القصر...استانبول...خلاف أم إستراحة محارب.

القصر...استانبول...خلاف أم إستراحة محارب.


07-06-2006, 09:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=220&msg=1183294540&rn=0


Post: #1
Title: القصر...استانبول...خلاف أم إستراحة محارب.
Author: nadus2000
Date: 07-06-2006, 09:53 AM

لست هنا بصدد تأكيد أو نفي ما تواتر من الخرطوم،من وجود صراع بين الرئيس البشير ونائبه علي عثمان، رغم أن ما رشح مما أوردته الصحافة وبعض الكتاب والمتنفذين، والتي جاءت بصيغة النفي لتؤكد (There is something)، وإلى أن تصبح أخبار وجود خلاف أو عدمه ببلاش، أود أن أقترح للأخ بكري وللجميع أن نحرص على ما يرشح من أدبيات (إذا جازت التسمية) لهذا الخلاف وتوثيقها، فالمتواتر من الخرطوم يوشي بأن الأقلام قد سنت، وبدأت حماتها مع هذا أو ذاك، وليس هذا هو المهم، وإنما المهم هو توثيق هذه المواقف، وبلا شك وأنتم تقرأون هذا الندأء، وفي خلفية هذه ذاكرتكم فلاش يستعرض بعض الذين وقفوا في صف المنشية ردحاً من الزمن وردحا مما يسره لهم قلمهم، ومن ثم عادوا ليدعموا ويدافعوا عن القصر بعد ان دانت له الدولة دون أن يرمش لهم جفن، أو حتى يستحوا ويوضحوا لنا لماذا الأمس؟؟!!ولماذا اليوم!!!؟؟؟.

ولنجعل من هذا البوست منطلقا لجمع وتوثيق المقالات، الأحاديث، الأنباء الصادرة من الخرطوم، وذلك بلا شك ينسجم تماما مع ما يجب أن يلعبه هذا المنبر من دور ريادي في التوثيق، وكتابة التاريخ .

Post: #2
Title: Re: القصر...استانبول...خلاف أم إستراحة محارب.
Author: nadus2000
Date: 07-08-2006, 10:37 AM
Parent: #1

وهناك طريقتان للتفكير في صلب الدولة الإنقاذية ظلتا تحكمان التعامل مع قضية (قدوم القوات الدولية إلى دارفور).. طريقة الفريق البشير ومؤيديه من صقور الدولة..حيث يرى هؤلاء في عملية استبدال القوات الإفريقية في دارفور بقوات دولية، ما يشبه (حصان طروادة) يفتح الطريق لاستعمار وهيمنة أممية جديدة في السودان.. والطريقة الثانية، متبعة من قبل الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس، الذي يرى في الوقوف بوجه القوى الدولية نوعاً من الانتحار،

هل انتهى عصر المراوغة والسباق الدبلوماسي بين السودان والأطراف الدولية، وبدأت مرحلة الصدام المباشر!!..وبأي شكل يمكن قراءة اتجاه التجييش والمجابهة في خطاب مسئولي الحكومة السودانية -هذه الأيام- فيما يتعلق بدخول القوات الدولية كبديل للقوات الإفريقية في دارفور؟.. وما أثر ذلك على طبيعة العلاقة بين أركان الدولة في السودان؟!


كثير من هذه التساؤلات حملتها إلى سطح التفكير السياسي في الشارع السوداني كلمات الرئيس البشير، التي أطلقها في معرض رفضه القاطع لدخول قوات دولية السودان.. (أنه لن يسمح بدخول قوات دولية إلى بلاده ما دام رئيساً للسودان.. وأنه يفضل أن يقود المقاتلين بنفسه إذا لزم الأمر..وأن السودان الذي كان من أوائل الدول التي استقلت في إفريقيا، لن يكون أول دولة يعاد استعمارها).. تصريح البشير هذا لقي تأييداً شعبياً واسعاً، حتى في الأوساط المعارضة لسياسات النظام.. ناهيك عن التشكيلات العسكرية الشعبية المحسوبة على الإنقاذ مثل الدفاع الشعبي، وإمارة المجاهدين..إلخ.


وهناك طريقتان [U/]للتفكير في صلب الدولة الإنقاذية ظلتا تحكمان التعامل مع قضية (قدوم القوات الدولية إلى دارفور).. طريقة الفريق البشير ومؤيديه من صقور الدولة أمثال البروفيسور الزبير بشير طه وزير الداخلية، المقاتل السابق في أحراش الجنوب، ود.غازي صلاح الدين مستشار الرئيس، ومجذوب الخليفة رئيس وفد الحكومة المفاوض في أبوجا..حيث يرى هؤلاء في عملية استبدال القوات الإفريقية في دارفور بقوات دولية، ما يشبه (حصان طروادة) يفتح الطريق لاستعمار وهيمنة أممية جديدة في السودان.. ويرون أن الحل هو في عدم إبداء أي شكل من أشكال التنازل في هذه الأمر، وإلا خرج الأمر من أيدي الدولة تماماً.


والطريقة الثانية، متبعة من قبل الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس، اللاعب الرئيس في اتفاق سلام الجنوب، الذي يرى في الوقوف بوجه القوى الدولية نوعاً من الانتحار، وأن الوصول إلى تفاهمات مع تلك القوى، ولو بتقديم التنازلات بطريقة تحفظ ماء الوجه شكلياً، هو الطريق الوحيد.. وهو عين ما فعله في نيفاشا التي جاءت بسلام الجنوب، وبعشرة آلاف من الجنود الدوليين.. وقد حاول مجدداً تطبيق هذه الرؤية في قضية دارفور حين التقى بممثلي القوى الدولية اللاعبة في دارفور في بروكسيل، ووصل معها إلى تفاهم أبدى من خلاله استعدادا للموافقة على دخول القوات الدولية، ولكن بعد توقيع اتفاق سلام في دارفور..وتحصّل في مقابل ذلك على تعهدات من تلك القوى بعدم دخول القوات الدولية قبل تلك الموافقة الموعودة!!..ذلك اللقاء العجيب تم بدون ترتيب أو موافقة من الدولة، كما لم تحظ النتيجة التي توصل إليها بترحيب من الرئيس البشير ومعاونيه.


وفي الأيام الماضية، بدأت حدة التوتر تشتد على عدة أصعدة؛ أولاً على صعيد العلاقة بين الرئيس البشير ونائبه، حيث بات في حكم المؤكد وجود خلافات حادة بين الرجلين، ومؤخراً فاجأ علي عثمان الجميع بسفره إلى تركيا مصطحباً أسرته، في زيارة ثارت حولها التساؤلات؛ رغم نفي الحكومة وجود خلافات بين أركان الدولة، وتفسير الأمر بأن نائب الرئيس قد غادر إلى تركيا في إجازته السنوية، إلا أن المراقبين يؤكدون أن الرجل قد توجه إلى تركيا هو غاضب من الطريقة التي يدير بها البشير (ملف دارفور)، يدعم ذلك أنه قد أغلق مكتبه في مؤسسة الرئاسة بعد أن جميع طاقمه العامل إجازة..و قد ظل علي عثمان يتعرض طيلة الأسابيع الماضية لهجوم شديد من قبل صحافيين منسوبين إلى المؤتمر الوطني الحاكم، حيثٍ اتهموه بأنه هو الذي أعطى الضوء الأخضر للقوات الدولية في لقاء بروكسيل.. وعموماً لم يعد الرجل يحظى بشعبية تذكر حتى داخل حزبه.


وعلى الصعيد الآخر، بلغت الأزمة ذروتها بين الحكومة السودانية والمنظمة الدولية، حين قامت الأخيرة بنقل أحد أعضاء الحركات المتمردة في دارفور، ممن يعملون على تقويض اتفاق أبوجا الأخير، على متن إحدى طائراتها من دارفور إلى كادقلي بجنوب كردفان، تمهيداً لنقله إلى الخارج.. وعلى إثر ذلك أصدرت الخارجية السودانية قراراً بتعليق كافة عمليات بعثة الأمم المتحدة العاملة بدارفور بصفة فورية..ورغم أن الحكومة قد رفعت قرار التعليق بعد استجواب مسئولي البعثة بالخرطوم، إلا أن التعبئة ضد الأمم المتحدة والقوات الدولية قد استمرت بشكل عنيف طلية الأيام التي تلت الحدث.


والجديد في الأمر هو دخول بعض الأطراف الحكومية المحسوبة على أمريكا مثل العميد صلاح قوش مدير الأمن والمخابرات، المعروف بارتباطه بالولايات المتحدة في إطار برنامج مشترك لمكافحة الإرهاب في منطقة شرق ووسط إفريقيا.. فقد قامت إدارته بتسيير طابور سير طويل لثلاثة آلاف من القوات الراجلة لثلاثة أيام متتالية من قلب ولاية الجزيرة وحتى داخل الخرطوم في عملية تأمينية وصفت بالنادرة..


وقبالة مباني مقر قوات حفظ السلام الدولية -سلام الجنوب- قام العميد قوش بتلقي البيعة –نيابة عن الرئيس البشير- من عشرة آلاف من عضوية جهاز الأمن ومجاهدي الدفاع الشعبي.. وقال في مخاطبته للحفل (إن جهاز الأمن سيكون في طليعة المقاومة الرسمية والشعبية التي أعلنها الرئيس البشير، وأضاف: سنبدأ بالطابور الخامس وعملاء الداخل من المرجفين والمتربصين، وأنه لن يسمح بأن يكون من بين منتسبيه خائن أو عميل لتراب ونداء الوطن)..


وحتى الآن لم يظهر ما إذا كان موقف قوش هذا تحولاً حقيقياً نحو الأفضل، أم هو مجرد مجاراة للمزاج العام، أم هو موقف ينبني على حسابات الحماية الشخصية؛ حيث كان الرجل -قبل لقائه بعناصر (السي آي إيه) في أمريكا- أحد شخصيات قائمة الـ(51) متهماً بارتكاب فظائع ضد الإنسانية في دارفور، ولابد أن دخول القوات الدولية إلى دارفور قد يجدد في نفسه المخاوف من احتمال اعتقاله والذهاب به إلى لاهاي كمجرم حرب!!..تلك المخاوف كانت قد سكنت بعد دخوله في اتفاقات أمنية مع الأمريكيين.


أما على صعيد الموقف الدولي، فإن القوى الدولية المستفيدة من الوجود الأممي في دارفور، تحاول الآن أن تسوق مجلس الأمن الدولي إلى استصدار قرار بالضغط على السودان للقبول بدخول القوات الدولية، وربما تشهد الأيام القادمة فرض عقوبات دولية على السودان حتى يضطر إلى تغيير موقفه، قبل أن تفكر القوى الدولية في اتخاذ أي إجراء آخر..


وعلى كل، تنتهي مهلة بعثة الاتحاد الإفريقي في سبتمبر المقبل، حيث مفترض أن تغادر البعثة السودان لتحل محلها القوات الدولية حسب قرار مجلس الأمن و السلم الإفريقي.. وفي حال حدوث ذلك الأمر، بموافقة الحكومة أو رغماً عنها، فإن الأرض ستتحول إلى مسرح لقتال عنيف تشترك في تشكيلات مختلفة من قوات القبائل، والتنظيمات العسكرية الشعبية، والتكوينات الجهادية، وسيكون المسرح مفتوحاً للمزيد من الوافدين من كل العالم لقتال الأمريكيين والصليبين ولا شك.. وقطعاً لن تنعم القوات الدولية بالهدوء الذي تنعم به الآن في فنادق الخرطوم.