كتابة علي سقف ريح جنوبية !!!!!!

تهويمة مهوقني

من يناغم
لا يهاجم
حوصلات
التبر
في
عمق
المناجم!!!

ماثارت
الاحراش
ابدا
حين
داستها
السنابل..

والقنابل
حاصرت
ابنوسة
كانت
تناضل..

فتوضات
بالنار
السنة
القبيلة..

والمدينة
مومس
وضعت
جنينا
ناقصا
ورشته
بالملك
العزيز
قالت:
- سلالته
هجينا
من تنين
البحر
من غول
غليظ
سيعمر
الارض
البوار
ويبتني
في الدغل
برجا من
جماجم..

أخي الحبيب الشاعر المرهف عبدالمنعم إبراهيم الحاج , والله كلامك درر ياقوت وحكم , أتمني من الله

أن يرد غربة كل سوداني حتي ينعم بدف الحياة الطبيعية ولمة الأهل حول نار الحرية , سلمت أخي

عبد المنعم وتحياتي لاسرتك وأسر كل السودانيين في المهجر وربنا يستر عليكم ويديم عليكم نعمة

الآمن والسلامة من كل شر .

العزيز هاشم سلامات ةتحايانا للاسرة..عارف الاياماتانا بجهز في حالي وناوي
جد ازور البلد بعد سنوات المنفي "الاكل الفار ايامن"..التعبير مستلف من صلاح
عكود الكامل..

اثارتني احدي الوثائق التأريخية التي أورد نصها الأستاذ الصديق الصحفي فتحي الضوء محمد في مؤلفه سنوات الخيبة والأمل..السودان سقوط الاقنعة.. لمذكرة
أرسلها زعماء السودان الدينيون السادة: علي الميرغني,عبد الرحمن المهدي, الشريف يوسف الهندي.. الي مدير المخابرات البريطانية.. في 6مارس 1925..بخصوص
مصلحة مناهضة الرق.

سوف ننشر نصها كما اورده المؤلف مترجما من النسخة النجليزية.."الرق في المجتمع السوداني"ص362.

وسنرى كيف كان يفكر الزعماء الأوائل..لا في قضية الرق وحسب..بل في نظرتهم للمستعمر ..وسوف نشاهد معا مدي قناعة المستعمر بمحاربة تلك الظاهرة اللانسانية..

جزء من
نص الوثيقة

" نرى من واجبنا ان نشير اليكم برأينا في موضوع الرق في السودان, بأمل أن توليه الحكومة عنايتها ولقد تابعنا سياسة الحكومة تجاه هذه الطبقة منذ إعادة
الفتح, وطبيعي اننا لا نستطيع أن ننتقد أمرا توحد كل العالم المتمدن
لإلغائه, وهو واحد من أهم الأمور التي يعني بها القانون الدولي, علي ان مايهمنا في الأمر أن الرق في السودان لا يمت بصلة لما هو متعارف عليه بشكل عام . فالأرقاء الذين يعملون في زراعة الأرض, شركاء في واقع الأمر لملاك الأرض ولهم من الامتيازات والحقوق ما يجعلهم طبقة قائمة بذاتها, ولا يمكن تصنيفهم كأرقاء بالمعنى المتعارف عليه. وأهل السودان الذين مازال لهم أرقاء في الوقت الحاضر, إنما يعاملونهم كما لو كانوا من افراد العائلة بسبب احتياجهم المتعاظم لعملهم, ولو كان لطرف أن يتظلم الآن فهم الملاك الذين أصبحو تحت رحمة آرائهم."

بطل متاجرة واستهبال أي العنصري الكذاب

تعليق السكرتير القضائي

تحية يامنعم يافنان،

ياأيها المنتبه الى مسلمات ...يندر الانتباه إليها...

هؤلاء هم المقدسين فى وطننا!!!

أى فجيعة هذه؟

أتمنى أن تواصل فى هذا النص المشاتر الى السائد.

لك الود.

العزيز الشاعر : عبد المنعم
تحية وارفة أشجارها .

بيننا وبين الحوار معك زمان . افتقدنا انتباه الحرف والكِلمة في لُغتك .
كتبتَ أنتَ :

من يناغم
لا يهاجم
حوصلات
التبر
في
عمق
المناجم!!!


تذكرت تعبير الجَدات في الزمن الغابر عندنا في وسط السودان . كُنَّ يَقُلنَّ :

( أنا بَنَاغِم فيك مِن قِبيلْ .. وينَكْ ؟ )
يطلبونك بالاسم: ( يناغِمونَكَ ) .

وعندما يقول الشاعر في الأربعينات من القرن الماضي :

نِغيم فَاهِكْ يا أم زين دَواي

تأتلف الدعوة في عامية وسط السودان شراكة بين الدعوة والنغم ،
وبين الحديث والنغم .

في العربية معروف ، وأنت الشاعر ولا يُزلزل اللغة إلا الشُعراء ،
فقد وقفوا لعلماء اللغة منذ قديم الزمان وقفة نضدت الحديث إلى نغم مُمَوسق .
شكراً لكْ .

من رأيي أن تُفرِد لمراجع الضوء الإنجليزية وترجمتها للعربية موضوع مختص ،
ورفد المراجع بتفصيلها ، كي لا يدخل إلا أولي العزم ممن يُضيفون ولا يتهاترون .

العزيز كودي لك التحية

قراءة هذه الوثيقة لا تكمن في كونها متعارضة مع رياح التغيير آنذاك..بل هي قراءة..تعكس تأريخ شعب باكمله مستعبد من خلال فئة معينة هذا ماسنتناول بعضه ..وياليتك تساهم بمشاركة مستفيضة.. سأحاول قدر الإمكان ملامسة ذلك بعيدا عن تعميمات الوضع الراهن الذي يتغذى من فتات التناقض الذي كرست له
سياسة الارتزاق اليومي..التي انتهجتها معظم التنظيمات التقليدية ..وطال بدوره بعض القوى الناهضة...كما يسيتضح من خلال هذه الوثيقة التي غض التأريخ بصره واغمض عينه عنها ..نظام " الشينة منكورة" ..لا نقصد هنا التأريخ المدون في الادراج وانما نقصد به ذلك المعلن الذي الذي استقت منه مناهجنا ..
والذي هو عبارة عن استعراض مبهر لبطولات معظمها نتاج يفتقر الي قراءات أكثر موضوعية ..مابالك بمثل هذه الوثيقة التي تلخص في جوهرها تداعيات الواقع
الذي يستمد تشظيه من عدم الإعتراف الجوهري والضمني والأخلاقي من تلك الوثيقة
الكارثة..والتي ظلت اجيال لاحقة تدفع فاتورتها من اوردة مفتوحة تضخ الدماء
ومازالت..الا تفق معي لو تعامل الزعماء الاوائل بقدر من المسؤولية في مسألة
الرق تلك لتجنبت البلاد مأزقيتها الآنية.

لا سيما تعامل المستعمر لحظتها مع تلك المذكرة والتي سوف ننشر بقيتها بقية الاستفادة من هامشها لحوارات مستفيضة.

تكملة نص المذكرة

"نرى من واجبنا ان نشير اليكم برأينا في موضوع الرق في السودان, بأمل أن توليه الحكومة عنايتها ولقد تابعنا سياسة الحكومة تجاه هذه الطبقة منذ إعادة
الفتح, وطبيعي اننا لا نستطيع أن ننتقد أمرا توحد كل العالم المتمدن
لإلغائه, وهو واحد من أهم الأمور التي يعني بها القانون الدولي, علي ان مايهمنا في الأمر أن الرق في السودان لا يمت بصلة لما هو متعارف عليه بشكل عام . فالأرقاء الذين يعملون في زراعة الأرض, شركاء في واقع الأمر لملاك الأرض ولهم من الامتيازات والحقوق ما يجعلهم طبقة قائمة بذاتها, ولا يمكن تصنيفهم كأرقاء بالمعنى المتعارف عليه. وأهل السودان الذين مازال لهم أرقاء في الوقت الحاضر, إنما يعاملونهم كما لو كانوا من افراد العائلة بسبب احتياجهم المتعاظم لعملهم, ولو كان لطرف أن يتظلم الآن فهم الملاك الذين أصبحو تحت رحمة آرائهم. وكما تعلمون تمام العلم, فإن العمل في الظرف الراهن هو اهم قضية في السودان, ويتطلب علاجها الاهتمام الأكبر, فالحكومة والشركاء والأفراد
المهتمون بالزراعة, يحتاجون لكل يد عاملة يمكن الحصول عليها لتسهم في نجاح المشاريع. ولابد أن الحكومةوموظفيها قد لاحظوا خلال السنوات القليلة الماضية, أن أغلبية الأرقاء الذين أعتقوا أصبحوا لا يصلحون لأي عمل, إذ جنح النساء منهم نحو الدعارة, وأدمن الرجال الخمر والكسل.
لهذه الأسباب نحث الحكومة علي أن تنظر باهتمام في الحكمة من إصدار أوراق الحرية دون تمييز لآشخاص يعتبرون أن هذه الأوراق تمنحهم حرية من أي مسئولية للعمل, والتخلي عن أداء الالتزامات التي تقيدهم. بما أن هؤلاء الأرقاء ليسوا عبيدا بالمعنى الذي يفهمه القانون الدولي, فلم تعد هنالك حوجة لإعطائهم أوراق الحرية, إلا إذا كانت هنالك حوجة لإعطائها لملاك الأرض الذين يعملون لهم, وإنه لمن مصلحة كل الأطراف المعنية والحكومة وملاك الأرض والأرقاء,
أن يبقى الأرقاء للعمل في الزراعة,أما إذا استمرت سياسة تشجيع الأرقاء علي ترك العمل في الزراعة والتسول في المدن, فلن ينتج عن ذلك سوى الشر.

نتمنى أن تأخذ الحكومة هذا الأمر بعين الاعتبار, وأن تصدر أوامرها لكل موظفيها في مواقع السلطة, بأن لا يصدروا أي أوراق حرية, إلا إذا برهن الأرقاء على سوء المعاملة"
.."الرق في المجتمع السوداني"ص362.
انتهى نص المذكرة , وسوف نورد ردود افعال السلطة "المستعمر"

العزيز شقليني

سليل الكتابة الجيدة..وصاحب الحروف واللغة التي تعني بنفسها ..وتدرك صغارها حتي لحظة التحليق في سماء الكتابة والمعنى ..لا أخفيك سعادتي بتتبع ذلك النغم.. وهو يفرهد بتلك الحيوية في ثغر أمهاتنا الأوائل.."لمناغمات" بالقيم المبكرة..منذ ذلك الزمن وحتي مسرجة لشموع تنتظر من يبعثها بالقبس
لحلكة بين ثنايا الروح التي تستعد لتشطيف اوردة مدرونة من فعل الزمن ومن بعض ما تراكم فيها من غبار المسافات... فتجاسر الملح وهو لا يكاد يعادل طعم الصدأ الذي راكمه الصيام اللغوي.. وانفعال الكلام الذي يرتد من حواف اللسان..فلا يبلغ الرشد ولا ترشده اللباب..

لك السلام في بهائه ينفرد بالمحبة.. ويجتمع علي تعضيد ساعد يناصرك في الغلى والغلواء

العزيز شقليني

سليل الكتابة الجيدة..وصاحب الحروف واللغة التي تعتني بنفسها ..وتدرك صغارها حتي لحظة التحليق في سماء الكتابة والمعنى ..لا أخفيك سعادتي بتتبع ذلك النغم.. وهو يفرهد بتلك الحيوية في ثغر أمهاتنا الأوائل.."لمناغمات" بالقيم المبكرة..منذ ذلك الزمن وحتي مسرجة لشموع تنتظر من يبعثها بالقبس
لحلكة بين ثنايا الروح التي تستعد لتشطيف اوردة مدرونة من فعل الزمن ومن بعض ما تراكم فيها من غبار المسافات... فتجاسر الملح وهو لا يكاد يعادل طعم الصدأ الذي راكمه الصيام اللغوي.. وانفعال الكلام الذي يرتد من حواف اللسان..فلا يبلغ الرشد ولا ترشده اللباب..

لك السلام في بهائه ينفرد بالمحبة.. ويجتمع علي تعضيد ساعد يناصرك في الغلى والغلواء

طاغور زمانه عبد المنعم
يا شاعر المرحاض العظيم
لك جملة مفتريات وأكاذيب علي
بعضها يتعلق بما
أخطه في هذا المنبر
أين ومتى تعديت على فاروق حامد محمد أو محسن ؟
أين ومتى كتبت أني من قومية الكوناما المضطهدة ؟
___________________
كما افتريت على الجهاد الأرتري
أين ومتى اعتدى المجاهدون على مدرسة ؟
_____________
حاولت مساندة صديقك ياسر
للتغطية على نهجه العنصري !!
________________________
كل ذلك موثق
لن أدعك حتى تعتذر
أو تأتي بالبينات

ومواصلة لسيل أكاذيبك:
وفي بوست فتحته للرد على التنصيري عمر عاي
حول افترائه على الحركة الوطنية لتحرير كونامى
تداخلت أنت زاعما ارتباط الحركة بالأصولية الإسلامية....!!!
___________________
نرجع لموضوع البوست بتاعك ده :
كيف يفتح مثلك من مجندي
جيش الفتح السابقين وأتباع الطائفية
مثل هذا الموضوع ؟
________
غايتو واحدة من الاثنين تجارة :
إما قتالك مع جيش الفتح
وإما خيط ده !!!

تعليقات الحكومة الإستعمارية ممثلة في:

1- مدير المخابرات البريطانية.
2- السكرتير الإداري.
3- السكرتير القضائي.

مصدر" سقوط الأقنعة"ص 128

منعم أيها الصديق
فلتواصل الدفق و الانتخاب
إنا هاهنا مستمتعون


تعيش

Quote: أرسلها زعماء السودان الدينيون السادة: علي الميرغني,عبد الرحمن المهدي, الشريف يوسف الهندي.. الي مدير المخابرات البريطانية.. في 6مارس 1925...

استمر يا منعم دا تاريخ مهم جدا

شكرا يا منعم على الكتابة الفاهمة..

تعرف دي بذرة لاحياء مدرسة الغابة والصحراء تاني,, بمفوهوم اكثر تقدما,,
هل فكرت في ذلك؟

تعليق مبتسر ومقتضب من مدير المخابرات البريطانية.. عن المذكرة ثم رفعها الي جهة الإختصاص..ولكنه كان كافيا للفت نظر الإدارة البريطانية من استثمار هذه المذكرة في الوضع السياسي لحظتها والبلاد خارجة لتوها من احداث ثورة اللواء الابيض ..

" مدير المخابرات الذي وجهت له المذكرة رفعها بدوره في 6/4/1925 الي القنوات التي كان مفترضا في السادة المذكورين مخاطبتها, السكرتير القضائي, والسكرتير الإداري, ولأن المذكرة لم تكن مطالبة المستعمر بالرحيل وهو جل مايمكن ان يؤرقه, كان مجرد اتفاق الزعماء الثلاثة مثار دهشته .." لذا كان تعليقه:

- "مما يستلفت النظر حقا أن يكون هنالك أي موضوع يتفق حوله الأعيان الثلاثة, وهذا في حد ذاته يدفعني للاعتقاد أن المذكرة تستحق عناية فائقة"

بهذه العبارات كتب السكرتير الاداري مذكرة للسكرتير القضائي بتاريخ 11\4\1925:


"السير بحذر في معالجة موضوع الرقيق"

"وان الأمر سابق لأوانه"

" السير بحذر بالغ في معالجة موضوع الرقيق"

" أعتقد جازما أذا ما طبقت المذكرة نصا وروحا فسوف يختفي الرّق بمرور الزمن "


هذه الردود تتسق مع مصلحة الادارة البريطانية في ذلك الوقت بحيث انها كانت في اشد
الاحتياج لسقف جماهيري في الولاء الذي يمثله الزعماء الثلاثة من دعم شعبي
لوجود المستعمر ارتكازا علي مؤثرات تلك الزعامة الدينية علي الامة.. الأمر الآخر تمركز
طبقة الاقتصاد في قبضتهم او في يد موالين لتلك الزعامات.

من المتعارف عليه بان واحدة من مبررات الانتداب البريطاني هي مسألة تجفيف الرق في السودان
بعد بروز الآلة في المجتمع الاروبي واصبحت ظاهرة العبيد عبئا علي تلك المجتمعات لم يحسم مصيرها
بشكل دقيق في مسالة التعايش والمساواة ..لذلك لم يكن من المسبعد لجوء الادارة البريطانية من
الالتفاف علي القانون اذ: "قامت الحكومة بالسماح باستمرار الرقيق العائلي" رغما عن الرد
السكرتير القضائي الذي سنورده لاحقا.

Quote: منعم أيها الصديق فلتواصل الدفق و الانتخاب إنا هاهنا مستمتعون تعيش

الصديق بوعسل لك التحية ..نريده حوارا جادا وقراءة موضوعية للتأريخ ومؤثراته
التي شكلت بدورها الوعي الجمعي المستلب للحركة الوطنية بشقيها اليميني واليساري
وفك اسار الميديا والثقل الرمزي من الاحتواءات في سيرورتها وصيرورتها والاتجاه الرقمي
الرافض والمضاد لما تولد عنه من غبن متراكم في لحطات انفجاراته التأريخية كعنف منذ العام
1955 كانعكاس مطلبي لتجاهل المنظومة السياسية الوطنية التي تستعد وقتئذن لجني ثمرة الاستقلال
بالتغاضي المتعمد لمذكرة مؤتمر جوبا 1947 ..مرورا بالمشهد
السياسي بعد الاستقلال وحتي انفجار الوضع الراهن في دارفور ومناطق اخري . كحالة تستوجب
منا بعض الوقوف علي الخلفيات التراثية والفكرية التي نهضت عليها مشاريع السياسة الآنية.

Quote: استمر يا منعم دا تاريخ مهم جدا

الاخت العزيزة دوما

هذا التاريخ المهم جدا يحتاج منا لاعادة قراءته من منطق
يقاربنا الي خارطة التفاكر تحت ظلال شحرة الوحدة وربما
ظفرنا منه بحكمة تؤسس علي ثقافة يلتقي عندها الجميع..

ان ندين تلك المذكرة ونطالب كل الذين بنوا افكارهم
عليها بالاعتذار والشجب ..لما ساهموا به من أفكار اعلنتها
تلك المذكرة .

لك التحية

أستاذ عبد المنعم
شيق ما نشرته هنا
وفي إنتظار المزيد

الأخت د.بيان

لك التحية علي ايرادك هذا الخيط بخصوص الغابة والصحراء
لذا رايت بان اقتبس هذا المقطع من حوار لي في منتدى آخر
كانت بخصوص رواية " تيمولليت" للكاتب محسن خالد..حتي
يبقي ارضية مشتركة لقراءة الغابة والصحراء علي مستواها
الفكري والانساني.



اذا حاولنا تجريد السرد ولغة الحوار من ظاهرية البينة ، لنتوغل في عمق النص واستشفاف مدي فاعليته من خلال الحبكة الذكية التي طبخها محسن خالد في "تيموليلت " ، بتخيل فضاء ارحب للتحليق في مضامين مفرداته وربطها بالاحداث ، وتلخيص فكرة عن قراءة سريعة للمجتمع قراءة حقيقية لا مبتذلة ، لان بذاءة المفردة لا تعني بالضرورة ابتذال النص ، او استغراقة في وحل آسن، يسترخص القيمة التي يطرحها المجتمع ، فما من مجتمع متكامل علي هذه البسيطة فهنالك الصالح والطالح في كل مكان ، ولكن يظل الابداع هو مقياس القراءة لحركة المجتمعات.


الروائي محسن خالد في "تيموليلت" يتطرق الي قراءة سيسولوجية ومعرفية لبنية العقل التي تسيطر علي ذهنييتنا الثقافية، كسودانيين في المقام الاول، وكمشروع ثقافي يقع بين انتمائين - عروبة\ زنوجة، واختبار هذه الانتماءات متجاوزا
بذلك مشروع " الغابة والصحراء" كمصطلح هش بني افتراضاته جيل سابق ، المجذوب ، محمد مكي ابراهيم ،محمد عبد الحي، علي المك، الطيب صالح،عالم عباس ، مصطفي سند، وآخرين. باختبار ذلك المصطلح "الغابة والصحراء" من خلال
قراءة خطابات الابداع لمؤسسي تلك المدرسة لنماذج روادها مثلا عبد الحي في العودة لسنار:


"الليلة يستقبلني اهلي

خيل تحجل في دائرة

النار..

أهدوني "مسبحة" من اضراس

الموتي..

"ابريقا" جمجمة

و"مصلّى" من جلد

الجاموس..

رمزا يلمع بين

"النخلة"

"والابنوس".

هذا الملمح من قصيدة العودة الي سنار يمثل نموذج حيوي لقراءة تلك الرابطة الخلاسية بين حلفي "الغابة= الزنوجة" و"الصحراء= العروبة" محمد عبد الحي يرى هذا الحلف علي اساس ان الوافد من يمتلك الفعل الثقافي والقدرة علي الحركة وتشكيل المجتمع وتنميطه وفق مكتسباته وهي ملاحظة مستعجلة لمفردات مثل "مسبحة" وهي دلالة علي الثقافة العربية الاسلامية وضبطها للمجتمع من خلال منظومتها القيمية وعلي هذا النسق تاتي بقية المفردات "ابريقا،مصلّى، " ..وهو رمز يكثف وضعية النخلة وهي من دلالة "الصحراء " او العروبة. اما المحلي
فقط يمتلك تلك الارضية التي تتحرك فيها ثقافة "الوافد"باستخدام الادوات المحلية للتعبير عن تلك الثقافة "مسبحة من أضراس الموتي" اضراس الموتي دلالة علي موروث محلي تليد لم يتبقى منه سوي مخلفات مادية كمتحف موت تصلح لاستخدامه كاعادة انتاج وفق ثقافة الوافد. وتمضي رصيفاتها علي ذات النسق " جمجمة، جلد" وهو توظيف يلغي حيوية
"المحلي" وينفي وضعية فاعلية "الابنوس" في دلالة "الغابة" او الزنوجة.

Quote: أستاذ عبد المنعم شيق ما نشرته هنا وفي إنتظار المزيد

شكرا العزيزة دكتورة نهال

علي الكلمات الطيبات ..

يتبع ..الحوار حول تيموليلت





بتقريب رواية " تيموليت" الي موضوع الهوية واستخلاص شرط قراءته للواقع من منطلق حداثوي نستنتج افكار فنلخصها في
في الآتي:

"سي" خالد يمثل وضعية السودان تحت ظلال العولمة ، اداع متكامل للثقافة العربية المتاثرة بمنجزات الغرب كمستهلك بكسر الّلام ، مفردة "المغرب " كدلالة اشرنا اليها سابقا كارضية مشتركة للذهنية العربية في وضع الحداثة بموقفها من مستحدثات الحضارة الغربية.. و"حسناء"التي تزوجها سي خالد
تمثل الارضية العربية الصرفة باستخدام نفس الادوات المستجلبة كهجرة "عكسية" للمحلي والاقليمي نحو الحضارة الجديدة "العولمة" هذه النقطة تحتاج الي اضاءة قبل الاسترسال في مقاربة الرواية. عندما كانت الحضارة العربية الاسلامية سائدة كانت مصادرنا للمعرفة تاتي الينا من الشمال الي الجنوب
لتلغي الموروث او تعيد انتاجه وفق شروطها الثقافية وهذا وضحناه بعاليه في نموذج "الغابة والصحراء"، وفق بنية العقل التناسلي ، قدوم افواج من ذات الحضارة وتناسلهم مع السكان الاصليين مع اعتبار الصيغة المستعلية والفوارق بين الزوجة الوافدة من بيئة الصحراء والامة المسترقة في موطنها الاصلي . الحضارة الغربية عندما بدأت تجتاح العالم في ازمان سابقة " العصر العثماني" سلكت نفس المسلك في الاجتياح مع اختلاف في صيغة البنية "المال والرجال" بنية عقل برجوازي"نهب خيرات البلاد واستغلال السكان في زيادة مكتسباتهم الاقتصادية ، أو تصديرهم الي مراكز الانتاج
في العالم تصدير العبيد الي اسواق الرق العالمي، بعد دخول الآلة مجال العمل اصبح من الضرورة الاستغناء عن دور
العبيد كسخرة انتاج ،والذي وفر بدوره ارضية للفكر الاروبي في انتاج حلول لوضعيتهم ..كان الاقصاء في بادئ الامر
"النازية" في المانيا ..الاجور والعمالة " الحلف الاطلسي" مع تجفيف مصادر الرق بايقاف هذه التجارة التي اصبحت
عبئا عليهم ..الاشتراكية والمساواة في العمل " الثورة الروسية وخلفائها" ، عسكريا انتصر "الحلف الاطلسي " وفرض
أجندته علي مستعمراته الجديدة " عصر الجنرالات" ، توقيف تجارة الرق ..توفير مواد خام للاستهلاك المحلي وتغذية
مصانع العالم مع فتح مراكز تسويق للمنتجات، نفس بنية الوعي البرجوازي. التي انشأت مؤسسات اقتصادية للافراد
في الحضارة الغربية وخلقت فضاء فاعلي مؤسس من خلال تلاقي نشاطات خلاقة كانت تمارس عبر افراد في شكل
مصلحين وخيرين الي مؤسسة فاعلة انتبهت لوجود هذه الآلة الانتاجية التي هددت الوجود الانساني وانتجت بدورها قوانين قمعية تهدد وجود البشر كمستهلكين لمنتجات هذه الحضارة وهي علي المدي البعيد كساد للمنتجات ومن ثم الافلاس
وانهيار هذه الحضارة. فكان التوقيع او المصادقة علي الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وهو في ظاهره تضامن مع
الشعوب المقهورة ، وفي باطنه الحد من مهددات زوال تلك الحضارة جرّاء الكوارث التي انتجتها الآلة واستخداماتها
في مجال الموت ."استقلال" الشعوب مع ابقاء حالتها كمستهلك لمنجات الغرب.

'السكرتير القضائي ;جاء رده مفارقا لما ذهب اليه رصيفيه.. وقد تناول الموضوع من الناحية الدينية التي ينهل منها الزعماء الثلاثة..وبتاريخ;14 -4-1925 كما جاء في المذكرة'لو أن عرب السودان اتبعوا الموجهات الأخلاقية والشرعية التي أتى بها رسولهم لأمكن أن يقال الكثير في دعم وجهة نظر قاضي القضاة لكنهم للأسف لا يفعلون'الي ان يصل الي خاتمة المذكرة ''انني أميل إلي اننقتحم المجازفة حول العلاقات العائلية كما اقتحمنا علاقات الإرث وأن نعلن على الملأ أنه على المحاكم المدنية والشرعية عند النظر في القضايا أن تنطلق من أن كل شخص حر وأنه كان دائما حرا أو على الأقل منذ سبتمبر 1898. لا أستبعد أن تنشأ حالة من السخط والضجر- أعتقد أنها ستنشأ - لكني أرى مواجهتها''

علي ضوء تلك التعليقات من مدير المخابرات والسكرتير الإداري والسكرتير القضائي رأت الإدارة البريطانية مصلحتها باستمرار الرقيق في السودان ولكنه علي نهج محدد بحيث لا يثير حفيظة العالم الآخر اذ; 'قامت الحكومة بالسماح بستمرار الرقيق العائلي'. من هنا سيبدأ موضوع البوست الأساسي وهو ملازمة ظاهرة الاستعلاء الثقافي التي قادت السودان الي هذا التصدع وهذا الانهيار.

[بعد أن
B]'قامت الحكومة بالسماح بستمرار الرقيق العائلي'.
هل صدر قراراآخرا بوقف الرقيق العائلي?

وماهي تلك التعويضات التي اتبعتها الإدارة البريطانية إذا ما وضعنا الإعتبار
انها خرقت قانون مصلحة مكافحة الرق الذي آقر أن الإنسان حرا دون تميز منذ العام 1898?

وهل يتحمل السلف الذي خلف الزعماء الثلاثة تبعات تلك المذكرة المخزية?

وهل مثل هذه الجريمة تسقط بالتقادم ?

هذه الأسلة المشروعة سوف ينبني عليها تفسيرات لاوضاع ثقافية وسياسية للوضع الراهن بكل تداعياته منذ الاستقلال وتقسيمات جعلت مجموعات لا تتمتع بأوضاع متساوية في المواطنة..

فوق يا منعم لمزيد من القراءة