كنت فى السودان ... تعالوا أحكي ليكم

ويا لها من أيام إنقضت عجلى , حلوة , جميلة وكأنها حلم إستدار على مخيلتي وهي تتوسط الحال بين آخر لحظة فى النوم ... وأول لحظة فى الصحيان .

كان فى عهدتي ... وحسب المسموح به وفق لائحة الطيران العالمي ... شنطتان ... بعبوة إثنين وثلاثين كيلو لكل , كانت إحداهن حقيقية ممتلئة ببعض المتاع الشخصي والهدايا المادية العابرة وفيما يضعني فى خضم الأحكام العامة للمغتربين المتمظهرين على الزي والنقد وطري الإهاب , بينما حقبت فى الأخرى كل أشواقي ومشاعري ولهفتي لوطني وأهلي وحباني , ولما إنقضت أكثر من ست سنوات { عجاف } من آخر عهدي بهم , ومع أن حمولة هذه الشنطة أعلى من سابقتها لكنها لم تظهر ثمة أرقام فى موازين المطار الكندي , فحمدت ربي على العبور الآمن إلى مدرجات الطائرة وكأني إستغفلت السلطات المعنية وهي لا تعير إنتباها لمحاميلي الخبيئة .

لم تلازمني عناءآت المسافرين العابرين للمحيطات , لم أشعر بدوار ولا طنين ولا غثيان , لم يرهقني تطوال المسافة ولا تداخل الزمن الغربي مع الشرقي , كنت أري كل شئ جائزا وكل إنسان جميلا , إستخبى فى ذهني الأماجد الذين صنعوا التاريخ والأشاوس الذين قادوا المعارك ونالوا المفاخر , ليعتلي مقامهم طاقم الطائرة التي ستقلني إلى وطني الحبيب فإجتمعت لدي خيالي فيهم التكنولوجيا مع المشاعر , والخرائط مع الخواطر والرادار مع الأنظار ... فكانوا الأجملين .

ويتصل حباب التذكار ...

حيدر قاسم
مرحب بك في وطنك الثاني كندا
وبختك بالشتاء المعتدل هذا العام كما تقول جهات الارصاد.
تراجي.

الأخت تراجي

مسآءآتك مليحة ... كما أنت

تغشاك العافي ... وسعد الطالع

شكرا على المرور وأتمنى الإقامة


تحياتي للعيال الحلوين

إستجرت ببعض الدموع وأنا أطأ أرض بلادي , فما أليقت عليها نظرة من شباك الطائرة هي أرضي , ومن إلتقيتهم فى ردهات المطار هم بنو وطني , ومن إحتبستهم { القوانين } خارج الأطر المطارية هم أهلي وبكامل عدتهم الرحمية الآلقة , من أمي إلى أبي إلي إخوتي وفى ركابهم { أمجاد } نصرا مبينا على فلاء الغربة , وعنوانا صادحا لأجل غريب يعود ... ظننته عودا أجفلا ... فأرجحوه ... أحمدا .

لشئ يتعلق بسمات المناخ فى فوحه الديسمبري , لم أحس بإختناق فى التنفس ولا إرتجاج حراري يقيم قلبي ويقعده , فكنت كسائر القوم ... فقط بسعرات معنوية أعلى ساعدتني فى الهبوط الآمن على أدراج الواقع السوداني ... وقد كان , إذ لم تمنعني الرغبة فى { الفرجة } من أن أعلق علي صوت ماكينة العربة ولا أن أسخط على سواق إنتهرنا متجاوزا ولا أن أقول بثقة ... هذا شارع واحد وستين { فى العمارات } ... فرغبتي فى السودان يسرت لي أمر إفتهامه رغم التغيير المشهود .

وأواصل ...

عيدك سعيد أخ حيدر
و القابلة ان شاء الله عرفة ......او تااانى السودان

واسف جدا .. كان لقاء عابرا نسبة لظروف سفري للولايات الوسطى لمعايدة الاهل .. واتمنى ان التقي بك قريبا ..
تحياتى ليك ... وفي رعاية الله

الأخ الأكرم حيدر السلام عليكم
وكل عام وانت بخير وكل الأهل
عودا حميدا وحمدا لله على السلامة
وفي انتظار السرد عن الوطن وعليك
الله ان تولي جانب حياة الناس اليوميه
اهتمام اكبر حتى نعيش المعاناه والأفراح
والأتراح من خلال كلماتك ..لاني والله مشتاق
حتى النخاع.. ونتمنى نشوفك في
سانت كاثرين قريبا..
ودمت
عزالدين


كسره
الأخت العزيزه تراجي
لك كل التحايا والأمنيات
بالعيد السعيد ويخلي ليك الأولاد
وربنل يحقق الأماني
ودمتي

حمد لله على السلامة
منتظرين الحكاوي الصحافابية

مرحباً، يا حيدر، وحمداً لله على سلامتك.
سأهاتفك قريباً بإذن الله.

الاستاذ حيدر
الحمد لله الذي جمعك بأهلك من بعد فرقة .

حمداً لله على سلامة العودة

أها واصل..

حيدر الخرطوم نورت بما انها اصلا منورة باهلها
والف حمدلله على السلامة واكيد احلى ايام حتقضيها هذه الايام الحلوة الباردة جدا

حيدر قاسم

مساء الخير ( بتوقيتنا)

سعدنا بصحبتك يا رجل يا رائع


والحمد لله وصلت بالسلامة وطمنتنا عليك


منعم

حمدآ للسلامة أخ حيدر

ولقد حققت لنى الحلم الذى لازلت أحلمه 12 عام

مرحب بيك

وواصل فى تدفق المشـاعر

وكل عام وأنت والأهل والوطن بخير

رأفت

Welcome back Hayder, and waiting to read your observations about our beloved Sudan

اعزائي :

الطاهر ساتي
عزالدين محمد عثمان
طارق جبريل
د. حيدر بدوي
معروف سند
تراث
رحيل
عبد المنعم سليمان
رأفت ميلاد
والمعز أبو نورة

قليل أن أشكركم ... فالنوار يتعهد الدنيا بالفوح الطيب

وهكذا أنتم ... شرفتموني ... وأفرحتموني ... ولكم

أمنياتي الطيبات ... والعافيات الآلقات

مع مودتي

حيد قاسم
كل سنة انت والأسرة بخير وصحة تامة
حمداً لله على السلامة
ومبروك الحجة للوطن
نشوفكم بكرة السبت، إن شاء الله
تحياتى

اتيت وذهبت
كما النسيم الديسمبرى



وكم قال شعراء الشايقية



يا المشتهنك
فى غيابك بالنا بيك
ضمة انشغل
والنوم وراك يبقالنا
شر
فارق عيونا خلاص
رحل



مهما قلت فزيارتك كانت قصيرة
ولم تبل شىء من الشوق ..



فهل من عودة هل ...؟

الصديق حيدر قاسم... حمد الله على سلامةالوصول

التقيتك وبي شيء من الخوف أن تكون الغربة قد شوهت دواخلك الجميلة ورسبت فيك شيئاً من الجفاف وتسطح المشاعر....

وجدتك كما أنت ..... حيدر الإنسان الذي طالما عرفنا فيه حسه الإنساني العالي
وأريحيته الدافقة ونقاء دواخله

حمدت الله على أن سنوات الغربة لم تنل منك

ونلتقي

أول إحساس يعتمرك فى ظل المناخ الإجتماعي والنفسي آنف الذكر هو إستعادة الشعور بالإنتماء , وأنك فى وطنك وبين أهليك تغمرك الطمأنينة ويسترعيك الحال من كل جوانبه , وربما كان هذا هو الوضع الطبيعي طالما السودان هو موطنك , لكننا نحن فى الغربة إستلبت عضايانا المعنوية وقيمنا الرمزية فكانت أولى الضحايا هي الهوية , ولما خفت أحمالها بالرحيل ولما لم تكن { الهوية البديلة } غير أوراق ثبوتية فقط لا غير , لم نشعر بأننا ننتمي لأوطاننا الجديدة ولا نلتحم بمجتمعاتها كما ينبغي أن يكون , فحبنا الأول { السودان } يتمدد فى كل الغرفة المخصصة لأحاسيس الإنتماء . هذا إضافة للقيمة السودانية المائزة المسماه ب{ المحنة } وحيث حصدت منها خلال ثلاثة أيام ما غيبته ثلاثة عشر سنة من الغربة , وجدت ناس السودان على هذه الخاصية بعد أن خشيت عليها مما أسمع ومن آثار الأزمة الوطنية الطاحنة فى سوداننا العزيز , فالذهب لا يصدأ لكنه يتجمر ليتجمل ... وأنا لأجل هذا سعيد بالمرة .

سأوافيكم بإنطباعاتي عن هذه الرحلة الميمونة مستقدحا ذهني لاعظم معلومات ممكنة , مع هذا فيهمني أن تعلموا أن هذه الرحلة هي مجرد { قراءة أولى } فى دفتر الأحوال السودانية وهذا من ناحية , أما من الاخرى فإن رحلتي لم تشمل كل السودان , لهذا فالنسبية والمحدودية تستوجبان الحذر فى التعميم , سأحاول كذلك أن أركز على { عكس } بعض الحيثيات والملاحظات الإجتماعية , على أمل الحفاظ على جوهر المناولة فى سياقاته آنفة الذكر ... والموضوع فى النهاية { ونسة }

بدأت على التو أمارس { سودانيتي } السليبة , فمع أن أهلي وفروا ما تيسر من المشروب المعبأ فى الزجاج والعلب والبرطمان , لكنني توجهت نحو الزير فوجدته بكامل ولائه للبيئة التاريخية التي أنجبته لهذه الدنيا , جالس على مسطبته يحفظ ويرطب وينز وينقط , بل كان ماؤه آنذاك باردا كبرودة شتاء السودان هذا العام , فلم أستطع شرب كوب الماء إلا على دفعات , فما كانت هذه إلا بوادر { رحمة } لهذا القادم من جوار القطب الشمالي ... وهكذا تيسر المناخ ليسهل أمري فى بلاد الشمس الساهرة .

فى مناخ أسري إفتقدته وكثيرا ... كان أهلي وقد بذلوا كل ما فى وسعهم { لتلحيقي } ما فات عني فى شئون البيت والأسرة ومصادر الرزق وأخبار البلد وأسعفوني بكل ما يستحق الذكر , بل كانوا يحرصون على ما يمكن ان يشكل لي { مفاجئة سارة } وعلى أي مستوى كان ... رأيتهم يتساوقون فى هذا الإتجاه وكأني أقرأ خاطرهم الذي شرخته هجرتنا التليدة ... بل كأنهم يقولون أن بلدنا بخير ... على أمل إقناعي بالعدول عن الغربة ولما إقترفوا مراراتها دون سفر ... ولما تبينت لهم إتجاهات إستقرارنا فى بلاد غير السودان ... فهذا هو الأسوأ لأسرة سودانية عمادها المحنة والتلازم وإقتسام اللقمة ... هكذا واجهت الأمر فى تداعياته الأسرية الصارخة ... ما حادثوني عن قعودي عن دعمهم ماديا ولآجال طويلة منذ أن تركت بلادي , رغم أن هذا كان أحد الأجندة المفهومة لديهم آنها , ما لاموني على إنقطاعاتي المتكررة فى التواصل معهم , ما حسسوني بأني غبت عنهم فى ظروف بالغة السوء ... والأهم أنني شعرت بالفجوة النفسية والتربوية التي خلفها غيابنا بين أسرنا ... وهنا قضية تستحق البحث فى مقام آخر .

أما أمي فكان شأنها آخر ... وهكذا فى الواقع الأم ... آلت على نفسها أن تخدمني وأن تتوفر لراحتي بكل عزم وهمة , من كباية الشاي فى الصباح إلى كوب اللبن فى المساء , ولست وحدي ... بل ضيوفي وكل القادمين للترحاب بي , يحدث هذا وأنا عمري يناهز الخمسين فتتعطف على وكأني الطفل ... وهي تبحر فى السبعين فتخدمني وكأنها بنت العشرين ... يا إلهي ... ألست أنا المفروض أن أتوفر لخدمتها كإبن ؟ ألا تدفعني سنين الإغتراب وغيابي عنهم للتكفير النفسي بمزيد من السهر على أمي ؟ ... كيف يحدث العكس ؟ ... كنت أجادلها فى إتجاه تعديل هذا الوضع ... لكن باءت محاولاتي بالفشل ... بل كانت فى واقع الأمر تفكر في إتجاه لا يتصل وما أنا بصدده ... إذ أفصحت لي يوما عن خوفها علي ... فقلت لماذا ... فقالت لأنك تكتب فى الجرائد ... فقلت وما العيب فى ذلك ... فقالت ... أخشى عليك من الذبح ... تخيلوا .

معذرة إن توغل الأسري فى خضم العام ... لكنه السودان .

كان فى موقع إهتمامي ... أن أرى السودان على إثر تداعيات الأزمة الوطنية بإفرازاتها المركبة سياسيا وعرقيا ودينيا , بل على إثر أحداث بعينها نالت من السلام الإجتماعي للسودان , كأحداث ما بعد موت القائد د. جون قرنق بيوميها الأسودين , ثم حادثة أركويت فحادثة جبل أولياء , كان في خيالي أن الأمر سيئ ومنعكس على الأرض بمحاميله الصدامية ... لكني وجدت الناس هناك كما عهدتهم وكما هم ... تناقشنا فى حضرة لفيف من المهتمين فى هذه الوضعية أمام دار جريدة الصحافة لبعض حين ... فكانت الإتجاهات العامة وعلى إختلاف دوافعها ومنطلقاتها تشير إلى أن ما يحدث فى السودان الآن ولو حدث فى دولة أخرى لإنتهت السالفة كما يقال ولسال الدم لما فوق الركب ... لكن الحافظة الوحيدة للسودان من هذا المصير هو قوة نسيجه الإجتماعي القائم أصلا على فكرة التعايش المشترك , فيما أهله لإمتصاص الأزمة على نحو خلاق وبأقل الخسائر , مع هذا فقد إتفقنا على أن هذه الحاضنة ربما لا تصمد كثيرا فى وجه الضربات المتتابعة وعليه فلا بد من حل سياسي ناجز يعضد تلك الوسادة التاريخية ... والله أعلم .

من تطأ أقدامه سودان اليوم يقف على عدة مظاهر وظواهر ... لكن أهمها ثلاث ... العمران , الإستثمار و الفساد ... فالعمران يشمل تغريبا جل مرافق الحياة فى العاصمة , من البيوت إلى دور الشركات وبنايات الحكومة إلى الطرق والكباري إلى المطاعم والمقاهي إلى الأندية وصالات العرض ... فقد حول هذا العمران الخرطوم وفى ظل تدافع الناس إليها إلى مدينة عقارية مكتظة تقتفي أثر القاهرة وغض النظر عن آلية التراكم الإستثماري هنا فالمظهر العام يوحي بنقلة حضارية ملموسة وذات إيقاع وملامح لا يخلوان من الجمال .... أو هكذا يتحدث الناس .

ويتصل الحكي ...

ألف حمداً لله على سلامتك أخي حيدر...

وزي ما قال ليك طارق جبريل أحكي لينا عن الصحافة ودقِّق!!

مودتي...


أبو الحســـــــين...

العزيز حيدر قاسم ,


جزيل الثناء و الحمد لله على سلامة وصولك سعدت جدا بلقائك فى السودان

تعمقت سعادتى بكل ما حكيت و حينما امنت كلماتك على ان :

Quote: الحافظة الوحيدة للسودان من هذا المصير هو قوة نسيجه الإجتماعي القائم أصلا على فكرة التعايش المشترك

و ارى انك لم تشطت و لم تبالغ فى مراهنتك على قوة النسيج اذ هو من نسج ايادى من ذكرت من :

Quote: الأماجد الذين صنعوا التاريخ والأشاوس الذين قادوا المعارك ونالوا المفاخر

ودى يتصل ,


نادية السر

الاخ العزيز حيدر قاسم

الف حمد لله على سلامة الوصول وربنا يجيبك بالسلامة لينا تاني ...

سعدنا جدا برفقتك ... ولكنها أيام معدودة ...

نتمنى ان تعود سالما غانما..

Quote: لم أشعر بدوار ولا طنين ولا غثيان , لم يرهقني تطوال المسافة ولا تداخل الزمن الغربي مع الشرقي , كنت أري كل شئ جائزا وكل إنسان جميلا , إستخبى فى ذهني الأماجد الذين صنعوا التاريخ والأشاوس الذين قادوا المعارك ونالوا المفاخر , ليعتلي مقامهم طاقم الطائرة التي ستقلني إلى وطني الحبيب

صديقي / حيدر قاسم
حمدالله على السلامة
تابعنا رحلتك الى السودان منذ لحظاتها الأولى عبر المنبر .. كنت معهم .. وكنت معنا .. حاضرا
اتخيلك الان ،اكثر دفئا فى موطنك الصقيعي وانت تتسربل بزاد الوطن وشمسه الحارة
مرحب بعودتك للمنبر
وبين الصحافة والمرابيع الأخرى نلتقي
- اخوك - عمر عبدالسلام

الأعزاء :

ياسر طيفور
عصام عبد الحفيظ
إشراقة حيمورة
أبو الحسين
إنعام حيمورة
نادية السر
وعمر عبدالسلام

أشكركم على { تحمدلاتكم }

ويسعدني وجودكم هنا ... مع

باقة ورد على جيد كل

أما الإستثمار , فقبل أن يكون واقعا ماديا على الأرض فقد صار عقلية مستشرية بين الناس , وربما كان ذلك من صنع الأزمة الإقتصادية الطاحنة التى غمرت البلاد فى عقد التسعينات من القرن المنصرم , فمن صفوف التموين وفتاته المحسوب بالأقية إلى الوفرة والتنوع , رغم أن ليس كل مواطن له القدرة المالية على ولوج الأسواق الجديدة والسيوبرماركتز , كما إرتبطت النزعة الإستثمارية الراهنة فى السودان بوفدة أجنبية عالية , وحيث تلحظ ذلك سواء فى الإستثمارات الكبيرة { البترول مثلا } وفى الصغيرة كذلك { شركات النظافة مثلا } ... عموما فهناك تحسن ملحوظ فى مستوى المعيشة وعلى طاولة الغذاء وفى الملبس وفى المعاملات التكنولوجية والإلكترونية كذلك . مع هذا فأنسب توصيف للحالة الإقتصادية الراهنة فى السودان هي { الإنفتاح الإستثماري } , إذ أتحفظ على ترفيع هذه الحالة إلى درجة { النهضة } إذ للهضة شروط سياسية وإجتماعية أخرى لم تتوفر بعد .

أما الفساد فإن من شدة حديث الناس عنه ومن كثافة تداوله فى المجالس فلا يمكن أن يكون إلا حقيقة , وأجلى أنواعه هو { المحاباة السياسية } والتي جعلت ربائب الحزب الحاكم أثرياء يشار إليهم بالبنان , علما بأن العملية الإستثمارية آنفة الذكر عدلت فى هذا المجرى وربما فرضت دخول عناصر إستثمارية غير تقليدية ولا موالية للخزب الحاكم , عموما ليس فى مقدوري أن أدخل فى تفاصيل ما سمعت عن الفساد , فهذه قصص وملفات تحتاج لأكثر من هذا الحيز , لكن هناك عنصرين يشكل غيابهما مدخلا رائجا للفساد عموما , أولهما إنعدام الشفافية وثانيهما الفصل بين الدولة والحزب الحاكم , للأسف يتطابق ويتوفر هذين العنصرين فى الحالة السودانية الراهنة , مما يجعل الفساد غولا هائجا لا يمكن السيطرة عليه إلا عبر عملية إصلاح سياسي جذري ومشاركة أوسع فى السلطة ومعارضة أحرص على مصالح الناس وصحافة منتبه لما خلف الكواليس وقوانين وقضاء قادرين على ردع الفساد والمفسدين .

جميل انك حققت شئ بالسفر الى الوطن ومرحب بك فى تورنتو

حيدرقاسم كل سنة وانت والجميع بخير وحمدآ لله على السلامة هنا وهناك وهي متلازمتنا التطواف دومآ في بلاد الله رغم المتسع الذي في بلادنا منه الفساح والبراح ولكن تظل لكن متلازمة أخرى ... لماذا ضاق السودان بأهله ؟؟؟

Quote: لماذا ضاق السودان بأهله ؟؟؟

هذا كل الإشكال ... وهذا لجد السؤال

ربما بدأ { قعودنا } منذ أن إبتدعنا فكرة { الفقرا إتقاسموا النبقة }

فهنا نقنن الضيق ونتمنهج الشظف ... فيما النهضة تقتضي غير ذلك ... وأنت

تعلم ... فلنختبر قدرتنا على { الطموح } قبل أن ننتحب على الموارد ...

والحديث ذو شجون .

أشكرك وأرحب بك ... فهذا مقامنا جميعا

الملف السياسي السوداني { حكومة/معارضة } متوفر للناس وعلى نحو لا يمكن أن يكون تعليقي حوله إلا خربشات غير موفقة , أما إيقاع الحياة السياسية كما لاحظتها فى الشارع السوداني فهو أكثر هدوءا وواقعية من إعلام الخارج , وربما لهذا علاقة بالإرتباط الميداني من عدمه , كما له علاقة بإرتفاع معدل { إنشغال } الناس بهمومهم الحياتية , وله علاقة بالآثار الجانبية النفسية لفترة القمع السياسي الوحشي فى سني الإنقاذ الأولى , بل له علاقة بضبابية المساحة بين الحكومة والمعارضة فى ظل عمليات { البيع والشراء } الراهنة فى السوق السياسي , كما له علاقة بإحتقانات تاريخية وآيدلوجية لم يتوفر خلالها للناس بديل { نظيف } وواضح المعالم والسلالم والأطروحة . لاحظت فى واقع الأمر أن قليلون هم الذين يربطون مستقبلهم ورؤآهم السياسية بالتغيير { الشامل } والجذري للنظام السياسي , فالواقع هو الإطار وتسيير شئون الحياة هي الموضوع ... والله أعلم .

كل نقاش سياسي فى السودان الآن يبدأ بدارفور وينتهي بها ... إمارة عالية علي الوعي السياسي والأولويات الصحيحة والمصير الموضوعي , يختلف الناس فى مناولتهم للأمر خاصة حين يرتبط بالقوات الأممية , كما يختلفون فى قراءة دوافع الصراع هناك ومسبباته لكنهم يشتركون فى مأساوية الوضع وفى ضرورة تلافيه ومعالجته , فدارفور فى ظنهم الآن هي العلامة فى تاريخ السودان السودان الحديث , فإما أن يتجاوز المحنة عبر حل سياسي مرضي للأطراف المعنية وإما أن يستمر الحريق ويتمدد أواره ليلتهم كل البلاد ... أتفق مع هذا التقدير وأتمنى أن تسود الحكمة والإحساس بالوطن ... لأجل أن يكون .

سألت بعض المهتمين والعارفين بأمر الجنوب ... على خلفية الإستفتاء المرتقب , إفترقت { كالعادة } الآراء والتقديرات لكن وبكل امانة فقد كان صوت الوحدة هو الأعلى منطقا والاكثر قبولا والأرجح وزنا ... لاحظت كذلك أن الحركة الشعبية صارت محورا سياسيا مؤثرا بل وحاسما فى تقرير إتجاهات السياسة السودانية ومستقبل السودان , لكن بالمقابل تتجاذبها إتجاهات وتتخللها تمحورات غير متجانسة , فهي متنازعة بين كونها بديل وشريك , وهي متهمة بكونها صارت مرتعا يصطاد فيه المؤتمر الوطني ويساوم , كما هي متهمة بكونها { مخترقة } شيوعيا خاصة فى قطاع الشمال , كما أنها متهمة كذلك أو قل بعض عناصرها بالفساد المالي والإداري فيما أثر سلبا على إدائها القومي وفى حكومة الجنوب على حد سواء ... أقل ما يقال هناك ان أمام تلك الحركة الكثير الذي ينتظر الإنجاز ... مع أمنياتي لها بالتوفيق .

عموما ... فقد صار من أشق الإمور فى هذه الدنيا الحديث عن السياسة السودانية , لأنها حبلى بالمفاجئآت والتناقضات والتمردات والعصف وإن دنت الرياح , فقدرة المحلل السياسي على الإستبانة والبناء طوبة على الأخرى يمكن أن تنهار فى أي لحظة ... ففى ظل الظرفية المتقلبة هذه تستعصي النبوء السياسية السليمة وتتفلت الإحتمالات عن سياقها , مع هذا ... فقد رأيت شعب السودان فى موود الحراك أكثر من الثبات والتفاؤل اكثر من التشاؤم والواقعية أكثر من الإفتراضية ... فهذه ولحسن الحظ هي عناصر العبور والإنتصار ... ولأجله دعونا نعمل ... ونصلي .

السودان … بيئيا … ليس على ما يرام , على الأقل لقادم من الخارج النضيف , فهناك البعوض والذباب ينتاشان الناس والموائد ويعكران الصفو حكا ونشا … ومع أن وجود هذين الميكروبين غير منكور … لكن لا أحد يشكو ولما هم تعودوا على كل شئ بخيره وشره … فتوقفت من الشكوى وخضت مع الخائضين … فتحسن موقفي على الأقل نفسيا , ما تزال { الكوش } تتناثر فى الأركان وفى المنتزهات العامة عبر نهاياتها المفتوحة , أما فوضى المرور فهي إلى حد الدهشة , فمع أن الشوارع الكبيرة قد تم تحسينها لدرجة كبيرة وأضيفت الكثير منها إلى الخارطة المسفلتة , ومع أن هناك شوارع { أبهة } كشارع النيل والمطار والشوارع المربوطة بالكباري عموما , إلا أن الشوارع الداخلية غير المسفلتة فهي رديئة جدا حيث تكتظ بالحفر والمطبات والكوش الصغيرة . غني عن القول كذلك أن التوسع العمراني جاء خصما على الرقعة الخضراء , فحلت المباني محل الكثير من المنتزهات العامة والفسحات الصغيرة .

بالمقابل … تنتشر فى الأحياء الراقية المباني الفاخرة والمطاعم الحديثة والمتاجر الكبيرة وتتعدد معروضاتها ولدرجة تحس بأنك فى إحدى العواصم الأوربية أو الخليجية . هناك أيضا معالم جمالية تلفت إنتباه كل زائر للعاصمة مثل برج الفاتح وسوق عفراء والقصور الرئاسية واليخت الرئاسي وبنك السودان وبعض الحدائق الراقية كمنتزه المقرن العائلي ومنتزه الرياض والريفيرا وأوزون … وأخريات . تكتظ العاصمة كذلك بالعربات الفاخرة والرديئة وفى ساعات الذروة يضيق الخناق وكثيرا , فيصبح قرار الدخول إلى قلب المدينة قرارا صعبا ولا بد وأن يكون مدروسا بعناية , لتحسن الشوارع نسبيا ولكثرة العربات فقد صارت المواصلات العامة فى متناول اليد وبأسعار رخيصة مقدور عليها . الميناء البري خفف الضغط وكثيرا على السوق الشعبي بالخرطوم ووضع نظاما حديثا لتسيير المواصلات خارج الخرطوم وداخلها , لكن تزعجك ظاهر السماسرة والكمسنجية الذي ما يزالون { يقابضون } الزبون حتى { يآمن } .

الناس فى بلادي ... ما يزالون على سجيتهم الإجتماعية الآلقة , تتقدمهم النخوة وتلف حياتهم العفة إلا من أبى . كنت ذات مرة أسير فى إحدى الشوارع المجاورة لمنزلنا بالصحافة , كان يتقدمني شاب نحيل أغبر يدفع أمامه حمالة حديدية بلستك فى مقدمتها , وقد وضع عليها بعضا من قصب السكر { المفصفص } ليبيعه للناس , فوقعت منه أحدى قصبات السكر وكنت أقرب منه إليها , فإلتقطها ومددتها إليه فأصر على أن آخذها فإمتنعت ... فواصل إصراره , فإقترحت عليه أن أدفع ثمنها فرفض ... خسرت المجادلة بينما كسبت قصبة سكر ... مسحت على ظاهرها برفق وبدأت { أنقرفها } وأقضم فيها وقد أسكرني هذا الموقف { السوداني } الفريد ... ومن شاب فى مقتبل العمر ... غمرني إرتياح غير عادي , ولما تأكد البيان بالعمل أننا ما نزال بخير ...

وأيضا ... خرجت ذات مرة من الجامع المجاور لمنزلنا بعد أن أديت أحد الفروض ... لكني لم أجد { الشبط } على باب الجامع وحيث تركته هناك ... إنتظرت قليلا لأستوعب الحادثة وقد أثار إنتظاري فضول بعض الشباب ممن كانواحولي , فأخبرتهم بأني فقدت حذائي فشاركوني الأسف والحديث عن { أولاد الحرام } الذين لا يقيمون حرمة حتى للجامع { وقد تقاطع الحدث بحدة فى ذهني مع جدل الفقر حيث العتبى الإجتماعية }... توكلت على الله وأخذت أجرجر أقدامي الحافية صوب منزلنا , فما أن عبرت خطوتين حتى قام شاب بنزع حذائه لألبسه أنا مقسما بأن هذه أبسط مساعدة يمكن أن يقدمها لي , كالعادة يصرون حينما يحزمون أمرهم ... لبست الحذاء وسار الشاب {حافيا } إلى أن وصلنا منزلنا ... أحسست أن شكري له أقل مما أقدم عليه ... صار هذا الشاب فى تقديري مثالا للخير والنجدة وعلى شرف موقفه هذا أحببت كل هذا الجيل العصي على الأزمة ... وإن ضاق خناقها .

من السوانح الإجتماعية النادرة أن يلتئم شمل سوداني بكندي ... وهذا ما قد كان , فقد شرفني فى عيزومة متواضعة لفيف من هؤلاء وأولئك , كان من الرهط الكندي إخوتي كمال شيبون , عبدالله نقد , د. فيصل بشير , عبد الوهاب التوم , محمد محمد خير , عثمان حسين وجمال سعد , بينما إعتذر كل من عادل موسى ود. عارف ود. ابراهيم حامد , أما من أهل السودان الدائمين فقد شرف اللقاء بعض من بورداب الخرطوم , منهم ناذر الخليفة , سجيمان , عبد المنعم سليمان , نادية السر , قرضابي , إنعام حيمورة , خالد ماسا , طارق الأمين , قرشي عوض وإشراقة حيمورة ... ومن غير البورداب صديقي عمر مصطفى وأشقائي الفاتح وحاتم وعمر , سجلنا على صحائف التاريخ زمنا حميدا وحميما ... ومن خصائص السودان الإجتماع .

وتوالت العوازيم ... وأزهقت أرواح خراف عددا ... لكن أجملها كان خروف أخونا طارق الأمين ... فى داره العامرة بالخرطوم ثلاثة , أو شئ من هذا القبيل , كان الجمال فى الحضور لا الخروف بالمناسبة ... إذ أم مجلسنا كل من الإخوة ياسر عرمان , عصام ميرغني { أبو غسان } , محمد محمد خير , د. عبد الله علي إبراهيم , مأمون العجيمي , حاتم قطان , مكي أبو قرجة , شكسبير , الفنانين عثمان بركات , أدروب وأبوقرجة الصغير ... هذا بجانب طارق الأمين وشقيقه معتز ... كانت اللمة أكبر من كده ... لكنها تعاسات الذاكرة ... فمعذرة لمن غاب عن الذكر بغير قصد . شرفتنا فى اللقاء ومن على البعد { هولندا } الفنانة الصاعدة نانسي عجاج ... وذلك عبر الأثير متداعيا فى الإسفير ... وكلها تقرب المسافات ... فقط ليس كسكة حديد الأستاذ عبد الله على ابراهيم ... وإنما أكثر ... وكثيرا { وجه ضاحك }... تجادلنا قليلا ... وفرحنا كثيرا .

أخي الأديب حيدر..
كل سنه وانت في السودان وطيب.
حمدالله على السلامه و..هل من عوده هل.
لك التجله والأحترام.

Some people cry when they read this Post

أخي حيدر قاسم

حمدا لله على سلامة الوصول
وكل عام وأنت والأسرة بألف
خير ،، واصل الحكي الجميل
ستجدنا منصتين 00 مستمتعين
بهذا الألق والأبداع التصويري
ننتظر الحكايات منذ البداية
لتعيدها لنا في قالب ( يوميات)
نريد أن نقرؤها مفصلة لنستمتع
أكثر ،، فبرغم قصر مدة الأجازة
إلا أن نظرتك وتقييمك للأمور
يأتي موضوعيا ومفهوما

على كل حال كما قالت أختنا مي
فإن البعض قد يدمع من هذا الحكي
وأنا منهم !!!

وقبل ان أغادر محطة الفنان طارق الأمين ... فلعلي أتخيرها سانحة لأدعو أهل السودان لأن يحبوا هذا الفتي وسوف يكون عند حسن الظن به ... فهو السودانية تمشي على قدمين ... رجل مرح وعلى خلق وفكر ... ليبرالي الهوى كريم السجايا متفهم ومهموم , أما أن يكون فنانا فهذا سبقه الآخذ وهذا من فيض أعماله ومن أمواج الناس وهي تتقاطر إلى مسرحه , ولما هو يقود فرقة الهيلاهوب المسرحية الترفيهية , وهو كذلك حادي ركب مؤسسة هيلاهلب الإنسانية اللا ربحية , وكما قال طارق ... فالحزن هو السائد فى مجتمعنا ... لذا تكون مهمة { تفريح } الناس مهمة صعبة للغاية ... مع هذا فقد إختار طارق الصعب ... وأخاله أفلح , يشرح صدور الناس ... يطعمهم ضحكا ويلهمهم من خلاله معني , فيما قلبه على مرضى الكلي من أطفالنا ... وهو ينسخ قاعدة الغسيل المستحيل ... المستحيل ... المستحيل ... فما أورعك ... وليت ضلوعنا تحمل مثل قلبك ... فأنعم بوحيك الإنساني المبين

بورداب الخرطوم إختاروا لإكرامي الإقلاع عن الروتين ... فكان ملتقانا سوق الناقة ... أو فيما درج الناس على تسميته ب{ غندهار } ... ولا أدري لماذا , كانت رحلة جميلة وكان الطعام طازجا جميلا متنوعا ... وكان المكان بسيطا لا يتعدى كونه حصير{ راكوبة } وعناقريب وطرابيز خشب وصواني وكيزان ألمنيوم ... هذه العدة التقليدية الريفية المتواضعة أضحت الآن ذات مغزى { سياحي } وإختيار راقي ... فعلام هذا يكون ... لم أر تفسيرا لهذا غير حبنا للسودان وإحتفاءنا بأشيائه ... وعلى بساطتها . كان فى الحضور عبد المنعم سليمان { رأس القاية } وعبد العظيم ومهند وخالد ماسا وسرب من البنات الآلقات من أمثال إنعام حيمورة ونادية السر وزينب الشفيع وإشراقة حيمورة والفنانة أسرار بابكر . .. كان كل شئ رائع وقد أحسست طعم هذا الزمن الجميل قبل الطعام ... فقط أزعجني { الذبان } ولهذه الكلمة أعزائي قصة تعود إلى قريتنا الحبيبة طيبة الشيخ عبد الباقي , فقد حدث وأن هاجر أحد أبناء تلك القرية إلى العاصمة ولما كانت هذه الظاهرة نادرة إن لم تكن مستهجنة , فعاد إلى القرية بعد عامين تغريبا وقد كانت عودته { حدث } فى القرية , وفى تخالط المشاعر بين الفضول والإستهجان ترصده أحد أبناء القرية { الممسوخين } وهو يلعن الذبان الذي كان يتطاير على مائدة الطعام والأنس وهو يحكي للناس عن العاصمة , فما كان آنها من تفسير لهذه الكلمة غير كونها تخليط لما تعلمه فى المدينة { حيث الفصحى تقول الذباب } وما ورثه من مجتمعه الريفي { حيث الضبان } ... وإن شاء الله ما أكون أقرفتكم .

كنا كذلك نلتقي فى المركز الثقافي الألماني { معهد جودة } على شارع المك نمر وكأنه نقطة لقاء أضحت معروفة للقادمين الجدد إلى السودان , وكذلك زمرة الصحافيين الذين يتركز وجودهم هناك بحكم مواقع عملهم { الصحافة , الأضواء , آخر لحظة } وهذا فيما أعلم ... لكنها كانت سانحة طيبة أن ألتقيت خلالها عددا من الناس ممكن كنت أراهم عبر كتاباتهم فقط خاصة فى سودانيزأونلاين , مثل الأخ عادل عبد العاطي والأخ أمين السيد والأخ مكي الأحمدي والأخت غادة نوري والأخ أمير بابكر وقد تشرفت بأول لقاء لي بالأخت صباح أحمد هناك كذلك ... كانت أجواء إجتماعية صاخبة يسترقك خلالها الزمن والقهوة الأدروبية { المقعدة } والزغني { الما خمج } ... إضافة للتبادل الإنساني والسياسي والثقافي الراقي ... جدا .

أخي محمد المرتضى

سعدت بمرورك ... فأنت دوما ترفع منحنى معنوياتي ... وبصدق ... فأنت الأجمل .

الأخت مي أبو قصيصة

مداخلتك موجزة ومؤثرة , فهذا قمة الإتقان ... لتعش إلفة الوطن وإن تكن الدموع .

الاخ عادل جبارة

تعينني أحاسيسك ... وكثيرا ... لأنها صادقة ... ولأنك كذلك ... فلتدم المعزة .

حيدر قاسم بعد ما ضرب الشية والغباشة

حيدر قاسم - خالد ماسة - ناذر محمد الخليفة - عبد المنعم سليمان - الكرفابي - اشراقة حيمورة - بعد انقضاء دعوة الغداء الفخمة

Quote: لم تلازمني عناءآت المسافرين العابرين للمحيطات , لم أشعر بدوار ولا طنين ولا غثيان , لم يرهقني تطوال المسافة ولا تداخل الزمن الغربي مع الشرقي

امال لو جاي من استراليا تقول شنو؟!!..اخر سفرة للسودان قضيت يومين طاير في الجو!!!

Quote: أول إحساس يعتمرك فى ظل المناخ الإجتماعي والنفسي آنف الذكر هو إستعادة الشعور بالإنتماء

أتفق معك 100% في دي....الجلابية الماكنت بلبسها الا في الاعياد و المناسبات حلت لي بشكل عجيب!!!!..

تحياتي

حيدر قاسم
سلام واشواق شديدة
لم اكن محظوظالكى القاك
ولم اعرف بمقدمك لدواعى الامتحانات
لا تطيل البعاد ثانية وعلى امل لقياك قريبا

من الحلقات الإجتماعية النيرة التي أفعمتني بفرح كبير فى السودان ... هو زواج إحدي كريمات السيد عبد العزيز خالد { أظن أن أسمها هبة إن لم تخني الذاكرة } ... كان نادي الضباط هو المحفل الذي أمه المدعوون ... وكانت ليلة مليحة ... أذنت لي بأن أقول بأنني حضرت عرسا إبان زيارتي للسودان ... فعهدي بهذه الأشياء إنقطع ومن مدة حتى نيست آخر عرس حضرته فى السودان ... ولم يمنعني من التوهان على مزالق هذه الذكرى إلا عرسي ... عشت أمسية لطيفة لفيفة على أنغام غناء طروب وعروض بشرية محسنة و زخات عشاء فاخر ... إلتقيت ليلتها وجها لوجه بكل من ... غادة عبد العزيز ... شابة نضرة خلوق ... و هالة عبد الحليم وتشرفت بمعرفتها على نواصي الإجتذاب الصوفي الأمرد , كما إلتقيت كذلك الأخ حسين ملاسي وقد بدا لي { أصغر } وأشب من صورته المعهودة فى سودانيزأولاين , تبادلنا بعض أحاديث إمتدت إلى حيث طلبنا العلم فى الإسكندرية الجملية ... وعلى دفعات مختلفة ... حملت شهب الذكرى تراجي ... فطريناها ... بكل الخير .

الاخ حيدر قاسم

كل عام وانت بخير ..

ورد الله غربتك

سرد كثيف وصادق

وصدقت الاخت مى ابوقصيصة ..

فقد ادمعت من حزن كثيف وجدته خابىء بين طيات الكلام الذى تقوله

خصوصا" حين اكدت لنا ان هناك قيم ممتدة مابين قصبة السكر والحزاء المسروق وخوف والدتك الحنونة (تلك القيم هى التى نخاف ان يسرقها منا هذا الغياب وهذه الحكومة القسرية .




بابكر زيكو

ربما صار من الطبيعي فى الغربة أن يتحدث شخص قائلا أنه لم يلاقي كثيرا من أصدقائه لمدة كم طاشر سنة , كنت فى زمرة هؤلاء , لكن زيارتي الأخيرة للسودان عالجت هذا الإنقطاع فيما يخص البعض من قدامي أصدقائي وإن تجتزني الحسرة على عدم ملاقاة بعض آخر ... إلتقيت أصدقاء الشمس والدرب الطويل , منذ أن كنا أيافعا وحتى فسطاط الكهولة , أصدقاء أعتز بهم وأتشرف بمعرفتهم , كان فى البدء جبل الكحك الشامخ أخي عمر الناظر وشقيقه مصطفى الناظر وهو يتأوه لوجه الوطن , ثم شرفنا من بعد عالي المقام عائدا فى زيارة من الخليج أخي الفاتح محمد عبد الرحيم حجر , ثم إمتطى عصام سعيد صهوة أشواقه من شندي إلى العاصمة خصيصا لهذا الغرض الأخوي النبيل , وخب عثمان لياقة تسوقه خارطة الذكريات إلى حيث يتجدد اللقاء , وشرفنا بكل السعد وبذات تعليقاته الساخرة أخي عمر محمد علي , وكأن تلك القلادة لا تكتمل حلقاتها إلا بحضور أستاذ محمد عبد الرحمن ... وقد كان... وعلى عبير الذكريات الفواح إحتضنت أخي حسن عثمان فإسترديت كثيرا من عافيتي الإجتماعية . كان لقاء السحاب ولما ضاقت كل المواعين عن إستيعاب زخات الفرح بهؤلاء بعد إنقطاع موجع ... أحمد الله على هذا ... مع أمنياتي بدوام تلك المحبة العظيمة .

اعزائي:

زياد جعفر

أبوبكر عثمان

بابكر عثمان مكي


تذكار السودان فرضية أولى إن كنت خارجه ,

وإبتكار السودان هو التحدي إن كنت داخله ,

لكنه فى كل الأحوال يأسرنا ... وفى أسره لطف .


فلنهنأ به ... مع الود { يجتاحكم } ... بكل الرحمة.

قضيت بضع أيام فى الجزيرة ... رأيت فداسي تتجمل وهي تسابق نفسها حتى تكون مدينة ... وأظن أن بعضها أحلامها يتحقق ... فالبقالات هناك تتنافس فى كسب ود الزبائن لدرجة توصيل السلع للمنازل , والمواصلات الداخلية تتم بالتلفون { كان رقشة كان أمجاد } ... عرفت أن مدارسها تضاعفت عما كانت عليه قبل عقدين من الزمان وأنها تقيم صروحا للتعليم فوق الثانوي , وكذلك تتفتح على التعليم المهني فيما تستمسك بإصولها التاريخية فى التعليم الديني , وأنها تصدر لاعبين فى كرة القدم إلى مدني وما تيسر من منتجات جروفها ومزارعها , فالواضح أن فداسي إستفادت وكثيرا من إطلالتها على شارع الخرطوم/مدني فإزدهرت حركتها التجارية ونمت سعتها التبادلية ... مع هذا فعبق القرية لا يفارقها وسيماء أهلها الطيبين صارت ماركة مميزة , على إثر وداع حار لأهلي وحباني هناك إستأجرنا عربة إلى طيبة الشيخ عبد الباقي , وبعد وصولنا إلى هناك وأنا أسحب أقدامي إلى خارج العربة فتحت محفظتي وإستخرجت ثمن الاجرة وناولته للسواق , لكنه فاجأني بأن الأجر مدوفوع سلفا ... لم أسمع ... لم أر ... لكن هكذا السودان ... حفظه الله .

Dear Hayder
You wrote
عربة إلى طيبة الشيخ عبد الباقي , وبعد وصولنا إلى هناك وأنا أسحب أقدامي إلى خارج العربة فتحت محفظتي وإستخرجت ثمن الاجرة وناولته للسواق ,
I can't wait to hear your story about your visit to Sheikh Abdullah Azrag Taiba
Regards

الاخ العزيز حيدر
كتابتك جميلة ومتابعين اول باول وانشاء الله تكون سجلت زيارة (لشيخ طيبة )زى ما ذكر الاخ الفاضل ابونورة
كلامك حول صمود العديد من القيم النبيلة كالشهامة والكرم شىء مؤثر وايجابى فقط علينا ان نتذكر ان (نبلها غير مطلق)، خاصة اذا ما عقدنا المقابلة بين القيم فى سياق مجتمع الفردية ( individuallity like in canada) والجمعى (collectivity like sudan)ذلك انها فى السودان قائمة نسبيآ على التقليد وان(كان حميدآ) يعنى اداء واجب اكثر من كونه (خيارآ شخصيآ) وهو كذلك فى المجتمعات الغربية عموما(خيار ) الزول الشهم بائع قصب السكر ممكن مثلآ يصوت لحرامى بتاع مؤتمر وطنى فى تقليد ما ( التقليد النابع من الهوية الاجتماعية فى مجتمعاتنا ممكن يكون سلة تحمل متناقضات (full package)
فكيف ننجح فى جعل مثل هذه القيم خيارآ وتقليدآ فى آن
حمدآ لله على السلامة

Quote: كلامك حول صمود العديد من القيم النبيلة كالشهامة والكرم شىء مؤثر وايجابى فقط علينا ان نتذكر ان (نبلها غير مطلق)

Quote: فكيف ننجح فى جعل مثل هذه القيم خيارآ وتقليدآ فى آن

الأخ طلعت ... سلمات

سيقتلك المنطق عزيزي العالم ... أما أنا فقد إخترتها { إستراحة } لوجه الوطن

فخليني أكمل هذه العدة ... وبعد نجي للغريق .

مع محبتي

الأخ المعز أبو نورة

نورت ... مع حبي وتقديري

كان جدي لأبي رحيمه الله { محمد محمد علي الشهير ب/ود طه } ... ممن يقولون قولة الحق بلا نزاع ... وهذا فى تاريخه مشهود , حدث ذات يوم أنه كان يسير فى طريقه من المسجد إلى منزله بعد قضاء أحد الفروض , وكان الطريق من وإلى المسجد يمر عبر بيت الشيخ عبد الباقي والذي هو بيت كل خلفائه وإلى الآن , فصادف فى مروره الشيخ أبو عاقلة والذي كان آنها شيخ الطريقة العركية وهو بالمناسبة الأخ الاكبر لشيخ عبد الله , إستوقف شيخ أبو عاقلة جدي على الطريق وسأله قائلا { إنت ما بتزورني ليه } فرد عليه جدي { وإنت قاعد تزورني ؟ } ... لا أستلف من جانبي هذا الموقف وإن أحتفي به , أما الاهم فهو أن تفاعلي الكيميائي مع المؤسسة الصوفية السجادية بنحو عام ليس على مايرام , فيما يجعل علاقتي بها ذات طابع حيادي فى أفضل الأحوال , وهو موقف ممتد وطبيعي لذا تجدني لم أقابل شيخا منهم فى حياتي , ولم أؤدي أيا من فروض تلك المؤسسة ... والسياق يتصل . أما إن ألقينا بشعاع سياسي على تلك المؤسسة فسوف نجد أن إستردافاتها الطائفية وإستلاباتها الذهنية قد أعاقت مشروع الوعي العام المتصل بقضايا العصر وهموم الوطن وأولوياته ... ربما هنا مشروع نقاش ... لولا تقاطعه مع طبيعة هذا البوست .

ويبقى الود .

وجدت طيبة على حالها ... تستلقي بروحها السليبة فى القطاع المروي وهي عطشى للنماء وللخدمات الإنسانية , إيقاع الحياة هناك بطئ وبسيط كما قومي , وجدتهم بنفس ملامحهم القروية وطيبة قلوبهم وهي تفيض عن حاجتهم , وما هذا الفائض إلا كل مخزونهم الإستراتيجي في هذه الدنيا , لم يعد مشروع الجزيرة يمثل كل حلمهم كما كان من قبل إذ تغيرت كثير من الأشياء والمشروع فى لجها , فالنزعة الإستثمارية غير المرشدة التي تحاول حكومة الإنقاذ أن تفرضها على المشروع قد أخلت بموازناته التاريخية , وجعلت الكثيرين يتخوفون على مستقبلهم كمزارعين مما كان له أثره الواضح فى الإنصراف عن هذه المهنة والهجرة من ثم إلى المدن والبحث عن أعمال أخرى , لهذا ولعوامل أخرى فالتركيبة السكانية لطيبة تغيرت بدرجة ما , بهجرة عدد ملحوظ من قدامى سكانها ووفدة آخرين أغلبهم عمال زراعيين من مناطق مختلفة من أرجاء السودان . مع هذا فقد لاحظت أن الجيل الحالي من المزارعين يختلف نوعيا عن سابقه , إذ تجد بينهم الآن المعلم والطبيب والموظف ورجل الأعمال . عموما فمشكلة طيبة هي مشكلة كل الريف فى السودان , فعدم وجود المؤسسات التعليمية الثانوية وما فوق الثانوية يفتح أول أبواب الخروج من القرية وبداية الإرتباط بالمدينة , إضافة لتدني الخدمات الصحية والبيئية وعدم وجود فرص للإستثمار والتخديم يجفف كذلك أوصال القرية ويجعل نهضتها أمرا فى غاية الصعوبة ... فالقرية على هذا النحو ليس مكانا للإستقرار النهائي خاصة للمتطلعين ... تظل الإشكالية هنا مرتبطة بفلسفة الدولة فى الحكم , فالتجربة الحالية تهمل الأرياف والقطاع التقليدي لصالح العاصمة وربما بعض المدن الأخرى ... لهذا فكل مفاصل الحراك الإستثماري واللمسات الحضارية التى تعرضت لها فى متن هذا البوست هي وقفا على العاصمة لحد كبير جدا ... فمدينة مثل مدني لا تجد حظا من تلك الإستثمارات على ضخامتها , بل فى واقع الأمر تدهورت مدني حتى صارت طاردة فى موسم الرحيل إلى العاصمة .

شارع الخرطوم مدني لا يزال على حاله رغم التوسع الملحوظ فى النشاط التجاري وفى كمية ونوعية العربات التي تستخدمه , بل يلاحظ العدد المهول من الشاحنات والبصات والحافلات المتحركة عليه ... لقد تضاعفت القيمة الإقتصادية والحيوية لهذا الشارع دون أن يجد ذلك ما يقابله من توسيع وصيانة , حتى صار الأمر يتعلق بحياة الناس وموتهم إذ تشير الإحصاءآت إلى أنه من أكثر شوارع السودان حوادثا وغالبا ما تكون مميتة وفظيعة ... فلينتبه أولى الأمر . مع ذلك فأنت تستمتع بالرحلة فى جوف البصات السياحية حيث الطعام والشراب كما الطائرة إضافة للمرئيات من تلفزيون وفيديو وأشرطة غنائية وترفيهية .

كده أحدف قليلا ... لأسمعكم بعض النكات التي سمعتها هناك حتى لا يتسلل إليكم الملل . ففى سودان اليوم مصطلحات جديدة يرتبط أغلبها بثقافة التلفونات الجوالة , مثل { رصيد , دق لي وأدق ليك , إسكراتش ومسكول } ... وحول الأخيرة سمعت نكتة تقول ... كان فى واحد قامت فى بيتو حريقة عمل مسكول للمطافئ { وجه ضاحك } , ونكتة ثانية تقول ... جاءت جماعة خيرية لى زول شايقي وطلبت منه التبرع لبناء سور لمقابر الحلة , فرد الشايقي قائلا ... أسع دحين الناس ديل مما ماتوا فى زولا منهم قام شارد . وثالثة تقول ... كانت هناك إمرأة عجوز تستقل إحدى الحافلات فى شارع الديم , ومما ركبت الحافلة قالت للسواق عليك الله يا ولدي لامن تجي على طرمبة حجازي قولي عوووك ووافق السواق , لكن المرأة كل شويتين كده تسأل بأعلى صوتها { يا ولدي ما وصلنا طرمبة حجازي } فيجيب السواق بلا وتكرر السؤال لدرجة العكننة , أخيرا وصلت الحافلة طرمبة حجازي فقال السواق للمرأة ... أها ده طرمبة حجازي يلة قومي أنزلي , فردت العجوزة قائلة ... لا لا يا وليدي أنا ما نزالة طرمبة حجازي ... بس دايرة أعدل بيها رأسي ساي ... كان السواق غشيما فرد عليها قائلا ... ده رأس شنو ده البعدلوه بي طرمبة ده { ها ها ها ها }

حيدر

طالما عرجت على النكت خليني أديك واحدة :
قالوا في واحد إغترب من زمن كان البنات بيقيفوا
في شارع النيل !! وما رجع إلا بعد 15 سنة جا سايق
عربية كريسيدا وشايل علبة سجاير بنسون وقف جمب واحدة
في شارع النيل قال ليها: شنو ياتيتي ما تركبي ؟؟
ضربت يدها على صدرها وقالت ليهو :
سجمي إنت كنت ويييين ؟؟؟؟

حيدر قاسم


احترامي يا صديقي


ليتك كنت معنا بالامس ولكنك كنت قلوبنا


حفلة تكريم عواطف كانت بهجة وروعة .. وافتقدتك يا صديقي


جيت اسلم واقول ليك ناس الاضواء بسالوني منك ؟؟


في انتظار الايميل

احترامي وتقديري

منعم

أخوي ... عبد المنعم ... سلمات

شكرا على الطلة ... ولتدم المعزة


ياخي والله موضوع الأضواء ده ما ناسيهو,

لكني فى زحمة من أمري ... مع هذا فسوف

ألتزم بالإتفاق ... بس أديني يومين تلاتة,

ولعلها سانحة أذكرك بأنني كتبت موضوعة عن

غادة نوري وأودعته لدى الأخت صباح للنشر ,

فإذا لم يتم حتى الآن نشره , ممكن تشيلوا

لي ناس الأضواء and we take it from there


مع تحياتي

إستبدت امغاصي وكثيرا لإنقطاعي الذي طال عن وطني السودان , فإخترت أن تكون إجازتي هذه المرة إجازة بمعنى الكلمة , فأجزت عن قيادة السيارات وعن الرطين بلغتي الثانية وعن الكتابة وعن الشباك الإلكترونية وعن الصحون الفضائية وعن الأجهزة التكنولوجية وعن الإزياء الإفرنجية وعن الأطعمة الكونتننتالية ... إخترت عالما ريفيا بسيطا قوامه العراريق والطواقي والكسرة والمفروك والضللة والونسة والمزاورات ... فكانت إجازة بطعم ونكهة تنزهت خلالها من كثير من { الغم } ... أعدت لحمتي بإصولي وفصولي وحباني وزماني وبئتي ورئتي وكل ما إفتقدته فى عهد الغربة الغفر ... تزودت بطاقة معنوية عالية وجددت معلوماتي وإحساساتي ورضى الوالدين ... توسدت عبارة { العفو والعافية } والتى لا مكان لها فى إعراب الفرنجة ... فما أجمل السودان .

من محدث المصطلحات فى سوداني { الجميل } ... الراجمات , وهذه يا سادتي لا علاقة لها بالحرب ولا الدفاع الشعبي ولا القوات الأممية , فالراجمات إحدى مكونات مركب ثلاثي { الجودة } لمعالجة مرض الملاريا, مع الفانسيدار وأعتقد الريزوشين , وصفة علاجية صيدلانية سودانية , ولما فشل الكلوركين أو إستفذ أغراضه وصار جزءا من منعشات المايكروب وليس من مكافحيه . لا مانع لدي في هذا التركيب الدوائي بخصائصه البيئية والعلاجية , لكن لم الراجمات إسما ولم هذا { الشطط } فى عسكرة الدواء حتى ... وربي يعن .

دون أن أنال من الطمأنينة الإجتماعية التي وقفت عليها وذكرتها لكم على إثر تداعيات الصراع السياسي/العسكري/الإثني فى السودان , فالناس يتحدثون عن المليشيات وعن السلاح كظاهرة غريبة وجديدة على المجتمع السوداني , ومع أن هناك مبررات قانونية لجزئيات من هذه الوضعية فيما يتعلق بإتفاقات السلام التي أبرمتها الحكومة مع الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان , فالناس يخشون من { تسرب } السلاح لغير أيديه وإستخدامه فى غير مكانه , فالمخاوف مشروعة والحكومة هي المعنية بمعالجة هذا الإحتقان خاصة وأنها أضحت تضم العناصر المعنية بحمل السلاح ... مع هذا فالرهان الذي أحسسته أعلى لجهة الحل السياسي لقضايا البلاد وعلى رأسها مشكلة دارفور ولتنفيذ إتفاقات السلام وفق نصوصها ... أكثر من التدابير الأمنية ... أتفق مع هذا جملة وتفصيلا .

فى بعض شوارع العالم الأول ربما يستغل بعض الأفراد توقف الحركة عند النور الاحمر { للشحتة } فيما يسمونهم عموما ال Panhandlers وفي كندا تحديدا ال Squeegee Kids , أما فى الخرطوم فتجدهم يعرضون بضائعا مختلفة , من مناديل الورق إلى أدوات المطبخ إلى المفكات إلى الأناتيك واللوحات ... يعرضون ويساومون ويقالبون ... ولا يبخلون بالإبتسام ... تمت البيعة أم لا ... تخيلوا ... لكن أدخروا بعض الخيال لما هو قادم .

عند النور الاحمر كذلك تجد الشحاتين وأغلبهم من النسوة { الحرائر } ... فالخرطوم ليست إستثناء ... لكنك للأسف تجد كذلك أطفالا قصرا يستجدون ميسور المال { فكه } ... توقفت العربة التي كنت أقلها عند تقاطع شارع محمد نجيب مع شارع خمسطاشر ... رأيت طفلا فى عمر السابعة معاقا يزحف على ركبتيه حتى وصل إلى باب العربة ... طفل يقطع نياط القلب ... أشعس ... ناشف الشفاه ... تراكم على وجهه ورأسه غبار السنين { مكدب } ... وهو يلف ركبتيه بقطع قماش بالية ... لا يجري لسانه إلا على كلمة واحدة { لله } ... لم أناوله شئيا ... لا لسبب غير دهشتي الكبرى مما رأيت ... ولا لسبب غير سيطرة الحدث على كل جوانحي وأحاسيسي ... فبدلا من أن أعينه ... إستلبني التفكير وإستغرقني ... كيف يحدث هذا , غسل هذا الطفل من حلقي كل الطعوم الجميلة التي تزوقتها فى السودان ... وجدت نفسي وجها لوجه فى مواجهة { جريمة } إجتماعية لا تغتفر ... إنفتح ذهني على كل أركان المأساة ... أين الأبوين ... أين الحكومة ... أين المحسنين ... أين منظمات الطفل .... أين المجتمع { الرسالي } ... من المسئول ... لماذا يتصالح الناس مع هذا الوضع المهين ... كيف يستلقي الضمير راضيا مرضيا وهو يمر من على هذا الطفل الضحية ... وما مصيره الآن ... ألا يزال على قيد الحياة ... أم دهسته تلك الإطارات التي لا ترحم .

تداعت ذاكرتي حينها إلى وطني الثاني كندا ... إسترجعت المفارقة ... كيف يهتمون بالأطفال ولأجلهم يسخرون كل المجتمع وجل الإمكانات ... حتى جرى على لسانهم قولهم الشهير ...It takes a village to raise a child . تذكرت كيف لا يعبر الطفل فيهم الشارع إلا برفقة بالغ ... تذكرت أن وجود الطفل لوحده { مشكلة } وإن كان فى منزله ... ناهيك عن يكون الشارع هو منزله ... تذكرت ... المدارس والخدمات الصحية والمراجح والعجلات والرياضة ودور الحضانة والترفيه وكتب الأطفال وملابس الأطفال ولعب الأطفال ورياض الأطفال وطعام الأطفال وبرامج الأطفال وقانون حماية الأطفال ... عالم ... وعالم ... وشتان

ثم سرعان ما تكرر المشهد ... وإنعدل فى حكم المألوف ... فقليلة هي { الصواني } التي تخلو من الأطفال الشحاتين وهي بهذا ظاهرة إجتماعية تنخر فى أخلاق الحكومة وفى وجدان المجتمع ... هذا حال غير مقبول ... لا أتطرق إليه هنا من باب الإستذكار العابر وفى إطار الونسة ... بل أدعو الناس للإنبتاه فالتصدي لهذا الجرم الإنساني المبين , فلتتوقف منذ الآن مشاريع الإستعراض العمراني والإنفاق الأمني وضروب الصرف البذخي للننقذ بأموالها حياة أطفال السودان , فالقضية هنا لا تتعلق حتى بالتنمية والنهضة ... إنما تتعلق بالبنية الأخلاقية وبالأحاسيس الإنسانية وفي مبتدأتهما الدنيا ... لن ننتظر الحكومة وعليها اللعنة إن لم تخجل مما تغفل ... بل أتوخى المجتمع ومنظماته الإنسانية والخيرية ... فأطفال { الصواني } سبة لا يمسحها { القرص المدمج } لمدينة السنط ... ولا قفاطين الطغمة الحاكمة ... بل بالإيواء العزيز ... وبعيش كريم ... فيا عبد المنعم سليمان ... وكل فاعلي الخير ... بعد غادة ... أطفال الصواني ... يرحمهم الله وإياكم .

Quote: وجدت طيبة على حالها ... تستلقي بروحها السليبة فى القطاع المروي وهي عطشى للنماء وللخدمات الإنسانية , إيقاع الحياة هناك بطئ وبسيط كما قومي , وجدتهم بنفس ملامحهم القروية وطيبة قلوبهم وهي تفيض عن حاجتهم

الأخ العزيز حيدر قاسم ،،
لكم تجدني أسفاً لهذه المداخلة ، بيد أني لم أقصد بها تشتيت أفكارك ، ولكن فقط لتأخذ نفس ، تستريح، و((تعدل رأسك)) ومن ثم تواصل هذا النسق البهي ،، (لا طرمبة لدي ولا حجازي وأنا في الحجاز)

أسجل فقط أعجابي بكل حرف هو لك، وأسجل إعجابي بأهلي وأصدقائي في طيبة يوم أن أتيتها أحمل بخطابات للشيخ / عبد الله راجل طيبة ،، أذكر حينها جلوسي بالساعات دون ملل ودون معرفة سيبب لإنتظاري وقد
سلمت بريد الأخ الغالي بابكر الشيخ الصديق ،، كنت كلما هممت بالرحيل يقال لي بأن أجلس،،
جيء لنا بمائدة عامرة شهية أكلت فيها مليء روحي وفؤادي وجوفي،، أذن لي بعدها بالرحيل وقد عرفت أن سبب الحظر هو الكرم ،، فندمت على رحيلي مرغما،،

أخي حيدر قاسم ،،
جمع إسمك إسمي عزيزين لدي ، د. عادل قاسم والمهندس حيدر جعفر ، وهما ممن ينطبق على فراقي لهما كم طاشر سنة،، وطاشر هذه الآن تشارف نهايتها لأبدأ رحلتي مع شيرين وتلاتين ،،
أخي حيدر،،
تذكرت حين أقرأك : الأديب محمد محمد خير وهو يكتب من أقاصي الدنيا (هذا لا يحدث إلا في السودان)
وكأن تورونتو قاسم مشترك بينكما لتتحفنا بهذا الصدق والإبداع،،

هنيئاً للذين سعدوا بلقائك في السودان ويابخت تورنتو بالإياب ، ومن حسن حظنا هذا الفضاء الرحب
ينثر علينا درراً وروعة،،
أشكرك،،

الأخ عبد اللطيف بكري

أسعد بمرورك من هنا ... والقلب { يفر } معلنا مشروع صديق فى الأفق ... ويا فرحي .

فى زيارتي الأخيرة ... منعت طيبة أن تسقط فى سلال الذكرى ... فهي لدي أرفع وأحب

من من هذا المصير ... لهذا طفت شوارعها ... قالدت أهلها ... رفعت فواتحها ... طايبت

مرضاها ... غشيت سوقها ... تأملت مشروعيتها الجغرافية من المصرف إلى الترعة ,

وفرت جسدي لباعوضها ... تداولت فى هموم المشروع والزراعة ... ولما هي قرية

صغيرة فإنك تؤهل نفسك عن معلومها ومستجدها بسهولة ويسر ... الآن تجتاحني رغبة

أن أتقاعد هناك ... فمصطفي سعيد يحمدني ... وكثيرا .


شكرا أخي عبد اللطيف على الإطراء وعلى المزوقات الرفيعة التي يختبئ وراءها {كاتب}

وأشكرك ونحن تتواقع خطانا على شوارع طيبة ... ولسبب ما فأنا أحب وأمتن لكل من يعرف

طيبة أو زارها أو يعرف بعضا من ناسها ... وأنت فى هذا الغمار ... حفظك الله ... وصديقيك

الأكرمين ... حيدر جعفر وأمين قاسم ... مع مودتي .

كانت غادة نوري محطة إستراتيجية فى رحلتي إلى السودان ... فكثير ممن أحبب من قدامى الأصدقاء ... ومن تعرفت عليهم من أصدقاء جدد يتحدثون عن غادة ... ويفعلون شيئا لاجلها ... فوجدت سدول هذا المناخ الإنساني المبين وقد إرتخت علي من كل الاجناب ... فتطهر قلبي من رجس الفردية ومن إحتباسات الغرب الثقافية ... فكنت معهم ... وكانت فى الأصل ... غادة ... حكاية ... على لوحة العزة ومضاءآتها الشماء ... فتواضعت لأدناه :

Quote: نقلا عن صحيفة الصحافة اليوم الجمعة 12 يناير 2007 تسلمي..غادة نوري حيدر قاسم وأنا القي بنفسي على ارض الوطن وصعيده الاعفر الميمون ،بعد انقطاع شاق أستولد في حواشي محصولا وفيرا من الأشواق والدموع ،لم تكن افراحي بهذا الظفر الحميد والعود الأحمد لتلتئم إلا على خطوط الحزن بمصاب غادة ومع ان هنا تتشكل ملامح مأساة تصنع إنسانا جميلا في لجاج الخطر ومضارب الردى لكن غادة ما تزال هي الطرف الاقوى في هذا الصراع تقاوم زحزحات المرض بالثبات ،عقاقيرها الصبر والابتسام والمحبة مضاداتها الحيوية الأمل واستنباط المزيد من شئون الحياة ،ساترها عبوات القة من الود ودفاعاتها الإستراتيجية في الاحتماء بين الناس والانغماس في زاخم مشاعرهم وحنوهم .. اذن..فهو حزن كما الفرح وهي معاناة كما الرأفة حتى تنميت أن أكون أنا المريض ،فغادة بخصائصها الذاتية وقوتها المعنوية تنسحب من سرير المرض لتلبس معطف الطبيب ولتضع على صدورنا سماعة للبحث عن امتن أواصر الأمل،فنحن الآن نستشفى بثباتها وتذيب عللنا في محاليل عزمها ونصاحتها فما أعظمك ايتها الإنسانة..كوني فينا على الدوام مصلا مضادا للانهزام والاستسلام ،دوزني على ضلوعنا أنغام الحياة حتى نراها أجمل. غادة نوري.. القيادة،وحادية مشروع (العافية بالالفة)،لن تكتمل قصتها الا بعد ان ننظر من حولها ،فما اجلهم رجالا ونساء،رأيتهم يتحلقون حول غادة وكأنهم روح واحدة هبطت على جسوم متعددة أو كأنما هناك مرجعية جينية تؤكد وحدتهم العضوض،شالوا عنها الالم واقتسموه بينهم بصدق وأريحية فخفت أحمال المركز(الغادي) وهشت روافده صوب تيار الحياة ومحيطها الإنساني الدفوق ،رأيت في حراكهم هذا قيمة رمزية عالية المستوى والمحتوى فأيقنت ان مجتمعنا ما يزال بخير ومايزال متننا يؤتجر،فلو إننا علي صعيدنا المجتمعي نقتسم همومنا ومواردنا وأحلامنا كما هم فاعلون لكنا اسعد الأمم.. فخالد ماسا وكأنه نصف اله يكتب لأجل غادة ويسعى لسلامتها بكل ما أؤتي من بيان وبأس يحبس أنفاسه ولا يطلقها الا عندما يتقدم (فاعل خير) بيد مساعدة..تتدحرج من ربوة ذهنه الأجندات الصغيرة والكبيرة مفسحة المجال لـ(بند غادة)..متنزها في رحاب الأولويات القصوى..ما كان في ظنه مطار الخرطوم جميلا إلا لكونه مهبطا لمواطن كريم كان يحمل معه تذاكر الحفل المخصص دخلها لغادة..مع ذلك فما سقته حول الرجل ماهو الا النذر اليسير اذ تحتضن صحائف البر الانساني واللوح المحفوظ بقية التفاصيل،وله باذن الله اجر عظيم. اما نادية السر فكأنها تتنزه عن عالمنا البشري الخطاء لتلتحق بملائكة الرحمة وهم يفردون اجنحتهم لتجنيب غادة زخات الالم ومضاضته،فنادية الآن تتحكم في المنحنى المعنوي لغادة وتحرسه بثبات كما في اعلى قمة. اما صديقي عبد المنعم سليمان ،فهذا شأن آخر فغير انه(اخو بنات) وتكفي مجالسته لتفريق الكثير من الهموم والاحتباس لكنه يضطلع بدور مفصلي في تنظيم الحملة وتعظيم منافعها لما يتمتع به من قدرة على الحركة ولما له من رصيد عال في مجال العلاقات العامة والانسانية فله التجلة. اما بنات حيمورة(انعام واشراقة) فهن يستحقن (القومة) مع التصفيق الممتد والثناء العاطر لأنهن من القلائل الذين يقبلون(التكليف) بشره وفرح يؤدين ما يليهن من مسؤولية في صمت لا ينتظرن حمدا ولا مدحا . تطول القائمة احبتي ويعجز راداري الضعيف عن تغطية كل الحدث بكل حوامله البشرية فهناك بورداب الخرطوم يتقدمون الركب وهناك فاعلو خير لدرجة يعفون فيها عن ذكر اسمائهم ويعتمدون ذلك شرطا لتقديمهم/هن المساعدة وهناك صحفيون نسجوا للمجتمع قصة غادة وسعوا بها بين الناس وهناك اصدقاء وزملاء غادة في (سودانيز اون لاين) لما انهالت تبرعاتهم وتركاتهم بسخاء لا يمكن مقابلته الا بالفرح الاثيل,وهناك المرابضون في الحقل الطبي يحيطون غادة بكل عنايتهم وادويتهم وارشاداتهم وهناك المنظمات والافراد الذين آلوا علي انفسهم الاسهام في هذا المشروع الانساني النبيل وهناك عقد الجلاد وهي تطوع انغامها وحبالها الصوتية لمصلحة غادة ولوجه المولى سبحانه وتعالى. اذن..فخاصية الذكر بالاسم هنا كانت على سبيل المثال لي الا فاللوحة اجمل واغذر مما اشرت ولهم جميعا خالص التقدير والعرفان. ودعوني اقول ان غادة نوري من بنات السودان الصافيات،خرجت بعناية الله من موت محقق اثر حادث حركة لكنها مازالت تدفع اكلاف عمرها الجديد خصما على صحتها فكبدها ومحيطاته الحيوية يتعرضان للتلف والضمور اثر الارتطام وما نجم عنه من انغراز بعض العظام الصغيرة في الكبد وهي غير مأذونة بالحياة ان استمر حالها كذلك ..غير ان التقرير الطبي يشير لامكانية تدارك هذا الوضع بعملية جراحية اختيرت لها الاردن وبتكلفة تعجز الاخت غادة عن توفيرها من تلقاء ذاتها لهذا اختار اصدقاؤها ان يطرقوا ابواب الخير وان يستنطقوا الضمير السوداني وهو الوثاب .. اسألوهم في اللجنة المنظمة عن التفاصيل المالية والطبية واللوجيستية فسوف يجيبون.. عندما تقرأون هذا المقال اكون غادرت السودان الى كندا لكني اترك غادة امانة في اعناقكم.. طيبوها وعافوها،انزعوا عن حياتها وعن دورتها الدموية كل معيق تالف،ارخوا سدول الامل على من هي في مقتبل العمر .هذا العمر الذي كان نصفه للابتسام ونصفه الآخر لكل الناس.. الآن اتوخى دور الناس ولما لهم من نجدة ورواد نفير لان غادة هي ابنة او شقيقة كل سوداني مازالت تعتمر فؤاده روابط الدم والنخوة والايثار. اتمنى ان اسمع عن غادة كل خير،فهي تستحق

لفيف من بنات وأبناء شقيقاتي ... إلا أن تشق الصدور للإطلاع على مقادير الحب وأحاسيس الإفتراق ... { فخالهم } الذي فيما وراء البحار حاضر بينهم ... وهؤلاء فى قيدي الزمني إما كانوا فى رحم العدم أو كانوا شفعا لا يقيمون للذاكرة ولا امرها رشدا ... فإذا بهم طوال القامة وافري الإحساس ونابهيه ... فسبحان الله ... لم أتعايش وظروف نموهم الطبيعي ... كما لم يرق خاطري على سبيل التجاوز ... قلت أحصل ... فتسللت إلى بيئتهم { الطفولية } وكأني منهم ... فلعبنا وتطاردنا وتعاورنا وتذاكرنا وتنافسنا ... حتى توخيت الشعور بالقبول والإرتياح ... فهدأت أحاسيسي من إشتداداتها بالإنقطاع { المذنب }

أمسكت براحة أحدهم ... وقلت أختبر مفعول الزمن على طقوس وثقافة أطفالنا ... وإبتدأت ... طباح ... كسرة بي ملاح ... ده الضبحو ... ده السلخو ... ده الأكلو ... ده الشربو .... وده المشى كلم أهلو ... فلم يتفاعل { صويحبي } إلا عندما توغلت يدي فى بيت العجوز ... عرفت أن لا علم له بالامر ... { وسي جديد }

Quote: الأخ عبد اللطيف بكري أسعد بمرورك من هنا ... والقلب { يفر } معلنا مشروع صديق فى الأفق ... ويا فرحي .

أخي الرائع حيدر ،، حديثك قلادة شرف وربي،،
أكتفي لأستمتع بصمتي في رحابك ،،،
واصل ،،

سعدت بلقاء قدامى زملائي فى العمل { وكالة التخيطيط سابقا } ... والذين إنتقل عدد كبير منهم إلى وزارة المالية والإقتصاد الوطني , بل وقد تبوأوا مناصبها الرفيعة , فوجدت الشيخ المك وكيلا للوزارة ... قابلته وقد إقتطع لي بعضا من زمنه المزدحم ولما رأيت { الملفات } تتطاقش دخولا وخروج من مكتبه ... قل زمن اللقاء ... مع هذا فقد أدركت ما كان يعن فى صميم قلبي ... هل هو نفس الشيخ القديم أم تغير بحكم الأعباء والوظيفة ... فوجدته كما هو وبذات سيجيته الريفية وطريقته المعهودة فيه وهو يدير شئون عمله وحياته ... قابلت كذلك الأخ عمر عبد السلام وهو الآن رئيس لأدارة العون الدولي بالوزارة ... وكذلك الاخ مصطفى حول مديرا لقسم الميزانية ... وليلى عمر وإخلاص فؤاد التوم ودار النعيم ونجوى القاضي وليلي البدوي والهادي عمر وحسن جعفر وأزهري إدريس وإسماعيل وعادل الطاهر ونجلاء ونعيمة مرسي وآخرين وآخرين ممن يحتلون مواقع مختلفة بالوزارة ... كذلك قابلت الأخت الرائعة الشهمة شادية مدني وتكفلت بتمريري على الناس والمكاتب ... حزنت لخبر وفاة الأ خ حمزة زروق ولما سمعت به لأول مرة هناك ... كذلك وجدت عم مهدي السواق وقد غاب بصره ... فزادت أحزاني .

خارج إطار الوزارة ... قابلت منهم الأخت آمنة أبكر ... وهذا الآمنة لم تكن لتكتفي باللقاء العابر ... بل أصرت على زمن مهيل طويل فسخرت لي عربة ذاك اليوم وإلتقينا وإدرنا ذاك الشريط العجيب من الأخوة والإنجاز والمثابرة والخلق الإنساني الصدوح ... فكان نصف يوم آلق حميد ... دمت عزيزتي آمنة ولك المجد . إلتقيت من القدامي كذلك أخي عبد الهادي محمد سليمان وهو يعمل الآن فى بنك السودان ... إلتقيته فوجدته كما هو بكامل عدته فى الهدوء والإبتسام الرفيع الساخر والتعليق المغتضب ... بل صار أكثر أناقة وأرفل مظهر ... وكما بنك السودان حاليا ... فله التحايا الأوثبات ... تحادثت تلفونيا كذلك مع الأخ الطيب عبدالله... وكذلك زوجته منى قاسم ... فهدأت نصف هواجسي وأشواقي إليهما ... تعذرت بعض الفرص وإن توفرت النوايا ... فلم أحظ بمقابلة أخي معتصم الشيخ وأسرته الكريمة ... وكذلك الأخ فضل الله مكي لوجوده خارج العاصمة ... فلهما التحية .

فى مقارنة عجلى بين زيارتي الأخيرة ... وتلك التي حدثت فى صيف 2001 تجدني أرصد بعض الملاحظات ولا أطيل ... فدلالاتها بينة ... ففى المرة الأولى فإن بعضا من المعوزين أخذوني جانبا وحادثوني عن ضيق يلم بهم وعن إشكال مالي ضاغظ يحتاج لعون عاجل ... كانت هذه أقرب للظاهرة وهي تتوخى يسر الأوضاع المالية للمغتربين والعشم من ثم فى مساعدتهم ... وغض النظر عن مستوى إستجابتي والذي كان دوما رهين الجيب إمتلاءا أو خواءا , فقد كانت الإشارة ذات مدلول إجتماعي مفهوم ... يعبر عن عسر الحياة عموما ويضطر الواقعين بين رحاها للسؤال ... هذه المرة إنعدمت تغريبا هذه الظاهرة ... وليت تقديري هنا يكون صحيحا ... لأنه يعني تحسن أوضاع الناس المعيشية ... وهذا ما أتمناه لأهل السودان ... وعلى الدوام .

الظاهرة الثانية هي أن لفيفا من الشباب آنها { فى زيارتي الأولى } كانوا يتعشمون فى أن أساعدهم فى الهجرة خاصة إلى كندا ... فطرق بابي العديدين ... وبعضهم حملني صورا ومستندات وعناوين إتصال , هذه المرة لم يشرفني أحدهم ... وقد كنت سعيدا بهذا لأنه يحمل كذلك دلالات إيجابية توحي بقدر من الإستقرار ومن إمكانية العيش داخل السودان ... هذا إلى جانب { إنغماسي } فى إتون الهجرة وما أتاحه لي ذلك من إطلاع عملي على أوجاع الهجرة ومضاعفاتها النفسية والثقافية والإقتصادية ... مما يجعلني أعتبرها فكرة غير موفقة وإلى حد كبير ... وهذا مصير { أعوج } لا أتمناه لبني وطني .

الظاهرة الثالثة ... هي أن المرتبة الإقتصادية للمغتربين والمهاجرين فى زيارتي الأولى كانت هي الأعلى ... إذ كانوا يتبدون وكأنهم شريحة إجتماعية متميزة ومحظوظة ... وقد كان هذا صحيحا نسبيا لتردي أوضاع البلاد المعيشية آنها , ولما لعبه هؤلاء المغتربين من أدوار فاعلة فى إعانة أسرهم وذويهم وصحابهم , وكذلك لما أسسوه لأنفسهم من منازل وإستثمارات صغيرة ... أخال الآن يحدث العكس ... فقد إنحدرت القيمة الإقتصادية { تتبعها الإجتماعية } لتلك الشريحة ... وشواهد العيان تشير إلى أن الناس فى الداخل صاروا أفعل وأكثر إمكانية فى تحسين أوضاعهم المعيشية والسكنية والوظيفية ... فمعظم الإستثمارات القائمة الآن فى العاصمة مثلا , ومعظم المباني الراقية وعلى إمتداد سعتها ورقعتها الجغرافية فهي من ملك أناس يعيشون فى السودان ... ولما عرفوا الطريق إلى المال والإستثمار خاصة فى فترة ما بعد نيفاشا , والتي إلتقت فيها الإستثمارات المحلية بتلك المتدفقة من الخارج .

شكرا ... أخي ... عادل الوسيلة

أتمناك وأسرتك الفاضلة سعدا ورضى

وللوطن ... إهاب بلا جراح

كنت فى سوداني ... أعد العدة للإجابة على سؤال حين أرجع ... كيف وجدت السودان ؟ بالطبع فالسؤال أسهل من الإجابة وكثيرا ... مع هذا فلا بد من إجابة ... لن يتفق إثنان فى إجابتهم على هذا السؤال ... وإن أتفقوا من حيث المبدأ أو قل فى الإطار العام فسوف يختلفون فى التفاصيل ... ولا تقول لي أن هذه ما مشكلة ... فهي مشكلة ... فالتفاصيل هي التعبير الشفيف عن الحياة اليومية ... وهذه كل الموضوع ... عموما لا أتوخى فى الإثر تطابقا بين ما أقول وبين رأي الآخرين ... داخل السودان أو خارجه ... لكنها وجهة نظري الشخصية ... لا أنكر أن حبي للسودان وفرحي به أضافا لتقييمي له بعدا عاطفيا ... لكن هكذا نحن السودانيين شعب { Emotional } ولا يمكن لي ولا لغيري أن { يدرع } مشاعره فى الشماعة ليأتي بحديث تجريدي { ديكارتي } عن الأوضاع فى السودان ... فكل إناء بما فيه ينضح .

وأنا أطبق المعايير النسبية ... وهي المقياس الموضوعي لشئون الحياة ... فالسودان سياسيا يتحسن بشكل ملحوظ ... فهناك حريات سياسية وهناك نشاط حزبي وهناك صحف متعددة وحرة إلى حد كبيرا جدا ... وهناك الحراكات النقابية والمدنية ذات الصلة بالمنظمات غير الحكومية والخيرية ... هناك بالمقابل خطوط أمنية متحركة فى إتجاه موازي للحريات آنفه ... بل تقوم بأعمال تنتقص ولا شك من الحريات شكلا ومحتوى ... كالإعتقال التحفظي والمراقبة الأمنية للأنشطة وللناشطين السياسيين ... كذلك مداهمة التجمعات والتظاهرات المدنية أو عدم التصديق بها ... فنعم ما تزال هناك إعاقات ذات طابع تعسفي ... لكنه لا يلغي التغيير الكبير الذي حدث فى مجال الحريات نحو الأفضل , تظل قيمة وطعم هذا الإنجاز منقوصتين طالما لا تزال رقاع فى الوطن تلتهب وطالما كان الناس هناك يموتون ويتعذبون ويتشردون ... لا يمكن مع هذا الوضع أن نقول أن هناك إستقرار سياسي .

أما على المستوى الإقتصادي ... فهناك إنتعاش ملحوظ لجهة الإستثمار ومستوى المعيشة بشكل عام ... بل يمكنني القول أن هذه أول مرحلة فى تاريخ السودان الإقتصادي تحدث فيها تماسات مباشرة وتماثلات هنا وهنا بأنماط الحياة المعاصرة فى العالم الأول , يعيب النشاط الإقتصادي الراهن أمرين ... أولا تمركزه فى العاصمة بشكل أساسي ... وثانيا لا يواكب النزعة الإستثمارية الإقتصادية ثمة مدخلات محسوسة فى نطاق الإستثمار الإجتماعي وخدماته الضرورية من صحة وتعليم وخلافه .... مما يجعل السودان كذلك بعيد كل البعد عن العدالة الإجتماعية ... لا مظهرا ... ولا جوهرا ... مع أن فى هذين الأمرين تكمن أزمة السودان الوطنية على إمتداد تاريخه الحديث .

أما الحياة الإجتماعية ... فأخالني تطرقت إلى مسارب وزوايا تشير كلها إلى سلامة المجتمع ... ولا أقول برءته ... وأن ما يزال إهابنا الإجتماعي يحمل ملامحنا التاريخية التي نعتد بها ونعيش عليها ... إذن فالحكمية المتمخضة عن مجمل المناولة ذات إتجاه إيجابي صاعد ... دون أية أوهاما بأن ما يزال فى الأمر معاناة وأن هناك من أقاليم السودان ومن قواه الإجتماعية ممن لا تزال صورة السودان فى مناحيهم قاتمة صعبة ... مع هذا فما يتوفر الآن موضوعيا يجعلني أطلق نداءا لكل مهاجري ومغتربي السودان للنظر بجدية فى العودة إلى ديارهم , فالسودان الآن أشد ما يحتاج لبنيه لتفعيل مقدراته السياسية والوطنية وحيث الممارسة هنا من الداخل وفي لحمة بالناس وأوضاعهم ومزاجهم وواقعهم وفى هذا إستعادة لأهم عامل فى العملية السياسية بشكل عام , كما أن السودان ليس للإنقاذ حتى { نحرده } لهم ... وفى واقع الأمر فقد كانت الإنقاذ هي الكاسبة لما خرجت طلائع المجتمع السياسية والمهنية ... فكان ما كان .

أما على صعيد النطاق المعيشي والإقتصادي ... وإن إزدهرت العملية الإستثمارية لمجرد توقيع نيفاشا ... فإن المستقبل + دار فور الآمنة لهو ولا شك أرفع وأجل وعدا بإزدهار متصاعد متصل ... لهذا أرى أن آن الأوان لإعادة الرتق ولم الشمل ... بل للخلاص من ا لعديد من الازمات الطاحنة والمستفحلة التي تحصد المغتربين والمهاجرين ... وما أكثرها ... بل لإعادة الإعتبار الإجتماعي ولإستكمال الحلقات النفسية والمعنوية التي قضمتها الغربة ... بل لمعالجة الإشكالات الثقافية والتربوية التي فرضتها علينا وقائع غربتنا وعيشنا فى مجتمعات تختلف عنا ... قليلا أو كثيرا ... بل لتعظيم جدوانا كبني آدمين جديرين بأن نكون حيث ننفع ... فنحن سادتي أنفع فى السودان وللسودان ... نحن فى المهجر الغربي تحديدا ... لا نفيد مجتمعاتنا كثيرا ... إن لم نكن عبئا عليهم ... وحتى عندما نفيدهم فهذا يحدث خصما على مؤهلاتنا وعلى أوضاعنا الإجتماعية وعلى معرضنا الثقافي وعلى أواصرنا القيمية ... أراه زمان العودة ... أفرح لمن يستجيب ... وأحترم من لا يتفق معي ... وكان الله فى عوننا أجمعين .

االعزيز حيدر

الحمد لله على السلامة
"... أراه زمان العودة ... أفرح لمن يستجيب ... وأحترم من لا يتفق معي ... وكان الله فى
عوننا أجمعين . "

الكلام دا داير ليهو محادثة تلفونية طويلة
تحياتي لاسرتك

شكرا اخ إسماعيل يس


وكلي فرح وإستعداد أن نتحدث ,

فالوطن يستحق أقوى الإيمان ,

خاصة عند هذا المنعطف .


مع تحياتي الآلقات

لقد كنت حريصا على مقابلة السودانيين الذين أقاموا لفترة فى كندا ثم رجعوا إلى السودان بشكل نهائي ... وبالفعل وفقت فى مقابلة عدد منهم , ولأهمية هذه التجربة وهذه الخطوة ... أشير إليهم بالإسم ... إبتداءا من عادل موسى وزوجته هبه وأطفالهما , ثم الأخ جمال سعد عبدالله وزوجته هالة وأطفالهما , والاخ عبد الوهاب التوم وزوجته مريم والاخ عثمان حسين وبعض أسرته والأخ طارق أبو درق وأسرته ... فالدلائل التي إستنبطها من خلال الحوار معهم تشير إلى قدر عالي من الرضى عن قرار العودة ومن إستعادة الوصل بمجتمعهم ... كانت القيم التربوية التي حركت شجون العودة بائنة فى أبنائهم ... والذين أصبحوا { سودانيين } مائة بالمائة ... تحس ذلك فى لغتهم ... فى زيهم ... فى أدبهم ... حفظهم الله , لم يقولوا أن تجربة العودة كانت مفروشة بالورود ... بل تجشموا معاناة { إعادة التوطين } وتكلفوا الكثير ... لكنهم راضون ... ولا شك .

فى سودان اليوم تستشري ظاهرة { خدم البيوت } ... والخدم هنا بمعناها المهني وليس الإثني ... ظاهرة هي أبغض الحلال إلى نفسي ... وإن كانت مدفوعة الأجر لكن شكلها الإجتماعي يعكس ويكرس التمايزات الإجتماعية الكبيرة بين طبقات المجتمع ... ومع أن هذه الخدمة أضحى يقوم بها أناس من مشارب جهوية مختلفة ... بل ومن خارج السودان حتى حيث تعدد الاجناس من الإثيوبيين إلى الإريتريين إلى البنغال إلى الآسيويين بنحو عام ... لكن ما يزال ملمح { السخرة } والإستغلال يكتنف هذه الخدمة ... خاصة وأنها تتم خارج أطر التخديم الرسمي ودون محددات واضحة للعمر وحجم العمل والاجر ... أخشى من { البوبار} أو من { ميول } خليجية على حس البترول وتداعياته الإجتماعية ... وإن لم تظهر آثاره بشكل واضح فى حياة الناس المعيشية ... أغلب الأسر السودانية ذات كثافة معهودة وهي لا تحتاج لتخديم من خارج الأسرة إذا ما إشترك كل أفراد الأسرة فى أداء ما يليهم من مسئوليات ... أو أن تنظم هذه المهنة جيدا لحساسيتها الإجتماعية ... وأفضل الخيار الاول .

أظن أن التواقع بين الدين والحياة فى السودان عاد إلى مراشداته التاريخية المعهودة ... فمظهر الشارع لا ينبئ { بتزمت } سمعنا عنه وكثيرا ... بل لأجله حدرت رقاب وأثنيت ركاب وإفترق أحباب ... حضرت وبلمام من الحرص الديني والتوقيع الدنيوي جل الفروض و أربعة { جمع } عراض ... فكانت الخطب والأقوال من صحن المسجد متآلفة مع العرى الدينية ومتساوقة مع الرضوض الإجتماعية فيما يستحق الأتيان ... تجاوزوا السياسة والإستنفارات الجزافية ... حين وحيث لا يليق هذا المقام الديني ... عاد أهلي يصلون إلى باريهم بموجبية الإعتقاد وملزومية العقيدة ... توسعت رقعة المصلين من الشيوخ والشباب ... وفاضت أجنابهم تقوى وإستعبار ... حيث يستحسن الإعتبار ... فلنا ولهم الله .

كان عيد الضحية الذي حضرته فى أيامي الأخيرة هناك ... عيد مش خمج ... إنقطعت عنه لخمسة عشر عام حسوما حتي كادت أن تسقط من الذاكرة ملامحه وتلافيفه ... لكن إستعدتها كلها وعشتها واقعا محسوسا وجميلا ... كان يوما للفرح الكبير وللتداعي الإجتماعي النصوح ... صلاة جامعة تغسل الفؤاد بنور السماء ورحيق الروح ... جلاليب بيضاء تضم فى داخلها قلوب بيضاء كذلك ... إبتسام وتبرك وأيدي دفيئة مرحابة تلفك فى شمم حتى تشعر بالامان , خراف تنحر وهدي فى السيرة يستجاب ... أعدت علاقتي ب{ المرارة } ومدهون الشواء ومجمره ... حارق الشطوط ... وشاده الشربوت ... كان يوما للتخمة فى كل شئ ... الاكل , التزاور , الفرح والإسترخاء ... أما أنا ولإحساسي بالإنقطاع المستطيل وحيث يستردفه إحساس بالفراق بعد قليل ... فقد ضاعفت نصيبي من كل ما ذكرت آنفا ... وأعددت { الزوادة } لأيام قادمات خارج هذا المحيط الإنساني الجميل ... فكنت نهما ... لكن متسعا ... إذ لأول مرة يكون عيدي { سعيدا }... كما يتمناه الناس لبعضهم البعض .

Quote: إستبدت امغاصي وكثيرا لإنقطاعي الذي طال عن وطني السودان , فإخترت أن تكون إجازتي هذه المرة إجازة بمعنى الكلمة , فأجزت عن قيادة السيارات وعن الرطين بلغتي الثانية وعن الكتابة وعن الشباك الإلكترونية وعن الصحون الفضائية وعن الأجهزة التكنولوجية وعن الإزياء الإفرنجية وعن الأطعمة الكونتننتالية ... إخترت عالما ريفيا بسيطا قوامه العراريق والطواقي والكسرة والمفروك والضللة والونسة والمزاورات

ياسلام ياودقاسم
والله هذا ما افكر فيه تماما
وانا اعد العدة
للمغادرة للوطن
بعد غياب طال 16 عاما
سيعيننى ماكتبته فى هذه السياحة
كثيرا
بالله ناس تورنتو ديل
كلهم بى هناك
طيب الفضل منو بيجاى
مرحبا بمقدمك

عزيزي حيدر
تابعت هذا البوست منذ يومه الأول وقد أعحبني فن الحكاية وصدقها وفكرة إشراكك لنا في هذه الرحلة الممتعة وفي خواطرك ومشاعرك وآرائك. لك مني عظيم الشكر.
إن البوست يعزز رأي قديم لي: إنك أديب قد ضل طريقه للزراعة والإقتصاد والسياسة. شكرا مرة أخرى ولك الود.

Quote: ياسلام ياودقاسم والله هذا ما افكر فيه تماما وانا اعد العدة للمغادرة للوطن بعد غياب طال 16 عاما

الراقي ... عبد المنعم ود سيد احمد

إسهامة جزلة حنونة ... لكنها القلوب

{ مشدوهة } شوقا يخالط شغافها ... ولكنه

الوطن { يتصنت } ... حتى إليه نعود .

تعرف يا منعم ... وبعد أن غادرت السودان

وعدت أدراجي إلى كندا ... فأمنيتي اللحوحة

أن أعود إليه ... وحديث توتيل ومياهها { الجيابة }

ينطبق على كل الوطن ... فأستعد لهذا الإرتجاج .


رحلة سعيدة يا حبيب ... مع الاماني الطيبات

الاخ د. صدقي

وعافية ... حتى الوطن


جميل ان نجتمع على هذا التسواح ,

فنكلل الذاكرة بالبلد ... ونجلل

القلوب حتى لا يعتريها الكمد.

Quote: إن البوست يعزز رأي قديم لي: إنك أديبا قد ضل طريقه للزراعة والإقتصاد والسياسة. شكرا مرة أخرى ولك الود.

يا مولاي ... تستحضرني مشطورا وأنا مفطور ... لقد إنفصلت عن الزراعة كإنفصال الحقول عن المكاتب ... وكذاك الحصان الذي ضاع فى درب المطار ... والعهدة على درويش ... والزمن الناتئ ... ألعن السياسة فى سري ... لعلنية المضاء الإنساني ... وأتوخى الادب حتى أتأدب ... أسحب من السياسة خفا ... وأهديه للأدب خافقا ... وداير أشتغل أدب بعد تطاول سياسي ... لكن خايف لا ألم فى السياسة ... ولا فى الأدب ... شفت العملتوها فينا { وجه ضاحك } ... تسلم ... مع تقديري .

إنتهت إجازتي يا سادتي ... أيقنت خلالها أن حبي الأكبر هو السودان ... وأن الأخسر هو قلبي ولما ينتزع من كنف المحب إنتزاعا ... سعدت بتلك الأيام أيما سعادة ... رغم كل النواقص والمثالب رأيت السودان جميلا ... أو هكذا المحبوب ... وهكذا تتضوع المشاعر حين الصدق ... إمتلأت فى قلبي كل الجيوب والغرف التي أهدرها الزمن وإنتاشتها الغربة ... إستعدت الوطن مضمونا وشعورا وغاية ... إعتمرني وجد صوفي حتى رأيت السودان الافوز بين عرائس العالم ... فمعاناته راحة ... وفقره غنى ... وتعبه رياضة ... وغباره نسيم ... ومرضه عافية , فهذا سكن الأرواح فى صفائها الأول ... وهذا إرتطام العشق بضلوع عزة ... فكان السودان ... حفظه الله .

كانت لحظات الوداع أليمة ... كما عسر الولادة ... ودعت ما تيسر من الأصدقاء فى اليوم السابق للسفر وبعضهم فى نفس يوم سفري ... أما ناس بيتنا فكنت أعلم مقادير جزعهم المنتظر ... ولا غرو فهو المقابل الموضوعي لما إكتنفوني به من حب وفرح وخدمة وإحترام طوال أيامي معهم ... كانوا ومن صبيحة اليوم يرتبون معي ما تبقى من متاعي ... مع لمسات اخيرة من الوصايا والإستذكارات تنفحني بها الوالدة بين الحين والأخر ... مع هذا فكان الصمت هو الأسيد ... والحزن هو الخيط الواصل بينهم أجمعين ... كبارا وصغار ... تدرعت زي الإفرنجة وأنا كاره له ... وقفت أمام المرأة لأحسن رباط العنق ... لا أدري لماذا تمثلته وكأنه حبل مشنقة ... نعم أعزائي ... هو الشنق المعنوي بعينه ... هو الإنفضاض القسري عمن تحب ... هو الإقتلاع من الجذور فيما تزيده تربة عزة إستعصاءا ... جنس عذاب .

سالت دموع الرجال .... أحبتي ... لم أر والدي يبكي من قبل ... حتى عندما دهمته إبتلاءآت الزمن بموت والده ثم والدته ... وبأزافير المرض الكريه ... كان الإستغفار هو لازمة الجلد ومشجب الآلام ... على طريقة سائر رجال السودان ... لكن العصف تكاثر والأولاد تناثروا فى الأقصاع القصية ... والبنات يتأبطن أزواجهن ويرحن فى ترحال مقيم ... والزمن يعتصر أجاج الإرادة ويحتسي المنعة ... فسالت دموع أبي مدرارة وهو يعانقني ... وكأننا لن نلتقي من بعد ... تحول منزلنا إلى مأتم صغير ... إذ إنتحبوا جميعا ... رجالا ونساء ... كبارا وصغار ... فلله درهم ... ولنا دراهم الخطيئة ... ومن قبل رب .

إنها الربى العلية للوجدان السوداني وهو يتفاعل حمضيا مع شعور الإفتراق وقاعديا مع شجون المحنة ... فالدموع هنا هي الوسيط الكيميائي الوحيد لتمام التفاعل وإستقبال نتائجه على الطرف الأخر من المعادلة ... إستثناء لا يحدث إلا فى السودان ... حفظه الله .

أخي حيدر صح لسانك


تحياتي

والله اثبت فعلا إنك سوداني اصيل وزمان انا قلت انو التربية اللي اتربيناه نحن

اهل القوز والحلة الجديدة والديم والسجانة وهلم جر ( الصحافة حاليا ) ابدا

ماهي ساهلة وهذا هو نتاجها , فانت اخي حيدر بالرغم من إغترابك لفترة طويلة

خارج ارض الوطن إلأ ما زال الحس الوطني متآصل فيك وانت الأن تحكي لينا عن

زيارتك للسودان وترفع اسهمك في بورصة الحادبين علي السودان 0

في النهاية والبداية الأصل الطيب هي صفة من صفاتك وإلأ ما ارهقت نفسك بالكتابة

عن زيارتك للسودان , نعم السودان ليس جنه الله في الأرض ولكن يكفي ان تجد نفسك

وسط اهلك واصدقائك وجيرانك ( يـاهــو ده الـسـودان ذاتــه بغباره وكتاحته

وشمسه المحرقة )

اخيرا وليس اخرا لك مني كل الود والحب يا قامة فوق هام السحب 0

النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية!..



لو كنت درب في حكاية رفع الأغاني لأدرت "يقظة شعب" هنا!..



..هذا أروع ما قرأت في "أدب الإجازات السودانية" حقيقة!
عشنا معك كل هذا الشعور و الذكرى العظيمة من مقاعدنا و دون أدنى رهق..

شكر و تحية و حمد لله على السلامة يا حيدر قاسم..
شوقتنا للوطن و الناس و الغبار و الملاريا كمان!..



تخريمة:

رغم أني غير متأكد بعد من إمكان حضوري ندوة السبت بهاميلتون..أتمنى أن نلتقي هناك و أن تكتمل أمسية السبت برفقة الأصدقاء..يعني تعال مهيأ!

تحياتي..

المعز ... الأعز

دوما فى ألق ... كهاتيك الصنوبر

وكهيام يستطاب ... بس وين إنت

وكيف تلتحق بأشواقنا ... أو العكس ,

سأحاول { هاملتون } برغم كوني ما زلت

{ مشروقا } ... بالسودان ... مدخولك هنيئ

وتحياتي الأعظمات ... تستطرق ودا

أبرمت ... وإياكم ... عرى تلك الرحلة ... مع أنها على الأرض أكثر زخما وأعج تفاصيلا وأوفر إحساسا ... من ثقوب الذاكرة تسربت الكثير من الأشياء ... وطبيعة العرض الذي إخترته لهذه الموضوعة لا يسمح بالإستطراد ... وغلبة العمومي على الشخصي { لطبيعة البورد } جعلتني أكف عن التعرض لكثير من الذكريات والمجالسات مع شخوص جميلين .

أشكر من ثم كل من ألقى بنظرة على هذا البوست ... وكل من علق عليه ... وكل من إتصل بي تلفونيا أو إلكترونيا في هذا الخصوص ... بل أشكر الذين إنتظروا حتى أكمل كتابتي ... فلهم الآن الفرصة فى إبداء الرأي والتحاور فيما يرون ... ربما تعينني مشاركات الأعضاء فى تذكر وعرض ما يستحق الذكر ... وربما أجد نفسي كذلك محتاجا لتصويب وتحسين الوقائع من خلال مشاركة الذين كانوا جزءا منها ... خاصة بورداب الخرطوم ... وربما يحتاج تقييم الرؤى ذات الطابع القومي لمشاركة كل الناس ... المهم ... أخدوا راحتكم ... والبيت بيتكم ... مع محبتي .

الاخ حيدر


مساء الخير بتوقيت السودان


سعيدا جدا بهذا السرد الجميل الممتع


وسعدت جدا لهاتفك ليلة امس


تقديري واحترامي

منعم

عبد المنعم سليمان

كيفك ... والنوار

ما زلتم تسيطرون على الصدى ,

ومن بعد القلب ... ومن قبل اللسان ,

أيها المعشر الوريف { أستلف هذه الكلمة

من الرصيد الماسي } ... ما زلت اطراكم وأغرق

فى عوالم ذكراكم ... فأرحموني من هذا الحب ... أحبتي


لكم فى المودة ... جرار وجسور ... أو أبطل الجرسة .


مع تحياتي

ألصحافة نفر
ــــــــ
أخى حيدر ســـلام شديد ـ أحكى أحكى أحكى
نحن فى شوق
لبلاد السودان المتسعة ألاكناف كما قال الطيب صالح
تحياتى اليك والاسره الكريمه
أخيك عثمان عبدالرحيم موسى

نلقى وين طيبة اهلنا او وطن يشبه وطنا ...
نحن والله ظلمنا روحنا لما هاجرنا ورحلنا ...
******
يا القمر يا الدمت ناير طلعتك فى الغربة سودة
نحن مهما يطول بعادنا بكرة لابد لينا عودة
ارضنا الواسعة الخضيرة وين تفوت تلحق حدودا
يا حليل آم در بلادا"
بعرفا بتاريخ صمودا
لا رعت غير ريدنا ريدة
لا رضت فرسان بدلنا
*****
اشتهيت جلسة عصارى فى الوطن وسط الحبايب
منظر الطير الخدارى مع السواقى الدايرة دايب
يا قدر غربتنا مرة ياما ورتنا العجايب
بس مصيرنا نعود ديارنا وتبقى يا خاطرنا طايب
نمشى نروى عطش قلوبنا ومن شراب النيل عسلنا

وصلتني الرسالة التالية من صديق إنقطعنا لأكثر من ربع قرن { تخيلوا }

فهو من أبناء الدفعة فى معهد شمبات وفى جامعة إسكندرية ... أعانه مناخنا

الإسفيري الراهن فى التعرف على سحابة تحمل إسمي ... فإستهطلها بترحاب على

{ تقاوي } الوصل ... وقد كان .

Quote: الأخ العزيز/ حـــيدر قاســـم محمــد علـــي سلام من الله عليكم ورحمة وبركات كتيرات مشـــتاقين شــديد واللــه يا حــيدر، وطبعاً المدة طالت كثيراً والأخوان توزعوا على قارات العالم وإن كانت غربتنا على مرمى حجر من السودان، لكنها غربة مثلها مثل غيرها طالما الإنسان بعيد عن الأهل والأخوان. كنت أتقضى أخبارك من بعض الإخوة في السودان والسعودية وقد علمت بهجرتك إلى كندا منذ مدة ليست قصيرة، وقد سعدت كثيراً عند الإطلاع على خبر زيارتك إلى السودان في هذا البورد العامر، إلا أن المفاجأة كانت أكبر عند قراءة بوست العودة من السودان. طريقتك في الكتابة والسرد توحي بأنك أديب أريب وبرضو دا من دراسة الزراعة والإقتصاد الزراعي "وكله إبداع وجمال". لا أريد الإطالة عليك - بس حبيت أسلم عليك يا حيدر ومشتاقين لك وللإيام الجميلة الخوالي. معي هنا في السعودية (الرياض): خلف الله مسلم وعبدالفتاح عبدالحميد وعبدالرحيم الشفيع (ميشز) وآخرون. لك ولأسرتك التحيات الجميلة أخـــوكم فيصل دفع الله ضوالنور

أصدق ... أكاد لا أصدق ... ما بصدق ...
أحتاج رافعة وسلم وعفريته وخيال طازج ...
حتى أرقى لمستوى الحدث

فيصل دفع الله شخصيا

ما أسعدني هذه الليلة المباركة

تتنزل علي هذه الأيام ملائكة الوصل بالمعارف والأرحام
كما لم أعهده من قبل ... وهذه من بركات السودان الميمون

فيصل ود دفع الله ... لا تدري مفعول رسالتك وهي تعيد تأهيل
وجداني ... حتى يتسع لكل هذا الجمال ... أعدتني لتلك الأيام
الجميلة دفعة واحدة ... ويا له من صبى ... ويا لها من أيام ... وأحلام
وسهام و { شواكيش } ورياضة وسياسة وتداعي إجتماعي آلق ... كما
الأفئدة التي إنتصبت حوله ... وكما الإلفة التي رفدته ... وكما كنا نستطيبه

شكرا ... شكرا ... شكرا ... شكرا ... أخي فيصل على هذه المبادأة التي
أودت بحبل الإنقطاع المهين ... وأقامت من جديد أوتادا وعتادا على خارطة
تواصل جديد ... أرغبه وأفرح له ... تحياتي لمن ذكرت من الصحاب ... فكل واحد
منهم قصة وتاريخ وملامح لا تتكرر ... سلم لي عليهم وجاييهم فردا ... فردا

سأتصل عليك ... فالقلب ملهوف ... والذكري تعتريه وتسبيحه ما تراءى صديق
... خاصة من ذاك الزمان الجميل الناصع ...

إبق آهلا بما أعرفه عنك ... ونعم الصديق

حيدر قاسم

Quote: نحن فى شوق لبلاد السودان المتسعة ألاكناف كما قال الطيب صالح

صديقي ... عتمان موسى

إستشهادك أعلاه ... يمر من أعلى سقوفنا الأدبية ورموزنا التاريخية ,

إذن فهو ذي قيمة مائزة مائرة ... وهو يضيف لقفصنا الصدري جهازا عضويا

جديدا لتأسيس وتفعيل مشيئتنا الثقافية والقيمية فى إطار دورتنا الدموية ,

فلنغشى الوطن ... حتى نحبط { الكمد } ... ولنستوثق بعراه حتى نتوخى سترتنا,

ولنكن فيه أيد وأيض ... حتى يكون , أحقبوا متاعكم ... فإنتظاره طال ... حرام .


شكرا عتمان ... وما تنقطع

Quote: نلقى وين طيبة اهلنا او وطن يشبه وطنا ... نحن والله ظلمنا روحنا لما هاجرنا ورحلنا ...

عبد الدائم

هكذا نحن ... نتوحد حول الوطن ... وعلى الدائم

نتقرر بجينات الأرض ... ونقرر التعب ... كالرحيل مثلا .


تحياتي ... أيها الصحافابي المبين ... كده مر بي غادي

شايف الحكاية مفرهدة ... سلامي للعروسة ... ونتكلم .

أخى حيدر
تحيه وانت العائد بعد موسم حصاد المحبة الناجح
أخى حيدر
السودان الحبيب ـ الاشجار الضخمة المتشابكة الوارفة الظل على امتداد شارع النيل
شارع كتشنر سابقا وكانوا قد جاءوا بها من الهند ـ شاخت وبعضها سقط
لكن الخرطوم جميلة جميلة
وفى القربة مهما كانت احلامنا فهى احلام القرباء . هذا حكى الطيب صالح
أخى حيدر
عايزنك تحكى لينا من سعر دقيق ربع الفيتريتا لاحدى سعر المنجل لاحدى سعر القميص
فى السوق الافرنجى ـ لاحدى سعر عراقى الدمورية فى السوق الشعبى ـ وسعر التذكرة
الزيداب الخرطوم
تسافر هنا فى امريكا من نيويورك لاحدى ميامى 24 ساعه ماتلقى زول يقول ليك كلمة
دى بلد صي ـ صي من الشوق ـ وياحليل ناس حبابك عشرة بلا كشرة
ولابد من الخرطوم وان طال السفر
أخيك عثمان عبدالرحيم موسى
الكتاب فى الطريق اليك ـ تحياتى

Quote: عايزنك تحكى لينا من سعر دقيق ربع الفيتريتا لاحدى سعر المنجل لاحدى سعر القميص فى السوق الافرنجى ـ لاحدى سعر عراقى الدمورية فى السوق الشعبى ـ وسعر التذكرة الزيداب الخرطوم

مع أن فى بيتنا { طاحونة } لكن ... وحياتك لم أسأل عن الأسعار بتلك المسميات المعهودة { ربع , كيلة , ملوة ... وخلافه } ... إذ خفت العبوات إلى شكل أكياس معبأة بما يرغبه الناس من الطحين وعلى مختلف أنواعه ... من الذرة إلى القمح إلى الدخن ... و{ الزريعة } حين يستبشر الناس رمضان ... وإن تبينت لي قدرة { سائر } الناس على شراء الطحين ... لكن مهم لدي ... وربما لديك ... وأنا أوقع أمر ترحالي فى السودان , أنطلق من واقعي { الإجتماعي } ... الذي يتشبث بعرى الطبقة الوسطى ... مكتفيا من الترحال بالإنطباع ... ومن الحال بما وجدته من إمتاع , فهنا تتراكب الأسعار بالإنبهار ... والسوق بضيوع تتوخى الواسوق ... ولا أدري كيف أعبر عن هذه المفاصلات رقميا , نفس الشئ ينطبق على العراقي وسعر تذاكر السفر بين المحافاظات , بل هل تظن أن السودان تواضع إلى حيث المعارف العلمية تجتث الإمتدادات { الغيبية } فى الرزق ... كلا ... إذ ما تزال هناك { فجوة } وما يزال يتم إدراجها موضوعيا تحت بند { الله كريم } ... فأحمالي التي إخترت أخف من هذا الوطئ التاريخي ... لكن الإتجاه العام يؤهل الباحث للإقرار بتحسن مستوى المعيشة ... ويؤيد التفاؤل ... فالعودة .

مع تحياتي

حيدر ..
أنا مثلك هائما في فضاءات الغربة و الاغتراب ..
طربت لهذا التداعي العفوي و الصادق ..
و طربت أكثر لما وجدته في حديثك من أمور كثيرة
تشجع على اتخاذ قرار العودة ، و أيضا قياسا على تجربة
من ذكرت من الإخوة الذين كانوا معك بكندا وقد استقر بهم
المقام حاليا بالسودان..

لكنك (خذلتني) يا حيدر و أنت تودع الوطن
الجميل عائدا مرة أخرى لعوالم الاغتراب !!! ..

الجميل حيدر ...

"شرقني" الحزن وأنا أقرأ كلماتك ... فقد كنت هناك ... وخاضتني ذات التجربة ...

نحن نحاول التنفس خارج الرحم ...

هي الدنيا كلها كم حرف لامن يطول فيها الأسف ؟

Quote: لكنك (خذلتني) يا حيدر و أنت تودع الوطن الجميل عائدا مرة أخرى لعوالم الاغتراب !!! ..

أخي محمد ابراهيم قرض

تشرفني فى هذا المقام ... ولما تجتمع المشاعر قبل الاجسام,

يحزنني أن خذلتك ... وإن كان الجواب ومن عنوانه يشير إلى العودة ,

لاحظ يا ابراهيم أنني عشت فى الغرب عقد ونصف من الزمان ... تربى أبنائي

فى أحضانه , إلتحقوا بمدارسه , توغلوا في ثقافته ... إذن فقرار العودة

في مثل هذا المحيط لا بد وأن يكون محسوبا حتى لا يعود بنتائج عكسية ...

إذ لا يخلو الأمر من تعقيد لا تحسمه إلا الإمكانيات الفارعة ... وهذا هو

التحدي الذي أواجهه الآن ... فقرار { عودتنا } للسودان تعني بشكل مباشر

أنني أصدر { خواجات } من كندا إلى السودان ... مع هذا فقد قبلت التحدي

وأسعى لتذليل صعابه وفى أقل وقت ممكن . من نجاحات الزيارة أنها حسمت الفكرة

ورجحت أوزانها على البدائل الأخرى ... لينتقل الأمر إلى حيز التنفيذ ... وسيكون

إن شاء الله ... أما إن كان الأمر أمري ... فمرادي أن { أطير } إلى السودان اليوم

قبل الغد ... لألتحق بأسراب الناس الحنان هناك ... وأعيش كما يعيشون .


شكرا عزيزي ... مع تحياتي الصادقة

Quote: الجميل حيدر ... "شرقني" الحزن وأنا أقرأ كلماتك ... فقد كنت هناك ... وخاضتني ذات التجربة ... نحن نحاول التنفس خارج الرحم ... هي الدنيا كلها كم حرف لامن يطول فيها الأسف ؟

أعلاه كلمات الأخ أبوشيبة ... فتأملوها ... كلمات معدودة ... لكن لاحظوا

القالب الأدبي الذي إختاره ... وكأنه مصمم محترف تتحول اللغة على يديه

إلى عطر ... بل إلى موسيقى تتنفس خارج السلالم ... إنه الإبداع على قدمين .

قال ... { خاضتني } ذات التجربة ... فقط أترككم هنا لجمال التبديلة وعمق

إيحائها ... وقال { نحن نحاول التنفس خارج الرحم } ... تعبير أقرب لمن

يحرز هدفا من ضربة ركنية ... وقال { هي الدنيا كلها كم حرف لامن يطول هذا

الأسف } ... فماذا أنتم قائلون ؟؟؟


شكرا ... أبو شيبة ... فأنت وطفرك المبدع ... أجمل ما في صباحي هذا ...

شكرا ... يا صديق ... يا مكسب ... واصل الجمال .

حط على بريدي الإلكتروني ... الأخ بدر المعارف ... متأبطا الرسالة أدناه ,

Quote: الاخ /حيدر قاسم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، عودا .... حميدا انا من المدوامين على تصفح مواضيع كتاب المنبر العام لسودانيز اون لاين( بضم بالكاف وفتح التاء)، للأسف ليس من اعضائه ولا من بوردابه ولكن من القراء ، واليوم اثناء تصحفى لبعض المواضيع، قمت بقراءة انطباعتكم عن زيارتكم للسودان، بالجد سردك السلس جعلنى اقرأ انطباعتكم بتشويق، حتى اننى صرت لا اقوم بقراءة المداخلات التى يقوم بها زملاءك، لاول مرة يشدنى موضوع لقراءته من اوله الى آخره، منبعه صدق احساسيك فى عكس مارايته، واشعر بانك من ابناء السودان الذين يحبون وطنهم على الرغم من الغربة المفروضة عليه قسرا واجبرته على تركه، والمواقف التى ممرت بها اثناء تواجدكم فى السودان ، جعلتنى اتخيل صورا لها. دأب الكثيرون من الذين يزورن السودان على عكس انبطاعتهم بسخط وسرد حقائق متناقضة تبعث الأسى والكآبه فى نفس المتصفح، يعجبني الانسان الذي يكتب بايجابية وتفاؤول وواقعية. اخي ذكرت انك تحبو نحو الخمسين من عمرك،ووالدتكم نحو السبعين، يا اخى لماذا لم تفكر فى الاستقرار لتمضي بقية عمرك مع اهلك، معليش انا قلت ذلك على الرغم من عدم معرفتي بظروفك. اخوك / بدر المعارف السعودية / الرياض

رسالة واضحة المعنى والمبنى ... ربما يفسدها التعليق ... لكن أخي بدر ...

سأقصر المسافات والأزمنة , سأطوع الظروف حتى تستوعب الفكرة وتحسن إخراجها

وعلى وجه السرعة , فسباقي الراهن مع الزمن , لكني متفائل طالما مرماي الوطن .


شكرا عزيزي ... بدر

وأتوخى سماحتكم لنشري رسالة خاصة ... لكن محتواها العام هو الذي أخرجها للناس ,

مع هذا فدلني إن لم ترتاح للنشر ... فسوف أعالج الأمر على نحو ما ترضى .


ودمت آلقا ... محبا هكذا للسودان والعشيرة والسيرة .

الأخ العزيز حيدر
بت كلما أنقطع مدادك عن بوست الصحافة .. آتي و استرق النظر لأرى ما يخط يراعك ولكنني يصعب علي وقع كلمات حديثك وأصدقائك عن الغربة ... فأنا ماذلت في بداية غربتي و أعيش في ما بين مد الغربة و جذر الحنين لأمي و ابي و أخوتي بالسودان و في وسط كل هذا التنازع و اللا مركزية أحاول البحث عن نقطة الإتزان التي أجد فيها نفسي و بالفعل بدأت أتزن بالتمركز حولك يا أخي و فرحت و أنا أجد نفسي في هذا الموضع .. وفي غمرة إنتشائي إذا بك تدور الشئ الذي يجعلني أنفلت و أعود الي اللامركزية و عدم التوازن مرة اخرى فكيف لي أرجع لما كنت فيه و لوكان حلما فقد خارت كل قواي وتجمعت كل عزوم الدوران حولي مرة أخري تتناقلنى في حركة منتظمة تتجاهل عزم قصوري الذاتي ... تحتبسني الدموع كلما أحسست بمرور الزمن فهنا عجلة الزمن أسرع ... أخاف أن أغمض عيني وأفتحها فأجد نفسي مثك يا أخي قد غمرت بماء الغربة وتشبعت بها !
عفوا أخي لم أرد أن أضيف هما آخر على همومك ... ولكني أردت أ ريد أن أتسلح بجلدك على الأقل لأستطيع العيش في مجتمع طغت عليه البرودة و الإستقطاب و غابت عنه الحنية و ساد فيه المنطق في كل شي ... فانا لم أفطم على هذا كي أسلم به .. عزائي أنه كلما ذاد بي الوجد كان الأثير هو الداوي و يقيني في بركة دعاء الوالدين يجعلني إتطلع للإتزان مرة اخرى ..... و لكني حتى الآن سابحا

Quote: فأنا ماذلت في بداية غربتي و أعيش في ما بين مد الغربة و جذر الحنين لأمي و ابي و أخوتي بالسودان و في وسط كل هذا التنازع و اللا مركزية أحاول البحث عن نقطة الإتزان التي أجد فيها نفسي و بالفعل بدأت أتزن بالتمركز حولك يا أخي و فرحت و أنا أجد نفسي في هذا الموضع .. وفي غمرة إنتشائي إذا بك تدور الشئ الذي يجعلني أنفلت و أعود الي اللامركزية و عدم التوازن مرة اخرى فكيف لي أرجع لما كنت فيه و لوكان حلما فقد خارت كل قواي وتجمعت كل عزوم الدوران حولي مرة أخري تتناقلنى في حركة منتظمة تتجاهل عزم قصوري الذاتي ... تحتبسني الدموع كلما أحسست بمرور الزمن فهنا عجلة الزمن أسرع ... أخاف أن أغمض عيني وأفتحها فأجد نفسي مثك يا أخي قد غمرت بماء الغربة وتشبعت بها !

عزيزي ... غباشي

أطال الله عمرك ... وأصبأ معينك ... وأنت البر اللهوف


تجربتي وغيري فى هذه الدنيا ... نتوخاهما لاجل التوازن الذي ذكرت , فلنا

فى نهاية المطاف وجيب واحد ... وإحساس متناغم ... ووجدان لا يقبل القسمة

وإن على نفسه ... لكن الاخذ بما يفضي الآخرين لا بد وأن يتسق وعرى التجربة

والتقدير الخاصين ... إذن فنحن نعلن الهدف كواقعة إستراتيجية ... ألا وهو

العودة للوطن ... أم كيف يحدث ذلك ومتى ... فهنا يفترق الناس وحيث تعتكف

الميكانيا والعزوم عن الطلب , فكل حسب ظروفه ولكل الوطن .


أغتنم من الإسكندينافية ما الفيها ... علما وعملا وتراكم متصاعد فى إتجاه

النهضة ... أحتزم إمورك عند الوقت المناسب لظروفك ... فالوطن باقي ونحن

الذين نروح , فما في مشكلة يا حبيب ... فنحن هنا للتواصل على سبيل المنفعة

والتبادل الإجتماعي ... ولإستيعاب المشاعر وهي غرقى فى لجاج الغربة ... وإذ

لا بد من المواعين ... ففى الإسفير صحن هفيف ... وفى قلب شغاف لهيف ... فأنت

مأذون بما تتوالى ... ولكل ميعاد وأوتاد ... أتمنى زمانكم الأجمل وعساه

كذلك .

أخى حيدر
تحيه طيبه
ماالذى أتى بنا الى هذا العالم المشاتر الضل
والى هذا الافق البعيد المحير؟
أقول ليك والله اشتاق لكل شى ـ لكل شى
أشتاق حتى الى رائحة زبالة البهائم فى الشوارع
معليش لكن دى الحقيقة
أخيك عثمان

الزعيم حيدر قاسم
حمداً لله على سلامة العودة للوطن
وربنا يعينك على قساوة فراقه والعودة
للإضاءات والبهرجة (الظلام)

وتمنيت لو كنت معاكم .. واسأل الله أن ينعم علي
بلقائك في حضرة خرطوم الجمال وامتداد النقاء
وصحافة العظام من عند سبعة لحدي الحزام

سلمت يا نفيس

Quote: أشتاق حتى الى رائحة زبالة البهائم فى الشوارع

ليس فى الوطن رفث ... إن ظل كما تنظر إليه ,

فهذا تحسين خالب ... وهنا تكمن العزة ... وهنا

شأن فى الإباء .


تسلم ... عتمان

والوطن من قبل


أشواقي ... الشماء .

Quote: الزعيم حيدر قاسم حمداً لله على سلامة العودة للوطن وربنا يعينك على قساوة فراقه والعودة للإضاءات والبهرجة (الظلام) وتمنيت لو كنت معاكم .. واسأل الله أن ينعم علي بلقائك في حضرة خرطوم الجمال وامتداد النقاء وصحافة العظام من عند سبعة لحدي الحزام

حبيبنا ... الأمير ... العوض ... الجمري

توقد لافح , وأنت تبر الصحاب ... والوطن ,

سنلتقي ... بإذنه فى رحاب الوطن , على أرض

الحياد { التاريخي } ... محطة سبعة ... على

طرائقكم وشوارعنا ... نرفع من بعد { الكلفة }

ففي البدن رئتان ... إمتداد وصحافة ... فأنتم

الوجهاء ... ونحن القيافة , إذن ما في مشكلة .


يا إلهي ... ده تخريمة بطالة ... إذ إستحضرت

مناوشاتنا المجيدة بين الإمتداد والصحافة ... فيما

أتحدث عن زيارتي للسودان ... لكن حلفت ما أمسحا ...

برا بالاحاسيس الإنسانية الخام ... فمالوا ... إن لم

يحدث الميل ... وعذرا ... إن تبثر الكيل .


أحبكم جميعا ... وشكرا شديد ... الأمير .

ربما تعين على { المستشرقين } من أمثالي ... ونحن نزور الوطن ... ننعطن فى تلافيفه ... نتعين إرادته ومحدثاته ... أن نبعد مبدأ
المقارنة بين السودان والدول التي عليها الآن نعيش ... فهذا ما يضع السودان فى متسربلات الواقع ... والذي لا مندوحة منه ... إذن
فهذا المدخل يخيم على الموضوع كضرورة { زماكانية } ... وهذا ما أراه مهما حتى نلجم { الشطط } الذي إنتابنا فى الغرب
حيث الهواء الطلق , وحيث نصل بالفكرة إلى أقصى مداواتها دون إحتراز ولا قيد ... ربما على هذا الأثر تتحسن بعض الافكار والتجارب , لكن مقابل كل خطوة فى هذا الإتجاه نتبعد عن واقعنا السوداني ... بل ربما نعيش فى إتون الفكرة على سبيل إستحضارها وطنا بديلا , خاصة وأن هذا البديل يترعرع بقوة فى الواقع الموضوعي , فصار لكل مهاجر وطنان وهنا أزمة حين يتصل الأمر بتضاعيف العلاقة مع الوطن الأم , فمن السهولة حينها الإرناء لصوت ينعى الوطن لمن لا يعيش فيه , كما من السهولة كذلك أن تنتهي هذه المقارنة إلى أن السودان بلد متخلف , ومن السهولة أيضا التسواق مع إستثناءآت المهجر أكثر من { الرجوع } للبلد ... ومن السهولة بالمثل أن ترجح القياسات المادية { المقارنة } ضنك السودان , ومن الأسهل أن يحزم الوطن فى جب الإنقاذ حتى تتفاقم إمارات السوء فى سبيل التبرير للوطن البديل ...


هذا أجمعه ما عملت على تفاديه حتى أرى السودان الكائن ... وقد كان .

أخى حيدر قاسم
تحيه كبيره
لسوء الحظ نحن بنضيع جزءا كبير من عمرنا فى القربة(ســــاكت)
ــ هناك السودان ـ الاهل ـ وكل شىْء له وقع آخر
ومذاق حلو ـ (وحتى القرض بيشفى المرض)
أخيك عثمان

شقيقي حيدر
اولا 1000حمد الله بسلامة العودة
تابعت هذه الرحلة بكلياتي فلقد اصطحبتني معك في كل خطوة وفرحة ودمعة اخفيتها من الجميع احسستك واحسست نفسي في كل كن من منزلكم العامر الذي طالمنا نعمنا فيه بكرم الضيافة والمحبة واستميحك العذر ان ترجع لي قليلا رغم انتهاءك من السرد لتحدثني عن زميل عملي اسامة القاسم وخالي مثلي الاعلي ورفيق طفولتي وصباي عادل وابناءه ألق والشقي مازن معزتي وفاءق احترامي

حيدر قاسم تحت ظلال شجرتهم الوريفة

Quote: بالمناسبة الاخ حيدر قاسم من شعراء تورنتو المرموقين ولاتفوتكم هذه المناسبة ليسمعكم اشعاره سبقتنا بهذه الزيارة نتمنى لكم اقامة طيبة

(هذه المداخلة من بوست
حيدر قاسم بالسودان توجد صور)
لم يهتم بها احد
فان التقوا بود قاسم
الانسان والاديب
فلم تتدوزن مشاعرهم باشعاره الزاهيات
حيدر شاعر مميز..ولاشعاره طعم ومذاق خاص

I am waiting for you to start over
because I do not believe that you are done





so please go a head and let the post continue




by the way
I don't want to say welcome back for the sake of the vey rich memory of that beloved place

الأخ عثمان موسى

طابت أوقاتك ... ونصحت صحتك


أحس فيك { حمى السودان } وهي حمى خفيفة

منعشة نافعة تبدأ كما حالك الآن وتنتهي

على أقل تقدير بزيارة السودان ... إن

لم يكن الإقامة الدائمة فيه , فالمهاتاه

بالسودان من أعراض هذه الحالة وتمجيد

تراثه وخصائص أهله .



إنه هم جميل ... فليظل السودان حيا فى

قلوب أبنائه , خاصة الذين يعيشون خارجه .


شكرا أخ عثمان على الطلة

الأخت الغالية ... سهير


شكرا على المرور وتفقد الأحوال , بل وأحاسيس المتابعة ... ولما السودان واحد
والهم اوحد ... على نحو ما ذكرت فى هذه السياحة { إن شاء تكون البلد عجبتك }

الأخ عادل الطاهر بخير , متحرك وإن إحتبس المرض كثير من طاقاته وإبداعاته , لكن
نحمد الله على كل حال ... طالما ظل مرضه { مستقرا } وليس متفاعلا .

أما شقيقي أسامة فقد قابلته بعد خمسة عشر عاما فى مطار أمستردام , ما شاء الله ,
جل أحواله وكل مظهره يشير إلى أنه عال العال , لكنها فقط الغربة والإنقطاع الذميم
عن الوطن والاهل , الكويس أن هذا نفسه فى طريقه للمعالجة والمسألة مسألة وكت .

شكرا ... سهير على هذا { الحس } الإخواني التفقدي السوداني المتميز الجميل , حفظك
الله ... طلعت أحسن من النصري { شفت الفتنة ده / وجه ضاحك } ... مع تحياتي لكم .

مناولتي هنا كلها { خاصة } ... يار بي كان الماسنجر أفضل { Oh boy, it's too late}
فمعذرة على هذا التداخل { الشخصعام } .

الاخ عبد المنعم سيدأحمد

هجين محبة وأشواق ... فأنت الأنضر ,

كلامك دوما جميل ومشجع ... وكلماتك خضراء

منتقاه تتحدر من طود أخلاقك إلى مجرى لسانك

وأنت تحرسه بالعفة وتخصبه بالإبداع ... أشكرك

على الإطراء وعلى الإشارة لهمنا المشترك { الشعر } ,

لقد نبهتهم عزيزي , لكنهم إستبانوا النصح متأخرا ,

ولما كان الوقت حينها لمراجعة أوراق السفر أكثر من

تقليب دفاتر الأشعار ... عموما تشكرا عزيزي , لكن الكويس

إنوا أولى دواويني الشعرية فى طريقه إلى النشر قريبا.

عسى أن تبدأ الفولة فى الإمتلاء ...


مع تحياتي الوافرات .

Quote: I don't want to say welcome back for the sake of the vey rich memory of that beloved place

جنس فصاحة يا ده ... عربي وإنجليزي كمان .

شمس الدين السنوسي ... أبى إلا أن يطل بكلياته هنا ,

فشكرا صديقي على الحضور والمشاركة وهذا من خصالكم ,

لكنك تتوخى مشروعا جامحا لإرهاقي ... وتعلم أن الكتابة

حول { حبنا/السودان } تكلف الكثير من المداد ومن المشاعر ,

Because , I can't write about our beloved Sudan without passion

مع هذا ... فالهم المقيم لا يشي بإحتمال إنقطاع ... إذن فالتواصل هو

القدر , فيما مستحقات السودان تتقاطع وفرضية الإسترخاء , خاصة وأن ما

يزال فى بعض من جنح الليل ... ذئب .


تسلم ... حبيبي وودعتك الله .

الأخ الأديب حيدر قاسم
تحية طيبة

شكرا لهذا السرد الضافي عن عزة
هذا البوست من أجمل البوستات منذ بداية هذا العام
نرجو أن تطبعه وتحفظه للذكرى
مجددا لك التحية

Quote: مع هذا فقد قبلت التحدي وأسعى لتذليل صعابه وفى أقل وقت ممكن . من نجاحات الزيارة أنها حسمت الفكرة ورجحت أوزانها على البدائل الأخرى ... لينتقل الأمر إلى حيز التنفيذ ... وسيكون إن شاء الله ... أما إن كان الأمر أمري ... فمرادي أن { أطير } إلى السودان اليوم قبل الغد ... لألتحق بأسراب الناس الحنان هناك ... وأعيش كما يعيشون .

شاحد الله يا حيدر يزلل ليك كل صعابك ..
و يرجعك للوطن سالم غانم ... و كمان
أتشرف بالسكنة جوارك (و طبعا دي عشان
ما ترجع براك و تخلينا بي هناك) !!

الأخ ... رضا

أطيب التحايا ... وأعزها


أرضيت خاطري بتعليقك الجزل ... حين قلت:

Quote: الأخ الأديب حيدر قاسم تحية طيبة شكرا لهذا السرد الضافي عن عزة هذا البوست من أجمل البوستات منذ بداية هذا العام نرجو أن تطبعه وتحفظه للذكرى مجددا لك التحية

شكرا على هذه المشاعر الصادقة , وليت ما عرضت هنا يكون

فعلا فى المستوى الذي إخترته , فإن كنت تقصد الطباعة لأجل

النشر والتعميم فإنني أوفر كامل الحق لأي فرد أو جهة كانت ,

أن يتولى/تتولى هذه المهة دون إذن مني ... فما قصدته فى البدء

هو تعميم الفائدة ولأقصى مدى ممكن .


حياك المزن ... وإستهطلك بردا وسلاما .


مع مودتي

الأخ محمد ابراهيم قرض

معطار التحايا ... ولهيف منايا


صدقني يا حبيب ... إن قلنا بإسم الله

ووضعنا { الرحمن } فى صدورنا فسوف نتمكن

من إنجاز مشروع العودة بفعالية ونجاح , دون

أن يكون فى هذا إفراط فى التفاؤل ... لكنها فقط

الأولويات والفرص الأفضل للبحث عن الإشباع النفسي والمعنوي

إلى جانب التحقق المادي على نحو موضوعي . لاحظت أن كلما

يفتح حوار حول العودة يستمسك البعض برداءة ظروف السودان

وصعوبة العيش فيه , وهنا يتجاوزون متاعبهم وشقاواتهم فى

المهجر , فيقيني لو أننا نبذل نصف ما نبذله من جهد فى المهجر

لجهة السودان , فإننا سوف نعيش فيه حياة أفضل وأكرم وأريح ,

عموما هذه وجهة نظري وأحترم من يقابلها بالرفض أو التحفظ .


لضمان الرفقة ... عزيزي ... فسوف أعمل { connection } حيث تقيم,

ونأخدا للسودان حجلا برجل ... أبقى جاهز ... فالعرجى لي مراحا, وما

أعزه من مراح .

Quote:

الغالي حيدر قاسم
أشعر و انت في هذه الصور بانك تضاهي عنان السماء فرحا وهذا يتجلى في وجهك ..بينما تضفي (أمجاد) الولد عمر طحنية بعدا سودانيا خالصا ياتي مكملا للشجر الوارف و المزيرة و الدرابزين ... وفقك الله يا حيدر لما يريح بالك و ويقر عينك سواء ان عدت للسودان أو إرتضيت الغربة مكوثاً.... أخوك غباشي

حيدر قاسم

لقد تفوقت على نفسك
كتبت واحدة من اروع م,موشحات الادب الاجتاعى
تميزت كتابات الخواطر التى رسمت بها وجه الوطن بالوعى ،،
استخدمت فيها تقنيات الدراما والشعر والبحث التطبيقى والادب الشفيف
طرحت قضايا جوهرية عالقة ولم تبخل بالحل
فحديثك عن الوطن كان دقيقا استخدمت فيه مهارات العلم التطبيقى
فى الجمع والطرح وحاصل القسمة ،،بمحازاة المهارات الادبية الراقية
التى حولت تلك الارقام الى الوان وانغام وصهيل.....
ارجعت الوجدان الى مكوناته الاولى حتى اوشكت ان تنفصم وتنقسم
بين عالمك الكبير الذى يشدك الى فوضى الحضارة المعاصرة
وعالمك الصغير الذى يدفعك فى رفق الى القرية المنسية فى احضان الوداعة والزمن الصامت ،
الزمن الواقف بين عيون الناس وآهاتهم وقدرتهم البالغة
فى العيش وصناعة الفرح
كنت موضوعيا لم تستخدم الاثارة السياسية ك (تكنيك) اخراجى يسهل تسويقه فى مثل هذا المكان و يتناسب مع الصراخ فى مثل هذا المنبر وغيره من منابر التبادل الفكرى التى لاتشترط الحنكة احيانا ولاالموضوعية فيدخل كل واحد دون ان يبرز بطاقة الدعوة او التاهيل اللازم،،ويعكف على طبل السياسة دقا وضربا ويرتفع الصوت بسب الفراغ وتختلط الاصوات بعضها ببعض فى رتابة ونمطية وتكرار
لكنك عالجت الامر بفهم جديد وبمشاعر مختلفة
وضعت حلولا كثيرة لازمة الهوية ومعالجة فاقد الانتماء
فانت ترى ان الوطن ضرورة .....
وان الدياسابورة التى نعيشها هى برزخ العودة الحتمية
وان الوطن اجمل مما يتصور المهاجرية التائهين فى صحارى الغربة
من ابنائه،،
وان الاعلام خارج الوطن اعمى لايرى ،،
وان الحياة اكثر جمالا فى الوطن رغم ذبابه وذئابه
اون الحريات فيه تنمو .....
وفقك الله ايها القلم الرائع ...وفقك الله ايها الفهم الرائع

الاخ حيدر قاسم
كما ذكر الأخ سيد أحمد خليفة كتاباتك سلسلة وتجبر الشخص لمواصلة
القراءة حتى النهاية لانها سلسه وسهلة الهضم لأنها نابعة من شعور
حقيقي وليس مزيف يحكى واقع البلد بكل بصدق

أتمنى أن لاتطول غربتك في بلاد الفرنجة فالوطن محتاج لشخص صادق مثلكم
فلنعد جميعا لمؤازرة أهلينا ولنحفظ ونصن ماتبقى من كرامة


أرجو المواصلة في هذا البوست

سلامي

أخى حيدر قاسم
الاخ سيد أحمد خليفه المكابرابى هذا الرجل ياحيدر
وصفك كما وصف الطيب صالح لندن
وكما قال أنت عالجت الامر بفهم جديد وبمشاعر مختلفة
تحياتى
أخيك عثمان

Quote: حيدر قاسم لقد تفوقت على نفسك كتبت واحدة من اروع م,موشحات الادب الاجتاعى تميزت كتابات الخواطر التى رسمت بها وجه الوطن بالوعى ،، استخدمت فيها تقنيات الدراما والشعر والبحث التطبيقى والادب الشفيف طرحت قضايا جوهرية عالقة ولم تبخل بالحل فحديثك عن الوطن كان دقيقا استخدمت فيه مهارات العلم التطبيقى فى الجمع والطرح وحاصل القسمة ،،بمحازاة المهارات الادبية الراقية التى حولت تلك الارقام الى الوان وانغام وصهيل..... ارجعت الوجدان الى مكوناته الاولى حتى اوشكت ان تنفصم وتنقسم بين عالمك الكبير الذى يشدك الى فوضى الحضارة المعاصرة وعالمك الصغير الذى يدفعك فى رفق الى القرية المنسية فى احضان الوداعة والزمن الصامت ، الزمن الواقف بين عيون الناس وآهاتهم وقدرتهم البالغة فى العيش وصناعة الفرح كنت موضوعيا لم تستخدم الاثارة السياسية ك (تكنيك) اخراجى يسهل تسويقه فى مثل هذا المكان و يتناسب مع الصراخ فى مثل هذا المنبر وغيره من منابر التبادل الفكرى التى لاتشترط الحنكة احيانا ولاالموضوعية فيدخل كل واحد دون ان يبرز بطاقة الدعوة او التاهيل اللازم،،ويعكف على طبل السياسة دقا وضربا ويرتفع الصوت بسب الفراغ وتختلط الاصوات بعضها ببعض فى رتابة ونمطية وتكرار لكنك عالجت الامر بفهم جديد وبمشاعر مختلفة وضعت حلولا كثيرة لازمة الهوية ومعالجة فاقد الانتماء فانت ترى ان الوطن ضرورة ..... وان الدياسابورة التى نعيشها هى برزخ العودة الحتمية وان الوطن اجمل مما يتصور المهاجرية التائهين فى صحارى الغربة من ابنائه،، وان الاعلام خارج الوطن اعمى لايرى ،، وان الحياة اكثر جمالا فى الوطن رغم ذبابه وذئابه اون الحريات فيه تنمو ..... وفقك الله ايها القلم الرائع ...وفقك الله ايها الفهم الرائع

مبلغ الرجل أعلاه 154 مداخلة من عمره الإسفيري فى بوردنا هذا , سأحاول
توقيع الدهشة أولا ... وأستعير من الخيال من يؤهلني لإستيعاب زخات هذا
العبور الآلق ... بل أجد نفسي فى واقع الامر أحتاج الأخرين ولما أنا فى
موقع التقييم الرافل على ربى الإطراء الرفيع , أحتاج دوزنة ووترا ضالعا
فى إقامة الإمور ... حيث الرشد المبتغى ... أكف عن القبطة وأنا القروي
الواجد فى الناس نفسه ... فليحضروا ليفتوا وليأخذ هذا البراح بعده الإجتماعي
الذي أروم , فحينها يتموضع الفرح وتستدر ضروع النقد المتعافي ألبانها الطازجة .

ليتني أكون فى قامة ما قلت أخي سيد أحمد , وأشق قلبى لترى بنفسك كيف أن الوطن
هو فى الأصل مرادي وفى الدواة مدادي ومن الخيل أعلى جيادي وفى وده أغرس أوتادي ,
إنها من خواص { العشق } قبل المعاشرة , ومن سجايا الإقامة قبل الرحيل , ومن دواعي
كرمه قبل أن نتكرم عليه ... فلولاه ما كنا .

قليل ... كل شئ نقدمه لوطننا وإن سمنا أرواحنا ... وجليل كل عمل ينتهي إليه وإن
شقيت أبداننا , لا أراني افعل شيئا هنا غير أضعف الإيمان , فيما الوطن حاليا يحتاج
أقواه ... كما أشرت من قبل .

عموما... أنا مدين لك بالشكر والإحترام , والتحية من قبل للوطن الذي على دربه إلتقينا
ومن رئته تنفسنا همومنا المشتركة ومن عصبه إستللنا أحاسيسنا الصاعدة ... بوركت .


وتحياتي الأماجد

Quote: قليل ... كل شئ نقدمه لوطننا وإن سمنا أرواحنا ... وجليل كل عمل ينتهي إليه وإن شقيت أبداننا , لا أراني افعل شيئا هنا غير أضعف الإيمان , فيما الوطن حاليا يحتاج أقواه ... كما أشرت من قبل .

غريبة ياحيدر ..
كيف يتهمنا البعض أننا نعاني قصورا
مزمنا في تربيتناالوطنية و عشقنا للوطن ؟؟؟!!!

يعني عشان نحن ما بنقول : يا (حبيبتي) يا سودان ؟؟؟!!

شكرا أخ غباشي على المرور وعلى التوقيع الإنساني للتصاوير ... وهي كذلك ,

راجع الماسنجر , وإن شاء الله ما تكون { كمن لقي أحبابه ونسي صحابه/الإسفيريين/مجازا }

أتمناك كل جميل يشبهك ... وتصبح عل خير .

Quote: الاخ حيدر قاسم كما ذكر الأخ سيد أحمد خليفة كتاباتك سلسلة وتجبر الشخص لمواصلة القراءة حتى النهاية لانها سلسه وسهلة الهضم لأنها نابعة من شعور حقيقي وليس مزيف يحكى واقع البلد بكل بصدق أتمنى أن لاتطول غربتك في بلاد الفرنجة فالوطن محتاج لشخص صادق مثلكم فلنعد جميعا لمؤازرة أهلينا ولنحفظ ونصن ماتبقى من كرامة

عزيزي رضا

طابت أوقاتك أينما كنت , ما كنت أعلم أن هذا البوست سينتهي إلى غرارة

فى نفوسكم هكذا , لكنها يبدو الاشجان تستحضر الوطن أينما غبنا عنه , فليكن

كتابنا المفتوح دوما , حتى نصح بسيرته ويصح بأبنائه { المعافين }


شكرا حبيبي ... وسيد أحمد خليفة يؤجج من المشاعر ما لا حول لنا بإطفائه ,

إلا أن يكون اللهيب نعمة ... دمنا على إخوة ... ووطن .

Quote: راجع الماسنجر , وإن شاء الله ما تكون { كمن لقي أحبابه ونسي صحابه/الإسفيريين/مجازا }

حيدر قاسم .....بل ساكون كمن (لقي احبابه معاهم اصحابه) إن شاء الله
تسلم

عزيزي .... محمد أبراهيم قرض

أحوالك , عساها طيبة وصحتك النصوح

Quote: غريبة ياحيدر .. كيف يتهمنا البعض أننا نعاني قصورا مزمنا في تربيتناالوطنية و عشقنا للوطن ؟؟؟!!!

من حقنا اخي محمد أن نحب وطننا دون أن نستأذن أحدا .


مع مودتي

Quote: أخى حيدر قاسم الاخ سيد أحمد خليفه المكابرابى هذا الرجل ياحيدر وصفك كما وصف الطيب صالح لندن وكما قال أنت عالجت الامر بفهم جديد وبمشاعر مختلفة تحياتى أخيك عثمان

الأخ عتمان ... حييت

إفادتك أعلاه أوغل من البداهة , فمقابلة رجل برجل غير

مقابلة رجل بمدينة ... لولا أنني عرفت عمق إرتباطك بمن عنيت ,

لكن مهلا ... فالقمم تظل قمما ... فيما نرعى نحن الناس العاديين

شئوننا على الأرض بكل الفرح ... ودون تطاول , أحفظوا بالله الطيب صالح

لمن فى قامته .


مع وافر معزتي

أتوسع … فيكم ... قليلا

فمن فرائض الذاكرة الإياب

حتى تنجب من القدح … قدا

ومن نشيج الرمح … روحا .

فرغم السودان الإجتماعي {المتماسك } فما تزال الفجوة بينه والسلوكيات الحضارية المعاصرة قيد الملاحظة ... فما يزالون قليلون هم الذين يقولون ... { شكرا } ... وكأن أي شئ يفعله المرء يرتقي لمقام الواجب الذي لا يشكر عليه صانعه , وإن لا أخفي أن هذا إنطباعنا نحن أبناء السودان الذين تربينا فى الغرب ولا نقمط محامده , لكن ما الكلفة فى عبارة شكر وإبتسامة على سبيل حسن القبول والإستذكار ؟ ... كما لم نتعلم بعد أدب { الإصطفاف } ومبدأ الخدمة أولا لمن يحضر أولا فى المحال التجارية والخدمات العامة ... , فما تزال المزاحمة وصراع المناكب هما السائدين , ما يزال من أبأس إمورنا هي خدمات الزبون { Customer Service } وكذا الرشوة والمحسوبية من الممارسات النادلة التي تضيع العدالة وتظلم الناس وترسب المرارات ... ما يزال البعض من الناس يعاضض الإنحدار المديني ... فيلقون بالقاذورات فى عرض الشارع وفي أطرافه ... يصبقون { ويتن...مون } ويدفعون بكل هذه الإفرازات الجرثومية الخاصة اللزجة المتلونة إلى قارعة الطريق ... علامة مميزة للتخلف والقرف .

فى معرض أدب خدمة الزبون ... وعلى ظلال مفادات التجربة فى الغرب ... فقد كان لأخي { عثمان حسين } ... قصة ... وطويلة , ولما هو يقيم الآن وفى السودان مفردا خاطرا طيبا للتفاؤل ومستمسكا بعرى النجاح الممكن , ولما فى مرداته الأسرية الجعل/نوبية مسحة تجعله أكثر تمسكا وإعمالا { للسلوك الحضاري } فى الممارسة الإنسانية ما حلت , فقد ذكر لي أنه آل على نفسه وفى إطار ما يليه , أن { يحسن } الوضعية الحضارية المتردية ولما يهم الناس بالحضور فى ملزمة عامة , قال ... مشيرا لإرتباطه ببنك فى السودان يتولى معاملاته المصرفية , أنني أحضر وأجد كل { تاريخ } التجاوز الحضاري أمامي ... حيث الناس { يتدافسون } ويصبون بفعل عضلي مبين لقضاء أغراضهم البنكية , قال ... من لحظة حضوري إلى مقر إقامة أموالي ومرصودي الحسابي { أي البنك } لا أسأل من تقدموني { الدفاس } ... لكنه آل على نفسه تقويم الحال ما هو حاضر , فأي شخص يحاول فى حضوره تخطي سابقيه ... يتصدى له عثمان بالتنظيم والدعوة للإصطفاف , قال أن فى هذا ... جادل ... وواجه ... وحنس ... وإشتط ... وصرف من الزمن ما يليق والمهمة التربوية العضوض , ومن الأعصاب وما لا يليق والإهمال { الرسمي } لمثل هذه الجزئيات التنظيمية الهامة ... عموما هي تجربته فى تداعيها الإستثنائي ... لكنها شأننا جميعا ... ولما نتوخى العصر ... والمعاصرة .... { ترطيبة ... أين السنن المصرفية من تنظيم معاملات الزبون ؟؟؟؟ } ... بل وغير البنوك ... كل المرافق التي تتعامل مع إنسان ... وتقدر قيمة إشتراكه ... ووقتهم ... كرامته ... ومكاسبهم ... ظاهره ... ومظهرهم ... فهنا تحدي .

الشوارع هناك لكل أنواع المرور ... وفى وقت واحد ... للعربات والناس والدواب والبسلكيتات والركشات , يمكن أن تتخطى النور الأحمر بكل إطمئنان , ويمكن أن يعبر الناس بتقديرهم الخاص وبظرافة السائق ودون أي منظم مروري , يمكن أن تكون أمامك عربة أنوار فراملا { الخلفية } ما شغالة , لتفاجأ بين الحين والآخر بتوقفات غير معلنة وليس فى الإمكان أكثر من أن تحل الخبرة هنا محل الإشارة ... الشوارع تكتظ بالمطبات المفاجئة وكثيرون هم الذين يقودون سيارات بلا تأمين ولا رخصة , وهناك عربات ليس لها من موقع غير صالات العرض التاريخية والمتاحف , لكنها { جارية } فى السودان وبحمد الله { حالة مشاكل } , أما الحديث الذي سمعته عن شرطة الحركة وجنوحهم لإفتعال قضايا مخالفة تنتهي على جانب الطريق بمسحة شنب , فهذا حديث يتكاثر لدرجة الغثيان , وحقو الجهات المعنية تنظر فى هذا الأمر بعين الجدية . أغرب تفسير { يمجد } حالة السواقة الراهنة فى السودان سمعته من الاخ كمال شيبون , ولما كان آنها فى السودان وهو سوداني المنبت والهوى كندي الإقامة , قال أن أفضل سائقي العالم هم السودانيين ولما إكتسبوا من الخبرة العملية ما يجعل سواقتهم محضية ومستنفذة لأي { بوصة } فى المتاح من مساحة الحركة دون إرتطام ... وإن يكاد ... لا أعلق ... لكن كل الفرصة لمن يتوخى التعليق .

Quote: Subject: آهات مغترب فى لحظات وقبل ان اكتب هذه الرسالة توقفت قليلا اتامل فى هذا الجهاز الامامي ثواني يحسد الانسان نفسه عليها يتمنى ان تعود هذه الايام الخوالى ان تتوقف عقارب ساعات العالم وفى هذه الثواني لتعود الى الوراء الى زمن تسبقه عواصف الذكريات مع زخات مطر الشوق والحنين الى ارض الوطن الى كل جزئيه يحملها قلبى الى احبتي الى امى التى تنتظر صافرة نهاية اغتراب الى اخوتي الذين يتأملون ان اكون بينهم ليتدفق دم التأوه فى اوردة الغربة الملعونه ليمتزج صفار الصغار مع بياض الكبار لايعرفون العم والخال لايفهون معنى الجد والحبوبة لحظات سراب اخذتها سحائب الزمن الاغبر عبر اثير الحياة ومعاناة الظرفية والمكان انقطع تيار الود والمحبه بين الاقربين بين هم همات قطار شوق متى يرحل ليشق بعجلاته طريق الخلاص من متاريس الطريق طريق الغربة المحفور بمخاطر الانجاز لكون او لا كون فى ظل الحروب والهروب من فشل الاغتراب وهموم اهلى الغبش ومستقبل فلذات اكبادى الصغار ... ثواني كأنها المستقبل اترسم على حدق العيون وبرمشة تهدم واصبح واقعا اشاهده فى كل لحظة من عمري . اخوك عيدروس

الرسالة أعلاه من الأخ الرقيق عيدروس حجر { أو حيدر حجر } ... التعليق ربما

لا يضيف الكثير لرسالة ملئ بالمعاني العميقة والتعابير المتينة التي تزيد

فى الرسالة ألقا وتمطرها إحاسيس نبيلة ... فمن يعجم قده الوطن يكون هكذا

متميزا ... صادقا ... فاهما ... محترما ومفيدا ... شكرا عزيزي ألف مرة.


تخيلوا أن هذا الشاب الغيور وبكل ما يسعه من إمكانيات لم يتبدأ أمامكم

غير قليلها , ظل يركض لعام ونيف حتى يتشرف بعضوية هذا البورد ... لكنه

لم يعانق مشتهاه بعد ... فيا أهل الخير الثقافي والإجتماعي ... أمسكوا بيد

هذا الأمين وضموه إلى قلوبكم وصفوفكم... فلن تفعلوا إلا ظفرا ... يا ريت .

حيدر
صباح الخير
كتبت لك مرتين فضاعت الرسالة فى الاثير
قليل من الجهل التقنى يكفى لافساد الحياة كما قال انشتاين
عندما تضيع منك الحروف وتكتب مرة اخرى
فكأنك تعيد وجع المخاض من جديد
لااريد ان اكرر نفسى،، اريد ان اقول
ان اكثر مالفت نظرى هو القدرة على استبطان الاشياء والمدلولات
لقد استطعت ان تقرأ بين سطور الوقائع والناس
وبين آثار اقدامهم الحافية اشياء لاترى
هذا يذكرنى بنقطة جوهرية فى الفلسفة الجمهورية
وبعض الفلسفات النظيرة التى تقول بان(الكلمات اوانى للمعانى)
بمعنى ان فهم النص يختلف من متلق ٍالى متلق ٍ
لان المعانى تنطلق من الوجدان الى الواقع وليس العكس
واذا تتبع احدهم مسارك فى هذه الرحلة القصيرة
فلن يكتب ماكتبت لانه لن يرى مارأيت رغم ان الاحداثيات واحدة
فأنت رايت القرية بوجدان مسكون بها ففهمت شفرة المتغير والثابت فى
حياتها ولياليها ودبيب اهلها فى دروب الزمان
ورايت الوطن بنفس البرمجة العاطفية والنفسية (DEFAULT) التى خرجت بها الى الدنيا العريضة
لم تتغير برمجة الصرخة الاولى والقرية الوادعة وعيون امك عندما فارقت الديار
وبعيون نسر حام الافاق ثم عاد رايت حتى خيوط الطواقى على روؤس البسطاء
والعروق الشاحبة على ظاهر كفوفهم وهم يمدونها خالية الا من الحب


نواصل التأملات فى كتاب حيدر (مقدمة فى الرحيل والعودة)

الأخ ... سيد أحمد خليفة

لعلك تجلل مقامنا هذا بنفوح أدبية طيبة ودولي معرفية آلقة ... رأيت الإنطباع فى ذهنك يتحول إلى متن ... ثم تتناوله بالتوصيف والتشريح وتسبغ عليه من جلائل الفكر ما يجعله رفيع المستوى غني المحتوى ... إذن فأنت تعيد قراءة هذه السياحة على نول آخر ... أوقع لمفاصلها الإجتماعية وأدعى لترابطاتها الوجدانية ... إستقدمتنا مفهوم الصرخة الأولى , فعرفت لماذا يتكاثر الخاطر على منابته التاريخية , وكأن دورة الحياة تظل فى سريانها المعنوي والنفسي غض النظر عن الجغرافيا , بل لأول مرة أعرف كيف يمكن أن ينوب التاريخ عن الجغرافيا وكيف تتناسل الأفكار والمشاعر وهي تحمل جيناتها المتماثلة , دون أثر يذكر للترحال وللإنقطاعات الحسية . فى الغرب وعندما يهمون بحل مشكلة ما يسعون أولا لتربيعها {Squire} فيما يعني تحديد أضلاعها وأبعادها للخروج بها من حالة السيولة أو حالة اللاملامح ... فيبدو أن مشئتنا العاطفية والنفسية { تتكور } من تلقاء نفسها محتضنة خصائص الشخصية السودانية فى سيرورتها التاريخية ... والله أعلم .

نعم للأمر هنا علاقة بالرحيل والعودة ... ودون أن يقلل الناس من شأن هذه الموضوعة ... فهي من ضمن حزمة الإمور التي تحدد مصير ومستقبل السودان على المديين القريب والبعيد ... فالأول ذو طبيعة سياسية إجتماعية والثاني فى خيالي يعمد المدخل الإقتصادي والتوازن النفسي ... ربما لا تطول الفاصلة الزمنية بين هذين المديين ... بل ربما تحدث بعض التقاطعات هنا وهناك , عل كل فالعودة من التحديات العظام التي تجابه جيوشا من السودانيين بالخارج , وقد أحاطتها الظروف السودانية والأخرى المهجرية بداعيات وتعقيدات لا يمكن تجاهلها , لهذا فالنقاش هنا لا يقل أهمية عن النقاش فى قضايانا الحيوية الأخرى ... كمسألة التحول الديمقراطي مثلا , كما ان الخروج من السودان فى
العقدين الأخيرين لم يخلو من مرارات ومخاوف وضنك ... كان لها أعظم الأثر فى قرار الهجرة وفى طبيعة العلاقة بالسودان من بعد . في تقديري أن أصيبت هذه العلاقة بكثير من الشروخ والإسقاطات العنيفة , وبالطبع تعمقت هذه الأحاسيس بالغبائن السياسية والحراكات العسكرية والميول الإثنية التي إجتاحت المسألة السودانية , فهذه وغيرها إمور تلقي بظلال مباشرة على مشروع العودة ... والذي سيكون قابلا للتنفيذ ما إستكمل المرء القناعة بضرورته , وسيظل حلما لمن يأنس فى السودان خصائصه الجميلة لكنه يعتزم الحياة الأفضل والأريح أنا كانت , كما سيظل حادثة { شرطية } لن تتحقق إلا بحدوث أشياء بعينها عند البعض الأخر , كما سيظل كابوسا لمن يتأرجح بين خياري العودة والوطن البديل ... وسيظل فكرة لا جدوى ولا قيمة لها لمن إختاروا عن قصد ووعي اوطانا نهائية غير السودان .

فى كل الأحوال ... نتبع الحوار ... ما أمكن ... فهنا قضية إجتماعية تستحق .

لا مانع لدي من إستمرار هذا الحوار هنا ... أو أن يفترع له بوست متخصص .


شكرا عزيزي سيد أحمد ... وأنت تقدح الذهن ... وتستدعي الأفكار .

حيدر
تحيتى مجددا.....وبعد

فى الرسالة التى تبخرت او تاهت او طارت
-كعصفور حبيس راى الضوء فتماهى فيه
نحو اللانهاية – ثم هربت منى مع الريح ولاادرى فى اى اتجاه !
سألتك لماذا لاتتحول هذه الخواطر الى كتاب
تذكرت مقدمة ابن خلدون كتبها بعد ان توحد فى التجربة السياسية
وعاش اسيرا فى سياجها الفكرى،، سكنته وسكنها بما يشبه الجنون
انصهر فى اتونها ،،وخرج منها كالسمندل او طائر النار
غار فى اعماق اعماقها ليخرج
بنظريته فى العمران ونشوء الدول وتطور المجتمعات
تحول عنده ذلك الفيض الشعورىالى طاقة وضع (مومنتم)
جعلته يعلو ويعلو ويعلو فوق التضاريس السياسية
والمجتمعية و بصرته بالاشياء من تحته
الناس والحجارة وكل الكائنات الحية حتى ملامح التاريخ والزمن كبعد رابع
لا فى الميكانيكا وخصائص الطاقة ، لكن فيما يجرى الان ومستقبل الاشياء
سحقت مشاعره وحولته الى كائن فكرى يرجم بالغيب ويرى ببصيرته
مالايراه الاخرون ببصرهم
المقاربة بين الوجدان المترع هنا وهناك
التجربة الشقية هنا وهناك
الليل والضنى والعيون التى تغرق فى دموعها
والعودة التى تشبه الرحيل،، الرحيل الذى يشبه الموت
وحفلات العرس الاليمة التى يقيمها الموتى فى ذاكرة الاحياء من خلانهم واحبابهم
تجربتك الخاصة لم تقتلك لكنها تتربص بك الدوائر
قد تجذبك نحوها يوما ثم تطبع على جبينك قبلة الموت
قلت لك
لماذا لاتحول هذه الخواطر الى سفر عن (الرحيل والعودة)
بعقله والوانه والدموع التى تطمس الحروف فيه يستحق القراءة
يستحق السهر والرحيل والسفر
لك تقديرى ومودتى

الأخ سيد أحمد { أبو السيد }

نعمت بجميل الوقت ... وصالح العمل .


أستطيع الآن ان أقرأ حبك للسودان ... وإلتصاقك بشمائله ... أكثر من أن

أتوفر لتجربة ... على سبيل إبن خلدون ... وشتان ... فالكتاب هنا مكتوبنا

جميعا ونحن نعيش على تعاريش السودان ... ونستفضله قائما ... وغائبا .


شكرا حبيبي ... وأنا أستمتع بكتاباتك الجميلة ... وخيالك العذب .

تجوال تصطرعه الأحوال حول الجواز { الاجنبي } ... بدءا من القسمة بين صف السودانيين وصف الاجانب فى المطار ... لا شئ يشي بإختلاف جوهري فى الغالب ... اللهم إلا عندما يطل الخواجة { أبو عيون خدر } فحينها تكون القسمة صحيحة وفى محلها ... المهم فصفنا هو صف الأجانب ... وإن لا يفترق عن نظيره إلا فى لون { الفورم } وبعض شكليات ... لكن تتجلى القيمة المعنوية لهذه القسمة فى إحساس الفرد المعني داخليا ... وفى نظرة الناس إليه خارجيا ... وبنيهما التسواق الطويل على رحى الغربة وخرائطها المدلهمة , فهنا أول إنتقاص فى أحقيتنا السودانية , وهنا تحس بفعل السنون المهجرية ... وهنا قضية ترتخي على مفاصل الزمن وهو يتراوح بين البرهة والآماد ... تتكلف دراهم إضافية لتثبت أجنبيتك ... ولأقل من ثلاث أيام لا بد وأن تكون قد إعتمرت { قسم الاجانب } وأديت فروضه المالية والوثائقية ... وفى كل الأحوال ... فأنت أجنبي ... ربما لا يتداعى هذا الأمر إلى نشوق الأزمة ولا ظعنها , لكنه يترك بصماته ولا شك ... وهي بصمات فى رقاع الخصوصية وإطار الشخصية ... إذ تندثر وسريعا عند إنتهاء مفاعيلها الرسمية ... ليغبرها سواد الناس بسيمائهم السودانية ... ولتتجاوزها أحكام الحياة فى السودان بشروعاتها العملية ... مع هذا ففي داخل كل سوداني حامل لجواز { أجنبي } أحاسيس { دفينة } بالعظمة ... فربما هي الدفاعات الأولية عن الذات فى خضم إعتوارات وطنية ... وربما هي إستدعاء الضال من النجاح ... ولما كثير من تاركي السودان لم ينجزوا غير أوراق الهوية الاجنبية ... وربما هي { المفخرة } بما لا يتوفر للآخرين ... والله أعلم .

العــزيز الأستاذ حيدر قاسم

ســلامات
شــكرا جزيلا على هذا السرد الجميل لانطباعك عن فترة قضائك إجازتك في الوطن الحبيب.

أنا كنت في السودان خلال ديسمبر - يناير ، وأكثر ما ضايقني هو تراجع المعايير الأخلاقية حتى أصبح البعض لا يثق في أقرب الأقربين.

تحياتي وفائق احترامي

الأخ .... جعفر إسماعيل

طابت أوقاتك ... وتشكر على التداخل

تعرف يا صديق معظم ما قلته فى هذا السفر ... إعتمدت فيه وبشكك أساسي على الملاحظة والعيانية , اللهم إلا التتمات النظرية التي تفرضها البدايات العملية , فمن هذه الزاوية لا أجد نفسي متفقا مع إستنتاجك حول تدهور الأوضاع الأخلاقية بالشكل الذي وصفته , لكن ربما هناك ما أعمله وهذا وارد وطبيعي خاصة حينما يتعلق الأمر بتقييم { مجمتع } وهو يضم الصالح والطالح , النافع و الضار ... وما إليه , فنحن لسنا خارج هذا الإطار طالما جمعينا بشر ... لكنه المظهر الاخلاقي للشارع السوداني عموما ما يزال بخير ... أو قل فى مقدار علمي ... والله أعلم .

لسبب من الاسباب فقد إنحشر هذا الموضوع فى خضم السياسة , وإن لا أود هنا الفصل بين السياسة والأخلاق للتأثير والتبادل الموضوعي بينهما , لكني متضايق من { القهر الإقتصادي } الذي تمارسه السلطة الحاكمة فى السودان ولدرجة يمكن أن تقود الناس للرذيلة , كما أنني متضايق من مناولات بعض أوجه المعارضة لهذا الشأن , إذ لأجل ذم الإنقاذ وتحقيرها يتم عرض تصورات مخيفة عن تردي الأوضاع الأخلاقية فى السودان ... عموما فشعب السودان الذي عشت بينه قبل بضع أسابيع مضت لا يزال يتمسك بعراه الأخلاقية والقيمية ... حفظه الله .

Quote: أخي حيدر صح لسانك تحياتي والله اثبت فعلا إنك سوداني اصيل وزمان انا قلت انو التربية اللي اتربيناه نحن اهل القوز والحلة الجديدة والديم والسجانة وهلم جر ( الصحافة حاليا ) ابدا ماهي ساهلة وهذا هو نتاجها , فانت اخي حيدر بالرغم من إغترابك لفترة طويلة خارج ارض الوطن إلأ ما زال الحس الوطني متآصل فيك وانت الأن تحكي لينا عن زيارتك للسودان وترفع اسهمك في بورصة الحادبين علي السودان 0 في النهاية والبداية الأصل الطيب هي صفة من صفاتك وإلأ ما ارهقت نفسك بالكتابة عن زيارتك للسودان , نعم السودان ليس جنه الله في الأرض ولكن يكفي ان تجد نفسك وسط اهلك واصدقائك وجيرانك ( يـاهــو ده الـسـودان ذاتــه بغباره وكتاحته وشمسه المحرقة ) اخيرا وليس اخرا لك مني كل الود والحب يا قامة فوق هام السحب 0

المساهمة أعلاه دفع بها الاخ هاشم احمد خلف الله صباح هذا اليوم ... لكنها

لم تحتل محلها فى آخر الصف كما هو معهود ... أعيد قطعها وإلصاقها هنا

لضرورة الترتيب الفني ... وسأعلق عليها لاحقا ... مع مودتي .

Quote: نعم السودان ليس جنه الله في الأرض ولكن يكفي ان تجد نفسك وسط اهلك واصدقائك وجيرانك ( يـاهــو ده الـسـودان ذاتــه بغباره وكتاحته وشمسه المحرقة )

نعم أخ ... هاشم , إلتقطت ما أعنيه إن قدر لهذا المطاف نهاية , بل تجدني
أعيد ترشيح الإنتماء للوطن والإحساس به والعمل لأجله ... كواحدة من مكوناتنا
التاريخية الإلزامية ... مثله مثل أبوينا وأبنائنا وصلات رحمنا المشجابة ...
مثله مثل العرض والشرف وغوالي المداخير ونفيس القيم ... مثله مثل مرجعية
يؤمها الناس بكل القلب وكل المشاعر ... مثله مثل المناقب العليا حين يريد
المرء ترتيب أنساقه الروحية ... فالوطن الذي اعني هو مهدنا الرءوم , هو صانع
ملامحنا وخاطط أنهاج تفكيرنا وراعي حزمة قيمنا وأخلاقنا ودواعي وجودنا , هو الوطن
المعنوي/المادي فى تخالطه التاريخي الذي أرسل جموعا من رحمه إلى هذه الدنيا ,
فكانوا سودانيين بتوقيع اللحم والدم والإهاب ... وكانوا كذلك بإعتمار الأفئدة
للمحصول السوداني القيمي والثقافي بملامحه المحددة المميزة .

تشكر اخ هاشم ... على هذه الإثارة الوطن/أشجانية ... فلنتدفق ... والسودان

مهيل .

مرضت فى السودان ... سادتي ... لكن وللحقيقة وكأنما مرضت بإختياري ... إذ منذ قدومي إلى السودان وإلى يوم مغادرته كانت اللحوم هي رمز المفخرة السودانية والكرم الألمع الحفي ... مصحوبا { بالشطوط } الجزمية الحرق والهتك الإمعائي الضروس , نهلت منهما ما إقتضته واجبية الترحاب والمجاملة من ناحية ... وما يطيب مشتهاي فى طعام سوداني بأيدي سودانية بطعم سوداني ببهار سوداني على أرض سودانية وبين مجموع سوداني , إذن تكالب الظروف الذاتية والموضوعية فى الإتيان بهذه { الملحمة } الكبرى حتى إستغثت . تعرف عني أسرتي أنني { أتجرس } ساعة المرض وأعترف بذلك , ولما لم يخلق الإنسان إلا ضعيفا ... ما تراعوا لي كريعاتو ولسانو الطويل ده ... فالمرض هادم القوة والبسمة ... إلا بغوث مبين . خشيت آنها من كل الإحتمالات ... والتي لم يعادلها إلا إحساسي بعزة موتي فى السودان ... فما أقسى { الهملة } حين يرخى الجسد على لحد أجنبي .

كانت جرستي هذه المرة بين أهلها والقوامين على أمرها ... فمرضت { بمزاج } ... تنادت الأسرة وأعلنت الصمت ولما هو ديدنهم حين تدلهم الإمور ... غشتني أمي بأدوية بلدية أذكر منها { الحلبة } وبأوراد وأدعية تبعث على الطمأنينة وتفج للصحة فى غيوم المرض سبيلا ... قمن شقيقاتي بإعداد الحساءآت الدافئة والعصائر الخفيفة ... تخلفت إحداهن عن معهدها الدراسي ذاك اليوم الأول ... ولازمتني على طرف السرير وهي تترقب مني إي إشارة لخدمتي ... عاد اطفال بيتنا من مدارسهم ورموا بشنطهم حيث { خالهم } مريض يستلقي ... أما أبي فقد { قصر } برامجه اليومية ليلازمني وهو يتأبط وجلا خفيا يداريه بالدعاء المرادف لحالة المرض , كان كل ما يمر على يضع راحة يده على جبهتي ... لمسة وقورة حنية تحسست خلالها مفاصل أصابعه ومفاصلات الغربة وتفاصيل فاتتني ولما هي كل الحياة , فإنداح كل التاريخ ... لكونه أبي ... ولكونه ربانا رغم الغلاب الكلوب ... أطال الله عمره .

فى حضرة المرض { فى السودان } بكل تداعياته النفسية والإجتماعية ... ومع أن مرضي كان خفيفا عابرا فقد زارني كذلك لفيف من الجيران والاصدقاء وقد كنت موضوعهم طوال أيام مرضي ... تذكرت طيفا مماثلا عندما مرضت يوما فى كندا ... إستدعيت آنها أسرتي الصغيرة للجلوس معي ومطايبتي ... فكان رد إحدي بناتي ... أن الإقتراب من المريض لا يجوز لأنه ربما يعدي الصحيح الذي يقترب منه ... ليس للأمر هنا علاقة بمقادير الود المتبادل بيني وأسرتي , فهذا ليس موضع تساؤل ... لكن للأمر صلة { بالثقافة } ... ولتعلموا كيف أننا نغالب أو قل نتعايش مع طيفين ثقافيين متباينين بعتو ربما يعجز المرء عن توقيعه موضوعيا ... إلا ان يلتقي الشرق والغرب ... وله فى خلقه شئون .

فعلا

الأصل الطيب

طيب
طيب
كل الود

العزيز حيدر
عساك بخير
اوضحت بعض الدراسات الجادة ان هناك امراض امكانية الشفاء منها اسرع فى مجتمعاتنا عما هو فى الغرب، هناك امراض مثلا مثل الصرع او الشيزوفرينبا (لا اذكر بالضبط) بتم الشفاء منها او التعايش معها دون اضرار معنوية فى مجتمعاتنا حيث الاسر الممتدة والتعاضد الاجتماعى وقد يطلق على المرض اسم خفيف الوقع وبكل اريحية ( يقول ليك الزول دة عندو عصب او اعصاب)، اما فى الغرب وبرغم توفر الكثير من العقاقير التى تساعد المريض الا ان مدلولات الاسم ثقيلة الوقع على المريض وترتبط بنوع من الاستقما او العار الاجتماعى (labling) والتى تؤخر كثيرا العلاج اذا كان ممكنا وربما حتى لا ياتى ذلك الشفاء ابدا.

Quote: فعلا الأصل الطيب طيب

شكرا ... أخ أحمد عثمان

فأنت الأطيب ... وكل أصل سوداني ... طيب .


مع مودتي

الأخ ... طلعت الطيب

تحيات دافئات ... يذبن فى البرتا ثلوجها المانعة


تعليقك جيد ... ومناولاتك دوما غير نمطية ... ربما لأنك { عالم }

لكن والله خايف عليك تجن ... ما تبحت كتير يا زول .


مع تحياتي لك ... والأسرة ... وكل السودانيين هناك .

حيدر
سلام من صبا بردى ارق

هذه صورة تجريدية رائعة
حيث يرتسم الوجدان وليس المكان
هذه التنويعات بين حالك الداخلى وحالك الظاهرى
او صراع الظل والاصل
او التبديلات بينك وبين قرينك
عندما وقفت فى صف الاجنبى
ووقف قرينك فى الصف الاخر
وهو يرنو اليك فى بابتسامة ساخرة
بعدان اخذالهوية واخذت انت الجواز الاخر
اخذ الارض واخذت الفضاء
الارض اقل اتساعا واكثر انتماء ،
الفضاء اوسع وافسح لكن بلا معالم وبلا حدود
اخذالوقت كله لانه بنفس الهوية
ولون العيون العسلية
وطوله القياسى ،الاقدام الست والبوصات الخمسة
سيسير فى ارض بلاده عرضا وطولا
على راسه طاقيتة المنمة
قبل ان يعود الى قمقمك ويلف ربطة العنق
التى تحسستها عند العودة وشبتها بانشوطة الهلاك
او حبل المشنقة
فى الجانب الاخر استأثرت انت باللحظة العابرة
جواز جميل وجنسية اخرى جلبها لك الشقاء
او بالاحرى جلبتها الضرورة
واوراق ملونة تافهةوخجل نبيل
سرعان مايتبددعندما تحشر كل هذه الاوراق فى شنطتك
وتذهب الى امك الحنون ويمتلئ البيت بالسنابل
وياتيك الاطفال الصغار تلك العصافير الملونة
التى تنزلق من شعاع الشمس وتهبط حول فراشك
تشقشق فى حضورك وتهمس فى اذنك تعاويذ الوطن
ليخرج ذلك الجن(الخواجة) الذى يسكنك
ويعود القرين ليتوحد معك بعد خروجه
فتصبح واحدا لا اثنين
تشقى بالوطن وتمرض على طريقته وتتعافى على طريقته
ب(الحلبة) والحنان والقلوب العامرة والعيون التى تحاصرك
فى شوق والايادى التى تتشابك كسياج يحرسك فى غدوك ورواحك

لهم ولك التحية

Quote: حيدر سلام من صبا بردى ارق هذه صورة تجريدية رائعة حيث يرتسم الوجدان وليس المكان هذه التنويعات بين حالك الداخلى وحالك الظاهرى او صراع الظل والاصل او التبديلات بينك وبين قرينك عندما وقفت فى صف الاجنبى ووقف قرينك فى الصف الاخر وهو يرنو اليك فى بابتسامة ساخرة بعدان اخذالهوية واخذت انت الجواز الاخر اخذ الارض واخذت الفضاء الارض اقل اتساعا واكثر انتماء ، الفضاء اوسع وافسح لكن بلا معالم وبلا حدود اخذالوقت كله لانه بنفس الهوية ولون العيون العسلية وطوله القياسى ،الاقدام الست والبوصات الخمسة سيسير فى ارض بلاده عرضا وطولا على راسه طاقيتة المنمة قبل ان يعود الى قمقمك ويلف ربطة العنق التى تحسستها عند العودة وشبتها بانشوطة الهلاك او حبل المشنقة فى الجانب الاخر استأثرت انت باللحظة العابرة جواز جميل وجنسية اخرى جلبها لك الشقاء او بالاحرى جلبتها الضرورة واوراق ملونة تافهةوخجل نبيل سرعان مايتبددعندما تحشر كل هذه الاوراق فى شنطتك وتذهب الى امك الحنون ويمتلئ البيت بالسنابل وياتيك الاطفال الصغار تلك العصافير الملونة التى تنزلق من شعاع الشمس وتهبط حول فراشك تشقشق فى حضورك وتهمس فى اذنك تعاويذ الوطن ليخرج ذلك الجن(الخواجة) الذى يسكنك ويعود القرين ليتوحد معك بعد خروجه فتصبح واحدا لا اثنين تشقى بالوطن وتمرض على طريقته وتتعافى على طريقته ب(الحلبة) والحنان والقلوب العامرة والعيون التى تحاصرك فى شوق والايادى التى تتشابك كسياج يحرسك فى غدوك ورواحك لهم ولك التحية

هذه لوحة ... لا تقبل غير الفرجة ... فأي محاولة للتعليق تنال من جمالها ولا شك ... فقط تأملوها وأوجدوا لها موقعا فى خاطركم { القرين } ... أبحثوا عنه ... تجدوه فيكم حنطة ويدين عاريتين ... فإمتلاء الشخصية بالذات غير ذهابها بالموضوع ... لثمة ثنائية تتواقع فى أكنافنا على نحو دهيم ... فنحن ننتمي إلى بنية لاتقبل القسمة إلا على ذاتها ... ونحن بهذا نحتبس من مفاصلنا دهون الواقع وإرتخاءآت الآخر ... حتى نكون إثنين ... وفيما لا حول لنا به ... فلتسع الدنيا كل الناس ... ولتكن الأوطان حيث يعيش الناس ... ولتتداخل طيوف الهجرة البشرية وتتعانق سحائبها وتهطل ما شاءت ... ولليتدافع الجمهور على تلك القرية التي صارت كل العالم ... لكن نحن فليكن لنا السودان ما حيينا ... فهذا إستثناء يشبهنا ... ويستوفي مقادير تعلقنا به وحبنا له ... حفظه الله .


شكرا ... شكرا ... شكرا .... أخ سيد أحمد خليفة ... فأنت تؤجج أحلامنا بالوطن ... حتى يحضر ماثلا ... وأنت تملؤنا من فيوضه منعة ... ومن أحاسيسه أدبا ... ومن وجدانه ذهبا ... وإلى أحشائه خببا ... فنعمت ... وكل الظفر .

عفوا
ان ما اقصد القلم من اصل طيب
ولا ياتئ الا طيب

والطيب
المسك المتدفق من قلمك اين ما حل ببوست فى هذا المكان
صورك لى كحامل المسك المعنى فى حديث نبينا الكريم


فقد احترمت فى القلم صدقه و الذهد عن المكاسب الرخيصة
والثناء لقلمك هو لعمرى اضعف الايمان

شكرا ... أبيا ... أخي أحمد عثمان

على التوضيح ... وعلى الإطراء ... ليتني

أكون كما قلت ... وإن كنت ... فليتني أتصل .


غير قليل عدد أصحابي الذين يحملون إسم { أحمد عثمان }

وليتك منهم ... عبرت بأملي هذا إلى البروفايل ... لكن .


المهم ... الآن نحن قيد تواصل أرفع ... ولما تتخالط الكلمات

مع المشاعر ... فهذا أجلى للنفس ... وأوقع فى الخاطر الإجتماعي ,


يشرفني مرورك ... وورينا بالله وين بوستاتك ... عشان نرد الجميل

لي زول جميل .


مع مودتي ... ملأى

أخى حيدر قاسم
سلام شديد
فى هذا الخيط هنا أنزل حمول أشواقى
سوف لن تطمرنا الغربة بهمومها وأهوئها
سوف لن نبرد حتى فى جو الشمال الامريكى
عشرة سنوات والقلب يخفق ـ ياســــلام
تحياتى أخيك عثمان عبدالرحيم موسى

أخي ...عتمان

أمنياتي المولعة ... بالصحو ... وهو قادم ,


شكرا على كلام الوطن وحمولاته الشوقمعنوية ... فهي كل الزاد .


هاتفتك ... فى غيابك ... لفرحي بشدة نزولى لمهد جديد فى عوالم


الطيب صالح ... إذ أهديتني من مقبل العمر ... كثيرا .


إلا أن يكون الوطن ... ونكون ... هكذا ... سودانيين .


تسواح ... كما المجد ... ينتظر رافليه ... وفي اللجة نحن .


أنعم بأنسام الوطن ... وأستغرق فى فيوضه الدافقات .


وصباحاتو ... بيض .

نبهني أصدقاء عديدين ... أن العيش فى السودان ... ليس كزيارته ... وهذا صحيح ... لكن ... الناظر للسودان بعين المغترب أو المهاجر لن يجد أفضل من السودان لمقابلة تأسيات الغربة ... فكلما يضيق بنا الحال نطرى بلدنا ... وكلما تصغر قيمتنا نتحسس منابتها الأولى ... وكلما تدهلم خطوبنا تتسع حدقات عيوننا لترى السودان ... ما إرتجي أو ما إتفق ... وكلما تستعصي { أهداف } الغربة ... نرنو إلى السودان ... بل حتى ونحن نعيش خارجه فإن إستحضاراتنا الأولية تبتدئ بالسودان ... وطنا وهوية ومرجعا ... بل حتى أنساقنا الإجتماعية والثقافية والأخلاقية فى بلاد الغربة والمهجر تقوم فى أساسها وتستغرق فى مفاعلاتها وتستقبل منتجاتها على أساس المفهومية والتقليد السودانيين , بل حتى النشاط والموقف السياسي يتصلان مباشرة بالوطن , بل حتى من يقيمون أمرهم على أساس أرجحية { عدم العودة } فهم غارقون فى الفعل السوداني ... إذن فالسودان { واقع } من الصعوبة أن يتجاوزه السودانيين خارجه ... على الأقل بمقياس نسبي يؤكد { ضلوع } السودان حاليا فى كل ضمير سوداني .

أما لمن يعيشون داخل السودان ... فيما { يستغربون } الفرح بالسودان ... فهذا من تواضعهم أولا ... وهذا من شدة الإحساس بقضاياهم الحيوية ... خاصة تلك المتعلقة بمفاعلات الحرب وبالتوق للعدل وبإيثار الحرية وبإنتخاب المعاصرة ثانيا ... كما إمتدادات ظلال { الرفقة } الطويلة بالديكتاتورية فى السودان , وفيما يضمحل فى أثره الشعور الإجتماعي بالرضى والإحساس بالطمأنينة والقدرة على توقيع الإنجاز والإفتخار به ... ثالثا , ... ومن شأنهم رابعا خوض الوغي فى مساقات صوفية واضعة ... وعفة تاريخية عن مغنم آخذ { هو السودان } ... حفظه الله .