ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية

ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية


08-08-2006, 01:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=229&msg=1183382521&rn=2


Post: #1
Title: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-08-2006, 01:25 PM
Parent: #0

الكاتبة التشلية الساحرة

والتي أصبحت اليوم من أهم روائي أمريكا اللاتينية

ولدت بعام 1942 وعملت في الصحافة في سن السابعة عشرة من عمرها
اقتحمت عالم الرواية في سن الأربعين عندما كانت تكتب رسالة الى جدها , حينها تحولت تلك الرسالة الى رواية ( بيت الأرواح )
وتقول ( لقد دخلت عالم الأدب بصورة مفاجئة , في سن لا تطمح فيه نساء أخريات بأكثر من رفو جوارب أحفادهن و لقد اقتحمت الأدب اقتحاما وفوجئت بالصدى الذي أثارته كتبي , لأني لم أكن أتوقعه )


سحر ايزابيل يكمن في شخصيات رواياتها, والتاريخ الذي تنسجه
فشخصيات ايزابيل تحمل أبعاد انسانية عميقة , صفات كثيرة تختلط ببعضها , لنصل الى شخصيات واقعية لها طعم خاص ومميز

إلزا , تاو تشين , ايرين , فرانثيسكو ليال , ايفانخيلينا , ايفالونا , خواكين , أورورا , سيفيرو دل باي
وغيرهم شخصيات لا يمكن أن نشعر بأنها غير حقيقية , ولا يمكن نسيانها

والتاريخ لدى ايزابيل له سحره فهو مزيج من الحقيقة والكذب معا
وقد عرضهاهذا للإنتقاد وتشكيك البعض في مصداقية نقلها للتاريخ
وايزابيل بنفسها تقول " في البيت كانوا ينعتوني بالكاذبة أما اليوم فانني أربح من كذبي هذا"


لكم أحب هذه الروائية الساحرة, ولكم تعجبني أكثر في كل رواية تكتبها






موقع ايزابيل الليندي

Post: #2
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-08-2006, 01:41 PM
Parent: #1



"في عام 1979 وفي بلدة " لونكين " على بعد 60 كيلومتر من العاصمة التشيلية سنتياغو, تم اكتشاف مدفن سري في منجم مهجور , أخفى فيه رجال الدرك جثث خمسة عشر فلاحا من أهالي المنطقة .
ومن هذه الواقعة الحقيقية تنطلق ايزابيل الليندي لترسم عالما من الحب والأمل , في مواجهة عالم آخر من العنف والحقد . كل ذلك في أجواء سحرية تضيع فيها الحدود بين الواقع والخيال , لتشكل في نهاية المطاف عملا أدبيا رائعا , وشهادة تاريخية مأساوية , تروي وقائع جريمة سياسية , وقصة تضامن انساني "
من رواية " الحب والظلال "

كانت أول رواية أقرأها لـ ايزابيل الليندي , وأنا في الصف الثاني الثانوي
أكتشفت فيها عالم جديد للرواية , ومدرسة مختلفة , ودفعني اعجابي بها للبحث عن رواياتها الأخرى , وامتد البحث الى الأدباء اللاتينيين عامة
الحب والظلال لاتزال عندي هي الأجمل والأقرب الى الكمال الأدبي
لا تزال برغب اعجابي الكبير بـ ايفالونا وصورة عتيقة


لاتزال ايرين وفرانثيسكو في الذاكرة
ولاتزال قصة الأهالي الفقراء و وايفانخيلينا تنقل واقعا مستمر
يعاني فيه الكثير من الظلم والإستبداد

الحب والظلال رواية تحمل رسالة انسانية هامة للتضامن مع المستضعفين والمقهورين والفقراء
تفضح جريمة سياسية حدثت ولاتزال تحدث في الكثير من الدول الديكتاتورية

Post: #3
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: الصادق اسماعيل
Date: 08-08-2006, 09:04 PM

نهال
شكراً على البوست الرائع، وواصلي فكلنا مغرمين بذلك العالم الروائي الساحر في امريكا اللاتينية، نحن في الإنتظار فلا تغيبي
الصادق

Post: #4
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: Aymen Tabir
Date: 08-09-2006, 00:03 AM
Parent: #3

الاخت نهال
تحايا
ايزابيلا الليندي لا شك واحده من اروع كاتبات امريكا اللاتينية ; تمتاز كتاباتها بسحر خاص - لغه سلسه وربط درامي للشخصيات ; خيال شاسع لتلوين ورسم الصور بواقعيه وحبكه متفرده...تحمل في كتاباتها ملامح لادب ماركيز ;قرات لها "ابنة الحظ" ويالها من رواية.
شكرا لهذه الاضاءة المتفرده
تقديري

Post: #11
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-09-2006, 10:16 AM
Parent: #4

الأخ أيمن
تحياتي


Quote: ايزابيلا الليندي لا شك واحده من اروع كاتبات امريكا اللاتينية ; تمتاز كتاباتها بسحر خاص - لغه سلسه وربط درامي للشخصيات ; خيال شاسع لتلوين ورسم الصور بواقعيه وحبكه متفرده.


تقول ايزابيل بأنها تأثرت كثيرا ( بألف ليلة وليلة ) وربما يتضح ذلك في أسلوبها الساحر


Quote: قرات لها "ابنة الحظ" ويالها من رواية


وسيزداد اعجابك اكثر وأكثر في كل رواية لها



لك الشكر والتقدير

Post: #10
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-09-2006, 10:00 AM
Parent: #3

الصادق اسماعيل

تحياتي


Quote: وواصلي فكلنا مغرمين بذلك العالم الروائي الساحر في امريكا اللاتينية،


فعلا كلنا مغرمين بذلك العالم

ايزابيل وغارسيا ماركيز وغيرهم أثاروا بي الرغبة في السفر الى امريكا اللاتينية تلك الأرض الساحرة

قبل أشهر أعارني صديق فيلم City of God وبعده آمنت بأن هؤلاء اللاتينيين عباقرة في كل شيء


وشكرا لتشجيعك





Post: #5
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: هشام المجمر
Date: 08-09-2006, 00:36 AM
Parent: #1

نهال

تحية لك على هذا البوست

ب>ات التعرف على ايزابيلا فى العام 1987 وعن طريق الصدف عندما أشتريت كتابيها ايفالونا والحب والظلال من المكتبة الاكاديمية بشارع الجمهورية. و ذلك بسبب حبى وشغفى بكتاب امريكا اللاتينيةو كنت قد قرأت وقتهالكل من مركيز وجورج أمادو.

أيزابيلا الفاتنة سحرتنى بأيفالونا. على غير عادتى قرأت الرواية كلها مرة واحدة. اصدقك قولا ارتفعت حرارة جسمى وانا التهم صفحات تلك الروايةالمجنونةولم اصدق ان احدا لديه هذه القدرة على التعبير المبدع ومزج الواقع بالخيال وتطويع كنوز تفاصيل الحياة اليومية لأمريكا اللاتينية و جعلها عالما من التصاوير المبهرة لا يمكن إلا أن يهز كل شعرة فى جسمك.

قرأت بعدها الحب والظلال و قررت إمتلاك كل كتاب تصدره وهذا ما كان
التحية لك لفتح هذه النافذة عن ايزابيلا الفريدة

Post: #6
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-09-2006, 01:50 AM
Parent: #5


عزيزتي نهال

صباح حنون وخصب

حقا، اسطورة، أحس بأن الأدب يسعى لحجر المرأة، كطفل مدهش، ترصد الاشياء، والمفارقات، والتهكم،
والاحساس بصورة عبقرية، لها حاسة فريدة في إلتقاط المدهش والغريب من الاحداث اليومية، مع جراءة، غير معهودة في النساء، (وبالاخص دول اللاتين وافريقيا، واسيا)، تحس بأنها لا تكتب قصص، بقدر ماهي تشجب، وتدين، وتستنكر الواقع المحيط، والبيئة الثقافية والاجتماعية والروحية، وعلى نفسها جنت براقش، مللكة التصوير، للخواطر، والانفعالات، والحركات، ولكن أليست هي من القارة المدهشة، قارة حبلى بالتجاوز والمخدرات والمليشات والنبوءات، والفقر والمجون، والعنف، والتأمل، واليوجا..

نصوصها، تخرج بك من أي واقع انت فيه، وتقذف بك، وبأريحية تامة، في حضن رياض الجنة..

هل يمضي الأدب إلى مصدره الأول، المرأة، وبما تملك من عاطفة قوية، و قوة ملاحظة دقيقة، وحياة متتدفقة، وغنج غامض، وفكاهة محببة، وثراء اصيل، وإنصاف للتفاصيل المنسية،
مثل إيليا أبوماضي (لست أدري)..

ولكني على يقين، ما!!!

Post: #7
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: أيزابيلا
Date: 08-09-2006, 03:50 AM
Parent: #6

قريحة أيزابيل
نضجت في عالم اللاتين أمريكان بفعل الأساطير والسحر
والطقس والبهار
‏_هؤلا قوم جبلوا على الحياة
فعاشوها كما شاؤا
لذا لم يكن صعبا أن تأتي كتابتهم بكل هذا السحر
‏_لن أنسى أن أشكرك

Post: #8
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: ABUKHALID
Date: 08-09-2006, 05:05 AM
Parent: #7

ايزبيلا الليندي هي بنت أخ سلفادور الليندي
لمن لايعرف
وخالها الشاعر العظيم بابلو نيرودا
نشأت في أسرة مثقفة وأهلها غريبي ألاطوار
قرأت في بواكير حياتها كل ما وفره لها
الخال بابلو( كما يحلو لها أن تسميه)
ترعرعت في الغربة أكثر ماهي في شيلي
نشات في كنف زوج والدتها الذي تحبه كثيرا
وكنت ترتبط بخيط ساحر الي جدها والد أمها
و شديد الخصوصية
لقد كان زوج والدتها الثاني بعد هجران ابيها لهم
دبلوماسيا
وقد اتاح لها ذلك أن تتنقل في المكان
حاملة معها ذاكرة شيلي المليئة بالغموض والخرافات
ولقد وطنت نفسها للكتابة في سنوات مبكرة
رغم أنها ما رأت في نفسها ذات لحظة أنها أديبة
تزوجت من رجل أمريكي عقب زواجها الاول
وعاشت معه في الولايات المتحدة
ومازالت تعيش هناك
عقب هروبها الكبير من شيلي
عقب أحداث الحادي من سبتمبر 1973
التي أغتال فيها الجيش الاميركي واحدة
من ركائز الديموقراطية الاشتراكية
في امريكا اللاتينية
لقد هاجرت ازبيلا وزوجها الأول ووالد طفليها الي فنزويلا
عقب انقلاب بونشيته
ومن ثم تدهورت علافتها بزوجها
وعاشت ظروف صعبة في فنزويلا مع طفليها
ولكنها كانت دائما تعيش في خفقاتها داخل شيلي
ازبيلا أمراة متميزة وصحفية كبيرة
وروأية شديدة الحساسية تجاه الكلمة ومعناها
كتبت لشيلي كتاب كما كتب بابلو نيرودا النشيد الشامل لشيلي
انه كتابها شيلي وطني المخترع
الذي يصور علاقة الحادي من سبتمبر التي انهار فيه مبني التجارة العالمية
وانهيار أحلام الشيليين في الديمقراطية
التي كان رئيسها سلفادور الليندي
كاول رئيس شيوعي منخب في العالم

Post: #23
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-15-2006, 06:14 AM
Parent: #8

ABUKHALID

تحياتي


شكرا لهذا التعريف الوافي عن ايزابيل


لك مني كل التحية والإحترام



وأضيف الى ماذكرته هذا الحوار المطول الذي نشر بموقع دروب

www.doroob.com

س: هل هناك أجناس كتابية أخرى اهتممت باستكشافها ، أم هل تشعرين بأنك ستواصلين العمل في السرد؟
ج: كتبت مسرحيات في شبابي وأحببت ذلك ؛ أحب أن أعمل ضمن فريق. حاولت كذلك أن أكتب قصصا للأطفال. حين كان أولادي صغارا كنت أحكي لهم قصصا كل ليلة ، كان تدريبا رائعا حافظت عليه. في عام 2001 كتبت رواية للأطفال والشباب عنوانها ( مدينة الوحوش). كتبت في الفكاهة لسنوات وأعتقد أنه أكثر الأجناس صعوبة على الإطلاق. لم أجرب كتابة الشعر ولا أعتقد أنني سأفعل.

س: هل تكتبين بالأسبانية؟
ج: أستطيع أن أكتب الرواية فقط بالأسبانية ، لأنها بالنسبة لي عملية شديدة العضوية لا أستطيع أن أنجزها إلا عبر لغتي. ولحسن الحظ فإن لدي مترجمين ممتازين في كل أرجاء العالم.

س: هل تعملين بمقربة من مترجميك؟ لاحظت أن مارجريت سايرز بيدن قد ترجمت العديد من كتبك إلى الإنجليزية.
ج: مارجريت وأنا على اتصال دائم ، أعتقد أن هناك ارتباطا روحيا يجمع ما بيننا. إنها تقوم بعمل رائع. إنني لا أحلم بتصحيحها! في معظم اللغات الأخرى لا أعرف حتى من يقوم بترجمة أعمالي. الناشرون يتكفلون بهذا الأمر.

س: هل لك أن توضحي فكرة كتابة الرواية ، وقول الحقيقة ، ورواية الأكاذيب ، وكشف نوع ما من الواقع ، وعن كيف يمكن أن تعمل هذه الأفكار مع أو ضد بعضها البعض؟
ج: الكذبة الأولى في الرواية هي أن المؤلف يضفي نوعا من النظام على فوضى الحياة : نظام كرونولوجي ، أو أي نظام آخر يرتئيه المؤلف. بوصفك كاتبا ، تقوم باختيار جزء من كل ؛ تقرر أن هذه الأشياء هي المهمة وأن ما عداها ليس كذلك.
ثم تقوم بالكتابة عن هذه الأشياء وفق منظورك. إن الحياة ليست هكذا. كل شيء يحدث في الوقت ذاته ، بطريقة فوضوية ، وليس لك أن تختار. لست أنت صاحب القرار بل الحياة هي صاحبة القرار. لذلك فحين تقبل ككاتب أن الرواية هي الكذب ، فحينئذ تصبح حرا ، ويكون بوسعك فعل أي شيء. ثم تبدأ المشي في دوائر. وكلما كبرت الدائرة كلما زادت الحقيقة التي تحصل عليها. كلما اتسع الأفق ، كلما مشيت أكثر ، كلما تريثت في كل شيء ، كلما زادت فرصة العثور على شظايا الحقيقة.

س: من أين تحصلين على إلهامك؟
ج: أنا مستمعة جيدة وقناصة حكايات. كل شخص لديه حكاية وكل الحكايات مثيرة إذا ما رويت بالأسلوب المناسب. إنني أقوم بقراءة الجرائد وكثيرا ما تدفعني أخبار صغيرة مخبأة إلى كتابة الرواية كاملة.

س: كيف يعمل الإلهام؟
ج: إنني أمضي من عشر إلى اثنتي عشرة ساعة يوميا وحدي في غرفة للكتابة. لا أتحدث مع أحد ولا أتلقى مكالمات هاتفية. أنا مجرد وسيط أو أداة لشيء يحدث فوق متناولي ، أصوات تتكلم من خلالي. إنني أخلق عالما روائيا ولكنه لا ينتمي لي. لست إلها ؛ إنني مجرد أداة. ومن خلال هذا التدريب الطويل اليومي والمضني اكتشفت الكثير عن نفسي وعن الحياة. لقد تعلمت. إنني لست واعية لما أقوم بكتابته. إنها عملية غريبة ؛ كما لو أنك من خلال هذا الكذب في الرواية تتوصل لاكتشاف أمور صغيرة حقيقية عن نفسك وعن حياتك ، وعن الناس ، وعن كيف يدور هذا العالم.

س: هل لك أن تتحدثي عن الشخصيات؟
ج: حين أقوم بتطوير شخصية ما عادة ما أبحث عن شخص يمكن أن يكون نموذجا لها. وإذا ما كان هذا الشخص حاضرا في ذهني ، يصبح من السهل بالنسبة لي أن أخلق شخصية مقنعة. إن الناس مركبون ومعقدون ، وهم نادرا ما يظهرون كل الجوانب المتعلقة بشخصياتهم ، وعلى الشخصيات الروائية أن تكون كذلك أيضا.
إنني أسمح للشخصيات بأن تحيا حياتها الخاصة في الكتاب. وغالبا ما أحس أنني لا أتحكم بها. إن القصة تمضي في اتجاهات غير متوقعة وعملي هو تدوينها ، وليس قسرها وإخضاعها لأفكاري المسبقة.

س: هل تستخدمين الكمبيوتر للكتابة؟
ج: أقوم بتسجيل ملاحظات طوال الوقت. وأحتفظ بدفتر في حقيبتي وحينما أرى أسمع شيئا مثيرا ، أقوم بتسجيل ملاحظة. أقوم بأخذ مقتطفات من الجرائد وأخبار التلفزيون. أكتب القصص التي يرويها لي الناس. حين أشرع في كتاب ما أحضر كل تلك الملاحظات لأنها تلهمني. أكتب مباشرة على الكمبيوتر بدون تخطيط مسبق ، متبعة في ذلك غريزتي. وحين تتم كتابة القصة على الشاشة ، أطبعها للمرة الأولى وأقرأها ، حينئذ أعرف أن الكتاب على وشك الإنجاز. المخطوطة الثانية تعنى باللغة والتوتر والنبرة والإيقاع.

س: ما الذي يصنع النهاية الجيدة لقصة ما؟
ج: لا أعرف. في القصة القصيرة يختلف الأمر عن الرواية. القصة القصيرة تأتي كاملة ؛ هناك فقط نهاية مناسبة واحدة لها. كل النهايات الأخرى غير مناسبة. إنك تعرف الأمر وتحس به. إذا لم تستطع العثور على تلك النهاية فليس لديك قصة ؛ ويصبح من غير المجدي العمل عليها. بالنسبة لي القصة القصيرة مثل السهم. لا بد لها أن تعرف الاتجاه الصحيح من البداية ولا بد لك أن تعرف على وجه الدقة المكان الذي تصوب باتجاهه. مع الرواية لا يمكنك أن تعرف أبدا. إنه عمل مضن. إن لديك نمطا في ذهنك. وفجأة تستدير وتدرك أنه شيء آخر. إنها تجربة آسرة لأنها تمتلك حياة خاصة بها. في القصة القصيرة تكون متحكما في كل شيء ، ومع ذلك فليس هناك إلا عدد قليل من القصص القصيرة الجيدة. وهنالك العديد من الروايات التي لا تنسى. في القصة القصيرة ، تكون كيفية الحكي أهم من الحكاية ؛ الشكل ذو أهمية قصوى. في الرواية تستطيع أن ترتكب أخطاء ولن يلاحظها إلا عدد قليل من الناس. لا أميل للنهايات السعيدة. أحب النهايات المفتوحة. أثق بخيال القراء.

س: من هم أبرز من أثروا فيك؟
ج: أنتمي إلى الجيل الأول من كتاب أمريكا اللاتينية الذين نشئوا على قراءة كتاب أمريكيين لاتينيين آخرين. في الزمن السابق لزمني لم تكن أعمال كتابنا توزع بشكل جيد في القارة. لذلك من الصعب أن تقرأ في تشيلي كتابا آخرين من أمريكا اللاتينية. أما عن أبرز المؤثرات فتمثلت في أعمال كل الكتاب الكبار إبان الازدهار الأدبي الذي شهدته أمريكا اللاتينية. هنالك أيضا الروائيون الروس والإنجليز والكتب الموجهة للناشئة التي قرأتها في طفولتي. من هذه الكتب تكون لدي حس بالحبكة والشخصيات القوية. اكتشفت الفنتازيا والإيروسية في ألف ليلة وليلة. الكاتبات النسويات اللاتي قرأت لهن في أوائل السبعينيات كان لهن دور أساسي في حياتي وكتابتي. وغالبا ما أتأثر بالأفلام السينمائية.

س: ما الذي يحدث حين تبدئين في كتابة رواية ما؟
ج: حين أبدأ أكون في حالة انتقالية كلية. لا يكون لدي أدنى فكرة عن اتجاه القصة أو عما سيحدث أو لماذا أقوم بكتابتها. كل ما أعرفه هو أنني بطريقة لا أستطيع فهمها في ذلك الوقت ، مرتبطة بالقصة. لقد اخترت تلك القصة لأنها مهمة بالنسبة لي في الماضي أو ستكون مهمة في المستقبل.

س: هل تقومين بالكثير من التحرير؟
ج: أجل بالنسبة للغة والتوتر ، ولكن ليس بالنسبة للحبكة. إن للقصة أو للشخصيات حياتهم الخاصة. لا أستطيع أن أتحكم بها. أريد للشخصيات أن تكون سعيدة ، وأن تتزوج ، وأن ترزق بالعديد من الأطفال وأن تعيش سعيدة ، ولكن الأمور لا تجري بهذه الطريقة. وكما أشرت سابقا ، فإن النهايات السعيدة لا تتوافق معي.
س: هل لك أن تتحدثي عن العناصر الاستشفائية للكتابة وعلى وجه الخصوص حول كتابك باولا؟ أعتقد أن كتابة ( باولا) كانت صعبة جدا ومؤلمة جدا.
ج: حين كنت أقوم بكتابة (باولا) كانت مساعدتي تأتي إلى المكتب وتجدني أبكي. كانت تحتضنني وتقول :” لست مضطرة لكتابة هذا.” وكنت أجيبها بقولي :” إنني أبكي لأنني أتداوى. إن الكتابة طريقتي في الحزن”. كان ذلك الكتاب مكتوبا بالدموع ، ولكنها كانت دموعا علاجية. بعد أن انتهيت منه ، شعرت بأن ابنتي كانت حية في قلبي ، وأن ذاكرتها لم تضع. ما دام الأمر مكتوبا ، فسوف يتم تذكره. لا أستطيع أن أتذكر التفاصيل ، والأسماء والأمكنة ولهذا أكتب في كل يوم رسالة إلى أمي. حينما كتبت عن باولا وعن حياتنا معا ، قمت بتسجيلها إلى الأبد. لن أنسى أبدا. تلك هي حياة الروح.

س: حين قرأت باولا ، صدمت بمدى كشفه عن الذات. إن الناس لا يتحدثون عادة عن ألمهم. إن تجربتك مع الموت والمرض والمأساة كانت بمثابة الهبة للعديد من الناس.
ج: أشعر بالارتباط مع أولئك القراء الذين كتبوا لي. إن الألم كوني. كلنا نتعاطى مع الألم والفقدان والموت بنفس الطريقة. أتلقى رسائل من أطباء يحسون أنهم لن يستطيعوا أبدا أن ينظروا إلى مرضاهم بنفس الطريقة التي كانوا ينظرون بها إليهم قبل قراءة الكتاب ، ومن شبان يحسون بالتماثل مع باولا ويفكرون للمرة الأولى بفنائهم. العديد من الرسائل جاءت من شابات صغيرات في السن لم يخضن تجربة خسران حقيقية ، ولكنهن يشعرن بأنهن لا يمتلكن حسا بالعائلة أو الدعم في المجتمع. إنهن يشعرن بالوحدة الشديدة. إنهن يحلمن بعلاقة تربطهم برجل ما تشبه تلك العلاقة التي كانت تربط باولا بزوجها. أتلقى رسائل من أمهات فقدن أطفالهن وظنن أنهن سوف يمتن من الحزن. ولكن المرء لا يموت لأنه فقد إنسانا عزيزا.إنه أكثر أحزان المرأة قدما. كل الأمهات لآلاف السنين فقدن أطفالهن. هنالك فقط عدد قليل محظوظ يستطعن أن يتنبأن بأن كل أطفالهن سيعيشون.

س:العديد من الكتاب يعتبرون (باولا) أفضل كتبك. هل بوسعك القول أن الكتابة حول باولا أثرت فيك بشكل أكثر عمقا من كل كتبك الأخرى؟
ج: أجل فكل كتبي الأخرى كانت بمثابة التدريب ، وحينما انتهيت منه وجدت أنه من الصعوبة بمكان الرجوع إلى الكتابة مرة أخرى. ما الذي يمكنني أن أكتب عنه ويكون بمثل أهمية باولا بالنسبة لي؟ ومع ذلك ، وبعد ثلاث سنوات من الانقطاع عن الكتابة صار بوسعي أن أكتب مرة أخرى : (أفروديت) و( ابنة الحظ)، و ( صورة عتيقة ) ، و( مدينة الوحوش) وآمل أن أكتب المزيد.

س: هل تعتقدين أن المرء يختار ما يكتبه أم أن الكتابة هي التي تختاره؟
ج: أعتقد أن القصص تختارني.

س: إذا فأنت حكواتية أولا ولا تصبحين كاتبة إلا لاحقا؟
ج: نعم. إن حكاية القصة هي الجزء المثير ؛ الكتابة قد تكون عملا شاقا!

س: هل ساعدتك خلفيتك كصحافية؟
ج: إنني أتعاطى مع المشاعر ؛ واللغة هي الأداة والآلة. إن القصة دائما ما تدور حول إحساس عميق جدا يشكل أهمية بالنسبة لي. حينما أكتب ، أحاول أن استخدم اللغة بطريقة فعالة ، كما يفعل الصحافي – لديك مساحة ووقت ضئيلين وعليك أن تستحوذي على انتباه القارئ بشكل تام. هذا ما أحاول فعله باللغة : خلق التوتر. من الصحافة أستخدم أيضا أشياء عملية ، مثل البحث وكيفية إجراء حوار وكيف ألاحظ وأتحدث مع الناس في الشوارع. كل ذلك مفيد بالنسبة لي ككاتبة.

س: حين تتحدثين عن فتح ذاتك للتجربة ، هل تقومين بفتح ذاتك على عالم سحري؟ هل تأتي الأرواح حقا وتقترح كلمات أو صورا أو مشاهد عليك؟
ج: أجل. بطريقة ما. هنالك أيضا عملية ثقافية بالطبع. ولكن هنالك شيئا سحريا في سرد الحكايات. إنك تتصلين بعالم آخر. تصبح القصة كاملة حين تتواصلين مع الحكاية الجمعية ، حين تصبح قصص الآخرين جزءا من الكتابة ، وحين تعلمين أنها ليست قصتك وحدك فقط. يراودني شعور أنني لا أخترع أي شيء. وأنني بطريقة ما اكتشفت أشياء موجودة في بعد آخر. إنها موجودة هناك ، ووظيفتي هي العثور عليها وإحضارها إلى الورقة. ولكنني أختلقها. وخلال السنوات التي كنت أمتهن فيها الكتابة ، حدثت أشياء في حياتي وفي كتابتي أثبتت لي أن كل شيء ممكن ، إنني منفتحة على كل الأسرار. وحين تمضي ساعات عديدة – كالساعات التي أمضيها أنا – في الصمت وحيدا ، سيصبح بوسعك أن ترى العالم. أتخيل أن الناس الذين يصلون أو يتأملون لساعات طويلة ، أو الذين يبقون لوحدهم في مكان ما ، سينتهي بهم الأمر لسماع أصوات وإبصار رؤى لأن الوحدة والصمت يخلقان الأرضية لذلك.
أحيانا أكتب شيئا ما ، وأكون مقتنعة بشكل عملي أنه خيالي المحض. بعد شهور أو سنين ، اكتشفت أنه كان حقيقيا. ودائما ما أصاب بالذعر حين يحدث ذلك. ” ما هذا؟ ماذا لو أن الأشياء تحدث لأنني أكتبها؟ يتوجب علي أن أكون حذرة جدا مع كلماتي”. ولكن أمي تقول : ” كلا. إنها لا تحدث لأنك تكتبينها. إنك لا تملكين تلك القوة. لا تكوني متعجرفة. ما يحدث هو أنك تستطيعين أن تريها على خلاف الآخرين من الناس لأنهم لا يملكون الوقت ، ولأنهم مشغولون في ضجيج العالم”. جدتي كانت مستبصرة ، وعلى الرغم من أنها لم تستطع الكتابة فقد كان بوسعها تخمين الأشياء وأن نتواصل مع تلك الأحداث والمشاعر غير المعروفة.

س: كان زوج أمك يسميك المهووسة بالأساطير.
ج: أجل. هو يقول إني كاذبة. حين كنت أكتب باولا كانت المرة الأولى التي أكتب فيها مذكرات وحين يكتب المرء المذكرات يتوقع منه أن يقول الحقيقة. لقد اعترض زوج أمي وأمي على كل صفحة لأنه ، من منظوري ، بدا عالم طفولتي وحياتي مختلفين كليا عن الطريقة التي كانا يرونهما بها. إنني أرى خطوطا عامة ومشاعر وشبكة غير مرئية –خيوط ترتبط بصورة ما تلك الأشياء.إنه شكل آخر للحقيقة.
س: جويس كارول أوتس تتحدث عن ذاكرة مضيئة، كما لو أنها تأتي وتنير نقطة ما. إنني أفكر بالفارق فيما تتذكرينه عن طفولتك –تعليقك رأسا على عقب في أداة غريبة لتحفيز نموك – وما يتذكره زوج أمك كجهاز آمن. ربما تتذكرين ما شعرت به: فحين كنت في جهاز آمن ، كان ذلك يمنحك شعورا بأنك معلقة من رقبتك.
ج: بالضبط. هنالك الكثير من هذا في كتابتي. على سبيل المثال ، فإنني سوف أتذكر قصة ما دون أن أستطيع تذكر المكان أو التاريخ أو الشخص أو الاسم. ولكنني أتذكر أمرا صادما بشأن الحكاية.

س: في حين أن بعض الناس سيتذكرون التاريخ أو ما كانوا يرتدونه من ملابس.
ج: أو أنهم يتذكرون الحقائق فقط. إنني أتذكر فقط ربما ما تخيلته حول الحدث. حقيقتي الخاصة..

س: ولكن في النهاية ، كما في (إيفالونا) ، تقولين أولا شيئا ما ثم تقولين ..
ج: “ربما لم يحدث الأمر هكذا”. لطالما راودني شعور أنه ربما لم يحدث بهذه الطريقة. لدي خمسون رواية لقصة لقائي بويلي،زوجي. هو يقول إنها كلها صحيحة.

س: في رواياتك الأولى ، في خضم الفوضى السياسية لأمريكا اللاتينية ، تبدو الحكومة غير جديرة بالثقة ، ومتناقضة مع ذاتها – هنالك الإحساس الكافكوي بأنه مهما عملت ، فإنك لن تستطيع فهم الحكومة. إن العالم متأرجح ولا يمكن الاعتماد عليه. هل تنظرين إلى عالم الروح كعالم يمكن الاعتماد عليه أكثر؟ هل يكون للخطة اللانهائية معنى في عالم الروح دون أن يكون لها معنى في العالم الحقيقي؟
ج: إنه سؤال صعب. إن العالم الروحي مكان لا يوجد فيه خير أو شر. إنه ليس عالما يمكن تقسيمه إلى الأبيض والأسود كما هو العالم الحقيقي. ليس هناك من قوانين صارمة من أي نوع. بهذا المعنى فإنه مختلف كليا عن الخطة اللانهائية – التي هي مزحة- اقترحها الواعظ في روايتي ( الخطة اللانهائية). في العالم الروحي ، هنالك النية فقط ، والوجود فقط. ليس هنالك من شعور بالصواب أو الخطأ. كل شيء كائن بطريقة راسخة وثابتة. ولأن الأشياء تبدو غامضة جدا بهذا المعنى ، ودقيقة جدا ، وغير واضحة ، فإنه مكان آمن. ليس عليك أن تقرر أي شيء. الأشياء قائمة بذاتها ، وأنت تطفو بطريقة ما أو – لا أعرف كيف أعبر عن هذا – أنت موجود هناك.في صورة دقيقة جدا جدا. بالنسبة لي ، إنه عالم آمن جدا. هذا هو المكان الذي تنبع منه الحكايات. هذا هو مكان الحب.
إن ذلك يبدو سخيفا: لقد تحددت حياتي بشيئين كانا في غاية الأهمية: الحب والعنف. هنالك الحزن ، والألم والموت ، ولكن هنالك بعد مواز آخر ، وذلك هو الحب. هنالك صور عديدة للحب ، ولكن الحب الذي أتحدث عنه غير مشروط. على سبيل المثال ، الطريقة التي نحب بها شجرة. نحن لا نتوقع من الشجرة أن تتحرك أو أن تفعل شيئا أو أن تكون جميلة. إن الشجرة هي مجرد شجرة. ونحن نحبها أنها كذلك. تحب حيوانا ما بهذه الطريقة أيضا. نحب الأطفال بهذه الطريقة. وفي الوقت الذي تأخذ فيه العلاقات في التعقيد ، تبدأ بطلب المزيد. تريد شيئا ما في مقابل حبك. لديك توقعات ورغبات وتريد أن تُحَب بقدر ما تُحِب.
في هذا العالم الروحاني ، الذي هو عالم الحب ، ليس ثمة شروط. كما أحب أحفادي وأعتقد أنهم كاملون. لا يعنيني إن كبروا أو ظلوا كما هم لأنني أستطيع أن أراهم الرضع الذين كانوهم حينما ولدوا ، والأشخاص الذين سيكونونهم حين يبلغون مرحلة المراهقة أو الرشد. ليس للروح عمر. ربما هذا هو ما أردت قوله. حين نحب شيئا بعمق وبشكل كلي فإننا نحب الجوهر.

س: أعتقد أن التسامي هو ما تتحدث عنه ، القدرة على تجاوز هذا العالم الواقعي إلى فهم متسام للمشاعر والأحاسيس. هل توافقين على أن رواياتك تتميز بهذه الخاصية أكثر من غيرها؟
ج: من الغريب أن عملي قد صنف باعتباره منتميا للواقعية السحرية لأنني أرى رواياتي باعتبارها أدبا واقعيا. إنهم يقولون لو أن كافكا قد ولد في المكسيك فسيكون كاتبا واقعيا. الكثير يعتمد على المكان الذي تولد فيه.
س: آيرين وفرانسيسكو في ( الحب والظلال) يمران بتحول جذري في نهاية الرواية. يركبان السيارة وينظران إلى بعضهما البعض ، ويتساءل كل منها عن هوية الآخر. إنهما لا يتعرفان على بعضهما جسديا ، ولكن كلا منها يدرك روح الآخر. إنه تعبير مهم تفصح عنه الرواية بصورة واقعية جدا.
ج: مع روايتي ( الحب والظلال) اتهمت بكوني عاطفية ومنغمسة في السياسة. غير أنني أتعاطف مع ذلك الكتاب. أولا لأن الحكاية حقيقية. إن الحكاية الأساسية تتعلق بجريمة سياسية ارتكبت في تشيلي ، وقد قمت ببحثها. الشخصيات حقيقية. ولأنها جاءت بويلي إلى حياتي. لقد قرأ ويلي ذلك الكتاب ، وأحبه وفي نهاية المطاف وقع في حبي. وأخيرا لأنه جلب إلى حياتي الوعي بمدى قوة الكلمة المكتوبة: كيف يمكنك أن تدلف إلى ذلك العالم الذي نتحدث عنه وتكتشف أشياء كان من المستحيل عليك أن تعرفها لو لم تمتلك تلك الصلة بمعرفة جماعية تتأتى من خلال الكتابة.

س:في إحدى المحاضرات ذكرت أنك لن تعودي إلى كتابة القصة القصيرة. هل لا زلت مصرة على عدم الرجوع إلى هذا الجنس الكتابي؟
ج: لا أعرف. ما كان ينبغي لي أن أقول إنني لن أفعل شيئا ما أبدا. إن القصص القصيرة تأتيك بصورة كلية. أما الرواية فهي عمل متواصل. وفي أحد الأيام تنتهي وتكتمل. ولكن القصة القصيرة شيء يحدث لك مثل الإصابة بالرشح. إنها تتطلب إلهاما. فجأة يتملكك بارق من الاستبصار يتيح لك أن ترى حدثا ما من زاوية أخرى غير متوقعة على الإطلاق. ولا يمكنك أن تختلق ذلك. إنه يحدث لك فحسب. تذهب إلى مكان ما ، وتشاهد بعض الناس يرقصون ، وفجأة تفهم العلاقة التي تربط ما بين هؤلاء الناس ، أو أنك تتمكن من إدراك شيء هناك لا يستطيع أحد غيرك رؤيته. حينئذ يكون لديك قصة قصيرة.

س : تحدثي عن ( قصص إيفالونا).
ج : لقد كتبت بصوت بطلة روايتي السابقة : إيفا لونا. باستثناء القصة الأخيرة التي تروي كيف وجد رولف كارلي فتاة صغيرة في الوحل وكيف ساعدها على الموت. تلك القصة لم تكن مكتوبة وفق منظور إيفالونا. لقد كانت مكتوبة وفق منظوره هو. لقد حدثت تلك القصة في الواقع عام 1985 في كولومبيا. كان هناك انفجار لبركان يدعى نيفادورويز وقد غطى الوحل قرية بأكملها. مات آلاف من الناس. لم يتمكنوا من استخراج الجثث ، وفي نهاية المطاف أعلنوا المكان مقبرة وأرضا مقدسة. من بين أولئك الضحايا ، كانت هناك فتاة صغيرة ، في التاسعة من عمرها اسمها أوميرا سانشيز. هذه الفتاة ذات الشعر الأسود المجعد والعينين السوداوين الواسعتين ، تعذبت لمدة أربعة أيام ، لأنها كانت محشورة في الوحل. لم تتمكن السلطات من إرسال مضخة لضخ المياه وإنقاذ حياتها ، ومع ذلك فإن الميديا تمكنت من توفير كاميرات التلفزيون عبر الطائرات المروحية والطائرات والحافلات. على امتداد العالم كله ولمدة أربعة أيام ، كان بوسع الجمهور أن يشهدوا معاناة هذه الطفلة.

س : تكتبين بالإسبانية وتعيشين في الإنجليزية في الولايات المتحدة. إنني مندهش من قدرتك على جعل أمر تتفق الغالبية العظمى من الناس على أنه أمر سلبي ليبدو شيئا إيجابيا. معظم الناس يرون أن معايشة لغة ثانية يعني التهميش.
ج : ولكن ذلك شيء عظيم. من الذي يرغب في أن يكون مع الاتجاه السائد؟ في أحد الأيام سمعت شيئا رائعا في التلفزيون عن المشكلات التي سيواجهها هذا البلد في السنوات العشر القادمة : الجريمة والعنف والافتقار إلى القيم وتفكك العائلة وحمل المراهقات والمخدرات والإيدز. أحدهم قال شيئا استثنائيا:” هل لاحظتم أن المهاجرين الجدد لا يعانون من هذه المشكلات؟ إنهم يجيئون إلى هذا البلد بنفس الأفكار وبنفس القوة التي جاء بها أجدادنا الأوائل”. أن تكون مهمشا يشبه أن تكون مهاجرا جديدا. إذا ما تمكنت من تحويل الهامشية إلى شيء إيجابي بدلا من الركون إليها كشيء سلبي ، فستكون مصدرا رائعا للقوة.

س: كثيرا ما نتحدث عن صوت المرأة في الأدب ، وهو منظور تكتبين من خلاله بنجاح كبير. هل كان من الصعب في ( الخطة اللانهائية ) أن تكتبي بصوت الرجل؟
ج: كلا. لقد كتبت من منظور الرجل وبصوت الرجل في ( بيت الأرواح ). بعض أجزاء الكتاب تروى عن طريق إيستيبان ترويبا. ولا أجد ذلك صعبا على الإطلاق. مع ( الخطة اللانهائية ) كان الأمر سهلا جدا لأن زوجي كان يرشدني. ثم إنني أدركت أن أوجه الشبه أكثر من أوجه الاختلاف في الجنس. وبشكل أساسي ، فإن البشر متشابهون كثيرا ، ولكننا نركز أكثر على أوجه الخلاف بدلا من تسليط الضوء على أوجه الشبه. حين تلبست شخصية البطل الذكر ، المبنية على شخصية زوجي ، ويلي جوردون ، صرت أعرفه بشكل أفضل فيما لو عشت معه ثلاثين عاما.

س: يبدو هذا مكانا مناسبا للعودة إلى عالم الروحانيات ، المكان الذي بدأنا منه. هل تذهبين إلى إضافة صفة اللاجنس إلى خصائص عالم الروح؟
ج: ربما لا يكون الجنس في عالم الروحانيات قضية ، كما هو الحال مع العرق والسن. لقد كنت نسوية طوال حياتي أقاتل في سبيل قضايا النسوية. حين كنت شابة ، قاتلت بشراسة. كنت محاربة حينئذ. والآن ، أصبحت أكثر وعيا بتلك الأشياء التي يتوجب علينا رجالا ونساء أن نستكشفها وهو أمر قد يقربنا من بعضنا البعض. ولكن لا تسيئوا فهمي : فأنا نسوية وفخورة جدا بنسويتي!

س: يصف النقاد أسلوب كتابتك بأنه ” واقعي سحري”. هل جميع كتبك مكتوبة وفق هذا الجنس الكتابي؟
ج: أعتقد أن لكل قصة طريقة تروى بها وأن لكل شخصية صوتا. وليس بوسعك دائما أن تكرر الوصفة. الواقعية السحرية ، التي كانت حاضرة بقوة في ( بيت الأرواح ) غير موجودة في كتابي الثاني ( عن الحب والظلال ) . وذلك بسبب أن كتابي الثاني مبني على جريمة سياسية حدثت في تشيلي بعد اغتيال سلفادور الليندي ، لذا أخذت طابع التأريخ الصحفي. ليس هناك واقعية سحرية في ( الخطة اللانهائية ) أو ( أفروديت) أو ( ابنة الحظ) أو ( صورة عتيقة ) ، ومع ذلك فهناك الكثير من الواقعية السحرية في روايتي الجديدة للصغار ” مدينة الوحوش”.
أحيانا تكون الواقعية السحرية مجدية وأحيانا لا تكون. من جانب آخر ، ستجد هذه العناصر في معظم الآداب من كل أرجاء العالم. وليس فقط في أمريكا اللاتينية. ستجدها في القصص الاسكندنافية ، وفي الشعر الأفريقي ، وفي الأدب الهندي المكتوب بالإنجليزية ، وفي الأدب الأمريكي المكتوب من قبل الأقليات الإثنية.
كتاب مثل سلمان رشدي وتوني موريسون وباربارا كينجزلوفر وأليس هوفمان جميعهم يستخدمون هذا الأسلوب.
لبعض الوقت في الولايات المتحدة وأوروبا ، سادت مقاربة منطقية وعملية للأدب ولكنها لم تستمر طويلا. ذلك لأن الحياة مليئة بالألغاز. والهدف من الأدب هو استكشاف تلك الألغاز. إنه في حقيقة الأمر يوسع آفاقك. فحين تتيح للأحلام والرؤى والهواجس أن تدخل في نسيج حياتك اليومية وفي عملك ككاتب ، فإن الواقع يأخذ في التوسع.

س: تبدئين كتابة كل كتبك في يوم الثامن من يناير. لماذا؟
ج: في الثامن من يناير عام 1981 كنت أقيم في فنزويلا وتلقيت حينئذ مكالمة هاتفية تخبرني أن جدي الحبيب يحتضر. بدأت في كتابة رسالة إليه أصبحت فيما بعد روايتي الأولى ( بيت الأرواح ) . كان كتابا محظوظا منذ البدء مما دفعني لبدء كل كتبي في ذلك التاريخ.

س: هلا حدثتنا عن طقوسك في الكتابة.
ج: في ذلك اليوم ، الثامن من يناير ، الذي هو يوم مقدس بالنسبة لي ، أحضر إلى مكتبي في الصباح الباكر وأكون وحدي. أوقد بعض الشموع للأرواح وعرائس الإلهام. أتأمل لبعض الوقت. ودائما ما أحيط نفسي بالأزهار والبخور. ثم أفتح ذاتي كليا على التجربة التي تبدأ في تلك اللحظة. لا أعرف أبدا على وجه الدقة ما الذي سأكتبه. ربما أكون قد انتهيت من كتاب ما قبل أشهر وربما أكون أعد لشيء ما ، ولكن حدث مرتين أنني حين أجلس إلى الكمبيوتر وأقوم بتشغيله ، يطرأ لي شيء آخر. إن الأمر يبدو كما لو كنت حبلى بشيء ما ، وهو يشبه حبل الفيلة ، حيث يتخلق شيء ما لفترة طويلة من الزمن ويأخذ في النمو ، وحينئذ أكون قادرة على الاسترخاء تماما وفتح ذاتي على الكتابة ، حينها يخرج الكتاب الحقيقي إلى الوجود. أحاول أن أكتب الجملة الأولى في حالة من الغشية ، كما لو أن أحدا أخر يقوم بالكتابة من خلالي. الجملة الأولى تلك عادة ما تحدد مسار الكتاب بأكمله. إنها باب ينفتح على أرض مجهولة يتوجب علي أن استطلعها مع شخصياتي. وببطء أثناء كتابتي تأخذ القصة في الكشف عن ذاتها ، على الرغم مني. إنها تحدث فحسب.
لست من ذلك النوع من الكتاب الذين يخططون لكتابتهم ، أو يتحدثون عن الكتابة إلى أي شخص ، أو يقومون بقراءة أجزاء من كتابتهم أثناء عملية الكتابة – إلى أن تكون الكتابة الأولى جاهزة- وتلك الكتابة قد تستغرق شهورا ، وهي عادة ما تكون شهورا طويلة ولا أكون عارفة بفحوى الكتاب. إنني أجلس فقط كل يوم وأقوم بتفريغ القصة. وحين أعتقد أنها انتهت ، أقوم بطباعتها ، وأقرأها لأول مرة. في هذه المرحلة أكون عارفة بفحوى القصة ، وأشرع في إلغاء كل ما لا مساس له بها.

س: ما النصيحة التي يمكنك إسداءها للشباب الواعدين من الكتاب؟
ج: الكتابة تشبه عملية التدريب لكي تصبح رياضيا. هنالك الكثير من التدريب والعمل اللذين لا يراهما أحد لكي تكون قادرا على المنافسة. الكاتب بحاجة لأن يكتب كل يوم ، تماما كما يحتاج الرياضي للتدريب. الكثير من هذه الكتابة لن يستخدم أبدا ، ولكن من المهم القيام بها.
كثيرا ما أخبر طلابي الشباب بأن عليهم كتابة صفحة واحدة جيدة كل يوم. وفي نهاية العام سيكون لديهم على الأقل 360 صفحة جيدة ، وهذا يشكل كتابا.
إنني لا أشرك الآخرين في عملية الكتابة ، وحين تكون المخطوطة جاهزة ، أعرضها فقط على عدد قليل من الناس ، لأنني أثق في حدسي ولا أريد أن تتدخل أياد كثيرة في كتابتي.

Post: #9
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: محمد عكاشة
Date: 08-09-2006, 09:47 AM
Parent: #7

Quote: قريحة أيزابيل
نضجت في عالم اللاتين أمريكان بفعل الأساطير والسحر
والطقس والبهار
‏_هؤلا قوم جبلوا على الحياة
فعاشوها كما شاؤا
لذا لم يكن صعبا أن تأتي كتابتهم بكل هذا السحر
‏_لن أنسى أن أشكرك

شكرا لكما..
وثناء عاطرا
نهال وايزابيلا
مودتى وتقديرى

Post: #24
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-15-2006, 06:21 AM
Parent: #9

محمد عكاشة
تحياتي


وشكرا لحضورك البهي


ودي واحترامي

Post: #22
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-15-2006, 05:44 AM
Parent: #7

العزيزة ايزابيلا

تحياتي

وأسعدني مرورك من هنا



Quote: قريحة أيزابيل
نضجت في عالم اللاتين أمريكان بفعل الأساطير والسحر
والطقس والبهار
‏_هؤلا قوم جبلوا على الحياة
فعاشوها كما شاؤا
لذا لم يكن صعبا أن تأتي كتابتهم بكل هذا السحر



فعلا

ولا أضيف


لك التحية والتقدير

Post: #21
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-15-2006, 05:16 AM
Parent: #6

الأديب عبدالغني كرم الله

تحياتي


حضوروك هنا أسعدني جدا

كنت قبل أن أقرأ لإيزابيل قد كفرت بأدب النساء - كما يطلق عليه بعض الأدباء والنقاد - وحقيقة لم أجد روائية واحدة تجذبني لقراءتها أو تحمل بعض سحر الأدباء الرجال , كـ ماركيز او فيدور ديستويفسكي، توليسوي وغيرهم

حتى وقعت بين يدي أول رواية أقرأها لإيزابيل الساحرة

حينها فقط آمنت بأن بعض النساء قادرات على منافسة الرجال والتفوق عليهم بما تحمله من قدرة على تسجيل أدق التفاصيل والعناية بأعماق الشخصية والتفرد بلغة روائية ساحرة وجاذبة


وحقيقة لم أجد وصفا دقيقا ومناسب لكتاباتها غير ما كتبت


Quote: حقا، اسطورة، أحس بأن الأدب يسعى لحجر المرأة، كطفل مدهش، ترصد الاشياء، والمفارقات، والتهكم،
والاحساس بصورة عبقرية، لها حاسة فريدة في إلتقاط المدهش والغريب من الاحداث اليومية، مع جراءة، غير معهودة في النساء، (وبالاخص دول اللاتين وافريقيا، واسيا)، تحس بأنها لا تكتب قصص، بقدر ماهي تشجب، وتدين، وتستنكر الواقع المحيط، والبيئة الثقافية والاجتماعية والروحية، وعلى نفسها جنت براقش، مللكة التصوير، للخواطر، والانفعالات، والحركات، ولكن أليست هي من القارة المدهشة، قارة حبلى بالتجاوز والمخدرات والمليشات والنبوءات، والفقر والمجون، والعنف، والتأمل، واليوجا..

نصوصها، تخرج بك من أي واقع انت فيه، وتقذف بك، وبأريحية تامة، في حضن رياض الجنة..

هل يمضي الأدب إلى مصدره الأول، المرأة، وبما تملك من عاطفة قوية، و قوة ملاحظة دقيقة، وحياة متتدفقة، وغنج غامض، وفكاهة محببة، وثراء اصيل، وإنصاف للتفاصيل المنسية،


لك كل التحية والإحترام

Post: #12
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-09-2006, 12:01 PM
Parent: #5

هشام المجمر

تحياتي


Quote: أيزابيلا الفاتنة سحرتنى بأيفالونا. على غير عادتى قرأت الرواية كلها مرة واحدة. اصدقك قولا ارتفعت حرارة جسمى وانا التهم صفحات تلك الروايةالمجنونةولم اصدق ان احدا لديه هذه القدرة على التعبير المبدع ومزج الواقع بالخيال وتطويع كنوز تفاصيل الحياة اليومية لأمريكا اللاتينية و جعلها عالما من التصاوير المبهرة لا يمكن إلا أن يهز كل شعرة فى جسمك.



فعلا تلك الرواية لا تنسى
أثارت بي الشخصيات مزيجا من الدهشة والإعجاب

في كل رواية , شخصيات تظل في الذاكرة ,مميزه ولها طعم خاص
وفي ايفالونا شخصية " رياض الحلبي " كانت بالنسبة لي مميزة جدا

***
تقول ايزابيل " الهدف من الكتابة , أنها محاولة لفهم الأشياء "
***


أسعدني وجودك هنا

لك التحية والتقدير

Post: #13
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نادية عثمان
Date: 08-09-2006, 12:19 PM
Parent: #12

Quote: تقول ايزابيل " الهدف من الكتابة , أنها محاولة لفهم الأشياء "



ياالله !!

والقراءة مفتاح لفهم الحياة !!

شكرا نهال الجميلة المفيدة على ايراد كل ماهو مفيد وجميل !

كونى كما انتى نهال كرار !!

Post: #25
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-15-2006, 06:32 AM
Parent: #13

نادية العزيزة

تحياتي


Quote: شكرا نهال الجميلة المفيدة على ايراد كل ماهو مفيد وجميل !

كونى كما انتى نهال كرار !!


تسلمي يا عزيزة


وانت ايضا كوني كما عهدناك دوما


ودي واحترامي

Post: #14
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: فيصل نوبي
Date: 08-10-2006, 04:03 AM
Parent: #1

نهال سلامات


اسمحي لي باضافة



و موقع ايـزابيل اللــيندي الاساسي .

Post: #15
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: مجدي شبندر
Date: 08-10-2006, 06:01 AM
Parent: #14

الاستاذة نهال كرار



كنا نحتفل كثيرا عندما يدخل بيتنا كتابا روائيا جديدا خصوصا من اهل امريكا اللاتينة حيث سحرية المكان وشاعريتة وجماليتة .تلك العناصر التي تخلف منتجا ابداعيا عظيم .



الان ااستضيف من كانوا يتعاونون معي بالاحتفال بهؤلا الكتاب ,اين هم الان ؟


ومن رواياتها ايضا


إفالونــــــــــــــــــــــــــــا



وإبنة الحـــــــــــــــــــــــظ



شكرا نهال لهذا الاحتفال










Post: #27
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-17-2006, 11:02 AM
Parent: #15

الأستاذ مجدي شبندر

Quote: كنا نحتفل كثيرا عندما يدخل بيتنا كتابا روائيا جديدا خصوصا من اهل امريكا اللاتينة حيث سحرية المكان وشاعريتة وجماليتة .تلك العناصر التي تخلف منتجا ابداعيا عظيم .



إحتفال جميل حقا, خاصة إذا ما كان على شرف هذه الساحرة



لك التحية والتقدير

Post: #26
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-17-2006, 10:34 AM
Parent: #14

فيصل نوبي

تحياتي

ولك الشكر الجزيل على الرابط

Post: #16
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-10-2006, 10:24 AM
Parent: #1

تحية طيبة للجميع , حتى أعود

Post: #17
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: الجندرية
Date: 08-10-2006, 01:10 PM
Parent: #1

شكرًاً يا نهال
لكن تعرف الرابط بتاع الموقع النزلته ما شغال
والرابط الختاهو نوبي شغاااااال لكن نحن ناس لغتنا على قدرنا
ختوا لينا الترجمات هنا

تسلمي كتير

Post: #30
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-23-2006, 06:38 AM
Parent: #17

العزيزة الجندرية
تحياتي


سعيدة بوجودك هنا


ومني ليك الرابط دا


عن ايزابيل الليندي



ولك التحية والتقدير

Post: #18
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: Abdalhameed Mohamed Al-amein
Date: 08-12-2006, 02:48 AM
Parent: #1

*

Post: #20
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: Abdalhameed Mohamed Al-amein
Date: 08-12-2006, 04:40 AM
Parent: #18

قبل أيام أعادت لي باولا حمى أيام القراءة تلك بعد انقطاع طويل ، وباولا سردية ذاتية بحرفية وجمالية محكمة بتماهي فيها ما هو موضوعي (التاريخ السياسي والإجتماعي لشيلي) بالتفاصيل الدقيقة لحياة إيزابيل، نشأتها ، تاريخ اسرتها ، مآثرها وخيباتها ، بإختصار قالت كل شي ساهم في الصياغة النهائية لهذه الشيلية الاستثنائية التي عرفت كيف تنتمى وبذلك تنتصر لإرادة الحياة .
كتبت ايزابيل هذه الرواية مهمومه منذ بداية السرد بتزويد ابنتها باولا التي كانت ترقد في مستشفى بمدريد بجرعات من إرادة الحياة ولكن بعد حين ينفصل السرد عن وظيفته(مساعدة باولا على التغلب على الموت) حتى يغدو هو لذاته حياة موازية ، حياة ترفض الموت. ويستعر السرد متصاعداً مشكلاً حالة مناقضة لإوضاع باولا الصحية فكلما اقتربت باولا من الموت اشتد اوار الحكى حتى انفصل عن ما ارادته له ايزابيل. فرواية باولا هي التي كتب نفسها بمعنى اخر أن النص أراد كتابة نفسه وتمرد من اللحظات الاولى عن رسن ايزابيل ومحاولته توظيفه أي انه سعى نحو كتابته بنفسه او كما يسميه درويش بالنص المتمرد او كما يسميه اكاديمي النقد (بسلطة النص).
اعود لباولا مرة اخرى وشكري لكم على هذا البوست النوعي الرائع.

Post: #31
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-23-2006, 07:09 AM
Parent: #20

Abdalhameed Mohamed Al-amein

تحياتي



Quote: قبل أيام أعادت لي باولا حمى أيام القراءة تلك بعد انقطاع طويل ، وباولا سردية ذاتية بحرفية وجمالية محكمة بتماهي فيها ما هو موضوعي (التاريخ السياسي والإجتماعي لشيلي) بالتفاصيل الدقيقة لحياة إيزابيل، نشأتها ، تاريخ اسرتها ، مآثرها وخيباتها ، بإختصار قالت كل شي ساهم في الصياغة النهائية لهذه الشيلية الاستثنائية التي عرفت كيف تنتمى وبذلك تنتصر لإرادة الحياة .
كتبت ايزابيل هذه الرواية مهمومه منذ بداية السرد بتزويد ابنتها باولا التي كانت ترقد في مستشفى بمدريد بجرعات من إرادة الحياة ولكن بعد حين ينفصل السرد عن وظيفته(مساعدة باولا على التغلب على الموت) حتى يغدو هو لذاته حياة موازية ، حياة ترفض الموت. ويستعر السرد متصاعداً مشكلاً حالة مناقضة لإوضاع باولا الصحية فكلما اقتربت باولا من الموت اشتد اوار الحكى حتى انفصل عن ما ارادته له ايزابيل. فرواية باولا هي التي كتب نفسها بمعنى اخر أن النص أراد كتابة نفسه وتمرد من اللحظات الاولى عن رسن ايزابيل ومحاولته توظيفه أي انه سعى نحو كتابته بنفسه او كما يسميه درويش بالنص المتمرد او كما يسميه اكاديمي النقد (بسلطة النص).


حقيقة أثرت بي الشوق لقراءة باولا

سأسعى جاهدة بعد اليوم للبحث عنها قي المكتبات


لك الشكر الجزيل على الإضافة القيمة

Post: #19
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: عمر الفاروق
Date: 08-12-2006, 03:33 AM
Parent: #1

لو سمحتوا إسمها زابيللا كما يقول ابراهيم بقال..

تخريمة :
مين الحلوة ؟

Post: #28
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-17-2006, 11:07 AM
Parent: #1

إيزابيل الليندي تحكي عن شيلي في مذكرات


هى واحدة من ألمع نجوم أدب اميركا اللاتينية في عالم اليوم. روائية حصدت النجاح تلو النجاح وشربت من عذاب المنافي شأنها شأن كل دعاة الحرية والانعتاق في مجتمعات العالم الثالث. انها ايزابيل الليندي ابنة شقيق الرئيس سلفادور الليندي. تعيد إكتشاف وطنها من جديد في مذكراتها التي صدرت حديثاً تحت عنوان Mon pay reinvent «اعادة اكتشاف وطن» كما وقعت بين يدي في نسختها الفرنسية.
هناك في كاليفورنيا حيث تقيم منذ سنوات تحكي ايزابيل بطريقة ساخرة ونظرة ثاقبة حنونة شيلي كما لو كان طفلها. وتكشف لنا بلا مغالاة كل العيون والمحاسن التي تتصف بها هذه الأمة المتحفظة لتصل في نهاية المطاف الى نتيجة مفادها إنها امة خجولة مستسلمة للهزيمة ومقتنعة أن «كونك إنساناً من الناحية البيولوجية ينطوى على شئ من الفشل».
من أين البداية؟ تتساءل ايزابيل بحيرة في مذكراتها الأنيقة ثم ما تلبث أن تجيب بعد برهة من التأمل والصمت وكأنها تلتقط خيطاً كان ضائعاً بين عدة خيوط متشابكة ومتشابهة: «نبدأ من حيث ينبغى البداية.. شيلي، أجل، هذه الأرض البعيدة التي لا يستطيع سوى قلة من الناس تحديد موضعها من خارطة العالم، لانها ببساطة شديدة المكان الأبعد على الإطلاق الذي يمكن للمرء أن يذهب اليه دون ان يسقط من كرتنا الأرضية».
أنه شيلي اذاً موطنها، أو قل على الأقل تلك البقاع التي تحّن اليها دائماً. انها تعرف أهلها جيداً، عاداتهم وعرفهم، هوسهم ومذيجهم المعقد مثل رائحة يديها. بالنسبة اليها لا شئ يفاجئ المرء فهى تفهم وتدرك. بل وتسبق ردود افعال بسطائها تشاركهم الأمل وتفهم بقوة معنى ايماءاتهم معنى صمتهم ومعنى تلك الطلعة البهية اللطيفة التي لاتفارقهم كما تفهم حتى ما غمض وسكن من تلك الردود.
هذه الروائية التي حازت النجاح تلو النجاح وراء أعمالها الأدبية الرائعة استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مريحة في نادي الرواية العريقة في باريس ولندن ونيويورك في نقل أعمالها الى لغات العالم الحية.
تعرف إيزابيل كيف تثير الفضول وتصنع الحب والتعاطف من قصص تنتزعها إنتزاعاً من واقع حياة الملايين من أبناء شيلي من الطبقة الكادحة المطحونة دوماً. كما لا تتورع عن كشف زيف حياة القصور المترفة والبزخ الخرافي الى جانب خوائها الروحي وبعدها عن الانسانية وهموم الناس البسطاء. كيف لا وهى بنت تلك الحياة وبنت تلك القصور عرفتها عن قرب وعاشت في داخلها فصدمتها في الصميم.
في العام 1975م أى بعد سنتين بالتمام من الانقلاب الدموي الذي حدث في بلادها في 11 سبتمبر 1973م هربت ايزابيل الليندي من دكتاتورية بينوشيه. غادرت وطنها لتبدأ رحلة جديدة من أجل البحث عن حياة جديدة في مكان آخر. كانت البداية في فنزويلا التي قضت فيها ثلاثة عشر عاماً قبل أن تحزم أمتعتها من جديد وتشد الرحال صوب الولايات المتحدة الاميركية حيث لا تزال تعيش الى اليوم. وما بين 11 سبتمبر 1973م الى 11 سبتمبر 2001م فقدت ايزابيل الليندي وطناً لتكسب وطناً آخر كما تسجل ذلك بعمق في مذكراتها المشار اليها: «كاليفورينا هى ملاذي الآمن وشيلي هى أرضى التي أحنّ اليها كل اليوم». ولكن الملاذ الآمن مهما وهب من أمن لا يقارن بالوطن مهما كان إضطراب أحواله، هى تعرف ذلك جيداً أكثر من غيرها.
في المنفى هناك من هذا الجزء من العالم الذي إختارت أن تعيش ترسم لنا الكاتبة رغم مرور الذي بدأ أنه لم ينل منها بعد، لوحة مختلفة عن شيلي تعج بالتناقض حيث نلمح التاريخ مبعثراً هنا وهناك بلا نظام. الثقافة والعقل ذكريات الصبا وحكايات لذيذة مشوقة علاوة على ملاحظات شخصية ترسمها لنا ببراعة فائقة ودقة متناهية بين الجمال والقبح. انها طريقها الى حياة ترحال متحطمة في قلب «عائلة غريبة الأطوار» تتكاثر بجنون كما تصر أن تصف عائلتها.
ومابين الجدة الكسولة تلك المرأة العجوز التي تبدو طوال الوقت مخدرة من القدم الى الرأس، هذه القديسة الثقيلة غير المحتملة التي حاولت كل الأسرة التخلص منها بكل الطرق، وبين جامي (Jaime) ابن الانكل الموسيقار الذي يعشق الأغاني الخليعة، والعم (لوفوك Loufogue) باسرافه المفرط والذي كان يتقن رقصة البولكا تكشف لنا ايزابيل الليندي في مذكراتها الانيقة عن حياة زاخرة وصاخبة لم تعد موجودة اليوم، كما تكشف لنا أيضاً بشكل ممتع ان الدهشة والغرابة لم تكونا غائبتين قط عن
تلك الحياة.

كيمي جيمس أواي


صحيفة الصحافة

Post: #29
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: Gafar Bashir
Date: 08-17-2006, 11:54 AM
Parent: #28


شكرا نهال علي ايزابيل

لم أقرأ لها كتابا ولكني شاهدت زورو واظنه احدي رواياتها .... كما سمعت الكثير عن كتاباتها ..

لكن من خلال ماركيز يتضح تطابق الكثير مما يحدث في هذه المجتمعات ومجتمعاتنا ... كما ان اللغة الساحرة التي كتب بها هي قاسم مشترك بين كتاب امريكا اللاتينية ..

Post: #32
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 08-23-2006, 07:48 AM
Parent: #29

Gafar Bashir

تحياتي


Quote: لكن من خلال ماركيز يتضح تطابق الكثير مما يحدث في هذه المجتمعات ومجتمعاتنا ... كما ان اللغة الساحرة التي كتب بها هي قاسم مشترك بين كتاب امريكا اللاتينية ..


فعلا هي كذلك , فاللغة الساحرة تجمع أدباء أمريكا اللاتينية

هم مميزون في كل شيء الرواية , الشعر , المسرح , التشكيل , السينما


وإذا ماقرأت لها يوما فستدمن كل ما تكتبه هذه المرأة


لك التحية والتقدير

Post: #33
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: Ibrahim Algrefwi
Date: 08-26-2006, 05:57 AM
Parent: #1

*

الي ان اجد فرصة

Post: #34
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: Ibrahim Algrefwi
Date: 11-02-2006, 10:37 AM
Parent: #1


يبدو انني لم اجد فرصة محترمة بعد لمشاركة لائقة بكما ،
الا انه قد استمتعت في ايام العيد بإكمال قراءة صور عتيقة للمرة الثانية ،
صور الحياة في شيلي ، تاريخها وافاقها كذلك ،شيلي رحلةالبحث عن جمال اضافي
للثورة والنكسة والحُب والعذاب الانساني والأمل المتقد ...
..
..
لاأشك أبداً بأنني قد اكتب يوماً شئ ذو قيمة عن ازابيل (حبيبتي )الجميلة ،
والله يانهال she is my girle

Post: #35
Title: Re: ايـزابيل اللــيندي .. السـاحرة التـشيلية
Author: نهال كرار
Date: 11-03-2006, 04:45 PM
Parent: #34



Ibrahim Algrefwi

مية سلام


Quote: صور الحياة في شيلي ، تاريخها وافاقها كذلك ،شيلي رحلةالبحث عن جمال اضافي
للثورة والنكسة والحُب والعذاب الانساني والأمل المتقد ...


ايزابيل في كتاباتها تنقلنا الى تشيلي , أحيانا أشعر وكأنني قد عشت هناك فترة من الزمان
أو وكأنني قد رأيت تلك الجبال وعايشت ذاك التاريخ

بختك قريت لإيزابيل وشفت كسلا ( دي حسادة وكده )



Quote: لاأشك أبداً بأنني قد اكتب يوماً شئ ذو قيمة عن ازابيل (حبيبتي )الجميلة


أكيد , وأنا بإنتظار ما ستكتب


لك كل التحايا