباهك إلى أننا لسنا بصدد النقاش حول مباراة في كرة القدم؛ وإن المحاكم الفكرية، هنا، تستلزم الإتيان بالأدلة وليس أغاليظ الأيمان (القسم)، لأنها لا تفيد في شيء؛
ثم إنني ألاحظ أنك، تلجأ كثيرا إلى أساليب الفهلوة والتهريج في قضايا لا تحتمل، لأنها ببساطة متعلقة بمصير شعب ظل يعاني كثيرا، ولو أنك خرجت قليلا من هواجسك، وعتبت خارج موقفك/موقعك السلبي، لأدركت المعنى الإيجابي لما أورده الأخ ود قاسم، في السياق الذي كان يناقش فيه، المعنى الذي يحفز الإرادة، ويرمي إلى مراكمة السعي لمعالجة إشكالات الظاهرة الإجتماعية المعنية أو على الأقل الدرجة المعنية. ولا أظن أن ود قاسم يجهل (البدائه/البديهيات) بل أحسبه يعلم ـ أيضا ـ أن العنصرية والتحاملات العرقية، هي ظاهرة ذات جوانب متعددة، فمنها ما هو أصلي ومنها ما هو رد فعل، ومنها ما هو متجلي بائن، ومنها ما هو متخفي، المتجلي يظهر في مجالات مثل تقسيم العمل، المعايير الأخلاقية والجمالية مثلا، والمتخفي في الاعتقادات، واستعمالات اللغة، و"المسكوت عنه" إلخ
وأنا أقول موقفك السلبي، لأنك تلجأ ـ في النقاش ـ إلى المنطق المعوج
(Illogic)
الذي يعول إما على إنكار الظواهر (كما ورد في مداخلاتك في بوست السنجك "كيف يتحــرر العب؟؟؟") أو تبريرها وتطبيعها ضمنيا باللجوء إلى (نظرية التواري تحت الكوم) التي يتم التعبير عنها بمقولة (لست أنا وحدي من مارس/ يمارس هذا الفعل، أو أن هذه ممارسة شائعة إلخ) وما تستضمنه هذه المقولة من (تواطؤ) مع الظاهرة المعنية. بل والتشكيك في مصداقية من يعلن موقفا مضادا، بصيغة كلمات الحق التي يراد بها الباطل؛ وإلا فما هو المؤدي النهائي لحديثك؟ ثم ما هي الدرجة من العنصرية، التي تعتبر أنها تستحق أن نحاربها أو نتطهر منها؟ وما هي الدرجة التي تعتبرها (عادية) ولا تستحق أن نتطهر منها؟؟ وما هي درجتك العنصرية مقارنة بود قاسم؟؟ ولماذا تصادر من ودقاسم، عنوة، احتمال/إمكان أن يكون قد تطهر من العنصرية بالفعل ـ على الأقل على مستوى الدرجة التي ظل يناقشها مع البعض هنا في هذا البورد ـ طالما هو فرد؟
وعلى كل حال، حسنا أنك تعترف بوجود العنصرية أو التحاملات العرقية، وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي، وخطوة ـ ولو صغيرة ـ إلى الأمام، وأفضل من طريقة الإنكار التي اتبعتها فيما يخص ظاهرة الرق والعبودية وآثارها التاريخية.
ولكن تظل المشكلة قائمة، فالقضية ـ يا أخي ـ ليست في شيوع العنصرية والتحاملات العرقية من عدمه، وإنما هي، في مواقف الناس منها، وفي كيفية إزالتها، وإن تعذر ذلك محاصرتها، بدلا من الإمساك بخناق العاملين في هذا الاتجاه، والتشكيك في مصداقيتهم. وللمعلومية، فالعنصرية ظاهرة ثقافية تستثمر فروقات طبيعية وليست طبيعية في ذاتها فعلوم الأنثروبولوجيا بدءا من الثلاثينات، من "فرانز بواز" فصاعدا، تعتبرها كذلك؛
إن مفهوم التعايش؛
Tolerance ؛
هو مفهوم عميق وإيجابي، ولا يعني بأي حال ما ترمي إليه أنت، أو على الأقل ما يمكن استشفافه من سطورك، إنه مبدأ يقوم على الإعتراف بوجود وتعدد أشكال العنصرية (ريسيزم)، ويقر بأنها ظاهرة خاطئة في أي درجة من درجاتها، وهو في نفس الوقت يوجب محاربتها بكل الوسائل المتاحة والممكنة، ويسعى إلى تركيم الجهد الإيجابي، وإلزام الدولة بتبني خطط عملية في هذا الصدد، واستثمار العلوم لسبر أغوار الظاهرة إلخ إلخ؛
I mean you can’t control racism by passive attitudes like yours; it requires affirmative thinking and actions like WadGasim’s, and this, in itself, reveals the difference in Ideological stands
وأكرر ـ وللمعلومية أيضا ـ فمنذ أيام الأنثربولوجي (فرانز بواز) في الثلاثينات، حدثت القطيعة مع المفاهيم السلبية والمنطق المعوج الذي تستعمله أنت الآن، باعتبار أن الطريقة التي تناقش بها أنت تعتبر في ذاتها شكلا من أشكال (التواطؤ) مع العنصرية، حتى وإن لم تكن واعيا بذلك، لأن المبدأ هو "كل ما يبرر للعنصرية فهو عنصري" كما في القانون، الذي يجرم من يتواطأ مع المجرم؛
وبهذا، فإن (مبدأ) التعايش (التولارانص)، يمثل، في مبرراته ومؤداه النهائي، إدانة للأيديولوجيا الإسلاموعروبية التي تتبناها أنت؛ وتدافع عنها بالطرائق الملتوية؛
إن واحدة من أكبر إشكالات الإسلاموعروبيين؛ وأنت واحد منهم، هي أنهم، يستبطون قناعات لا يستطيعون تبريرها علنا؛ ومن ضمن هذه القناعات "ترسيمة السادة والعبيد"، وعقيدة "الدم السامي"؛ ولذلك يمارسونها بطريقة العادة السرية، غير أنها، تتجلى في مواقفهم الفكرية، وفي ممارساتهم الاجتماعية، وممارساتهم لسلطة الدولة، التي يبسطون سيطرتهم عليها (وأنا هنا أتكلم عن الدولة وليس الحكومة يا أستاذ)، رغما عنهم، (ومهما تكن في امرئٍ من خليقةٍ... وإن خالها تخفى عن الناس تُعلمِ) وعندما يأتي أحد ويكشفهم، ينزعجون وينفعلون ويبدأون ممارسة التخليط والتلبيس والتهريج والفهلوة إلخ

إن ترسيخ مبدأ التعايش (التولارانص)، إذا كنت تتفق معنا فيه، ولو نظريا، ليس مسئولية الأفراد، كود قاسم وأنا وأنت فحسب، وأنما هو في الأساس، مسئولية الدولة، غير أن أم المشاكل، هي أن (الدولة)، دولتنا، التي هي "الهيئة البشرية التي تطالب باستمرار باحتكار العنف/السلطة الرمزي/ة" تتبنى الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، أيديولوجيتكم العنصرية، التي تتناقض، في جوهرها، مع مبدأ التولارانص؛
وأخيرا، وللمعلومية أيضا، نحن نعرف أن هناك شيء إسمه التواطؤ الإيديولوجي، وهو مجرد شكل ماكر من أشكال الإنتماءات الإيديولوجية، هذا حتى لا تأتي وتقول لي أنك لا تتبنى الإيديولوجيا الإسلاموعروبية، التي تدافع عنها في كل مكان، أو تحاول نفيها عنك بطريقة أغاليظ الأيمان؛

أما بخصوص أمهات الكبائر في مغالطات أخونا الشاعر
فلنا عودة


Post: #61
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-08-2003, 06:18 PM
Parent: #1

up

Post: #62
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: safrajat
Date: 07-09-2003, 02:15 AM
Parent: #1

up
still valid,
ragrds Abakar and the other contributers

Post: #63
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 07-09-2003, 03:15 AM
Parent: #1

سلام all
ub

Post: #64
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: eyes of liberty
Date: 07-09-2003, 09:41 PM
Parent: #63

السلام عليكم و رحمة الله

الاخ الفاضل الشاعر .....لك ةافر الشكر ،فقد بينت فاوضحت ،فلا مجال لاستوتدة و ااتفصيل من بعد هدبك...فلا زلت اصر من بعد استبيان ما يكتبه فلول ما يسمي تنظيم " ، احرية و العدالة" ما يفيد غلبة الاهداف الذاتية الطامعة ،علي الفكرة السياسية المجردة نحو الاصلاح و التقدم.... و الادلة علي ذلك شتي ، وقد لا تستصعب علي العقل الفطن.... فالدعوة الي استمالة العقل باثارة السلبيات و الاشارة بالسبابة ،يفضي الي الدخول في مستنقع الخلاف المطعن ،وقد تمنعت عن الرد لصاحب هذا البوست ، نسبة الي اعدامه للموضوعية ،و اتكانه الي " القيل و القال " كعادة المشاطات ... متاثرا تلميع نفسه اكثر من نقشه لنغطة الجدل لعل ان يفضي به ذلك الي اشراقة في اللون. ضف الي ذلك التعدي الصريح علي اعراض الشرفاء باقبح ما صاغ خيال التشرده و الحاقدة......ولكن ربما يخرج من هذا الضرر ما يفيد ، فخروج ما تضمره نفوس النفاق ،لخير عظيم ... فاستبعاد امثال هؤلاء اصبح ضرورة من الضرورات الاساسية عند نقاش الاختلاف العرقي و انعكاساته علي ازمة السودان . حيث يصعب مداولة الاهداف الذاتية و المفرطة لهذه المتبرجزة في شكل مضمون اطار له جزور في ازمة الحكم ،

فالدعوة الي تجريم الشمالي لاسلاميته انماىهو اعتداء علي احقية مشروع بلغلبة الديمقراطة.....وفرض افريقية السودان قسرا ،انما هو تعدي علي التعددية الثقافية التي تميز السودان ولا يكون بعداها....لذلك حق علي كل سوداني " حر " ان يعلم انه ليس كل ما يكتبه صاحب هذا البوست ،يعبرلاعن حال السودان ، وانما يعبر عن حالة نفسية صاحبه الدونية ، وقد افردت لذلك مقالا في بوست اخر و قد ام صاخب هذا البوست لنشره مرة اخري في محاولة لتفتيته ولكنه قد وقع في فخ المحمصة ،فقد تاكد لي ما استشفيته مسبقا و اكد للقارئ الفاضل باطل ما يدعو اليه .... فالسياسة ليس تنظيم خحو اهداف شخصية ،و الفكر التقدمي لاصلاح المجتمع الحر و العادل ،لا يصاغ من وحي التنبؤات الشخصية ، انما من قراءةعادل لواقع و استحقاق لحق عبر عدالة مجردة.

والشكر للاخ الشاعر مرات اخر ،لتفضله ابراز الحقائق..ولكل من نهج حزيه

Post: #65
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Kabar
Date: 07-09-2003, 11:54 PM
Parent: #1

ولد أبا .. أزرق كحل الشيخات ..
الخبر الجاني قال بقيت فلول..كلوة الدنيا غرارة..
امسك ليك عود و اتكلم ساكت ..جلكاية العقيق ما بتقد جلد الدود .. و البيوقد نارا بتدفاها
اليوم يا اخوي انا بقطع مع الكرانج حبل البجلة و ات خليك غادي


اللخــو آيز اوف ليبرتي
بين قوسين عيون الحرية
و اللــه يا اخا العرب ..كل ما اقرا كلامك اتذكر قرية كازقيل ،جنوب غرب مدينة الأبيض..
وبكل صراحة مداخلاتك بقت مضحكة ، و انا لو في محلك أعضي جلابيتي..
و زي ما قالت اهلك العرب ..قبض الرغو مافيهو ثمرة
اقول ليك حاجة قصة اسود و عب و كلام مشاطات.. و حقود ومعقد و تحت التحت ود حرام ..كل هذه الكلامات ما بتحلك يا اخوي..
أركز و قول لينا كلام بالعربي الواحد..و ممكن اديك المفاتيح..لو ماداير تعضي جلابيتك .. قول للراجل كلام واحد و اللــه واحد..قول ليهو اللــه خلق العروبة في السودان وهو القادر على حفظها..لأنو زي ما قالت اهلك العرب الأنجض منك بيتدرع ليك في حبل اللــه
فيا أخا العرب رفقا بنفسك
والكلام الشين ما بيشتروهو بقروش
، كلامي ده لأني ما برضى ليك البهدلة
و اللــه معاك

ودمتم

كبر

Post: #66
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-10-2003, 04:08 PM
Parent: #1

Up...,To thriving the discussions.

Post: #67
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-11-2003, 00:38 AM
Parent: #1

Quote: ،انما هو تعدي علي التعددية الثقافية التي تميز السودان ولا يكون بعداها....لذلك حق علي كل سوداني " حر " ان يعلم انه ليس كل ما يكتبه صاحب هذا البوست ،يعبرلاعن حال السودان ، وانما يعبر عن حالة نفسية صاحبه الدونية ، وقد افردت لذلك مقالا في بوست اخر و قد ام صاخب هذا البوست لنشره مرة اخري في محاولة لتفتيته ولكنه قد وقع في فخ المحمصة ،فقد تاكد لي ما استشفيته مسبقا و اكد للقارئ الفاضل باطل ما يدعو اليه .... فالسياسة ليس تنظيم خحو اهداف شخصية ،و الفكر التقدمي لاصلاح المجتمع الحر و العادل


Ya Eyes of Liberty:
الا تعلم ان لسان الضجر ناطق بالعجز؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و لنا عوده!!!!!!!

Post: #68
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-11-2003, 00:42 AM
Parent: #1

Quote: متاثرا تلميع نفسه اكثر من نقشه لنغطة الجدل لعل ان يفضي به ذلك الي اشراقة في اللون. ضف الي ذلك التعدي الصريح علي اعراض الشرفاء باقبح ما صاغ خيال التشرده و الحاقدة......


Another sick mind...


Best Regards,

Shao

Post: #69
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-11-2003, 06:32 PM
Parent: #1

up

Post: #70
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: eyes of liberty
Date: 07-11-2003, 07:37 PM
Parent: #69

فيما يبدو انكم اتيتم عصبا، فكان الباطل للباطل عضدا. وليتهم لو يعلمون ،ان الباطل دوما زهوقا. ولكن لن تثنينا المناوشات الغير مؤدبة عن تمحيص اكاذيب الطرح و الطارح وان غلفها بغلاف الفكر و التسيس . فهي لن تخرج عن كونها اي تنظيم ما يسمي بالعدالة و الحرية ,امتداد لقبائل النهب المسلح وان حاولت جاهدة ان تجد لنفسها الاطار السياسي .

Post: #72
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-12-2003, 00:31 AM
Parent: #70

Quote:
فيما يبدو انكم اتيتم عصبا، فكان الباطل للباطل عضدا. وليتهم لو يعلمون ،ان الباطل دوما زهوقا. ولكن لن تثنينا المناوشات الغير مؤدبة عن تمحيص اكاذيب الطرح و الطارح وان غلفها بغلاف الفكر و التسيس . فهي لن تخرج عن كونها اي تنظيم ما يسمي بالعدالة و الحرية ,امتداد لقبائل النهب المسلح وان حاولت جاهدة ان تجد لنفسها الاطار السياسي .


من هو المودب هنا.
و ما هده القبائل التي تنعتها بصفه النهب و ليس بيننا من تحدث عن النهب .
ان كنت تري كل الدين يحاورنك هنا هم من قبائل النهب فيقيني انك لم تعي حتي عنوان هدا البوست. الدراسه التحليليه لعقل كهدا الدي تفكر به.
قف قليلا و ادكرك مره اخري ان لسان الضجر دائما ىنطق بالعجز؟؟؟؟؟؟؟.

Post: #95
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-23-2003, 10:34 PM
Parent: #72

up

Post: #103
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Eisa Hamouda
Date: 12-16-2003, 04:40 AM
Parent: #70


Post: #107
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: ibrahim eldeen
Date: 12-16-2003, 02:37 PM
Parent: #70

Eyes salam
Please we follow what being written as a mindly discussion so if you have a paraal answer then you can say what you have other wise be honest and apologize for what you wrote

Post: #73
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-13-2003, 00:09 AM
Parent: #69

up

Post: #71
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: hala guta
Date: 07-11-2003, 11:29 PM
Parent: #1

الاخ ابكر والاخوة المتحاورون
سلام من الله عليكم
ظللت اتابع باهتمام حواركم الممتع
وللاخ ابكر لك الشكر اجزله فكتاباتك تفتح لى افاقا للمعرفة وتضئ لى دروبا كنت اجهلها
الاخ ايز اوف ليبرتى
جئت لاقرا مداخلتك وتعدد الاراء يضيف كثيرا للحوار ولكنك ما زلت فى ردودك التى لا تضيف شيئا ودعك من تنظيم العدالة والمساواة وارنا ردك على ما جاء به المتحاورون.

Post: #74
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-13-2003, 06:22 PM
Parent: #71



ولد أبا
أبرب برب.. الرقدو مِرس... الشافوه خلوه
والله صحي كلوة الدنيا غرارة
وأت كمان يا ولد أبا لموك مع ولد أبوك في (فلول)!!؛

اللخو آيز ود لبيرتي؛ أب جلكايةً عقيق خلَّه، الحيلة غلبتا وبقى يجلبغ في الكلام
وهو، من الأول، أنا عارف شغله قناطة ساآآآكت؛ شيتن موليير، وشيتن إيمانويل ول كانت، وشيتن سيقموند ول وفرويد
وأنا دة كان حُر وكان عب، تراني شلتا فوق ورميتا وسط الدارة وقدام الحكامات والشبايات والحداييين والطمبارة
ها توّة قولك شن أسويله؟
إلا أخلّه
وإت كمان إنْتَر منه غادي وخلَّه
وهو كن بقى لي في حبل الله، وقعد لي في ترابه مع أهلي القاعدين فوقه
أنا في حبل الله ما بدرعا

وكن كمّل كلامي مع ناس كنجار البنو جاي هيلك على النقارة
أنا لي طولة منها

Post: #75
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-13-2003, 06:24 PM
Parent: #74



الأخ محمدين
شكرا على المتابعة

الأخ شاودورشيد
حقا، كما تقول، فلسان الضجر ينطق دائما بالعجز

الأخت العزيزة هالة قوتا
شكرا لمؤازراتك المستديمة
والحق أن ما يشجعنا على الكتابة هو أمل التواصل مع من هم مثلكم
نحن نعرف بأننا مهما أتينا بالحجج، ومهما سلكنا سبيل الحقائق، فإن بعض الناس لا يقتنعون، ولا يضيرنا عدم اقتناعهم، لكنهم، حين يعجزون، يلجأون، إلى المهاترة، ونحن نحاول جاهدين ألا نهاترهم، لأن هناك من المهتمين والمتابعين لجهدنا، ولا نريد أن نهدر أي لحظة من وقتنا ومن وقتهم فيما لا يفيد؛
لك المودة.




Post: #76
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-13-2003, 07:14 PM
Parent: #75


حول مغالطات أخونا الشاعر؛

الأخ (في الإنسانية والوطن) الشاعر هو نموذج آخر من نماذج العقلية الإسلاموعروبية، ويتميز بقدرته الخارقة على تنكب طريق المغالطة المكشوفة والإجتراء على المنطق ـ دون أن تطرف له عين!! ولأنه كذلك، فإننا سنحاول جاهدين الاختصار، وتجنب التكرار ـ إلا ما يلزم، والسعي للاكتفاء بالردود النموذجية على كل نوع من أنوع مغالطاته؛
وقبل أن نخوض في مداخلته، دعونا نتبين واحدة من الخصال العقلية لهذا النموذج، المستعلواتي، الذي يبول على المنطق والعقل في سبيل تحقيق رغبته، وأرجو أن يضيف الأخ محمدين ذلك إلى مشروع بحثه حول إشكاليات (العقل المعني)؛

مصادرة الممكن والاحتمال!!؛
في مداخلة لي، في بوست الأخ تاج السر، مساجلات البنت رودا والبقاري، ذكرت أن واحدة من آليات عمل هذه العقلية مصادرة الممكن والاحتمال، وهي آلية أكثر وقاحة من إنكار الحقائق والوقائع والإجتراء على المنطق؛ وذلك بنفي شخصية المرأة الكاتبة باتهامها بأنها رجل، ونفي الرجل الكاتب بأنه ناقل، ونفي منفستو المعارض بأنه (عميل) ونفي اعتقاد المعتقد في ما يعتقده إلخ؛ ويبدو واضحا؛ أن وظيفة هذا الميكانيزم، ليس الدفاع فحسب، وإنما خلق قاعدة للهجوم على الآخر/الآخرين، من جهة، وخلق طمأنينة النفس؛ مع نفسها، لردم التناقض بين المعلن من الأفكار والمستتر من المعتقدات الكامنة في (العقل المعني)؛

ففي بوسته؛ المعنون بـ (آلاف العبيد في السودان)، أورد الأخ ساين تقريرا عن عمليات الاستعباد في السودان، التي تسمى ـ تلطيفا ـ (اختطاف)، فبدأ الهجوم على الأخ ساين من الجبهات التقليدية، بحججها التقليدية عن سمعة الوطن وما أدراك ما الوطن. وما كان من الأخ الشاعر إلا أن أورد التعليق التالي في مداخلته؛
Quote: يا أخوانا بالراحة ، الراجل جاب موضوع من حتة عشان تعرفوا الناس
دي بتفكر كيف ، يعني مش ده رأيه هو ،، وبعدين الحكاية دي منتشرة شديد
وبيسوق ليها السودانيون المسيحيون ، والمسيحيون مثلهم مثل المسلمين
فيهم القلبو على البلد وفيهم الإنتهازيين وهؤلاء هم من يعملون للكسب من وراء
هذا الكلام ، وأعملوا بحث صغير في النت ، وشوفوا في كم موقع على الإنترنت يروج لأمثال
هذه الإشاعات

فهو هنا لا يمارس المغالطة وإنكار الظاهرة فحسب، وإنما يقوم بالقرصنة، والدخول في (نوايا) كاتب البوست ويصادر منه إمكانية واحتمال اعتقاده في وجود الظاهرة، وفي اعتماده صحة التقارير التي أوردها، ثم يعود لنفي وجود الضحية، ليجلس في مكانها، ويبدأ في تلفيق الاتهامات لجهات كثيرة، ويسمي الحقيقة، التي أثبتتها لجنة الحكومة السودانية نفسها المسماة (سيواك)، فيما أظهرته المداخلات فيما بعد، يسميها (إشاعات)!!؛ وقد يعجب الكثيرون لذلك، ولكننا لا نعجب. فهذا ديدن السادة الإسلاموعروبيين/المستعلواتية؛ إنهم يريدون مبتدأً أن يعيدوا لأنفسهم توازنهم النفسي، ويطمئنوا أنفسهم بهكذا تلفيق لأنهم لا يستطيعون أن يبرروا علنا، ما يؤمنون به!!؛

إنطلاقا من هذه العقلية، يقرأنا الأخ (في الإنسانية والوطن) الشاعر، ولكنه يزيد الطين بلة بتعجل القراءة. يجادلنا إنطلاقا من قراءته البتراء، التي يعترف بها في مقدمته، كمثل الذي يمتطي القطار بدون تذكرة، ويبدو أنه متعود على ركوب القطارات بدون تذاكر، ولكنه يتظارف بالاعتذار!!؛ حسناً؛ ولكننا تجنبا للتكرار، سنحاول جاهدين الاختصار في ردودنا، باعتبار أن التفاصيل في ما يتعلق بالكثير من النقاط، موجودة في ردود سابقة، لكنها مقفوز فوقها؛ وبالتالي، ما نتركه، نتركه لفطنة القراء الكرام؛

يخاطبنا الأخ الشاعر بالقول "الأخ في الإسلاموعروبية"!!؛
والحق أنني ـ ظننت في البدء (وإن بعض الظن إثم) ـ أن الأخ يمزح، ولكنني اكتشفت فيما بعد أنه جاد، ويكررها ضمن ممارسته لعادته في الإجتراء على المنطق، باعتباري أخا كريما في الإسلاموعروبية وضدها في نفس الوقت!؛
أليس هذا، وبالمنطق، مستحيلا؟ فهل يمكن لإنسان، كائنا من كان، أن يكون مع أيديولوجيا وضدها في نفس الوقت؟
ولكني اكتشفت، أيضا، أنه ـ في الواقع ـ يمارس التخليط من جهة، ويطبق طريقة الجربندية الأنسابوية، التي يتبعها الإسلاموعروبيين من جهة أخرى! فبما أنك مسلم وتتحدث اللغة العربية، إذن أنت إسلاموعروبي، ليصطادوا عصفورين بحجر واحد؛ ليكبروا بك الكوم حين يستدعي الأمر تكبير الأكوام وتستلزم الخطب اجترار الكلام عن الأغلبية. وليجعلوك ـ حين يعييهم المنطق الإيجابي ـ تتحمل معهم نتائج إيديولوجيتهم باللجوء إلى المنطق السلبي"ما إنتو ذاتكم كنتوا معانا عندما فعلنا كذا وكذا!"؛ أما أين يذهب تعريف الأيديولوجيا؟ الإجابة عند الأخ الشاعر؛ "أكله الدودو"؛

ولا يجد الأخ الشاعر مفرا من الاعتراف لنا ببعض الفضائل، في قوله؛
Quote: أبكر أسر لب أغلب المشاركين هنا بلغته العربية الفصيحة وتمكنه من إيصال أفكاره في صياغة لغوية تتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب، وربما يهيء لتقبلها المطلق أيضاً كتابات جيدة سابقة في هذا (البورد) ومواقع أخرى...
وإن كانت عقلية الأخ الشاعر تقدر ـ هذه الفضائل ـ حق قدرها، لما ذهب إلى ما ذهب إليه فيما بعد؛ فهو يعترف بأنني متمكن في إيصال أفكاري، ولغتي تتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب، وضمنا؛ أنني أحوز بعض المصداقية مما يجعل الكثيرون يتقبلون طرحي، وهذا غاية ما يتمناه أي كاتب جاد يقدّر عقول الناس. ولكنه بالرغم من ذلك يحاول أن يعيب طرحي بالتلكك؛
Quote: ولكن الأخ (في الإسلاموعروبية) أبكر استغل هذه المسامع الصاغية والعقول المهيأة ليبث فيها معتقداته وتحليلاته بكيفية تجعل منه صوت العقل والناطق بالحق ومن منازليه شياطين خرس يولون الظهر وليس الدبر) ولا يثبتون أمام سيل لغته الجارف لكل الحقائق والوقائع)

وهكذا، ولأنه من هواة المغالطة ومجافاة المنطق، فلا يرى الأخ الشاعر، في كل ذلك إلا تضليلا للجمهور، وبث للاعتقادات ـ وماذا سيبث الكاتب إن كان لا يبث اعتقاداته؟ وما العيب في ذلك يا أخ الشاعر؟ طالما الكاتب ملتزم بالمنطق والترتيب ويحوز قدرا من المصداقية؟

ثم لا يكتفي بذلك، وإنما ويعتبر "فضائلي" هذه؛ سبيلا لجرف (كل) الحقائق والوقائع! وإذا تغاضينا عن صيغة الإطلاق المذمومة في (كل)، فهو هنا يمارس نفس التناقض، والاجتراء على المنطق، مثلما مارسه مع نسبتي للأيديولوجيا الإسلاموعروبية واعتباري ضدها في نفس الوقت! ولا أظن أنه يخفى على أحد، غير المستعلواتية، أن الحقائق والوقائع لا يمكن جرفها بـ"التحليل المنطقي والسرد المرتب" الذي يتم تشييده تحت مظلة المصداقية بل (العكس تماما) هو الذي يجرف الحقائق والوقائع، لسبب متعلق بمنهج "العكس تماما" هذا في ذاته، ولمصلحة الجهة التي تتنكب طريق الأوهام والمغالطة في أن تردم عجز تماسكها بالبلاغة والتوكيد والنعوت، وفي أن تجرف الحقائق والوقائع، لأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك بغير الاجتراء على المنطق، والقفز فوق الحقائق والوقائع والمغالطة والخطابة الجوفاء، ولكن، لسوء حظهم، أن هذه الطريقة، لا تستطيع الصمود أمام المنهج الذي يتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب الذي يستظل بالمصداقية؛ وهذا ما يجعل ممارسيها (المستعلواتية) من (مُنازلينا)؛ الذين يتحسر عليهم الأخ الشاعر يولون الأدبار. (ولست أدري لماذ يبدو الأخ الشاعر منزعجا من ذكر الأدبار؟ أليست هي صيغة عربية أصيلة؟ أم يظن أنني اخترعتها وحشرتها في اللغة بـ(فصاحتي) التي يتحدث عنها؟ على كل حال، إن كانوا يولون الأدبار أم الأظهار، فهم ينقصهم شيء مهم هو (المنطق)؛

يمضي الشاعر في تنكب طريق المغالطة، ويصف موقفنا المضاد للأيديولوجيا الإسلاموعروبية بأنه مستورد، ويقرر واثقا بالقول
Quote: " ولا يخفى على أحد أن هذه الدعوات مستوردة (كما حركة تحرير دارفور) من جنوب السودان"
ويفصل مغالطته المجافية لأي منطق ولكل وقائع التاريخ، بطريقة نظرية المؤامرة، التي تلقي اللائمة على الضحية؛ الجنوبيين، وتتهمهم بتصدير العداء للغة والدين إلى جيرانهم وإلى المثقفين. أما لماذا يعادي (المصدرون) الجنوبيون الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، ولماذا يستورد الآخرون ذلك، فمبرره هو أن ذلك ليس لعيب في الإسلاموعروبية، وإنما في المصدرين والمستوردين!! يقول؛
Quote: "وظل الجنوبيون يمعنون في تعميق هذه الهوة بدعمهم وبحثهم عن مخالف أو مقابل لهذين (يقصد اللغة والدين) فتمسكوا بالإنجليزية والمسيحية وما كانت الأولى لغتهم ولا الثانية ديانتهم أو ديانة أغلبيتهم ولكنه إيغال في التطرف والنأي، ثم أنهم بدأوا في تصدير عدوانيتهم لهذين العاملين الدين واللغة إلى المناطق الأقرب ثم الأقرب عرقياً جبال النوبة والأنقسنا ثم دارفور، ولما كانت بعض هذه الأجزاء من المستهدف (البعض الغالب حقيقة) ما كان منهم إلا أن يغذوا فيهم الشعور بالعنصرية والفوقية من قبل (الشمال) لأن بشرتهم أكثر سواداً قليلا ولأن في لهجهم العربي بعض لكنة، فسرى هذا السم في عقل بعض المثقفين والسياسيين.."

فيا أخ الشاعر، إذا كان المبدأ هو على الكل أن يتمسك بلغته وديانته، فمن أين أتيت وستأتي لك بمن يتحدثون اللغة العربية ويدينون لك بالإسلام في السودان؟ ثم ما الذي يبرر للعربية والإسلام بأن ينتشرا ويمنع ذلك على الإنجليزية والمسيحية؟ أليس هو منهج "حرام على بلابله الدوح وحلال على طيرة المستعلواتية"؟ أساس المشكلة أو "داء السودان العضال" بتعبيرك؟
والأخ الشاعر، يحاول، هكذا، مثله مثل بقية الإسلاموعروبيين، طمأنة نفسه، بالدرجة الأولى، ولو مؤقتاً، بالإجتراء على الحقائق والمنطق. ولكن التأريخ موجود يا أخ الشاعر، فما رأيك في هذه الحقيقة "أدى انحصار تجارة الرقيق في المناطق التي تسكنها القبائل الزنجية إلي تعميق الفارق بين الشمال والجنوب، حتى أصبحت كلمة رقيق أو عبد تعني أفراد تلك القبائل سواء وقعوا في أسر الرق أم لم يقعوا. وازداد إحساس القبائل في الشمال بالتفوق العرقي، وغذته قدرات الجلابة الاقتصادية" القدال؛ تاريخ السودان الحديث، ص 70؛
وسيأتي اليوم الذي سنُسمعكم فيه الحكاية بالتفاصيل، بدءا من عهد (تحالف الهمباتة)، الذي هو الأساس الذي نشأت وترعرعت عليه مركزية الدولة السودانية، وبقية المركزيات المصاحبة وما تناسل، ومايزال يتناسل عنها من إستعلاءات ومظالم؛

ثم يلجأ الأخ إلى هوايتهم المفضلة، التبرير بالكوم: أو منهج "ما إنتو ذاتكم كنتو معانا". ويقول أن الغرابة سعوا لترسيخ الهوية الإسلاموعروبية ودعموا الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، ويبدو فرحا كأنه قبضني من مكان ما! فهو، وإنطلاقا من هاجسه المركزي، لا يستطيع أن يراني آخرا فكريا، وإنما مجرد آخر إثني/جهوي حسب مركزية العقل عندهم. نعم يا أخ، هناك الكثيرون من (الغرابة) دعموا الهوية الإسلاموعروبية، وتبنوا الأيديلوجيا الإسلاموعروبية، وما يزال الكثيرون منهم يموتون من أجلها، وإجابتنا هي أننا ضد الإسلاموعروبية، حتى ولم لم يكن يتبناها أحد غير الغرابة. آها؟ ما رأيك؟
وبعد كل ذلك، من حقك أن تسألني، لماذا يتبنى الغرابة الإسلاموعروبية؟ إجابتي هي: أن هؤلاء (الغرابة المعنيين) أكبر ضحايا التضليل الأيديولوجي، سواء كانوا يفعلون ذلك عن جهل أو ظنا في مصلحة، لأن الأيديولوجيا، في جانب من جوانبها، بل وفي تعريف من تعريفاتها أنها "وعي زائف بالعالم" وهؤلاء الغرابة الذين تعنيهم، هم بالذات نتيجة لامتداد تأثير الإيديولوجيا الإسلاموعروبية من حيث أنها "وعي زائف بالعالم"، وشكل استلابي ومضاد لمصالحهم، بل وأزيدك، أنهم يستعبدون أنفسهم لصناع/مؤسسي/حملة الأيديولوجيا الأصليين، وأن جهلهم، هو، في رأيي، الذي أوقعهم في مجال تأثيرها، وأكرر، أننا عندما نتحدث عن الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، فلا نعذر في ذلك أحد من حامليها، سواء كان مضللا (بكسر اللام) أو مضللا (بفتحها)، وسواء كان هذا الإسلاموعروبي من أصل غرباوي مثل علي الحاج أو جنوبي مثل عبد الله دينق نيال أو شمالي مثل الكثرة الكاثرة التي تزعق هنا،. ولذلك نحن نقوم بما نقوم به، لتحجيم هذه الأيديولوجيا (داء السودان العضال) بأقصى ما نستطيع، لأننا نرى أنه ليس بالإمكان أن نؤسس للعدل ونصنع التقدم في ظل هذه الأيديولوجيا. وفي ذلك نأمل في أن نرشدكم (جميعا) إلى الطريق السليم، إن لم يكن الصحيح. وإن حملنا على أحد، فهذا تحدده درجته في سلم هذه الأيديولوجيا وهذه الدرجات، هي التي تحدد لنا سلم الأولويات، وتحدد لنا بمن يجب أن نبدأ المواجهة/المجابهة؛ فنحن عقلاء يا أخي، حتى وإن لم تسلم أنت بذلك؛

أما موقفنا من مسألة الأنساب ـ "وعقيدة الدم السامي" بالتحديد ـ فهو موقف مبدأئي وشامل، وإن ورد ذكر فئة ما دون الأخرى، فذلك يرجع لسياق المناقشات فحسب. ثم أننا ضدها؛ لأن مسألة الأنساب الإسلاموعروبية هذه، ليست مسألة بريئة، وإنما تستبطن عقيدة "الدم السامي" "والدم المقدس" أحيانا، وهي قضية أيديولوجية في المقام الأول، وترمي إلى خلق مصالح إقصائية وتبريرها وترسيخ تفاوتات اجتماعية، وتكريس لأشكال من العنصريات وغيرها، ودونك في ذلك مثال الميرغنية والأشراف الآن، إن كان لديك تشكيك في ما يقوله التأريخ. وأنا لا أفرق هنا بين الأشراف أو الميرغنية أو العبابسة، أو غيرهم، فكلهم عندي سواء في النوع، وإن اختلفوا فذلك اختلاف درجة فحسب. ولكن دعني أسألك سؤالا يا أخ الشاعر؛ لماذا لا يوجد من ينسب نفسه إلى أبى قحافة أو الخطاب أو عمرو ابن هشام (أبوجهل) أو أبو سفيان بن حرب؟ أم تريدني أن أشرح لك العلاقة بين القداسة وسلالم السلطة؟

أما تبريراتك في موضوع اللغة، فمردودة، ولأسباب بسيطة؛ فأين ذهب ما تسميه "خصوصية العلاقة بين اللغة العربية والدين" في بلاد فارس، وفي تركيا، وفي نيجيريا مثلا؟ أما مسألة أن الدولة وجدت اللغة سائدة فتبنتها ورسمنتها، فهذه ايضا مغالطة جديده، لأنك فقط لا تقرأ التأريخ لا البعيد منه ولا القريب؛ وتتجاهل دور الدولة ودور الحكام ودور (الهيمنة) في عملية التسييد؛ من خلال نشأتها ـ وأقصد الهيمنة ـ وتطورها، وعلاقتها بنشأة وتشكل الدولة نفسها، وسيرورة (تحالف الهمباتة) الذي تشكل في بدايات التركية السابقة؛ ولنا تحليلات طويلة أيضا، في هذا الخصوص، ستأتي حين يسمح المقام.

محكمة الخليفة؛
ويبدو الأخ منزعجا مما يسميه، دفاعي عن عن الخليفة عبدالله، ويحاول أن يستنتج تناقضا ما، ولكنني سأكرر عليك، إن كنت تعير المنطق والمنهجيات اهتماما؛ أنه لكل مقام مقال، وأن المحكمة ملزمة بسماع أقوال الطرفين، ولكل مقال "سياق" والسياق هو أنني كنت أناقش مقولات المستعلواتية حول الخليفة عبد الله من خلال منهج واضح وبسيط، يعرفه جدي "ود القناية" الذي لما سمع بـ"حقديات" المستعلواتية ضد الخليفة عبد الله قال "هي!! هو كُنْجار البَنُوْ جاي مشعوق في ضنب حمارة الإنجليز وداير يلكلّم في راية تورشين!!" وإن لم تفهموا لغة (الفصيح) "ود القناية" فسألوا (الأخ كبر ليشرح لكم) وإن لم تعجبكم لغة "ود القناية" هذا، فهو نفس المنهج الذي قرره المسيح قبل عشرين قرنا بالقول؛

"لاَ تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا. 2فَإِنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ؛ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3لِمَاذَا تُلاَحِظُ الْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَلكِنَّكَ لاَ تَتَنَبَّهُ إِلَى الْخَشَبَةِ الْكَبِيرَةِ فِي عَيْنِكَ؟ 4أَوْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجُ الْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا هِيَ الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ! 5يَامُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" متى 7
وإن لم يعجبكم قول المسيح
ـ"وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" الرحمن:9
فهمت يا أخ الشاعر؟
أما ادعائك التناقض في صيغة تعاملنا مع البقارة، فليس هناك تناقض، وينطبق الرد الذي ورد بشأن الخليفة عبدلله، ولكننا نزيدك؛ فلسنا نحن من يضعهم في المواضع التي تحدثت عنها، والتي تبدو متناقضة، وإنما الإسلاموعروبيين (الشماليين)، أو سمهم المستعلواتية الكبار، هم الذين يضعونهم فيها يا أخي ولو قرأتنا بتأنِ ستجد أننا كنا نحاول أن نكشف تناقضات من يسميهم الأخ آيز اوف ليبيرتي بـ(الشماليين) في تعاملهم مع البقارة، فإن كان البقارة إسلاموعروبيين أو لم يكونوا، فإن من يسمون بـ(الشماليين) يعتبرونهم، ويعاملونهم كـ(غرابة) ويدرجونهم تحت لائحة العبيد، المذكورة أعلاه، في تناقض مع منهجهم الأنسابوي، وهم هكذا يكيلون بمكيالين لأسباب متعلقة بالعداءات التاريخية المعروفة، فما هي مشكلة تحليلنا هنا؟

الإختزال بالتسمية لإجل الإغفال؛
والأخ الشاعر يصر على اختزال الظواهر الإجتماعية بتسمية ممارسة الرق (إشاعات) والعنصرية والتحاملات العرقية والثقافية (مزالق)، ويحاول الاستناد على أقوال الأخ شنتير والأخت عشة بت فاطنة، وقد قمت بالرد على ذلك من قبل. ولكني أود هنا أن أثبت أن هناك نقطة خلاف جوهرية بيني وبين الأخ الشاعر؛ وهي أنني أرى أنه يترك الحمار ويكنكش في البردعة، ويريدنا أن نكنكش معه؛
فقد لاحظت، من خلال نقاشاته، التي يلف ويدور فيها كثيرا، أن صلب منطقه يقوم على، إغفال دور الدولة، والسعي لجعل الآخرين يغفلونه، ثم محاولة توجيه المسئولية/اللائمة على القبائل أو الإثنيات، أو الجهات إلخ التي هي دون الدولة، ومن ثم يطالبنا بأن (نبحث) ونحاجج هذه الجهات؛ فهو يتحدث ويصور الأمر كأن هذه القبائل أو الإثنيات أو الجهات توجد في فراغ أو تتحرك في فضاء لا تحكمه إلا موجهاتها الذاتية!! وهذا هو الذي يسوق إلى المغالطات، لأن الدولة هي كائن موضوعي، وحقيقة كبرى وأشمل من هذه القبائل والإثنيات وتتحكم في هذه القبائل والإثنيات نفسها ماديا ورمزيا؛ أو قل بالعنف الفيزيائي (الأجهزة النظامية، جيش، بوليس أمن) والعنف الرمزي (الأيديولوجيا)؛ تصنع القوانين، وتمارس الإدارة، وتربي وتعلم وتوجه إلخ، ودعني أعطيك بعض تعريفات الدولة؛
فبحسب ماكس فيبر "الدولة هي هيئة بشرية تطالب بنجاح باحتكار الاستخدام الشرعي للعنف الفيزيائي في أرض محددة... (وهي بحسب بورديو؛ الهيئة البشرية التي) تطالب بنجاح باحتكار الاستخدام الشرعي للعنف الفيزيائي والرمزي على أرض محددة وعلى مجمل المجموعة السكانية المرتبطة بها ويعرفها ماركس بأنها آداة أو آلة لخدمة البرجوازية أو كجسم طفيلي مخيف. أما دوركهايم فيعرفها بأنها "جهاز من المجتمع يؤدي إلى إقامة علاقات من التضامن بين أعضائه ويراقب تربيتهم أو كأجسام اجتماعية لها صفة التحدث باسم المجتمع أو كبنية مميزة عن بنى أخرى أو أنظمة تتضمن التوازن الاجتماعي بمجمله" أو كشكل للسلطة محدد بالصراعات الطبقية الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية، وبعلاقات الإنتاج أو كشكل يلعب دورا أساسيا في تكوين علاقات الإنتاج، كما يرى بولانتزاس؛
فكيف يا أخي، بعد كل هذا، تريدنا أن نغفل الدور الأساسي لهذا الكائن الخطير، بل وقل الأخطر، الذي يساهم بشكل أو آخر في تشجيع/ أو على الأقل يتواطأ مع ممارسة الظواهر محل النقاش؟؟ مع أنه، هو الكائن الأقدر على السيطرة على هذه الممارسات وهذه الظواهر؟؟
هذا سؤال استنكاري، ولكن في إطار استفهاميته، الإجابة عندي واضحة، وهي أن هناك جهة تحوز سلطة الدولة وتوجهها وفق أيديولوجيتها، وأنا أسميها الإسلاموعروبية، وهذه الجهة تكون بالطبع مسئولة عن ممارسات حيازتها لسلطة الدولة ومؤدى أيديولوجيتها، وبالتالي، تكون من وسائل دفاعها عن هذه الحيازة، أن تحاول إبعادها عن (الشبهات) ولو بالمنطق الملتوي كالذي تستعملونه هنا؛
ولأنه ببساطة، لو لم يكن ما تسميه (القبائل العربية) يحوز على القدر الأكبر من سلطة الدولة ـ المادية والرمزية، ويوجهها على حسب أيديلوجيته، ولو كان من يتعرض للقدر الاكبر من الاستعلاء هم أفراد (القبائل العربية)، فأنا متأكد أن موقفك سيكون مختلفا مائة وثمانين درجة، وهذا لب اختلافي معك، وهو خلاف موضوعي في الأساس، وخلاف أيديولوجي؛ في الرؤى والمرامي والأهداف؛ ففي الوقت الذي نسعى فيه، نحن وآخرين لإستعدال دور الدولة، لتصبح دولة الجميع، وتعمل من أجل مصالحهم جميعا، تسعى أنت لاستمرار أدوارها التقليدية وفق المنظور الإسلاموعروبي، ولو بمحاولة جرجرتنا لإغفال أدوارها في (الشينة)؛
وفي النهاية، نحن نعتبر أنفسنا أناس عقلاء، ونعرف، كما يقول المثل؛ "يجب مطاردة الثعلب أولا ثم بعد ذلك يمكن تحذير الدجاجة من التوغل في الأدغال"؛
وبعد؛

أم المك عزبا
يبدو أن الأخ منزعج جدا من تحليلي لسيكولوجية شخصيتهم المستعلواتية، فيما يتعلق بأسطورة النهر، ولمشكلتهم مع الرجل الآخر عموما، والرجل الغرابي بالخصوص، وهو يقول أنني أحشر أسطورة المرأة البيضاء مع الزنجي، مع أنني لم آت بأي سيرة لذلك، وإن استدعاها السياق إلى خواطره، فهذا يدعم تحليلي ـ بشكل أو آخر، وليس فيه مدعاة للتهكم كما يحاول الأخ الشاعر، وسأكشف للأخ الشاعر بعد قليل، أنه لن يستطيع أن يتهكم. لقد كنت حللت دلالات وأثار الأغنية المشهورة التي تقول "الغرابة بسروا القلب"، والأخ الشاعر يحاول أن ينفي الأغنية ودلالاتها بذكر الأغنية الأخرى التي أوردتها الأخت عشة بت فاطنة "الغرابة ما بسروا القلب"، حسنا، ولنفترض أن هناك مليون وستمائة ألف أغنية، على شاكلة "الغرابة ما بسروا القلب" التي أوردتها الأخت عشة بت فاطمة، كلها تذم (الغرابة)، فأنها جميعا لن تستطيع أن تنفي وجود الأغنية الأولى، ولن تستطيع أن تمحو أثر دلالاتها على سيكولوجية الشخصية المستعلواتية. لماذا؟ لأن سيكولوجية الشخصية المستعلواتية مولودة ومنشّأة على تناقض مأساوي؛ تناقض (بنية الوعي التناسلي في صيغته المتشددة) المناقض للطبيعة، الذي، باختصار، يصور للمك بأن أمه عزبا، أو على الأقل يجعله يتصرف على هذا الأساس، وهو الأمر الذي يجعل هذه السيكلوجية مثل البالونة الكبيرة كلما نفخت نفسها بالمغالاة والتشدد و"استكبرت" (وامتلأت شرفا ـ بالمعنى المستعلواتي) ملُسَ جلدها وزادت حساسيته وصارت أكثر قابلية للتنفيس بأي أبره، ولذلك تصبح الأغنيات "المليون وستمائة ألف" مثل الحراب التي تحيط بالبالونة المذكورة، من أجل حراستها، ولكنها، رغم كل شيء لن تستطيع حمايتها من حربة واحدة مصوبة تجاهها!!؛
“You see guys! How much you are so sensitive and delicate!?”

وأكرر هنا، أن تناقض هذه (البالونة) المأسوي يكمن في قيامها وانبنائها وانتفاخها على أساس أسطورة الآباء (الحاليين تككهم) قديما، و(نظرية مصطفى سعيد في غزو الشعوب) حديثا، والتي هي في مؤدى من مؤدياتها، تولّد وتستبطن مفهوم (المرأة كمصدر مستديم للعار) كمعادل جدلي لمركزيتها كمصدر محوري للشرف (بالمعنى المستعلواتي المغلوط). وهكذ، فحتى في عملية الزواج، يتم استبطان مفهوم "كسر العين". مما ولّد ويظل يولد لدى (الرجال) المستعلواتية مرض اجتماعي تاريخي؛ ولنسميه مرض (فوبيا الرجل الآخر)، كنتيجة من نتائج نظريتهم المذكورة، وتتناسل عنه كمية من القوانين الإجتماعية التي تكرس لقهر المرأة!! والتي يتم سحبها على الدولة في الخطوة البعدية. ولأنه، إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه، فظن المستعلواتية هنا؛ هو أنهم لا يرون الرجل الآخر إلا في صورتهم اللاواعية القبيحة! ولأن صورتهم هذه تعامل مع عملية الزواج بطريقة غير شريفة في جوهرها، باعتبارها جزءا من آليات (الغزو)، وتستبطن، في نفس الوقت، فكرة "كسر العين"، كما ذكرنا سابقا، فيخافون أن يدانوا بما يدينون به، ويا للمهزلة!! ونحن نعرف أنهم الآن يرتجفون، لأننا نطعن أوهامهم في الصميم ونكشف عوراتهم للملأ؛

على الحاج وإسلام الأسلاميين مرة أخرى؛
يقول (الأخ) الشاعر، المستعلواتي هو الآخر، في صدد دفاعه عن وجهة نظر آيز أوف ليبيرتي؛ واستبطانه لفوبيا الرجل الآخر مثله تماما؛

Quote: "ويمارس أبكر نفسه اللعب على هذه المزالق حين استفزه آيز بسرد قصة رفض خطبة علي الحاج، روبما تذكر معها ما قالته فاطنة بت عشة من أن (البجي من الغرب ما بسر القلب) فطفق يعيب اسلام (الإسلاميين) ويصفهم بعدم استشارة الفتاة"
وهو هنا أيضا يتلكك؛ فقد ترك الحمار وحاول أن يتشعبط على البردعة. فالنقطة الرئيسية هي ما قاله المستعلواتي "صهر على الحاج المفترض" وما وافقه عليه آيز أوف ليبيرتي، وما يوافقه فيه هنا المستعلواتي الجديد ـ (الأخ) الشاعر؛ والقول هو، حسب ما أورده آيز أوف ليبيرتي؛
Quote: "و الله مش علي الحاج، ان بقا بلال بن رباح ذاتو، ما بعريس ليهو...."

حسناً؛ فإذا كان هذا لا يعيب (إسلام) المستعلواتية (الإسلاميين)؛ فما الذي يعيبه إذن؟؟
وكيف نفض هذا الإشتباك؟
فلنحتكم إلى محكمة من محاكم الإسلام؛
تخبرنا سيرة واحد من أعظم وأجلّ الصحابة؛ أبوذر الغفاري، أنه هجر وطنه وعبر الوهاد والصحارى من أرض اليمن إلى مكة ولا زاد له إلا (طلب الحق) (أدخلوا هنا لتروا مناقبه). وبعد سنوات من (إسلام) طالب الحق، يعيب عليه النبي (ص) (إسلامه) بالقول "أن فيك جاهلية"، حين غضب وعاير أحدهم، ويقال أنه بلال بـ"ابن السوداء"؛ فماذا سيقول النبي (ص) للمستعلواتية؟

ولكن الفرق بين أبي ذر الغفاري والمستعلواتية لمتسع جدا، فالغفاري، عليه رحمة الله، لم يعترف بخطئه فحسب، وإنما ـ كما تقول بعض الروايات ـ وضع خده على الأرض وطلب من بلال أن يطأه!!؛
وظل بعد ذلك ممسكا بعصمة التوبة إلى أن أخذه الله إلى جواره (أدخلوا هنا لتروا عصمة التوبة). أما المستعلواتية، فما يزالون يفخرون بجاهليتهم "أليس واحد من تعريفات الجاهلية أنها حالة عقلية وسيكلوجية ترفض الإذعان للحق؟"
ونكرر السؤال: فإذا كان ذلك لا يعيب على الإسلاميين إسلامهم فما الذي سيعيبه؟

هواجس قرنق وأركو مناوي؛
يقول (الأخ) المستعلواتي؛
Quote: " وحين يتحدث آيز أوف ليبرتي بغضب ويقول له أن يرجع إلى انجمينا يصف كلامه بالكابوس (بالسين) وحين يقولها الدكتور قرنق لعلي الحاج يصف قرنق بأنه سياسي ذكي"
أولا يا أخي، أنا لم أصف قرنق بأنه سياسي ذكي، ولو دققت، ستجد أن الضمير راجع إلى على الحاج، وليس قرنق، بالرغم من قناعتي بأن قرنق أيضا سياسي ذكي، ولكنك طبعا، كمستعلواتي، تنطلق من جاهليتك المفرطة، لدرجة أنك ترى مجرد وجود إسم الرجل بجوار كلمة مثل الذكاء مثارا للاستفزاز تعميك عن الفهم، وتجعلك تقفز لتسجيل إدانة!! حسنا، سجلوا ما شئتموا من الإدانات إن كان ذلك سيحلكم؛ أو سيغير نص كلامي ـ عن الذكاء ـ المثبت أعلاه، ليجعله يوافق قراءتك؛ أما بخصوص (كوابيس) أخونا آيز أوف ليبيرتي فهو الذي شهد على نفسه ولم آت أنا بذلك، وأنت أيضا هنا لا تقرأ جيدا، فالسياق، الذي ورد فيه كلامي ليس لأنه يقول لعلي الحاج أذهب إلى أنجمينا أو نهر النيجر فحسب، ولكن لأنه "يجعّر جعير الكريللو" فهو مسكون بهاجس آركو مناوي مثلما أنت مسكون بهاجس قرنق، وأركو مناوي في مليط وهو لا يستطيع النوم في الخرطوم، ويتكلم عن نازلناكم في (1976)، ونازلناكم في كذا، وسننازلكم في كذا!! فكيف تريدني، من بعد، أن أصف مثل هذه الأقوال مقروءة مع قول آيز نفسه؟؟

ثم يتحفز الأخ الشاعر، ومرة أخرى يحسب أنه يمسكني، بالسؤال؛ هل يتعالى الغرابة على الجنوبيين؟ وأقول، نعم، أنا أعرف أن هناك الكثيرين منهم يتعالون على الجنوبيين، وعلى غيرهم من الناس؛ ولكن لا تحسبن أن هذا سيبرر لأيديولوجيتك الإسلاموعروبية موقفا أو حقا في فيما تمارس أبدا، وسيأتي اليوم الذي (أفرش) فيه هؤلاء الغرابة بقلمي السنين هذا وإذيقهم مر العذاب، إن لم يتعظوا من تجربة الإسلاموعروبية، أما لماذا تراني أسكت عنهم الآن، ولو مؤقتا، الأجابة: أكرر ما قلته بسبب نقطة خلافنا الرئيسية أعلاه وأكرر المثل "يجب مطاردة الثعلب أولا ثم بعد ذلك يمكن تحذير الدجاجة من التوغل في الأدغال" ولهذا، فإننا لن نحقق لك غرضك بأن نترك الإسلاموعروبية لنمسك بخناق الغرابة أو غيرهم، وأذكرك بأن خلافي معك هو ـ في الأساس خلاف فكري وأيديولوجي قبل أن يتداخل العرق والجهة فيه؛

ثم، بعد كل ما يسوقه الأخ الشاعر من مغالطات وإجتراءات على المنطق يختتم بالشماعة؛ ويحاول، كبقية الإسلاموعروبيين، الإلتفاف حول القضية، والبحث عن كبش فداء، لإلقاء اللوم على (الإنقاذ)، باعتبار أن الفتن كانت نائمة، وأن الإنقاذ هي التي أيقظتها. ولكننا نقول لك يا أخ الشاعر، إن الإنقاذ هي نتيجة وليست سببا، وهي، في عرفنا، مجرد طاقية، لجسد تاريخي مليء بالتشوهات والتحاملات في كافة مناحي الحياة الاجتماعية، وأرجو أن ترجع إلى ورقة عبد الله بولا "شجرة نسب الغول" ، منشورة في العدد الأول من مجلة مسارات جديدة؛ وهي، أي الورقة، التي تجيب على سؤال الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء الناس؟؟) فعبد الله بولا، ليس (غرابيا) حتى تماحكوا معه بهواجس العرقية والجهوية كما تماحكون معنا؛

أما موضوع الصراع بين المستعلواتي الترابي، والمستعلواتية الجعلوية، أو قل، الصراع بين تربنة الدولة وجعلنتها، في الإطار الإسلاموعروبي، فهذا موضوع آخر، نتركه لوقته؛



Post: #77
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 07-13-2003, 11:03 PM
Parent: #76

صدبقى فى الهامش ورفيقى فى الدرب
I would love to join this board and wrtite my comment in Arabic, but I think bieng far away from home for sevn years besides the nature of my things here, I failed to write even a sentence in Arabic due to two reasons I can't type easily and smoothly, secondly I can't even arrange my thoughts so well.
I have enjoyed reading your responce to Mr. Elshair and Mr. Eyes of Liberty. I think one more meachanism should be added to the Islamorabian mentality besides the techbical tactics to divert you and thier serious enemies to keep telling the hens to stay away from the forset because the fox is there, even though as you said, since we can hold agun and kill the fox, we need to add what I want to call الاستهبال,I think this mechanism works by exploiting various tytpes of styles such as pretending that they are not a ware, or not well cleared about your ideas, in fact they know what you are heading to, but there is a theory in Arabic say:عدوك سهرو ولانومو , so my friend we need to keep digging and analyzing in the depth of this mentality and never ever respond to thier endeavors to divert us from the question: where is the fox?
Bakry

Post: #78
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: رقم صفر
Date: 07-14-2003, 02:21 PM
Parent: #77

Quote: up

Post: #89
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-18-2003, 10:59 PM
Parent: #75

up

Post: #79
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: AbuSarah
Date: 07-14-2003, 08:07 PM
Parent: #1

اخي الدكتور ادم اسماعيل الوقور والمحترم
تحية طيبة
هذه حلقة ضمن حلقات انشرها في البورد هنا عسى ولعل تحمل في طياتها بعض اجابات... تضئ البقع العمياء في الوعي الظلامي بالكنه البشري في سودان وادي النيل:
***********************************************

بالرجوع إلى التجربة الأمريكية في القرنين الماضيين تتبين تصاعد العنف والتفرقة العنصرية الثقافية ضد السكان المهاجرين إلى أمريكا والأصليين وذلك لان السكان البيض و الذين جاءوا من أوروبا الشمالية لاستيطان الدنيا الجديدة لم يخطر ببالهم ان نموذج حياتهم الذي بنوه على حساب السكان الأصليين من الهنود و استرقاق الأفارقة يمكن ان تهدده هجرات لاحقة . حيث أن الإنسان الأبيض اخذ بزمام السلطة السياسية وان وثيقة الحقوق الأساسية قد مهرت ببصماته وبشكل يحابيه وينحاز إلى أشواق الرجل الأبيض في كل شئ على حساب الآخر الزنجي أو الهندي أو الملون من المهاجرين. هذا الى جانب ممارسات الابادة والبطش وطمس الهوية الثقافية التي تمت من خلال محاولات عديدة في ظل السياسة الثقافية الاندماجية القسرية لاعادة تشكيل شخصية السكان الأمريكان الأصليين أو المهجرين وفقا للثقافة الأوروبية الوافدة إلى حملها معه الإنسان الأبيض إلى أمريكا. لقد مورس التهديد بالقتل أو النفي إلى جانب سياسة الاحتواء ضد الأخر أيضا ، بل كانت الإدارات الأمريكية تأخذ الأطفال قسرا لتودعهم في مأوى جماعي بدافع دمجهم في ثقافة مجتمع الدنيا الجديدة ، لقد عانى السكان الاصليون في أمريكا من الصراع الثقافي العنصري الاقصائي الذي قاده ضدهم الأوروبيون البروتستانت القادمون من أوروبا الشمالية كما أسلفنا وغيرهم.... الذين ينطبق عليهم المثل السوداني الكردفاني " دجاجة الخلاء طردت دجاجة القرية أو الحلة " .
ظلت مجموعات سكانية كالهنود الحمر يصورون في الأفلام الأمريكية الوثائقية والترفيهية بشكل يسمهم بالوحشية والرغبة في القتال Brutal & Warmongering لذا أي الهنود يستحقون العذاب والقهر على يد الرجل الأبيض و حرب الحكومة الأمريكية ضدهم وقتذاك. إلا انه وعلى الرغم ممن الحرب الضروس ضد الهنود الحمر ظل تأثيرهم على الثقافة الأمريكية تأثيرا ظاهرا ، فالفلاسفة المعاصرين في الولايات المتحدة يعتبرون التقاليد والأعراف الهندية مصدرا أساسيا للتوازن الروحي والحكمة والتروي وهم أي الهنود الحمر يمثلون بذلك القدوة في القدرة على تحمل العذاب و الابتلاء والقهر بل إنهم يجسدون الكرامة الفطرية والطبيعة الإنسانية الخالصة ، وهذا ما يشير إلى إن الثقافة الديناميكية الاشعائية لا يمكن احتواؤها أو تذويبها ومهما ارتكب الإنسان من جرائم القتل و الابادة ضد أخيه الإنسان و مهما اجتهد في ممارسة التضليل والتشويه والطمس للشخصية الاعتبارية للأخر المختلف في الرأي أو العرق أو ا لدين.

السياسة الاقصائية أو الاحتوائية تلك هي ما جسده الكاتب الأمريكي (زانجويل) Zangwill عام 1908 م في مسرحيته المسماة بوتقة الانصهار The Melting Pot حيث برز اثنان من المهاجرين وهما " فيرا" وهي مسيحية تعمل خادمة منزل و الآخر هو " ديفيد" أمريكي من اصل روسي ، لقد وقف الاثنان تحت ظل تمثال الحرية محدقين..!!!

فيرا : كيف يبدو جميلا الغروب بعد العاصفة ؟
ديفيد: إنها نار الله تحف بوتقته ، إنها بوتقة الانصهار العظيمة ... أنصتي !! أتسمعين الفوران و الغليان ؟ إنها فاغرة فاها ، إنها الملاذ حيث آلاف الشاحنات تأتي من فجاج العالم لتصب حمولتها من البشر !! آه أي اضطراب وزبد ! كلت Celt ، و لآتين ، سلاف وألمان ، إغريق و سوريين ، سود وصفر !!
فيرا: يهود وغير يهود !
ديفيد : نعم ... شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، قصارا وطوالا ، قطبيين واستوائيين ، الهلال والصليب .. كيف صهرهم هذا الكيميائي القدير ولحمهم بلهب التطهير ؟!! إنهم هنا ليتحدوا لبناء جمهورية الإنسان ومملكة الإله !.

كانت تلك قمة الأمل في نفوس المهاجرين الجدد بالمساواة الكاملة في المجتمع الأمريكي ومع هذا الحلم الجميل قد فشلت سياسة بوتقة الانصهار في أمريكا وان تمظهرت فقط فيما تعارف عليه بالطريقة الأمريكية في الكلام والمعاملات الحياتية اليومية والمظهر العام في الشارع العام الأمريكي. فلم يجد وضع المهاجرين والزنوج في جيتوهات Gettos ومن ثم احتوائهم حضاريا في ثقافة واحدة تذيب فيهم الأصل ، حيث ظل الهنود هنودا والأفارقة أفارقة كل له مجتمعه الخاص به داخل الوجود الأمريكي الواسع وان لم تكن هناك قطيعة بين الوجودين المتمايزين ثقافيا ، فعلى الرغم من وقع الحياة المتسارع و أمواج الحداثة بقى التنوع الثقافي كما بقى سيدنا إبراهيم حيات تحت نار المجوس!!.
فبعد أن فشلت سياسة ومنطق بوتقة الانصهار جنحت الحكومات الأمريكية في ثلاثينات القرن العشرين إلى اعتماد سياسة ثقافية وإدارية جديدة هي سياسة التنوع في الوحدة والوحدة مع التنوع والتي تمخض عنها توازن وجداني حقوقي في المجتمع ، فركزت الدولة الأمريكية على الحريات العامة والفردية وحماية المبادرات وحقوق التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة سياسية كانت أو ثقافية – اجتماعية اقتصادية ، فتقلصت بل انتفت بذلك الرغبة المتوحشة في التهام الآخر المختلف وتدميره أو تشويه إن تعذر احتواؤه أو هضم حقوقه.
لذا يبدو إن مفاهيم كالتعايش و التسامح و التواصل الحضاري بين الاثنيات و في سياق " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .." تعتبر هي الأخرى مادة للسياسة الثقافية لا بمعنى المزايدة بالدين ومقاصده الكريمة ولكن ينبغي تطبيق هذه المعاني وترجمتها في حقوق المواطنة و في المشاركة الحرة في الحياة لكل مفرداتها ومناشطها الحيوية ، بحيث لا يكون هناك مستغلون وآخرون مستضعفون أي لا يملك زمام امرنا الأوغاد واللئام ويكون بعضنا كما يقول المثل " كرام في موائد اللئام ". .. فالمشكل السياسي – الثقافي الاجتماعي – الاقتصادي في سودان اليوم هو نتاج طبيعي لسياسة الاندماج والاحتواء القسري التي مارسها الاستعمار الاستيطاني التركي – المصري و الإنجليزي المصري والتي سارت على هديها النخبة التي حكمت السودان في مرحلة ما بعد الاستقلال والتي مكنت لعصبية بعينها لم تحكم بمقتضى مفاهيم أو قوانين دولة المؤسسة والتي ينبغي ان تكون محايدة تجاه مواطنيها إحقاق لعدالة الدور وعدالة ا لحق.... سلطة ما بعد الاستقلال في السودان سارت على نهج فرق تسد The Divide Rule الاستعماري ، فتبدو الرغبة في تركيز السلطة والقرارات الوطنية في يد مجموعة بعينها ، ولكي تستمر في الحكم تعمل على احاطة نفسها بسياج من الخدمة المدنية أو القوات النظامية التي تم تشكليها بروح المحسوبية والمحاباة إنها ثقافة سياسية قبلية أو جهوية غيبت الشفافية والعدل الاجتماعي في البلاد وأحدثت ما نعيشه اليوم....خطاب ديني إسلامي أممي أو يساري – علماني ، بينما تجد آليات حكم أو إدارة حزبية تقوم على قانون القلة القليلة Law of Oligarchy ، وهذا هو السبب الرئيس في الصراعات الراهنة كما بينا بين الشمال والجنوب ، وفي علاقات الجنوب أو الشمال البينية ، صراع بين أبناء الغرب والبحر والشرق والشمال داخل الحزب الواحد سواء كان يمينيا أو يساريا ، جميعها صورا بائسة نتاج فكر اجتماعي عنصري متخلف تسعى به الصفوة المتعلمة أكثر الأميين والجهلة في المجتمع .... مثقفونا قبليين أكثر من زعيم القبيلة نفسه.. .يتشدقون بالديمقراطية ويرتدون الثقافة روب تخرج من الجامعة ويجيدونها في فنون الكتابة والرواية والشعر ويعيشون التحيز والتمييز الاجتماعي في كل خلجة من خلجاتهم...فادخلوا الوطن والدين في أزمة ومأزق.

السياسة الثقافية الناجحة هي التي تنتج مواطن صالح بغض النظر عن عرقه أو جهويته ، متقلدون بقلائد الإنسانية وقيم المواطنة الحقة المستمدة من التجربة الإنسانية وقيم الأديان والأعراف المجتمعية الراقية ، مثقف أو حاكم أو مواطن كهذا يرجى منه الخير والعمل لرفعة ومصلحة وطنه دون أي نزوع للمحاباة أو انحياز اجتماعي أو تمييز عنصري.
فمجتمع الاحتواء والتذويب يعد مجتمعا وصائيا متخلفا يحمل بذور فنائه وجموده في داخله ومهما تغنى بالمجد والمشروعات الحضارية لن يبلغ " بلح الشام ولا يطال عنب اليمن" ويبقى كالمنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى.. مجتمع الإقصاء والطمس والتهميش تطفي بعض مجموعاته على نفسها صفات الوطنية والقومية والاصالة بينما تخلعها عن غيرها ، فبالتالي تنطلق مثل هذه المجموعات السكانية من بقع عمياء في تفكيرها ... فتنظر إلى بقية مكونات الدولة بنظرة سوداوية بغيضه ، يتعاظم لديها الشعور بكراهية الآخر المختلف ، فتجد هذه الكراهية طريقها إلى مؤسسات الدولة الخدمية والثقافية والعدالية فتنج الظلم والمحسوبية والتهميش.. و بذلك يختل التوازن وعدالة الدور والحق في الدولة من أعلى الهرم إلى أدنى مستوى وظيفي أو عمال بل تهمش طاقات وعقول كان من الأجدر أن تسهم في معركة التقدم والحداثة في بلادها.

يحكي لي بعض الإخوة من خريجي الجامعات السودانية في تسعينات القرن العشرين أي في عهد سطوة الشيخ حسن الترابي ، يقول انه ذهب ليتعين بوزارة الخارجية واجتاز كل المراحل بجدارة تامة ، وعند المقابلة الشخصية مع الوزير أو وكيل الوزارة قال له انك من قبيلة كذا ، وهذه القبيلة تاريخها السياسي معروف .... وبالتالي لا مجال لك في العمل هنا .... ويفصح متحدثي أكثر ليقول لي انه من قبيلة الحمر وهي قبيلة في كردفان تدين بولائها للمهدية وحزب الأمة ، وان الشخص الذي أجرى معه المقابلة وعلى حد قوله انه شايقي.
فان حدث هذا بالفعل فهو شئ طبيعي في دولة ما زالت تحمل في طياتها الكثير من الرؤى المتخلفة المتغلغلة في مؤسسات الدولة ، و قد يكون حظ محدثي فقط هو الذي وضعه في مقابلة شخص مشحون بفكر التجزئة والكراهية ، لكني على يقين بان وزارة الخارجية بها الكثير من أبناء الحمر والغرب والشرق و الجنوب ، صحيح قد يكون هناك لوبهات داخل الوزارة وأي وزارة أخرى ، قد لا تجعل مبدأ الحيادية التام في المؤسسات الحكومية مطبقا ..فما حدث لصاحبي هذا نموذج تعالجه السياسة الثقافية القومية الواعية – المؤسسية المحايدة .
بحيث يدرك الشايقي أو الدينكاوي بأنه ليس أحق بالانتماء والولاء الوطني من ابن الشلك أو الحمر ، وان لا يدعي بان السودان سيغرق أو إن ابن القبيلة أو الجهة الفلانية " سيسومنا سوء العذاب و يستحي نساءنا من بنات جعل او دينق " . فتلك من المفاهيم البالية التي انتقلت وقننت كبنود في الإدارة اليومية للدولة السودانية المعاصرة... فالدولة في تقديري هي كالأب أو الأم تحمل في أحشائها مشاعر محايدة تجاه أبنائها وبناتها.
فمن اولويات السياسة الثقافية التي نريد و نعمل على تحققها في بلادنا هي العمل على صون الوحدة الوطنية و إشاعة مبدأ عدم الإكراه أو الكراهية في كل شئون الحياة في المجتمع حيث لا إكراه في الدين وبالتالي في التنوع الثقافي الذي لم تتجاهله الأديان أيضا بل اعترفت به في أكثر من معنى أو دلالة .
مثال آخر هو إذا ما نظرنا إلى الثقافة الحربية وإنتاج أجهزة التوجيه المعنوي في جانبي الصراع السوداني الراهن بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية يبدو واضحا إن الإنتاج الأدبي في مرحلة من مراحل الصراع انه إنتاج ثقافي لا يخدم المسعى من اجل السلام والوحدة .
فالحركة الشعبية غذت مقاتليها بالعداء ضد العرب أو المتسعربين و المسلمين في السودان الشمالي بصورة دمرت معها أجهزة التفكير الموضوعي في عقول إتباعها، حيث إن إثارة العداوات في ظروف الحرب يعد احد دواعي التوجيه المعني في المسألة العسكرية لحمل المقاتل ليقاتل بوحشية ضد خصمه. فالحركة استقدمت ثقل التاريخ الاستعماري و الكثير من أباطيله لتدمغ بها الوجود المستعرب – المسلم في السودان بصورة بلغت حد المبالغة في اتهام الشماليين بالاتجار في الجنوبيين في أيامنا الحضارة من نهايات القرن العشرين ومطلع هذا القرن الجاري ، فضلا عن الزعم بان الإمام المهدي كان تاجرا للرقيق وغيرها من التهويمات ، إلى درجة إن الرجل الأبيض الأمريكي أو الأوروبي وبسبب دعمه الحالي لقضية الحركة الشعبية وتبنيه لها أصبح اقرب عضويا إلى نفس مقاتلي الحركة الشعبية وبعض النخب الثقافية الجنوبية من أخيه الشمالي المستعرب أو المسلم والذي يشاطره ذات الاهاب الأسمر و لو بدرجات متفاوتة. لتبدو بذلك الصورة مقلوبة في عقل إنسان الجنوب الذي تعمل بعض نخبه الثقافية على تبرئة الرجل الأبيض من جريمة الرق في أفريقيا والتي لم يسلم منها السودان ، وكان و ليمسبرج وفيرجينيا لم تشهد في التاريخ وصول او شاحنة من الرقيق الأفريقي عام 1616م أي قبل ميلاد الإمام المهدي بأكثر من قرنين من الزمان ، حيث ظل سدنة الرق و باستمرار يقدمون التبريرات الدينية والأخلاقية والعلمية بل السياسية وغيرها من النظريات البيولوجية والنفسية عديمة المعنى Mumbo- Jumbo إلا في التأصيل لدونية و احتقار و استعباد إنسان أفريقيا.
وبذات القدر فان الخطاب الحربي في الجانب الشمالي المستعرب المسلم لم يكن اقل ضررا بالوحدة الوطنية من الخطاب الجنوبي . فالخطاب الديني الممعن في التطرف أوغر صدور الجنوبيين ، مثلما أعطاهم مادة جيدة أصبحت دليل عمل للصراع تخدم بوعي أو دون وعي الأهداف الاستعمارية المستترة و التي ترمي إلى تقسيم السودان شعبا وأرضا و إن كان هذا لا ينسجم مع آمال الوحدويون من أبناء الجنوب والشمال على خد سواء، إلا ان الوحدويين من أبناء الجنوب يبدون في استياء تام من تصوير الحرب ضد إقليمهم وكأنها حرب دينية بين الإسلام والمسيحية او عنصرية بين العرب الأفارقة في السودان...
فالسياسة الثقافية المنتجة في زمن الحرب هي ثقافة أزمة لا تصلح كمادة حيدة للثقافة السياسية الداعمة لمفاهيم التعايش و السلام ، فهي أي الثقافة الحربية عادة ما تكون محكومة بالشطط والعدوانية و استدعاء كل صور الاتوبيا و البارسايكولوجي في العملية القتالية على نحو ما شاهدنا في أهازيج الحماسة و الاستغراق الديني الغيبي في خطاب الجبهة الإسلامية الجهادية، لدرجة الزعم بان " القرود " تشارك في القتال ونزع الألغام التي يزرعها العدو ، كما هو معلوم في القرآن بان هناك أقوام جعلهم الله قردة وخنازير ، فكيف أصبح قرد هذا الزمان مجاهدا ؟!! ليس هذا فحسب بل سمعنا بمن يشم رائحة المسك تفوح من البصل ، ومعلوم إن سيدنا موسى قال لقومه حين طلبوا منه البصل والثوم " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" ، هذا إلى جانب زيجات تعقد للشهداء في بساط الدنيا الفانية على الحور العين في دار المقام " الاخره" ، فما سمعنا بهذا في الأولين... كل هذا وغيره من صور الترغيب في الفعل القتالي ضد الخارجين على الدولة لا يؤسس ثقافة الوئام والسلام و الوحدة في السودان.
صحيح إن المصلحة الدفاعية هي احد الغايات التي تعمل السياسة الثقافية على غرسها في نفس المواطن و ذلك عبر برامج فدائية وحماسية عديدة ولكن ينبغي أن تكون الدولة أكثر رشدا في إنتاج مثل هذه الثقافة و التي سيكون لها ما بعدها خاصة في مرحلة إقرار السلام حيث تبدو لتلك الأهازيج دلالاتها في نفوس المقاتلين على الجانبين. لا شك ان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ومطلوب لحماية البيضة والدفاع عن الأوطان ، ولكن ينبغي إلا يسوق له ثقافيا بتلك الكيفية وكأن الغاية من الجهاد هي زواج في الآخرة يتم إشهاره في الدنيا ، فاخر آية نزلت في القرآن هي " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا " تبين هذه الآية وبشكل قاطع أي نوع من الثقافة الدينية مطلوبة هنا حيث روي في سبب نزولها إن رجلا قال : ( يا نبي الله إني أحب الجهاد و أحب أن يرى مكاني ) ، فانزل الله هذه الآية لتوضح بان الغاية من الجهاد ليست التباهي أو الزواج من الحور العين بقدر ما هو عمل صالح يرجو به المرء لقاء ربه. فقيم الأديان وتعاليمها ومقاصدها هي أيضا مادة للسياسة الثقافية التي ينبغي ان تتوخى مؤسسات صنع الثقافة في بلادنا الدقة في إنتاجها ومن ثم ضخها إلى عقول الجمهور كمدخلات رشيدة للوعي:
فإذا أردت ان تدمر جهاز تفكير إنسان ما فزوده بمعلومات مغلوطة أو مضللة... فتراه ينطلق كثور في حلبة الصراع الأسباني ....في تهور وحرب بالوكالة ... لا يدرك خطأ فيها إلا بعد أن ينزع من عينية تلك العصابة من المعلومات الكاذبة.
فالحرب الأهلية ومهما علا فيها صوت الخطاب العنصري أو الديني أو الجهوية في الشمال أو الجنوب أو الغرب و الشرق ، فهي في النهاية ليست كذلك وان الانتماء القومي لأي من أبناء السودان ليس موضع طعن ، أو تجريح فيه حرب عدالية بالدرجة الأولى لا ينبغي لها إلا أن توخذ كذلك فكل من الطرفين يقاتل لاسترداد أو الحفاظ على حقوق جهته أو مجموعته السكانية وهذا يمكن أن يتحقق في نطاق دولة القانون و الاعتراف المتبادل و التبادل السلمي للسطلة و الأدوار في كل مؤسسات الدولة المدنية العسكرية النظامية وغيرها ... نعم إننا في حاجة إلى سياسة ثقافية تنموية جديدة تجعل الوحدة حالة ذهنية و نفسية متأصلة في وجدان كل سوداني و مهما وقع عليه ظلم شخصي أو على مجموعته الاثنية ليكون لسان حاله:

بلادي وان جارت علي عزيزة *** أهلي وان ضنو علي كرام

نعم انه معلوم لدينا من وجهة نظر الاجتماع البشري واشكالياته انه:
إن كان في الأرض عدل *** ما شب فيها قتال

ولكن الروح المبثوثة في بيت الشعر الأول أعلاه ، تجعل من الحلول الحضارية السلمية لقضايا الإنسانية أمرا متأتيا وبأقل الخسائر ويشيع ثقافة التسامح وهي ثقافة سياسية ديمقراطية مطلوبة ....

ودمتم/
أخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

**************************************************************************
مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام

Post: #80
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-15-2003, 06:06 AM
Parent: #79


الأخ الصديق بكري الجاك
تحياتي
أكتب يا عزيزي بأي لغة وبأقصى ما تستطيع
Now there is no VERBALISM, but, here we're in the right track
keep going and let's chase the FOX

الأخ رقم صفر
شكرا على المثابرة

الأخ العزيز أبو سارة
أحييك على جهدك المقدر
وسنحاول بأقصى يتوفر لنا من وقت أن نتابعه في البوست الأصلي
وأن نستفيد منه
ومن أجل تمهيد السبيل لنشر ثقافة السلام نحن نرى ضرورة
نقد البنيات والتصورات القديمة والعقبات الغاشمة
وعلى كل حال، ستجدنا ـ باذن الله ـ في عونك
وحتى لو اختلفنا في المنطلقات الفلسفية، فأنا الآن من الذين يتبنون منظور (مشروعية الإختلاف؛ والتنوع الخلاق) الذي لا يسلم بنظرية (بتوتقة الإنصهار) ودعاوى (القومية) وأي شكل من أشكال الأحادية، وبالتأكيد سيكون جهدك هذا عونا لنا، كما نرجو أن يكون جهدنا عونا لكم

ولكم المودة

Post: #81
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: AbuSarah
Date: 07-15-2003, 01:52 PM
Parent: #1

بالرجوع إلى التجربة الأمريكية في القرنين الماضيين تتبين تصاعد العنف والتفرقة العنصرية الثقافية ضد السكان المهاجرين إلى أمريكا والأصليين وذلك لان السكان البيض و الذين جاءوا من أوروبا الشمالية لاستيطان الدنيا الجديدة لم يخطر ببالهم ان نموذج حياتهم الذي بنوه على حساب السكان الأصليين من الهنود و استرقاق الأفارقة يمكن ان تهدده هجرات لاحقة . حيث أن الإنسان الأبيض اخذ بزمام السلطة السياسية وان وثيقة الحقوق الأساسية قد مهرت ببصماته وبشكل يحابيه وينحاز إلى أشواق الرجل الأبيض في كل شئ على حساب الآخر الزنجي أو الهندي أو الملون من المهاجرين. هذا الى جانب ممارسات الابادة والبطش وطمس الهوية الثقافية التي تمت من خلال محاولات عديدة في ظل السياسة الثقافية الاندماجية القسرية لاعادة تشكيل شخصية السكان الأمريكان الأصليين أو المهجرين وفقا للثقافة الأوروبية الوافدة إلى حملها معه الإنسان الأبيض إلى أمريكا. لقد مورس التهديد بالقتل أو النفي إلى جانب سياسة الاحتواء ضد الأخر أيضا ، بل كانت الإدارات الأمريكية تأخذ الأطفال قسرا لتودعهم في مأوى جماعي بدافع دمجهم في ثقافة مجتمع الدنيا الجديدة ، لقد عانى السكان الاصليون في أمريكا من الصراع الثقافي العنصري الاقصائي الذي قاده ضدهم الأوروبيون البروتستانت القادمون من أوروبا الشمالية كما أسلفنا وغيرهم.... الذين ينطبق عليهم المثل السوداني الكردفاني " دجاجة الخلاء طردت دجاجة القرية أو الحلة " .
ظلت مجموعات سكانية كالهنود الحمر يصورون في الأفلام الأمريكية الوثائقية والترفيهية بشكل يسمهم بالوحشية والرغبة في القتال Brutal & Warmongering لذا أي الهنود يستحقون العذاب والقهر على يد الرجل الأبيض و حرب الحكومة الأمريكية ضدهم وقتذاك. إلا انه وعلى الرغم ممن الحرب الضروس ضد الهنود الحمر ظل تأثيرهم على الثقافة الأمريكية تأثيرا ظاهرا ، فالفلاسفة المعاصرين في الولايات المتحدة يعتبرون التقاليد والأعراف الهندية مصدرا أساسيا للتوازن الروحي والحكمة والتروي وهم أي الهنود الحمر يمثلون بذلك القدوة في القدرة على تحمل العذاب و الابتلاء والقهر بل إنهم يجسدون الكرامة الفطرية والطبيعة الإنسانية الخالصة ، وهذا ما يشير إلى إن الثقافة الديناميكية الاشعائية لا يمكن احتواؤها أو تذويبها ومهما ارتكب الإنسان من جرائم القتل و الابادة ضد أخيه الإنسان و مهما اجتهد في ممارسة التضليل والتشويه والطمس للشخصية الاعتبارية للأخر المختلف في الرأي أو العرق أو ا لدين.

السياسة الاقصائية أو الاحتوائية تلك هي ما جسده الكاتب الأمريكي (زانجويل) Zangwill عام 1908 م في مسرحيته المسماة بوتقة الانصهار The Melting Pot حيث برز اثنان من المهاجرين وهما " فيرا" وهي مسيحية تعمل خادمة منزل و الآخر هو " ديفيد" أمريكي من اصل روسي ، لقد وقف الاثنان تحت ظل تمثال الحرية محدقين..!!!

فيرا : كيف يبدو جميلا الغروب بعد العاصفة ؟
ديفيد: إنها نار الله تحف بوتقته ، إنها بوتقة الانصهار العظيمة ... أنصتي !! أتسمعين الفوران و الغليان ؟ إنها فاغرة فاها ، إنها الملاذ حيث آلاف الشاحنات تأتي من فجاج العالم لتصب حمولتها من البشر !! آه أي اضطراب وزبد ! كلت Celt ، و لآتين ، سلاف وألمان ، إغريق و سوريين ، سود وصفر !!
فيرا: يهود وغير يهود !
ديفيد : نعم ... شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، قصارا وطوالا ، قطبيين واستوائيين ، الهلال والصليب .. كيف صهرهم هذا الكيميائي القدير ولحمهم بلهب التطهير ؟!! إنهم هنا ليتحدوا لبناء جمهورية الإنسان ومملكة الإله !.

كانت تلك قمة الأمل في نفوس المهاجرين الجدد بالمساواة الكاملة في المجتمع الأمريكي ومع هذا الحلم الجميل قد فشلت سياسة بوتقة الانصهار في أمريكا وان تمظهرت فقط فيما تعارف عليه بالطريقة الأمريكية في الكلام والمعاملات الحياتية اليومية والمظهر العام في الشارع العام الأمريكي. فلم يجد وضع المهاجرين والزنوج في جيتوهات Gettos ومن ثم احتوائهم حضاريا في ثقافة واحدة تذيب فيهم الأصل ، حيث ظل الهنود هنودا والأفارقة أفارقة كل له مجتمعه الخاص به داخل الوجود الأمريكي الواسع وان لم تكن هناك قطيعة بين الوجودين المتمايزين ثقافيا ، فعلى الرغم من وقع الحياة المتسارع و أمواج الحداثة بقى التنوع الثقافي كما بقى سيدنا إبراهيم حيات تحت نار المجوس!!.
فبعد أن فشلت سياسة ومنطق بوتقة الانصهار جنحت الحكومات الأمريكية في ثلاثينات القرن العشرين إلى اعتماد سياسة ثقافية وإدارية جديدة هي سياسة التنوع في الوحدة والوحدة مع التنوع والتي تمخض عنها توازن وجداني حقوقي في المجتمع ، فركزت الدولة الأمريكية على الحريات العامة والفردية وحماية المبادرات وحقوق التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة سياسية كانت أو ثقافية – اجتماعية اقتصادية ، فتقلصت بل انتفت بذلك الرغبة المتوحشة في التهام الآخر المختلف وتدميره أو تشويه إن تعذر احتواؤه أو هضم حقوقه.
لذا يبدو إن مفاهيم كالتعايش و التسامح و التواصل الحضاري بين الاثنيات و في سياق " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .." تعتبر هي الأخرى مادة للسياسة الثقافية لا بمعنى المزايدة بالدين ومقاصده الكريمة ولكن ينبغي تطبيق هذه المعاني وترجمتها في حقوق المواطنة و في المشاركة الحرة في الحياة لكل مفرداتها ومناشطها الحيوية ، بحيث لا يكون هناك مستغلون وآخرون مستضعفون أي لا يملك زمام امرنا الأوغاد واللئام ويكون بعضنا كما يقول المثل " كرام في موائد اللئام ". .. فالمشكل السياسي – الثقافي الاجتماعي – الاقتصادي في سودان اليوم هو نتاج طبيعي لسياسة الاندماج والاحتواء القسري التي مارسها الاستعمار الاستيطاني التركي – المصري و الإنجليزي المصري والتي سارت على هديها النخبة التي حكمت السودان في مرحلة ما بعد الاستقلال والتي مكنت لعصبية بعينها لم تحكم بمقتضى مفاهيم أو قوانين دولة المؤسسة والتي ينبغي ان تكون محايدة تجاه مواطنيها إحقاق لعدالة الدور وعدالة ا لحق.... سلطة ما بعد الاستقلال في السودان سارت على نهج فرق تسد The Divide Rule الاستعماري ، فتبدو الرغبة في تركيز السلطة والقرارات الوطنية في يد مجموعة بعينها ، ولكي تستمر في الحكم تعمل على احاطة نفسها بسياج من الخدمة المدنية أو القوات النظامية التي تم تشكليها بروح المحسوبية والمحاباة إنها ثقافة سياسية قبلية أو جهوية غيبت الشفافية والعدل الاجتماعي في البلاد وأحدثت ما نعيشه اليوم....خطاب ديني إسلامي أممي أو يساري – علماني ، بينما تجد آليات حكم أو إدارة حزبية تقوم على قانون القلة القليلة Law of Oligarchy ، وهذا هو السبب الرئيس في الصراعات الراهنة كما بينا بين الشمال والجنوب ، وفي علاقات الجنوب أو الشمال البينية ، صراع بين أبناء الغرب والبحر والشرق والشمال داخل الحزب الواحد سواء كان يمينيا أو يساريا ، جميعها صورا بائسة نتاج فكر اجتماعي عنصري متخلف تسعى به الصفوة المتعلمة أكثر الأميين والجهلة في المجتمع .... مثقفونا قبليين أكثر من زعيم القبيلة نفسه.. .يتشدقون بالديمقراطية ويرتدون الثقافة روب تخرج من الجامعة ويجيدونها في فنون الكتابة والرواية والشعر ويعيشون التحيز والتمييز الاجتماعي في كل خلجة من خلجاتهم...فادخلوا الوطن والدين في أزمة ومأزق.

السياسة الثقافية الناجحة هي التي تنتج مواطن صالح بغض النظر عن عرقه أو جهويته ، متقلدون بقلائد الإنسانية وقيم المواطنة الحقة المستمدة من التجربة الإنسانية وقيم الأديان والأعراف المجتمعية الراقية ، مثقف أو حاكم أو مواطن كهذا يرجى منه الخير والعمل لرفعة ومصلحة وطنه دون أي نزوع للمحاباة أو انحياز اجتماعي أو تمييز عنصري.
فمجتمع الاحتواء والتذويب يعد مجتمعا وصائيا متخلفا يحمل بذور فنائه وجموده في داخله ومهما تغنى بالمجد والمشروعات الحضارية لن يبلغ " بلح الشام ولا يطال عنب اليمن" ويبقى كالمنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى.. مجتمع الإقصاء والطمس والتهميش تطفي بعض مجموعاته على نفسها صفات الوطنية والقومية والاصالة بينما تخلعها عن غيرها ، فبالتالي تنطلق مثل هذه المجموعات السكانية من بقع عمياء في تفكيرها ... فتنظر إلى بقية مكونات الدولة بنظرة سوداوية بغيضه ، يتعاظم لديها الشعور بكراهية الآخر المختلف ، فتجد هذه الكراهية طريقها إلى مؤسسات الدولة الخدمية والثقافية والعدالية فتنج الظلم والمحسوبية والتهميش.. و بذلك يختل التوازن وعدالة الدور والحق في الدولة من أعلى الهرم إلى أدنى مستوى وظيفي أو عمال بل تهمش طاقات وعقول كان من الأجدر أن تسهم في معركة التقدم والحداثة في بلادها.

يحكي لي بعض الإخوة من خريجي الجامعات السودانية في تسعينات القرن العشرين أي في عهد سطوة الشيخ حسن الترابي ، يقول انه ذهب ليتعين بوزارة الخارجية واجتاز كل المراحل بجدارة تامة ، وعند المقابلة الشخصية مع الوزير أو وكيل الوزارة قال له انك من قبيلة كذا ، وهذه القبيلة تاريخها السياسي معروف .... وبالتالي لا مجال لك في العمل هنا .... ويفصح متحدثي أكثر ليقول لي انه من قبيلة الحمر وهي قبيلة في كردفان تدين بولائها للمهدية وحزب الأمة ، وان الشخص الذي أجرى معه المقابلة وعلى حد قوله انه شايقي.
فان حدث هذا بالفعل فهو شئ طبيعي في دولة ما زالت تحمل في طياتها الكثير من الرؤى المتخلفة المتغلغلة في مؤسسات الدولة ، و قد يكون حظ محدثي فقط هو الذي وضعه في مقابلة شخص مشحون بفكر التجزئة والكراهية ، لكني على يقين بان وزارة الخارجية بها الكثير من أبناء الحمر والغرب والشرق و الجنوب ، صحيح قد يكون هناك لوبهات داخل الوزارة وأي وزارة أخرى ، قد لا تجعل مبدأ الحيادية التام في المؤسسات الحكومية مطبقا ..فما حدث لصاحبي هذا نموذج تعالجه السياسة الثقافية القومية الواعية – المؤسسية المحايدة .
بحيث يدرك الشايقي أو الدينكاوي بأنه ليس أحق بالانتماء والولاء الوطني من ابن الشلك أو الحمر ، وان لا يدعي بان السودان سيغرق أو إن ابن القبيلة أو الجهة الفلانية " سيسومنا سوء العذاب و يستحي نساءنا من بنات جعل او دينق " . فتلك من المفاهيم البالية التي انتقلت وقننت كبنود في الإدارة اليومية للدولة السودانية المعاصرة... فالدولة في تقديري هي كالأب أو الأم تحمل في أحشائها مشاعر محايدة تجاه أبنائها وبناتها.
فمن اولويات السياسة الثقافية التي نريد و نعمل على تحققها في بلادنا هي العمل على صون الوحدة الوطنية و إشاعة مبدأ عدم الإكراه أو الكراهية في كل شئون الحياة في المجتمع حيث لا إكراه في الدين وبالتالي في التنوع الثقافي الذي لم تتجاهله الأديان أيضا بل اعترفت به في أكثر من معنى أو دلالة .
مثال آخر هو إذا ما نظرنا إلى الثقافة الحربية وإنتاج أجهزة التوجيه المعنوي في جانبي الصراع السوداني الراهن بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية يبدو واضحا إن الإنتاج الأدبي في مرحلة من مراحل الصراع انه إنتاج ثقافي لا يخدم المسعى من اجل السلام والوحدة .
فالحركة الشعبية غذت مقاتليها بالعداء ضد العرب أو المتسعربين و المسلمين في السودان الشمالي بصورة دمرت معها أجهزة التفكير الموضوعي في عقول إتباعها، حيث إن إثارة العداوات في ظروف الحرب يعد احد دواعي التوجيه المعني في المسألة العسكرية لحمل المقاتل ليقاتل بوحشية ضد خصمه. فالحركة استقدمت ثقل التاريخ الاستعماري و الكثير من أباطيله لتدمغ بها الوجود المستعرب – المسلم في السودان بصورة بلغت حد المبالغة في اتهام الشماليين بالاتجار في الجنوبيين في أيامنا الحضارة من نهايات القرن العشرين ومطلع هذا القرن الجاري ، فضلا عن الزعم بان الإمام المهدي كان تاجرا للرقيق وغيرها من التهويمات ، إلى درجة إن الرجل الأبيض الأمريكي أو الأوروبي وبسبب دعمه الحالي لقضية الحركة الشعبية وتبنيه لها أصبح اقرب عضويا إلى نفس مقاتلي الحركة الشعبية وبعض النخب الثقافية الجنوبية من أخيه الشمالي المستعرب أو المسلم والذي يشاطره ذات الاهاب الأسمر و لو بدرجات متفاوتة. لتبدو بذلك الصورة مقلوبة في عقل إنسان الجنوب الذي تعمل بعض نخبه الثقافية على تبرئة الرجل الأبيض من جريمة الرق في أفريقيا والتي لم يسلم منها السودان ، وكان و ليمسبرج وفيرجينيا لم تشهد في التاريخ وصول او شاحنة من الرقيق الأفريقي عام 1616م أي قبل ميلاد الإمام المهدي بأكثر من قرنين من الزمان ، حيث ظل سدنة الرق و باستمرار يقدمون التبريرات الدينية والأخلاقية والعلمية بل السياسية وغيرها من النظريات البيولوجية والنفسية عديمة المعنى Mumbo- Jumbo إلا في التأصيل لدونية و احتقار و استعباد إنسان أفريقيا.
وبذات القدر فان الخطاب الحربي في الجانب الشمالي المستعرب المسلم لم يكن اقل ضررا بالوحدة الوطنية من الخطاب الجنوبي . فالخطاب الديني الممعن في التطرف أوغر صدور الجنوبيين ، مثلما أعطاهم مادة جيدة أصبحت دليل عمل للصراع تخدم بوعي أو دون وعي الأهداف الاستعمارية المستترة و التي ترمي إلى تقسيم السودان شعبا وأرضا و إن كان هذا لا ينسجم مع آمال الوحدويون من أبناء الجنوب والشمال على خد سواء، إلا ان الوحدويين من أبناء الجنوب يبدون في استياء تام من تصوير الحرب ضد إقليمهم وكأنها حرب دينية بين الإسلام والمسيحية او عنصرية بين العرب الأفارقة في السودان...
فالسياسة الثقافية المنتجة في زمن الحرب هي ثقافة أزمة لا تصلح كمادة حيدة للثقافة السياسية الداعمة لمفاهيم التعايش و السلام ، فهي أي الثقافة الحربية عادة ما تكون محكومة بالشطط والعدوانية و استدعاء كل صور الاتوبيا و البارسايكولوجي في العملية القتالية على نحو ما شاهدنا في أهازيج الحماسة و الاستغراق الديني الغيبي في خطاب الجبهة الإسلامية الجهادية، لدرجة الزعم بان " القرود " تشارك في القتال ونزع الألغام التي يزرعها العدو ، كما هو معلوم في القرآن بان هناك أقوام جعلهم الله قردة وخنازير ، فكيف أصبح قرد هذا الزمان مجاهدا ؟!! ليس هذا فحسب بل سمعنا بمن يشم رائحة المسك تفوح من البصل ، ومعلوم إن سيدنا موسى قال لقومه حين طلبوا منه البصل والثوم " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" ، هذا إلى جانب زيجات تعقد للشهداء في بساط الدنيا الفانية على الحور العين في دار المقام " الاخره" ، فما سمعنا بهذا في الأولين... كل هذا وغيره من صور الترغيب في الفعل القتالي ضد الخارجين على الدولة لا يؤسس ثقافة الوئام والسلام و الوحدة في السودان.
صحيح إن المصلحة الدفاعية هي احد الغايات التي تعمل السياسة الثقافية على غرسها في نفس المواطن و ذلك عبر برامج فدائية وحماسية عديدة ولكن ينبغي أن تكون الدولة أكثر رشدا في إنتاج مثل هذه الثقافة و التي سيكون لها ما بعدها خاصة في مرحلة إقرار السلام حيث تبدو لتلك الأهازيج دلالاتها في نفوس المقاتلين على الجانبين. لا شك ان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ومطلوب لحماية البيضة والدفاع عن الأوطان ، ولكن ينبغي إلا يسوق له ثقافيا بتلك الكيفية وكأن الغاية من الجهاد هي زواج في الآخرة يتم إشهاره في الدنيا ، فاخر آية نزلت في القرآن هي " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا " تبين هذه الآية وبشكل قاطع أي نوع من الثقافة الدينية مطلوبة هنا حيث روي في سبب نزولها إن رجلا قال : ( يا نبي الله إني أحب الجهاد و أحب أن يرى مكاني ) ، فانزل الله هذه الآية لتوضح بان الغاية من الجهاد ليست التباهي أو الزواج من الحور العين بقدر ما هو عمل صالح يرجو به المرء لقاء ربه. فقيم الأديان وتعاليمها ومقاصدها هي أيضا مادة للسياسة الثقافية التي ينبغي ان تتوخى مؤسسات صنع الثقافة في بلادنا الدقة في إنتاجها ومن ثم ضخها إلى عقول الجمهور كمدخلات رشيدة للوعي:
فإذا أردت ان تدمر جهاز تفكير إنسان ما فزوده بمعلومات مغلوطة أو مضللة... فتراه ينطلق كثور في حلبة الصراع الأسباني ....في تهور وحرب بالوكالة ... لا يدرك خطأ فيها إلا بعد أن ينزع من عينية تلك العصابة من المعلومات الكاذبة.
فالحرب الأهلية ومهما علا فيها صوت الخطاب العنصري أو الديني أو الجهوية في الشمال أو الجنوب أو الغرب و الشرق ، فهي في النهاية ليست كذلك وان الانتماء القومي لأي من أبناء السودان ليس موضع طعن ، أو تجريح فيه حرب عدالية بالدرجة الأولى لا ينبغي لها إلا أن توخذ كذلك فكل من الطرفين يقاتل لاسترداد أو الحفاظ على حقوق جهته أو مجموعته السكانية وهذا يمكن أن يتحقق في نطاق دولة القانون و الاعتراف المتبادل و التبادل السلمي للسطلة و الأدوار في كل مؤسسات الدولة المدنية العسكرية النظامية وغيرها ... نعم إننا في حاجة إلى سياسة ثقافية تنموية جديدة تجعل الوحدة حالة ذهنية و نفسية متأصلة في وجدان كل سوداني و مهما وقع عليه ظلم شخصي أو على مجموعته الاثنية ليكون لسان حاله:

بلادي وان جارت علي عزيزة *** أهلي وان ضنو علي كرام

نعم انه معلوم لدينا من وجهة نظر الاجتماع البشري واشكالياته انه:
إن كان في الأرض عدل *** ما شب فيها قتال

ولكن الروح المبثوثة في بيت الشعر الأول أعلاه ، تجعل من الحلول الحضارية السلمية لقضايا الإنسانية أمرا متأتيا وبأقل الخسائر ويشيع ثقافة التسامح وهي ثقافة سياسية ديمقراطية مطلوبة ....

ودمتم/
أخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

Post: #82
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: AbuSarah
Date: 07-15-2003, 01:56 PM
Parent: #1

بالرجوع إلى التجربة الأمريكية في القرنين الماضيين تتبين تصاعد العنف والتفرقة العنصرية الثقافية ضد السكان المهاجرين إلى أمريكا والأصليين وذلك لان السكان البيض و الذين جاءوا من أوروبا الشمالية لاستيطان الدنيا الجديدة لم يخطر ببالهم ان نموذج حياتهم الذي بنوه على حساب السكان الأصليين من الهنود و استرقاق الأفارقة يمكن ان تهدده هجرات لاحقة . حيث أن الإنسان الأبيض اخذ بزمام السلطة السياسية وان وثيقة الحقوق الأساسية قد مهرت ببصماته وبشكل يحابيه وينحاز إلى أشواق الرجل الأبيض في كل شئ على حساب الآخر الزنجي أو الهندي أو الملون من المهاجرين. هذا الى جانب ممارسات الابادة والبطش وطمس الهوية الثقافية التي تمت من خلال محاولات عديدة في ظل السياسة الثقافية الاندماجية القسرية لاعادة تشكيل شخصية السكان الأمريكان الأصليين أو المهجرين وفقا للثقافة الأوروبية الوافدة إلى حملها معه الإنسان الأبيض إلى أمريكا. لقد مورس التهديد بالقتل أو النفي إلى جانب سياسة الاحتواء ضد الأخر أيضا ، بل كانت الإدارات الأمريكية تأخذ الأطفال قسرا لتودعهم في مأوى جماعي بدافع دمجهم في ثقافة مجتمع الدنيا الجديدة ، لقد عانى السكان الاصليون في أمريكا من الصراع الثقافي العنصري الاقصائي الذي قاده ضدهم الأوروبيون البروتستانت القادمون من أوروبا الشمالية كما أسلفنا وغيرهم.... الذين ينطبق عليهم المثل السوداني الكردفاني " دجاجة الخلاء طردت دجاجة القرية أو الحلة " .
ظلت مجموعات سكانية كالهنود الحمر يصورون في الأفلام الأمريكية الوثائقية والترفيهية بشكل يسمهم بالوحشية والرغبة في القتال Brutal & Warmongering لذا أي الهنود يستحقون العذاب والقهر على يد الرجل الأبيض و حرب الحكومة الأمريكية ضدهم وقتذاك. إلا انه وعلى الرغم ممن الحرب الضروس ضد الهنود الحمر ظل تأثيرهم على الثقافة الأمريكية تأثيرا ظاهرا ، فالفلاسفة المعاصرين في الولايات المتحدة يعتبرون التقاليد والأعراف الهندية مصدرا أساسيا للتوازن الروحي والحكمة والتروي وهم أي الهنود الحمر يمثلون بذلك القدوة في القدرة على تحمل العذاب و الابتلاء والقهر بل إنهم يجسدون الكرامة الفطرية والطبيعة الإنسانية الخالصة ، وهذا ما يشير إلى إن الثقافة الديناميكية الاشعائية لا يمكن احتواؤها أو تذويبها ومهما ارتكب الإنسان من جرائم القتل و الابادة ضد أخيه الإنسان و مهما اجتهد في ممارسة التضليل والتشويه والطمس للشخصية الاعتبارية للأخر المختلف في الرأي أو العرق أو ا لدين.

السياسة الاقصائية أو الاحتوائية تلك هي ما جسده الكاتب الأمريكي (زانجويل) Zangwill عام 1908 م في مسرحيته المسماة بوتقة الانصهار The Melting Pot حيث برز اثنان من المهاجرين وهما " فيرا" وهي مسيحية تعمل خادمة منزل و الآخر هو " ديفيد" أمريكي من اصل روسي ، لقد وقف الاثنان تحت ظل تمثال الحرية محدقين..!!!

فيرا : كيف يبدو جميلا الغروب بعد العاصفة ؟
ديفيد: إنها نار الله تحف بوتقته ، إنها بوتقة الانصهار العظيمة ... أنصتي !! أتسمعين الفوران و الغليان ؟ إنها فاغرة فاها ، إنها الملاذ حيث آلاف الشاحنات تأتي من فجاج العالم لتصب حمولتها من البشر !! آه أي اضطراب وزبد ! كلت Celt ، و لآتين ، سلاف وألمان ، إغريق و سوريين ، سود وصفر !!
فيرا: يهود وغير يهود !
ديفيد : نعم ... شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، قصارا وطوالا ، قطبيين واستوائيين ، الهلال والصليب .. كيف صهرهم هذا الكيميائي القدير ولحمهم بلهب التطهير ؟!! إنهم هنا ليتحدوا لبناء جمهورية الإنسان ومملكة الإله !.

كانت تلك قمة الأمل في نفوس المهاجرين الجدد بالمساواة الكاملة في المجتمع الأمريكي ومع هذا الحلم الجميل قد فشلت سياسة بوتقة الانصهار في أمريكا وان تمظهرت فقط فيما تعارف عليه بالطريقة الأمريكية في الكلام والمعاملات الحياتية اليومية والمظهر العام في الشارع العام الأمريكي. فلم يجد وضع المهاجرين والزنوج في جيتوهات Gettos ومن ثم احتوائهم حضاريا في ثقافة واحدة تذيب فيهم الأصل ، حيث ظل الهنود هنودا والأفارقة أفارقة كل له مجتمعه الخاص به داخل الوجود الأمريكي الواسع وان لم تكن هناك قطيعة بين الوجودين المتمايزين ثقافيا ، فعلى الرغم من وقع الحياة المتسارع و أمواج الحداثة بقى التنوع الثقافي كما بقى سيدنا إبراهيم حيات تحت نار المجوس!!.
فبعد أن فشلت سياسة ومنطق بوتقة الانصهار جنحت الحكومات الأمريكية في ثلاثينات القرن العشرين إلى اعتماد سياسة ثقافية وإدارية جديدة هي سياسة التنوع في الوحدة والوحدة مع التنوع والتي تمخض عنها توازن وجداني حقوقي في المجتمع ، فركزت الدولة الأمريكية على الحريات العامة والفردية وحماية المبادرات وحقوق التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة سياسية كانت أو ثقافية – اجتماعية اقتصادية ، فتقلصت بل انتفت بذلك الرغبة المتوحشة في التهام الآخر المختلف وتدميره أو تشويه إن تعذر احتواؤه أو هضم حقوقه.
لذا يبدو إن مفاهيم كالتعايش و التسامح و التواصل الحضاري بين الاثنيات و في سياق " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .." تعتبر هي الأخرى مادة للسياسة الثقافية لا بمعنى المزايدة بالدين ومقاصده الكريمة ولكن ينبغي تطبيق هذه المعاني وترجمتها في حقوق المواطنة و في المشاركة الحرة في الحياة لكل مفرداتها ومناشطها الحيوية ، بحيث لا يكون هناك مستغلون وآخرون مستضعفون أي لا يملك زمام امرنا الأوغاد واللئام ويكون بعضنا كما يقول المثل " كرام في موائد اللئام ". .. فالمشكل السياسي – الثقافي الاجتماعي – الاقتصادي في سودان اليوم هو نتاج طبيعي لسياسة الاندماج والاحتواء القسري التي مارسها الاستعمار الاستيطاني التركي – المصري و الإنجليزي المصري والتي سارت على هديها النخبة التي حكمت السودان في مرحلة ما بعد الاستقلال والتي مكنت لعصبية بعينها لم تحكم بمقتضى مفاهيم أو قوانين دولة المؤسسة والتي ينبغي ان تكون محايدة تجاه مواطنيها إحقاق لعدالة الدور وعدالة ا لحق.... سلطة ما بعد الاستقلال في السودان سارت على نهج فرق تسد The Divide Rule الاستعماري ، فتبدو الرغبة في تركيز السلطة والقرارات الوطنية في يد مجموعة بعينها ، ولكي تستمر في الحكم تعمل على احاطة نفسها بسياج من الخدمة المدنية أو القوات النظامية التي تم تشكليها بروح المحسوبية والمحاباة إنها ثقافة سياسية قبلية أو جهوية غيبت الشفافية والعدل الاجتماعي في البلاد وأحدثت ما نعيشه اليوم....خطاب ديني إسلامي أممي أو يساري – علماني ، بينما تجد آليات حكم أو إدارة حزبية تقوم على قانون القلة القليلة Law of Oligarchy ، وهذا هو السبب الرئيس في الصراعات الراهنة كما بينا بين الشمال والجنوب ، وفي علاقات الجنوب أو الشمال البينية ، صراع بين أبناء الغرب والبحر والشرق والشمال داخل الحزب الواحد سواء كان يمينيا أو يساريا ، جميعها صورا بائسة نتاج فكر اجتماعي عنصري متخلف تسعى به الصفوة المتعلمة أكثر الأميين والجهلة في المجتمع .... مثقفونا قبليين أكثر من زعيم القبيلة نفسه.. .يتشدقون بالديمقراطية ويرتدون الثقافة روب تخرج من الجامعة ويجيدونها في فنون الكتابة والرواية والشعر ويعيشون التحيز والتمييز الاجتماعي في كل خلجة من خلجاتهم...فادخلوا الوطن والدين في أزمة ومأزق.

السياسة الثقافية الناجحة هي التي تنتج مواطن صالح بغض النظر عن عرقه أو جهويته ، متقلدون بقلائد الإنسانية وقيم المواطنة الحقة المستمدة من التجربة الإنسانية وقيم الأديان والأعراف المجتمعية الراقية ، مثقف أو حاكم أو مواطن كهذا يرجى منه الخير والعمل لرفعة ومصلحة وطنه دون أي نزوع للمحاباة أو انحياز اجتماعي أو تمييز عنصري.
فمجتمع الاحتواء والتذويب يعد مجتمعا وصائيا متخلفا يحمل بذور فنائه وجموده في داخله ومهما تغنى بالمجد والمشروعات الحضارية لن يبلغ " بلح الشام ولا يطال عنب اليمن" ويبقى كالمنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى.. مجتمع الإقصاء والطمس والتهميش تطفي بعض مجموعاته على نفسها صفات الوطنية والقومية والاصالة بينما تخلعها عن غيرها ، فبالتالي تنطلق مثل هذه المجموعات السكانية من بقع عمياء في تفكيرها ... فتنظر إلى بقية مكونات الدولة بنظرة سوداوية بغيضه ، يتعاظم لديها الشعور بكراهية الآخر المختلف ، فتجد هذه الكراهية طريقها إلى مؤسسات الدولة الخدمية والثقافية والعدالية فتنج الظلم والمحسوبية والتهميش.. و بذلك يختل التوازن وعدالة الدور والحق في الدولة من أعلى الهرم إلى أدنى مستوى وظيفي أو عمال بل تهمش طاقات وعقول كان من الأجدر أن تسهم في معركة التقدم والحداثة في بلادها.

يحكي لي بعض الإخوة من خريجي الجامعات السودانية في تسعينات القرن العشرين أي في عهد سطوة الشيخ حسن الترابي ، يقول انه ذهب ليتعين بوزارة الخارجية واجتاز كل المراحل بجدارة تامة ، وعند المقابلة الشخصية مع الوزير أو وكيل الوزارة قال له انك من قبيلة كذا ، وهذه القبيلة تاريخها السياسي معروف .... وبالتالي لا مجال لك في العمل هنا .... ويفصح متحدثي أكثر ليقول لي انه من قبيلة الحمر وهي قبيلة في كردفان تدين بولائها للمهدية وحزب الأمة ، وان الشخص الذي أجرى معه المقابلة وعلى حد قوله انه شايقي.
فان حدث هذا بالفعل فهو شئ طبيعي في دولة ما زالت تحمل في طياتها الكثير من الرؤى المتخلفة المتغلغلة في مؤسسات الدولة ، و قد يكون حظ محدثي فقط هو الذي وضعه في مقابلة شخص مشحون بفكر التجزئة والكراهية ، لكني على يقين بان وزارة الخارجية بها الكثير من أبناء الحمر والغرب والشرق و الجنوب ، صحيح قد يكون هناك لوبهات داخل الوزارة وأي وزارة أخرى ، قد لا تجعل مبدأ الحيادية التام في المؤسسات الحكومية مطبقا ..فما حدث لصاحبي هذا نموذج تعالجه السياسة الثقافية القومية الواعية – المؤسسية المحايدة .
بحيث يدرك الشايقي أو الدينكاوي بأنه ليس أحق بالانتماء والولاء الوطني من ابن الشلك أو الحمر ، وان لا يدعي بان السودان سيغرق أو إن ابن القبيلة أو الجهة الفلانية " سيسومنا سوء العذاب و يستحي نساءنا من بنات جعل او دينق " . فتلك من المفاهيم البالية التي انتقلت وقننت كبنود في الإدارة اليومية للدولة السودانية المعاصرة... فالدولة في تقديري هي كالأب أو الأم تحمل في أحشائها مشاعر محايدة تجاه أبنائها وبناتها.
فمن اولويات السياسة الثقافية التي نريد و نعمل على تحققها في بلادنا هي العمل على صون الوحدة الوطنية و إشاعة مبدأ عدم الإكراه أو الكراهية في كل شئون الحياة في المجتمع حيث لا إكراه في الدين وبالتالي في التنوع الثقافي الذي لم تتجاهله الأديان أيضا بل اعترفت به في أكثر من معنى أو دلالة .
مثال آخر هو إذا ما نظرنا إلى الثقافة الحربية وإنتاج أجهزة التوجيه المعنوي في جانبي الصراع السوداني الراهن بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية يبدو واضحا إن الإنتاج الأدبي في مرحلة من مراحل الصراع انه إنتاج ثقافي لا يخدم المسعى من اجل السلام والوحدة .
فالحركة الشعبية غذت مقاتليها بالعداء ضد العرب أو المتسعربين و المسلمين في السودان الشمالي بصورة دمرت معها أجهزة التفكير الموضوعي في عقول إتباعها، حيث إن إثارة العداوات في ظروف الحرب يعد احد دواعي التوجيه المعني في المسألة العسكرية لحمل المقاتل ليقاتل بوحشية ضد خصمه. فالحركة استقدمت ثقل التاريخ الاستعماري و الكثير من أباطيله لتدمغ بها الوجود المستعرب – المسلم في السودان بصورة بلغت حد المبالغة في اتهام الشماليين بالاتجار في الجنوبيين في أيامنا الحضارة من نهايات القرن العشرين ومطلع هذا القرن الجاري ، فضلا عن الزعم بان الإمام المهدي كان تاجرا للرقيق وغيرها من التهويمات ، إلى درجة إن الرجل الأبيض الأمريكي أو الأوروبي وبسبب دعمه الحالي لقضية الحركة الشعبية وتبنيه لها أصبح اقرب عضويا إلى نفس مقاتلي الحركة الشعبية وبعض النخب الثقافية الجنوبية من أخيه الشمالي المستعرب أو المسلم والذي يشاطره ذات الاهاب الأسمر و لو بدرجات متفاوتة. لتبدو بذلك الصورة مقلوبة في عقل إنسان الجنوب الذي تعمل بعض نخبه الثقافية على تبرئة الرجل الأبيض من جريمة الرق في أفريقيا والتي لم يسلم منها السودان ، وكان و ليمسبرج وفيرجينيا لم تشهد في التاريخ وصول او شاحنة من الرقيق الأفريقي عام 1616م أي قبل ميلاد الإمام المهدي بأكثر من قرنين من الزمان ، حيث ظل سدنة الرق و باستمرار يقدمون التبريرات الدينية والأخلاقية والعلمية بل السياسية وغيرها من النظريات البيولوجية والنفسية عديمة المعنى Mumbo- Jumbo إلا في التأصيل لدونية و احتقار و استعباد إنسان أفريقيا.
وبذات القدر فان الخطاب الحربي في الجانب الشمالي المستعرب المسلم لم يكن اقل ضررا بالوحدة الوطنية من الخطاب الجنوبي . فالخطاب الديني الممعن في التطرف أوغر صدور الجنوبيين ، مثلما أعطاهم مادة جيدة أصبحت دليل عمل للصراع تخدم بوعي أو دون وعي الأهداف الاستعمارية المستترة و التي ترمي إلى تقسيم السودان شعبا وأرضا و إن كان هذا لا ينسجم مع آمال الوحدويون من أبناء الجنوب والشمال على خد سواء، إلا ان الوحدويين من أبناء الجنوب يبدون في استياء تام من تصوير الحرب ضد إقليمهم وكأنها حرب دينية بين الإسلام والمسيحية او عنصرية بين العرب الأفارقة في السودان...
فالسياسة الثقافية المنتجة في زمن الحرب هي ثقافة أزمة لا تصلح كمادة حيدة للثقافة السياسية الداعمة لمفاهيم التعايش و السلام ، فهي أي الثقافة الحربية عادة ما تكون محكومة بالشطط والعدوانية و استدعاء كل صور الاتوبيا و البارسايكولوجي في العملية القتالية على نحو ما شاهدنا في أهازيج الحماسة و الاستغراق الديني الغيبي في خطاب الجبهة الإسلامية الجهادية، لدرجة الزعم بان " القرود " تشارك في القتال ونزع الألغام التي يزرعها العدو ، كما هو معلوم في القرآن بان هناك أقوام جعلهم الله قردة وخنازير ، فكيف أصبح قرد هذا الزمان مجاهدا ؟!! ليس هذا فحسب بل سمعنا بمن يشم رائحة المسك تفوح من البصل ، ومعلوم إن سيدنا موسى قال لقومه حين طلبوا منه البصل والثوم " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" ، هذا إلى جانب زيجات تعقد للشهداء في بساط الدنيا الفانية على الحور العين في دار المقام " الاخره" ، فما سمعنا بهذا في الأولين... كل هذا وغيره من صور الترغيب في الفعل القتالي ضد الخارجين على الدولة لا يؤسس ثقافة الوئام والسلام و الوحدة في السودان.
صحيح إن المصلحة الدفاعية هي احد الغايات التي تعمل السياسة الثقافية على غرسها في نفس المواطن و ذلك عبر برامج فدائية وحماسية عديدة ولكن ينبغي أن تكون الدولة أكثر رشدا في إنتاج مثل هذه الثقافة و التي سيكون لها ما بعدها خاصة في مرحلة إقرار السلام حيث تبدو لتلك الأهازيج دلالاتها في نفوس المقاتلين على الجانبين. لا شك ان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ومطلوب لحماية البيضة والدفاع عن الأوطان ، ولكن ينبغي إلا يسوق له ثقافيا بتلك الكيفية وكأن الغاية من الجهاد هي زواج في الآخرة يتم إشهاره في الدنيا ، فاخر آية نزلت في القرآن هي " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا " تبين هذه الآية وبشكل قاطع أي نوع من الثقافة الدينية مطلوبة هنا حيث روي في سبب نزولها إن رجلا قال : ( يا نبي الله إني أحب الجهاد و أحب أن يرى مكاني ) ، فانزل الله هذه الآية لتوضح بان الغاية من الجهاد ليست التباهي أو الزواج من الحور العين بقدر ما هو عمل صالح يرجو به المرء لقاء ربه. فقيم الأديان وتعاليمها ومقاصدها هي أيضا مادة للسياسة الثقافية التي ينبغي ان تتوخى مؤسسات صنع الثقافة في بلادنا الدقة في إنتاجها ومن ثم ضخها إلى عقول الجمهور كمدخلات رشيدة للوعي:
فإذا أردت ان تدمر جهاز تفكير إنسان ما فزوده بمعلومات مغلوطة أو مضللة... فتراه ينطلق كثور في حلبة الصراع الأسباني ....في تهور وحرب بالوكالة ... لا يدرك خطأ فيها إلا بعد أن ينزع من عينية تلك العصابة من المعلومات الكاذبة.
فالحرب الأهلية ومهما علا فيها صوت الخطاب العنصري أو الديني أو الجهوية في الشمال أو الجنوب أو الغرب و الشرق ، فهي في النهاية ليست كذلك وان الانتماء القومي لأي من أبناء السودان ليس موضع طعن ، أو تجريح فيه حرب عدالية بالدرجة الأولى لا ينبغي لها إلا أن توخذ كذلك فكل من الطرفين يقاتل لاسترداد أو الحفاظ على حقوق جهته أو مجموعته السكانية وهذا يمكن أن يتحقق في نطاق دولة القانون و الاعتراف المتبادل و التبادل السلمي للسطلة و الأدوار في كل مؤسسات الدولة المدنية العسكرية النظامية وغيرها ... نعم إننا في حاجة إلى سياسة ثقافية تنموية جديدة تجعل الوحدة حالة ذهنية و نفسية متأصلة في وجدان كل سوداني و مهما وقع عليه ظلم شخصي أو على مجموعته الاثنية ليكون لسان حاله:

بلادي وان جارت علي عزيزة *** أهلي وان ضنو علي كرام

نعم انه معلوم لدينا من وجهة نظر الاجتماع البشري واشكالياته انه:
إن كان في الأرض عدل *** ما شب فيها قتال

ولكن الروح المبثوثة في بيت الشعر الأول أعلاه ، تجعل من الحلول الحضارية السلمية لقضايا الإنسانية أمرا متأتيا وبأقل الخسائر ويشيع ثقافة التسامح وهي ثقافة سياسية ديمقراطية مطلوبة ....

ودمتم/
أخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

Post: #84
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Tumadir
Date: 07-15-2003, 02:30 PM
Parent: #82

كل يوم نجو هنا نتثقفو ونمشو

Post: #83
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: AbuSarah
Date: 07-15-2003, 02:09 PM
Parent: #1

تحياتي موصولة الى كل من ينتصر الى دولة المؤسسات ، الدولة المحايدة بين ابنائها، حيث لا اعلون و لا ادنون و الا حاباة و لا محسوبية.

ودمتم/ خوكم
ابوساره بابكر حسن صالح
**********************************************************************

مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام

Post: #85
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-15-2003, 06:25 PM
Parent: #1

up

Post: #86
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: الشاعر
Date: 07-16-2003, 11:05 AM
Parent: #85

الدكتور أبكر
بكل لطف أقول لك بأني أربأ بك عن السقوط في وحل الغلظة على شخص المحاور بغرض إلجامه أو "تطفيشه" من ساحة الحوار، فأقوال مثل

Quote: 1 الذي يبول على المنطق والعقل
2 آلية أكثر وقاحة
3 ويبدو أنه متعود على ركوب القطارات بدون تذاكر
4 مثل الكثرة الكاثرة التي تزعق هنا
5 تنطلق من جاهليتك المفرطة
6 إلخ

لا تحتاجها، وأنت الفصيح كما اتفقنا، وللطرفة أقول لك عن (3) أنني لم أركب قطاراً في حياتي ولا حتى (طرماج) هل تصدق (والله) هه
ونحن نتحدث عن لغة الخطاب أريد أن أشير إلى ما أوردته عن شهادتي لك بالتحليل المنطقي والسرد المرتب وهذا نشهد به توكيداً ولكن دون تضمين والتحليل المنطقي لا يضمن صحة النتيجة والسرد المرتب لا يعني المقبول المحتوي، ولأنك تعلم ذلك مارست (مصادرة الممكن والإحتمال) بحقن القارئ ب "المصداقية" تدريجياً فانتقلت به ب (سرد مرتب) من (الضمن ...إلى الظل الوريف) وهالكم سادتي الدرجات
Quote: 1 وضمنا؛ أنني أحوز بعض المصداقية
2 ويحوز قدرا من المصداقية
3 الذي يتم تشييده تحت مظلة المصداقية
4 الذي يستظل بالمصداقية

كررها بكثافة في فقرتين لعلمه أنها المقصود من (الكوتين) أعلاه وهو أنه يذوّب المصداقية في اللغة
ويعيدني دكتور أبكر إلى تساؤلاتي، فهو يعيب على أهل الوسط والشمال أيديولوجيتهم الإسلاموعروبية، ولكن حين يأتي دور الغرابة فإنه يعيد تعريف الأيديولوجيا بأنها "وعي زائف بالعالم" ويصفهم بأنهم ضحايا التضليل الأيديولوجي، لذلك فهو يرجئ لهم (مر العذاب) إلى حين، ليتفرغ لاصطياد الثعلب، ولكنه في الوقت ذاته لا يؤمن بنسب الجعليين للعباس والبقارة لجهينة، ويؤمن بأنهم أخلاط إذ يطالبهم بحفظ مكانة الأم، ألا يدخلهم ذلك في "الوعي الزائف بالعالم" وحينها تسلك طريق البحر الأحمر للجزيرة العربية بحثاً عن الثعلب، أو تأخذ بقولنا أن أهل الوسط والشمال والشرق والغرب عرب مستعربة يعتنقون أيديولوجيا (إسلاموعروبية)ونرجع معاً للحديث عن الشمال (كله) والجنوب. ويهمنا هنا قولك
Quote: هناك الكثيرون من (الغرابة) دعموا الهوية الإسلاموعروبية، وتبنوا الأيديلوجيا الإسلاموعروبية، وما يزال الكثيرون منهم يموتون من أجلها

وعليهم قسنا أهل الشرق
وأرجو أن لا تغالي في تغذية (حقديات) مضادة للإسلاموعروبية لدرجة أن تستشهد بإنجيل مـتى، وتوحي بأنه يعجبك ولا يعجبنا (ونعم)، وماذا تريد بهذا مثلا ؟؟ نفي الجزء الأول من مركب الأيديولوجية !!، بقي ان تكتب بالإنجليزية، ولا نعيب إسلامك هنا أو ندعوك بجاهلية، جلّ من لا يسهو
وعن الدولة يا أخي (بدون أقواس تحفظيّة) فأنا أؤمن بالدولة ولا أدعوك لتركها والعودة للعيش في شكل قبائل، حتى أن هذا لم يعد ممكناً وليس محل نقاش، وإن تمعنت ما قلت تجد أنني أقول بأن اللوم لا يقع على عاتق الدولة لأنها لم تضع ذلك (الإسترقاق والتعالي) ضمن برامجها ولا خطاباتها ولا دستورها، ومطالبتها بحل المشكل تأتي من دورها الراعي لا من مسؤوليتها عن التسبب فيه، ودعوتي لك بالنظر لمشكلة التعالي القبلي بالنزول إلى القبيلة والعائلة داخل القبيلة لأن الدولة ستتفق معك بدساتيرها وقوانينها ولن تجد معها إلا المحاججة لأن الأمر هو في النفوس والعقول، وكم من مرة اشرت انت لذلك بأن الناس يسرّون وينطقون من تحت لسانهم بكلمات التعالي، وهذا ما جعلنا نحيلك إلى القبيلة، لتبحث في سبل التعايش وشرح معاني حقوق المواطنة وسبل نبذ تعالي الجعليين على الشايقية وأهل البحر على أهل الغرب وأهل الغرب على أهل الجنوب وغيرهم
Quote: هل يتعالى الغرابة على الجنوبيين؟ وأقول، نعم، أنا أعرف أن هناك الكثيرين منهم يتعالون على الجنوبيين، وعلى غيرهم من الناس
والدينكا على بقية القبائل الجنوبية وحتى العربية، بدلاً من المطالبة بإلغاء الإسلاموعروبيين وهو نفي الآخر الذي تتحدث عنه دائما
وخلاصة قولنا أن المشكلة ليست في الإسلاموعروبية كما تصورها، ولتبحث عن مدخل آخر لدراسة مشكلة الهوية في السودان، وقسمة السلطة، وليتك في الأخيرة تتجه إلى الأحزاب فقد حسبنا أننا أسسنا لمواعين تداول السلطة بتكوينها


Post: #87
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-17-2003, 00:33 AM
Parent: #1

up

Post: #88
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-17-2003, 11:20 PM
Parent: #1

up

Post: #90
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-20-2003, 08:21 PM
Parent: #88


الأخ أبوسارة
تحياتي
شكرا مرة أخرى على مجاهداتك
وعلى إضافاتك القيمة

واسمح لي أن الفت أنتباهك إلى أن هناك بوست مكرر، وهو الذي يبدأ بـ"بالرجوع إلى التجربة الأمريكية.."؛
أرجو حذف الجزء المكرر
ولك المودة

الأخ (الملك) شاودورشيد
شكرا عزيزي على المثابرة
وعلى المعاونة في حمل البوست على أكتافك

الأخ محمدين؛
شكرا لك أيضا على الزيارة والاهتمام

العزيزة تماضر
شكرا على الزيارة
وكنا نود أن نسمع نبرة صوتك عالية في هذا الكورال

الأخ الشاعر
تحياتي
أرى الثعلب يستعصم بكراكير بيزنظة!!؛
على كل حال، على الثعلب ألا ينسى أننا أولاد (الجبال) ولنا خبرة مع الكراكير اكتسبناها من صيد الكيكو

ولنا عودة

Post: #91
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Bakry Eljack
Date: 07-21-2003, 08:04 AM
Parent: #90

Dear Abakar and the honest contributors,
I see the mentality of what we have called Alestihbal, is working properly with Elshaer, I told you they take your time and take you back to square (1) by asking the question of zero logic ; what did the Islamoarabian do in Sudan to be blamed?
Ok there is no problem in Sudan, there is no civil war and if there is; it is because some of the southerners enjoy killing thier own people, there is no any injustices and the state is just doing perfect, so let us go and drink some beers and dance on the Nile avenue; this what the Islamoarabian wants to hear, refering to Dr. Eljabri; one of the characteristics of the Arabian mentality is that it consider and deal with the possibilties as facts; this besides its laziness in not digging t to find or to seek any other truths besides the truth that it has from its holly Islam, and every thing opposite to that is wrong or Haram, the Arabian mentality by the way it was built the way it was constructed histortically has no room for the differences; it is rule of one way with me or agianst; it doesn't give the right of be niethr with nor agianst; having bearing this merits in mind we would be well armed to deal with many contraries and contradictions from Elshaier and his herd.

Let us just keep chasing on the fox, where ever it hides.
Love
Bakry

Post: #92
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: الشاعر
Date: 07-22-2003, 03:18 PM
Parent: #91

Bro Bakry I really wanted to reply to you since you pointed to my reply post, but actually I couldn't find any stand point. Your talk about truth seeking and arab mentality is very general. And you already made up your mind as if you say (Done....Deal).

أنقل هذا الجزء من عمود د.البوني (حواشٍ على متون فرانسيس - حاطب ليل-الصحافة-23-5-1424 هـ ) دعماً لكلام قلته سابقاً واستهجنه البعض، و "شهد شاهد من أهلها" هنا
Quote: وفي معرض اجابة له على سؤال آخر قال فرانسيس ان الجنوبيين يعرِّفون هويتهم بالنفي، فيقول الجنوبي انا لست مسلماً وانا لست عربياً.أ.هـ. ولا شك ان الدكتور كان صادقاً واميناً في قوله، فالصفوة الجنوبية تمكنت منها ايديولوجية اللا شمال
«ANTI NOTHERNISM»
فإذا قال الشمال شمالا يقولون يمينا. واذا قال شرقا يقولون غربا. وهذه عقدة تدفع البلاد ثمنها. ورغم قول سيادته انه سعى لملء هذا الفراغ وكتب كثيرا عن ثقافة اهله الدينكا، ليبدأ بمشروع تعريف الجنوبيين بأنفسهم، الا انه ذات فرانسيس دينق قال ذات مرة انهم في الجنوب لا مناص لهم من تبني الثقافة الغربية بشقيها الديني المسيحي واللغوي الانجليزي لمواجهة الهوية الشمالية.

.

Post: #93
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: عشة بت فاطنة
Date: 07-23-2003, 02:02 AM
Parent: #1

والله انشاالله عامرين ، الليل اليل فمارايك بعد اذنك طبعا اطبع هذا املوضوع الحامي فاني اراه قد عرش واينع ولابدمن قطافه ،ولابد له من انتكايةوكباية شاي ومراجعة على المهل ،وعشت ع .

Post: #94
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: ودقاسم
Date: 07-23-2003, 09:50 AM
Parent: #1

الدكتور ابكر
لك التحية والود
كثيرون يتابعون الحوار ، ويتلقفونه بشغف
وينتظرون المزيد
إذا نفسك قام خذ لك شوية راحة وارجع تاني
ولكن لا تقطع الحوار

وستتساقط أيديولوجيةالاستعلاء وسيتساقط المستمتعسن بثمارها
وأشكرك أنك لم تبخل علينا بعلم

Post: #96
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-27-2003, 07:49 PM
Parent: #94


عود على بدء؛
قد يكون القراء الأفاضل، لاحظوا، من خلال متابعتهم لحوارنا هذا، أن هناك ثيمة أساسية في خطاب الاخوة الإسلاموعروبيين، ألا وهي ثيمة المغالطة، التي يولدها تكتيك "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، منذ البداية، بل ومن ما يوحي به عنوان بوست الأخ السنجك "هل عندما يقول الشمالي انه عربي هل هذا يعني انه عنصري؟" وحتى المداخلة الأخيرة للأخ الشاعر؛ سواء بالشكل الغوغائي؛ الذي يمثله السنجك والساحر، أو الشكل الإدعائي، الذي يمثله آيز أوف لبيرتي، أو الشكل المراوغ الذي يمثله الشاعر ومن خلفه الجرائد وأجهزة الإعلام؛ أدوات صنع الرأي العام
وحسب استقرائنا، فإن المغالطة هي ثيمة أساسية في الخطاب الإسلاموعروبي في السودان، على إجماله؛ حيث يتم الالتفاف حول الحقائق والوقائع، إما بطرائق مباشرة، أو أخرى غير مباشرة، والسبب الأساسي في لجوئه إلى ذلك، حسب رأينا، هو أنه خطاب تبريري في جوهره؛
ولأن المغالطة هي أكبر عائق أمام أي حوار جدي، فتلزمنا هنا تحليلات لآليات صنعها، عل ذلك يجنبنا بعضا من نتائجها، وأهمها إهدار الوقت. وسنحاول ذلك من خلال تلمسها في شكل الخطاب المراوغ (الذي يمثله الشاعر) كشكل متمرس، وأقوى تأثيرا باحتلاله للجرائد وأجهزة الاعلام ولدوره المتعاظم في صناعة الرأي العام كهدف واع ومباشر من عمله؛
مدخلات إنتاج المغالطة؛
أ/ العقلية التبريرية الدفاعية
ب/ الأفق المسطح
ج/ الإجراء التعسفي
فإذا توفرت إيا من هذه المدخلات، فإنها تؤدي تلقائيا إلى توليد العناصر الأخرى، لتلقي بأي حوار في أتون المغالطة في النهاية.
ولنبدأ من مداخلة الأخ الشاعر الأخيرة؛ لنعاين كيف تترابط هذه العناصر لتنتج المغالطة؛
يقول الشاعر؛

Quote: أنقل هذا الجزء من عمود د.البوني (حواشٍ على متون فرانسيس - حاطب ليل-الصحافة-23-5-1424 هـ ) دعماً لكلام قلته سابقاً واستهجنه البعض، و "شهد شاهد من أهلها" هنا

Quote: وفي معرض اجابة له على سؤال آخر قال فرانسيس ان الجنوبيين يعرِّفون هويتهم بالنفي، فيقول الجنوبي انا لست مسلماً وانا لست عربياً.أ.هـ. ولا شك ان الدكتور كان صادقاً واميناً في قوله، فالصفوة الجنوبية تمكنت منها ايديولوجية اللا شمال
«ANTI NOTHERNISM»
فإذا قال الشمال شمالا يقولون يمينا. واذا قال شرقا يقولون غربا. وهذه عقدة تدفع البلاد ثمنها. ورغم قول سيادته انه سعى لملء هذا الفراغ وكتب كثيرا عن ثقافة اهله الدينكا، ليبدأ بمشروع تعريف الجنوبيين بأنفسهم، الا انه ذات فرانسيس دينق قال ذات مرة انهم في الجنوب لا مناص لهم من تبني الثقافة الغربية بشقيها الديني المسيحي واللغوي الانجليزي لمواجهة الهوية الشمالية.

وإذا عاينا هذه المداخلة نستطيع أن نرى الآتي؛
أ/ الأفق المسطح
بتجريد المقولة أو الظاهرة المعينة من عمقها التاريخي ومصادرة السؤال: لماذا يفعل الجنوبي ذلك؟

ب/ الإجراء التعسفي؛

فهو هنا يجعل من رد الفعل مرجعية للتفسير، لأنه يقوم تعسفيا بمصادرة السؤال الجوهري: لماذا يعرّف الجنوبي هويته تعريفا سلبيا؟ أي بالنفي "أنا لست عربيا، أنا لست مسلما"؟ ولأن الإجابة تفترض أن هناك من يفرض على هذا الجنوبي هوية معينة، وبشكل ضاغط، لدرجة تضطره لأن ينفيها، كخطوة أولى، تسمح له بالبحث عن هويته الحقيقية، ولأن يذهب في الخطوة الثانية للاستنجاد بجهة أخرى تساعده في الدفاع عن هويته، وهذا هو السلوك الطبيعي. غير أن الشاعر، ومن قبله عبد اللطيف البوني والجرائد والإعلام في السودان لا يريدون أن يفتحوا الصفحة التي تقول"أدى انحصار تجارة الرقيق في المناطق التي تسكنها القبائل الزنجية إلي تعميق الفارق بين الشمال والجنوب، حتى أصبحت كلمة رقيق أو عبد تعني أفراد تلك القبائل سواء وقعوا في أسر الرق أم لم يقعوا. وازداد إحساس القبائل في الشمال بالتفوق العرقي، وغذته قدرات الجلابة الاقتصادية" القدال؛ تاريخ السودان الحديث، ص 70؛ وتتمتها التي تتحدث عن أن نفس هؤلاء الناس قد سيطروا على الدولة وورثوها من بعد وعملوا، وما يزالون يعملون، على فرض هويتهم (الإسلاموعروبية) على (الدولة) بشعوبها المتعددة الأعراق والثقافات والأديان والهويات ـ ومن ضمنهم هذا الجنوبي؛ وهذا يقود إلى النقطة التالية؛

ج/ العقلية التبريرية؛
فالشاعر، أولا، وكهدف مباشر؛ وبتكنيك، تبرير السابق باللاحق، المعيب، يحاول أن يبرر مقولة سابقة، تحمل نفس المعنى، وبالمراهنة على أسلوب "وشهد شاهد من أهلهم" الرنان. ويعتبر أنه هكذا حسم المسألة!!؛ وثانيا؛ كهدف غير مباشر تبرير ممارسات الإسلاموعروبية، بفرض المنطق المقلوب؛ الهجوم خير وسيلة للدفاع، وتصوير الجنوبي وكأنه المسئول عن إشكال الهوية في السودان! وهي القضية الأساسية محل النقاش هنا، وواحدة من أهم القضايا محل الصراع والحرب الأهلية في السودان
وهو هكذا، يفرض على النقاش، المغالطة، حول من هو الفاعل بهذا التكتيك!!؛

وإذا تمعنا في خطاب الأخ الشاعر، من خلال مداخلاته الثلاث، نستطيع أن نمسك بميكانيزمات/آليات وتكنيكات أخرى لصنع المغالطة؛ وهي هنا حسب ما رصدنا؛
1/ القراءة المجتزأة
2/ الإنكار عبر التسمية
3/ التدليس
4/التعميم
5/الاستعباط
6/ المداورة


1/ القراءة المجتزأة؛
في أولى مداخلاته، يبدأها الأخ الشاعر بالقول؛
Quote: وآسف أنني لم أقرأ بدء الحوار وبدأته من هذا البوست، فاسمحوا لي إن ورد بعض التكرار
وهو هكذا يتجاهل مسألة مهمة يدل عليها عنوان البوست نفسه، وهو أنه (مواصلة) لبوست الحوار مع السنجك، ومن البديهي، بالإضافة للتنويه في بداية البوست أن هناك مقولات تتأسس على سابقتها، في البوست المعني، والأخ يعرف بالطبع أن التكرار المتعمد نفسه شكل من أشكال المغالطة، بالإضافة لكونه يمنح نفسه فرصة، بتجاهله لما سبق، بأن يقولنا، أو يفسر المقولات حسب رغبته، الأمر الذي يوسع الباب لما يرمي إليه من مغالطات؛ وحين ضبطناه، ورفضنا اعتذاره، واصفين إياه كمن يركب القطار بدون تذكره، التف حول النقطة بالاحتجاج على (الغلظة) (عذرا) وحول المسألة إلى ملهاة! بالقول؛
Quote: وللطرفة أقول لك عن (3) أنني لم أركب قطاراً في حياتي ولا حتى (طرماج) هل تصدق (والله) هه
وهو هنا يحاول أن (يبلفنا) بالطرافة؛ يحاول أن يجعل نفسه في حل من القضية الاساسية، ألا وهي إضاعة الوقت في التكرار المتعمد ـ المغالطة، بإصدار الأحكام إنطلاقا من القراءة البتراء، التي تغفل تعريفاتنا، وأرائنا وردودنا السابقة. هذا السلوك الذي يريد أن يجوز به لنفسه استعباطنا، وهكذا يجعلنا ندور معه في في الحلقة المفرغة؛ تعني.. لا أعني.. تعني.. لا أعني.. إلخ!!؛

ولا حتى ترماج!!؛
حسنا، ولكن كون الآخ لم يركب قطارا في حياته، فهذا في حد ذاته، يضيء لنا جانبا من المشهد، المتعلق بالنزعة التجريدية وتضييق التصورات لقضايا الواقع. فلو كان الأخ ركب القطار، فإنه سيكون بذلك قد ساعدنا في إدارة هذا الحوار؛ على الأقل، كان سيجنبنا مشقة وصف القطار، وإيراد حقيقة أن القطار مقسم إلى درجات (نوم، أولى ممتازة، أولى، ثانية ممتازة، ثانية، ثالثة ممتازة، ثالثة، رابعة، و"سطوح"). ولو أنه ركب القطار، فكان ذلك سيسهل علينا مناقشته، حبذا لو كان قطار نيالا أو واو أو الدمازين، لأنه سيكون رأى بأم عينيه مجسما صغيرا للهرم الخامس، الهرم الذي شيدته أيادي (الإسلاموعروبية) وفق خارطتها المسماة (بوتقة الإنصهار) من قديم الأزمان، ومرورا بعهد تحالف الهمباتة، ثم التواطؤ مع الاستعمار، وإلى عهد (الوراثة الشرعية) الذي ما يزال مستمرا. بل وكان الآخ سيرى، وبأم عينيه إيضا، تدرج الطبقات المادية والرمزية، بدءاً من قاعدة الهرم في (السطوح) والدرجة الرابعة ومرورا بالثوالث والثواني حتى درجة النوم، مع إمكانية ملاحظة وجود (الكلاب) المادية والرمزية في درجة النوم وما يجاورها، بل وكان سيسهل علينا شرح مفهوم جدلية المركز والهامش. بالطبع يمكن للأخ، أن يلجأ لطريقة آيز أوف لبيرتي، ويتهمنا بتصوير مشكلة غير موجودة، ويصف كلامنا بأنه مجرد (حقد)، طالما أن الجميع يصلون في نفس المواعيد بما أنهم يركبون في نفس القطار! لنضطر أن نذكره بأن هناك فوارق في المعاناة، وأن الدرجات لم توضع إعتباطا، وقد يلجأ الأخ إلى البيزنطية، ويحاجج في إن أصحاب الدرجة الأولى يدفعون أكثر من أصحاب الدرجة الرابعة، مما يضطرنا لشرح وتوضيح أن هناك أسباب، متعلقة بتحيزات معينة تجعل أهل الدرجة الأولى قادرين على الدفع في الوقت الذي تجعل أهل الدرجة الرابعة والسطوح غير قادرين. ويمكن للأخ أن يقفز ويقول لنا: "أضبط! هناك تناقض! فكيف يكون أهل (السطوح) ضمن قاعدة الهرم، وهم يسطحون (فوق) رؤوس أهل الدرجة الأولى؟!؟" ويجبرنا على شروحات طويلة، وتستمر ممكنات الحوار الدائري، البيزنطي هكذا إلى ما لانهاية!!؛

2/ الإنكار عبر التسمية؛
فهو، والخطاب الإسلاموعروبي عموما، لا يسمي الأشياء بأسمائها؛ إنما يطلق عليها الألقاب مثل؛ إشاعات، مزالق، اختطاف، أبوة.. إلخ وبذلك يؤسس للمغالطة إنطلاقا من الإسم بإنكار الوقائع أو تجاهل ودلالاتها الواضحة؛

3/ التدليس؛
يقول الشاعر في واحدة من محاججاته العجيبة في مداخلته قبل الأخيرة؛
Quote: فهو يعيب على أهل الوسط والشمال أيديولوجيتهم الإسلاموعروبية، ولكن حين يأتي دور الغرابة فإنه يعيد تعريف الأيديولوجيا بأنها "وعي زائف بالعالم" ويصفهم بأنهم ضحايا التضليل الأيديولوجي، لذلك فهو يرجئ لهم (مر العذاب) إلى حين، ليتفرغ لاصطياد الثعلب
و(الشاعر) هنا يمارس التدليس، لأن أبكر، المشار إليه بالضمير (هو) يقول في المداخلة المعنية نفسها؛
أننا عندما نتحدث عن الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، فلا نعذر في ذلك أحد من حامليها، سواء كان مضللا (بكسر اللام) أو مضللا (بفتحها)، وسواء كان هذا الإسلاموعروبي من أصل غرباوي مثل علي الحاج أو جنوبي مثل عبد الله دينق نيال أو شمالي مثل الكثرة الكاثرة التي تزعق هنا،. ولذلك نحن نقوم بما نقوم به، لتحجيم هذه الأيديولوجيا (داء السودان العضال) بأقصى ما نستطيع، لأننا نرى أنه ليس بالإمكان أن نؤسس للعدل ونصنع التقدم في ظل هذه الأيديولوجيا. وفي ذلك نأمل في أن نرشدكم (جميعا) إلى الطريق السليم

وكما يرى القارئ، إلى أي درجة كان كلامنا واضحا، ولكن الأخ الشاعر، رغبة منه في تنكب طريق المغالطة، يقوم بالتدليس، ويخفي هذا القول الواضح، ويقولنا ما لم نقله، ليؤسس حكما جزافيا، الغرض تشويه سمعة منهجنا، بمثل هذه الوسائل غير الشريفة ـ بعد أن عجز أن إثبات شيء عليه!!؛

4/ التعميم؛
يقول الأخ الشاعر؛
Quote: أو تأخذ بقولنا أن أهل الوسط والشمال والشرق والغرب عرب مستعربة يعتنقون أيديولوجيا (إسلاموعروبية)ونرجع معاً للحديث عن الشمال (كله) والجنوب. ويهمنا هنا قولك

Quote: هناك الكثيرون من (الغرابة) دعموا الهوية الإسلاموعروبية، وتبنوا الأيديلوجيا الإسلاموعروبية، وما يزال الكثيرون منهم يموتون من أجلها
وعليهم قسنا أهل الشرق

وهو هنا، يبنى المغالطة على مستويين؛
المستوى الأول ضمني؛
يجعل من (كثيرون من) = كل
ويقيس عليها
والمستوى الثاني صريح ويأتي بعد القياس؛
إذ يقرر؛
" أن أهل الوسط والشمال والشرق والغرب عرب مستعربة يعتنقون (أيديولوجيا إسلاموعروبية)"
وهو يتبنى ويردد نفس كلام آيز أوف لبيرتي الذي ناقشناه سابقا ليبرر الصيغة القديمة: (شمال ـ جنوب) التي تجاوزها حتى خطاب الساسة، بل وحتى السنجك والساحر، إلى صيغة (المركز ـ الهامش) وهو يحاول هكذا أن يتمترس في الوراء، يتستر بالجغرافيا، ليخم ـ جزافا ـ في هويته المفروضة، الغرب والشرق، ليواجه بها الجنوب!!؟

5/ الاستعباط؛
يقول الشاعر؛
Quote: وعن الدولة يا أخي (بدون أقواس تحفظيّة) فأنا أؤمن بالدولة ولا أدعوك لتركها والعودة للعيش في شكل قبائل، حتى أن هذا لم يعد ممكناً وليس محل نقاش، وإن تمعنت ما قلت تجد أنني أقول بأن اللوم لا يقع على عاتق الدولة لأنها لم تضع ذلك (الإسترقاق والتعالي) ضمن برامجها ولا خطاباتها ولا دستورها، ومطالبتها بحل المشكل تأتي من دورها الراعي لا من مسؤوليتها عن التسبب فيه
هذا شكل نموذجي للاستعباط، فنحن لم نطالب الأخ الشاعر بأن يمنحنا دولة، أو يعترف لنا بحق أن يكون لنا دولة، وكل الكلام كان ينصب على الدولة القائمة بالفعل، وعن الهيمنة الثقافية والعرقية عبر فرض الهوية الإسلاموعروبية من قبل المسيطرين على هذه الدولة، الممتد لتاريخ طويل. وكما كان النقاش منصبا على أن الشاعر، يغفل ـ عمدا ـ هذا الأمر في النقاش. ولكنه هكذا يلتف حول هذه النقطة بالاستعباط، ثم يضيف إليها نقطة أخرى، بجرجرة الموضوع إلى الأفق المسطح، ويجرد الدولة من تاريخيتها، ولينفي عن المسيطرين عليها وأيديولوجيتهم المسئولية التاريخية فيما يتعلق بظواهر الاستعلاء والاسترقاق؛
وهو هنا يستثمر قرائته المجتزأة، ويتجاهل كل أقوالنا السابقة، وكل استشهاداتنا، وليس لنا هنا إلا أن نعيد للقارئ بعض مما سبق أن ذكرناه، مكتفين باستشهادنا بقول د. موسى الخليفة؛
ـ"إذا كانت ثقافة قد افترضت أن لغتها هي الأحسن، ودينها هو الأحسن، وعنصرها هو الأحسن [وهذا ما ظلت تشيعه المركزية الاسلاموعروبية في مؤسسات التعليم وأجهزة الإعلام في السودان] فإنها تربي مواطنها بالإسقاط بأن الثقافات الأخرى أقل. وعند النظر للمشاكل الموجودة في السودان، خاصة المشاكل العنصرية، نجد أنها ناجمة عن هيمنة ثقافة معينة والنظر إليها على أنها متقدمة ومختارة. وهذا يتأسس على مفهوم أن هناك ثقافة أعلى
Superior
وثقافة أدنى
Inferior
وبالتالي صار هناك مفهوم اجتماعي باختلاف درجة بين العناصر المختلفة". ويمكن الرجوع إلى الحوار مع د. موسى الخليفة في مجلة الخرطوم، 1981م

فيما يخص الاستعلاء، أما فيما يخص توجهات الدولة وعلاقتها بظاهرة الاسترقاق؛ يمكن الرجوع إلى بوست الأخ ساين (آلاف العبيد في السودان) تجنبا للتكرار؛

6/ المداورة
في صيغة، "يعيد إلي تساؤلي" بالرغم من وجود إجابة، وهي ـ في نفس الوقت ـ إجابة تطرح عليه هو السؤال الحرج، ولكنه يتجاهل الأمر فلا يبرهن على مكن الخطأ فيها ـ إن كان هناك خطأ، ولا يجاوب على السؤال الذي تطرحه، ولكنه يلجأ إلى إعادة السؤال؛
وسيظل سؤالنا ـ الذي لا يريد (الشماليين) الإجابة عليه قائما؛
ما الذي يجرد البقارة من عروبتهم ويجعل منهم عبيدا/(غرابة) وفق شروط منهجكم الأنسابوي الذي يغفل نسب الأم؟؟
وكل ما سبق هو مجرد ملامح لما يمكن أن أن يجابهنا في أي نقاش مع الإسلاموعروبيين حول أي قضية من القضايا، ونحن نتوقع أن يأتونا بالمزيد منها؛

المصداقية وما أدراك ما المصداقية
الأخ الشاعر، يحاول جاهدا أن يثبت ما لايستطيع إثباته، وينتهي في النهاية، وكالعادة، بالمغاطات؛
فهو، بعد أن فشل رهان سابقيه في التركيز على إشانة سمعتنا بمحاولة إلصاقة تهمة الدونية، عاد ليراهن على إشانة سمعة منهجنا هذه المرة، بمحاولة نفي المصداقية عنه، وبالتالي عن خطابنا في مجمله، بل والتشكيك في "عقول القراء" أيضا!!؛ وفي ذلك ويحاول أن يقول أننا (نبلف) القراء باللغة، وأن "كل ما نورده ـ كما يذهب فيما بعد ـ ليس سوى تضليل للجمهور" وقد حاول أن يثبت ذلك بالحديث عن ما أسماه بتذويب المصداقية في اللغة وبحقن القارى بدرجات (المصداقية)؛
على كل حال، نحن نرى أنه لم يستطع أن يبرهن شيئا بذلك، وسنثبت له، بالمنطق الصوري، الذي يحب أولا، وبالقياسات الموضوعية ثانيا، أنه مخطئ في أحكامه الناتجة من محاولته اليتيمة؛

أولا؛ وكوننا نقول أن اعترافه بالمصداقية ضمنيا، فمن البديهي أننا، لا نعول على (إقرار صريح منه) لأننا نعرف أنه لن يقر ولا ننتظر منه ذلك. والحقيقة أن الأخ حاول أن يلعب لعبة بهلوانية فسقط؛ واللعبة هي كالتالي؛
لكي يكسب قدرا من المصداقية في مقدمة خطابه، ليؤسس عليها مراميه، حاول القيام بدور المحامي الجيد، وتبرع بالشاهدين: (المعروفين بخبرتهما في العمل في مصانع سك الحقائق. وهو يعرف أن ذلك، لا يكفي، فلابد من إثبات عدالة هذين الشاهدين لقبول شهادتهما)، ومراميه هي، الطعن لاحقا في عدالة الشاهدين، ومن ثم نسف أساس خطاب الخصم، ألا وهو منهجه ومن ثم تلفيق ما يحلو له من التهم، وإصدار ما يحلو له من الأحكام. غير أنه من خلال سرده لتاريخ الشاهدين، أثبت عكس ما كان يريد. فالعقول لا تتهيأ وتصغي بالمجان، والكتابات الجيدة لا تكون جيدة بخلوها من المصداقية. وهذا ما يهمنا، وهو ما نسميه الاعتراف الضمني، والمحكمة هنا أخذت بذلك؛
بأخذ المحكمة (الفكرية طبعا) التي يحكم عملها المنطق، باعترافه الضمني بالـ(مصداقية)، فهي تصبح بالضرورة (مصداقية) كاملة الأهلية في إطار نسبيتها البديهية، لأنها ليست متعلقة بإله أو نبي أو رسول؛ وبالتالي، يصبح تعويله ومحاججته حول القصد، مجرد مغالطة، لا قيمتة لها هنا، ولا تؤثر في، ولا تمنع إصدار الحكم ضده. أما المساورة حول استعمال الصيغة التعبيرية؛
1 وضمنا؛ أنني أحوز بعض المصداقية
2 ويحوز قدرا من المصداقية
3 الذي يتم تشييده تحت مظلة المصداقية
4 الذي يستظل بالمصداقية

التي اعتبرتها حقن للقارئ بدرجات المصداقية، ومن خلال تذويبها في اللغة، فينسفه التحليل أعلاه، لأن هناك درجة واحدة فقط وهي من الضمني إلى المأخوذ به علنا، وهو مبرر لأنه يحمل نفس القيمة، أما النقاط من (2) إلى (4) فلا توجد فيها درجات ولا يحزنون ـ كما حاول الأخ أن يوحي بذلك؛
وكما يلاحظ القارئ أنه مجرد تكرار لنفس المعنى بتعابير مختلفة ـ اقتضاه شرح القضية، لأن تكرار نفس التعبير أمر مذموم في اللغة، وهو أمر معروف، كما أنه واحد من أسباب وجود المترادفات في جميع اللغات. ثم أنه تحرك في إطار النسبية المذكورة، وكان تحليله سيكون مقبولا، ولو جزئيا، لو أننا قلنا؛
ب/ يحوز المصداقية...................؛
ج/ يتأسس/ أو يتم تشييده على المصداقية
د/ يقوم على المصداقية...............؛
وأظن القراء يعرفون الفارق الجوهري بين صيغة البعض في (2) في الإطار الأعلى وصيغة الكل في (ب) الإطار الأدنى، والنسبية في مفهوم (بعض، تحت، ظل) في: (3) و(4) في الإطار أعلى، والكلية والإطلاق في (صيغة الفوقية؛ يتأسس على، يقوم على) في (ج) و(د) في الإطار أدنى؛
ولن يستطيع الأخ أن يثبت أن صيغة (الظل) غير نسبية، أو أنها تنفي ممكنا أو احتمالا؛
هذا من باب المنطق الصوري، وإن قسنا المسألة على مبادئ القانون، فإن الأخ يحاول أن يطبق القانون بأثر رجعي، رغم فساد قانونه؛ لأنه لم يثبت شيئا مما يقول في مداخلته الأولى، أو أيا من مداخلاته. وبذلك يبقى إنكار الأخ لـ(مصداقية) منهجنا، واعتبار كل ما نقوله "جرف (لكل) الحقائق والوقائع، وليس سوى تضليل للجمهور" إصرار على المغالطة، ومصادرة للممكن والاحتمال؛
وما يزال الأخ مطالب، بأن يبرهن للقراء مزاعمه حول منهجنا
ولكن نحن لا نهتم كثيرا بالمنطق الصوري، كما لا نهتم بإقراره لمنهجنا بما يستحقه من (المصداقية) من عدمه، لأن (المصداقية المعنية)، يكتسبها قلمنا بعرق جبينه، وليس من اعترافات الأخ الشاعر أو إقراراته، ولا حتى إقرارات أي جهة أخرى. وهذه فرصة لنوضح للقراء ولنثبت (على أسس موضوعية) ما نرى أنه القدر الكافي من (المصداقية) التي يستظل بها منهجنا مما يبرر للعقول أن تقبل أطروحاتنا، أو على الأقل تحترمها، بغض النظر عن درجة هذا القبول أو هذا الاحترام؛

أولا؛
اللغة والمصطلحات؛ قد يكون لاحظ القراء، أن لغة خطابنا، محل الإتهام من قبل أخونا الشاعر وآخرين، تهتم بدقة التعبير وتوضيح المعاني، والدليل، الاهتمام بأدوات ضبط اللغة، الشولة، النقطة، التكويت، فرز الجمل الاعتراضية بالتقويس أو التفسيرية بالشرطتين، السطر الجديد في حال الإنتقال من فكرة أو موضوع إلى آخر، والعنوان الجانبي في حال الإنتقال من قضية إلى أخرى. وكما يعلم القراء الكرام، أن ضبط اللغة جزء من عملية ضبط الأفكار. وكل ذلك يوضح، للمنصف أن الكاتب الذي يقوم بذلك، كاتب مهتم بتوضيح مراميه، وهو ما ينفي النوايا المبيتة لـ(بلف القارئ) بالبلاغة أو التخليط من خلال الجمل الطويلة التي لا أول لها ولا آخر كما في كتابة أناس كثيرين، وجانب آخر متعلق بتوضيح المصطلحات، كلما استدعى الأمر توضيحا. وهذا جانب من مدخلات إنتاج المصداقية؛

ثانيا؛

النزوع إلى الموضوعية، فنحن غالبا ما نحاول، ومن خلال مناقشاتنا (التي تقف أعلاه ويمكن لأي من القراء العودة إليها واختبار ما نقول)، العودة إلى (الحقل الاجتماعي التاريخي) للإتيان بالشواهد على تحليلاتنا، وغالبا لا نكتفي بالمسائل الصورية؛ وهذا واحد من مدخلات إنتاج المصداقية، يفتقر إليه الكثيرين من محاورينا؛

ثالثا؛
الشهود العدول؛ فنحن غالبا ما نرجع إلى مراجع موثوقة، نرجع إلى الجابري، وأركون، وطه حسين، ونعمان الخطيب إلخ، وبولانتزاس، قرامشي وماكس فايبر وديكومب وبورديو إلخ، وإلى الإنجيل والقرآن وتفسير ابن كثير والطبري، وسيرة ابن هشام إلخ؛ وكل ذلك جزء من مدخلات إنتاج المصداقية

رابعا؛
الاعتراف بالحقائق والوقائع، بل وأحيانا نمنح محاورناالأفضلية؛ ومثال على ذلك؛ وما ورد في الرد على أخونا آيز أوف ليبيرتي؛ الذي حاول أن يحاججنا على وقائع متعلقة بعهد الخليفة عبد الله، ختمها بالقول؛
Quote: وهناك العديد من الحوادث تشير الي تجاوزات التعايشي وحقده علي الشماليين، لا يتيح المجال هنا لحصرها.... و لكنها لازالت مؤثرة علي عملية تقبل الشمالي الي الغرباوي


وكان من الممكن أن نماحكة بطريقته وطريقة أخونا الشاعر، ونقول له، ليس الخليفة من فعل ذلك بالجعليين، وإنما تلك (مزالق) قام بها جيشه، وكان يمكن أن نقول له إن كل ذلك (إشاعات) روج لها أعداء الخليفة عبد الله في محاولة لتشويه سمعته، ويمكن أن نضيف بأن الأرقام المذكورة (مبالغ فيها). ثم أنه من الممكن أن نلجأ إلى المنطق الصوري والبيزنطي الذي يلجأ إليه أخونا الشاعر ونقول لآيز أوف ليبيرتي: "أنتم تقولون أن الخليفة قد قتل الرجال وأبادهم، وأن النساء ألقين بأنفسهن في النهر، فمن أين أتيتم إذن؟ ويمكننا أن نحول الأمر إلى طرافة، بل سخرية، ونقول له: أم أن الشهداء من أجدادكم قد تزوجوا من الحور العين وأنجبوكم، مما يبرر لكم أن تضعوا الناس تحت الجزمة أو تجربوا سيوفكم على رقابهم؟" وهكذا نورطه في مجادلة بيزنطية بطريقة أخونا الشاعر، ولكن ماذا كان ردنا؟
قلنا له؛
ويمكن أن نفتح المزيد من هذه الصفحات، بالرجوع إلى باب كامل في كتاب القدال، تاريخ السودان الحديث، إسمه "المعارضة الداخلية لحكم الخليفة" (ابتداءا من صفحة 202). وكتب أخرى مثل "السيف والنار" لسلاطين باشا، فيه الكثير من التفاصيل. ونحن هنا لا نحاجج أبدا في صحة أو عدم صحة تلك التفاصيل، ونأخذ بها بالجملة. وعلى هذا الأساس نناقش
وهذه واحدة من أهم مدخلات إنتاج المصداقية؛
وبعد كل هذا، يبقى هناك إمكان الخطأ النسبي، المتعلق بأي تطبيق، وهو ما يتيح الفرصة للحوار الصادق والجاد، وإمكانية تصحيح الأخطاء بمراجعتها بخطوات المنهج نفسه؛



Post: #97
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Ahmedain
Date: 07-31-2003, 06:47 PM
Parent: #96

up

Post: #98
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: eyes of liberty
Date: 07-31-2003, 10:44 PM
Parent: #97

جنا ابره ودرت

كلامك مكرر ومعاد و لا يخلو من التدليس و والاموضوعية....كدي بالله بطل النقه و الفلهمة الما لايقا عليك ....وبطل كذلك النقل من كتب الدساتير و الفقه السياسي و ورينا انت مشكلتك شنو بالظبط عشان نقدر نناقشك .....حاليا انت تناقش نفسك و تلعب دور الممثل الوحيد في لعبتك هذه......فكل ما يطر نقيضا لرايك لا تقبله بل تذهب و تقلل من قيمته ...فهذا حوار الطرشان يا جنا ابره ودرت ....فانك لن تستطيع الاستعاضة عن الاشميق الحلفيي ........

ولا نحسب ن من يتحدث اكثر يفهم , انه ثرثار وخصوصا من يخطو بلا هدي


I'm sure you have something to say here as usual ....

Post: #99
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 08-03-2003, 05:56 PM
Parent: #98


أخونا آيز أوف لبيرتي
نحن لا شأن لنا بمن تعرى وقعد "تِلِّيس"؛
وما يلقى على (شخصنا) نعتبره زكاة الفكرة والقضية

الأخ محمدين
شكرا على المثابرة
وأرجو أن تضيف مداخلات أخونا آيز أوف لبيرتي إلى مشروع بحثك حول إشكالية العقل، فأحسب أن فيها مادة خصبة

الأخوات والإخوة الأصدقاء
ويصادف هذا الأسبوع بداية إجازتي السنوية، وسأغيب عن الكتابة في البورد لفترة ربما تطول، فأرجو أن تواصلوا
وأمنياتي الطيبات لكم

Post: #100
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Abdel Aati
Date: 12-11-2003, 00:27 AM
Parent: #1

يرفع لعموم الفائدة

عادل

Post: #101
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Tumadir
Date: 12-14-2003, 02:18 PM
Parent: #100

I second your attempt Adel: this post should be up and highlighted for the benefit of all

Abbakar Aadem; We MISS YOU

Post: #102
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: شريف محمد ادوم
Date: 12-14-2003, 02:44 PM
Parent: #1

التحية لك يا دكتور ابكر وانت تفضح مدي تغفن الواقع وسلبه لي انسانية الانسان .التحية لك وان تؤسيس لسودان جديد يتساوي فية الجميع. حقيقة ما احوجنا للعلماء امثالك الذين يغوصون في الواقع تحليلا ناضجا حتي يتثني لنا ولي اجيالنا القادمة الخروج من هذا المازق الذي وضعتنا فية الثقافة الاسلاموعربية .شكرا لك فقد اضفتي لي الكثير واستطيع ان ادعي بانك اضفتي لي الكثيرين معرفة انسانية راقية فلك مني ومنهم كل الود

Post: #104
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: Eisa Hamouda
Date: 12-16-2003, 05:15 AM
Parent: #102

Dear Abakar
Salaam
• For months I resisted the temptation of logging into the Group and get engaged in the discussions and reflections in this topic, but I could not resist more(thanks to Bakery for the connection)

• I'm really happy, with some surprises too to the coincidence, that Tag Elsir (is he the one we know of the Dental school) have pointed to the 'Equal opportunity' issue as exactly that what I wanted and want to contribute with to this discussion, in an attempt to complement your ideas (which I may like to describe, in an oversimplification, as 'situation analysis’ or the 'context' to my contributions).

• Good that you got the feeling that there are many people who follow this topic (with ‘secret pleasure’ of your almost unprecedented way of expressions, irony and sarcasm), and I can assure you that there are many more at least here in Edinburgh- ‘the second biggest Sudanese community in theUK’. So keep the tract!

• My apologies for all for not being able to write in Arabic(my second non-mother tongue language as our friend Muawia Muhi Edin like to say!) as I don’t have, and will be so for sometimes, access to an Arabic-enbled keyboard. So excuse me for any spelling/grammar/missing ness which will definitely complicate the topic

Post: #105
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: JAD
Date: 12-16-2003, 10:27 AM
Parent: #1

الأخ أبكر أسماعيل .. تحية طيبة،،،

إن إختلافي في بعض ما أوردته في ورقتك .. لا يحول دون إشادتي بطريقة السرد الجميل لما تحمله من رؤية تجاه قضية الهوية السودانية وتمازج وتدافع الاثنية المختلفة في القطر القارة السودان.

وحتى أكون واقعياً .. من أراد الرد والمداخلة يلزمه وقت كافيء لإعادة قراءة الموضوع.

ولكن كتعليق عام .. يمكن القول أن بحثك استند في جوانب كثيرة على معطيات نظرية نتجت عن تراكمات وقائع تاريخية هي في غالبيتها الآن بعيدة عن الوضع الراهن .. سواء كانت على الجانب الاجتماعي أو الآيديلوجي .. ويمكن أن يتلاشى جزء أساسي منها بسهولة إذا أخضع للواقع .. فمثلاً مصطلح (الإسلاموعروبية) هي محاولة غير مجدية لربط حقيقة أن العرب وحدهم الذين يطالبون بالتمسك بقيم الدين.

وليست الإنقاذ هي عربية بحتة بل تشمل ذوي الأصول العربية والنوبية والزغاوة والدينكا والدناقلة والمحس الهدندوة والفور النوير وغيرهم .. فهي تيار سودني قل عدده أو كثر صائباً كان أم مخطئً اختلف الناس حوله أو اتفقوا ذلك شيء آخر. وهذه أولى مدحضات هذه النظرية يا دكتور أبكر.

بكري الجاك .. والذي يحاول جاهداً إلصاق فكره المنحرف والمتطرف ووضعه في مرتبة واحدة مع افكار دكتور أبكر .. فهو يختلف تماماً منهجاً وسرداً ..

فقد أراد أن يفترض في مداخلته ثبات المجتمعات البشرية على حالها منذ أن أوجدت على ظهر الأرض .. وهذا لعمري نظر قاصر وفكر ضحل ..

فمنذ القدم والمجتمعات البشرية في تمازج وحركة انصهار وتلاقح للأفكار وتبادل للقيم والآداب التي ينتجها عقل الإنسان أو تتنزل عليه وحياً منذ بدء إرسال الرسل للناس .. وعلى مر الحقب الزمنية تسود حضارات وتبيد أخر أو يندمج بعضها في بعض والبشر في حركة دائبة وتداخل مستمر بمختلف الصور والاتجاهات تمليه عوامل قاهرة أحياناً واختياريا أحياناً أخرى تتمثل في الهجرات والنزوحات الجماعية أوالقبلية بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية أوالرغبة في التوسع في رقاع جديدة من الأرض لأهداف اقتصادية أو ثقافية.. ونفي هذه الحقائق كما يعتقد بكري الجاك يعني أن تجمد المجتمعات والتجمعات البشرية على حالها منغلقة ومحرومة من تجارب وثقافة الآخرين.

فسيظل مثلاً السودان .. على حاله بمعتقداته البدائية واللغة البدائية وأدوات كسب العيش البدائية .. ولكن هيهات .. فقد تمددت الثقافة الفرعونية بمعتقدتها وأساليب حياتها واستمدت منها الحضارة النوبية ثقافة التدين والمعمار وغيرهما .. ثم دخلت الديانة النصرانية وأثرت الحياة الثقافية والسياسية .. وتلاها الدين الإسلامي وثقافته .. وتعرض السودان خلال الحقب التاريخية المتعاقبة لغزوات مختلفة من الدول المجاورة وإلى حملات التوسع من الخارجي من الامبراطوريةالعثمانية والامبراطورية البريطانية وكل تلك الحقب خلفت بصماتها الثقافية على إنسان السودان ..

ولو بقي كل مجتمع منغلقاً وفي منأى عن بقية المجتمعات البشرية لبقي الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين على حالهم هنوداً حمراً أين هم الآن .. فأمريكا الآن تظهر فيها بجلاء كل سنح البشر في العالم بدءاً من البريطانيين أو لنقل الأوربية بشكل عام .. الآسويين، الأفارقة والعرب ولا يكاد المرء يلحظ ملامح السكان الأصليين أصحاب الأرض الأوائل الهنود الحمر إلا من بصمات طفيفة آخذية في التلاشي.. وكذا الأمر في أستراليا وغيرها..

ولا يوجد أحد يلعن التاريخ وحركة تدافع الحضارات باكياً ومطالباً بمصير فأس جده الحجري أو يرفع طلباً لمحكمة العدل الدولية مطالباً بتحرير دمه وعقله مما اعتراه من تبدل خلقي وثقافي .. إلا في بلد يسمى السودان..

بكري الجاك ذكر حسن التعايش في تنزانيا .. ونسي الحركة العنصرية التصفوية التي نفذها نايريري ضد الأعراق غير الأفريقية وغير المسيحية بالذات هناك .. بل نسي أن يعرج على دول البحيرات الكبري رواندا وبورندي والصراعات الرهيبة في الكنغو وأوغندا .. والعجيب في الأمر أنه لا يوجد عرب هناك زونج وبس.

لي عودة أخي أبكر للتعليق على بحثك.

تحياتي ..

جاد


Post: #106
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: msd
Date: 12-16-2003, 12:55 PM
Parent: #105

هل تعلمون سادتي الاعزاء بوصفي سوداني بسيط جداً لا يعرف ما معني الايديولوجيا وما معني الاسلاموعري وغيرها من الكلمات الكبيرة، اننا دولة نتاج استعماري، فنحن لم نكن يوماً دولة واحدة ولن نكون وكل منا قادر علي العيش لوحده ولا داعي لكل ما نفعل، فالشمالي يشعر انه عربي مسلم، والغرباوي يشعر انه غرباوي مسلم واهل النوبة يشعرون بانهم فراعنة عظماء واهل الشرق يشعرون انهم بجة مسلمين واهل الجنوب يشعرون انهم جنوبيين وافارقة ولاشي، حتي هذه الكتابات لا تفعل شئياً غير تكريس هذا الواقع، بصراحة شديدة اتبني في هذه الحالة فلسفة الاطفال فلتقف الحرب اولاً ثم ليكون كل من يريد دولته التي تشعره بان لا احد يستعلي عليه، يعني ببساطة بعد مائة عام ربما يكون من المناسب ان نناقش اهمية الاتحاد الاقتصادي لاهمية التكتل الاقتصادي، اننا لسنا غير مجموعة من البشر اجتمعوا فجاة ولا امل في ان تعايش، واما الدعاة للسودان الواحد الموحد فليسوا اكثر من استعماريين وحالمين بتكوين امبراطورية كبيرة تحدها شمالاً حلفا وجنوباً نمولي اما سبل التعايش بينها فمستحيلة ولا توجد اي بارقة امل حتي للتعايش، فكفي موتاً ودماراً للاطفال بسبب الايديولوجيا او بمعني اصح بسبب احلام السياسيين والمفكرين القذرة.

Post: #110
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: aymen
Date: 12-17-2003, 02:16 PM
Parent: #105

الاخ جاد، ارجو الا تعتبر مداخلتي كمن يريد النط في حلقك.. و لكنك كتبت.

Quote:
ولكن كتعليق عام .. يمكن القول أن بحثك استند في جوانب كثيرة على معطيات نظرية نتجت عن تراكمات وقائع تاريخية هي في غالبيتها الآن بعيدة عن الوضع الراهن .. سواء كانت على الجانب الاجتماعي أو الآيديلوجي .. ويمكن أن يتلاشى جزء أساسي منها بسهولة إذا أخضع للواقع .. فمثلاً مصطلح (الإسلاموعروبية) هي محاولة غير مجدية لربط حقيقة أن العرب وحدهم الذين يطالبون بالتمسك بقيم الدين.


اولا كان بالاحرى ان يرد الاخ ابكر بنفسه ولكنه غايب من زمن و نتمنى عودته قريبا.. ما اريد ان اوجهه لك ان كلمة الاسلاموعروبية هي مصطلح له تعريف محدد، و اي محاولة لفهمه على انه اسلام + عروبة، تفقده خاصيتة كمصطلح.. فارجوا قرآة ما كتب الاخ ابكر فستجد تعريفه للمصطلح.. و عند الفهم الصحيح للمصطلح سوف يتلاشى ما وصلت اليه بقولك.

Quote: هي محاولة غير مجدية لربط حقيقة أن العرب وحدهم الذين يطالبون بالتمسك بقيم الدين.



و عند القرآة المتأنية سوف تجد ان الاسلاموعروبيين للا يمثلون مجموعة عرقية و انما
ايدولوجية، و عليه يكون قولك.

Quote:
وليست الإنقاذ هي عربية بحتة بل تشمل ذوي الأصول العربية والنوبية والزغاوة والدينكا والدناقلة والمحس الهدندوة والفور النوير وغيرهم .. فهي تيار سودني قل عدده أو كثر صائباً كان أم مخطئً اختلف الناس حوله أو اتفقوا ذلك شيء آخر. وهذه أولى مدحضات هذه النظرية يا دكتور أبكر.


يكون تأكيدا لما ذهب اليه ابكر.. و الانقاذ ليست هي مبتدعة الاسلاموعروبية، و التي بدورها لن تنتهي بانتهاء الانقاذ

و اخيرا اتمنى ان توضح الحيثيات التاريخية التي يمكن ارجاع الواقع عليها و الاخري التي لا تأثير عليها في واقعنا المعاش حتي نستطيع النقاش علي نقاط محددة

Post: #108
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: nada ali
Date: 12-16-2003, 04:28 PM
Parent: #1

الاخ د. ابكر ادم،

شكرا لهذا الطرح العميق. علىّ ان اقراه و بعض المداخلات بروية و اعود
ندى

Post: #109
Title: Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك
Author: JAD
Date: 12-17-2003, 08:45 AM
Parent: #1

مناقشة مثل هذه المواضيع مهم .. مثل الماء للقربة القديمة.
قربتنا السودان .. بلوها بالماء ما تتقصص حتة حتة.


أها .. نوموا عافية.


جاد