في زول يا أخوانا أرجل من كده؟! ـ

حكي لي أخي الأصغر قصة اقتنعت بعدها أن هناك في بلدي من اذا قسمت عزة نفسهم علي أمة لكفتها ـ
شاب موظف بسيط يعمل مع أخي في نفس الموقع ـ وهما الاثنان من الكادحين الذين يصارعون غبراء الحياة في الخرطوم بالصبر وضرب الهم بالفرح ـ هم شلة يعملون بالخرطوم ـ وقد اعتادوا أن يترحلوا من الخرطوم الي بحري أما كداري حيث ينشفون عرق الساعة ثلاثة بنسمات النيل علي كبري بحري ، أو شعبطة فوق ظهر بوكس، أو نادرآ علي مقعد حافلة فاضي ـ
ثم انهم من بحري يواصلون الي بيوتهم بما تيسر من مواصلات ـ حكي لي أخي أنه ذات يوم بعد أن افترقت الشلة في المحطة الوسطي بحري، واستقل أخي حافلة الشعبية بعد انتظار ومدافرة، وبينما الحافلة بمحاذاة مستشفي احمدقاسم ، اذا به يري صاحبه مسرعآ الخطي متجهآ شمالآ ـ فاستغرب اخي لرؤيته في ذلك المكان وهو يعلم أنه يسكن في احدي ضواحي بحري البعيدة ـ وفي اليوم التالي سأله : وين يا اخونا امبارح شايفك ـ كنت ماشي وين؟؟ ـ
فرد عليه : والله ياابوعبده كنت ماشي البيت ـ
ـ وما ركبت المواصلات مالك؟ ـ
ـ والله أقول ليك شنو ؟ ما كانت عندي قروش ـ
ـ ....... طيب ما قلت مالك؟ ـ
ـ ما كان في داعي ياخي مافي مشكلة .. اهو وصلت ودخلت البيت والحمد لله معااا صلاة العشاء ! ـ
ـ ..... .

و الله يا منير ما عارف اسه الزول يفرح و لا يحزن بالقصة دي

فقد تملكتني مشاعر متضاربة حين قرأتها

عزيزنا حسين ملاسي ـ والله نفس الشعور ـ بالمناسبة أخوي دا زاتو زي صاحبه دا ـ يكون مفلس عدمان المليم يقول ليك مقرش والحمد لله ـ يكون عيان مساهر الليل قيامآ، ويقول ليك كويس والله ما عندي عوجة ـ والزيهم كثيرين ـ لازمين الصبر بس !!ـ

منير يا منير
تحياتى واحتراماتى
اتابع مساهماتك بشغف. اتفق مع بعضها، واختلف مع البعض الآخر. وهذه أول مرّة أصرّح بهذا. واليوم أنا متفق معاك 100% . ما تنظير ساى. فأنا مريت بالتجربة دى قبل كده! الفقر الذى قتل أخانا أبا ذر! وتشهد شوارع بحرى بالمشى الكدارى من ايام سينما الصافية، و11 خ حين تنعدم المواصلات الكذوب! تعرف يا منير، مرّة دقيناها من قاعة الصداقة لحدت بيوتنا التى تعرفها.. ومرة مشينا من بيت عرس فى حلفاية الملوك لحدت داخليات جامعة الخرطوم المسماة على ثكنات الجيش الانقليزى ( الباراكس ) سنة 1984 والدنيا طوارئ و جلد!

ومرّت بنا أزمان صعيبة، أعادتنا الى التجارة البكماء عندما تكون الجيوب أفرغ من فؤاد أمّ موسى!

وحكاوى
وبلاوى.............

تحياتى لك، وأمنياتى

اخوي عادل ياودمحمدعثمان ـ وين انت يا اخي ـ
انت ما مدينا فرصة زاتو نتابعك ـ شغلك تلغرافات بس ـ ياخي ادي البورد دا خجة شوية ـ

حكاوي الفقر والفلس دي طبعآ من شدة ما عادية اصبحت الراحات هي الاستثناء ـ والله يا عادل نحن مراحلنا الدراسية دي كلها قضيناها كداري بما فيها مشوار الشعبية بحري الحكومية وبالعكس، اللهم الا سنة أولي عالي ـ ـ عصبنا زاتو نشف من الكدر ـ ياما كلاب حلتكم ديك كرهتنا الشوارع ـ
بس أطول مشوار كداري في حياتي وما حأنساه كان ايام فيضانات سنة( 88 ) جيت خائض السيل مسافة ( 2 كيلومتر من العبيدية الي بربر ــ ودا فيلم براه داير يوم القي زمن احكيه هنا ـ

لكين صاحب أخوي دا مثال نادر نادر ــ الحلفاية كانت بالنسبة لمشواره تعتبر تكلة ـ

الحبيب منير

جميل انك جريت رجل عادل للبوست ده وفعلا دايرنو يدي البورد خجة

وعلى ذكر الكداري

اذكر كنا مجموعة اصدقاء بعضنا من الحلفايا وكنا بعد العودة من سينما وطنية او البلو نايل ...كل واحد كان بيطلع الفي جيبو...وكنا نعطي اولوية لسفر ناس الحلفايا اولا بعد ان نكون ضربنا فول عوض الذي نحلي بعده ببوش جوار الوطنية بحري...وغالبا ما كنا نحن سكان الضواحي وطرف المداين ما نركب 11 خ وتتخيل في عز البرد والمشي اتجاه الشمال ...

اما مشوار بحري الحكومية ...كانت سميرة ..وهي دراجة كبيرة الحجم كنت استعين على اللحاق ببدالها بان اقوم سداري حتى الحق الحصة الاولى ...وكنت كثيرا ما اجدها معلقة على سقف برندة المدرسة كمزحة من صديق ليرى الزملاء جمالها والجنزير المتدلي من رقبتها...


تحياتي وادينا اخبارك

سلام اخونا منير

والله حكايات الفلس دي خليها بس نحنا كنا يوم مفلسين وجينا من الجامعه غشينا بتاع البقاله الجنبنا اصلو عندنا معاه دفتر دين وشلنا فته تاكل 10 اشخاص واكلناها نحنا الاتنين وغلبنا النفس اليوم داك طول الليل

وتاني حكايه فتنا بي رجولنا من استاد الخرطوم ولحدي الثورة الحارة 8 ايام الطواري سنة 1991 ووصلنا الساعه 3 صباحا من الساعه 9

الاخ منير

هذا رجل شريف كريم عزيز النفس

عادل

اخونا العزيز قرجة ـ ياخي هو عادل براه؟ ـ ما بركة انت زاتك جيتنا مقلع ـ اصلو انا عارفك كل ما تجي سيرة بحري دي الحنين يجيبك جاري ـ
قلت لي قايم سداري لحد المدرسة؟ ـ تلقي نفسك كان بيكون قايم لغاية ساعة الفطور ، ومخك ما بيجمع الا بعد الحصة الثالثة ـ


لا حول يا عباس من الساعة 9 للساعة 3 ص ؟؟ ـ الظاهر كنتوا شاقين السكة تنضاروا بالحيط من زقاق لزقاق ـ كان انتو زاتكم تعملوا فيها حرس ثورة ـ أذكر مرة كنت مع صديق جايين من مدني ايام الطوارئ الشديدة ديك، فتعطلت بنا العربة في خلا المسعودية لغاية الساعة عشرة بالليل ـ وعند وصولنا نقطة التفتيش عند سوبا ظهرت امامنا فجأة أطارات اللواري التي وضعها العساكر لايقاف العربات ـ وعندها عرفنا أننا في ورطة ـ ولكن صديقي النبيه تصرف بذكاء حيرني ـ فعندما اقترب العسكري ليسألنا عن بطاقاتنا ـ ابتدره صديقي ببرود وثقة شديدين : صلحوا اللساتك دي وبينوا الاشارة كويس، لانها ما ظاهرة للمواطن !! ـ وهنا تراجع العسكري : حاضر سعادتك ـ


اخي العزيز عادل، الزول دا من شدة عدة نفسه لم يشأ أن يأخذ من اصحابه حق المواصلات، ولم يصغر نفسه لـ يا عم قدام أو يا عم ورا ـ دا من الذين تحسبهم أغنياء من التعفف ـ