الحى ووب ... وقلعة التوب

حاشية :
ربما أحتاج هنا للإعتزار لأستاذنا الكبير شوقى بدرى للتغلل قليلآ فى أمدرمان بدراية لا ترقى لروعة سرده وثقته فى نقل الأخبار والتحليل .

مقدمة
لست هنا بصدد تبرير أو إبداء حسن النية لبعض المغيبين أو المناكفين . ولكنها واردة من واقع الأحداث وردت على ذهنى بكتابة ربما وجدت لها قيمة ثقافية تاريخية بيننا .
وربما تكون معلومة شيقة للشباب من هذا الجيل .


الحى ووب

كثيرآ منا يعلمها ويدرى معناها ويمكن أن يكون قد رأى هذه الظاهرة لأنها ليست أمدرمانية بل سودانية فقط متأصلة فى أمدرمان .

قبل أن أتوغل فى الظاهرة أتحدث عن القيمة فى شعر المرأة قديمآ بإيجاز شديد . قيمة شعر المرأة له قدسية ويبدأ الإعتناء به منذ نعومة أظافرها. لا تكشف المرأة عن شعرها إلا فى حالات متفردة .

عن سخاء فى حلبات (رقيص) الأفراح تبرع منها فى إكرام قدسية المناسبة وأهل العرس . وتتفنن فى (مشاطه) وعطره وملاعبته فى الهواء فى (منحها) الشبال . وهو عطية كاملة فالشبال للقريب من القلب لا يشبه شبال لغريب عابر .

حالة الغضب . عندما تغضب المرأة وتزيح الثوب عن رأسها دلالة على كرامة مجروحة يهرب الرجال من أمامها عدوآ ويتسابق النساء لتغطيته وتطيب خاطرها ويمكن أن يؤدى غضبها لمن أثاره الهلاك .

حالة الحزن والجزع وحدته تعلو بدرجات متفاوتة تصل الى إهالة التراب على الرأس وقصه الشعر بطريقة تشويهية

وذلك يقودنا مرة أخرى للحى ووب

الحى ووب عبارة عن رقصة منظمة تشبه الزار ليس شكلآ ولكن لها أيضآ قواعد . تعتمد موسيقاها على ضرب الأرجل بالأرض والصدر والرأس بالأيادى مع همهمات مبهمة يضهر منها ( حى.. حي) ويرد عليها (ووب) تتخللها صرخات مدوية وسقوط حاد على الأرض ويهلن التراب على رؤوسهن .
تكون فى حلبة محددة تتحزم داخلها النساء ويحسرن الرأس وبحركة عنيفة أفريقية الإهتزاز .

يوجد نساء متخصصات (لتسخين) الحلبة ويسخى لهم أهل المرحوم العطاء . لا يتجرأ أحد لمنعهم إلا كبار المنطقة ووجهائهم المهابين . وجودهم فقط أحيانآ يوقف (الحى ووب) وأحيانآ بالزجر أو الجلد العشوائ لتفريقهن .

لا أدرى تاريخها أو جزوها ولكنها تؤدى بحوار سرير الميت بعد غسله وتجهزه للدفن . يهجمن النساء ويصرخن (أدونا ليه/ها نبكى عليه .

بالوعى الدينى والمحاربة المنظمة إنتهت الظاهرة وأيضآ قسرآ مثلآ بحلف اليمين قبل البدء بها .

الديناصور رأفت
دة كان زمان...حسع سمعنا إنو أهل المرحوم بيأجروا" بكايات"..يبكوا على الميت...وناس الحارة بيلبسوا التياب الجديدة والدهب أما كحل العين لازم يكون "ماكس فاكتور" حتى لايسيل مع دموع التماسيح..
مودتى يا عجوز

نسيت يا رافت

تكون النسوة في الغالب الاعم ترتدي ثوب الزراق او ثياب بيضاء اللون وهن يؤدين الحي وب
وبعد الاجهاد تاخذ النسوه هدنة لكنهن لا يجلسن ولا يخرجن من الدائرة المفروضة بل يتجولن فيها بحركة ايقاعية مع ايقاع خطوات الارجل فيميل جسد المرأة يمنة ويسرة وهي تمسك بطرف الثوب الذي تحزمت به على قرار فرسان المهدية بربطه في الوسط واطلاق طرفيه ، وتمسك بالطرفين وتحركهم في حركة دائرية متماشية الايقاع مع وقع خطواتها وميلانها ذات اليمين وذات اليسار ، وهي في ذلك الوضع تذكر حسنات المرحوم بصورة شعرية مثل

الليله يالكريم
الليلة ياالماك لئم

يا حليك يا سيد الرجال
يا حليلك يالماعرفت بطال

ثم تصرخ فجاءة وتلطم الصدر والخدود والرأس واحيانا تجلس على الارض ورجلاها في ناحية اليمين ثم تهيل التراب على راسها وهي تصرخ بهستيريا
وتعود من جديد الى الحي ووب بايقاعها الرتيب

يا وليد دة آخرك...تتطلع ديناصور زى رأفت

والله انا صغير وجاهل يا عمنا

ولو المعلقها دي صورتك بكون اصغر منك بي 30 سنة

هاهاهاهاهاهاهاها

اكن انا ود امدرمان
متربي في قلبها
وسط حيشانها ونفافيجها

مابين ابروف طرف البحر
وحي الهجرة
وحي العمده وسط
وود البصير

تاني شنو ؟

انا اكبر منك شوية لكن ما قدر الديناصور الفوق داك...حيشانكم ياها حيشانا..أنا ود بيت المال...

محمد مكى

طبعآ أنا قلت للشباب مالك إنت

لكن وليد لقيتك ناقش

ما قلت أمدرمانى تمام
بتعرف محمد القوصى فى الشهداء ؟
تبقى كارثة

سلام

الديناصور رأفت
دة كان زمان...حسع سمعنا إنو أهل المرحوم بيأجروا" بكايات"..يبكوا على الميت...وناس الحارة بيلبسوا التياب الجديدة والدهب أما كحل العين لازم يكون "ماكس فاكتور" حتى لايسيل مع دموع التماسيح..
مودتى يا عجوز

dear rafaat and dear Mohammad

we have to remember

al shager al kubar feeho al samagh


so ?????????????????//
///////////


godd luck brothers

Quote: al shager al kubar feeho al samagh

عليك الله قول ليهم يا دكتور مصطفى محمود

Still going strong
زى مستر جونى المشاي

ما زى أولاد الزمن ناس وليد

تحياتى يا أمير

العزيز رأفت

والله يا عجوز نكت ليك شيء من قعر التُكل
الموضوع شيق وجميل وأعتقد أنه مدخل لبحث قد يحتاج إلى مئات الصفحات التي قد تقصر في إفائه حقه.
وحي ووب على أصولها كما ذكرت تجدها في أمدرمان.
نحنا ناس بحري ديل كنا قاعدين نشوفها على خفيف.

واصل الإبحار في الماضي الجميل.

وقبل ما أخرج: حي ووووووب

الشايقي

فاوضني بلا زعل

Quote: وحي ووب على أصولها كما ذكرت تجدها في أمدرمان. نحنا ناس بحري ديل كنا قاعدين نشوفها على خفيف.

مرحب يا الشايقى
هى فعلآ عادة أمدرمانية متأصلة . توجد نقطة مهمة زكرها وليد وهو (تحزيم) النساء بالثوب
مثل لباس المهدية .

لا ماعلاقتها بالمهدية . ودخول المهدى أمدرمان بجيش قوامه من غرب السودان ترك عادات
كردفانية كثيرة تميزت بها أمدرمان عن مدن شمال السودان قاطبة .
وكما زكرت أنت بحرى التى يفصلهامن أمدرمان فقط النيل مدينتين منفصلتين القوام كأنهما على شاظئى بحر وليس نهر .

رقصة الحى ووب قوامها أفريقى حتى نغمة (حى حى ووب) تزكرنى بهمهمات غناء الغرب أو النيل الأزرق (حم حما حم حم) يردد كلاهما بصوت غليظ خارج ن الحلق

هذا إجتهاد شخصى ولكن هل قد يكون مصدرها غرب السودان أو صناعة أمدرمانية

مودتى

اخى الحبيب رأفت كيفك ، الحى ووب ، كانت عندنا ايضا فى كل قرى نهر النيل ، وهى تقام لموت الشباب ، والوجهاء ، عام 1968 وعند وفاة السيد على الميرغنى ، كانت النساء بعد الفطور فى قريتنا، يخرجن على نهر النيل وفى ظل شجرة سدر كبيرة وظليلة يمارسن الحى ووب ولقد تابعنا الحى ووب لمدة تقارب الشهرين من عروض نساء القرية ، تتخللها استراحات شاى وقهوة .كنت استغرب للموقف خاصة بعد الشاى حيث يصبحن اكثر نشاطا ، طبعا المويه جاريه وبعد العرض يتشطفن من النيل ويذهبن ويا دار ما دخلك شر. لقد فات على ان اقول ان الخى ووب تمارس مع حمل السيف والضرب على القرع الموضوع فى الطش ، طبعا الكلام ده كان مسجلو دادى لنا بالدجيتل بتاعو ما تقول شفتو على الهواء مباشرة .

سلام ياهجو

Quote: طبعا الكلام ده كان مسجلو دادى لنا بالدجيتل بتاعو ما تقول شفتو على الهواء مباشرة .

والله محمد طفش لى الزباين
يا هجو ما تخاف ما بكلم زول

يا جماعة كلنا صغار دى حكاوى بنسمعا محمد مكى ده سدنة ساكت

Quote: الحى ووب ، كانت عندنا ايضا فى كل قرى نهر النيل ، وهى تقام لموت الشباب ، والوجهاء

ده عنكم إنتو فى الأقاليم طبعآ فى أمدرمان كلنا وجهاء وأمراء وأولاد أمراء عشان كده بكياتنا كلها حى ووب.

Quote: الخى ووب تمارس مع حمل السيف والضرب على القرع الموضوع فى الطش

ده بيت بكا ولا إعلان حرب

مرحب بيك

ماذا كتب الأستاذ شوقى بدرى

Quote: العزيز رأفت آسف لعدم التداخل من قبل والسبب قله الوقت . هذا جزء من بوست الايقاع فى الافراح والاتراح الذى نشر قبل فتره فى سودانيات . الدنقر هو القرع الذى يوضع فى طشت كبير ملئ بالماء ويضرب عليه . فله صوت يدخل الى القلب . نحن لا نزال فى انتظارك .

بل نحن فى الإنتظار دئمآ لأستاذنا الكبير

Quote: اول مره اشاهد الدنقر كان فى حوش الاسد او حوش الخاله مكه الدار فى امدرمان فى بيت المال بالقرب من قصر الشريفه . وكانت جدتى رحمه الله عليها زينب بت الحرم تهتز وتقفز وتصفق بيديها ويضرب النساء بطن ايديهم مع بعض ويصرخن حى ووب . ويبدو ان هذه العمليه كانت تصيبهم براحه نفسيه فيما بعد لايام فجدتى كانت حاده على جدى طيله حياتها لا تستعمل العطر او الدهن ولا تشرب السكر وتلبس القنجه والدموريه وزن عشره وتغسل ملابسها بالشاى حتى لا تكون ناصعه البياض وترتدى الشبشب نعله فى شكل تموت تخلى . وهذا هو امتداد لتعظيم وتأليه الحزن الذى انتقل الينا من الفراعنه والممالك النوبيه القديمه ولم يستطع الاسلام ان يقضى عليه . ولكن جدتى الرساله بت احمد الانصاريه عندما اخبرتها بجنون جدتى والحى ووب ذهبت لها مهدده بانها ستقاطعها اذا رأتها مره اخرى تسوى الحى ووب . الدنقر والظار انحصرا فى امدرمان القديمه لم اشاهدهم فى حى الملازمين او العرضه او عند الانصار فقد حاربت المهديه هذه النشاطات . كما سمعت كذلك ان الدنقر أتى من سنار لا اعرف هل مستوره هى نفس مستوره التى كانت تبيع الطعميه امام دكان اليمانى الصغير وتسكن فى نفس المنزل فى الشارع الذى يمتد من مكتبه البشير الريح الحاليه الى المورده . وفى الخمسينات وفى العصر كانت قد سقطت فى الخور العميق امام الدكان ويبدو انها اكثرت من الشرب وصديقتها تحاول ان تخرجها بدون جدوى واليمنى لا يحرك ساكناً فاخرجناها انا وصديقى الطيب سعد الفكى الرباطابى الذى اراد ان يعتدى على اليمنى الا اننى منعته واليمنى كان يقول انهن بدأن الشرب فى الصباح وكن يقمن بازعاجه وشتمه . وبعد ان اخرجناها كانت تقول لليمنى انا غنيت للحكام واسيادك كانوا بجونى وما كان فى زول ما بعرفنى زمان ..... وكلام كثير ووقتها كانت فى السبعين

هل الحى ووب هو الدنقر ؟ وهل هو سنارى ؟
ما وصفه هجو الأقرع يطابق الدنقر ورآه فى نواحيهم أيضآ .

ونواصل بالحى ووب