فيصل محمد صالح يكتب بالصحافة عن الحقيقة واللذين يحاولون تبرئة الانقاذ من اختفاء ابوذر الغفاري

فيصل محمد صالح يكتب بالصحافة عن الحقيقة واللذين يحاولون تبرئة الانقاذ من اختفاء ابوذر الغفاري


03-21-2007, 10:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=223&msg=1185282898&rn=2


Post: #1
Title: فيصل محمد صالح يكتب بالصحافة عن الحقيقة واللذين يحاولون تبرئة الانقاذ من اختفاء ابوذر الغفاري
Author: عبد المنعم سليمان
Date: 03-21-2007, 10:36 AM
Parent: #0

المصدر صحيفة الصحافة

الكاتب : الاستاذ فيصل محمد صالح

الحقيقة قبل كل شئ


منذ أن كتبت قبل أسابيع عن مأساة غياب الشاعر أبو ذر الغفاري قبل ستة عشر عاماً، وردود الفعل لم تتوقف. تلقيت عشرات المكالمات التليفونية ورسائل البريد الإليكتروني، وحادثني كثيرون شخصياً، كما انتقل النقاش إلى ساحات المواقع السودانية على الانترنت، وبالذات موقع (سودانيز أونلاين) الذي اتضح أنه سبق وأن فتح النقاش في الموضوع قبل عامين.
أغلبية الآراء كانت تتجه ناحية كشف المزيد من المعلومات عن الموضوع، ومتابعته هذه المرة حتى نهاياته، لأن النقاش في الأمر سبق أن فتح من قبل، ثم مضى كل شيء للنسيان.
بدا الإصرار واضحاً هذه المرة عند الكثيرين بضرورة تكوين مجموعة بحث حول حادثة الاختفاء، ومتابعة وحصر كل الاحتمالات، بدءاً من فتح بلاغ لدى الجهات المختصة، مروراً برصد ومتابعة كل الإشارات المتوفرة، وانتهاء بتحديد مصير أبو ذر الغفاري والأسباب التي أدت لاختفائه.
وأعترف بدءاً بأنني أخذت موضوع أبو ذر الغفاري كمدخل لمناقشة موضوع الحقيقة والمصالحة، ودعوت من خلال المقال لضرورة فتح كل الملفات المتعلِّقة بانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال السنوات السبعة عشرة الماضية. وأشرت إلى تجربتي المغرب وجنوب أفريقيا كأقرب تجربتين لنا، فقد تم تكوين لجان تمتَّعت بصلاحيات واسعة، استطاعت أن تجمع وتنشر كل المعلومات وتعرف حقيقة ما حدث ولماذا حدث، وصار من السهل منع تكرار ذلك في المستقبل.
وقد قلت لكل من اتصل بي إنني لا أملك أية معلومات أكثر مما كتبته، وإنني كتبت من باب تحريض كل من لديه معلومة أو قدرة على الوصول للمعلومات، ليسهم في تجميع كل الحقائق والمعلومات الممكنة، وليكون ذلك تمريناً أولياً على متابعة وفضح كل الانتهاكات التي وقعت. فلا يمكن لأحد أن يدعو إلى مصالحة وطنية حقيقية والاتجاه للتركيز على المستقبل دون مداواة جروح الماضي، ودون الإجابة على أسئلة كثيرة لا تزال تؤرق ضحايا هذه الانتهاكات وأسرهم.
نأتي لنقطة مهمة، سأشرح لاحقاً أهميتها، وهي أن المقال حمل إيحاءات واضحة بأن الاحتمال الأكبر وراء اختفاء الشاعر أبوذر الغفاري هو اعتقاله على يد بعض الأجهزة الأمنية، ولهذا ما يبرره. فالأجواء التي كانت سائدة خلال الأعوام الأولى من حكم الانقاذ شهدت موجات اعتقال متتالية، تركزت على السياسيين والنقابيين بشكل عام، لكنها شملت أيضاً الكتاب والأدباء والشعراء، كما شملت أيضاً أناساً لا علاقة لهم بكل الفئات السابقة، بل لا علاقة لهم بأي شيء.
لم يكن هناك سبب واحد للاعتقال، وهو الإنتماء السياسي والعمل المعارض ضد الانقاذ، كما قد يتخيّل البعض، بل يشهد كل من دخل سجون الانقاذ، وقد كنت من روادها، عشرات الأسباب للاعتقالات، بل وكان بعضها حتى من غير سبب. كان يمكن أن يعتقل أحد لأنه يجاور أو يصادق شخصاً يعد من المشتبهين، أو من الممكن أن يكون السبب وشاية رخيصة أو حتى رواية نكتة أو طرفة سياسية.
وقد زاملنا في كوبر نماذج شتى، كان من بينهم رجل يحظى باحترام وتوقير كل المعتقلين، رغم عدم صلته المباشرة بالعمل السياسي، فقد تم اعتقال الرجل لأنه قام بتوظيف كوادر مهنية تم فصلها من مرفق حيوي مهم بالعشرات، في شركته الخاصة التي تعمل في نفس المجال. قال الرجل إنه وظف هؤلاء لأنه يعرف كفاءتهم وقدراتهم بالحس المهني والاستثماري وليس لأي سبب آخر، فقيل له لحظة اعتقاله: أنت ترسل رسالة سياسية تقول إن الانقاذ تفصل الكوادر المؤهلة؟!
قصدت بهذا أن أقول إن الذين سعوا لنفي مسؤولية الأجهزة الأمنية عن اختفاء أبو ذر بحجة أن ليس له نشاط سياسي معروف، لم يوفقوا، ويمكن أن نأتيهم بقائمة تضم مئات من المعتقلين الذين لم يكن لهم انتماء سياسي أو نشاط ضد النظام. لكن مع هذا تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، وتبقى الحقيقة وحدها هي مقصدنا النهائي، مهما كانت.
وفي إطار البحث عن الحقيقة، أو هكذا يجب أن نحسن الظن، بذل أحد الأخوة المشتركين في موقع (سودانيز أونلاين) جهداً في سبيل تقصي حقيقة ما حدث للشاعر أبو ذر الغفاري، وخرج بنتيجة أن الأمر لا علاقة له بالأجهزة الأمنية، وأنه كان ضحية خلاف شخصي مع بعض الأفراد. وقد نقل الكاتب هذه الرواية عن أحد أصدقاء الشاعر الغائب، وليس لديَّ ما يشكك في أمانته، وفي أنه نقل فعلاً إفادة ذلك الصديق. لكنها تبقى مع ذلك إفادة واحدة من طرف واحد تحتاج لمزيد من البحث مع بقية أصدقاء الشاعر وأفراد أسرته، حتى تكتمل الحقيقة.
«علمت لحظة تسليم المقال للصحيفة أن الصديق الذي أشرت إليه قد نفى الرواية المنسوبة إليه، وقد نُشر هذا النفي بموقع سودانيز اون لاين».
وكانت واحدة من عيوب هذه الرواية أن الكاتب بدأها بمقدمة دفاعية طويلة عن حكومة الانقاذ، وعن الظلم الذي تعرضت له والمؤامرة الدولية التي دمغت الحكومة بممارسة الرق والاغتصاب وانتهاكات حقوق الإنسان... إلخ.
ولم يكن من داع لتلك المقدِّمة السياسية الطويلة، لأنها فعلت عكس ما أراده تماماً، فقد وقفت حاجزاً دون قبول الكثيرين للرواية التي قدمها، لأنها بدت وكأنها واحدة من سلسلة المحاولات الطويلة لتبرئة الانقاذ والدفاع عنها بالحق والباطل، أكثر من كونها محاولة للبحث عن الحقيقة.
المهم أن كل ما نشر كان دافعاً لتحرك مجموعة من الشباب التي تولت البحث في القضية، وأعلنت عزمها على البحث والتقصي في كل جوانب الموضوع، ولقاء وملاحقة كل الشخصيات ذات الصلة، دون أن تبعد أي احتمال أو تستبعد أي قصة محتملة، بما فيها الإفادة التي كتبت بموقع (سودانيز أونلاين).
هذه مجرَّد بداية، لكنها يمكن أن تكون الخطوة الأولى على الطريق الصحيح نحو معرفة الحقيقة، وهي الشرط الأول لأي معالجات جادة وحقيقية لمعالجة ملف الانتهاكات. كما يمكن أن تكون هذه المجموعة نواة لمجموعة وطنية نحو الحقيقة والمصالحة.

Post: #2
Title: Re: فيصل محمد صالح يكتب بالصحافة عن الحقيقة واللذين يحاولون تبرئة الانقاذ من اختفاء ابوذر الغف
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 03-21-2007, 10:48 AM
Parent: #1

منعم تحياتي لك وللعزيز الشجاع النظيف فيصل
ننتظر من يعلم شيئا عن حالة الغياب

Post: #3
Title: Re: فيصل محمد صالح يكتب بالصحافة عن الحقيقة واللذين يحاولون تبرئة الانقاذ من اختفاء ابوذر الغف
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 03-21-2007, 10:51 AM

Quote: كانت واحدة من عيوب هذه الرواية أن الكاتب بدأها بمقدمة دفاعية طويلة عن حكومة الانقاذ، وعن الظلم الذي تعرضت له والمؤامرة الدولية التي دمغت الحكومة بممارسة الرق والاغتصاب وانتهاكات حقوق الإنسان... إلخ.
ولم يكن من داع لتلك المقدِّمة السياسية الطويلة، لأنها فعلت عكس ما أراده تماماً، فقد وقفت حاجزاً دون قبول الكثيرين للرواية التي قدمها، لأنها بدت وكأنها واحدة من سلسلة المحاولات الطويلة لتبرئة الانقاذ والدفاع عنها بالحق والباطل، أكثر من كونها محاولة للبحث عن الحقيقة.


بالضبط هذا ما اكدت عليه في مداخلتي حول هذا الموضوع

الاخ مهند مامون أنت تتجني على ابي ذر الغفاري وأسرته والناس أجمعين !

التحية لفيصل

وشكرا عبد المنعم


اضافة رابط