ندوة الدكتور محمد المهدي بشرى عن القصة القصيرة بصالون الابنوسة الثقافي

القصة القصيرة في السودان عمرها 50 عاما
المشافهة وضعت القصة في مأزق والغلبة كانت للشعر
"النهضة" و"الفجر" ساهمتا في تشجيع كتابة القصة
موت دنيا ومذكرات اغبش أشكال سردية للبدايات
معاوية نور بوعيه وعبقريته كان البداية الحقيقية للقصة

تمهيد
قدم الدكتور محمد المهدي بشرى ،الجمعة 9 مارس ، محاضرة بعنوان تاريخ القصة القصيرة في السودان ، في صالون الابنوسة الثقافي ، بالعاصمة القطرية الدوحة ، وحضرها لفيف من البورداب المهتمين بالأدب ، وبشرى أستاذ جامعي وناقد وقاص ، وكاتب ومهتم بالفلكلور منذ الستينات ، عمل بجامعة الخرطوم لخمس سنوات ، وحاليا يعمل أستاذا بجامعة دنقلا ، واهتم منذ بداياته كناقد وكاتب بالقصة القصيرة والنقد والكتابة للأطفال ، والكتابة في العديد منى الصحف السودانية . وهو عضو اتحاد الكتاب السوداني، متزوج وله أربع بنات، طبيبة ومهندسة، وخريجة جامعية، وطالبة بالمرحلة الثانوية.
دكتوراه
نال بشرى الدكتوراه بأطروحة "الفلكلور في أبداع الطيب صالح "، ودرس مدى توظيف الروائي الكبير للعنصر التراثي أو الفلكلوري في كتاباته، ويجزم بشرى بان الدارسات النقدية لأدب الطيب صالح أغفلت البيئة التي انطلق منها الروائي الكبير ، حيث نجح في استلهامها ، وشكلت عنصرا مهما في رواياته ، وبذلك ينقل الواقع في الحياة بكل تفاصيله .

المشافهة
استهل الدكتور بشرى محاضرته بالحديث بتوضيح اثر المشافهة على الثقافة السودانية، الأمر الذي جعل القصة القصيرة في الهامش وفي مأزق بالنسبة للأجناس السردية الأخرى، وغلبة الشعر كجنس أبداعي، وهو ما بدا به المسرح، وهو ما تمرس عليه الناس، ولم يكن لدينا مسرحا بالمعنى المتعارف عليه عالميا ، وذلك لضعف بنية الدولة .
50 عاما
ويقرر الدكتور بشرى بان تاريخ القصة القصيرة في السودان 50 عاما، وكان الشعر مسيطرا مما جعل الأجناس السردية الأخرى هامشية ، وحتى على المستوى العالمي كان المسرح مسيطرا وتجلى ذلك بصورة واضحة في الثقافي الفرنسية حيث برزت أعمال جاك إبسون ، وكان الشعر في السودان هو المهيمن على الثقافة ، وهذا مرده إلى الطبيعة الصوفية في الشمال والوسط حيث تسود الثقافة العربية والإسلامية ، وتجلى ذلك بشكل واضح في المديح والأذكار .

البداية
واستعرض الدكتور بشرى اثر التطور السياسي للدولة السودانية، مبينا تطور المسرح منذ بداية عصر النهضة والحداثة التي شهدتها أوروبا، والانفتاح على العالم في عهد الحكم التركي للسودان ، وبناء سلطة مركزية ، والاتجاه نحو التحديث وفتح المدارس ، ولاحظ الدكتور بشرى تراجعا في عهد الدولة المهدية لأسباب ارتبطت بمشروع المهدية نفسه ، أما عهد الحكم الثنائي وما صاحبه من الاتجاه لبناء الدولة الحديثة والذي أنتج السودان بشكله الحالي ، فقد كانت القصة الإنتاج الأدبي الرئيسي ،وكانت القصة تتحسس موقعها، وكان لمجلتي "النهضة"و"الفجر" اثر كبير في نشرها ، وكانت تكتب دون توقيع كاتبها في الثلاثينات ، أو باسم حركي مثل ، قلم ، حالم ، ونظمت مجلة "النهضة " مسابقة للقصة القصيرة ، وكانت المشاركة ضعيفة ، وكان هدفها تشجيع الكتابة في هذا الضرب من الجنس الإبداعي ، ونتيجة لضعف الإقبال تم تأجيل المسابقة ، والواضح انه كان هناك أشكالا سردية ، ولم تكن قصة قصيرة ، ولكن تلك السرديات خلقت الأرضية للقصة القصيرة ، ونجد ذلك واضحا في موت دنيا لمحمد احمد المحجوب وعبد الحليم محمد ، ومذكرات اغبش لعبد الله رجب .ويؤكد الدكتور بشرى أن معاوية نور بوعيه الكبير وعبقريته ، وضع البداية الحقيقية للقصة القصيرة في السودان ، وهو من حدد ماهية القصة القصيرة ، وما كتبه يعتبر من القصص المتقدمة ، فقد درس في بيروت ، وعاش في مصر إلى أن فقد عقله ومات في عام 1932 .
اضاءة
الابنوسة ونادوس ، الضحكة وصداها ، عضوا المنبر ، اعلاميان بقناة الجزيرة ، اطلقا صالون الابنوسة الثقافي ، وهو اول منتدى ثقافي متميز في الدوحة ، استضاف من قبل فعاليات فنية ، وصدح بين اركانه الفنان ياسر مبيوع وفي الطريق ندوة فكرية .


نواصل : تابعونا .

نواصل :
الأربعينيات
ويواصل الدكتور بشرى حديثه، مبينا تطور الحياة خلال الأربعينيات وأثرها على الحركة الثقافية بصفة عامة والقصة القصير بصفة خاصة، حيث شهدت تلك الحقبة من الزمان تخرج مثقفين من كلية غردون ، وازدهار الصحافة السودانية ، والاهتمام بالأدب ، والاهتمام بقراءة روايات الهلال ، وهذا قابله صعود البرجوازية في الدول الصناعية وازدهار الثقافة وعلى سبيل المثال في فرنسا . وكانت القصة القصيرة تبحث لها عن موطئ قدم بين الأجناس السردية في السودان، وهي ثقافة كتابية توجد حيث يوجد المجتمع الذي يهتم بالأدب وتوجد حيث توجد صحافة.
ويشير الدكتور بشرى إلى ظهور الاشتراكية الواقعية والناصرية في حقبة الخمسينيات حيث ازدهرت حركة النشر ، وتطورت الصحافة وظهور أسماء تهتم بكتابة القصة باعتبارها تنقل الواقع ، ومن تلك الأسماء :عبد الله رجب ، محمد سعيد معروف ، خلف الله شكر الله ، عثمان على نور من خلال مجلة القصة ، وهذه كانت طفرة مهمة للقصة القصيرة ، وبرزت الأسماء التي شكلت القصة القصيرة بمفهومها المعروف ، الطيب صالح ،علي المك ، ملكة الدار ، محمد إبراهيم الشوش، جمال بن خلدون .
وتطرق الدكتور بشرى إلى دور بعض الأساتذة المصريين بجامعة الخرطوم في التشجيع على كتابة القصة القصيرة ورعاية المبدعين ، ومنهم على سبيل المثال ، إحسان عباس ، عبد المجيد عابدين ، زغلول سلام ، عزالدين إسماعيل ، عبده بدوي من خلال مقال "قرأت العدد الماضي " من مجلة القصة ، وكانوا متقدمين ويعرفون الأجناس الأدبية ، وإحسان عباس فلسطيني شجع النشر وحرض المثقفين السودانيين على كتابة القصة القصيرة وبرز صلاح احمد إبراهيم وعلي المك .

الصحافة
القصة هي بنت الكتابة ، والصحافة كانت أهم منابر القصة القصيرة ، ولعبت جريدة الصراحة لصاحبها عبد الله رجب ، وأيضا جريدة الثورة في عهد الفريق إبراهيم عبود، وكان يطلق عليها"البرش بقرش" لأنها صدرت في الحجم الكبير ستاندرد" دورا مهما في الاهتمام بالقصة القصيرة من خلال الملاحق الأدبية وكان يشرف عليها كتاب القصة ومنهم على سبيل المثال ، يوسف عيدابي علي المك ن عيسى الحلو ، وكانت أول مجموعة قصصية أصدرها عثمان على نور عام 1954 وعنوانها "سيادة الوزير ، وشهدت فترة الستينات تطورا كبير ا من حيث الكتابة ومنابر النشر ، وظهر جيل من كتابها يمتلك أدوات الكتابة والخبرة وتجلت في شعر النور عثمان أبكر وصلاح احمد إبراهيم وطور على المك أسلوبه بالمثابرة فيما ترك صلاح القصة واتجه إلى الشعر والكتابة .
وارجع الدكتور بشرى، الضعف الذي اعتور بدايات القصة القصيرة ، الى ضعف التراث الفكري في السودان وغلبة ثقافة المشافهة ، وضعف القدرة على التحليل ، وغلبة الوصف وليس النقد ، وضعف المناهج التعليمية ما قبل وبعد المرحلة الجامعية ، إضافة إلى عدم وجود منهج للرواية السودانية في الجامعات .
[url=http://www.sudaneseonline.com/][/url

الدكتوربشرى يتحدث ورندا تتابع

حضر الندوة :

نادوس وابنوسة ،الضيفان ، اما اصحاب الدار فهم :
-ايمن عبد الرازق
-عبد الغني كرم الله
-عبد الرحيم عبد الله عبد الرحيم "ودرملية"
-الصادق بشرى
-نسرين عبد الله
- رندا حاتم
مامون احمد ابراهيم
- ابوبكر الامين
- فيصل عباس
-معاوية الطيب
-د/حسن الجزولي

نواصل : تابعونا

السبعينيات كانت اخصب الحقب في تطور القصة القصيرة :
- تجاوزت بدايات الواقعية التقليدية واسلوب الوصف .
-ظهرت كتابات جرئية لعلي المك وجمال عبد الملك وعثمان الحوري وابوبكر خالد .
- تاثير الرواية الواقعية المصرية لنجيب محفوظ .
- النبع المر ، انهم بشر ، زقاق العمايا، الفراغ العريض ، تاجوج ابرز الروايات.
- ملكة الدار فازت بالجائزة الاولى للقصة القصيرة .
تابعوا التفاصيل .

فوق والصور في الطريق .
[/url

[url=http://www.sudaneseonline.com/]

نادوس نحت مصطلح "الانا" وكونه محفزا للكاتب للافتخار بانتاجه وتقديمه للقراء ، وهنا ثار جدل كثيف بين "الانا" بمعناها الموجب او السالب . نادوس سيتقدم بشرح المصطلح .

سلامات
وعوافي
العزيز فيصل ..
الحقيقة تاريخ القصة القصيرة في السودان "قريب جدا" وتكاد تكون "حديثة الولادة" كما اشارت النبيهة ابنوسة عندما التقطت من حديث د.البشرى حداثة ميلاد القصة القصيرة ..
حقيقة "مازالت طفلا يحبو" مقياسا بقدم الكتابة الابداعية في السودان في كافة تشكلاتها وتمظهراتها وفي مختلف *اجناسها ..

يافيصل سعيد للغاية بمتابعتك الدقيقة للندوة وسعيد بتلخيصك الشيق هذا "وانا مازلت احمل دفتري بيدي اليسري ويدي اليمني "تدعك في عيني".. فلم استطع حتي هذه اللحظة كتابة حرف واحد غير اني عاكف "علي بصري" .."

*"كما سماها د.البشرى بالاجناس الادبية رواية شعر قصة..الخ.."..

لك المودة ولكل الاحباب ..

Quote: [لك المودة ولكل الاحباب .]

واصل السرد الرواية

شكرا أخ فيصل
على هذا السرد الأمين والأنيق.

والشكر للصديق د.محمد المهدي بشرى، الذي أتحفنا بكل هذا الثراء الابداعي....
وسأعود تفصيليا، وأرجو من كتاب المنبر أن يجعلوا من هذا البوست مواصلة لجلسات الصالون، وخاصة أن الموضوع بكر وثري، ويحتاج من المهتمين أن يدلوا بدلوهم..اثراءا للنقاش.


وسأعود أخي فيصل..

فوق