لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...

لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...


05-12-2007, 02:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=210&msg=1182844236&rn=29


Post: #1
Title: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-12-2007, 02:15 PM
Parent: #0

* لو كنتُ قبطيا لملأت الواقع المصري والعالمي بالحقائق عن المناخ العام الضاغط اليوم في مصر علي الأقباط.
* لو كنتُ قبطيا لجعلت العالم يعرف الظلم، الذي حاق بالكثير من الأقباط في مصر منذ ١٩٥٢، وجعلهم لا يتبوءون ما يستحقونه من مناصب سياسية ومناصب تنفيذية عُليا، ناهيك عن ندرتهم بالمجالس النيابية.
* لو كنتُ قبطيا لملأت مصر والعالم ضجة، بسبب أنني أسدد ضرائب تنفقُ منها الدولة علي جامعة الأزهر، ولكنها لا تسمح لقبطي أو قبطية بالدراسة في أي كلية من كلياتها.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا صخبًا، بسبب أنني أُسدد ضرائب تُبني بها عشرات المساجد، بينما لم تساهم الدولة المصرية في بناء كنيسة واحدة منذ ١٩٥٢ باستثناء مساهمة الرئيس جمال عبد الناصر في تكلفة بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أربعين سنة.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا بصوتي، لأن عددًا من المجالس النيابية الحديثة في مصر قد خلت من الأقباط تمامًا.
* لو كنتُ قبطيا لنشرت المقالات تلو المقالات عن تجاهل وسائل الإعلام شؤوني ومواسمي الدينية، وكأنني والأقباط غير موجودين في مصر.
* لو كنتُ قبطيا لجعلت الدنيا بأسرها تعرف ما الذي يحدث في حق تاريخ مصر القبطي ببرامج التعليم المصرية، وكيف أن مادة اللغة العربية لم تعد لدراسة النصوص الأدبية وقصائد الشعر والروايات والمسرحيات والقصص، وإنما لنصوص إسلامية محلها مادة الدين للطلاب المسلمين.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا بالشكوي عما يعانيه الأقباط من أجل استصدار تصريح بإنشاء كنيسة «من أموالهم وليس من أموال الضرائب العامة التي ساهموا في حصيلتها».
* لو كنتُ قبطيا لجعلت الدنيا تقفُ علي قدميها من هول ما يكتبهُ ويرددهُ بعض الكتاب المسلمين عن عدم جواز تولي القبطي الولاية العامة وعن الجزية وعن عدم صوابية انخراط الأقباط في الجيش كما كنت قد ترجمت علي أوسع نطاق كتابات ظلامية، مثل السخف الذي نشره علي الملأ الدكتور، محمد عمارة بتمويل من الأزهر الذي تأتي ميزانيته من دافعي الضرائب، ومنهم الأقباط الذين يحقرهم كتاب أو كتب منشورة علي نفقة الدولة.
* لو كنتُ قبطيا لقدت حملة داخلية وخارجية لإلغاء خانة الدين من بطاقة الهوية المصرية- فلماذا يريد أي إنسان يتعامل معي في الحياة العامة أن يعرف طبيعة ديني؟
* لو كنتُ قبطيا لقدت حملة تشهير بالبيروقراطية المصرية، التي جعلت قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين يرقد (لحد الآن) قرابة ربع القرن في إدراج هذه البيروقراطية الآسنة، ولحد أن الأقباط أطلقوا (من باب الفكاهة) علي هذا القانون (قانون الأهوال الشخصية) وليس (قانون الأحوال الشخصية).
* لو كنتُ قبطيا لجعلت العالمَ يدرك أن قضية الأقباط في مصر هي عرضٌ واحد من أعراض ذهنية شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم، وأن علي الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية علي التراجع عن مسيرتها الظلامية.

بقلم: طارق حجي

- - - - - -

المصدر: صحيفة المصري اليوم.. ليوم 12 مايو 2007

Post: #2
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 05-12-2007, 03:22 PM
Parent: #1

العزيزة
رجاء

عندما كنت في مصر
كان في الجامعة بعض من الصفوف
يجلس عليها الإخوة الأفباط فقط
لا غيرهم,,
بعضهم يحتك ببعض المسلمين
و الأكثر مسالم
و كلهم في حالهم,,
كنت أعجب لمثل تلك العلاقة الغريبة
فيما بينهم,,

اللهم أجعل المحبة و التفاهم
ديننا و ديدننا

كل الود
غادة

Post: #4
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: خالد عبد الله محمود
Date: 05-12-2007, 03:43 PM
Parent: #2

الأخوات غادة و رجاء

Quote: بعضهم يحتك ببعض المسلمين
و الأكثر مسالم
و كلهم في حالهم,,
كنت أعجب لمثل تلك العلاقة الغريبة
فيما بينهم,,


الأقباط عندنا في الشمالية لو في زول أتوفي بمشوا المقابر و بشيلوا الفاتحة عادي (تتخيلي ) و تكاد لا تميزهم إلا من لونهم الفاتح و الأعجب من كدة عندي أصحابي أقباط ( أو في الحقيقة هم قرايبي) من القولد بعرفوا يرطنوا و أنا ما بعرف!!! و هم ناس مشهورين بالأمانة الشديدة و حالياً أغلب تحويلات المغتربين تتم عن طريقهم .... لهم التحية و الإحترام إينما كانوا؟؟


خالد

Post: #8
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-12-2007, 06:31 PM
Parent: #4

العزيز خالد..

سلام ومودة..

فعلا لم نحس بمثل هذا التمييز أبدا في السودان حتى وقت خروجنا منه..
أتذكر أن المساعد الطبي بمدرسة حنتوب الثانوية العم جورج مندو.. كان مسيحيا كاثوليكيا.. عاشنا معهم ولم نعرف إختلاف ديننا إلا في سنة تانية إبتدائي، ففي يوم جاء الأستاذ ليطلب من إبنته (ببيانا) أن تخرج من حصة التربية الإسلامية.. ويومها رجعت للمنزل حزينة لأن الأستاذ (طردها) حسب فهمي..
بعدها شرح لي والدي أن لبيبيانا دينها الآخر الذي تاخذ حصصه يوم الجمعة في الكنيسة.. فسألت والدي رحمه الله: طيب ممكن أحضر معهم؟ فقال لي ممكن طالما تعرفين أن لهم دين ولنا دين..

وبالمناسبة.. بعد اسبوعين عادت ببيانا لحضور حصص التربية الإسلامية معانا.. ولكنها لا تمتحن فيها ولا يطلب منها حفظ السور ولا الأحاديث النبوية.. وذلك لأننا (التلاميذ) طلبنا من الأستاذ الا (يطرد) اي واحد فينا. وكنا نذهب معها لحصصهم في الكنيسة يوم الجمعة ونعتبر ذلك كالفسحة..

كوزموس وببيانا وفيكتوريا كانوا يحتفلون معنا في أعيادنا ويشتري لهم أهلهم الملابس الجديدة..
وفي الكريسماس كنا نحتفل معهم ونخبز الكعك لتقديمه هدية لهم في عيدهم..

حتى حضرت لمصر.. لم أكن أعرف التمييز بين الأديان..
وحتى جاءت الإنقاذ لم أكن أعرف ان الدين مشكلة..

تحياتي خالد..

Post: #6
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-12-2007, 06:16 PM
Parent: #2

العزيزة غادة..

سلام ومحبة..

تماما كما كان يحدث عندنا في الكلية.. أتذكر وأنا في سنة أولى حضرت إلى المدرج متأخرة.. فجلست في الخلف.. وأثناء المحاضرة تعرفت على من حولي من البنات ووجدتهن لدهشتي كلهن مسيحيات.. فقلت في نفسي (دي نسبة المسيحيين في مصر عالية).. وبعد المحاضرة أتت لي بعض الزميلات المحجبات والمنقبات وسألنني: هل أنت مسيحية..؟ فأجبت بالنفي. فسألنني: لماذا تجلسين مع المسيحيات..؟ قلت لهم انني جلست في أقرب مكان. فنصحنني ألا افعل ذلك مرة أخرى لن المسيحيات (وحشات). فأجبت عليهن: بأنهن هن الوحشات لأن ولا مسيحية واحدة تحدثت بالسوء عن اي مسلمة.. وقد كانت القطيعة مع تلك الشلة..
..
في مكان عملي كان هناك زميل قبطي.. وهو رجل مهذب للغاية.. وكان المسئول عن الصفحة الثقافية والسينما.. وبحكم عمله كان يسافر لحضور المهرجانات الدولية كبرلين وكان وفلنسيا.. وعندما يعود كان يحضر لنا (شكولاتة) كهدايا.. وطبعا كنت أقبلها بحكم الزمالة ولأنني أعشق الشكولاتة (خاصة الأصلية).. وفي كل مرة كنت ألاحظ زميلين معينين (إمرأة ورجل) لا يأكلون منها. وينتظرونه حتى يغادر فيعطونني لها او لأي زميل آخر.. لما سألتهم كانت إجابتهم أن هذا الزميل مسيحي.. ولا يجب أن ناكل من أكل المسيحيين!!!!!!
وبالمناسبة كانت المرة الأولى التي أكتشف فيها أن الرجل مسيحي..

أغلب المصريين المسلمين لا يأكلون أكل المسيحيين.. ويتحججون بأن المسيحيين يطبخون بزيت توضع فيه مواد مقروء فيها آيات من الإنجيل!!!!!!!
طيب الشكولاتة دي الراجل ما صنعها بنفسه!!


شكرا كثير لمداخلتك القيًمة..

Post: #79
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-15-2007, 08:25 AM
Parent: #2


هجرة الصحابة إلى الحبشة.
--------------------------

وكتبه/ الدكتور جلال الدين محمد صالح.

لندن

5/5/2004

-----------------------------
يرى بعض رجال العلم من أهل السودان أن هجرة الصحابة فرارا من أذى قريش واضطهادهم، كانت إلى السودان، وأن السودان هو المعني بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه".

وبهذا أن بلاد الحبشة المنصوص عليها في كتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ما هي إلا بلاد السودان، الأمر الذي يفهم منه ـ إن لم ينص على ذلك صراحة ـ أن النجاشي الذي آوى الصحابة رضوان الله عليهم في هجرتهم الأولى والثانية، ونعت النبي صلى الله عليه وسلم أرضه بالصدق، وصلى عليه صلاة الغائب، ما هو إلا ملك سوداني، وأن بلال الحبشي رضي الله عنه، مؤذن رسول الله صلى اللله عليه وآله وسلم، وأم أيمن بركة الحبشية، حاضنته بعد وفاة أمه آمنه بنت وهب، ما هما في الحقيقة إلا سودانيان، بالمعنى الجغرافي المعروف.

ومن أبرز القائلين بهذا ـ طبقا لما ذكره المؤرخ سليمان صالح ضرار في مخطوطته (البجة ص 75 ) ـ : البرفسور عبد الله الطيب في العديد من محاضراته، وكذلك الأستاذ الدكتور حسن الشيخ الفاتح بن الشيخ قريب الله، في كتابه " السودان دار الهجرتين الأولى والثانية للصحابة"، حيث ذكر بأن ميناء الوصول هو سواكن، وليس باضع.


ولم يورد الأستاذ سليمان ضرار مستندات الشيخ قريب الله التاريخية التي أوصلته إلى هذه النتيجة، ليتصدى لمناقشتها، وإنما اكتفى معقبا بقوله: على كل فالمكانين في بلاد البجة.

وأيا كان الموقف من القضية، فإن من ضروريات البحث العلمي دراسة مستندات الطرف الآخر، والاطلاع على ما ساقه من الأدلة التاريخية، في إثبات وجهة نظره، من هنا تبقى الحاجة ماسة إلى قرآءة كتاب الشيخ قريب الله، باعتباره الوثيقة المكتوبة في هذا الشأن، من أجل أن يسلك النقاش مسلكه الجاد، فهل من متفضل يتفضل علينا بالعثور على هذا الكتاب، ونشر براهينه التاريخية، في موقع من المواقع الإرترية؟.

وإلى أن يتحقق هذا الطلب لا بأس من طرق المسألة، وتناولها من زاويتين اثنتين، رجاء تكوين تصور عام عنها:

الزاوية الأولى: تحديد المقصود بالسودان.

الزاوية الثانية: تحديد المقصود بالحبشة.


هل المقصود بالسودان هذه الرقعة الجغرافية المعروفة لنا اليوم بحدودها السياسية، أم أرض البجة التي بسط فيها ملوك الحبشة سلطانهم، وشمولوها مع غيرها في غابر الأزمان بحكمهم، لا سيما في عهد الملك عيزانا (330 ق.م )" صاحب اللوحات، التي عثرت عليها البعثة الألمانية الأولى في سنة 1905م والتي دون عليها هذا الملك أخبار حملاته الحربية... واتسعت مملكته حتى شملت أكسوم، وحمير، وريدان، وسبأ، وصالحين، وسيامو، وبيجة، وكاسو.

يقول د. زاهر رياض، مؤلف كتاب (تاريخ إثيوبيا) ص37 : " أما أكسوم فعاصمته، وحمير وريدان، وسبأ، وصالحين، في اليمن، أما بيجة فلا شك أنه يعني بها قبائل البجة، التي كانت تسكن بين النيل والبحر، وكاسو هي قبائل كوش، التي كانت تسكن ضفاف النيل النوبي جنوبي الشلال الثاني."


على ضوء هذا النص نجد أن نفوذ مملكة أكسوم وحدودها اتسع إلىأبعد من حدود الهضبة الحبشية ليضم أمما وشعوبا مجاورة، ومحاددة، وومغايرة، لغة، وعرقا، ولونا، فاللون الحبشي ليس هو اللون السوداني، انطلاقا من مدلول كلمة حبشي، فإن هذه الكلمة تعني اللون المختلط، أو الجماعة المختلطة، والمتأمل في الحبشي يجد ملامحه تنزع إلى الملامح العربية السامية أكثر من نزوعها إلى الزنجية، كما أن بلاده ذات خليط بشري، تحوي الحامي، والكوشي، بجانب السامي، ولذا أصدق اسم ينطبق عليها هو اسم الحبشة، وليس إثيوبيا التي تعني الوجه المحروق، ومن ذلك كلمة حباشة التي أوردها ياقوت الحموي في معجمه قائلا: حباشة: بالضم، والشين معجمة، وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.../ معجم البلدان/ج2/210


وفي لغة التجري يسمون الشاة المنقوطة بالبياض والسواد من الشعر معا: (طليت حبشايت)، بخلاف السوداء، فإنهم يسمونها (طلام)، أو (جانايت...أو جاناي)، ربما من الجن، لكونها تشق رؤيتها، ويصعب تبينها في الظلام، كالجن يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه، وأن كلمة السودان، يقابلها البيضان، وليس الحبشان، وإن كان الحبشان على العموم، جنس من أجناس السودان.


وعلى هذا إذا كان المقصود أن السودان الحالي كان جزءا من الحبشة، يوم هاجر إليها الصحابة فذلك أمر غير مستبعد، لذلك التوسع والتمدد الذي أحرزه ملوك الحبشه، وتباهى به عيزانا، وليس في هذا أدنى مساس بالحقيقة التاريخية المعروفة لدى الجميع بشأن هجرة الصحابة إلى الحبشة، وتبقى الحبشة هي الحبشة، مركز مملكتها، ومستقر نجاشيها أكسوم، وما سواها يبقى من ملحقاتها وتوابعها.


وفي هذه الحالة، لا مسوغ تاريخي يسوغ حذف اسم الحبشة وإحلال اسم السودان محلها في مؤلف يتحدث عن هجرة الصحابة الأولى والثانية إلى الحبشة، على النحو الذي عنون به الشيخ قريب الله مؤلفه (السودان دار الهجرتين الأولى والثانية للصحابة)، فإن في هذا تغييبا متعمدا للأصل، وتغليبا لجانب الفرع عليه، وتضخيما له على حساب المركز، دون أن يعني استغراب هذا الصنيع مني وعدم استساغته غلق باب الجدل حول ما إذا كان المينآء الإرتري باضع (مصوع) هو معبرهم الذي سلكوه إلى النجاشي، أم مينآء سواكن، كما هو رأي الشيخ قريب الله .


أما إذا كان المقصود بأن هذه الرقعة الجغرافية المعروفة الآن بجمهورية السودان هي التي حملت اسم الحبشة فيما مضى من الزمان، وعليها نشأت حضارة الحبشة، ومنها بسط الأحباش ملكهم وسلطانهم إلى من حولها، وفيها قابل الصحابة ملك الحبشة النجاشي، فذلك أمر فيه نظر، وغير مسلم، لما في ذلك من مجافاة الحقيقة التاريخية، التي أجمع عليها المؤرخون، من أن الحبشة اسم لتلك القبائل السامية، التي عبرت البحر الأحمر، من الجزيرة العربية، وبنت حضارة أكسوم التاريخية.

يقول المؤرخ البريطاني أ. بول في كتابه: (تاريخ قبائل البجا بشرق السودان ص 32): عبر السبئيون الذين كانوا يشكلون القوة الغالبة في جنوب الجزيرة العربية البحر الأحمر بحثا عن التجارة، واحتلوا جزيرة دهلك الساحلية، ومن ثم توغلوا إلى الداخل ليستقروا في أرض تقرنيا، [ يعني تجراي] الواقعة الآن فيما يعرف بإرتريا وإثيوبيا، كان ذلك بزمن سحيق من مجيئ المسيح، قد يكون ذلك في عام 1000 قبل الميلاد، أو عام 600 قبل الميلاد.".


ودهلك حاليا هي إحدى الجزر الإرترية في البحر الأحمر، يقول فيها ياقوت الحموي في معجم البلدان/ج2/492: "دهلك... اسم أعجمي معرب... وهي جزيرة في بحر اليمن، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، بلدة ضيقة حرجة، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها.


وقال أبو المقدام:

ولو أصبحت خلف الثريا لزرتها

بنفسي ولو كانت بدهلك دورها.


وقال أبو الفتح نصر الله، بن عبد الله الإسكندري:


وأقبح بدهلك من بلدة

فكل امرئ حلها هالك

كفاك دليلا على أنها

جحيم وخازنها مالك.



وبقليل من التأمل في قول الحموي عن دهلك إنها: (مرسى بين بلاد اليمن والحبشة) ندرك أن الحبشة هي هذه الديار المجاورة لجزيرة دهلك الإرترية، والمعروفة اليوم بـ(إثيوبيا)، كما أن اليمن هو هذا اليمن المجاور لها أيضا، وهذا ما نشاهده بأم أعيينا، وتواطأ عليه جغرافيو العرب قاطبة، قديما وحديثا، من غير شذوذ ولا نكير.

كما أن الحيمي الذي زار الحبشة في القرن السابع عشر الميلادي مبعوثا من إمام اليمن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم (1645 ـ 1675 م ) إلى (فاسيلداس)، ملك الحبشة، عبر البحر الأحمر من مينآء مخة إلى بيلول، قاصدا العاصمة (قندر) حيث يوجد الملك المذكور، ودون رحلته هذه في مذكرة سماها سيرة الحبشة، ولم يسمها مثلا سيرة السودان.


ويقول بول أيضا نقلا عن بعض المؤرخين: " طرد الأحباش من سواحلهم العابقة بالبخور بالجزيرة العربية، وحرموا من أنشطتهم التجارية في قواردفوي، وبدأوا يبحثون لنفسهم موطنا جديدا في مرتفعات التقري [ يعني التجراي] حيث أسسوا سلطتهم في المدينة التي سميت فيما بعد بأكسوم." انظر ص 34


ويحدد الفترة التاريخية التي نشأت فيها مملكة أكسوم بقوله: ولكن الذي لا شك فيه أن مملكت أكسوم قامت حوالي عام 60 قبل الميلاد..." ص35.


ويسمي النجاشي الذي استقبل الصحابة المهاجرين إليه، فيقول هو: " (أرمها) الذي أعطى الحماية لأصحاب محمد، الذين هاجروا من مكة، واجتمعوا به في الفترة ما بين 610 ـ 629 م".


ويقول عنه في موضع آخر : " عدد ملوك أكسوم المعروفين لدينا قليل، منهم "أرمها" الذي استقبل وأعطى الحماية لأوائل المسلمين المهاجرين إليه..." /36

ويصفه بأنه " آخر ملوك أكسوم، الذين ذكرهم التاريخ... بعد ذلك ضعف نفوذ أكسوم وتلاشى مجدها، بسبب الهجمات العربية عام 640 م، والتي تسببت في القضاء على مينائها في أدوليس..."/41


أما المصادر العربية فتسميه أصحمة، حيث أورد ابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص83 ذلك الخطاب الذي أرسله إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع عمرو بن الضمري، فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب معه كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك فإني أحمد إليك الملك القدوس، المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى روح الله وكلمته القاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخته، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فاقرهم ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى.


وقد أجابه النجاشي معلنا إسلامه بقوله: وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقرينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله، صادقا مصدقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين... المصدر نفسه/ 84


أما فيما يتعلق بميناء الدخول إلى الديار الحبشية فينقل الأستاذ سليمان صالح ضرار في مخطوطته البجة ص74 من كتاب المؤرخ الأوروبي بضج : (تاريخ إثيوبيا ص 270 ) قوله: في سنة 615 أي قبل الهجرة إلى المدينة بسبع سنوات، ركب البحر من ميناء شعيبة الحجازي بالقرب من جدة أحد عشر رجلا مسلما وأربع نساء مسلمات، ودفع كل منهم نصف دينار، وتوجهوا في سفينتين إلى باضع، أي جزيرة عقيتاي، وكانوا في طريقهم إلى الحبشة التي كان يحكمها ملك عادل.


ثم علق على هذا النص بقوله: "هذه الجزيرة هي عاصمة مملكة بني عامر، التي تسمى جارين، واستقبل أفراد قبيلة بني عامر هؤلاء المهاجرين، ورحبوا بهم، وأعطوهم الأمان للنزول في أرض مملكتهم، وبذا تكون هذه القبيلة البجاوية هي أول شعب يعطي الأمان للمسلمين، ولأول مهاجريهم خارج الجزيرة العربية..." ص75.


والمسافة من باضع إلى أكسوم أقرب منها من سواكن إلى أكسوم، ثم أن باضع كانت الميناء التجاري لأهل الحبشة، يأتون إليها ببضائعهم لمقايضتها بما يحتاجون إليه، كما يقول صاحب معجم اليلدان ياقوت الحموي، وهذه المكانة التجارية لباضع لدى الحبشة، إضافة إلى قربها لمقر النجاشي، لا بد أن تجعل منها على الأرجح ميناء الوصول المفضل إلى النجاشي أكثر من غيرها.


ويعزز نعوم شقير من وجاهة هذه الرؤية وقوتها، في كتابه (تاريخ السودان) ص 40 فيقول عن مصوع، وهو يتحدث عن ميناء أدوليس: ويعرف "الآن بميناء زولا، على عشرين ميلا إلى الجنوب من مصوع، وهي ميناء أكسوم".


وشهد الصحابة بعد وصولهم حدوث تمرد على هذا النجاشي، فخافوا من أن يفقدوا حق اللجوء السياسي، بمجيئ حاكم ظالم، لا يعرفه لهم، فانتابهم القلق، وتابعوا المحاولة الإنقلابية ـ إن صح التعبير ـ التي جرت عليه، بإرسال واحد منهم إلى ساحة معركتها، وهو الزبير بن العوام الذي عبر النيل سباحة إلى الجهة التي شهدت ملتقى الفريقين، بقربة منفوخة جعلها في صدره، ثم عاد وهو يحمل نبأ إخفاق المحاولة الانقلابية، وتغلب النجاشي على خصمه، مما أعاد الإطمئنان إلى نفوسهم. ابن هشام السيرة النبوية/ج1/ص351


وقد نمى إلى علمي أن هذه المعركة الإنقلابية من شواهد القائلين بأن السودان هو دار هجرة الصحابة، وإن كنت لا أستطيع الآن بيان وجه دلالتها على ما ذهبوا إليه، غير أنه يبدو لي ـ وهذا مجرد افتراض ـ أن حدوثها على جانب النيل، هو الذي حملهم على هذا القول.

لكن ما الذي يمنع من أن تكون هذه المعركة وقعت في الحبشة ذاتها، حيث بحيرة (تانا) بجوار بلدة (بحر دار)، ومعلوم أن النيل الأزرق المعروف في إثيوبيا (بأباي الكبير) يبدأ من هذه البحيرة، وإذا افترضنا جدلا أن المعركة حدثت في السودان الحالي، وأن الزبير بن العوام عبر النيل إلى الجانب الذي وقعت فيه المعركة، من أرض السودان، فمن أين كان هذا العبور، إن لم يكن من مقر النجاشي، حيث مركز الدولة وعاصمتها؟ ثم ما المانع من أن يكون حدث هذا التمرد في هذا الجانب، من أرض المملكة، وأن النجاشي سير الجيش من مقر حكمه أكسوم [ إقليم التجراي ] للقضاء عليه، وأن الصحابة لاهتمامهم بالأمر، صحبوا هذا الجيش، وأوفدوا معه من يتابع لهم أمر المعركة، وكان هذا الصاحب، والمتابع الزبير بن العوام رضي الله عنه؟.


أما المناضل محمد سعيد ناود فيقول: "إنَّ نجاشي الحبشة كان في (دباروا) ولدينا مجموعة حقائق تثبت هذا الكلام . نحن كإرتريين المسألة بالنسبة لنا معروفة لأنه كانت توجد في (دباروا) حضارة , لكن هناك غيرنا بحثوا في هذه القضية فمثلاً بحكم أنَّ ( دباروا) كان فيها النجاشي , وهذا النجاشي أسمه( بحر نقاش) و( بحر نقاش) هو المسئول عن شواطئ البحر كلها و البحر عندنا في إرتريا و بالتالي ف (بحر نقاش ) هو المسئول عن هذه الشواطئ . أول من يقول و يؤكد الحقيقة المهندس المصري( فتحي غيث) في كتابه (الإسلام و الحبشة عبر التاريخ) وقد كُتِبَ هذا الكتاب في مرحلة الستينيات , و بالصدفة التقيت هذا الرجل في ذلك الوقت , في القاهرة , فهو عاش فترة في الحبشة كمهندس يقول : (( يشكِّك بعض الكتَّاب في وجود مثل هذا النجاشي في الحبشة أي أثيوبيا الحالية )).


لكن كيف يستقيم هذا وأن إرتريا لم تكن معروفة، وإن ( دباروا) سواء كانت مقر نجاشي البحر، أو النجاشي العام، فإنها كانت واحدة من مملكة أكسوم التي شملت ضمن ما شملت الهضبة الحبشية في إرتريا اليوم، وما إرتريا إلا تركيبة استعمارية حديثة، إسما وتكوينا.


وفي هذا يقول الاستاذ فتحي غيث في كتابه الإسلام والحبشة عبر التاريخ ص 8 نقلا عن Ethiopia to day تأليف إرنست لوذر أن " أكسوم لم تكن تشمل إلا تلك المنطقة الواقعة في شمال الحبشة الحالية ومنتصفها فوق المرتفعات، وتشمل بناء على ذلك الجزء الجبلي المرتفع في إرتريا الحالية الذي يشكل امتدادا طبيعيا لمقاطعة التيجراي".


فديباروا وما تقع فيه يشكل في النهاية امتدادا طبيعيا لمقاطعة التجراي، وأن هذا الامتداد كان جزءا من مملكة أكسوم التاريخية، وكون ديباروا كانت مقر نجاشي البحر، وإنها ليست في إثيوبيا اليوم، لا يغير من كون أن هذا النجاشي هو نجاشي الحبشة.


ومما يقوي أن هجرة الصحابة لم تكن إلى السودان، وإنما كانت إلى الحبشة، ما كانت تتميز به الحبشة وقتها من وجود فعلي، ودور إقليمي مشهود ومعتبر، أهلها لأن تكون حليفة الرومان، " حتى أن غزو الحبشة لجنوب شبه الجزيرة العربية لم تتم إلا بالمساعدة الرومانية الشرقية، ولذا كان البحر الأحمر مشتركا بينهما، أي بحيرة حبشية رومانية" كما هو نص كلام الدكتور مراد كامل محقق كتاب (سيرة الحبشة) للحسن بن أحمد الحيمي، في حديثه عن علاقة الحبشة بالعالم الخارجي ص18 من دراسته للكتاب المشار إليه، وكذلك لما كان لها من تأثير سياسي، واقتصادي، وديني في الجزيرة العربية بالتحديد، فإنها كما يقول ابن الجوزي في المنتظم ج2ص374 وهو يتحدث عن هجرة الصحابة إلى الحبشة: "كانت أرض الحبشة متجر قريش".

ومعنى هذا أن القرشيين كانوا يعرفونها من قبل البعثة، وأن صلتهم بها سابقة لظهور الإسلام، وأنهم تتردوا عليها مرارا وتكرارا ببضائع تجارية، ينقلونها منها وإليها، ووقتها لم يكن السودان شيئا مذكورا، لذا من الصعب صرف هذا الإسم ( الحبشة) إلى بلد غير بلاد الحبشة (إثيوبيا) اليوم، يضاف إلى هذا لغة المحادثة التي نطق بها النجاشي في تأكيده لضمان سلامة الصحابة رضوان الله عليهم، ففي حين كانت البداويت (لغة البجة) هي السائدة في مضارب البجة، كانت السبأية، أو سمها الجئزية، هي المهيمن والمستعمل في قلب مملكة الحبشة، وأن نجاشي الصحابة رضوان الله عليهم كان ينطق بها.


يقول ابن هشام في سيرته: قال النجاشي للصحابة: اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي [ قال ابن هشام: والشيوم الآمنون]... ما أحب أن لي دبرا من ذهب، ويقال: فأنتم سيوم [ قال ابن هشام: والدبر بلسان الحبشة: الجبل] السيرة النبوية/ج1/351.


وما زالت هذه المفردات مستخدمة حتى هذه اللحظة، ففي لغة التجري يقال للزعيم القبلي: شوم، ومن هنا أن ترجمتها بزعماء أدق من ترجمة ابن هشام لها بآمنين، ويقال للجبل: دبر، وفي التجرنية أن سيوم اسم علم على الذات، على سبيل المثال: سيوم عقبامكئيل، رئيس المجلس الثوري، جبهة تحرير إرتريا، وله مدلوله بالتأكيد،.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم ببعض المفردات الحبشية من ذلك كلمة (سني) فقال وهو يداعب تلك الجارية التي ولدت في بلاد الحبشة، وجاءت وهي تتكلم لغة الحبشة، عندما رأى عليها ثوبا من ثياب الحبشة الجميلة: ( سنه، سنه) أي جميل، جميل. وهذا التعبير بعينه هو المستخدم في التجري، فيقولون: سنيت لهبنا ولهبك... وسنيتك لأرإينا... وقدام سنيت... وهكذا.


ولقد حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الحبشة فضلهم هذا، فلم يسير الجيوش إلى أرضهم لفتحها، وعرفت الحبشة في التاريخ الإسلامي بدار عهد وأمان، وقال عنها: دعوا الحبشة ما دعوكم، [ إن صح الحديث] كما أنه صلى الله عليه وسلم استمتع هو وزوجه عائشة رضي الله عنها بمشاهدة الفلكلور الحبشي، حيث منح الأحباش فرصة اللعب واستعراض تراثهم الحبشي، في فناء مسجده صلى الله عليه وآله وسلم.


وكان ينهض بنفسه إلى خدمة وفودهم عرفانا بجميلهم الذي صنعوه مع أصحابه، فقد ذكر ابن كثير ما رواه البيهقي بسنده قال: قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام يخدمهم، فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، فقال: إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين، وإني أحب أن أكافيهم" البداية والنهاية ج3/ ص 78.


وأصبح الحبش جزءا من النسيج الحضاري الإسلامي، وشاركوا في عمارة الأمصار الإسلامية، وصارت لهم أحياء ومعالم تعرف بهم، من ذلك درب الحبش في البصرة، وقصر حبش في تكريت، ومزرعة بركة الحبش بمصر، وفي هذا يقول الحموي في معجمه: "...درب الحبش بالبصرة، في خطة هذيل نسب إلى حبش أسكنهم عمر رضي الله عنه بالبصرة، ويلي هذا الدرب مسجد أبي بكر الهذلي، وقصر حبش موضع قرب تكريت فيه مزارع... وبركة الحبش مزرعة نزهة في ظهر القرافة بمصر...".


وضيق العرف العام في بلادنا اليوم من كلمة الحبشي، فلم تعد تعني عندنا ذلك المدلول الشامل، وإنما تقلصت إلى نطاق أضيق، لتصبح نقيض المسلم، ولهذا يقال: حبشتاي مإسليماي. وحلة حبش، تماما كما يقال في مصر: قبطي، أم مسلم، في حين أن معظم المصريين في أصولهم أقباط اعتنقوا الإسلام.


والله أعلم


وكتبه/ الدكتور جلال الدين محمد صالح
لندن

5/5/2004

Post: #116
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-23-2007, 07:35 PM
Parent: #79

U
P

Post: #3
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: كمال علي الزين
Date: 05-12-2007, 03:28 PM
Parent: #1

Quote: لو كنتُ قبطيا لجعلت العالمَ يدرك أن قضية الأقباط في مصر هي عرضٌ واحد من أعراض ذهنية شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم، وأن علي الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية علي التراجع عن مسيرتها الظلامية.




الزميلة / رجاء


تحياتي

الدكتور / ميلاد حنا يعتبر أن واقع الأقباط في مصر على سوءه اليوم وبالأمس , ربما واقعاً مشرقاً ..

وأختتم حديثه بأنه يتمنى أن يأخذ الله روحه قبل أن يشهد (الإخوان) يحكمون مصر ..؟؟

وتداخل الأديب والسناريست المعروف أسامة أنور عكاشة معللاً حديث الدكتور / ميلاد قائلاً :

من يبحث عن نفسير لأمنية الدكتور ميلاد فالينظر لحال سودان مابعد (الجبهة القومية الإسلامية) ..


لو كنت قبطياً أو مسيحياً لقلت خلفه آمين ..

في إنتظار إفادة الصديق رأفت ميلاد ..

شكراً على فتح هذا الملف الهام ..

ودي


Post: #5
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: اساسي
Date: 05-12-2007, 03:58 PM
Parent: #3

Quote: الأقباط عندنا في الشمالية لو في زول أتوفي بمشوا المقابر و بشيلوا الفاتحة عادي (تتخيلي ) و تكاد لا تميزهم إلا من لونهم الفاتح

بالرغم ان المقام ليس للضحك
لكن تحضرني النكتة التي لم استطع السكوت عليها
واحد من ظرفاء ام درمان كان يجاور الاقباط واظن في المسالمة توفي احد الاقباط فذهب الي العزاء وبعد العزاء التقي احد اصدقائه وساله اين كنت فقال ليه مشيت اديت ناس فلان الاقباط الفاتحة في ابوهم وساله كيف اديتهم الفاتحة وهم مسيحين قال ليهو لا ما تخاف قريت ليهم قل يا ايها الكافرون

Post: #12
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-12-2007, 07:34 PM
Parent: #5

العزيز أساسي..

سلام ومحبة..

مساهمتك مهمة.. لأنها بتوضح إن أعرافنا وعلاقاتنا الإجتماعية اكبر من أن توضع في إطار يقيدها..
بمعنى أن الشخص البسيط الذي اراد مجاملة اصحابه المسيحيين جاملهم بما يعرف (الفاتحة أو الكافرون).. وبالتاكيد إذا الآية إنعكست لجامله اصحابه بشئ من إنجيل متًى أو حنا..

دمت..

Post: #10
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-12-2007, 06:42 PM
Parent: #3

العزيز كمال..

سلام ومحبة..

د. ميلاد حنا صديق وأب روحي أعتز به كثيرا..
يملك عقلا مستنيرا وروحا لطيفة وقلبا كبيرا.. ويعتبر أن ما يجمع الناس أكبر من أن يفرقهم..
فالدين والعرق واللون والخلفيات الثقافية يجب ألا تجعل من البعض أسيادا على الآخرين..
يحظى د. ميلاد بإحترام كل من عرفه.. وأحزن كثيرا عندما أراه مواجها لتعنت وضيق أفق من بعض المهووسين..
ولو كان الأمر بمقدار الأدب والعلم.. لفضًل د. ميلاد على مئات المدًعين والمتمترسين حول آيات وأحاديث يطوعنها لمصلحتهم.

شكرا كثيرا على مساهمتك..

Post: #7
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: محمد مكى محمد
Date: 05-12-2007, 06:31 PM
Parent: #1

الاخت رجاء
افضل التحايا
هل تعلمى ان اول خلوة لتدريس القرآن في بيت المال(الحى الذى انتمى إلية).قام بإنشائها قبطى وهو بولس رحمة اللة.
مع المودة
محمد مكى


Post: #14
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-12-2007, 08:10 PM
Parent: #7

العزيز محمد مكي..

سلام ومحبة..

شكرا كثيرا للمعلومة الجميلة..

في رأيي أن أساس الدين هو إحترام باقي الأديان..
فكل شخص يعتقد بديانة يعتبرها الأمثل.. فلماذا نفرض راينا وديننا طالما أن الآخر مقتنع بما يدين؟

شكرا مرة ثانية..

Post: #9
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: omar ali
Date: 05-12-2007, 06:38 PM
Parent: #1

شكرآ رجاء
الاضطهاد الديني الموجود في مصر ليس له مثيل الا
في السعودية وسودان الجبهة الاسلامية..
وبالاضافة الي الاضطهاد الديني للاقباط هناك اضطهاد
عنصري ضد الاقلية النوبية..عنصرية تفضحها مؤسساتهم
السينمائية والتلفزيونية
الاقباط ساء وضعهم اكثر في الزمن الناصري وازداد
الطين بلآ في الحقبة السادتية حيث حرق الكنائس
والاعتداء علي المحلات التجاريةالتي يمتلكها الاقباط..
الاخطر هو دور الدولة في هذا الاضطهاد بمنعهم من بناء
الكنائس ..وترميم الكنائس القديمة باذن خاص قد يطول
لسنوات..وعدم منح اي مسلم يتحول الي المسيحية اوراق
ثبوتية جديدة تناسب وضعه الجديد وماالي ذلك مما يستدعي
حملة عالمية لوضع حد للاضطهاد الديني والعرقي في مصر.

Post: #20
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-13-2007, 00:23 AM
Parent: #9

العزيز عمر علي..

سلام ومحبة..

الأقباط في مصر نوعان: الغني الذي يشتري بماله إحترام المسلمين (ورجلهم في راسهم). والفقير (وهم الغالبية) الذين يعيشون في ظلال الحياة. وتحس وكأنهم يستجدون الإحترام الواجب كمواطنين عاديين.

الغريب أن الصعيد معظمه أقباط. وأكاد اجزم أن عدد الكنائس يساوي عدد المساجد التي برع المسلمون في زيادتها، حيث تعفى العمارة التي يكون فيها مسجد من الضرائب. فصرنا نسكن مساجدا بدلا من العمارات.

في الحي الذي اسكن فيه يوجد في محيط 1000 متر 4 مساجد.

القبطي البسيط لا يستطيع الإختلاط بالمسلمين لأنهم ببساطة لا يحترمونه. لذلك يكونون مجتمع مغلق عليهم.

أتذكر ان صديق شقيقي محمد الأمين كان يشبه اللاعب الدولي "هاني رمزي". وكان يغضب للغاية إذا ما قال له أحد ذلك. وكان رده الفوري الغاضب: بس هو مسيحي!!
دخلنا معه في نقاش طويل.. إستمر لأعوام لإقناعه ألاً علاقة بالديانة والشبه. وأنا على يقين إن قال له أحد انه يشبه "توم كروز" لفرح وإغتر. مع إنه توم كروز مسيحي (أو لا أدري) أيضا.

شكرا عمر على مساهمتك الضافية..

Post: #11
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عمر الفاروق
Date: 05-12-2007, 06:49 PM
Parent: #1

اقباط السودان ديل حاجة مبالغة ..
درست في المرحلة الإبتدائية في مدرسة الهجرة بحي المسالمة ..
لصقنا طوالي مدرسة التوفيقية للأقباط ..
الناس ديل مسالمين بي طريقة غريبة وعجيبة ..
دخلت كنائسهم وكنا لمن الكورة تطير في مقابر الكنيسة يردوها لينا بسرعة أو يسمحو لنا بنط السور دون مشاكل ..
مع العلم أن الكورة لو طارت في المسجد رجال الحلة بيكوركوا فينا ويمنعونا من اللعب مرات ..
الاقباط تصادقهم فتجدهم أطيب خلق الله ..
في الابتدائي كان أمجد هيرفي أعز أصدقائي نفطر مع بعض وكان نائبي في الجمعية الاكاديمية ..
في الجامعة كان رامز من أعز اصدقائنا وبالرغم من إنه مسيحي لكن كان فطور رمضان عندو ثاااااابت للشباب وكمان بيطلع إفطاراتنا عادي..
بالجد ناس طيبين خالص ..
بس لو يسلموا ما بتجيهم أيييييي عوجة ..

Post: #13
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Muhib
Date: 05-12-2007, 07:53 PM
Parent: #11

..Nice post dear Raga ..In the bible there is a book called Romans..Read Chapters 12 and 13 ..
Coptics won't bother to get into arguments with governments...They would rather live the bible by reflecting its teachings... I love Coptics and I’m proud to carry a Coptic name myself ... Thanks again...

Post: #15
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Emad Abdulla
Date: 05-12-2007, 08:46 PM
Parent: #13


عمنا السر : تادرس كيفنك ؟ .. طولنا ما شفناك .
عمنا تادرس : مشغوليات يا السر ياخوي .
عمنا السر : أبقى قاعد .. أديك جغيمة ؟؟
عمنا تادرس : الله يقطع جنك ده , ياتو متين شفتني جغمت !!
عمنا السر : على كيفك .. وفّرتَ ( يجغم بُقّه ماهلة ) .. أأأأأأأأأأحااا , الله لا كسبك يا حوا .. الشي ده الليلة نار بس , أدينا كدي سيجارة نحبس بيها السبرتو ده .
عمنا تادرس : الظاهر بديت بدري يا السر لمن غبّيت , إنت نسيت .. أنا ما بدخن .
عمنا السر : ألحقنا بي سفه طيب يا شيخ تادرس , أها دي كمان أنكرها !! عامل قجتك دي .
عمنا تادرس : و ما بسف يا السر .. يا زول إنت كان كده طشيت عديييل و قايلني فاروق أخوي ..
عمنا السر : إنت يا تادرس النسعلك .. وكت ده كللللللللو ما بتسوي , الكافر ليها شنو ؟؟

تحياتي يا رجاء .
و التحية و المودة للأخوة الأقباط و المسيحيين عموما وين ما كانوا .


Post: #16
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Omer Abdalla Omer
Date: 05-12-2007, 08:50 PM
Parent: #15

لو كنتُ قبطيا لملأت الواقع المصري والعالمي بالحقائق عن المناخ العام الضاغط اليوم في مصر علي الأقباط.
* لو كنتُ قبطيا لجعلت العالم يعرف الظلم، الذي حاق بالكثير من الأقباط في مصر منذ ١٩٥٢، وجعلهم لا يتبوءون ما يستحقونه من مناصب سياسية ومناصب تنفيذية عُليا، ناهيك عن ندرتهم بالمجالس النيابية.
* لو كنتُ قبطيا لملأت مصر والعالم ضجة، بسبب أنني أسدد ضرائب تنفقُ منها الدولة علي جامعة الأزهر، ولكنها لا تسمح لقبطي أو قبطية بالدراسة في أي كلية من كلياتها.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا صخبًا، بسبب أنني أُسدد ضرائب تُبني بها عشرات المساجد، بينما لم تساهم الدولة المصرية في بناء كنيسة واحدة منذ ١٩٥٢ باستثناء مساهمة الرئيس جمال عبد الناصر في تكلفة بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أربعين سنة.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا بصوتي، لأن عددًا من المجالس النيابية الحديثة في مصر قد خلت من الأقباط تمامًا.
* لو كنتُ قبطيا لنشرت المقالات تلو المقالات عن تجاهل وسائل الإعلام شؤوني ومواسمي الدينية، وكأنني والأقباط غير موجودين في مصر.
* لو كنتُ قبطيا لجعلت الدنيا بأسرها تعرف ما الذي يحدث في حق تاريخ مصر القبطي ببرامج التعليم المصرية، وكيف أن مادة اللغة العربية لم تعد لدراسة النصوص الأدبية وقصائد الشعر والروايات والمسرحيات والقصص، وإنما لنصوص إسلامية محلها مادة الدين للطلاب المسلمين.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا بالشكوي عما يعانيه الأقباط من أجل استصدار تصريح بإنشاء كنيسة «من أموالهم وليس من أموال الضرائب العامة التي ساهموا في حصيلتها».
* لو كنتُ قبطيا لجعلت الدنيا تقفُ علي قدميها من هول ما يكتبهُ ويرددهُ بعض الكتاب المسلمين عن عدم جواز تولي القبطي الولاية العامة وعن الجزية وعن عدم صوابية انخراط الأقباط في الجيش كما كنت قد ترجمت علي أوسع نطاق كتابات ظلامية، مثل السخف الذي نشره علي الملأ الدكتور، محمد عمارة بتمويل من الأزهر الذي تأتي ميزانيته من دافعي الضرائب، ومنهم الأقباط الذين يحقرهم كتاب أو كتب منشورة علي نفقة الدولة.
* لو كنتُ قبطيا لقدت حملة داخلية وخارجية لإلغاء خانة الدين من بطاقة الهوية المصرية- فلماذا يريد أي إنسان يتعامل معي في الحياة العامة أن يعرف طبيعة ديني؟
* لو كنتُ قبطيا لقدت حملة تشهير بالبيروقراطية المصرية، التي جعلت قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين يرقد (لحد الآن) قرابة ربع القرن في إدراج هذه البيروقراطية الآسنة، ولحد أن الأقباط أطلقوا (من باب الفكاهة) علي هذا القانون (قانون الأهوال الشخصية) وليس (قانون الأحوال الشخصية).
* لو كنتُ قبطيا لجعلت العالمَ يدرك أن قضية الأقباط في مصر هي عرضٌ واحد من أعراض ذهنية شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم، وأن علي الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية علي التراجع عن مسيرتها الظلامية.

بقلم: طارق حجي

Full support and I would add:if I were a Sudanese Christian, I will face the same
It is so shameful

Post: #17
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 05-12-2007, 09:28 PM
Parent: #16

عارفة يا رجاء

حتى بعيد عن الدراسة و المدرجات
عند خروجنامن الجامهة لشرب عصير القصب
كان هنالك محلان,,
أحدهما لمسيحي,, و الآخر لمسلم
محل المسيحي كان قرب الجامعة
و نظيف جدا,, و مريح للنفس
و محل المسلم يبعد قليلا من الجامعة
و لا أحس به نفس الإهتمام
و مع ذلك تصر صديقتنا المصرية على السير بنا
مسافة طويلة للذهاب لمحل المسلم
لماذا؟ لا أفهمك يا صديقتي..
لا ده مسلم و ده مسيحي

و لله في خلقه شئون

غادة

Post: #48
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 02:24 AM
Parent: #17

الحبيبة غادة..

سلامات جمة..

تعرفي صاحب محل العصير التحت عمارة صديقتي مسيحي إسمه "الحاج عبدالحفيظ"!!

يلجأ المسيحيون هنا للأسماء التي لا تعلن عن دينهم حتى يتمكنوا من العيش بسلام..

الشهادة بتاعت الصحة المعلقة في المحل فيها صورته وأسمه. وفي يوم حصلت شكلة في المحل بين زباين وعامل وتطورت لغاية ما جا البوليس. ولما كاوا بيكتبوا في المحضر طلبوا البطاقة بتاعت صاحب المحل والإكتشف البوليس إنه في خانة الديانة مكتوب "مسيحي"..

الحلو هسع الناس تقول ليك ماشين لمحل العصير بتاع الحاج عبدالحفيظ المسيحي.. يعني اللقب جاهو حتى بعد الحاج والإسم.

من الأسماء التي تحتمل الإسلام والمسيحية ويستخدمها أقباط مصر مثل: حنان، أمل، رجاء، هبة، أماني، سوزان، لينا، ومعظم أسماء البنات. ايضا: كامل، خالد، هاني، عبدالله، عبدالملك، تامر، نبيل، صديق، حبيب.

أسماء أقباط مصر تدل على أصلهم الفرعوني مثل: رمسيس، مينا، محب...

ولا زال الناس بتصر على التعامل مع محلات عصير القصب بتاعت المسلمين..

وتسعدني جيًتك..

Post: #41
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-13-2007, 02:34 PM
Parent: #16

العزيز عمر عبدالله..

سلام ومحبة..

كامل الدعم لأي بني آدم يعامل في وطنه كمواطن من الدرجة الثانية..

ولا يجب أن يكون الدين هو أساس المفاضلة بين ابناء البلد الواحد.. أو حتى سكان العالم

سعدت بحضورك وكلماتك

Post: #40
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-13-2007, 01:54 PM
Parent: #15

عماد يا عزيز..

سلام ومحبة..


.....
....
....
عمنا تادرس : الظاهر بديت بدري يا السر لمن غبّيت , إنت نسيت .. أنا ما بدخن .
عمنا السر : ألحقنا بي سفه طيب يا شيخ تادرس , أها دي كمان أنكرها !! عامل قجتك دي .
عمنا تادرس : و ما بسف يا السر .. يا زول إنت كان كده طشيت عديييل و قايلني فاروق أخوي ..
عمنا السر : إنت يا تادرس النسعلك .. وكت ده كللللللللو ما بتسوي , الكافر ليها شنو ؟؟



وبعد ده نجي نقول: يا ريتهم يبقوا مسلمين..

شكرا ليك كتير على المشاركة المعبًرة..

Post: #39
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-13-2007, 01:45 PM
Parent: #13

العزز محب..

سلام ومحبة..

أسعدتني كلماتك للغاية.. وبالفعل أخوتنا الأقباط يعكسون ما يؤمنون به في تعاملاتهم اليومية.. المحبة والسلام، يا ليتنا نعي ذلك فنعكس ما يتضمنه الإسلام من محبة وسلام.

أسعدني أكثر إسمك الذي يحمل أجمل المعاني..

تحياتي..

Post: #21
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-13-2007, 00:35 AM
Parent: #11

العزيز عمر الفاروق..

سلام وتحية..

إتخيل لو زول مسيحي قلب ليك الدعوة بتاعتك في السطر الخير: بالجد ناس طيبين خالص ..
بس لو يسلموا ما بتجيهم أيييييي عوجة ..


بـ: بالجد إنتو طيبين خالص ..
بس لو تبقوا مسيحيين ما بتجيكم أيييييي عوجة ..

يعني منو القال ليك إنهم شايفين دينهم أقل من دينك..؟

..

ذكرني كلامك ده بكلام المصريين بالضبط.. يقولوا ليك: فلان ده كويس. بس يا خسارة.... مسيحي..
وكانما المسيحية عيب أو نقيصة.
المسيحية دين زيها زي الإسلام واليهودية.. كلهم نزلوا من السما للناس الفي الأرض ديل. وكان بيدين بيها الناس قبل ما يجي الإسلام ولا زالوا.

ماذا يضرك أن يكون هناك ناس طيبين خالص مسيحيين..؟
هل كل المسلمين طيبين خالص..؟

تحياتي

Post: #25
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Gaafar Ismail
Date: 05-13-2007, 05:39 AM
Parent: #11



العــزيزة رجــاء
الأخ عمر الفاروق
ســـلام

من أعز أصدقائي الذين أعتز بهم كثيرا في السودان البروفيسور توماس توفيق جورج . تعارفنا عام 1970عندما كنت أعمل في الهند وكان يحضر لنيل الماجستير والدكتوراه. وعندما كنا معا في السودان نتبادل الزيارات أكثر من مرتين في الأسبوع ونلتقي كل يوم جمعة. لا تمر مناسبة دينية ولا نجده بيننا . يحضر معنا في رمضان الفطور مرتين أو ثلاثة .وفي الأعياد يأتي إلينا ومعه خروف ، وأرجع إلى السودان أيام الإجازات وهو أول المستقبلين لي في المطار وعند الوصول إلى المنزل أجد ألأهل قد ذبحوا خروف أحضره توماس . عندما أزوره في منزله أجد هنالك "مصلاية" ومصحف. إنه إنسان رائـــــع.
وعن معاناة الأقباط في مصر ، حكى لي زميل مصري كان يعمل في المؤسسة الإقتصادية، وأرجو المعذرة إذ أن المقام ليس مقام ضحك ، حكى لي أنه كان هنالك منشورا سريا بعدم استيعاب الأقباط في الوظائف القيادية في المؤسسة.وحدث أن أُعلن عن وظيفة شاغرة في المؤسسة وتقدم لها أحد الأقباط . وعندما سأله المسئول عن المعاينة من إسمه ، أجاب القبطي " إسمي جرجس جرجس.فقال مسئول المعاينة "يكفي يا إبني جرجس واحد يغطس حجرك".

تحياتي ومودتي

Post: #49
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 02:46 AM
Parent: #25

الفاضل العم جعفر..

سلام ومحبة..

أسعدني حضورك ومساهمتك..
بالفعل يعاني المسيحيون هنا من عدم إستيعابهم بعدالة في وظائف الخدمة المدنية التي من المفترض أن تساوي بين جميع أبناء الوطن الواحد.. وتجد كاتب العمود قد أشار لها عندما عدًد ماذا كان سيفعل لو كان قبطيا..

يقوم الأقباط هنا بمواجهة: واجبات المسلم وحقوق القبطي

فهو يؤدي واجباته نحو الوطن مثله مثل أخوه المسلم، من أداء الخدمة العسكرية (تجنيد) ودفع الضرائب.
ولكن عند أخذ الحقوق فإن لديه حقوقا أخرى أقل من أخيه المسلم.

تحياتي

Post: #18
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-12-2007, 09:33 PM
Parent: #1

... الشـكر وكل الشـكر للصـحافة المصـرية التـي كـسرت حـاجز الـخوف والرهـبة ويسـتطيع فـيها الـمصـري بغـض النـظر عـن ملته وعقيـدته وان يكتب فيهاعن الأمـه واوجـاعه. اين صـحـافتنـا مـن اوجـاع الـمسـيـحييـن
في السـودان والذين مـازلـوا يتسألون مـنذ عـام 1989 عـن حـقوقهـم الـمنهـوبة مـن امـوال وعقارات واطـيان وامـلاك الوقف التي كـانت تابعـة للكنيسـة?. انهـم يسـالون الـحـكومة " لـماذاصــادرت ثورة!!! الانـقاذ عـام 1989 كنيـسة بالخـرطوم ولـماذا تـم منع الصـحـف مـن التعليق عن مـصادرة الـحكومة لـشركات ومحــلات تـجـارية كانت ملك لاقبـاط فـي شـارع
"الـجـمهوية " و"بالسـوق الافـرنـجـي" واصبـحـت وبـدون اي حـق او سـنـد
قانوني مـلك لأصحــاب التـرابي?????. ايـن إخـتفت الأمـوال التـي صـادرهاالـرائـد صــلاح كـرار مـن بطـرس بـعـد اعـــدامه وهـل دخـلت هـذه
الأمـوال خـزينة الـدولة ام دخـلت " جـيـب " صــلاح?????.
الأقبـاط في السـودان مثلهـم مـثل باقي الأقليات لاتـقوي الصـحـافة عـرض مـشاكلـم بصـدق وامـانة، ولايقـوي اي قـبـطي وان يــرفع صــوته مـطالبـآ بـحـقه فـ " بيـوت الاشـباح " التـي دخـلهـا بـطرس واركانـجـلو وخـرجـا
مـنهـا جـثتييـن مازالت مـوجــوده، والـجـلاديـن أيضــآ، "احـدهمـا يشـغل الان منصـــب مـساعـد رئيـس الـجـمهـورية والأخــر وبعـد طـرده مـن وظيفتـه كـسفيـر بـدولـة البـحـرين هـو الأن عـضــو بـالـمـجـلس الوطـنـي!!!!."

Post: #19
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: نيازي مصطفى
Date: 05-12-2007, 11:23 PM
Parent: #18

للاسف الظلم استفحل في كل بلاد المسلمين خلافا لما اوصى به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ،والذي تعاليمه هي اوامر ربانية..
عن كعب بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم دماً ورحماً، وفي رواية إن لهم ذمةً يعني أن أم إسماعيل كانت منهم رواه الطبراني .
رسالة سيدنا محمد هي رسالة بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا ولكن بعض الناس قد قلبوا الآيه فعسروا ونفروا الناس .
لك التحية اختي رجاء .

Post: #52
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 09:49 AM
Parent: #19

العزيز نيازي..

سلام ومحبة..

للأسف ما يفعله بعض المسلمين لا يمت للإسلام بصلة.. فهم يجردون إسلامنا من المحبة والوئام والعيش بسلام..
تتخيل من واقع ما يفعلون أن الدين الإسلامي جاء ليقضي على كل ما عداه. وأنهم الوحيدين الذين يفترض بهم ان يكونوا على ظهر هذه البسيطة..

التشدد يخلق تشددا من الطرف الآخر.. وهي الدوامة التي أدخلنا فيها بعض المهووسين..

شكرا كثيرا لمساهمتك القيًمة..

Post: #50
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 02:47 AM
Parent: #18

العزيز بكري الصايغ..

سلام ومودة..

أولا أشكر لك إضافاتك الجميلة في هذا البوست..

الغريب بحق التعامل مع الأقباط خصوصا والمسيحيين عموما وكأنهم الأعداء.. أو وكأنهم يحملون سيوفهم واسلحتهم ويغزون العالم في محاولة لنشر المسيحية..

لماذا يخاف المسلمون من المسيحيين..؟ ولماذا يشكلون - المسيحيين - تهديدا للمسلمين..؟

حتى اللحظة لم أجد اي إجابة يمكن أن تقنعني أو غيري تبرر لماذا نتعامل الأغلبية المسلمة مع المسيحيين بهذا الشكل؟

لا أعتبر أن المسيحية أو اليهودية كديانات هي عداء للإسلام.. ولا أعتبر الإسلام كذلك عدوا لهما... فالمصدر والتعاليم والحكم (كسر الحاء وفتح الكاف) واحدة..

دمت

Post: #22
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-13-2007, 02:18 AM
Parent: #1

احكى ليك تجربة كنت شاهد عيان فيها ( المكان اذاعة وادى النيل ، الزمان عام من اعوام التسعينات، الرجل الكبير دخل الى مكتب مدير اذاعة وادى النيل
قال : انا رحت لفلان ،
المدير استشاط غضبا وزجر الرجل الكبير
: ازاى ما احنا قلنا الكلام دا خلاص انتهى هنا بلاش تدخلنا فى سين وجيم ،
الرجل الكبير كان يقدم لوظيفة لحفيدته وكان اسمها مطابقا لاى اسم مسلم وكانت خريجة نذ اكثر من سته اعوام فى ذلك الحين
حين سالت الرجل الكبير قال :
اصلك احنا اقباط ويبدو انه البلد دى ما حتسعناش يا بنتى وخرج باكيا )
رايت دموع القهر يا رجاء واوشكت ان ابكى ، وسالت فى ماسبيرو لماذا ؟
حتى الممثلين والممثلات لابد ان تكون اسماءهم ( اسلامية )اللهم الاجورج سيدهم ،
والشعراء نفس الامر، لكننى احول السؤال هل نحن خارج هذا السياق ؟ احلم ان لا ، ففى بلادنا الامر وصل الى هذا الحد واقسى حيث ان لم تكن ( اسلاميا فانت خارج الملة) واسالوا الخريجين منذ التسعينات بلا عمل او امل واعلن اسفى لكنى حزينة للحالين

Post: #23
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: حسام يوسف
Date: 05-13-2007, 02:30 AM
Parent: #22

العزيزة رجاء

تحيه واشواق

طبعا كنا نعيش معهم في المسالمة وكلنا اهل واخوان وزملاء دراسة

وتربطنا علاقات اسرية جميلة ومميزة ومن ضمنهاعلاقتنا باسرة الاخ والزميل بالمنبر

رافت ميلاد وجدته ذكيه تادرس وهي صديقة حميمة للاسرة

Post: #24
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 05-13-2007, 05:02 AM
Parent: #23

رجوية !!!

حب صادق ,,,

بوست رائع ممهور بالإخاء والمحبة ,, في الحقيقة الأقباط كلهم ناس مسالمين وفي حالهم ولي صداقات قوية

معهم وقد ورد في القرآن الكريم أنهم أقرب الناس للمسلمين فلماذا يتم إضطهادهم رغم أنهم لا يطعون في

مناصب ولا كراسي حكم ,, لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلى بالتقوى ,,

Post: #26
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عمران حسن صالح
Date: 05-13-2007, 05:47 AM
Parent: #24

كل التحية والإحترام وكثير من الشوق :
إلى الأصدقاء الأعزاء
الدكتور : فايز ماركوني
والأخ المهذب : جمال فهمي رمنديوس .
رفقاء الإبتدائي والعام والثانوي
رفقاء الفطور كل تلك السنين
ورفقاء تنس الطاولة ...
ورفقاء الفرح لسنوات ممتدة...
.....

شكراً رجاء

Post: #62
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 11:12 AM
Parent: #26

لعزيز عمران..

سلام ومودة..

في كل مراحلنا كان عندنا فعلا زملاء سودانيين أقباط. وأرمن وكاثوليك..
ما كنا ابدا بنفرًق في المعاملة بينهم وبين زملاءنا المسلمين..

أحزنني للغاية بعد سنة 82 في السودان لما صديقاتي (ماريا فؤاد وماريا بيتر) هاجروا من السودان..
وبعدها عرفت إنه أولاد العم الياس حنون برضهم سافروا..

شكرا لمساهمتك الرقيقة..

Post: #61
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 11:12 AM
Parent: #24

الحبيبة عواطف..

سلام ومحبة..

الأقباط هنا في مصر ناس طبيعيين للغاية.. فيهم الكويس وفيهم الوحش. زيهم زي بقية مخاليق ربنا.. لكن بالتعامل السيئ من غالبية المسلمين هنا. تلاقيهم (منكمشين على نفسهم). تعاملهم مع اي مسلم قلق.. هل يا ترى سيحترمني ده او لا.. هل وهل..

ليه يصل البني آدم وفي وطنه إنه يتعامل بحذر مع الباقين؟
وتلاقي المسلمين أصله ما عندهم الحذر ده. ليه..؟
ولو رجعنا للأصل.. البلد بلاد الأقباط ديل قبل ما يدخلوها المسلمين..

أتمنى حقيقة أن يحصل الأقباط على حقوقهم كمواطنين درجة أولى.. لو ما درجة أولى ممتاز لأحقيتهم في البلد.

ودي

Post: #60
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 11:12 AM
Parent: #23

العزيز حسام..

سلام ومحبة..

تعرف نوع العلاقات الزي دي.. ما موجودة هنا.. وللأسف الخطأ ما من الأقباط. بل من المسلمين الما عايزين يختلطوا بالأسر ويطورو علاقات، ولا أولادهم يتصاحبو على أولاد الأقباط.

لدينا جارة قبطية عندها ولد أسمه "أحمد".. لما سألنها من الإسم قالت إن كل خلفتها بتموت. فندرت ندر إنه لو جابت طفل المرة الجاية حتسميه بإسم مسلم.. وفعلا.. أحمد الآن عمره 5 سنوات.. وبعده جابت مريم..

في حالتها ما لقيت أي تشدد أو قفل مخ. بالعكس المسلمين زعلانين من إسم ولدها.. تخيًل..

تحياتي لكل أهلنا الأقباط في السودان..

ودي

Post: #53
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 10:24 AM
Parent: #22

الحبيبة سلمى..

سلام ومودة..

تعرفي إنو الممثلين المسيحيين في مصر ما عندهم أي حظ.. وما بيلمعوا زي باقي النجوم..
وتلاقي الناس بتريد ممثل/ة معين وأول ما يعرفوا إنه قبطي تاني ما بيجيبو سيرتو وكانه ما عجبهم فنه قبل كده!!

الغريبة الأمر كان غير قبل 52، ومعظم الممثلين كانو إما اقباط أو يهود.. لأن الصنعة هم الجابوها وبدأوها.. واهلنا المسلمين اول ما إتمكنو تنكرو لأصحاب الفضل.. وده شئ مؤسف بجد..

زي ما قلت لغادة فوق.. هناك من الأقباط من يطلق على أولاده الأسماء (المحايدة).. يعني إلا بعد إجتهاد حتى تعرفي الزول ديانته شنو.. وده برضو ما حل.. ليه الزول يداري إسمه وثقافته ودينه..؟

يتخيل لي لو ضاق المسلمون التعامل بالطريقة دي.. دربهم حيتعدل..

ودي

Post: #138
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Kamal Karrar
Date: 06-05-2007, 04:22 PM
Parent: #53

الأخت/ رجاء

أنا لا اشك إطلاقا في منطلق بوستك .. ولكن!!

كلما اقرأ بين السطور أجد تحامل على المسلمين..

أو بالأحرى في تعميم مخل.. أنا لا أنكر الظلامات التي

ربما تقع على المسيحين بس ده ما معناه إنو كلو المسيحيين

ملائكة والمسلمين شياطين.. هناك الكثير من المسلمين اللذين لا يرضون

بأن يضام إخوانهم المسيحيين... والقرآن قد حدد هذه المسالة

(لا ينهاكم الله عن اللذين لم يقاتلوكم في الدين أن تبروهم وتقسطوا إليهم...الآية)

فيعني أعتقد يجب تناول معاناة الإخوان المسيحيين في إطارها الإجتماعي السياسي..

وهذا الأمر واضح لا علاقة له باي من الديانتين السماويتين.. ولا أدل على ذلك أن بعض

الأحزاب التي تسمى دينية تضم بين أعضائها من هم من الديانة المسيحية.. فيجب

ألا نحمل المسلمين مسئولية الحيف الواقع على المسيحيين.. إنما يتحمله السياسيون

اللذين لا يرعون إلا ولا ذمة في مسلم أو مسيحي.. أما نحن في السودان..فالحمد لله يمكن

أن نقول لحد كبير لم يصل حال المسيحيين عندنا كما يحصل في بلاد أخرى.. فالناس بتكوينهم

أدركوا أن المشكل إجتماعي سياسي.. ولم تنطل عليهمأأحابيل السياسيين.

وقد كان لي عظيم الشرف أن أكون من مدينة بحري.. حيث الكثير من الإخوة الأقباط في حلة حمد

وقد درسنا ما قبل المدرسة في مدارس الأقباط (ست ليلي) والست رفقة.. وهما علمان من أعلام

بحري... فالوطن يسع الجميع.. ولكم دينكم ولي دين

Post: #27
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Dr. Ahmed Amin
Date: 05-13-2007, 06:03 AM
Parent: #1

العزيزة الراقية ... رجـــــاء

تحياتي وشكري للمواضيع الهامة والحساسة التي تتناولينها..
وهكذا ديدن الصحفي المخلص لمهنته ومجتمعه ..
_______________________________________________________

درسنا في مصر وكان معنا أقباط سودانيين ..
كانت حياتنا واحدة ونسكن مع بعض وميزنا واحد
وكان المصريين يستغربون منا أشد اإستغراب
وينتقدوننا ..
لماذا ؟؟؟ هذا جهل كبير من حكومة وشعب مصر ..
هل سمعوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم فرق بين أحد بناء على دينه ؟؟؟

وتقولي لي أزهر ؟؟؟؟

وصدقيني يا أستاذة عشان هذه العنصريات الكثيرة التي يممارسها العرب
نجد العربي والمسلم هو المكروه رقم 1 في العالم ...
وذلك لكثير من السلوكيات المغلوطة التي ينتهجونها ...
وإن كانت أقلية الأ أن السلوك السالب دائما هو الذي يطغى ويغطي على
الإيجابيات على كثرتها ...ومصر مثال

Post: #30
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: A.Razek Althalib
Date: 05-13-2007, 07:11 AM
Parent: #27


Post: #68
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 04:30 PM
Parent: #27

العزيز د. أحمد..

سلام ومحبة..

لا أدري لماذا يعتقد المسلمون ان من عداهم من الملل هم أقل منهم..؟

لو نظر المسلم (جيدا) لدينه لرأى فيه المساواة والمحبة.. لماذا يصر ان يعكس الرفض والإزدراء للآخر..؟

لاحظت كثيرا، وهنا في البوست أن المسلمين يتمنون أن يهجر الآخر دينه لينضم لدينهم حتى يصبح أفضل.. هذا شئ لا اتفق معه كما قلت لعمر أعلى,, لأنه وبنفس القدر نتوقع أن يدعونا الآخر لدينه حتى نصبح أفضل.. فهل نقبل هذا..؟ أو حتى هل نتوقع أن يتجرأ هذا الآخر ليحلم بطلب هذا منا..؟

أشكر لك إضافتك الوافية..

Post: #28
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Agab Alfaya
Date: 05-13-2007, 07:01 AM
Parent: #1

سلام يا رجاء وحمدلله على السلامة

وعودا حميدا مستطاب

والتحية لاهلنا الاقباط في كل مكان



عبد المنعم عجب الفيا

Post: #71
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 10:11 PM
Parent: #28

عجب القيا يا عزيز..

سلام ومودة..

وألف حمد لله على سلامة طلتك إنت كمان..

والتحية لأهلنا الأقباط أينما كانوا..

سلمت

Post: #29
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عمر الفاروق
Date: 05-13-2007, 07:03 AM
Parent: #1

العزيزة رجاء:
زي ما بيقول عادل إمام :
" إنتو سايبين الشقة كلللللللها وساكنين في أوضة واحدة ؟؟؟"..
يعني يا رجاء تسيبي كلامي السمح داك كلللللللللو وتجي تمسكي في اخر جملة كتبتها؟؟
عارف إمكن لأنو اخر جملة تتطابق وما تودين مناقشته وربما تتطابق وما تودين طرحه كسؤال ولكن !!!!
يا رجاء ليس هذا التساؤل لنكران المسيحية فسيدنا عيسى هو النبي الذى أوصى برسالة سدينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ..
بل أن المسيحية هي الديانة الأقرب في الوقت الحالي للإسلام والنصارى أشد وأقرب مودة للمسلمين ..
ليس المسيحي وحده ولا اليهودي وحده ولا المسلم وحده لديه حق التساؤل عن الديانات والقناعات فكل من ينتمي لطائفة يكون مقتنع بها وربما يستغرب كيف لا ينتمي الاخرون لطائفته ..
ما عنيته يا رجاء أن مسيحيتهم هذه في بعض الأحيان تقف عائق للتواصل في بعض الأشياء وكم كنت أتمنى ان يكونوا مسلمين لتكملتها ..
ما عنيته تلك المقولة التي تقال عندما ذهب أحدهم للغرب وقال هناك وجد مسلمين ولكن من دون إسلام وهنا يوجد إسلام دون مسلمين ..
ما يقوم به اخواننا الاقباط من الصدق والتسامح والاخاء والمحبة لا أجده في بعض المسلمين هنا ..
بل وحتى في التجارة فالقبطي لا يغش ولا يكذب وكنت دوماً ما أتوجه لبقالاتهم لشراء حوائجي ..
نعم من حقه ان يسأل نفس السؤال الذي سألته فلهم دينهم ولنا دين ..
هي أمنية فقط أتمناها كما يتمنى الشيوعي لو أن الانصاري شيوعي وكما يتمنى الكوز لو أن انصار السنة كوز وكما يتمنى أن يكون الهلالابي مريخابي..
الا ترين إن دعوتي هذه من باب محبتي لهم ؟؟؟
خالص الود..

Post: #31
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عمران حسن صالح
Date: 05-13-2007, 07:21 AM

عمر الفاروق شيخ الدين محمد أحمد
Quote: وكما يتمنى أن يكون الهلالابي مريخابي..

إنت صباحك ملخبط مالو ...
شارب حاجة لا سمح الله

Post: #33
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 05-13-2007, 07:52 AM
Parent: #31

أختي رجاء العزيزة


أولا: لن أكون قبطيا ولكن نحيا ونتقاسم السودنه في سودان متعدد الملل

والسحنات ، ولك الشكر بأن أدخلتينا بيت من بيوت الآدمية وكلنا بنو آدم

وآدم خلقه من تراب وسوف يعود الي التراب وهي الأنسانية ما تجمعنا بهم

ولنا معهم صدقات وزماله وجيرة ونشيد بها جدا وأذكر جارنا العم حنا في

الأمتداد ومغلقه الذي يمد به يد العون لكل أهالي الأمتداد وزوجته الطيبة

لملم وأبنه الوحيد الأخ الرائعة روعة والده مجدي حنا ومنزلهم العامر بهم

حتي الآن بمربع 13 والعم حنا أنتقل الي الرفيق الأعلي ويومها بكت علي الجيرة

والعشرة الطويلة وحميمية هذا الرجل الكبير وأذكر عندما مات صار جدل بين

الجيران بأن يدفن في مقابر المسلمين لسلامة هذا الرجل والتعامل الأسلامي الذي

أصبح ديدن أسرتة التي بقي منها أبنة وزوجته وأحفاده وأمه من أصول أثيوبية

وعندما ذهبوا به الي الكنيسه تدافعت جموع المشيعين لا تفرز القبطي من المسلم

ونزكره بجيرته الحقه ونفقده مروته التي غابت عن جيرانه وأيضا عملنا الرجل

الكبير السن آرمنيوس ، وميري فخري لسنوات طويله ونأكل معا في صحن للفول ونشرب

معا ومعنا ماتيو الجنوبي السوداني المسيحي وكانت تربطنا زماله وعشرة نذكرها دائما

بعطرها الأخوي الذي يظله سودان واحد لا فرق فية بيننا إلا بالدين الذي ندينه ولكم دينكم

ولي دين والتفضيل عند صاحب الفضل الله ربي وربكم أجمعين ونسأل الله لأخواننا الأقباط في

الوادي (مصر) المؤمنه بأن يلقوا من التعامل الأنساني الكريم ما كرمنا به الله عزوجل من

فوق سبع سموات ،الشكر لك رجاء علي هذة الأضاءة تحسب لكي ،،، أخوك،،،أبوقصي،،،

Post: #81
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 09:13 AM
Parent: #33

العزيز مجدي (أبو قصي)..

سلام ومحبة..

أكثر ما يحزن أهلنا أقباط مصر أنهم يحبون وطنهم الذي لا يحبهم..

لا يفكرون في اي بديل له. ولا يتخيلون أنفسهم يعيشون في المهاجر طلبا للعدالة والمساواة.

حلمهم وأمنيتهم المشروعين أن يتم التعامل معهم كمواطنين لهم حقوقهم مثلهم مثل المسلمين. لأن الواجبات تجمعهم. ولم يتوان اي قبطي عن أداء واجبه نحو مصر..
هنالك المئات من الشهداء الأقباط الذين قدموا أرواحهم فداء بلدهم في كل الحروب التي مرت على مصر. مثلهم مثل اي مسلم..

وأكثر ما يخجل.. أن الجميع يعرف ذلك ولا يستطيعون تغيير الحال..

شكرا على مساهمتك..

Post: #72
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 10:18 PM
Parent: #31

العزيزان عمر وعمران..

سلامات..

إنت بس احلم وإتمنى يا عمر يا فاروق ..











غايتو إحنا عندنا الهلالابي لو بقى مريخابي إسمها إتهدى إلى طريق الرشاد.. لووووووول

Post: #32
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عمر الفاروق
Date: 05-13-2007, 07:41 AM
Parent: #1

يا عمران :
ياخ ده شرك كنت عالمو لي رجاء عشان تقتنع ..
أصلو المريخاب ديل ناس وهم تاكل بي راسهم حلاوة

Post: #34
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: أيمن الطيب
Date: 05-13-2007, 08:25 AM
Parent: #1


أختى رجاء العباسي,

الأقباط أقلية ذات جذور ضاربة فى أعماق التاريخ و الملاحظ دائما هو إحتفاظهم ببعض المسافات مع من حولهم و لا يكسرونها إلا عندما

يطمئنون تماما لمن يتعامل معهم و كثيرا ما يذكرنى هذا بالأقليات التى تعرضت لأنواع من الأضطهاد و العنف مما جعلهم يتعاملون بحذر

ويغلقون أبوابهم عليهم و يحاولوا التعايش داخل خطوط محددة مسبقا و ممارسة أعمال بعينها مما خلق لهم نوع من التميز فى بعض

المجالات , الذى يحدث مع أقباط مصر من تمييز و عنصرية و إضطهاد لم يحدث لهم فى أى دولة أخرى عربية أو غيرها و قد ساهمت

الحركات الإسلامية المتطرفة و العنيفة التى ظهرت فى مصر فى العقود السابقة فى إزدياد و إرتفاع وتيرة العنف و التمييز الموجه

ضدهم مما زاد من إرتفاع أعداد المهاجرين منهم و الجيد فى الأمر أنهم و جدوا بعض المنابر و المنظمات التى لفتت أنظار العالم

لهذه المجموعات و إرتفع صوتها عاليا بعض الشى و كان ذلك فى صالح قضيتهم و أبناء شعبهم !


الوضع فى السودان كان مختلفا إلى حد كبير فأقباط السودان فى أغلبيتهم كانو مهاجرين قدامى وجدوا نفسهم يعيشون فى مجتمع مسالم

جدا و مرحب بالغريب أكثر من القريب حسب أدبياته و تغلغلوا و إندمجوا بصورة شبه كاملة فى كل أوجه الحياة و كانوا دائما شريحة

فاعلة فى حركات المجتمع السياسية و الإجتماعية و الفنية وما أكثرها الأسماء التى يحفظ لها كل السودانيين الجميل فيما قدموه

للسودان و السودانيين من بنى الإقباط و لم تكن وطنيتهم يوما محل شك أو مراجعة والملاحظ أيضا إنتشارهم فى كل مدن أقاليم السودان

دون فرز و إنصهارهم داخل مجتمعات تلك المناطق القبلية و المحلية إلى حد كبير مع إحتفاظهم بحدودهم الداخلية و قد يكون هذا

مردّه الرغبة فى الإحتفاظ ببعض الخصوصية و حائط الحذر القديم مما أصابهم فى الماضى وهو سلوك مفهوم للجميع !

اصلا الحديث عن أقباط السودان حديث غريب نوعا ما فهم لم يكونوا يوما ما جزء منفصل عن بقية التركيبة و لافت النظر الأول كان

دائما هو الديانة المسيحية و التى لم تشكل يوما عائقا للمواطنة و الحقوق فى قوانيننا السودانية !!


بعد مجئ الإنقاذ أصاب الأقباط ما أصاب البقية من غير الموالين من شرائح الشعب السودانى ولكن فى رأيى أنهم كانو مجموعة ذكية جدا

وقاموا بسرعة بحماية أنفسهم و ممتلكاتهم ضد النظام و إستثمروا أوراق قديمة مما حدا بالنظام بالبعد عنهم و محاولة إسترضائهم

فى بعض الأحيان لا لشئ سوى أن هذه المجموعات ذات صوت بدأ يعلو و يصل إل منظمات مجنمع مدنى كثيرة و كان ذلك نتاج عمل المجموعة

المصرية التى نجحت في كسر الطوق و الحصار و بدؤوا فى عكس قضايا إخوتهم فى الداخل مما شكّّّّّّّّّّّّل إلى حد ما خط واقى رغم ضعفه و لكنه

خفف قليلا مما كان يحدث من تمييز و إضطهاد لكل أقباط المنطقة و الإخوة المسيحيين بصفة عامة.

فى إعتقادى البسيط أن الأحوال جرت مع إخوتنا الأقباط فى السودان بصورة أفضل منها فى مصر ! المصريين لم يستطيعوا أن يمحوا

المفاهيم الخاطئة فى التعامل مع الملل و الديانات الأخرى بينما لم تطفو هذه المفاهيم والإعتقادات فى السودان إلا عندما

قام البعض بمحاولة توظيفها لصالح بعض الأفكار والسياسات ولكنها لم تلاقى النجاح و تم تجاوزها سريعا ومن الملاحظ أيضا هو العودة

الكبيرة أو الظاهرة لكثير ممن هاجروا و رحلوا مرة أخرى للإستقرار و الإستثمار بعد هدوء الأحوال النسبى بالنسبة لهم و هذا يعد من

الأمور الجيدة أى عودة الإخوة لحيث ينتمون مرة أخرى.




* الأسماء التى لم تذكريها من أبناء عم جورج هى سوزان و الصغيرة لوجية (الجيم معطّشة)
(لن أنسى هذا الرجل و هذه الأسرة ما حييت خاصة عندما قام بجلدى عندما أحضرونى إليه للمرة الثانية فى حاجة لخياطة بعض الغرز فى الرأس للمرة الثانية فى يومين متتاليين!!!! وكان عقابى بعد الجلد الخياطة دون بنج رغم توفره! أين هم الآن ؟


*هذا البوست ذكرنى بالدكتور صلاح البندر و قضايا الأقليات و الحذر مطلوب! أولاد بمبا ترعبهم ملامسة هذه الخطوط.


محبتى و إحترامى

Post: #73
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 10:21 PM
Parent: #34

العزيز ايمن..

سلام ومحبة..

لا زيادة لي على ما تفضلت به..

أشكر ليك مساهمتك الراقية..

وأشكر ليك ايضا حرصك على شخصي.. ربي يحفظك..

Post: #35
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: معتصم دفع الله
Date: 05-13-2007, 08:54 AM
Parent: #1

تحياتي رجوية وسلاااام ..
فعلاً نحن محتاجين لمسألة التعايش دي والعمل بلكم دينكم ولي دين ..
جمعتني صلة بأسرة قبطية سودانية تعيش في القاهرة وجزء كبير منها في السودان وبحق هي أسرة طيبة وناس ممتازين أكدوا لي تمسكهم بالجواز السوداني وعدم التفريط فيه ويقومون بتجديده كل مره ويزورون السودان كثيراً ولا ينقطعون عنه ..
أتمنى أن يتواصل البناء دا ويظل التعايش قائماً بين السودانيين ولا ينهدم في ظل الوضع الراهن الذي يؤدي لتفتيت وحدته ..

Post: #36
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: محمد عمر الفكي
Date: 05-13-2007, 10:18 AM
Parent: #35

درست الابتدائي بمدرسة الانجيلية ببحري ورغم الاسم المسيحي فالاغلبية المطلقة من الطلاب والطالبات كانوا مسلمين في اشارة واضحة الي التسامح السائد في ذلك الوقت قبل ان ينقض المغول ويعملوا فينا تفريقا دا شمالي ودا جنوبي دا عربي حر ودا عب دا هندي ودا مرجعيات.
الاقباط من اصدق الناس واوفاهم واخلصهم واذكر بالخير اسرة المرحوم يونان ابراهيم دكتورة وصفي ويوسف وعايدة الذين كانوا لا ينقطعون عن زيارتنا في اي عيد زكنا ننتظر بفارغ الصبر "الكرز" الذي يجلبه لنا عم يوسف بالكراتين.
عندما توفي العم يونان في عام 2000 علي ما اعتقد كنت في المملكةارسلت رسالة تعزية الي اسرته فحملتها المربية الفاضلة زوجته ميري عكاشة الي المدرسة وقراتها في طابور الصباح وهي تبكي وتقول لطلبتها هذه هي اخلاق من سبقوكم في هذه المدرسة.
ايام جميلة واقسم لكم اننا لم نكن نعرف ان هذا مسلم او مسيحي الا عندما ننفصل في حصتي التربية الاسلامية والتربية المسيحية.
من اساتذتي الكرام المرحومة ليندا والمرحومة ماري سليمان والمرحومة جوزفين ومن اصدقائي ابناء العم سمير سعد اسطفانوس، روماني لمعي اسطفانوس وايليا لمعي اسطفانوس وصديقتي الاثيوبية اسماء التي كنا نتزاحم انا وهي علي الترتيب الثالث اذا ان الاول والثاني كانت محفوظة باسم الدكتور حافظ احمد ابراهيم والباشمهندس ايوب محمد نادر.
تحية الي اخوتنا الاقباط اخوال سيدنا ابراهيم بن المصطفي صلي الله عليه وسلم واخوال العرب جميعاعبر ام العرب جميعا السيدة هاجر

Post: #88
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 11:25 AM
Parent: #36

العزيز محمد عمر الفكي..

سلام وتحية..

سعدت كثيرا بمساهمتك ووفائك..

وفعلا كان هذا هو السودان.. لم نعرف ديانة اي أحد لأننا كنا نتعامل مع بعضنا كبشر أولا..

تحياتي

Post: #85
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 10:58 AM
Parent: #35

العزيز مو..

سلام ومحبة..

لو فعلا إتخذنا الآية (لكم دينكم ولي دين) لإختصرنا كثير من المشوار في التعايش السلمي.. وده الكان بيحصل في بلدنا لغاية ما سيئ الذكر نميري جاء بقوانين سبتمبر وأصبحت المواطنة ليست هي الأساس في التعامل مع الناس.. وزاد الطين بلًة بعد مجئ مجرمي الإنقاذ وركوبهم موجة الجهاد والجنة والحور العين..

مثلما لا أقبل أن يهين أحد ديني او يقلل من قيمتي لأني مسلمة.. لا أرضى أن يهان أحد أو يقلل من قيمته لأنه مسيحي..

تحياتي

Post: #37
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: essam&amal
Date: 05-13-2007, 10:54 AM
Parent: #1

الاقباط مميزون بالامانة والصدق والاخلاق العالية
وكانت والدتى عليها رحمة الله دايما تفول
عليكم الله اخدوا الاجر فى الناس الناقصاهم الشهادة ديل وخلوهم يتشهدوا .
كان اصدقاء والدى من الاقباط كثر ونذهب معهم للكنيسة لحضور حفلات الزفاف
وعمى الدكتور فؤاد شحاته الرجل الشهم الذى يهب منتصف الليل اذا دعاه اى انسان لمعاودة مريض ومن غير اجر .
التحية لنادية ونبيل فؤاد شحاته وعلى جيرتهم التى لن ننساها ما حيينا .
ولى اصدقاء اقباط احترمهم شديد لهم الحب .
التحية والحب لبت العباسى ,,,,
ام وضاح

Post: #89
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 11:25 AM
Parent: #37

الحبيبة أم وضاح..

سلام ومودة..

مسيحيو السودان كانوا أولا وأخيرا سودانيين.. حتى وأن كان معظمهم مهاجر من الخارج.
ساهموا في بناء السودان بعلمهم وتجارتهم. لم يبخلوا على البلد الذي إنتموا اليه باي شئ.

فلهم كل التحايا والود..

Post: #38
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: جورج بنيوتي
Date: 05-13-2007, 01:21 PM
Parent: #1


العزيزة رجاء ...

التمني المقال: حالة قصوى من الأسى في واقعية البلا الجاسم

تحضرني كلمات أسمعها كثيرا هنا في اليمن، وقد سمعتها هناك أيضا:-

YOU ARE TOO GOOD TO BE A CHRISTIAN


غريبه!

للمسلم أن يتمنى للمسيحي الهداية(فهو يرى في الإسلام هدايته)

وللمسيحي أن يتمنى للمسلم الهداية ( والهداية عنده في المسيحية)

وأولا وأخيرا: الهداية من عند الله.

القضية حسبما أقرأها: حق مواطنة؟؟؟ وهناتكمن المأساة

ARE ARAB CHRISTIANS TOO GOOD TO ENJOY SIMILAR RIGHTS AS THEY ARE SHARING SAME RESPONSIBILITIES AND BURDENS

Post: #90
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 11:28 AM
Parent: #38

الصديق العزيز جورج..

سلام ومحبة..

قال لي صديق مسيحي لبناني يقيم في باريس، أنه يحس بالقرب من المسلمين أكثر وهم في الغربة.. والعكس صحيح.. حيث ان إنتمائهم للشرق الأوسط أكبر من اي ديانة.

إذن (الإنتماء) هو المحك وليس الدين..

أسمح لي بتكرار مداخلتك لأني لم أستطع بتر اي جزء فيها..

Quote:
التمني المقال: حالة قصوى من الأسى في واقعية البلا الجاسم

تحضرني كلمات أسمعها كثيرا هنا في اليمن، وقد سمعتها هناك أيضا:-

YOU ARE TOO GOOD TO BE A CHRISTIAN


غريبه!

للمسلم أن يتمنى للمسيحي الهداية(فهو يرى في الإسلام هدايته)

وللمسيحي أن يتمنى للمسلم الهداية ( والهداية عنده في المسيحية)

وأولا وأخيرا: الهداية من عند الله.

القضية حسبما أقرأها: حق مواطنة؟؟؟ وهناتكمن المأساة

ARE ARAB CHRISTIANS TOO GOOD TO ENJOY SIMILAR RIGHTS AS THEY ARE SHARING SAME RESPONSIBILITIES AND BURDENS

دمت..

Post: #42
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-13-2007, 03:19 PM
Parent: #1




الأخـت الـحـبيـبة الـحـبوبة،
رجـــاء،

تحـية الود والأعـــزاز،

..... تـقـول كـتب التـاريـخ اننـا كـنا مـسـحـييـن!!!!




Encyclopedia - أنسكلوبيديا

موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history
--------------------------------------------


بقلم عزت اندراوس.

تاريخ النوبة والسودان الفرعونى والقبطى.
------------------------------------

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك
أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
قلاوون وغزو السودان
الغزو الإسلامى للنوبة
ثورة ممالك النوبة
جون جارنج
معبد كلابشة / العملة
New Page 1943
تقديم لتاريخ النوبة
New Page 1949



النــــــــــوبة الفرعونية.
------------------------------

يقع أقليم النوبة جنوب مصر وهو شمال السودان على ضفتى النيل وله تاريخ يمتد إلى خمسة ألاف سنة .ويقع هذا الأقليم اليوم ما بين أسوان والخرطوم العاصمة السودانية ويحدها البحر الحمر من الشرق والصحراء الليبية من الغرب وأشتهر سكان هذه المنطقة بممالك ذى حضارات متقدمة

الجزء الشمالى من النوبة مع الحدود الشمالية عند شلال أسوان عرفت بأسم واوات Wawat

وفى الطرف الجنوبى عند الشلال الثانى ( بحيرة ناصر الآن ) عرفت عند المصريين بأسم بلاد كوش Cush - وعرفت بأسم أثيوبيا Ethiopia عند اليونان القدماء Greek

وأسم النوبة "Nubia" فيعنى باللغة القبطية نوب "nob" وتعتبر منطقة النوبة هى المنطقة التى كان قدماء المصريين يجلبون الذهب من مناجمها لهذا أطلقوا عليها ارض الذهب

The most known examples of Nubian state structures is the local kingdom of Cush, and the Cue dynasty ruling over Egypt for 60 years in the 8th and 7th centuries BCE.
The inhabitable areas of Nubia of ancient times was at one time too narrow to sustain strong states, and at the same time Nubia was so close to the rich Egypt that it saw numerous invasions.

*************************************************************************************

تمتد جذور العادات المسيحية إلى العصور المسيحية التى كان يؤمن بها جدود السودانيين قبل إرغامهم عن طريق الحرب إلى إعتناق الإسلام والأب الدكتور جيوفانى فانتينى فى مؤلفه القيِّم (تاريخ المسيحية فى الممالك النوبية القديمة والسودان الحديث) (1) .وقال كمال الجنزولى : قام بتدوين ورصد بعض العادات السودانية التى ترجع إلى العصور التى كانت السودان كلها تدين بالمسيحية .

1- المعمودية وفرحة الإيمان بدخول الطفل إلى المسيحية (1) .وقال كمال الجنزولى : "حرص الأهالى من المستعربين المسلمين فى أغلب المناطق النيليَّة بين وادى حلفا والخرطوم على ممارسة طقس أربعين المولود الجديد ، حيث تحمله الأم إلى النهر ، ترافقها زفة من النساء يغنين ويزغردن ويلوِّحن بأغصان النخيل ، فتغسل وجهها ويديها ورجليها ثم تفعل الشئ نفسه للوليد. ولهذه الممارسة أصل فى ما يعرف عند المسيحيين بعماد الطفل بالغطاس ، وفى تقليد أربعين الولادة كما رسمه (سفر اللاويِّين) ، وما يزال متبعاً فى بعض الكنائس الشرقيَّة بمصر وأثيوبيا ، وربما أدمجت فيه طقوس مسيحيَّة أخرى كطقس (دخول الوالدة إلى الكنيسة).
وشبيه بهذا طقس (ماريا) ، بعد الولادة بيومين أو ثلاثة ، حيث تحمل القابلة الوليد فى زفة مماثلة ، فى بعض قرى النوبيين (الحلفاويين والسكوت والمحس والدناقلة) ، وتحمل امرأة أخرى طبقاً مصنوعاً من الأعشاب توضع فيه أدوات التوليد ، ونفايات البيت ، وقرص من الخبز ، فيرمى هذا الطبق بمحتوياته فى النهر . ثم بعد الفراغ من عملية غسل وجه ويدى ورجلى الوليد ، أو تغطيسه فى الماء مع ترديد عبارة "أغطسك غطاس حنا" ، تبركاً بيوحنا المعمدان ، تعود الزفة بشئ من ماء النهر ليحفظ فى البيت بضعة أيام قبل دلقه. وأصل هذا التقليد موجود فى طقس رتبة المعموديَّة ، وفى نقل المسيحيين بعض الماء المبارك لحفظه فى البيوت.
ويُضحَّى فى مثل هذه المناسبة بذبيح لا يكسر منه عظم. كما يُطبع على جدار البيت رسم كفٍّ مغموسة فى دم الضحية. ويرى الأب فانتينى فى ذلك أثراً من ذبح الحمل الفصحى عشيَّة الفصح المجيد كما ورد فى العهد القديم. أن (كفَّ الدَّم) هذه ما تزال تطبع طلباً للبركة ، وأكثر ذلك على أبواب العقارت والسيارات المشتراة حديثاً.
وفى بعض قرى الشمال يستدعون طفلاً حسن الأخلاق ، ويجعلونه يمضغ بعض التمر قبل أن يطلبوا إليه مس شفتى الوليد بلسانه ، أملاً فى أن تنتقل إليه الأخلاق الحميدة مع حلاوة البلح. وفى هذا أيضاً أثر من التقليد الكنسى الذى يُطلب بموجبه عرَّاب (أشبين) لمعموديَّة الوليد يضمن له تربية مسيحيَّة حال وفاة والديه أو غيابهما.

2 - الإستغاثة بالقديسة العذراء مريم وفى حال تعسُّر الولادة فى بعض قرى النوبيين تستغيث النساء ابتهالاً ، باللغة النوبيَّة ، لماريا (السيدة العذراء) لتيسير الأمر على الأم.
3 - إستعمال إشارة الصليب وقال السيد ابراهيم احمد (السودان فى رسائل ومدونات Sudan Notes and Records) ، عام 1938م : " أن الأطباق التى يزيِّن بها النوبيون واجهات منازلهم لإبعاد ( العين الشريرة - عين الشيطان ) تشكل ، فى حقيقتها ، إشارة الصليب " .
ويرسم أهل المصاب بمرض خطير ، فى بعض مناطق جبال النوبا ودارفور ، إشارة الصليب بزبل البقر على صدره.

وأيضاً إذا ذهبت أم بطفلها إلى مكان لم يزره من قبل ، ترسم على جبينها وعلى جبين الطفل إشارة الصليب ، ويسمونه (برشام) فى بعض لغات الفور (السودان فى رسائل ومدونات ، 1928م).

كما يشمل احتفال الزفاف عند بعض الفور ذبح ضحية ، وقيام شيخ القرية برسم إشارة الصليب بدمها ، أو ببعض الدهن ، على جبينى العروسين ، فى طقس أشبه (بحفلة الاكليل) عند المسيحيين. ويعاد هذا الطقس على العروسين عندما يرزقان بطفل. وفى اليوم السابع للولادة ، عند بعض الفور أيضاً ، ترسم إشارة الصليب بالكحل على جبين الوليد.

أما قبائل جنوب النيل الأزرق فتمارس طقس رسم إشارة الصليب بفحم الحطب على جبين الوليد ، وبالتراب على صدور الفتيان المرضى أو المصابين بالاعياء كما يحدث فى قرى مصر .
مستعربين مسلمين كثر اعتادوا أن يعلقوا بما يسمى (المشاهرة) على الحائط مباشرة فوق رأس الأم النفساء طوال مدة رقادها ، والصليب مكون أساسى لها
4- الأسماء المسيحية فى النوبة والسودان - نلاحظ أن أسماء النوبيون يدخل فيها أسماء هي أقرب إلى المسيحية مثل :- إسحاق وإلياس وبنيامين وعيسى وموسى ومريم وسُفْرة وغيرها.

ونلاحظ أيضاً أسماء بعض القرى التى يرجع أصلها إلى العصر المسيحي . والاسماء واضح أنها قبطية رغم أن له قراءات أخرى. فمثلاً :

قرية المحرّقة، واسمها يقترب اسم دير المحرّق بالصعيد المصري .

وقرية ماريا. وفي قرية توماس نجد نجع ماريا.

ونجع "بهجورة" بتعطيش الجيم. وفي صعيد مصر قرية "بهجورة" بدون تعطيش الجيم . وقد خرج من هذه القرية الأديب السكندري الصعيدي نعيم تكلا رحمه الرب ، وايضاً جورج البهجوري الفنان الشهير .

وفي قريته بهجورة توجد عائلة سمراء . ولا يعلم أحد من أين أتت هذه العائلة ؟ هل هذه العائلة فى الأصل من قرية بهجورة الصعيدية وهاجر أحد من هناك إلى قرية توماس، أم العكس ؟

وأسم توماس جرس مقارب لاسم توماس المسيحي ، رغم أن هذا له أكثر من قراءة. مثلاُ "تو" أي الابن أو الأرض، و"ماس" أي الطيب، فيكون اسم القرية الابن الطيب أو الأرض الطيبة، لكن اسمها المسيحي لا يمكن إغفاله. وقرية أمباركاب، أي الأنبا ركاب. وهكذا يمكنك أن تقرأ الأسماء القبطية باللغة العربية التى أطلقت على القرى النوبية

وبالرغم من أن أصل قبائل النوبيين ضارب فى التاريخ الفرعونى المصرى وهذا يكفيهم فخراً

ولكننا نجد فى العصور العربية كان هناك قطاع طرق من العرب أطلقهم حكام مصر فى هذه المناطق ليستلبوا ثروتهم وقتلوا رجال النوبة وأخذوا نسائهم سرايا ونكحوهم , وبدلاً من خجل قبائل النوبة مما حدث لجداتهم نجدهم يتفاخرون بإنتمائهم للعرب المسلمين الذين نكحوا نسائهم فقبائل البشارية تدّعي أنها من سلالة بشّار بن كاهل من قبيلة الكواهله التي تنحدر من نسل الزبير بن العوام ، وقد يقولون. أنهم من نسل بشر بن مروان بن اسحق بن ربيعة.

أما قبائل العبابدة يدّعون أنهم من سلالة عبّاد الثالث وهو من حفدة الزبير بن العوّام "أيضاً!" مع أنه فى الحقيقة أن البشارية والعبابدة أصولهما من قبائل البِجّة التي وازت الفراعنة والنوبيين في بدايات سلم الحضارة، وتداخل نسبهم من النوبة قديماً. والبجة لهم شبه بالمجموعة ما قبل الأسرات المصرية. ولهم تاريخ مرصود وأطلقوا عليهم قديماً اسم البليميين،

وقبائل ميجاوي وهي كلمة فرعونية تعني الرجل المحارب، وهذا فخر كبير. وهم حاميون ويقال أنهم من سلالة أولاد كوش بن حام مثل النوبيون.

حدث اتحاد في بلاد النوبة بين الممالك النوبية وهي مملكة نوباتيا وعاصمتها فرس في النوبة السفلى بين الشلال الأول والثاني ومملكة مقرة عاصمتها دنقلا في النوبة الوسطى بين وادي حلفا وأبو حمد ومملكة علوة عاصمتها سوبا في النوبة العليا ونوباتيا قامت عام 540م على يد الملك سليكون وفي البداية اتخذ العاصمة في كلابشة ثم انتقل الى بلاد فرس على حدود السودان واما النوبة العليا عندما سقطت عام 1404 مملكة علوة على يد الفونج انتقلت العاصمة الى سنار لتسمى المملكة الزرقاء.
قاد شمس الدين أخى صلاح الدين الأيوبى بحملة حربية بالهجوم على بلاد النوبة وقامت بتخريب واسع النطاق شمل دير القديس سمعان ياسوان وكنيسة ابريم بالنوبة , وسبى أهالى تلك المنطقة وأسرو الأسقف القبطى المصرى وباعوه عبداً كما باعوا الباقيين فى أسواق العبيد

وحينما قام علماء الآثار بعملية إنقاذ آثار النوبة قبيل بناء السد العالى عثروا خلال حفرياتهم على بقايا كنيسة أبريم كما عثروا على عدد من الكنائس بعضها أطلال وبعضها يكاد يكون سليما وهذا دليل على تحطيم بعضها وفقدان الكنائس الأخرى شعبها لأن الحملة الحربية الإسلامية باعتهم فى أسواق النخاسة .. راجع كتاب سوريال عطية عن تاريخ المسيحية الشرقية ( ابللغة الإنجليزية ) ص 95

عثرت البعثة البولندية للآثار برئاسة البروفوسير كازيمير ميخالوفسكى (1) Prof Kozimiers michalowsk أثناء تنقيبهم فى منطقة النوبة ليحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآثار فى المنطقة التى ستغمرها مياة النيل بعد الإنتهاء من بناء السد العالى فى بلدة فراس (2) Faras وقف المنقبون مذهولين عندما وجدوا أمامه كنيسة نوبية كاملة وقد زينت جدرانها بالأيقونات الملونة التى حفظت الرمال وهواء الصحراء الجاف بهائها , حتى ليتخيل المرء أن العمال قد أنتهوا تواً صناعتها .

وقد بدأت البعثة البولندية تنقيبها على أثر النداء الذى وجهته هيئة اليونسكو إلى العالم لإنقاذ آثار النوبة سنة 1960 م .. وفى فبراير سنة 1963م عثرت على هذه الكنيسة وغيرها من الاثآر المسيحية النوبية القبطية , كما لاحظت البعثة أن بعض هذه الكنائس كانت أصلاً معابد فرعونية لأن الأيقونات المسيحية كانت محاطة بزخارف فرعونية هيرغلوفية أو بصور الالهة القديمة ربما كانت هذا الأمر فى المرحلة الأولى من التحول إلى المسيحية فى النوبة .

ونشرت هذه الإكتشافات الأثرية فى جميع الصحف العالمية ومن بينها صنداى تايمز (3) The Sunday Times Magazine - July 14- 1963 pp1-11راجع أيضا قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثالث د/ أيريس حبيب المصرى ص 90- 91 وذكرت الصنداى تايمز أن الأيقونات التى تم العثور عليها أيقونات بيزنطية , وقالوا أن النوبة ظلت على صلتها ببيزنطه وأنقطعت صلتها بمصر !! وأن بيزنطة هى التى بشرت النوبة بالمسيحية , وكان التناقض واضحاً فى كلمات نفس المقال لأنهم قالوا : أن كنيسة مصر القبطية أرسلت بعثات تبشيرية للنوبة ..

إلا أنه يمكن القول أن الفن البيزنطى هو إحدى فنون الأيقونات التى تميز عائلة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية , وهم حوالى 11 كنيسة أرثوذكسية تجمعها هذه الكلمة , ولشهرة وأوربية الكنيسة البيزنطية لأنها كانت مركز الأمبراطورية البيزنطية أطلق على فن الأيقونات بالفن البيزنطى , وكل كنيسة لها طقسها وفنها المتميز عن الكنيسة الأخرى وهذا راجع إلى الحس والثقافة الوطنية لهذا نجد تشابها فى النظام العام لفن الأيقونات فى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية ولكن فى التفاصيل الدقيقة نجد هناك إختلافات كثيرة من ناحية المقاييس بين الوجه والجسم والألوان وطبخها وغيرها من التى يستخدمها فنانوا كل كنيسة , لهذا نجد إختلافاً كبيراً بين فن الأيقونات فى الكنائس اليونانية الأرثوذكسية البيزنطية , وفن الأيقونات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحتى فن الأيقونات فى الكنيسة النوبية التابعة للكنيسة القبطية تختلف عنهما

سقوط مملكة النوبــــة المسيحية فى يد الإسلام فى عصر الظاهر بيبرس .
-------------------------------------------------------------

وحدث عندما كان الملك الظاهر بيبرس فى الشام يحارب التتار أن تولى على ممالك النوبة ملك اسمه داود , تصرف الملك داود تصرفاً أحمق غير محسوب عواقبه حيث أنه أستشار رجاله الغير مخلصين فأقدم على غزو أقليم اصوان وقام رجال جيشة بأضرار عظيمة فى تلك البلاد , ولم يدر الملك النوبى داود أنه جلب على نفسه وبلاده الأخطار حيث كانت أنظار الملك بيبرس والمماليك موجهه نحو الشام والتتار فى سوريا وآسيا الصغرى (الأناضول) لفت الملك النوبى نظر المماليك إليه وإلى بلاده , ويظهر أن المماليك جلبوا أعداد كبيرة جداً من العبيد بعد غزو الملك الظاهر بيبرس لمناطق الأناضول (تركيا حاليا) .

فقام الأمير المملوكى فى قوص فى الحال بالأنتقام والأخذ بالثأر فجرد حملة قوية وغزا بلاد النوبة وتوغل فيها حتى وصل إلى أقليم دنقلة وصار ينهب البلاد التى يغزوها ويمر عليها فى طريقة , ثم أسر العديد من الأسراف وأمراء النوبة وكان بينهم والى أقليم نوبيا الشمالى .

كيف عامل الملك الظاهر بيبرس الأسرى النوبيين?
____________________________________________

ولما رجع الملك الظاهر بيبرس إلى القاهرة بعد أن غزا أرمينيا وقضى على الباطنيين وهزم التتر , قدم له مماليكه أمرأة من النوبة من أشراف الأسرى علامة على الظفر وتذكاراً لأنتصارهم بغزو النوبة , وقدموا له الأسرى النوبيين فعاملهم بالقسوة والوحشية المعروفة عن المماليك حيث أمر بقطع كل واحد إلى شطرين .



خيانة فى صفوف النوبيين تؤدى إلى وقوع النوبة المسيحية فى يد الإسلام.
--------------------------------------------------------------

وهكذا كان تصرف داود ملك النوبة وبالاً عليه وعلى رجاله وعلى بلاده , وتعلق مسز بوتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 256 على تصرفات هذا الملك : " ويظهر أن ذلك الملك كان غير محبوب من شعبه حتى أنه فى سنة 1275 م (674هـ ) قام شيكندر ( يحتمل أن هذا الأسم هو تحريف إسم إسكندر) أبن اخيه الذى كان ولى عهده ووارثه فى الملك كأحكام التقاليد والنظام النوبى وإلتجأ إلى حكومة المسلمين بقيادة المماليك الملك الظاهر بيبرس , وخان إيمانه المسيحى وخان أهله وناسه وخان وطنه وباع بلاده للأسلام , وبالطبع فرح بيبرس للجوءه إليه وأستغل هذه الفرصة المناسبه وأرسل جيشاً كبيراً تحت قيادة أثنين من كبار أمرائه لغزو النوبة , وكان الغزو بحجة تأييد حقوق الوراثة وأعطائها إلى شيكندر وكان هذا سببا ظاهراً ولكن الحقيقة التى أنجلى عنها هذا الغزو كانت ضم بلاد النوبة إلى المملكة التى أسسها المماليك بقيادة ملكهم الظاهر بيبرس" .

فقابل النوبيون جحافل جيوش المماليك الغازية المدربة فى الحروب مع التتار وحاربوهم بشجاعة منقطعة النظير لكنهم هزموا أخيراً وتقدم جيش المماليك فى اتجاه القرى والمدن فى داخل البلاد وصاروا يقتلون ويأسرون كل من كان يقابلهم فى طريقهم وأجبر والى الأقليم الجنوبى على الخضوع والإعتراف بشيكندر ملكاً عليه بدل داود وسمح له بإداره حكومة البلاد .

أما داود فقد جهز جيشا كبيراً وقاده بنفسه وهاجم جيش المماليك ولكنه أنهزم وأسروا امه وأخواته وفر هو من أمام المماليك , ونودى بـ شيكندر ملكاً لبلاد النوبة بدل داود بشرط خضوع إستسلامية للمماليك هى :-

أولاً : أن يتنازل لسلطان مصر عن أقليم نوبيا الشمالى ( وهذا الأقليم هو ربع بلاد النوبة وتعتبر أراضيه من أكثر أراضى النوبة خصوبة ) .

ثانياً : أن يعيد تقديم الجزية القديمة وهى 400 عبد ( ملاحظة : كانت هذه الجزية قد تخلصت منها النوبة لمدة قرنين - وهى الجزية التى فرضت عليهم منذ الغزو العربى الإسلامى وكانت ترسل لوالى مصر العربى المسلم بدلا من المماليك مع ثلاثة أفيال وثلاثة ظرافات وخمسة نمور مخططه ومائة هجين ثور )

ثالثا : يطلق كل الأسرى الالذين اخذهم داود عند حملته على أصوان

رابعا : أن يرسل للملك الظاهر بيبرس كل أموال وذخائر ومواشى الملك داود والأشراف الذين ماتوا فى الحرب .

خامساً : أن يقبل تأسيس وكالة سياسية فى دنقلة عاصمة البلاد ويقيم فيها نواب مسلمين ممثلين عن حكومة المماليك فى مصر لمراقبة جمع الجزية المستحقه للملك الظاهر بيبرس .

سادساً : أن يقوم الرجال المسلمين الذين أسرهم داود فى حملتة على أصوان بهدم الكنيسة التى بناها داؤود سئ السياسة وهذا نص من نصوص معاهدة الإستسلام , وأخذ الأمراء كل العطايا التى وهبها ملك النوبة للكنيسة عند إكمال بنائها وتقدر بثلاثة عشر ألف دينار .

ومن ذلك الحين صار هدف المماليك إسقاط الممالك المسيحية فى السودان وهو الشغل الشاغل والمسئلة الوحيده التى تشبع نهم المماليك فى الأنتصارات العسكرية وإظهار شجاعتهم .

ومن وجهه النظر الخرى كان جمع الرقيق للجزية التى فرضها المماليك أوجدت الفوضى والتفرقة فى الداخل بين الممالك واسس خصومات وأو جدت حروب داخليه وفسد النظام الحكومى النوبى نتيجة للتدخل الخارجى , ولذا تعسر وجود حكم قوى فى السودان , وبدأت الممالك السودان تسقط الواحده وراء الأخرى , وكان سكان بلاد النوبة السودان الآن معظمهم أقباط ولولا تلك الخيانة ومعاهدة الإستسلام الإسلامية المخجلة وجمع الرقيق الأمر الذى كان مثل السوس ينخر فى عظام تلك الممالك لكان من المنتظر أن تنهض تلك الممالك المسيحية مرة أخرى كما حدث من قبل وتكافح الغزو الإسلامى بدلً من السقوط الأبدى وكان وقوع الأقليم النوبى الشمالى من النوبة فى يد المماليك أكبر ضربة لهذه المماليك

وعندما وضع المماليك يدهم على الممالك المسيحية خيروا اهالى السودان بين ثلاثة إختيارات الإسلام والجزية أو القتل فإختار الأهالى المسيحيين الأقباط دفع الجزية وصار كل ذكر يدفع عن نفسه دينارا واحداً كل سنة .

وإحتل جيش المماليك مدينة دنقله سبعة عشر يوما فقط إذ بعد أن وقع الأمراء المماليك المعاهدة مع شيكنتر ملك النوبة الجديد عادوا بجيشهم إلى مصر تحت قيادة أمير أسمه أق سنقر القرغى سنة 674 هـ



************************************************************************************

ذكرت مجلة الكرازة لسان حال الكنيسة القبطية والتى تصدر فى مصر بتاريخ السنة الرابعة والثلاثون الجمعة 17 مارس 2006 8 برمهات 1722ش العددان9-10 خبراً قالت فيه


رسالة ماجيستير لنيافة الأنبا دانييل أسقف سيدنى وتوابعها :

موضوع الرسالة : الكرازة المرقسية فى منطقة جبال النوبة .

وقد حازت رسالته النجاح بدرجة أمتياز .

وكانت لجنة المناقشة برئاسة نيافة الأنبا بيشوى , وعضوية أ . د / رسمى عبد الملك , أ . د / أنطون يعقوب , أ . د / ثروت أسحق , أ . د / جورج ميشيل


المــــراجع

(1) راجع لمزيد من المعلومات http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=33240

لمسـيحية السـودانية



Post: #43
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: نهال الطيب
Date: 05-13-2007, 07:49 PM
Parent: #42

رجاء حبيبة القلب

اتذكرت حبوبة صفية جارتنا القبطية تلك السيدة الحنونة اللطيفة
تعتز بسودانيتها وتمارسها بكل ما هو جميل فيها
لم أفهم معنى انها قبطية الأعندما كبرت لانها كانت دوما ليست مختلفة عن بقية الحبوبات إنها تشبههن تماما

الاقباط قوم رائعين بمحبتهم وتسامحهم

تسلمي يا غالية

مودتي

Post: #44
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: هاشم نوريت
Date: 05-13-2007, 07:51 PM
Parent: #43

رجاء
دبايتو
باقى ليك هم مقصرين؟

Post: #45
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: رأفت ميلاد
Date: 05-13-2007, 09:40 PM
Parent: #44

رجاء سلام

Quote: في إنتظار إفادة الصديق رأفت ميلاد

تعرف يا كمال الزين الفرق بين واقعنا وواقع المصريين الكراهية مزروعة تاريخيآ والعرب غزو مصر ( إسلاميآ ) . أقصد نوع الفتح . فالمسألة إغتصاب أرض وهوية . أما السودان تأسلم سلميآ لذلك التعايش تم سلميآ وبهدؤ . بل هجرات الأقباط الأولى للسودان كانت هروبآ من الإضطهاد الدينى من الغزاة.
هسة ينط لى بشاشا . طيب كان زعلان ما كنت تدفع الجزية لعبدالله بن السرح



Quote: واحد من ظرفاء ام درمان كان يجاور الاقباط واظن في المسالمة توفي احد الاقباط فذهب الي العزاء وبعد العزاء التقي احد اصدقائه وساله اين كنت فقال ليه مشيت اديت ناس فلان الاقباط الفاتحة في ابوهم وساله كيف اديتهم الفاتحة وهم مسيحين قال ليهو لا ما تخاف قريت ليهم قل يا ايها الكافرون


بالمناسبة يا أساسى المداعبات دى فى المسالمة أريحية والمسالمة العلاقة فيها فعلآ متفردة

أحكى ليك واحدة ظريفة
طبعآ نحن أهلنا فى المسالمة سمر والأسامى مشتركة فقالوا إتنين أصحاب طالعين ونازلين . يوم واحد سأل المسلم قال ليه ( صحبك فلان القبطى وين ) فمشى ليه قال ليه إنت قبطى ? رد عليه بالإيجاب قال ليه ياخوى نحن بنسكر سوا وبنهجج سوا ورمضان فاطرنو سوا الكافر ليها شنو ?

وبعدين يا حسام زكية جدتك إنت ودرست والدتك أنا عمتى . عشان ساكتين ليك على الأخ رأفت دى

مودتى

Post: #46
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: حسام يوسف
Date: 05-13-2007, 09:56 PM
Parent: #45

Quote: وبعدين يا حسام زكية جدتك إنت ودرست والدتك أنا عمتى . عشان ساكتين ليك على الأخ رأفت دى


عمو رافت انا قلت اصغرك شويه لكن لك العتبة حتي ترضي

لك والاسرة كل الود

Post: #96
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 02:54 PM
Parent: #45

العزيز رأفت..

سلام ومحبة..

شرًفت البوست.. وسأقوم بالرد على مداخلتك اللاحقة..

تحياتي

Post: #103
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: كمال علي الزين
Date: 05-16-2007, 09:34 PM
Parent: #45

Quote: تعرف يا كمال الزين الفرق بين واقعنا وواقع المصريين الكراهية مزروعة تاريخيآ والعرب غزو مصر ( إسلاميآ ) . أقصد نوع الفتح . فالمسألة إغتصاب أرض وهوية . أما السودان تأسلم سلميآ لذلك التعايش تم سلميآ وبهدؤ . بل هجرات الأقباط الأولى للسودان كانت هروبآ من الإضطهاد الدينى من الغزاة.
هسة ينط لى بشاشا . طيب كان زعلان ما كنت تدفع الجزية لعبدالله بن السرح


العزيز/ رأفت ميلاد

تحياتي

الدين ياصديقي مسألة شخصية جداً ..

ولم يبعث الله الأنبياء ليتقاتل الناس حول أمرهم ..

بعدين عليك الله في أجمل وأصدق وأكثر أمانة من الإقباط ..؟؟



يازول الدين الإسلامي ده في آخر زماننا ده بقى مشروع مربح ..

والطريف أن بعض غلاة أقصى اليمين الديني السياسي طبعاً ..

يعتبرون أن غيرهم من المسلمين أيضاً ليسوا بمسلمين ..؟؟



محبتي

Post: #95
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 02:52 PM
Parent: #44

العزيز نوريت..

سلام وتحية..

لم أفهم قصدك بـ: باقى ليك هم مقصرين؟

هل تعني أن الأقباط يمارسون نفس الشئ مع المسلمين..؟

إذا كان هذا قصدك أرجو توضيح في أي بلد قام الأقباط المسيطرين على مقاليد الحكم بمعاملة المسلمين كمواطنين درجة ثانية حقوقهم اقل من المسيحيين..؟

في إنتظارك..

تحياتي

Post: #94
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 02:46 PM
Parent: #43

الحبيبة نهال..

سلام ومحبة..

جيلنا والأجيال التي سبقتنا لم يعرفوا الفرق بين المسلمين والمسيحين في تعاملاتهم.. ولكن أطفال اليوم المسلم منهم يعرف أن المسيحي كافر وأنه يجب محاربته حتى يسلم. والمسيحي منهم يعرف أن المسلم إرهابي وقاتل للأبرياء..

وهذا كله من الأسلوب الجاهل الذي إتبعه البعض الذي يصر على تشويه كل ما هو جميل بين البشر..

ودي

Post: #93
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 02:46 PM
Parent: #42

الفاضل بكري..

تحايا وسلام..

اشكرك كثيرا لرفد البوست بكل هذه الإضافات القيًمة..

دمت

Post: #47
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-13-2007, 10:06 PM
Parent: #1

...لـو كـنت قـبـطـي فـي السـودان،

لـزمـت ضــل الـحـيـطة،
ودسـيت صـليـبي جـوة قميصـي،
وسـديت اضـاني من سـماع اجـراس الكنائـس،
ولـبسـت جـلابيـة وعـمـه كـاربـة،
ولـزوم التـمـوية والتعـمـية تكـون الـسـفة ظاهـرة في الـخـشـم،
البـلـد مـاأمــان.....،
البلـد مـاأمــــان....،
امبارح بـطـرس، وقبـله اركـانجـلو،
وبعـدهـم كـم وكـم اتشـردوا واتبهـدلـوا، ولـمتـم مـدن اروبـا واستـراليا وبـلادمـاسـمعـوا بيهـا لافي كـتب جـغرافيا ولا في افلام هـنـدية،
.....
....
لـو كنت قبـطي فـي السـودان،
أنـسي اعـيادي والغـي من مـفكرتي عيـد الكريـسـماس والفصـح ،
وادروش فـي حـــمـــد النيـــل،
وادفع اشـتراكي فـي كــل حـــوليــة،
وابـني لـي مـزيــرة قـدام البيـت لكل عـابر سبيل واكتب عـليها
" مـزيرة الـجـهاد ضـد الـكـفار "،
....
....
الـمغـول لســه حـاكمـين البـلاد،
عـندهـم الـجـيش والأمـن والبوليس ووزارة العـدل والصـحافة وفلوس البترول،
ومليشـيات اسـلامية طـلابية وتنظـيم شـعبـي وجــنـجـويـد،
وقـصـر لـمه كـل الأسـماء اللامـعة فـي مـجـالات القتل والتصـفيات الجـسـدية،
بلـد مــحـكومـة بقـوانيـن: الامام الـمهـدي وعلي دينار والتعايـشي وغـردون وكتشـنر وشـريعـة نـمـيري وسـكاكـيـن قتـلة مـحـمـد طـه.

لـو كـنت قـبطـي فـي الـسـودان ومـاقـدرت أهــاجـر، اعـمـل الـحـاجـات
الـمكـتوبة فـوق!!!!!!.

Post: #51
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: omar ali
Date: 05-14-2007, 02:58 AM
Parent: #1

هذه مصر التي لبست قشرة الحداثة
علي مدي قرن من الزمان والروح
جاهلية ظلامية...مذابح دينية في
مطلع القرن الحادي والعشرين..
الاغلبية المسلمة لا تطيق وجودآ
للاقلية المسيحية المضطهدة.

Quote:


مصر: مخاوف من عودة رياح العنف الطائفي والبابا يتهم الحكومة بالتخاذل عن حماية الاقباط

14/05/2007

القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام ابو طالب: تخيم علي اجواء المدن المصرية مخاوف من فتنة واسعة بين مسلمي مصر واقباطها وذلك اثر حدوث حالة من الاحتقان بين الفصيلين بعد اقل من ثلاثة ايام علــــي حــــوادث قرية مهيا جنوب الجيزة والتي شهدت مواجهات بين المسلمين والمسيحيين بسبب الصـــــراع علي منزل سعي صاحبه لان يحوله لكنيسة.
وقد نجحت قوات الامن والاجهزة المحلية في الحيلولة دون وقوع فتنة في احدي قري محافظة القليوبية بسبب خلاف علي ملكية قطعة صغيرة من الارض.
وعلمت القدس العربي ان عددا من مستشاري البابا شنوده ضغطوا عليه طيلة اليومين الماضيين بغرض دفعه علي اصدار بيان يندد فيه بالحكومة المصرية لما اسموه بتخاذلها عن حماية المسيحيين في قرية مهيا.
واكد مصدر بارز داخل الكنيسة رفض ذكر اسمه ان شنــــوده غاضب بشدة بسبب ما اعتبره تراخي الحكــــومة في الحيلولة دون وقوع المواجهات الاخيرة.
وذكر ان كبار رجال الكنيسة يعيشون هواجس كبيرة خشية تكرار حوادث الزاوية الحمراء التي شهدتها مصر في الفترة الاخيرة من عهد الرئيس الراحل انور السادات وهي الحوادث التي ادت لتدهور غير مسبوق في العلاقة بين المسلمين والاقباط.
وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي اكد نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا شنوده ان قداسة البابا سيصدر قرار ادانة للحكومة المصرية خلال ساعات بسبب حوادث العياط.
اضاف جبرائيل ان الكنيسة تعزو مختلف الصراعات التي تحدث بين عنصري الامة الي تأخر صدور قانون بناء دور العبادة الموحد والذي يطالب به الاقباط منذ عدة اعوام والمتوقع ان يؤدي لحل المشاكل التاريخية بين الجانبين.
ومن المعروف ان العديد من المواجهات سببها الرئيسي يتمثل في الاعتراض علي بناء كنائس او مساجد في قري الصعيد والدلتا.
وفي تصريحاته اكد جبرائيل ان الكنيسة ستطالب الحكومة بعدة مطالب قبل القبول بأي تسوية في حوادث العياط اهمها وقف الهجوم علي دور العبادة التابعة للاقباط ومحاسبة المشايخ والاساتذة الذين يقومون بتأليف كتب تهاجم العقيدة المسيحية.
وقد ندد الانبا بيشوي رئيس المجمع المقدس للاقباط باحداث العياط وانتقد تعامل الحكومة معها معتبرا اياها بانها تؤجج الصراع بين مسلمي مصر واقباطها وتدفع لحرق اهم منجز في حياة المصريين والمتمثل في الوحدة الوطنية.
وهاجم بيشوي الذين يزعمون بان الاقباط وراء الاحداث وقال: اذا لم تتحرك الحكومة الان فان الاوضاع مرشحة للانفجار خلال المرحلة القادمة.
علي صعيد آخر حذر جمال اسعد عبد الملاك عضو مجلس الشعب السابق من ان تستخدم الحكومة الاحتقان الموجود بين الطائفتين في الهروب من مسؤولياتها الاقتصادية والاجتماعية التي هي السبب الرئيسي في الاحتقان حيث يدفع الفقر والبطالة علي حد رأي عبد الملاك المواطنين في كلا الجانبين للتطرف والتشدد.
ودعا المفكر جمال البنا كلا الفريقين الي المصالحة محذراً من ان تتعرض الوحدة الوطنية للانهيار.
وقال البنا لـ القدس العربي : اعظم ما نجح المصريون في الحفاظ عليه حتي الآن هو الوحدة بين عنصري الامة بل ربما يكون ذلك هو الانجاز الوحيد الباقي الذي بوسع المصريين ان يفتخروا به.
جدير بالذكر ان مصادر امنية اكدت ان احداث العياط اسفرت فقط عن اصابة خمسة افراد وحرق خمسة منازل بينما تشير تقارير الكنيسة الي حرق اربعين منزلا وعدد كبير من الاراضي الزراعية واصابة 35 شخصا.


Post: #57
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 05-14-2007, 10:42 AM
Parent: #51

Quote: تعرف يا كمال الزين الفرق بين واقعنا وواقع المصريين الكراهية مزروعة تاريخيآ والعرب غزو مصر ( إسلاميآ ) . أقصد نوع الفتح . فالمسألة إغتصاب أرض وهوية . أما السودان تأسلم سلميآ لذلك التعايش تم سلميآ وبهدؤ . بل هجرات الأقباط الأولى للسودان كانت هروبآ من الإضطهاد الدينى من الغزاة.

Post: #97
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 10:13 PM
Parent: #51

العزيز عمر علي..

سلام ومحبة..

عند حدثت فتنة الإسكندرية منذ عامين كشفت مدى خطورة الأمر..
وهي الأحداث التي صاحبت الترشيحات لمجلس الشعب..
عرفت وتابعت التوتر بين المسلمين والأقباط. ولكن ما حدث وقتها أوضح إلى أي مدى نجهل بحقيقة الوضع بين الإثنين..

شكرا كثيرا لإيراد الخبر..

تحياتي

Post: #54
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-14-2007, 10:32 AM
Parent: #1



أسباب الأحداث الطائفية فى مصر!؟
------------------------------
2007 الأحد 13 مايو
عادل حزين

إيلاف>> أصداء إيلاف.

تثور وتهدأ فى مصر بين الوقت والآخر عمليات إجرامية يقوم بها بعض المسلمون ممن يظنون أنفسهم متدينون. ويطلق الإعلام الموجه أغلبه والساذج بعضه على تلك العمليات دائما إسماء دلع بين "فتنة طائفية" و "إشتباكات طائفية" وأحيانا مجرد "أحداث مؤسفة"! وفى الحقيقة لا نظن أن الإسلام وحده سبب كاف لتفسير تلك الجرائم! وإلا لكان تكرر وقوعها بوتيرة أسرع وبمعدل أكثر إنتشارا بكثير، ولا يدحض هذا المنطق التقول بالقانون الدولى ولا لجان حقوق الإنسان التى إنتشرت مظلة حمايتها للأقليات فى اغلب دول العالم لسبب وجيه وهو أن من يقوم بتلك الأفعال لا يعرف السما من العما، وأبطالها عادة من الدهماء والغوغاء وحثالة الأرض سواء قياديها الميدانيين أم وقودها من الدهماء.

أما من يحرثون التربة لمثل تلك الأحداث ويهيئون المناخ ويشجعون حدوثها فهم أبعد الناس عن المسؤلية المباشرة عنها وأيضا عن سلطة القانون الدولى أو الإنسانى، وعلى من لا يصدق هذا أن ينظر إلى السيد صفوت "الشريف خالص" وإلى السادات وحتى إلى مبارك ولن يرى أى بادرة ذنب ولا دليل إدانة واحد رغم مسؤليتهم المباشرة عما يجرى، إذ مهدوا التربة وحرثوها، وأستوردوا البذور وحفظوها، وتعهدوها بالرى والعناية حتى توحشت وبدأت تؤتى أكلها إجراما وسلبا وقتلا وحرقا لنفوس وأملاك أقباط مصر!

السبب الرئيسى لتلك الأحداث فى رأينا هو البرمجة والقصد الحكومى من أعلى المستويات لتوجيه الكراهية، والتى هى بدون ادنى شك متأججة فى نفوس الشعب المصرى، ضد المختلفين فى الدين أو المذهب أو حتى الطائفة واللون. من الغفلة أن يظن أحدا أن غالبية الشعب المصرى الذى يسكن القبور ومدن الصفيح العشوائية، الغالبية التى لا تنال أى قسط من التعليم، الغالبية التى إذا مرض أحد أفرادها يموت لعدم توفر الطبابة والدواء، الأغلبية التى ينتحر بعض أرباب الأسر فيها لعجزهم عن توفير مستوى آدمى للمعيشة لأولاده، الغالبية التى لا تستطيع تسلق السلم الإجتماعى لتحسين وضع أجيالها القادمة لأن جميع تلك المستويات قد تم حجزها بالوراثة وبالرشوة من أول الإعلام حتى الحقل الدبلوماسى والقضائى والشرطة وأيضا الجيش.

الدليل على ذلك أوضح من شمس بؤونة. الدليل على ذلك أن جميع تلك الأحداث إنما تنشأ وتستفحل فى الأماكن وبين الأوساط الدنيا من المجتمع. هل سمعنا عن أحداث "طائفية مؤسفة" فى مصر الجديدة أو الزمالك بالقاهرة؟ هل سمعنا بها – رغم تغلغل الجماعة المنحلة- فى رشدى أو جناكليس أو سان إستفانو بالأسكندرية؟ لماذا لم نرى وجها محجبا ناهيك عن منقب خلال بطولة افريقيا لكرة القدم التى ملأت المدرجات فيها فتيات مصريات جميلات يرسمون على وجوههن علم مصر الذى ربما لم يشاهده الكثيرون قبلا! فى بلد كمصر كل شىء فيه يتم بناء على توجيهات السيد الرئيس فلا يمكن إعفاء السيد الرئيس من مسؤلية تلك الجرائم وعلى هذا يجرى قضاء المحكمة الدولية وكان هذا هو أساس الحكم بإدانة ميلوفيتش فى جرائم البوسنة... ليس لأنه أجراها بيده وغنما لأنه كان مسؤلا عنها بحكم قيادته للدولة الصربية وقتها!

عادل حزين
نيويورك


Post: #55
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: محمد فرح
Date: 05-14-2007, 10:39 AM
Parent: #54

أخت رجاء
لك التحيه
أريد أن أتحدث قليلاً عن أقباط السودان إذا أمكن فهم يستحقون منا كل التقدير والإحترام عايشناهم فلم نجد منهم إلا المحبه والإلفه لايخطأون على أحد وديدنهم البسمه وحب الخير للجميع وهم بحق (مسلمون بلا إسلام) من خلال تعاملهم النبيل مع الجميع ....

Post: #100
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-16-2007, 07:43 PM
Parent: #55

العزيز محمد فرح..

سلام وتحية..

مرحبا بحديثك عن أقباط السودان..

ملاحظة (مسلمون بلا إسلام) أجدها تتردد كثيرا عند المسلمين.. لماذا نفترض أن الديانات الأخرى لا توجد بها تعاليم مثلها مثل الإسلام.. وهي التي تجعلهم يتعاملون بنبل كما نرى..؟

دائما ما أعكس الأشياء لأصل لنتيجة..
مثلا إذا سمعنا مسيحيا يقول أنه عاش بين المسلمين ووجد نفر كريم (مسيحيون بلا مسيحية)..
هل ترضى أنت كمسلم أن توصف كذلك..؟ إذا كانت الإجابة نعم.. يمكن إذن تقبًل وصف (مسلمون بلا إسلام)..

تحياتي

Post: #56
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عواطف الطيب حسن
Date: 05-14-2007, 10:39 AM
Parent: #1

العزيزة رجوية تحياتي

عارفة يا رجاء ذكرتيني لمن كنا في مدرسة بحري القديمة الثانوية وكانت زميلتي في الصف لويس عوض

والله كانت من اطيب واميز البنات وكنت دائماَ بعمل معاها تبادل لسندويتش المدرسة لانها كانت بتحب

طعمية الوالدة شديد وغالباَ ما كنت آخد منها حقها واديها سندويتشي وكانت ايام.

كما اذكر ايضا وبعد ان تزوجت وانجبت ابنتي تسنيم كنت بوديها للتطعيم لدي دكتورة فوزية

عبدالستار وكانت مديرة ادارة التطعيم بوزارة الصحة سنة86-87 وكانت مثال للطبيب البارع ومثال

للطيبة والاخلاق والذوق في التعامل واديك مثال :زوجي من النوع البيخاف علي اولاده شديد وكنا لمن

نمشي لموعد التطعيم بيطلب من الدكتورة تفتح دواء جديد وتطعم منه تسنيم وحتي لو نحن شفناها

بتفتح في الدواء لكن لطفل تاني لما يجي دور تسنيم تفتح واحد جديد وترمي الفتحته وهي بتضحك

وتقول بت محمد لازم افتح ليها واحد براها اسع عليك الله لو ديل دكاترة الزمن ده ما كان طردتنا من

عيادتها .وكانت عيادتها للتطعيم في بيتها في بحري جنب المدرسة القبطية .رجعت مرة السودان وعندي

بنتي عاوزة اطعمها مشيت سألت منها قالوا هاجرت استراليا.الله يطراهم بالخير.

Post: #110
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-18-2007, 09:19 AM
Parent: #56

العزيزة عواطف..

سلام ومحبة..

للأسف الهجرة التي طالتنا في السودان عموما أفقدتنا كثير من أهلنا الأقباط والتي لم تكن في مجملها هجرة إقتصادية..
فبعد قوانين سبتمبر شعر كثير من المسيحيين بأن وجودهم في بلدهم هذا أصبح غريبا..

وكما يسأل المسلمون الهداية لمن يخالفهم.. أسال الهداية لكل من تسبب في تصنيف مواطنين الدولة الواحدة إلى درجة اولى وثانية..

سعدت بمشاركتك..

Post: #58
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sabri Elshareef
Date: 05-14-2007, 10:53 AM
Parent: #1

الاخت رجاء
لك التحية

المسيحيين/ات يتعرضون لاسوا انواع المعاملة

ولا طريق يحفظ للجميع الكرامة الا بالدولة العلمانية فصل الدين عن الدولة لا يحتاج

لتلاعب بالالفاظ وهو الحق الضامن للمواطنة لي تجارب كثيرة اسمعها من المسلمين لبث الكراهية ذد المسيحيين بل ذد اخوننا في الوطن السودان واول ما يعرفك مسلم ينزل شتيمة في هذا المسيحي الطيبان الذي لا ذنب له سواء ان ديانته غير ديانة المسلم

انا ارفقت موضوع تعرض مجموعة من قبط مصر للضرب وسوف اضعه هنا حتي نفتح كوه ضوء
لواقع افضل انسانية

Post: #59
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sabri Elshareef
Date: 05-14-2007, 10:58 AM
Parent: #1

Quote: أخت رجاء
لك التحيه
أريد أن أتحدث قليلاً عن أقباط السودان إذا أمكن فهم يستحقون منا كل التقدير والإحترام عايشناهم فلم نجد منهم إلا المحبه والإلفه لايخطأون على أحد وديدنهم البسمه وحب الخير للجميع وهم بحق (مسلمون بلا إسلام) من خلال تعاملهم النبيل مع الجميع ...




هسه عليك الله يا رجاء انظري لهذا المعلق محمد فرح شوفيه شايت ضفاري كيف

كان هذا المسيحي دينه غير لا يعطي التعامل النبيل ولا يوجد هذا الا في الاسلام

طيب مسلمي/ات التعامل غير النبيل ديل يودوهم لاي دين
انا اعتقد حرية الانسان هي الاساس والمسيحي والمسلم واللا ديني كلهم بشر

المحبة للجميع والدين لله والمواطنة اخوتها افضل من اخوة الاديان

Post: #63
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sabri Elshareef
Date: 05-14-2007, 11:13 AM
Parent: #1

أصيب 10 مسيحيين أحدهم حالته خطرة وأحرق 27 منزلا لهم



لتوحيد الجهد ومتابعة القراء واتمني ان نبدا في حملة لحرية الاعتقاد واحترام الديانات

Post: #64
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-14-2007, 11:30 AM
Parent: #1

وطنية أقباط السودان.
------------------

بقلم: سمير اسوس عطاالله.

Article Submission Date

23 July, 2005

كان أغلب الاقباط قد تركوا السودان أثناء حكم المهدى ، غير أن فئة قليلة استقرت فيه. وهذه الفئة لاقت ما لاقت من ضغوط ، وفرض على كثيرين الزواج من السرارى، هؤلاء بعضهم عاد الى المسيحية وبعضهم لم يعد .. ومن هنا كانت لفظة المسالمة، وحى المسالمة بأم درمان، وبعد فتح السودان 1899م – عاد الأقباط إلى السودان وذلك لمباشرة أعمال متعدده فيه ...
ويحكى التاريخ بأنه وعندما أستعيد السودان سنة 1899م أبى الأنجليز إلا أن ينفردوا بشئونه، ولكن الأقباط عرفوا كيف يفوتون عليهم غرضهم، إذ لم تمضى سنتان على الاستعادة حتى إختار الأقباط رقعة كبيرة من الأرض شمالى أم درمان وابتنوا فيها مساكنهم، فحملت اسمهم التقليدى " حارة النصارى" وعملوا فى جميع الميادين، وبالأخص ميدان التجارة، ففى الوقت الذى ضيق فيه البريطانيين بأموالهم تصرف هناك، بادر الاقباط بطرح أموالهم فى السوق، فلم يمضى على وجودهم عشر سنوات حتى بلغ عددهم مبلغا" بعد أن كانت لهم ست كنائس بنيت كلها بأموال من استقروا هناك. ودعى البطريرك كيرلس الخامس لافتتاح كنيسة هناك ، حيث استقبل استقبالا" رائعا من الشعب والحكومة.. واذا كانت تجارة السودان فى عام 1914 قد انتعشت ، فإن من سكن السودان من الأقباط سواء فى الخرطوم أو أم درمان أو عواصم الاقاليم كانوا من ورائها الأقباط، يدفعونها بالجهد والعرق والدم .. وإذا ذكروا البريطانيون بأنهم هم الذين حملوا الحضارة الى السودان، عارضهم الأقباط فى ذلك، إذ لم يفتح البريطانيون بأموالهم أو أموال غيرهم غير مدرسة واحدة، بينما أنشأ الأقباط أربع عشرة مدرسة بين ابتدائية وثانوية للبنين والبنات، كما عاش الاقباط مختلطين بالسودانيين يعلمونهم ، بينما ترفع أنصاف الالهة من البريطانيين عن هذا الاختلاط .. ولهذا كان لابد أن يرسل أسقفا" لرعاية شئون الأقباط الروحية بالسودان .. وعندما وصل الأنبا صرابامون بدأ فى تأسيس كنيسة بالسودان، وكان عدد قليل من الاقباط قد وصل الى الخرطوم بالاضافة الى المسالمة الذين لم يتركوا السودان، وانما عاشوا فيه وتزوجوا بالسرارى، أولئك بدأ يعمل الأنبا صرابامون فى وسطهم، فقام بتعميد كثيرين منهم، وكون كنيسة قبطية بالخرطوم.. وهى أول كنيسة بالسودان، وفى عام 1898 وبجوار الكنيسة وفى حجرة واحدة ، إفتتح نيافة الأنبا صرابامون أول مدرسة روضه واستمرت المدرسة وقد كان ناظرها المرحوم " حبيب سلامه " – وفى عام 1904 أختير المكان الحالى لكنيسة العذراء لكى تبنى بالمستوى المناسب الذى يلائم الاقباط الذين كانوا يحتلون أعظم المناصب فى الحكومة، وكانوا يحملون العبء الاكبر فى تنظيم التجارة فى السودان. وقد اعطت الحكومة للأنبا صرابامون قطعة أرض مساحتها ثلاثه أفدنه لتقام عليها الكنيسه والمدارس فيها فيما بعد – وإهتم البابا كيرلس الخامس ببناء كاتدرائية العذراء تحت إشراف مهندس البطريركية ، وفى عهد المرحوم " إبراهيم بك خليل" الذى قام بتغطية تكاليف مبانى الكنيسة وأشرف على البناء، وقد تم تدشين الكنيسة 1909، ورقى الأنبا صرابامون مطرانا" فى الاحتفال بتكريس كنيسة السيدة العذراء ، بعد هذا توالى بناء الكنائس ، حيث بنيت كنيسة السيدة العذراء بأم درمان 1912 وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالخرطوم بحرى فى نفس العام وكنيسة السيدة العذراء بعطبره فى عام 1914، ثم بعد هذا بنيت كنائس فى الأبيض عام 1915 والدامر وبورتسودان وباقى اقاليم السودان المختلفة، وكان الأنبا صرابامون عنده رغبة جازمة فى تعميم التعليم، وقد بدأ اول مدرسة روضة وقام نيافته برحلة الى مصر ، جاه فيها ربوع مصر من اسوان إلى الاسكندربة لجمع التبرعات ولتمويل المدارس، وعندما نستعرض تاريخ الأقباط فى السودان، نرى إهتماما" كبيرا منهم بقضية التعليم، فقد دخلوا الى هذا الميدان منذ أمد طويل، وهناك جهود كثيرة بذلت فى هذا المضمار وحبات عرق من رجال كبار سكبت لتروى ظمأ الإنسان الى العلم والمعرفة.
كثيرون تعبوا بعضهم نعرفه، والبعض لا نعرفه، لأنه اختار خدمه الجندى المجهول ولكن النتيجة هى واحدة خدمه ناجحه وسعى رؤوف من أجل محو أميه الإنسان وتعميم التعليم العام، خداما" لا يكتفون بالسطحية والدعاية الفضفاضه ، خداما" لا يأبهون بالمظاهر الشكليه، وليست فى حياتهم غضاضة، خداما" كالملح يذوبون ليبهجو الآخرين ، خداما" ثابتين على أساس النعمه راسخين ، خداما" عرفوا انهم مدعوون لخدمة الله، لا ينحرفون عن الحق ولا يخضعون للباطل، يتمتعون بصراحة القول ونزاهة العمل.
وكان رئيس الجمعيه فى ذلك الحين، هو المرحوم " سابا بولس " والد أديب بولس ، وكان أول ناظر للمدرسة هو " نسيم سمعان " وفى عام 1924 قام الأنبا صرابامون بتشييد الكلية القبطيه بنات، فى موضعها الحالى الآن، وكانت أول ناظرة للكلية القبطية بنات هى " الست نور " وقد سجل مؤرخو هذه الحقبه، إن مستوى المدارس كان رفيعا" واساتذتها من العلماء ، وكانت النتيجة سنويا 100% وقد فتحت هذه المدارس أبوابها للمسيحيين والمسلمين وخدمت السودان خدمة عظيمة، وتخرج منها شخصيات سودانيه لها مكانتها وظلت صرحا" عملاقا" ، وهى حتى الآن خير شاهد على عطاء الأقباط فى السودان.

Post: #112
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-18-2007, 04:16 PM
Parent: #64


Post: #65
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-14-2007, 11:45 AM
Parent: #1

تاريخ الاقباط في السودان
سماحة التعايش وجزالة العطاء.
--------------------------------


أمير الشعراني :
----------------
14-02-2007,

"منتديات سودانيات "


* رفعت الحكيم: كنيسة مطرانية الخرطوم بناها المهندس المسلم حمزة فيما بنى جبران القبطى جامع فاروق.
* البابا كيرولس تبرع بخمسين جنيهاً وهو يشهد وقائع انتخاب أول جمعية قبطية سودانية قبل مئة عام في الخرطوم.
* تقرير: أمير الشعراني
ونحن نخطط لانجاز هذا التقرير إسهاماً منا فى التوثيق لطائفة الاقباط ، بحثنا عن أى مخطوط أو كتاب يؤرخ لتاريخ الأقباط في السودان فلم نجد.
ربما تقاصر سعينا، فمن غير الممكن الاّ يكون هناك بحث يوثق لمسيرة شعب، ولم نجد بداً من الروايات الشفاهية التي اصطدمت هي نفسها بكون رواتها في حالة تعبد وانقطاع وصيام بعد حلول الجمعة الحزينة أو العظيمة عليهم، حسب التعاليم الدينية لطائفة الأقباط.
حين لجأنا للدكتور صفوت فانوس متا، الاستاذ بجامعة الخرطوم ليحدثنا عن " أهلنا " الأقباط، باعتباره أحد المحللين اللصيقين بالصحافة، وصديق " الرأى العام" منذ سنوات طوال، استبشر بالفكرة مستعيناً بالاستاذ وليم زكريا بشارة، مدير قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم.
من الصعوبة بمكان تحديد تاريخ بعينه لدخول الاقباط في السودان الذى لم يأخذ شكلاً منظماً في عهد الدويلات والممالك في الفترة التي سبقت الأتراك في السودان، ربما لأنه لم تكن هنالك دولة منظمة يسهل التعايش في كنفها من قبل طائفة منظمة اتت من دولة مركزية اكتملت أركان مؤسساتها الدينية والسياسية لحد بعيد..
استوطن الأقباط الخرطوم في فترة ما قبل المهدية، وكان ارتباطهم بها ارتباطاً مهنياً يتعلق بالتجارة وسرعان ما رحل بعضهم إلى أمدرمان للاستفادة من الميزة النسبية الذى يوفره مشرع أبوروف، الميناء الثاني للخرطوم الكبرى بعد الاسكلا، حيث التجارة المنسابة عبر النيل شمالاً.
هذا الافتراض، يبرره وجود بقايا كنيسة قبطية في المكان الذى بنى عليه الهيئة القومية للكهرباء وقبور بعض منتسبي الطائفة من كهنة وقساوسة وشعب حسبما قال لنا الاستاذ رفعت الحكيم، احد المهتمين بتاريخ الاقباط في السودان.
أول استيطان قبطى في العصر الحديث، كان في فترة الحكم الثنائي، المصرى التركي للسودان حيث اقامت عائلات قبطية كبيرة في الخرطوم لم تجد عنتاً في الانضمام لدواوين الدولة الناشئة باعتبارهم متعلمين إبتداءً في وقت عزّ فيه المتعلمين.
الأقباط والمهدية:
يعتبر مجئ المهدية وبالاً على الأقباط وإن بدا الدكتور صفوت فانوس مخففاً لوطأتها عليهم باعتبارها ثورة سودانية خالصة كانت لها معتقداتها وأهدافها ومشروعاً لدولة قطرية مركزية، لكن الاقباط لم ينجووا من قسوة الخليفة عبد الله التعايشى الذى جمعهم في هجرة غير طوعية كما قال وليم زكريا بشارة، إلى أمدرمان ليسكنهم في المسالمة أو المسلمانية ليمارس عليهم عسفاً لادخالهم الاسلام.
عقب زوال الدولة المهدية عاد منهم من عاد إلى المسيحية وبقى بعضهم الآخر على إسلامهم وفي بعض الأسر تقاسم الاشقاء، الاسلام والمسيحية في تعايش وسلام وإن عادت بعض الأسر الى الخرطوم لمطالبة السلطات بحقوقها المسلوبة وممتلكاتها التي ساوت بها المهدية الأرض مثل عائلة نخلة الشهيرة.
يقول الاستاذ رفعت الحكيم، ان أقدم كنيسة قبطية في السودان موجودة في وادى حلفا حيث تم إنشاءها في العام 1902م ويبرر قدمها لقرب وادى حلفا من مصر حيث لا يفصلها سوى النيل وتبعاً لذلك، سهولة انتقال الاقباط إليها ومن ثم دخولهم إلى السودان.
مطرانية الخرطوم:
تعتبر الكنيسة المطرانية للأقباط الآرثوذوكس في الخرطوم قبالة شرطة المرور، من الكنائس القديمة - بعد الكنيسة التي تلاشت قبالة حدائق الحيوان - حيث وضع حجر أساسها في العام 1904م البابا كيرولس الخامس، الذى عاد مرة أخرى في قافلة من الجمال لافتتاحها في العام 1909م كما قال رفعت الحكيم..
إزدهار الأقباط:
عندما سألت الاستاذ وليم زكريا بشارة، عن الفترة التي ازدهر فيها الاقباط، قال ان الازدهار عموماً يرتبط بالاستقرارالسياسي وقبول الآخر واحترام الحريات. ولم ينس وليم أن يذكر اسهام الاقباط في بناء الدولة الحديثة في السودان لان الأقباط اذا حلوا ببلدٍ، اول مايفكرون فيه، انشاء مدرسة لتعليم ابناءها.. ابنائهم وابناء المنطقة التي يحلون فيها وللدلالة على ذلك، ذكر رفعت الحكيم ان الاقباط لمّا تنامت مدارسهم، ارسلوا في طلب بعثة من مصر لامتحان ابناءها في الخرطوم، بدلاً عن سفر الطلاب إليها... وفي أول امتحان يجرى في السودان كان التلميذ يومها عبد الحميد صالح أول الدفعة وهو الآن الدكتور عبد الحميد صالح السياسي والنطاسي الشهير، ومن المفارقات التي تؤكد سماحة التعايش القبطي السوداني ان الدكتور عبد الحميد صالح كان في نفس الدفعة التي خرّجت الانبا دانيال، مطران الخرطوم الراحل وكان رفيقاً له وصديقاً.
أقباط السكة حديد:
ارتبط الاقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر، ومدينة عطبرة تشهد على ذلك فكان عمل الاقباط في إداراتها المختلفة ابتداءاً من قيادة القطار وانتهاءاً بالبوستة فكان مألفوفاً ان تمد يدك بمظروف في طيه رسالة " لحبيب بعيد " ليضع عليه القبطي طابعة البريد ويختمها بابتسامة ودودة..!
صفوت فانوس الذى كان جده مراجعاً قانونياً ذكر الطرفة التي تقول ان الرئيس الاسبق نميرى زار وزارة المالية يوماً وطلب بعض المعلومات فتلكأ بعض الموظفين فاستشاط نميرى غضباً وضرب المنضدة بقبضته قائلاً:
- حتشوفو شغلكم واللاّ حسع املاها ليكم أقباط..؟!
أقباط وزراء:
حين سألت وليم زكريا، متى نجد وزيراً قبطياً ضحك وقال:
- والله غايتو صفوت فانوس قرّب يبقى وزير..!
يعتبر الدكتور موريس سدرة اول وزير قبطى في الحكومة السودانية وهو شقيق اللواء شرطة لويس سدرة الذى يعود الفضل له في انشاء المعمل الجنائي وإدارة الكلاب البوليسة وهناك ميدان شهير يحمل اسمه تخليداً له داخل كلية الشرطة..
في حكومة التكنوقراط التي عينها الرئيس نميرى عقب طرده الشيوعيين، شغل الدكتور وديع حبشي منصب وزير الزراعة حيث كان يعمل وكيلاً للوزارة قبلها.. وفي آخر أيام نميرى، شغل منير اسحق منصب وزير الزراعة في حكومة الخرطوم الاقليمية.
تعداد الأقباط:
يقدر صفوت فانوس تعداد الأقباط مابين عشرين ألفاً إلى ثلاثين، 80% منهم في الخرطوم لأن الأقاليم اصبحت طاردة على حد قوله ونزح سكانها الى العاصمة، وصار عليهم، ما صار على الاقباط انفسهم.
وشهدت أعوام 90 - 91 من حكم الانقاذ، هجرة واسعة للأقباط إلى المهجر، كندا - استراليا وانجلترا بعد ان كشرت الانقاذ بأنيابها وتعاطت خطاباً حاداً فهاجرت كفاءات علمية نادرة في شتى المجالات كما قال د. صفوت. لكن رفعت الحيكم يقول ان هجرة عكسية بدأت الآن على استحياء صوب السودان من المهجر وربما تزداد لاحقاً تبعاً لمؤشر الانفراج السياسي وقبول الآخر.
إتحاديين وأمة:
تاريخياً ارتبط اقباط امدرمان بالحزب الاتحادي ولا يحتاج الامر لتفسير حتى أن وديع جيلي موسى كان عضواً بالمكتب السياسي للحزب.. لكن " الاتحادى زاتو وين حسع " ؟ هكذا تساءل وليم زكريا وهو يستعرض مشاركة الاقباط في المكونات الحزبية قائلاً ان كانت فلسفة الدولة ان تبنى السودان على الواقع التعددي فالاقباط حتماً مشاركون والاّ فالانعزال اسلم.
في حزب الامة، اشتهر فكرى عازر باسهامه البيِّن في انفاذ سياسات الحزب ودوره الوطني المشهود.
بقى أن نقول: اسهام الاقباط في الحياة السودانية لا يحتاج الى بيان، فهم نسيج السماحة وجزالة العطاء وركن من أركان فسيفساء التنوع السودانى الذى يحتاج ان نذكر معه حكمة الانجيل:
(كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب )...

Post: #66
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-14-2007, 11:49 AM
Parent: #65

الأفاضل بكري الصايغ وصبري الشريف والجميع..

لا أملك إلا التقدير لكل المشاركات الضافية..

حقيقة هي مساهمات تغني الموضوع وتعطيه روح..

دمتم

Post: #67
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: abubakr
Date: 05-14-2007, 01:14 PM
Parent: #1

Quote: حتى حضرت لمصر.. لم أكن أعرف التمييز بين الأديان..
وحتى جاءت الإنقاذ لم أكن أعرف ان الدين مشكلة..


والاديان اتت لتحل مشاكل وليس لتخلق مشكلة ولكن استغل الكثيرون مظلة الاديان وتسامحها لمارب في نفسهم ...لا اظن مطلقاان التمييز الديني كان في خاطري في مرحلة تعليمية وما تلي ذلك حتي الان .. في الجامعة كنا اربعة اصدقاء قبطيين وكاثوليكي ومسلم ..وبعد الجامعة وحتي اليوم اصدقاء وزملاء عمل وحياة باديان مختلفة ... للاقباط دور ريادي في مصر (نضالاوسياية واقتصادا وتعليما) لا يمكن ان تمسحة استيكة متزمت قصير النظر ....

Post: #69
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Omayma Alfargony
Date: 05-14-2007, 06:27 PM
Parent: #67

رجوية الحبيبة

ازيك...

موضوع مليااااان...

والله والحق يقال...الاقباط من ادمس الناس خلقا...

اختلطت بهم هنا في مصر زملاء دراسة...لم أر منهم السوء ابدا.

يعاملونني بكل احترام وتقدير يليق بهم.

متسامحين وودودين ومسالمين...

يا الله...

ليه بعض المسلمين ما بقدروا يكونوا متسامحيين ومسالميين مع الأخر ، المختلف عنهم؟

وكيف يمكنهم هذا اذا كانوا لا يستطيعون درأ غليظ افعالهم مع أقرب الأقربين اليهم من أخوتهم المسلمين؟

المسلم من سلم الاخرين من لسانه ويده...

كلمة السلام من الاسلام...

وأسلم في اللغة أمن شر غيره وأمن الناس شره...
وفي الدين دخل ملة الاسلام...

وهلم جرا...

وعلى قول غادة عبدالعزيز...

وياليت قومي يفقهون.


رجوية...

شكرا على المواضيع الجميلة زيك...

محبتي

Post: #70
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عزيز عيسى
Date: 05-14-2007, 08:34 PM
Parent: #1

الأخت رجاء،

شكرا على فتح هذا البوست الرائع،

لدي أصدقاء أقباط إُثنين مصريين وإثنين سودانيين أعزاء على قلبي..
علاقتي بهم مثالية وتزداد متانة يوما بعد يوم.
أحترمهم وأقدرهم ويبادلوني نفس الشعور بالمثل..
الأقباط أناس طيبين أمينين ومسالمين لآبعد الحدود ويحبون الخير للجميع..
احد هؤلاء الأخوة الأقباط المصرين شاب لطيف.. كان زميل لي في العمل..
يكره الظلم.. والشيء الذي لفت نظري في هذا الإنسان الجميل
إنه كان يحفظ آيات من القرآن الكريم..
الآن هو قسيس كبير في فلوريدا..
وكذلك الأخ الصديق والعزيز علينا جميعا(سوداني عجوز)
وهو أحد أعضاء سودانيز أو لاين فمن خلال أسلوب كتاباته وردوده المحترمة جدا
مع الأعضاء تفهم إنه إنسان مهذب وذو قلب كبير..

اللهم أجعل التسامح رمزا للمحبة والسلام والأخلاص
وأبعد عنا شر الفتن والمصائب..

Post: #74
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكرى ابوبكر
Date: 05-15-2007, 03:01 AM
Parent: #70

Quote: من الدكتورة سعاد تاج السر علي الشيخ
لبوست الأخت العزيزة رجاء العباسي عن الأقباط
_____________________________________________________

عزيزتي رجاء
ما أجملك يا رجاء وأنتِ تتناولين هذا الموضوع بكل حيوية. سعدت جداً بقراءة هذا البوست الجميل لما جلبه لذهني من ذكريات وردية لعلاقة حميمة جمعتني في السودان، وفي أمدرمان تحديداً، بصداقة من أجمل الصداقات في حياتي. صديقتي الحبيبة لوريس أوتو أنطون من المسالمة. رغم أن لوريس ليست قبطية ولكنها كاثوليكية، ولكن ما يهم هنا في مقام أهم أن مسألة الدين هذه لم تكن تشكّل أي عائق بيننا لدرجة أننا قلّما كنا نتذكّر أننا ننتمي لديانات مختلفة. جميلة كانت أيام الدراسة، وكنا نزور بعضنا البعض بكثرة حيث كانت تربط أسرتينا علاقة وطيدة حتى رحلنا جميعاً من السودان (بعد الإنقاذ)، أنا مع أسرتي الصغيرة إلى أميركا، ولوريس مع أسرتها الصغيرة إلى كندا. ولكن كل هذه السنين بعيداً عن السودان الحبيب لم تمح نداوة تلك الذكريات. أذكر جلياً تلك الأيام الجميلة عندما كنت أقضي أجمل الأيام مع أفراد أسرة لوريس في منزلهم في المسالمة وعندما كانت لوريس تقضي معنا أجمل الأيام بمنزلنا بحي العمدة أمدرمان. كنا نحتفل سوياْ برمضان والعيد مثلما نحتفل بالكريسماس، نتبادل الهدايا والأمنيات الطيبة. كانت لوريس تطلب من ماما ريا أن تطبخ لها ملاح التقلية بالكسرة مثلما كنت أنا أطلب من خالتي كتينة أن تعد لنا صينية الكوسة والكوشري. كانت لوريس تسعد بحضور موائد إفطار رمضان معنا تماماً مثلما كنت أسعد بمشاركتهم مائدة العشاء يوم الكريسماس.
أسمحي لي، عزيزتي رجاء، أن أحييك وأن أحيي عبرك من على البعد صديقتي الحبيبة لوريس وزوجها ليفون طوروسيان وأبنائهما أيفان وديفيد، وأن أرسل تحياتي العطرة لأسرتها الكريمة في كندا، كل الود لهم أيضاً من عبدُالله ومن أبنائنا أحمد، عزّة وشيراز. وسلامي الكثيرعبرك للعزيز جورج بنيوتي في سودانيزأونلاين ولزوجته ليزيت، فهي أخت لوريس الكبرى ولأسرتهم العزيزة في اليمن. ولا أنسى أن أتوجّه بالشكر الكثير للعزيز بكري أبوبكر لتوفير هذه السانحة التي شحذت من الذهن صحو كل هذه الذكريات الندية.

مع تحياتي وصادق مودتي.

سعاد تا ج السر

Post: #75
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Deng
Date: 05-15-2007, 03:20 AM
Parent: #1

باسم الاله الواحد. امين
الكنيسة المسيحية القبطية الأرثوذكسية
في مصر
إن كلمة "قبطي" مشتقة من الكلمة اليونانية "أجيبتوس"، والتي إشتُقَّت بدورها من كلمة "هيكابتاه"، وهي أحد أسماء ممفيس، أول عاصمة لمصر القديمة. وحالياً، فكلمة "قبطي" تصف مسيحيو مصر، وكذلك آخر مرحلة للكتابة في مصر القديمة. وهي كذلك تصف الفن المُمَيَّز والعمارة التي نبعت من الإيمان الجديد.

إن الكنيسة القبطية مبنية على تعاليم القديس مارمرقس، الذي بشَّر بالمسيحية في مصر، خلال فترة حكم الحاكم الروماني "نيرون" في القرن الأول، بعد حوالي عشرون عاماً من صعود السيد المسيح. ومارمرقس هو أحد الإنجيليين وكتب أول إنجيل. وإنتشرت المسيحية في كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مارمرقس إلى الإسكندرية (كما هو واضح من نصوص العهد الجديد التي إكتُشِفَت في البهنسا، بمصر الوسطى، وتؤرَّخ بحوالي 200م.، وجزء بسيط من إنجيل القديس يوحنا، مكتوب بالغة القبطية؛ الذي وُجِدَ في صعيد مصر ويُؤرََّخ في النصف الأول من القرن الثاني). إن الكنيسة القبطية –وهي عمرها الآن أكثر من تسعة عشر قرناً من الزمان- كانت موضوع العديد من النبوءات في العهد القديم. ويقول إشعياء النبي في إصحاح 19، الآية 19: "وفي ذلك اليوم، يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها."

وبالرغم من الإتحاد والإندماج الكامل للأقباط في النسيح المصري، فقد إستمروا ككيان ديني قوي، وكوَّنوا شخصية مسيحية واضحة في العالم. والكنيسة القبطية تعتبر نفسها مُدافِعاً قوياً للإيمان المسيحي. وإن قانون مجمع نيقية –الذي تقرِّهُ كنائس العالم أجمع، كتبه أحد أبناء الكنيسة القبطية العظماء: وهو البابا أثناسيوس، بابا الإسكندرية، الذي إستمر على كرسيه لمدة 46 عاماً (من عام 327 حتــى عام 373). وإن مكانة مصر محفوطة جيداً في هذا الأمر، فهي التي هربت إليها العائلة المُقدّسة هرباً من وجه هيرودس: "فقام وأخذ الصبي وأمه، وإنصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: "من مصر دعوت إبني". (مت13:2-15)

إن مُساهمة الكنيسة القبطية في المسيحية لهي عديدة. فقد لعب دوراً هاماً في اللاهوت المسيحي... وخاصة لتحميها من الهرطقات الغنوسية. وقد حَمَت الكنيسة القبطية آلاف النصوص، والدراسات اللاهوتية والإنجيلية، وهي مصادر هامة لعلم الآثار. وقد تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية في القرن الثاني. وإعتاد مئات الكتبة بنسخ نسخ من الكتاب المقدس وكتب طقسية ولاهوتية. والآن، تضم مكتبات ومتاحف وجامِعات في العالم أجمع مئات الآلاف من المخطوطات القبطية.

وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190م، على يد العَلاَّمة المسيحي "بانتينوس"، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت"، و"ديديموس"، والعلامة العظيم "أوريجانوس"، الذي يُعتبر أب عِلم اللاهوت، والذي كان نَشِطاً كذلك في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسيراً للكتاب المقدس، بالإضافة إلى كتاب "هيكسابلا" الشهير. وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الإسكندرية، مثل القديس "جيروم" ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالدارِسين. إن هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصوراً على الأمور اللاهوتية، لأن علوم أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الإجتماع كانت تُدَرَّس هناك. وقد بدأت طريقة "السؤال والجواب" في التفسير بدأت هناك. ومن الجدير بالذِّكر، أنه كانت هناك طرق للحفر على الخشب ليستخدمها الدارسون الأكفاء ليقرأوا ويكتبوا بها، قبل برايل بـ15 قرناً من الزمان! وقد تم إحياء المدرسة اللاهوتية لمدرسة الإسكندرية المسيحية عام 1893م. واليوم لديها مبانٍ جامعية في الإسكندرية، والقاهرة، ونيوجيرسي، ولوس أنجلوس، حيث يدرس بها المُرَشَّحون لنوال سِرّ الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي.. بالإضافة إلى الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة.منقول من موقع الانبا تكلا



وقد نشأت الرهبنة في مصر وكانت ذات تأثير هام في تكوين شخصية الكنيسة القبطية في الإتضاع والطاعة، والشكر كله لتعاليم وكِتابات آباء برية مِصر العِظام (في بستان الرهبان، وغيره). وقد بدأت الرهبنة في أواخر القرن الثالث وإزدهرت في القرن الرابع. ومن الجدير بالذِّكر أن الأنبا أنطونيوس وهو أول راهب مسيحي في العالم، كان قبطياً من صعيد مصر. والأنبا باخوميوس الذي أسَّس نظام الشركة والرهبنة، كان قبطياً كذلك. والأنبا بولا، أوَّل السوَّاح كان قبطياً. وهناك العديد من مشاهير الآباء الأقباط، نذكر منهم على سبيل المِثال لا الحصر: الأنبا مكاريوس، والأنبا موسى الأسود، ومارمينا العجايبي.. ومن آباء البرية المُعاصرين البابا كيرلس السادس وتلميذه الأنبا مينا آفا مينا (المنتقلين). وبنهاية القرن الرابع، كان هناك مئات من الأديرة، وآلاف من القلالي والكهوف مُنتشرة على كل أرض مصر. وكثير من هذه الأديرة مازالت مزدهرة، ويأتيها العديد من طالبي الرهبنة وبها مئات الآباء الرهبان حتى هذا اليوم. إن كل الأديرة المسيحية، نبعت جذورها -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- من ذلك المِقال المِصري. وقد زار القديس باسيليوس -وهو مُنَظِّم الحركة الرهبانية في آسيا الصغري- مصر سنة 357م. وقد إتبعت الكنائس الشرقية ذلك المِثال؛ والقديس جيروم -الذي تَرجَم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية- جاء إلى مصر سنة 400م. وترك تفاصيل خبراته بمصر في رسائله. وكذلك القديس بنيديكت أسَّس أديرة في القرن السادس على مثال ما فعله القديس باخوميوس، ولكن بطريقة أكثر حِزماً. وأيضاً زار آباء البرية عدد لا نهائي من الرحَّالة السوَّاح وقَلَّدوا طريقة حياتهم الروحية وإنضباطها.. وأكثر من ذلك، فهناك دلائل على الإرساليات القبطية في شمال أوروبا. وأحد الأمثلة هو القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية الذي ترك مصر ليخدم في روما، وإنتهى الأمر به إلى التعليم والتبشير بالمسيحية لسكان جبال سويسرا، حيث توجد بلدة صغيرة تحمل إسمه وديراً له يحوي جسده المقدس، بالإضافة لبعض كتبه ومتعلقاته. وكذلك هناك قديساً آخراً من الكتبية الطيبية وهو القديس فيكتور، والمعروف بين الأقباط باسم "بقطر".

وقد لعب بطارِكة وباباوات الإسكندرية دوراً قياديّاً في اللاهوت المسيحي، تحت سلطة الإمبراطورية الرومانية الشرقية بالقسطنطينية (ضد الإمبراطورية الغربية بروما). وكان يتم دعوتهم إلى كل مكان ليتحدَّثوا عن الإيمان المسيحي. وقد رأس البابا كيرلس -بابا الإسكندرية- المجمع المسكوني بمدينة أفسس سنة 430م. وقد قيل عن أساقِفة الإسكندرية أنهم كانوا يقضون كل وقتهم في إجتماعات ولقاءات! ولم يقف الدور الريادي عندما بدأت السياسة تتداخل في أمور الكنيسة. بدأ هذا الأمر عندما إبتدأ الإمبراطور ماركيانوس بالتدخُّل في شئون الإيمان بالكنيسة. وقد كان رد البابا ديوسقوروس -بابا الإسكندرية، والذي تم نفيه بعد ذلك- واضِحاً: "ليس لديك أي دخل بالكنيسة!" ووضحت أكثر هذه الدوافع السياسية في خلقيدونية عام 451، عندما إتُّهِمَت الكنيسة القبطية ظُلماً بإتباع تعاليم "أوطاخي" الذي آمن بـmonophysitism . وتقول هذه الهرطقة بأن السيد المسيح له طبيعة واحدة فقط (الإلهية)، وليس طبيعتان: الإلهية والبشرية.

ولم تؤمن الكنيسة المصرية أبداً بذلك، بالصورة التي وُصِفَت في مجمع خلقيدونية. وكانت ذلك يعني في المجمع، الإيمان بطبيعة واحدة. أما نحن الأقباط فنؤمن أن السيد المسيح كامِلاً في لاهوته، وكامِلاً في ناسوته، وهذان الطبيعتان مُتَّحِدَتان في طبيعة واحدة هي "طبيعة تَجَسُّد الكلمة"، والتي أوضحا البابا كيرلس السكندري. الأقباط إذن، يؤمنون بطبيعتان: "لاهوتية" و"ناسوتية"، وهما مُتَّحِدَتان بغير إختلاطٍ ولا إمتزاجٍ، ولا تغيير" (هذا الجزء الأخير من قانون الإيمان الذي يُتلى في نهاية صلاة القداس). وهاتان الطبيعتان "لم يَفْتَرِقا لحظة واحدة ولا طرفة عين". منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

لقد إتُّهِمَت الكنيسة القبطية بالخطأ في مجمع خلقيدونية في القرن الخامس. ربما تم تصحيح سوء الفهم هذا، ولكنهم أرادوا إبعاد الكنيسة وأن يعزلوها، وأن يُبطلوا قانونية البطريرك المصري المُسْتَقِلَّة، الذي أصَرّ أن تكون الكنيسة منفصلة عن الدولة. وبالرغم من كل هذا، فقد ظلّت الكنيسة مخلصة وثابتة في إيمانها. وإذا كان ما حدث مجرّد مؤامرة من الكنائس الشرقية لعزل الكنيسة القبطية كعقاب لها لرفضها الخضوع السياسي، أو إذا كان ذلك بسبب أن البابا ديوسقوروس لم يذهب لدرجة الميل الثاني ليوَضِّح أكثر أن الأقباط لم غير مؤمنين بالطبيعة الواحدة، فلقد شعرت الكنيسة القبطية دائماً بتفويض لكي تُصلِح الخلاف الهام بين كل الكنائس المسيحية. وهذا الأمر واضحاً جلياً في شخص قداسة البابا شنوده الثالث، خليفة مارمرقس البطريرك الـ117؛ حيث يقول: "الإيمان هو أهم شئ بالنسبة للكنيسة القبطية، ويجب على الآخرين أن يعوا أن المصطلحات وغيرها غير هامة بالنسبة إلينا." وخلال القرن الماضي، لَعِبَت الكنيسة القبطية دوراً هاماً في الحركة المسيحية العالمية. فالكنيسة القبطية هي من أول الذين أنشأوا "مجلس الكنائس العالمي". وقد ظلّت عضواً في هذا المجلس حتى عام 1948م. والكنيسة القبطية كذلك هي عضواً في "مجلس كل كنائس أفريقيا" و"مجلس كنائس الشرق الأوسط". وتلعب الكنيسة القبطية دوراً هاماً في إدارة الحوار لحل الإختلافات الجوهرية بينها وبين كنائس الكاثوليك، والأرثوذكس الشرقيين، والمشيخيين، والبروتستانت.



ربما يكون الصليب هو الفخر الحقيقي للكنيسة القبطية. ففخر الكنيسة هو الإضطهاد الذي بدأ ربما من يوم الإثنين الموافق 8 مايو 68م. (بعد عيد القيامة)، عندما إسْتُشْهِد قديسنا المُبَشِّر مار مرقس الرسول، بعد جَرّه من قدميه عن طريق الجنود الرومان وجابوا به كل شوارع الإسكندرية وزِقاقها. وقد تم إضطهاد الأقباط على يد كل حُكّام مصر تقريباً. لدرجة أن قساوسة الكنيسة القبطية كان يتم تعذيبهم ونفيهم حتى على يد أخوتهم المسيحيين، بعد إنشقاق مجمع خلقيدونية عام 451م.، وحتى فتح العرب لمصر عام 641م. ولتأكيد حبهم في الصليب، فقد إتّخذ الأقباط تقويماً، يطلق عليه تقويم الشهداء، الذي يبدأ عهده يوم السبت الموافق 29 أغسطس 284م، لإحياء ذِكرى لشهداء الإيمان في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس. وما يزال هذا التقويم يستعمله المُزارعين في مصر لتتبع تغيرات الفصول الزراعية وكذلك في كتاب الفصول الذي يُستخدم في القداسات والمناسبات الكنسيّة.

وقد إزدهرت الكنيسة القبطية وظلَّت مصر مسيحية حوالي 4 قرون بعد الفتح العربي لمصر. وكان هذا بسبب الموضع الخاص الذي تمتَّع به الأقباط، لأن محمد -نبي الإسلام- الذي كان له زوجة مصرية هي مارية القبطية (أو ماريا القبطيه) أم ولده إبراهيم، طلبت تعامل هادئ مع الأقباط، حيث قالت: "عندما تفتح مصر، كن طيباً مع الأقباط، لأنهم تحت حِماك وهم جيرانك ونسبائك." وقد تم السماح للأقباط بممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وكانوا مستقلين بدرجة كبيرة، شريطة أن يدفعوا الجزية، لحمايتهم كـ"أهل الذِّمة". وكان على الأشخاص الذين لا يستطيعون دفع الجزية،أحد الإختيارات التالية: إما إعتناق الإسلام، أو فَقْد الحماية من المسلمين، والتي كانت تعني أحياناً الموت! إزدهرت الكنيسة وتمتّعت بفترة سالِمة، بالرغم من القوانين التي تتطلَّب دفع مبالغ إضافية، التي فُرِضَت عليهم في الفترة من 750-868 م و905-935 م، تحت حكم العباسيين. وتُشير الكِتابات التي بقيت حتى الآن من الفترة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر، بعدم وجود تأثُّر حاد في نشاطات العمال والصُّناع الأقباط، كالحائكين، والعاملين في مجال الجلود، والدهّانين، والذين يعملون في مجال الأخشاب. وظلَّت اللغة القبطية خلال تلك الفترة هي اللغة الرسمية للبلاد، ولم تظهر الكِتابات بكلتا اللغتين العربية والقبطية قبل منتصف القرن الحادي عشر. ومن أوائل الكِتابات التي كُتِبَ كلها بالعربية هو كتاب كتبه أولاد العَسّال (صانِعي العسل)، وفيه تفصيل للقوانين، والمبادئ الثقافية، والعادات والتقاليد لتلك الفترة الهامة، وكان ذلك بعد حوالي 500 عاماً من الفتح العربي لمصر. ولكن كان إستخدام وإتخاذ اللغة العربية كاللغة الرسمية في المُعاملات اليومية بطيئاً، لدرجة أن المقريزي قال في القرن الخامس عشر، بأن اللغة القبطية ما زالت تستخدم كثيراً. وما زالت اللغة القبطية هي اللغة التي تستخدمها الكنيسة القبطية في صلواتها. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا



وقد بدأ تغيُّر الوجه المسيحي لمصر مع بدايات الألفية الثانية، عندما بدأ الأقباط يعانون -بالإضافة لدفعهم الجزية- من بعض المُعَوِّقات، التي كان بعضها جاداً وتداخَل مع حريتهم في العبادة! فعلى سبيل المثال، كان هناك قيود على ترميم الكنائس القديمة أو بناء كنائس جديدة، وكانت هناك قيود على الشهادة في المحاكم، وفي المعاملات اليومية، وفي التبنّي، والإرث، وقيود على النشاطات الدينية العلنية، وعلى طريق اللبس! وبهدوء، ولكن بإنتظام، تغيَّر وجه مصر الغالِب من المسيحية وأصبحت مصر غالبيتها إسلامية على نهايات القرن الثاني عشر، وعاش الأقباط كمواطنين درجة ثانية، وكانوا يتوقعون العداء من المسلمين في أي وقت، والذي تنامى مع الوقت وأصبح عنفاً! ومن الجدير بالذكر أن خير أن خير وصالح الأقباط كان مُرتَبِطاً -بطريقة أو بأخرى- بخير وصالح حُكّامهم. وخاصة، فقد عانى الأقباط كثيراً عندما كان الحكم العربي في حالاته السيئة.

وقد بدأ حال الأقباط يتحسَّن في بدايات القرن التاسع عشر، مع حُكم محمد علي الذي إتّسَم بالإستقرار والتسامُح. فقد إنسحب النظر إلى المجتمع القبطي كقطاع منفصل، وتوقفت العلامة الرئيسية للنظر إلى الأقباط بدونية، وهي الجزية، وكان ذلك عام 1855م، وبدأ الأقباط بالخدمة العسكرية بعد ذلك بقليل.. وكانت ثورة 1919م. هي تعتبر عودة الشخصية المصرية بعد قرونٍ طوال، تقف هذه الثورة شاهِداً على وِحدة وتجانُس مصر الحديثة بعنصريها المسلم والقبطي. وهذه الوحدة هي التي تُبقي المجتمع المصري واحداً أمام تعصُّب الجماعات المُتَطَرِّفة، الذين يَضطَهِدون الأقباط ويرهبونهم.. ويقف الشهداء المُعاصِرين، أمثال الكاهن مرقس خليل على معجزة بقاء الأقباط وثباتهم..

وبرغم الإضطهاد، لم يتم التحَكُّم في الكنيسة القبطية، ولم تسمح الكنيسة القبطية لنفسها بالدخول في الحُكم بمصر. وهذا الفصل بين الدين والدولة مبني على قول الرب يسوع نفسه: "إعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله." (متى21:22). ولم تقم الكنيسة القبطية أبداً بمقاومة السُلطات أو الغُزاه، ولم تأخذ أي سُلطة، لأن كلام السيد المسيح واضح: "رُدّ سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف، بالسيف يهلكون." (متى52:26). إن بقاء الكنيسة القبطية حتى هذا اليوم وهذا العصر لهو مِثال حيّ على صِحّة وحِكمة تعاليمها.



وإحصائيات عام 1992 تُشير إلى أن عدد الأقباط أكثر من 9 مليون من 57 مليون مواطن، وهم يُشاركون ويحضرون القداسات الإلهية يومياً في آلاف الكنائس القبطية بمختلف محافظات مصر. هذا بالإضافة لأكثر من 2ر1 مليون قبطي في أرض المهجر، موجودون بمئات الكنائس بالولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا، وهولندا، والبرازيل، والعديد من الدول الأخرى بآسيا وأفريقيا. وفي داخل مصر، يعيش الأقباط في كل المدن، ولا يُمَثِّلون الأغلبية في أي هذه المدن.. وتنتشِر ثقافة، وتاريخ، والكنوز الدينية بكل أنحاء مصر، حتى في أبعد واحة، وهي واحة الخارجة في أعماق الصحراء الغربية. وعلى الصعيد الشخصي، فقد وصل الأقباط لمستويات أكاديمية وعملية رفيعة، منهم د. بطرس بطرس غالي الأمين العام السادس للأمم المتحدة (1992-1997)، وكذلك د. مجدي يعقوب، أحد أشهر جراحي القلب في العالم.منقول من موقع الانبا تكلا

وتؤمن الكنيسة القبطية بسبعة أسرار (اسرار الكنيسه السبعه)، سِر المعمودية، وسر الميرون (التثبيت)، وسر التناول، وسر التوبة والإعتراف، وسر الكهنوت، وسر الزيجة، وسر مسحة المرضى. فسِر العِماد يتم بعد أسابيع قليلة من الميلاد عن طريق تغطيس كل الجسم ثلاث مرات في ماء مُصلّى عليه. أما عن سر الميرون، فيتم برشم الجسم بزيت الميرون بعد العِماد مباشرة. وبالنسبة لسر الإعتراف فيتم بصورة دورية على أب الإعتراف، وهو سر هام لممارسة سر التناول. ومن المناسب أن تعترف كل العائلة على كاهن واحد، لتجعل منه مستشاراً عائلياً. وعلى عكس كل الأسرار المقدسة، فسر الزيجة هو الوحيد الذي لا يمكن عمله خلال فترة الصوم. غير مُتاح بتعدُّد الزوجات، حتى لو كان مُعْتَرَف به بقوانين البلد. وغير مسموح بالطلاق إلا في حالة الزِِنى، يمكن عمل بُطلان زواج في حالة الزواج على ضُرّة، أو بعض الحالات القصوى الأخرى، التي يجب أن يتم مراجعتها عن طريق مجلس أساقفة خاص. ويمكن أن يتم طلب الطلاق عن طريق الزوج أو الزوجة. ولا يتم الإعتراف بالطلاق المدني. لا يوجد لدى الكنيسة القبطية أي مانع أو إعتراض على القوانين المدنية للبلاد، طالما لا تتعارَض مع أسرار الكنيسة المقدسة. ولا يوجد لدى الكنيسة -وفي الواقع فهي ترفض وضع قانون- أو موقف رسمي ضد بعض الموضوعات المثيرة للجدل (كالإجهاض مثلاً). بينما يوجد لدى الكنيسة تعاليم واضِحة بخصوص هذه الأمور (فمثلاً، الإجهاض يتعارض مع مشيئة الله)، فالكنيسة تُفَضِّل أن يتم التعامل مع مثل هذه الأمور حسب كل حالة على حدة عن طريق أب الإعتراف، لأنه لديه تفويض كامل من الله بالحكم على مثل هذه الأفعال بأنها آثِمة من عدمه.



هناك ثلاثة طقوس أو قداسات أساسية في الكنيسة القبطية: قداس القديس باسيليوس أسقف قيصرية؛ قداس القديس غريغوريوس النيصي أسقف القسطنطينية؛ وقداس البابا كيرلس الأول، البطريرك رقم 24. إن أساس أو روح القداس الكيرلسي مُستوحى من قداس مارمرقس (باللغة اليونانية) من القرن الأول. وقد تم حِفظة وممارسة الصلاة به عن طريق الكهنة والأساقِفة إلى أن تمّت ترجمته للقبطية عن طريق البابا كيرلس الأول. واليوم، ما تزال هذه الثلاثة قداسات تُستخدم في الصلاة، مع بعض المقاطع المُضافة (مثل الشفاعات). ومن الجدير بالذكر أن القداس الباسيلي هو الأكثر إستخداماً في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

إن عبادة القديسين لهو أمر مرفوض تماماً من الكنيسة القبطية، ومع ذلك، فطلب شفاعاتهم (كطلب شفاعة السيِّدة العذراء مريم) هو شئ ثابت في أي صلاة قبطية. وكل كنيسة قبطية تُسمى على اسم قديس شفيع. ومن ضمن كل القديسين، فالسيدة العذراء مريم والدة الإله تحتل مكانة خاصة في قلوب جميع الأقباط. وقد كان ظهورها المتوالي اليومي في كنيسة صغيرة بحي الزيتون بالقاهرة لأكثر من شهر في إبريل 1968، كان هذا الظهور مشهوداً من آلاف المصريين، أقباطاً ومسلمون، وأكثر من ذلك، فقد تمت إذاعة بعض لقطات هذا الظهور على التليفزيون المصري القومي. يحتفل الأقباط بسبعة أعياد سيدية كُبرى، وسبعة أعياد سيدية صُغرى. فالأعياد السيدية الكبرى هي عيد البشارة وعيد الميلاد وعيد الظهور الإلهي (الغطاس) وأحد الزعف (الشعانين) والقيامة والصعود، وعيد البنديقوستي (أي عيد العنصرة وهو عيد حلول الروح القدس يوم الخمسين، وكلمة Pentecoste هي كلمة يونانية تعني محفل أو حفل)، وكذلك عيد الميلاد الذي يُحتفل به في 7 يناير من كل عام. الكنيسة القبطية تؤكد أكثر على مجيء السيِّد المسيح بالميلاد، وكذا بالأكثر على قيامته المقدسة. وعادة ما يكون عيد القيامة في الأحد التالي بعد أن يصبح القمر بدراً في الربيع. أما عن الأعياد السيدية الصُغرى، فهي عيد الختان، ودخول السيد المسيح إلى الهيكل، ومجيئه إلى أرض مصر، وعيد عُرس قانا الجليل، والتجلي، وخميس العهد، وعيد تجديد توما. والنتيجة القبطية حافِلة بأعياد أخرى واحتفلات بذكرى إستشهاد أو إنتقال القديسين المشهورين (أمثال مار مرقس، مار مينا، مار جرجس، القديس تكلا هيمانوت، الشهيدة بربارة، الملاك ميخائيل... إلخ) في التاريخ الكنسي. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

الأقباط لديهم مواسم للأصوام غير موجودة في أي طائفة مسيحية أخرى، فمن الـ365 يوماً في العام، يصوم الأقباط أكثر من 210 يوماً! وخلال الصوم، غير مسموح بتناول أي من منتجات الحيوانات (اللحوم، الدواجن، اللبن، البيض، الزبدة.. إلخ). وبالأكثر من ذلك، فغير مسموح بتناول أي طعام أو شراب من شروق الشمس وحتى غروبها! ولكن قواعد الصوم الإنقطاعي الصارمة هذه غالباً ما تُبَسَّط بصورة فردية حسب حالة كل شخص من حيث المرض أو الضعف أو السن أو غيره.. إن الصوم الكبير هو أهم الأصوام التي يهتم بها الأقباط. وهو يبدأ بأسبوع صوم كمقدمة لهذا الصوم الهام، يتبعه 40 يوماً كذكرى لصوم السيِّد المسيح الأربعين يوماً على الجبل، يتبعها أسبوع الآلام (اسمه البصخة Pasqua)، والذي يعتبر الذروة في هذا الصوم.. وهو يمثل أحداث أسبوع الآلام كلها وحتى الصَّلب في الجمعة العظيمة ونهاية بعيد القيامة المُفْرِح. ومن الأصوام الأخرى صوم مجئ السيد المسيح للعالم بالميلاد، وصوم الرسل، وصوم السيِّدة العذراء مريم، وصوم نينوى.

يرأس الكنيسة القبطية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وستجد معلومات عن قداسته هنا في موقع الأنبا تكلا، وتحته الآباء الآساقفة والذين يشرفون بدورهم على الآباء الكهنة بالأبرشيات. وكل من البطريرك وكل الأساقفة يجب أن يكونوا رهباناً، وكلهم أعضاء في المجمع المقدس، والذي يجتمع بصورة دورية ليباشر أمور الإيمان وشركة المؤمنين. وعلى الرغم من أن الأب البطريرك يكون على مستوى عالٍ ويُقدَّر كثيراً من جميع الأقباط، إلا أنه لا يتمتع برفعة فوق المستوى ولا يكون معصوماً من الخطأ. واليوم يوجد أكثر من 90 أسقفاً قبطياً يباشرون عمل الأبرشيات داخل مصر وخارجها (كالسودان، وأورشليم، وغرب أفريقيا، وفرنسا، وإنجلترا، والولايات المتحدة الأمريكية). إن المسئولية الرعوية الرئيسية للمجتمع القبطي في أي أبرشية يقع على عاتق الآباء الكهنة والقساوسة، ويجب عليهم الدراسة في الكلية الإكليريكية قبل رسامتهم.

وهناك طائفتان أخريتان غير كهنوتيتان يهتمون بشئون الكنيسة. الأولى تُنتَخَب عن طريق المجلس الملي القبطي، والذي ظهر على الساحة عام 1883م. ليصبح هو الطريق ما بين الكنيسة والحكومة. الثاني هو مجلس الأوقاف القبطي، وظهر على الساحة عام 1928م. ليباشر ويُراقِب إدارة أوقاف الكنيسة القبطية من خلال القانون المصري.

ويصلي الأقباط يومياً، في كل الكنائس القبطية، من أجل وحدة كل الكنائس المسيحية. وهم يُصلّون لمصر، ونيلها، ومحصولها، ورئيسها، وجيشها، وجمهوريتها، وفوق الكل شعبها. وهم يصلون من أجل سلام العالم، ومن أجل خير وصالح الجنس البشري كله.

________________________________________
منقول

Post: #76
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-15-2007, 05:34 AM
Parent: #1

العزيزة الفاضلة سعاد تاج السر..

سلام ومودة..

ألف مرحبا برسالتك وكلماتك الصادقة. سعدت أن أعجبك البوست وما يحتويه من رسالة لنا جميعا..

وعبرك أرسل التحايا لصديقتك الغالية "لوريس" وزوجها ليفون طوروسيان وأنجالهما أيفان وديفيد. والذين سمحوا لنا بمشاركتك أجمل الذكريات وأغلاها.

وكذلك لصديقي الجميل جورج الذي عادت أحرفه مرة أخرة لهذا الوطن الذي جمعنا..

تحياتي لأسرتك ولك، وأتمنى أن تتواصل المعرفة وتواصلي الكتابة معنا حتى تكوني بيننا.

شكرا كثيرا بكري..

رجا

Post: #77
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Ahmed Yousif Abu Harira
Date: 05-15-2007, 08:08 AM
Parent: #76

الأخت العزيزة رجاء

تحية واحترام

مررت من هنا أكثر من مرة وودت تسجيل اعجابي بالبوست واحي الروح المتسامحة التي ابتدرته والمشاركات التي لم تحيد عن فكرته الأساسية ..

ومن خلال التصنيف المتاح لنا عبر هذا الموقع وجدت أن المشاركين من مختلف الالوان السياسية (يسار ويمين) قد اتفقوا على طيب معدن اخواننا الاقباط وحسن معشرهم ودماثة أخلاقهم وامنوا على إمكانية التعايش بين الأديان في السودان واقعا لا تنظير.. ولو لاحظتم أن الأديان لم تكن أبدا مشكلة فعلية في الماضي للدرجة التي تمنع التعامل بين معتنقيها في السودان. ولكل منا قصة يرويها مع أصدقاء/عائلات قبطية أو مسيحية آخرى . وهذا ما يبرر اتفاق الناس فعليا في هذا البوست.

انا شخصيا أحترم الاقباط والمسيحين بشكل عام ولا أجد في نفسي حرج أو تكلف من هذه الناحية ...وأفتكر إنو دي طبيعة الاشياء عند المسلم العادي ، لذلك استغربت فعلا من واقع الاقباط في مصر إذ لم اكن ادرك أنهم في مشكلة اجتماعية بهذا الحجم الكبير.....

شكرا رجاء وكتر خيرك على البوست المفيد..

Post: #78
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: نوسة
Date: 05-15-2007, 08:11 AM
Parent: #76

أختي رجاء سلاماتي

هذه العنصرية الدينية أنا أمقتها.. مسيحية أو إسلام فهى أديان سماوية ،، و لا يلغي دين الآخر.. "لكم دينكم و لى دين"

من قال لهؤلاء المسلمين أن من إعتنق غير الإسلام فهو محروم من رحمة الله؟؟ أنا أدرى أن هناك الكثير من الآيات و السور تدعوا الناس إلى التمسك بالإسلام لنيل الجنة ،، لكن الله وسعت رحمته كل شئ،، و هو خالق الخلق و هو من يعطى و من يحرم...

الناس سواسية كأسنان المشط ......" إلا بالتقوي" !! و هل التقوي هى فقط الإسلام؟؟؟؟
الله أعلم

المهم أنا لا أميز بين مسيحى و مسلم فى صداقاتى و الناس فقط مواقف...

ربنا يرفع الظلم عن عباده أجمعين

تحياتى إلى أصدقائى و جيرانى الأقباط

Post: #82
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: رأفت ميلاد
Date: 05-15-2007, 09:20 AM
Parent: #78

سعيد جدآ بتحول مسار البوست الى توثيقى وعاطر الكلمات التى جملته . ذلك يثبت تفردنا كسودانين نفاخر به دول العالم وخاصة العربية منه .

التحيةالدكتورة سعاد تاج السر علي الشيخ
وهذه المرة الثانية التى أقرأ بفخر عن عائلة أوتو بكل خير فى المنتديات . قرأت أيضآ مناحة من القلب كتبها سعادة السفير الشاعر جمال محمد إبراهيم وفاءآ لصديقه وزميله فى السلك الدبلماسى المرحوم ماريو أوتو شقيق لوريس .
سأمرر هذا الخيط الى لوريس وفى الغالب يكون جورج بنيوتى قد فعل ذلك .

أعود الى رسالة دكتورة سعاد تاج السر علي الشيخ وقد كتبت
Quote: رغم أن لوريس ليست قبطية ولكنها كاثوليكية،
أود قليلآ من التوضيح هنا لأن كثير من الناس غير ملمون بهذه المعلومة وهى بان القبطية ليست وصف عقائدى بل جنس من الأجناس .
داخل الأقباط توجد كل التفرعات والمذاهب الدينية مثل الكاثوليك والبروتستانت وحتى شهود يهوة . ولكن الغالبية العظمى أرثودكس لذا إلتصقت الأرثودكسية بالقبطية .

فى فترة من الفترات كتب الكاتب الصحفى المصرى الأكثر شهرة محمد حسنين هيكل بأنه قبطى . قامت الدنيا ولم تقعد حتى الأزهر الشريف عن أن هيكل قد إرتد عن الإسلام . فرد محمد حسنين هيكل بسلسة من المقالات الموثقة أثبت فيها أن الدم القبطى فى المصريين المسلمين هو الغالب عن العربى وأنه يعتز بأنه قبطى مسلم .

هناك معلومة لا يتوفر لدىّ إثباتها وهى بأن ترجمة Egypt الى العربية (قبط) وEgyptian (قبطى)

فى السودان كان التصنيف القبلى ، الموروث من الإستعمار ، يطالب به فى حالات كثيرة وموجود ضمن إستمارات كثيرة مثل إستخراج الجنسية أو جواز السفر والزواج وشراء العقار حتى أذكر فى إستمارة الجلوس لإمتحان الشهادة الثانوية . فكان كل مسيحيى من (الشمال) يضاف له فى هذه الخانة (أقباط مسالمة) رغم وجود كثير من الشوام ( من أصول سورية أولبنانية) وتوجد فئة ثانية تعرف (بالمولدين) وهم خليط من التزواج بين جميع الفئات المسيحية فيما بينهم الجنوبيين والنوبة والإغريق والأثيوبيين . ولكنهم عرفوا جميعآ (بأقباط مسالمة) فى الأوراق الرسمية .

هذا لا يينفى حديث الدكتورة فبالفعل عائلة أوتو ليست قبطية ولا أدري إذا كانت لهم جزور قبطية .

فقط وجدت ذلك قد يكون إثراء للبوست

وأشكر كل الذين إهتموا بالكتابة عن الأقباط كجزء مهم من النسيج الوطنى وأذكر من الزملاء الأستاذ المحترم شوقى بدرى والدكتور مصطفى محمود وبالطبع العزيز جدآ بكري لصايغ والحبيبة رجاء العباسى .

مودتى

Post: #80
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-15-2007, 08:38 AM
Parent: #1

هجرة الصحابة إلى الحبشة.
--------------------------

وكتبه/ الدكتور جلال الدين محمد صالح.

لندن

5/5/2004

-----------------------------
يرى بعض رجال العلم من أهل السودان أن هجرة الصحابة فرارا من أذى قريش واضطهادهم، كانت إلى السودان، وأن السودان هو المعني بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه".

وبهذا أن بلاد الحبشة المنصوص عليها في كتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ما هي إلا بلاد السودان، الأمر الذي يفهم منه ـ إن لم ينص على ذلك صراحة ـ أن النجاشي الذي آوى الصحابة رضوان الله عليهم في هجرتهم الأولى والثانية، ونعت النبي صلى الله عليه وسلم أرضه بالصدق، وصلى عليه صلاة الغائب، ما هو إلا ملك سوداني، وأن بلال الحبشي رضي الله عنه، مؤذن رسول الله صلى اللله عليه وآله وسلم، وأم أيمن بركة الحبشية، حاضنته بعد وفاة أمه آمنه بنت وهب، ما هما في الحقيقة إلا سودانيان، بالمعنى الجغرافي المعروف.

ومن أبرز القائلين بهذا ـ طبقا لما ذكره المؤرخ سليمان صالح ضرار في مخطوطته (البجة ص 75 ) ـ : البرفسور عبد الله الطيب في العديد من محاضراته، وكذلك الأستاذ الدكتور حسن الشيخ الفاتح بن الشيخ قريب الله، في كتابه " السودان دار الهجرتين الأولى والثانية للصحابة"، حيث ذكر بأن ميناء الوصول هو سواكن، وليس باضع.


ولم يورد الأستاذ سليمان ضرار مستندات الشيخ قريب الله التاريخية التي أوصلته إلى هذه النتيجة، ليتصدى لمناقشتها، وإنما اكتفى معقبا بقوله: على كل فالمكانين في بلاد البجة.

وأيا كان الموقف من القضية، فإن من ضروريات البحث العلمي دراسة مستندات الطرف الآخر، والاطلاع على ما ساقه من الأدلة التاريخية، في إثبات وجهة نظره، من هنا تبقى الحاجة ماسة إلى قرآءة كتاب الشيخ قريب الله، باعتباره الوثيقة المكتوبة في هذا الشأن، من أجل أن يسلك النقاش مسلكه الجاد، فهل من متفضل يتفضل علينا بالعثور على هذا الكتاب، ونشر براهينه التاريخية، في موقع من المواقع الإرترية؟.

وإلى أن يتحقق هذا الطلب لا بأس من طرق المسألة، وتناولها من زاويتين اثنتين، رجاء تكوين تصور عام عنها:

الزاوية الأولى: تحديد المقصود بالسودان.

الزاوية الثانية: تحديد المقصود بالحبشة.


هل المقصود بالسودان هذه الرقعة الجغرافية المعروفة لنا اليوم بحدودها السياسية، أم أرض البجة التي بسط فيها ملوك الحبشة سلطانهم، وشمولوها مع غيرها في غابر الأزمان بحكمهم، لا سيما في عهد الملك عيزانا (330 ق.م )" صاحب اللوحات، التي عثرت عليها البعثة الألمانية الأولى في سنة 1905م والتي دون عليها هذا الملك أخبار حملاته الحربية... واتسعت مملكته حتى شملت أكسوم، وحمير، وريدان، وسبأ، وصالحين، وسيامو، وبيجة، وكاسو.

يقول د. زاهر رياض، مؤلف كتاب (تاريخ إثيوبيا) ص37 : " أما أكسوم فعاصمته، وحمير وريدان، وسبأ، وصالحين، في اليمن، أما بيجة فلا شك أنه يعني بها قبائل البجة، التي كانت تسكن بين النيل والبحر، وكاسو هي قبائل كوش، التي كانت تسكن ضفاف النيل النوبي جنوبي الشلال الثاني."


على ضوء هذا النص نجد أن نفوذ مملكة أكسوم وحدودها اتسع إلىأبعد من حدود الهضبة الحبشية ليضم أمما وشعوبا مجاورة، ومحاددة، وومغايرة، لغة، وعرقا، ولونا، فاللون الحبشي ليس هو اللون السوداني، انطلاقا من مدلول كلمة حبشي، فإن هذه الكلمة تعني اللون المختلط، أو الجماعة المختلطة، والمتأمل في الحبشي يجد ملامحه تنزع إلى الملامح العربية السامية أكثر من نزوعها إلى الزنجية، كما أن بلاده ذات خليط بشري، تحوي الحامي، والكوشي، بجانب السامي، ولذا أصدق اسم ينطبق عليها هو اسم الحبشة، وليس إثيوبيا التي تعني الوجه المحروق، ومن ذلك كلمة حباشة التي أوردها ياقوت الحموي في معجمه قائلا: حباشة: بالضم، والشين معجمة، وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.../ معجم البلدان/ج2/210


وفي لغة التجري يسمون الشاة المنقوطة بالبياض والسواد من الشعر معا: (طليت حبشايت)، بخلاف السوداء، فإنهم يسمونها (طلام)، أو (جانايت...أو جاناي)، ربما من الجن، لكونها تشق رؤيتها، ويصعب تبينها في الظلام، كالجن يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه، وأن كلمة السودان، يقابلها البيضان، وليس الحبشان، وإن كان الحبشان على العموم، جنس من أجناس السودان.


وعلى هذا إذا كان المقصود أن السودان الحالي كان جزءا من الحبشة، يوم هاجر إليها الصحابة فذلك أمر غير مستبعد، لذلك التوسع والتمدد الذي أحرزه ملوك الحبشه، وتباهى به عيزانا، وليس في هذا أدنى مساس بالحقيقة التاريخية المعروفة لدى الجميع بشأن هجرة الصحابة إلى الحبشة، وتبقى الحبشة هي الحبشة، مركز مملكتها، ومستقر نجاشيها أكسوم، وما سواها يبقى من ملحقاتها وتوابعها.


وفي هذه الحالة، لا مسوغ تاريخي يسوغ حذف اسم الحبشة وإحلال اسم السودان محلها في مؤلف يتحدث عن هجرة الصحابة الأولى والثانية إلى الحبشة، على النحو الذي عنون به الشيخ قريب الله مؤلفه (السودان دار الهجرتين الأولى والثانية للصحابة)، فإن في هذا تغييبا متعمدا للأصل، وتغليبا لجانب الفرع عليه، وتضخيما له على حساب المركز، دون أن يعني استغراب هذا الصنيع مني وعدم استساغته غلق باب الجدل حول ما إذا كان المينآء الإرتري باضع (مصوع) هو معبرهم الذي سلكوه إلى النجاشي، أم مينآء سواكن، كما هو رأي الشيخ قريب الله .


أما إذا كان المقصود بأن هذه الرقعة الجغرافية المعروفة الآن بجمهورية السودان هي التي حملت اسم الحبشة فيما مضى من الزمان، وعليها نشأت حضارة الحبشة، ومنها بسط الأحباش ملكهم وسلطانهم إلى من حولها، وفيها قابل الصحابة ملك الحبشة النجاشي، فذلك أمر فيه نظر، وغير مسلم، لما في ذلك من مجافاة الحقيقة التاريخية، التي أجمع عليها المؤرخون، من أن الحبشة اسم لتلك القبائل السامية، التي عبرت البحر الأحمر، من الجزيرة العربية، وبنت حضارة أكسوم التاريخية.

يقول المؤرخ البريطاني أ. بول في كتابه: (تاريخ قبائل البجا بشرق السودان ص 32): عبر السبئيون الذين كانوا يشكلون القوة الغالبة في جنوب الجزيرة العربية البحر الأحمر بحثا عن التجارة، واحتلوا جزيرة دهلك الساحلية، ومن ثم توغلوا إلى الداخل ليستقروا في أرض تقرنيا، [ يعني تجراي] الواقعة الآن فيما يعرف بإرتريا وإثيوبيا، كان ذلك بزمن سحيق من مجيئ المسيح، قد يكون ذلك في عام 1000 قبل الميلاد، أو عام 600 قبل الميلاد.".


ودهلك حاليا هي إحدى الجزر الإرترية في البحر الأحمر، يقول فيها ياقوت الحموي في معجم البلدان/ج2/492: "دهلك... اسم أعجمي معرب... وهي جزيرة في بحر اليمن، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، بلدة ضيقة حرجة، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها.


وقال أبو المقدام:

ولو أصبحت خلف الثريا لزرتها

بنفسي ولو كانت بدهلك دورها.


وقال أبو الفتح نصر الله، بن عبد الله الإسكندري:


وأقبح بدهلك من بلدة

فكل امرئ حلها هالك

كفاك دليلا على أنها

جحيم وخازنها مالك.



وبقليل من التأمل في قول الحموي عن دهلك إنها: (مرسى بين بلاد اليمن والحبشة) ندرك أن الحبشة هي هذه الديار المجاورة لجزيرة دهلك الإرترية، والمعروفة اليوم بـ(إثيوبيا)، كما أن اليمن هو هذا اليمن المجاور لها أيضا، وهذا ما نشاهده بأم أعيينا، وتواطأ عليه جغرافيو العرب قاطبة، قديما وحديثا، من غير شذوذ ولا نكير.

كما أن الحيمي الذي زار الحبشة في القرن السابع عشر الميلادي مبعوثا من إمام اليمن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم (1645 ـ 1675 م ) إلى (فاسيلداس)، ملك الحبشة، عبر البحر الأحمر من مينآء مخة إلى بيلول، قاصدا العاصمة (قندر) حيث يوجد الملك المذكور، ودون رحلته هذه في مذكرة سماها سيرة الحبشة، ولم يسمها مثلا سيرة السودان.


ويقول بول أيضا نقلا عن بعض المؤرخين: " طرد الأحباش من سواحلهم العابقة بالبخور بالجزيرة العربية، وحرموا من أنشطتهم التجارية في قواردفوي، وبدأوا يبحثون لنفسهم موطنا جديدا في مرتفعات التقري [ يعني التجراي] حيث أسسوا سلطتهم في المدينة التي سميت فيما بعد بأكسوم." انظر ص 34


ويحدد الفترة التاريخية التي نشأت فيها مملكة أكسوم بقوله: ولكن الذي لا شك فيه أن مملكت أكسوم قامت حوالي عام 60 قبل الميلاد..." ص35.


ويسمي النجاشي الذي استقبل الصحابة المهاجرين إليه، فيقول هو: " (أرمها) الذي أعطى الحماية لأصحاب محمد، الذين هاجروا من مكة، واجتمعوا به في الفترة ما بين 610 ـ 629 م".


ويقول عنه في موضع آخر : " عدد ملوك أكسوم المعروفين لدينا قليل، منهم "أرمها" الذي استقبل وأعطى الحماية لأوائل المسلمين المهاجرين إليه..." /36

ويصفه بأنه " آخر ملوك أكسوم، الذين ذكرهم التاريخ... بعد ذلك ضعف نفوذ أكسوم وتلاشى مجدها، بسبب الهجمات العربية عام 640 م، والتي تسببت في القضاء على مينائها في أدوليس..."/41


أما المصادر العربية فتسميه أصحمة، حيث أورد ابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص83 ذلك الخطاب الذي أرسله إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع عمرو بن الضمري، فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب معه كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك فإني أحمد إليك الملك القدوس، المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى روح الله وكلمته القاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخته، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فاقرهم ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى.


وقد أجابه النجاشي معلنا إسلامه بقوله: وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقرينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله، صادقا مصدقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين... المصدر نفسه/ 84


أما فيما يتعلق بميناء الدخول إلى الديار الحبشية فينقل الأستاذ سليمان صالح ضرار في مخطوطته البجة ص74 من كتاب المؤرخ الأوروبي بضج : (تاريخ إثيوبيا ص 270 ) قوله: في سنة 615 أي قبل الهجرة إلى المدينة بسبع سنوات، ركب البحر من ميناء شعيبة الحجازي بالقرب من جدة أحد عشر رجلا مسلما وأربع نساء مسلمات، ودفع كل منهم نصف دينار، وتوجهوا في سفينتين إلى باضع، أي جزيرة عقيتاي، وكانوا في طريقهم إلى الحبشة التي كان يحكمها ملك عادل.


ثم علق على هذا النص بقوله: "هذه الجزيرة هي عاصمة مملكة بني عامر، التي تسمى جارين، واستقبل أفراد قبيلة بني عامر هؤلاء المهاجرين، ورحبوا بهم، وأعطوهم الأمان للنزول في أرض مملكتهم، وبذا تكون هذه القبيلة البجاوية هي أول شعب يعطي الأمان للمسلمين، ولأول مهاجريهم خارج الجزيرة العربية..." ص75.


والمسافة من باضع إلى أكسوم أقرب منها من سواكن إلى أكسوم، ثم أن باضع كانت الميناء التجاري لأهل الحبشة، يأتون إليها ببضائعهم لمقايضتها بما يحتاجون إليه، كما يقول صاحب معجم اليلدان ياقوت الحموي، وهذه المكانة التجارية لباضع لدى الحبشة، إضافة إلى قربها لمقر النجاشي، لا بد أن تجعل منها على الأرجح ميناء الوصول المفضل إلى النجاشي أكثر من غيرها.


ويعزز نعوم شقير من وجاهة هذه الرؤية وقوتها، في كتابه (تاريخ السودان) ص 40 فيقول عن مصوع، وهو يتحدث عن ميناء أدوليس: ويعرف "الآن بميناء زولا، على عشرين ميلا إلى الجنوب من مصوع، وهي ميناء أكسوم".


وشهد الصحابة بعد وصولهم حدوث تمرد على هذا النجاشي، فخافوا من أن يفقدوا حق اللجوء السياسي، بمجيئ حاكم ظالم، لا يعرفه لهم، فانتابهم القلق، وتابعوا المحاولة الإنقلابية ـ إن صح التعبير ـ التي جرت عليه، بإرسال واحد منهم إلى ساحة معركتها، وهو الزبير بن العوام الذي عبر النيل سباحة إلى الجهة التي شهدت ملتقى الفريقين، بقربة منفوخة جعلها في صدره، ثم عاد وهو يحمل نبأ إخفاق المحاولة الانقلابية، وتغلب النجاشي على خصمه، مما أعاد الإطمئنان إلى نفوسهم. ابن هشام السيرة النبوية/ج1/ص351


وقد نمى إلى علمي أن هذه المعركة الإنقلابية من شواهد القائلين بأن السودان هو دار هجرة الصحابة، وإن كنت لا أستطيع الآن بيان وجه دلالتها على ما ذهبوا إليه، غير أنه يبدو لي ـ وهذا مجرد افتراض ـ أن حدوثها على جانب النيل، هو الذي حملهم على هذا القول.

لكن ما الذي يمنع من أن تكون هذه المعركة وقعت في الحبشة ذاتها، حيث بحيرة (تانا) بجوار بلدة (بحر دار)، ومعلوم أن النيل الأزرق المعروف في إثيوبيا (بأباي الكبير) يبدأ من هذه البحيرة، وإذا افترضنا جدلا أن المعركة حدثت في السودان الحالي، وأن الزبير بن العوام عبر النيل إلى الجانب الذي وقعت فيه المعركة، من أرض السودان، فمن أين كان هذا العبور، إن لم يكن من مقر النجاشي، حيث مركز الدولة وعاصمتها؟ ثم ما المانع من أن يكون حدث هذا التمرد في هذا الجانب، من أرض المملكة، وأن النجاشي سير الجيش من مقر حكمه أكسوم [ إقليم التجراي ] للقضاء عليه، وأن الصحابة لاهتمامهم بالأمر، صحبوا هذا الجيش، وأوفدوا معه من يتابع لهم أمر المعركة، وكان هذا الصاحب، والمتابع الزبير بن العوام رضي الله عنه؟.


أما المناضل محمد سعيد ناود فيقول: "إنَّ نجاشي الحبشة كان في (دباروا) ولدينا مجموعة حقائق تثبت هذا الكلام . نحن كإرتريين المسألة بالنسبة لنا معروفة لأنه كانت توجد في (دباروا) حضارة , لكن هناك غيرنا بحثوا في هذه القضية فمثلاً بحكم أنَّ ( دباروا) كان فيها النجاشي , وهذا النجاشي أسمه( بحر نقاش) و( بحر نقاش) هو المسئول عن شواطئ البحر كلها و البحر عندنا في إرتريا و بالتالي ف (بحر نقاش ) هو المسئول عن هذه الشواطئ . أول من يقول و يؤكد الحقيقة المهندس المصري( فتحي غيث) في كتابه (الإسلام و الحبشة عبر التاريخ) وقد كُتِبَ هذا الكتاب في مرحلة الستينيات , و بالصدفة التقيت هذا الرجل في ذلك الوقت , في القاهرة , فهو عاش فترة في الحبشة كمهندس يقول : (( يشكِّك بعض الكتَّاب في وجود مثل هذا النجاشي في الحبشة أي أثيوبيا الحالية )).


لكن كيف يستقيم هذا وأن إرتريا لم تكن معروفة، وإن ( دباروا) سواء كانت مقر نجاشي البحر، أو النجاشي العام، فإنها كانت واحدة من مملكة أكسوم التي شملت ضمن ما شملت الهضبة الحبشية في إرتريا اليوم، وما إرتريا إلا تركيبة استعمارية حديثة، إسما وتكوينا.


وفي هذا يقول الاستاذ فتحي غيث في كتابه الإسلام والحبشة عبر التاريخ ص 8 نقلا عن Ethiopia to day تأليف إرنست لوذر أن " أكسوم لم تكن تشمل إلا تلك المنطقة الواقعة في شمال الحبشة الحالية ومنتصفها فوق المرتفعات، وتشمل بناء على ذلك الجزء الجبلي المرتفع في إرتريا الحالية الذي يشكل امتدادا طبيعيا لمقاطعة التيجراي".


فديباروا وما تقع فيه يشكل في النهاية امتدادا طبيعيا لمقاطعة التجراي، وأن هذا الامتداد كان جزءا من مملكة أكسوم التاريخية، وكون ديباروا كانت مقر نجاشي البحر، وإنها ليست في إثيوبيا اليوم، لا يغير من كون أن هذا النجاشي هو نجاشي الحبشة.


ومما يقوي أن هجرة الصحابة لم تكن إلى السودان، وإنما كانت إلى الحبشة، ما كانت تتميز به الحبشة وقتها من وجود فعلي، ودور إقليمي مشهود ومعتبر، أهلها لأن تكون حليفة الرومان، " حتى أن غزو الحبشة لجنوب شبه الجزيرة العربية لم تتم إلا بالمساعدة الرومانية الشرقية، ولذا كان البحر الأحمر مشتركا بينهما، أي بحيرة حبشية رومانية" كما هو نص كلام الدكتور مراد كامل محقق كتاب (سيرة الحبشة) للحسن بن أحمد الحيمي، في حديثه عن علاقة الحبشة بالعالم الخارجي ص18 من دراسته للكتاب المشار إليه، وكذلك لما كان لها من تأثير سياسي، واقتصادي، وديني في الجزيرة العربية بالتحديد، فإنها كما يقول ابن الجوزي في المنتظم ج2ص374 وهو يتحدث عن هجرة الصحابة إلى الحبشة: "كانت أرض الحبشة متجر قريش".

ومعنى هذا أن القرشيين كانوا يعرفونها من قبل البعثة، وأن صلتهم بها سابقة لظهور الإسلام، وأنهم تتردوا عليها مرارا وتكرارا ببضائع تجارية، ينقلونها منها وإليها، ووقتها لم يكن السودان شيئا مذكورا، لذا من الصعب صرف هذا الإسم ( الحبشة) إلى بلد غير بلاد الحبشة (إثيوبيا) اليوم، يضاف إلى هذا لغة المحادثة التي نطق بها النجاشي في تأكيده لضمان سلامة الصحابة رضوان الله عليهم، ففي حين كانت البداويت (لغة البجة) هي السائدة في مضارب البجة، كانت السبأية، أو سمها الجئزية، هي المهيمن والمستعمل في قلب مملكة الحبشة، وأن نجاشي الصحابة رضوان الله عليهم كان ينطق بها.


يقول ابن هشام في سيرته: قال النجاشي للصحابة: اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي [ قال ابن هشام: والشيوم الآمنون]... ما أحب أن لي دبرا من ذهب، ويقال: فأنتم سيوم [ قال ابن هشام: والدبر بلسان الحبشة: الجبل] السيرة النبوية/ج1/351.


وما زالت هذه المفردات مستخدمة حتى هذه اللحظة، ففي لغة التجري يقال للزعيم القبلي: شوم، ومن هنا أن ترجمتها بزعماء أدق من ترجمة ابن هشام لها بآمنين، ويقال للجبل: دبر، وفي التجرنية أن سيوم اسم علم على الذات، على سبيل المثال: سيوم عقبامكئيل، رئيس المجلس الثوري، جبهة تحرير إرتريا، وله مدلوله بالتأكيد،.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم ببعض المفردات الحبشية من ذلك كلمة (سني) فقال وهو يداعب تلك الجارية التي ولدت في بلاد الحبشة، وجاءت وهي تتكلم لغة الحبشة، عندما رأى عليها ثوبا من ثياب الحبشة الجميلة: ( سنه، سنه) أي جميل، جميل. وهذا التعبير بعينه هو المستخدم في التجري، فيقولون: سنيت لهبنا ولهبك... وسنيتك لأرإينا... وقدام سنيت... وهكذا.


ولقد حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الحبشة فضلهم هذا، فلم يسير الجيوش إلى أرضهم لفتحها، وعرفت الحبشة في التاريخ الإسلامي بدار عهد وأمان، وقال عنها: دعوا الحبشة ما دعوكم، [ إن صح الحديث] كما أنه صلى الله عليه وسلم استمتع هو وزوجه عائشة رضي الله عنها بمشاهدة الفلكلور الحبشي، حيث منح الأحباش فرصة اللعب واستعراض تراثهم الحبشي، في فناء مسجده صلى الله عليه وآله وسلم.


وكان ينهض بنفسه إلى خدمة وفودهم عرفانا بجميلهم الذي صنعوه مع أصحابه، فقد ذكر ابن كثير ما رواه البيهقي بسنده قال: قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام يخدمهم، فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، فقال: إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين، وإني أحب أن أكافيهم" البداية والنهاية ج3/ ص 78.


وأصبح الحبش جزءا من النسيج الحضاري الإسلامي، وشاركوا في عمارة الأمصار الإسلامية، وصارت لهم أحياء ومعالم تعرف بهم، من ذلك درب الحبش في البصرة، وقصر حبش في تكريت، ومزرعة بركة الحبش بمصر، وفي هذا يقول الحموي في معجمه: "...درب الحبش بالبصرة، في خطة هذيل نسب إلى حبش أسكنهم عمر رضي الله عنه بالبصرة، ويلي هذا الدرب مسجد أبي بكر الهذلي، وقصر حبش موضع قرب تكريت فيه مزارع... وبركة الحبش مزرعة نزهة في ظهر القرافة بمصر...".


وضيق العرف العام في بلادنا اليوم من كلمة الحبشي، فلم تعد تعني عندنا ذلك المدلول الشامل، وإنما تقلصت إلى نطاق أضيق، لتصبح نقيض المسلم، ولهذا يقال: حبشتاي مإسليماي. وحلة حبش، تماما كما يقال في مصر: قبطي، أم مسلم، في حين أن معظم المصريين في أصولهم أقباط اعتنقوا الإسلام.


والله أعلم


وكتبه/ الدكتور جلال الدين محمد صالح
لندن

5/5/2004

Post: #83
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: سفيان بشير نابرى
Date: 05-15-2007, 09:31 AM
Parent: #1

تحياتي يا رجاء
تعرفي وانا لي كم يوم بقرأ في البوست دا وكتابة حجي دي واي اسم ورد جوة زي دكتور عمارة والازهر والضرائب وديل كان بيجي في رأسي الضرايب هنا في السودان وجامعة القرآن الكريم وأم درمان الاسلامية ودمغة الشهيد ودمغة .... ودمغة .... الخ وبتجي في رأسي اسامي زي مركز اسلامية المعرفة وزي بروف حسن مكي وووووو .
انا ما داير احرف مسار البوست لكن شايف الناس بتتكلم عن تلقائية التعايش بين المواطنيين والفرق بين السودان ومصر خصوصاً في التعامل بين اصحاب الديانات المختلفة أحتمال يا رجاء التعامل الشعبي تلقائي وبسيط ومافيهو مشاكل كتيرة لكن التحامل السلطوي ما شاء الله عليهو من زمان شديد خلق ارضية خصبة أنو حتي احتمالات التعايش الشعبي تكون رهينة للسلطوي والدليل باين طبعاً .

كدي شوفوا كلام حجي دا وطلعو الاسامي الفيهو ختوا اسامي سودانية واحكموا :-
Quote: * لو كنتُ قبطيا لملأت مصر والعالم ضجة، بسبب أنني أسدد ضرائب تنفقُ منها الدولة علي جامعة الأزهر، ولكنها لا تسمح لقبطي أو قبطية بالدراسة في أي كلية من كلياتها.
* لو كنتُ قبطيا لملأت الدنيا صخبًا، بسبب أنني أُسدد ضرائب تُبني بها عشرات المساجد، بينما لم تساهم الدولة المصرية في بناء كنيسة واحدة منذ ١٩٥٢ باستثناء مساهمة الرئيس جمال عبد الناصر في تكلفة بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أربعين سنة.
* لو كنتُ قبطيا لجعلت الدنيا تقفُ علي قدميها من هول ما يكتبهُ ويرددهُ بعض الكتاب المسلمين عن عدم جواز تولي القبطي الولاية العامة وعن الجزية وعن عدم صوابية انخراط الأقباط في الجيش كما كنت قد ترجمت علي أوسع نطاق كتابات ظلامية، مثل السخف الذي نشره علي الملأ الدكتور، محمد عمارة بتمويل من الأزهر الذي تأتي ميزانيته من دافعي الضرائب، ومنهم الأقباط الذين يحقرهم كتاب أو كتب منشورة علي نفقة الدولة.
* لو كنتُ قبطيا لقدت حملة داخلية وخارجية لإلغاء خانة الدين من بطاقة الهوية المصرية- فلماذا يريد أي إنسان يتعامل معي في الحياة العامة أن يعرف طبيعة ديني؟
لو كنتُ قبطيا لجعلت العالمَ يدرك أن قضية الأقباط في مصر هي عرضٌ واحد من أعراض ذهنية شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم، وأن علي الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية علي التراجع عن مسيرتها الظلامية.


تحيات ومحبة

Post: #84
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-15-2007, 09:49 AM
Parent: #1

عدد المسيحيين في مصر هل هو سر عسكري?
----------------------------------------

تقارير:
---------
المصدر: موقع "الاخبار السارة":
-------------------------------


أعلن اللواء أبو بكر الجندي رئيس جهاز التعبئة والإحصاء البيان الأولى للتعداد السكاني في مصر، والذي يُجرى في مصر كل 10 سنوات. ورغم أن التعداد كلف خزينة الدولة 170 مليون جنيه فإن هذا التعداد لم يستطع أن يقول لنا كم هو عدد الأقباط. وبالطبع القضية ليست في العدد فالعدد في الليمون لكن ما هي الحكمة في عدم إذاعة الرقم. في حوار للصحفية حنان الجوهر بجريدة الدستور اليومية قال اللواء الجندي عندما سألته عن عدد الأقباط: اسألوا عن أي حاجة غير السؤال ده اللي هيجيب لنا وجع الدماغ. وقال عدم ذكر عدد الأقباط ليس اختراعاً مصرياً بل هو توصية دولية بمعنى أن خانة العقيدة اختيارية لمن يشاء ويرغب في كتابة ديانته وهي عقيدة جوه البني آدم. * على الأقل لماذا لم تذكر نسبة من اختار أن يكتب ديانته؟ "يعني إحنا في الجو بتاع البلد ده وأقول اللي امتنعوا قد كده"، ممكن لو قلت إن 20% من السكان لم يذكروا ديانتهم والذين من الممكن أن يكونوا مسلمين أو مسيحيين أو حتى 30% أو 70% لأي منهما – لو أعلنت ذلك كل واحد سيقولها على مزاجه والبيان هيبقى من غير دلالة وستزيد البلبة ونثير في المجتمع شيئاً لن نكسب من ورائه غير سلبيات. * ولماذا لا نقول إن بعض المذاهب والطوائف الدينية تعتبر في مصر مادة أو موضوعاً سياسياً؟ هذا تعريف دولي.. ولو كنا سنستفيد منه كنا عملناه وخصصنا له بياناً مفصلاً، لكن لنتكلم بشكل صريح نحن لا نتكلم عن الأقليات لأنهم لن يتجاوزوا معدل 1%، إحنا بنتكلم عن المسلمين والمسيحيين.. لو قلنا إن المسيحيين نسبتهم 5 أو 7 أو 3% هل هذا "يعجب" المسيحيين؟ ولو قلنا إنهم 20% - المسيحيين – المسلمون هيقولوا "يا سلام!" فهل سيترتب على هذا الإعلان أي شيء ملموس؟ لو البيان هيجيب قرش بس.. بلاش منه.. وسواء كان الرقم 30 أو 5 أو 25% لن نجني من ورائه غير سلبيات.

------------------------------------------------------------
الإجماع الوطني في مصر يُطالب.. بالشفافية في تعداد الأقباط..!!
--------------------------------------------------------------

تحقيق/جرجس بشرى:
--------------------
المصدر: موقع "الاخبار السارة":
-------------------------------

من الطبيعي أننا نرفض وبشدة أية أشكال للتمييز بين أبناء مصر، لأن الكل يجب وبالضرورة أن يكون واحداً تحت راية المظلة المصرية، وبالنسبة لتعداد الأقباط الأخير الذي أعلنته الحكومة وهو 7.8 مليون قبطي، فإنه كان بمثابة صدمة لأقباط مصر ومسلميها على حد سواء!! فالعدد يتضارب مع الماضي، لأن التعداد السابق لأقباط مصر من عشر سنوات كان يزيد قليلاً عن 8 مليون نسمة!! الأمر الذي يجعل من هذا التعداد الأخير ضد النمو الطبيعي للسكان في أي مكان!! كما أن هذا التعداد يخالف الحاضر، لأنه بحسب تقديرات الكنيسة على لسان نيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها والمسئول الإعلامي بالكنيسة وقتها، أشار إلى أن نسبة عدد الأقباط في مصر تتراوح بين 16 : 18 % من إجمالي السكان!! والخطورة في التعداد الأخير هو أنه إحصاء ضد المستقبل، لأنه لكي تنطلق مصر بخطى ثابتة وراسخة للمستقبل لابد أن تعتمد على بيانات دقيقة وموضوعية وعلمية منزهة عن أي غرض، وكلما كانت البيانات شفافة وحيادية وواقعية كلما كانت الرؤية المستقبلية أكثر وضوحاً وأقل غموضاً وبعيدة إلى حد ما عن الصدمات المباغتة، ونحن في هذا التحقيق الصحفي لسنا جهة إدانة، وإن كان هذا لا يعفينا من إدانة الأخطاء لا الأشخاص، وبالتالي اقتضت الضرورة والمسئولية الوطنية والخوف على مصير هذا البلد الذي نقدره ونعشقه جميعاً، أن نفتح هذا الملف ونخوض فيه دون خوف أو مجاملة، فمستقبل مصر والأجيال القادمة يتطلب ذلك.. الطريق التقت بكثير من أبناء مصر للوقوف على رأيهم في هذا الشأن. * بداية يقول المستشار نجيب جبرائيل (رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان "الايرو"): لست أعرف من أين استقى المسئول الكبير معلوماته على أن عدد الأقباط في مصر 7.8 مليون نسمة، في حين أن آخر إحصائية كانت 8 مليون وأكثر بقليل!! والمعروف أن التعداد العام يتم كل عشر سنوات، كما لو كان الأقباط لا يتوالدون ولا يتكاثرون وكأنهم ينكمشون وينقرضون!! ويتساءل جبرائيل: ما مغزى أن تذكر الدولة أو جهاز الإحصاء أن عدد الأقباط في تراجع؟!! هل هذا لإلهاء الأقباط عن مطالبهم للمطالبة بحقوقهم الدستورية؟!! أو أن هذا نوع من التهميش المتزايد للأقباط عند المطالبة بحقوقهم خصوصاً ونحن مُقبلون على انتخابات الشورى؟!! لذلك الكنيسة تقيم إحصاء دقيقاً جداً لعدد الأقباط، وأنا كرئيس منظمة حقوقية ضد تعداد الأقباط من حيث الشكل، بمعنى أنني ضد تصنيف المواطنين إلى أقباط ومسلمين، لأن هذا يُعد نوعاً من العنصرية ويتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع المواطنة، فالإحصاء استفزازي، لأن المنطق والعقل يقتضيان أن العدد لابد أن يزداد، كما أن العدد المُعلن يمثل استفزازاً لأقباط المهجر وأقباط الداخل. وبسؤال سيادته عن لماذا لم تعلن الدولة الرقم بصراحة؟ قال متسائلاً: هل إعلان الإحصاء بصراحة سر عسكري أو قاعدة استراتيجية؟!! في حين أننا نجد هذا الأمر واضحاً أحياناً، فأحياناً تُثار تساؤلات لماذا لا يُعين أقباط ذوو كفاءات في قطاعات أمن الدولة والأمن القومي؟!! وعندما نطلب الإجابة نجد الصمت.. صمت القبور! كما لو كان كل أمر يتعلق بالأقباط هو أمر استراتيجي أو عسكري ونحن لا نعلم. ومن ثم يجب أن يتسم تعامل الدولة مع الأقباط على أنهم مواطنين من خلال الشفافية والوضوح وعدم التعتيم والصراحة الكاملة التي تحقق مفهوم المواطنة. * أما عالم المصريات د. وسيم السيسي. فيقول: ليس من المعقول أن عدد الأقباط يتناقص من سنة إلى أخرى، أما إذا حاول البعض أن يجد مبرراً لهذا الادعاء بهجرة الأقباط، فالرد على هذا أن الهجرة بالعشرات أو المئات على أكثر تقدير لا يؤثر على تعداد الأقباط، وإذا ادعى أحد أن هجرة الأقباط بعشرات الآلاف (والعياذ بالله) فهذا معناه أن هناك اضطهاداً للأقباط. ولكن التفسير الوحيد لهذا التعداد هو أن الكذب أنواعه ثلاثة: (كذب أبيض – كذب أسود – إحصائيات رسمية) والمفروض أن التعداد الحالي للأقباط يزيد عن التعداد السابق، وأود أن أشير إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن المسألة ليست بالعدد، فالمسألة ليست كمية بل نوعية، والتأثير لم يكن أبداً بالعدد ولكن بالفكر والعقل والحضارة، و8 مليون شخص متعلم أفضل من 100 مليون جاهل مع العلم أن الأقلية والأكثرية لا تُقاس بالعدد بل بالعرق، فالأقباط ليسوا أقلية لأنهم من نسيج مصر. وتجدر الإشارة إلى أن المواطنة قبل الدولة الحديثة تختلف عن مفهومها في الدولة الحديثة، فالمواطنة قبل الدولة الحديثة كانت بالدين أو العرق أو القرب من الحاكم أو القوة المالية، أما المواطنة الآن فتقاس بحادثة الميلاد، فمجرد ميلاد الإنسان تكون له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات التي لآخر المولود معه في هذا المكان. وإن كان عدد الأقباط يتناقص فهذا ضد المنطق، أتذكر أن الرئيس الأمريكي كارتر قال للبابا شنوده عام 1976: "إنك رئيس لشعب تعداده 8 مليون"!!. * ويقول د. مصطفى النبراوي (الأمين العام لمركز الحوار الإنساني): إنني أرى أن الإحصاء الرسمي للأقباط لا يتمتع بالمصداقية الكبيرة، والرقم المعلن غريب، مع الأخذ في الاعتبار أن الإحصاء الرسمي للدولة لا يتمتع بمصداقية كبيرة، فالأرقام المعلنة سابقاً على حد معرفتي عن عدد الأقباط ومنذ فترة كان من (7 – 12)%. الأمر الذي يُفقد الإحصاء الجديد مصداقيته، وهناك أمر يجب أن نؤكد عليه وهو أن التنوع لا يُحسب بالعددية بل بالنوعية وهذا يتطلب منا احترام التنوع الموجود في النسيج المصري، فثقافة الوطن ما هي إلا خليط ومزيج من النوع الذي يجب احترامه بغض النظر عن نسبة ما، قليلة أو كثيرة من النسيج الوطني، كما أن الإحصاء لابد أن يُستقى من أهله. لذلك اقترح النبراوي أن تقوم الكنيسة بإجراء إحصاء جديد من خلال الأفراد أو لجان لحصر العدد بدقة في حالة إذا ما كان الرقم غير واقعي ولا يمثل الحقيقة، هذا وقد أثار النبراوي نقطة مهمة يجب وضعها في الاعتبار بخصوص التعداد الأخير للأقباط بقوله: وإذا كان الإحصاء الرسمي صحيحاً – أي يوضح أن هناك انخفاضاً في عدد الأقباط – فيجب أن نحلل أسباب الانخفاض ونناقشه، فالمعروف أن هناك نمواً سكانياً طبيعياً.. فلماذا لا ينمو الأقباط مثل سائر السكان؟!! وبالتالي قد يشير انخفاض الرقم إلى أن الأقباط في مناخ طارد لهم.. وبسؤال النبراوي عن هل هناك ضرورة لكي تعلن الحكومة الرقم الفعلي الصحيح للأقباط؟ قال سيادته: المفروض طبعاً أن تُعلن الحكومة الرقم الصحيح بشفافية كاملة، لأن الشفافية من أهم أسس الديمقراطية، فالحكومة لابد أن تُعلن الرقم لكي تبني عليه سياسات وخططاً ورؤية سليمة مستقبلية، والشفافية مطلوبة في كل الإحصائيات الحكومية التي لا تتمتع بالمصداقية الكبيرة.. وأجهزة الدولة فيما يتعلق بالإحصاء لابد أن تعتمد على معايير وأسس علمية وتُعلى من شأن الشفافية. ويتساءل د. النبراوي قائلاً: ما هو الضرر من إعلان الحكومة للرقم الحقيقي للأقباط.. أعطونا الرقم الصحيح بغض النظر عن أي شيء.. * كما يقول المستشار عادل عبد الحي المحامي (رئيس مركز الوفاق الدولي لمراقبة وحماية حقوق الإنسان): تعداد السكان على أساس كام واحد مسيحي وكام قبطي فيه نوع من التمييز، وكان يجب أن التعداد يصرح بعدد المصريين فقط. وذلك تجسيداً لمبدأ المواطنة التي أكدت عليها التعديلات الدستورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس مبارك، ومن ثم يكون مجرد البحث في عدد المسيحيين ونسبتهم بالنسبة للمسلمين هو نوع من التفريق والتمييز، لأننا عندما نفعل ذلك فإن البعض قد يتساءل كم عدد اليهود؟!! فالواقع والتاريخ يثبت الأقباط والمسلمين في بوتقة واحدة، ولابد أن يُعامل المسلم واليهودي والمسيحي على أنهم مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.. فالدولة ملتزمة بحماية المصري – أياً كان – ملزمة بحمايته ودعمه في جميع مراحل حياته منذ ولادته وحتى وفاته إيماناً منها بأن حق الإنسان يولد معه ولا ينتهي إلا بدفنه. وأعيد وأكرر أن الذي يحصى السكان على أساس هذا مسلم وهذا مسيحي، فإنه يميز، والذين يصنفون المصريين على أساس ديني هم فئة ضالة وشاردة لم تقرأ تاريخاً ولم تعش واقعاً ولن ترى مستقبلاً!! وأُذكر على أنني رافض تماماً لفظ التعداد للسكان والنية مُبيتة على التفريق والتمييز، لأن مصر يجب أن تحتضن الكل!! * وكما قالت عزة سليمان (ناشطة سياسية): أعتقد أن النظام لا يريد إعلان العدد الصحيح للأقباط، وهو أكيد يعرف الرقم الحقيقي لعدد المسيحيين في مصر، لأنه احتمال أو في الغالب لو عُرف الرقم الحقيقي، وكانت نسبته كبيرة عن النسبة المتوقعة، ممكن يكون هناك ضغط دولي وخاصة أمريكي على أن مصر تتجه أكثر للعلمانية وبصورة واضحة وتعطي حقوقاً أكثر للمسيحيين و.. و.. أو حقوق المواطنة بشكل عام. كما أن انخفاض الرقم المعلن يمكن أن يتخذه البعض ذريعة للتدخل في شئون مصر وبالتالي من الصح أن تُعلن الحكومة الرقم الصحيح، لأنه ما المشكلة في ذلك!! وليس من الصعب أن نعرف عدد المسيحيين، فلو أعطى البابا شنوده تعليمات أن كل واحد يسجل اسمه، الكل سيهب ويذهب للتسجيل. وبسؤالها عن هل كان يجب على الحكومة أن تعلن الرقم الحقيقي للأقباط من عدمه قالت: لابد أن تعلن الحكومة الرقم الصحيح.. أليس المسيحيون مواطنين مصريين، كما أن الإعلان عن عدد الأقباط لا يعني أن هناك نوعاً من التمييز بين المصريين، ففي أمريكا التي لا يوجد بها فصل بين المواطنين ولا توجد الديانة في البطاقة الشخصية إلا أنهم في الانتخابات بيقولوا: كم شخص من السود أعطى صوته؟ وكم مسلم أعطى صوته؟ وكم يهودي و...؟!! فهذه إحصائيات والإحصائيات يجب أن تكون دقيقة وصحيحة كما طالبت بأن تعيد الحكومة إعلان الرقم الصحيح على الناس. * أما المهندس مازن مصطفي (وكيل حزب الغد): لابد أن يكون هناك تعداد حقيقي ليس للأقباط فقط بل لمتغيرات كثيرة حدثت في حياتنا، فمصر قد تغيرت كثيراً خلال الخمسة وعشرين سنة الماضية، هناك تغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية حدثت وكذلك تغيرات في نسبة الأقباط، والمشكلة في رأيي ليست مشكلة الحكومة وحدها بل مشكلة مجتمع بأسره، فالمجتمع ككل ليست لديه القدرة على مواجهة الحقائق التي قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، وهذا يجعل المجتمع الذي أغلبيته مسلمة يرفض إجراء تعداد قد يكشف أنه ليس أغلبية كبيرة كما يتصور، وإنني هنا أعتب على الكنيسة لأنها لم تطالب بجرأة وبشدة بإجراء هذا التعداد، فالكنيسة ربما تريد إبقاء الوضع كما هو عليه، وتريد عدم الاعتراف بأي تغيير، خوفاً من أن التغيير قد يجرف بعض الكراسي الثابتة، مع أن أصحاب هذه الكراسي هم في رأيي أقوياء بأنفسهم، والمعروف جيداً عن البابا شنوده أنه قائد بطبعه، وبالتالي فإن المشكلة هي مشكلة عقل جماعي أصبح مرعوباً من الحقيقة.. مرعوباً من عدد الأقباط، فالأغلبية الكاسحة من الإسلاميين الأصوليين أو الإسلاميين الذين يعتنقون مبدأ أن الإسلام سلطة يريدون ويحاولون تثبيت فكرة أن مصر لا يوجد بها سوى مسلمين فقط، ويريدون إلغاء فكرة وجود مسيحيين، ويتمنون في داخلهم، أن يستيقظوا صباحاً ويجدوا الأقباط غير موجودين أو هاجروا!! والعيب في هذا الأمر أن الحكومة والمجتمع خاضعون لهذا الإرهاب الفكري ومستسلمون لطغيان هذه الأقلية، فهناك فئات مغلوبة على أمرها ويمارس ضدها القهر وتمارس ضدها جرائم من قبل أقليات منظمة، وأمامها الحكومة مستسلمة، الأمر الذي يجعلنا نقول إن المجتمع لابد أن يقف بجانب الحكومة في هذه المواجهات. وبالنسبة لتعداد الأقباط فإنه صدر خلسة. ويقترح م. مازن أن تقوم الحكومة أيضاً بإجراء تعداد فوري وحقيقي لإظهار الرقم الفعلي، وإنني هنا أتساءل: متى تصل مصر إلى مرحلة الدولة الحديثة التي لا يملك فيها أي شخص أن يسأل الآخر عن دينه، ويمنع فيها تحرير الدين في أي محررات رسمية؟ * ويقول الأستاذ سامح محروس (رئيس قسم الشئون الخارجية بجريدة الجمهورية ورئيس تحرير جريدة النيل): من وجهة نظري ليست القضية في كم عدد المسيحيين في مصر، وما إذا كانوا 8 مليون أو أكثر، فالمسألة ليست فيما يمثل هذا العدد أو ذاك، ولكن الأهم هو الحرص على تدعيم حقوق المواطنة، وصيانة مصالح جميع أبنائه بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العقيدة أو.. أو.. لأننا لو تحدثنا عن عدد الأقباط كأصحاب دين وعقيدة فقط، فإننا قد يأتي يوم لنتحدث عن عدد أهل النوبة أو عدد أهل الصعيد!! وهذه مسألة خطيرة تتنافى تماماً مع أبسط حقوق المواطنة، فلو افترضنا أن عدد المسيحيين يبلغ مليون نسمة فهل يعني ذلك عدم حصولهم على حقوقهم المشروعة، بعكس الحال إذا كان عددهم 25 مليون مثلاً؟!! والقضية هي قضية مبدأ، والمبدأ هو هل يحصل كل أبناء المجتمع على حقوقهم أم لا؟ وبسؤاله عن أقباط المهجر وردود أفعالهم على هذا العدد قال: هناك أقلية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ممن يفتقرون للوعي السياسي ويتحدثون من هناك بطريقة تضر أكثر مما تنفع الوطن، ولكنني أؤكد أن الأغلبية الساحقة من أقباط المهجر شخصيات وطنية ومحترمة وأعرف كثيراً منهم ومدى ما يقدمونه لمصر من خدمات، وهم يقدرون جيداً الأوضاع والظروف التي تمر بها مصر والتي يواجهها كل أبناء مصر مسلمين وأقباطاً، خاصة أن هناك قاسماً مشتركاً من المشاكل يعاني منها الجميع، وفيما يتعلق بالمشاكل التي يعاني منها أقباط مصر وحدهم فهي مشكلات متعلقة بالأحوال الشخصية ودور العبادة وحرية ممارسة العقيدة ولكن الأمانة تقتضي منا أن نقر بأن جانباً من هذه المشكلات يرجع لأسباب تاريخية فضلاً عن سيطرة بعض العقول التي تجر مصر بأكملها وليس المسيحيين فقط إلى حقب تاريخية سحيقة. ومن ثم فإنه ليس من الأمانة أن نُحمل نظام الحكم الحالي مسئولية كل المشاكل، وإن كان هذا لا يعفي الحكومة أن تضطلع بدورها لحلها، فالقضية إذن ليست هي في العدد ولا يجب أن تكون، لأن تحديث مصر ونهضتها لن يتأتى أبداً إلا بسواعد كل أبنائها، وليس بإيثار طرف وتهميش الآخر.. *في نهاية هذا التحقيق تجدر الإشارة إلى قول الدكتور غالي شكري رداً عمن وصفوا الأقباط بالأقلية: الأقباط ليسوا أقلية بالمعنى الإثنولوجي، وهم أقلية عددية، لكن علم الاجتماع لا يضع اعتباراً للقلة العددية، فلكي يشعر المواطن بأنه ينتمي إلى "الأقلية" لابد أن يكون هناك "جيتو" (لغة خاصة وبعض السمات الثقافية) لكن هذا كله غير موجود في مصر، فالأقباط والمسلمون ينتمون إلى ثقافة واحدة بالرغم من تعدد الخصوصيات. لسنا أقلية بالمعنى العلمي. وهذا ما أكد عليه منذ عقود مضت الأستاذ الكبير مصطفي أمين عندما قال: ".. لم تعرف مصر شيئاً اسمه الأقليات، ولا حقوق الأقليات، وعندما أراد الإنجيليز أن يذكروا في تصريح 28 فبراير سنة 1922 نصاً يبيح لهم حماية الأقليات، رفض الأقباط أن يكونوا في حماية الإنجليز، وقالوا أنهم في حماية المصريين.. كل المصريين (مصطفي أمين – فكرة – صحيفة الأخبار، أول أبريل سنة 1980). ونأمل أن تستجيب الحكومة للإجماع الوطني المصري المطالب بالشفافية في الإعلان الحقيقي والواقعي عن عدد الأقباط، لتنفي عنها كل ما يتردد في الصدور، ولتقطع ألسنة المتربصين، لتُحبط محاولات المتعصبين والضالين الذين يتلاعبون على مثل هذا التوتر، فهل تستجيب الدولة للرأي العام في هذا الأمر، هذا بلا شك ما ستظهره الأيام القادمة، وكما يقول أحد الشعراء: إن غداً لناظره قريب.. تحقيق: جرجس بشرى صادق صح جبرائيل: أنني ضد تصنيف المواطنين إلى أقباط ومسلمين، لأن هذا يُعد نوعاً من العنصرية ويتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وسيم السيسي: أن المسألة ليست بالعدد، فالمسألة ليست كمية بل نوعية، والتأثير لم يكن أبداً بالعدد ولكن بالفكر والعقل والحضارة، و8 مليون شخص متعلم أفضل من 100 مليون جاهل. النبراوي: فلماذا لا ينمو الأقباط مثل سائر السكان؟!! وبالتالي قد يشير انخفاض الرقم إلى أن الأقباط في مناخ طارد لهم.. المستشار عادل عبد الحي: والذين يصنفون المصريين على أساس ديني هم فئة ضالة وشاردة لم تقرأ تاريخاً ولم تعش واقعاً ولن ترى مستقبلاً!! عزة سليمان: الرقم المعلن يمكن أن يتخذه البعض ذريعة للتدخل في شئون مصر وبالتالي من الصح أن تُعلن الحكومة الرقم الصحيح. مازن مصطفي (وكيل حزب الغد: أعتب على الكنيسة لأنها لم تطالب بجرأة وبشدة بإجراء تعداد خاص بها.
-----------------------------------------------------------------------------------

......
سـؤال بـرئ للغـاية:
كـم عـدد الاقباط الموجـودين في السـودان ولـم يفـروا بعـد من
"هـولوكـست " الأنــقاذ???."،..... واللـه سـؤال بري وعـادي!!!!.


Post: #87
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: رأفت ميلاد
Date: 05-15-2007, 11:22 AM
Parent: #84

Quote: سـؤال بـرئ للغـاية:
كـم عـدد الاقباط الموجـودين في السـودان ولـم يفـروا بعـد من
"هـولوكـست " الأنــقاذ???."،..... واللـه سـؤال بري وعـادي!!!!.
حبيبنا بكرى الصايغ
توجد الآن هجرة عودة مكثفة من الأقباط الى السودان . الوطن لايهون . وإن جارت علىّ عزيزة .

محبتى

Post: #86
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-15-2007, 11:05 AM
Parent: #1



طه والمسيح في الخرطوم.
---------------------------

خالد القشطيني:

الخميـس 28 ذو القعـدة 1426 هـ 29 ديسمبر 2005 العدد 9893.

جـريدة "الشـرق الاوسـط" - لـنـدن:

عرفت السودانيين منذ سنين طويلة، وكان النحات عبد الرزاق، زميلي في كلية كمبرويل للفنون اول عربي تعرفت به في لندن وعلمني على هذا التوافق والتسامح والتعايش في الشخصية السودانية. كان تقيا ورعا ملتزما بفرائض الدين وإقامة الصلاة ويعيب علينا نحن العراقيين تجاهلنا لهذا الفرض. في بقية ايام الاسبوع كان يواظب على الدوام في الكلية يصنع الاصنام العارية ـ التماثيل. لم يشعر بأي تناقض او نزاع في ذاته. ما لله لله وما للدنيا للدنيا. لمست على مر السنين هذا الانسجام والروح السلامية في شتى اصدقائي السودانيين، الطيب صالح وعثمان وقيع الله وسواهما.

لهذا وقفت حائرا امام ما جرى في السودان من حرب اهلية في السنوات الاخيرة. بيد اني كنت على طول الخط استبعد الدين كعادتي سببا لمثل هذه المنازعات. انها السياسة قاتلها الله. وفي السودان انها السياسة والتبعة التي خلفها الاستعمار وغذاها الاجنبي.

حققت امنية في حياتي ان ازور السودان الذي لم أره من قبل. وكانت الزيارة بمناسبة اختتام مهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية وانتقال الراية الى مسقط. وفي اليوم الاول من زيارتي خرجت من فندق قصر الصداقة في مشوار على قدمي اتفقد فيه احوال المدينة كعادتي في زيارة اي بلد جديد عليّ.

لم أكد أسير مائة متر من الفندق حتى دوت مكبرات الصوت من مسجد حلة حمد بأذان صلاة المغرب. توقفت لأستمع للأذان السوداني الذي لم يختلف كثيرا عن نبرته في العراق. انتهت الصلاة ودخل المقرئ بسلسلة من المدائح النبوبة التي استمعت اليها بشوق قبل ان استأنف مسيرتي ـ ولكنني لم اتقدم اكثر من خمسين مترا اخرى حتى وقعت انظاري على الصليب، لا بل مجموعة من الصلبان المشرئبة برؤوسها فوق كنيسة مار جرجس القبطية.

بدا القدم ظاهرا على الكنيسة والملحقات المسيحية التابعة لها، فلم تكن مبنى جديدا شيد لجبر الخواطر او التأثير على الاجنبي.

وكان البنيان مزينا بالصور الكنسية للحواريين والقديسين. واعتلى واجهة البناية تمثال حداثي للقديس جرجس (جورج) وهو يفتك بالتنين.

لم يجد رواد المسجد او المسلمون من سكان المنطقة اي اعتراض على ما يرونه كل يوم في طريقهم للوضوء والصلاة في مسجد.

لم أجد اثرا لحجارة رشقها صبيان زعران على تلك الصور، كانت بكل وضوح جزءا من حياة التسامح السوداني والتعايش بين الاديان. دخلت الكنيسة بحذر وتجولت في كل مرافقها ومذابحها وهياكلها. لم يعترض طريقي احد ويسألني عن هويتي ونيتي وديانتي.

وقفت عند احدى النوافذ لأستمع للقس وهو يعلم الصبيان المنشدين ترتيل اناشيد يوم ميلاد المسيح عليه السلام الذي كان على الابواب. استمعت لتراتيلهم الشجية وهي تختلط بصوت المقرئ المسلم الذي كان يتلو المدائح النبوية المهيبة من مكبرات المسجد.

ذكرني المزيج بما قاله المعري لدى زيارته للاذقية:

في اللاذقية فتنة ما بين طه والمسيح

ولكن في الخرطوم لم تكن هناك أية فتنة. فلم اجد غير ان اعتدي على ابي العلاء لأقول:

خرطوم فيها مجمع ما بين طه والمسيح
------------------------------------------------------------------------------

التعليــقــــات

--------------------


الشيخ الطاهرالإدريسي، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

السودان بلد متعدد الأديان والأعراق ، و يتميز أهله بالتسامح فتجد المسيحي القبطي صديق للمسلم والجنوبي المسيحي يجد الإحترام من إخوانه في الوطن ، ولكن حاول بعض السياسيين السودانيين تغذية النعرات القبلية و العرقية والطائفية والدينية والجهوية للصيد في الماء العكر ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت هناك والحق يقال أقاليم ومناطق مهمشة وتفتقر للخدمات الأساسية مما أدى للإحساس بالمرارة والغبو ولكن الحكومة الحالية بذلت وتبذل جهودا جبارة لاحتواء المشاكل وإيجاد الحلول الملائمة رغم تحامل أميركا وعدم جدية المعارضة وأسلوبها المتميز بالمزايدات والمكايدات والطابع الحزبي. وختاما نشكر الأستاذ القشطيني على مقاله واهتمامه بإخوته في أطراف العالم العربي والإسلامي .

محمد فضل على، «كندا»، 29/12/2005

لقد أثرت فينا أشجانا عظيمة أستاذي الفاضل فذلك هو سوداننا الذي كنا نعتز ونفاخر به العالم، قبل أن يحل ظلام حكومة البشير.

مجاهد سليم، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

كما تفضلت أستاذنا القشطيني فمشكلة السودان ليست عقائدية ولا عرقية، مشكلة السودان مشكلة سياسية ورثناها من سياسات المستعمر، وهذا لا يعفي ساستنا من أن يغيروا من الديناصورية حيث لا تجد الديمقراطية داخل الأحزاب رغم أن السودان هي من أوائل الدول التي عرفت الديمقراطية، وإذا أمد الله في الآجال هنالك فترة ديمقراطية قادمة وهنالك انتخابات وستفرز نفس القيادات التي حكمت السودان في الديمقراطية الثالثة.

العاقب طلحة، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

تحية للأستاذ خالد القشطيني، ويقولون ( ليس من رأى كمن سمع) فأنت رأيت وسمعت وعايشت بنفسك ونقلت لهم مظاهر الحياة اليومية التي يعيشها السودانيين فيما بينهم في وطن الحب والتسامح الذي لا يفرق بين جنس أو لون أو عرق أو دين وبين أجنبي أو مواطن فهو يتسع للكل دون تمييز إلا من كان في قلبه مرض أو غرض مبيت النية فيا ليت الذين تعلوا أصواتهم بالكذب في المنابر بأن هناك تفرقة في السودان يصدقونك ويعترفون بالحقيقة التي نقلتها لهم .


ايهاب بشري، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

نشكرك على توضيح صورة من صور التسامح الديني الموجودة في السودان، وكنت أتمنى أن تطول زيارتك لترى بقية مناطق السودان وترى كيفية الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحين ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد بعض المتعصبين والمتشددين ونسأل الله أن يجمع قلوب أهل السودان.

Ahmad Barbar/احمد بربر، «المانيا»، 29/12/2005

لقد أصبحت شاعرا. فقد صادقت السودانيين كثيرا فلم أجد منهم إلا الطيبة أو الطيب صالح.

المهندس توفيق جاسم محمد/ العراق، «المانيا»، 29/12/2005

نعم يا أستاذ خالد إن الذي تفضلت به عن مشاهداتكم عن البلد الشقيق السودان هو كان حاصل في العراق لفترة ليست بالبعيدة ، الكل كانوا متعايشين بسلام وكل الأديان تمارس طقوسها بكل حرية المسلم والمسيحي واليزيدي حينما كانت السياسة لم تطرق باب الدين بعد وعندما كان الدين خالصا لله تعالى جوهر الأديان لم يتغير وتعاليم الدين لم تتغير فهي راسخة منذ آلاف السنين، المشكلة فينا نحن بنو البشر حيث بالغنا في تفسيرنا لتعاليم الأديان ودخلنا في سجالات طويلة عريضة لا تسمن ولا تغني من جوع وأهملنا واجباتنا تجاه أنفسنا وتجاه بلداننا .

مصطفى حسن دنبلاب، «الامارت العربية المتحدة»، 29/12/2005

الأستاذ القشطيني شكرا لك، فقد نقلتني إلى حلة حمد وحي الوابورات وتابعت معك كل هذه اللحظات الصادقة والتي نعيشها دوما في السودان. ولكن قاتل الله- السياسة والساسة والقوى العظمى -الذين لا يريدون إلا أن يظهر الوجه القبيح لبلاد التسامح والمحبة.

حسين علي، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

الشكر لك أستاذنا خالد القشطيني لأنك أبرزت صورة واضحة للتسامح في السودان رغم الصورة البائسة التي رسمت له من قبل الإعلام الغربي، و آمل أن تكون سعدت بوجودك في السودان. مرة أخرى لك الشكر.

شوقى عكاشة، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

شكرا للأستاذ خالد على هذا النقل الصادق والحي لحقيقة التعايش السلمى الموجود بالسودان، ليت العالم أجمع يفهم هذه الحقيقة ويتعامل على أساسها مع السودان.

الأمين الزبير علي، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

حقيقة روح التسامح الديني وسماحة الخلق وروح التعايش في المواطن السوداني قل أن تجد لها مثيلا في عالمنا، ولولا تدخل السياسة والسياسيون في تغيير بعض سحنات وملامح هذا المضياف الكريم بأهله وطبعه وتسامحه لما كانت الصراعات والفتن والحروب الأهلية الطاحنة لعشرات السنين، ولما كانت تلك الأبواق التي نادت بوجود حرب طائفية أو عرقية أو انتهاك حقوق إنسان في بلد كالسودان. فلم يكن أجدادنا يعرفون مثل هذه الصراعات المستحدثه والدخيلة على الطبع والعرف السوداني، فتجد القبطي أو الجنوبي ذو الديانة المسيحية يتبادل الزيارات والهدايا والود والتهاني بالأعياد والمناسبات مع جاره أو البعيد المسلم فلم تكن هناك نظرة طائفية في يوم ما أو مناكفة بين الأديان ولا زالت روح التسامح تسود العديد من المجتمعات السودانية شمالا وجنوبا شرقا وغربا التي تحصنت بدفاعاتها الأصيلة ضد الغزو السياسي والفكري الذي يحاول تشويه هذه اللوحة التسامحية الجميلة رغم كل الصراعات والفتن .

RIYAD OMER SULIMAN، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005

لهذا فقد كتب الطيب صالح حين اعتلت الأصولية الإسلامية مقاليد السلطة عنوة في انقلاب 1989 مقاله الشهير من أين أتى هؤلاء؟ . لأنه يعرف طبيعة هذا الشعب السمحة المسالمة وتناقضها مع المشروع الحضاري الذي طرح وقتها. والآن نأمل أن يستفيد هذا الشعب من تجاربه ليتفرغ للسلام والبناء.

ياسر المساعد، «فرنسا ميتروبولتان»، 29/12/2005

أوفى الأستاذ خالد القشطيني في حق السودان والسودانيين من خلال الصورة الصادقة التي نقلها عن التعايش والتسامح وهي سمات امتاز بها الشعب السوداني، إلا إن دول العالم العظمى لا تريد لهذا البلد استقرارا عن طريق تغذيتها للمشاكل العرقية والاثنية وهي سياسات قديمة قدم التاريخ أسهمت في إضعاف دول كثيرة لكن يبدو أنها فشلت حتى الآن في إضعاف السودان.

مزمل ودأمريوم، «فرنسا ميتروبولتان»، 29/12/2005

لك كل التحية أستاذنا القدير خالد القشطيني، لقد رسمت معالم شعب طغت عليه مصائب الدهر بكل محبة. وهذا إن دل عل شيء إنما يدل على أصلك الطيب وشخصك العظيم.


حازم صديق، «فرنسا ميتروبولتان»، 29/12/2005
إن السودان من أكثر الدول أمنا ونحن مثال للتعايش الديني والجنسي، ولكن الفتن الأخيرة أتت من السياسيين في البلاد ولا دخل للشعب بها ورغم ذلك نحن حتى الآن مثال للتعايش.

هشام حبيب، «هولندا»، 29/12/2005

توجد ميزة في الفرد السوداني قد لمستها في أصدقاء لي ألا وهي الأريحية العفوية والسكون الداخلي، وأعتقد أن هذه الميزة تمنحهم روحا تسامحية يفتقدها الكثير منا .
أما التفرقة بين المواطنين على أساس الدين وغيره فقد أوجدها وعاظ السلاطين كأداة إضافية في كبت البشر والتحكم بمقدراتهم .

الهادى عبد السيد ابراهيم، «فرنسا ميتروبولتان»، 29/12/2005
شكرا أيها الرجل ومرحبا بك ألف مرة ونحن نحبك الآن أكثر.


عبد المحسن محمد عبد الله، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005
هذا هو السودان بسماحة شعبه وطيبته وتعايشه القبلي، فمهما حاول أعداؤه زرع الفتنة بين قبائله فلن ينالوا مبتغاهم.

izzeldin hassan، «المملكة العربية السعودية»، 29/12/2005
لله درك أستاذي الجليل، فو الله لقد أوفيتنا حقنا وأديت أمانة الكلمة.

نزار قناوي، «اندونسيا»، 30/12/2005
الأستاذ خالد القشطيني أصاب الحقيق لأنه متجرد ومقاله يدل على أنه من الأقلية التي في الإعلاميين العرب الذين يسعون للحقيقة والتغيير إلى الأفضل بمفهوم أهلنا الطيبين في القرى وأرياف الوطن العربي بعيدا عن زخم المال والسلطة في دوائر الحكم و قصور التآمر في عواصم من يدعي حقوق الإنسان، و الديمقراطية التي نعيشها واقعا في أريافنا وقرانا دون أي علامة صنع في أميركا أو أوروبا.


النور النعيم، «المملكة العربية السعودية»، 31/12/2005
الله عليك يا أستاذ خالد أبكيت العيون و أدميت القلوب بعد أن كاد يقتلنا الأسى، فلك ألف شكر .


هذا يغني مدائحا وذا يرتل للفصيح

كل يمجد ربه وكلاهما عندي صحيح

Post: #91
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-15-2007, 11:44 AM
Parent: #1

الأخ الـحـبيـب الـحـبوب،
رأفـت مـيلاد،
تـحـية الـود والأعـزاز لك وللأســـرة الـكـريـمـة،

..... الـذين يعـودون للسـودان بعـد طـول غيـاب وغـربة سـواء كانوا مسـلميـن او مـسـيحييـن او وثنيـن هـم من الـجـيل القديم " زي حـالاتـي!!"، ولكـن من تـرعـرع وكـبر في بـلاد الغـربة وعـاشـر القوم في هـذه البلاد وتطبع بطباعـهم فـمن المحال وان يرجـع للسـودان، وبحـكم عمـلي مع الاجـانب والذين حـصـلوا علي لـجـوء في اوروبا اجـد ان الاباء والامهـات والاخـريـن العــجـائز هـم التـواقون لعـودة لبـلادهـم، اما الشـباب فقـد قـطعـوا " شـعـرة معـاوية " مـع اصـلهـم السـوداني او ان كانوا مـن دولآ اخـري. زرت السـعـودية قبل مـدة وكنت في ضـيافة عـدة اسـر سـودانية لهـم اطـفال ولـدوا وتعـلموا في مدارس السـعودية، انهـم
"اولياء الامـور " قلقـون للغـاية لان اطـفالهـم لايـحـبون السـودان ويعتـبرونه بلـد مـمـل وقاتـل لـدرجـة كبيـرة، هـؤلاء الاباء يقـول ان نسـبة الاطـفال السـودانيـن والذين لايـحـبون بلـدهـم كـبيـرة للغـاية في السـعـودية!!!.

Post: #92
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: احمد التجانى احمد
Date: 05-15-2007, 01:08 PM
Parent: #91

احي الإخوة الأقباط واخص بالذكر والتحية الأخ العزيز دانيال الذي كان لنا نعم الأخ الأكبر والصديق التقيناه ونحن برالمة أواخر العام 1985 وكان وقتها طالبا في السنة الخامسة اقتصاد وقد كان من جسن حظنا أن تخصص داخلية فلسطين لنا برالمة الهندسة وهذه الداخلية معروفة لكل من درس بجامعة الخرطوم قبل الألفية الثالثة تتميز بقربها من الجامعة وداخلية البنات وتتشارك نفس الحرم مع داخلية الرهد التي آلت ملكيتها فيما بعد للبنات وهى كما ذكرت مخصصة لطلاب خامسة اقتصاد لهم التحية جميعهم واخص منهم الأخوان برعى ومحى الدين وسالم كعورة وآخرون.
لقد لاحظت أن معظم الأعضاء وأنا منهم قد بداوا مداخلاتهم بتحية الإخوة الأقباط في السودان وذكر محاسنهم وطيب معشرهم إلا أن كل هذه المداخلات خارج موضوع البوست الذي يناقش موضوع الاضطهاد الديني والاجتماعي الذي يتعرض له أقباط مصر الذي أصبح قضية شائكة التعقيد لدرجة التدويل حيث أن المنظمة الدولية أفردت لها لجان لمتابعة الشكاوى الواردة من أقباط مصر ضد دولتهم ومؤسساتها ومن حيث مبدأ المواطنة فلهم كل الحق للاستنجاد بالمنظمة الدولية لتدفع عنهم المظالم فكم هو مؤلم أن تكون مظلوما ومضطهدا داخل بلدك وتعانى الحرمان من أبجديات الحقوق وتواجه رفض اجتماعي بسبب الديانة التي تحملها ولكن لا يمكن لنا مناقشة هذا الأمر دون التعرض للافتراءات التي يتعرض لها ديننا الاسلامى من قبل القيادات الدينية للأقباط كالقمص زكريا بطرس المفترى الحاقد على الإسلام وكمثال على ذلك قوله بالأمس على قناتهم التبشيرية الحياة – أن الإسلام وخلال الأربعة عشر قرنا الماضية يفرض قدسية على القران وعلى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بمعنى انه دين لا يشجع على الفكر ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وذلك ترديد غبي لحديث حبرهم الأعظم المثير للجدل وقد استنتج أن ذلك هو السبب في ضعف إيمان المسلمين كأنه يعلم بما في القلوب ويعلم مابين العبد وربه جعل الله كيده في نحره. هذا القمص المحرف له غرفة بالبالتوك لا أنصحكم بدخولها لما بها من ضلال وإيقاظ للفتنة وحقد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. زرتها مرة فقط وقد كانت كافية لاتقيا طوال اليوم مما رايته من تحريف للقران (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ومن تطاول على الرسول الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وعلى أهله وصحابته عليهم رضوان الله . أقباط مصر هم أكثر الفئات التي عايشت المسلمين ولكن ذلك لم يقربهم للإسلام بل تجدهم اشد عداوة لهذا الدين وذلك يفسر تعكير صفو العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر دون اى بادرة تنبي بتحسن في المستقبل القريب
نحمد الله أننا في السودان لم نصل لهذا الوضع السي بعلاقتنا مع إخواننا أقباط السودان ولكن نراهم بدأوا الزهد في حياة السودان منذ شروق عهد الإنقاذ المشئوم فبدوا بالهجرة لاستراليا وكندا ومصر وقد ترك غيابهم اثر سلبي على الحياة التجارية والعصرية فاذكر أن الجائزة السنوية لمعرض الزهور بودمدنى كانت دوما من نصيب حديقة العم مكرم منسى والتي أصبحت فيما بعد مناما يستأجره اهالى شرق مدنى كالعريباب والفعج وغيرها حيث أن منزل العم مكرم قد آلت ملكيته لأحد تجار العريباب الذي أزال الحديقة وزهورها ووضع مكانها عناقريب تؤجر بالنفر.


Post: #98
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Ashraf el-Halabi
Date: 05-16-2007, 03:42 AM
Parent: #1

رجاء سلامات
يا زولة أعملي حسابك من المخابرات المصرية
عندهم ملف الأقباط دا من الملفات الممكتوب عليها "ممنوع الاقتراب أو التصوير"
في نهاية التسعينات كتبت جريدة الدستور الأسبوعية مقال عن الأقباط بعده أوقفت الدستور، ورئيس تحريرها في الوقت داك (عصام عبد العال) حفى عشان يعيد إصدارها دون طائل
بعدها بزمن كتب عادل حمودة إن الحكومة وافقت على منح (ساويرس) امتياز موبيتل بشروط لم يكن يحلم بها عشان تنفي وجود اضطهاد حسب زعم الدوائر الدولية المتبنية ملف أقباط مصر
اضطهاد المسلمين لأصحاب الديانات الأخرى في مصر واضح لدرجة إنك ممكن تحسيه من أول يوم لوصولك مصر
تيك كيرك
خالص الود

Post: #99
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-16-2007, 09:38 AM
Parent: #1



الاخـت الـحـبيبة الحـبوبة،
رجـــاء،

تـحـية الـود والاعـــزاء،

عـندما نطالع كل الصحـف العربية التي تصـدر في الداخل او ببـلاد الحـريات نجـدها وكلها صـحـف تتـجاهل عـن عـمد ومع سـبق الاصـرار "الشـأن الـمسيـحي " ولاتفـرد هـذه الصـحف اي مساحـه للاخـوه المسـيحييـن ليقولوا وينشـروا اراءهـم ويعـززوا من قـوة دينهـم تمامآ وكما الفرص متاحـة للمسلمين!!!!. الـجـريـدة الوحـيدة التي لاتهـابولاتتحـسـس من الكتابة في المـواضيع الـمسـيحـية هـو الـموقع الالكتروني لـجـريدة " إيـلاف " والتي يكتب فيها الكل ( مسـلمين مسـيحيين عـرب اجـانب ) بلا اي تـخـوف او "سـنـسـرة" لـمقالاتهـم.

رأيـت وان انقل مـاذا كـتب الـموقع "ايلاف " اخـيرآ، والهـدف من عمـلية النقل اهـمية الموضـوع اولآ، وثانيآ دعـمآ واسـتمرارية لهـذا"البوسـت"
الرائـع.
لك ولكـل القارئات والقـراء كـل التحـايا.
-----------------------------------------------------------------------------



المسيحية وعلم السياسة.
-----------------------------


2007 السبت 12 مايو:

صلاح نيوف:

إيلاف>>كُتّاب إيلاف:

" الـحـلقة الاولي ":


حدد أفلاطون موت سقراط بمعنيين : سقراط انحنى أمام القرار الذي أدانه بالموت، لقد رفض الهرب عندما جاءته الفرصة وذلك بسبب طاعته وواجب احترامه لقوانين المدينة. من هنا إنه يظهر للجميع أن الفيلسوف هو مواطن صالح بامتياز، وأن وفاءه تجاه المدينة يصل إلى حد التضحية بحياته مقابل قرار ظالم. ولكن من خلال موقفه إنه يقول شيئا آخرا: " إنه يجسد عظمة الحياة الفلسفية، إنه يشهد بالرقي و السمو الأخلاقي". إن عظمة الموت عند سقراط أعطت للإنسان هيبته التي بقيت واستمرت عبر العصور.

لقد علمنا سقراط أن السياسة فن مُضاء بالفلسفة، منظم و مرتب باتجاه غايات و نهايات عقلية أو أخلاقية، يقاد بواسطة فضيلة التعقل و الحكمة. و يعلمنا أيضا أن الخير في السياسة يعتمد أولا على ناس خيّّرين و أنه لا يوجد أي نظام يمكن أن يسمح بتجاوز الفضيلة بالنسبة للقائمين عليه. فيما بعد سيأتي المسيحيون و يغيرون هذا الفهم ثم يأتي المحدثون و يقومون بعكسه. كل التغيرات في فهم السياسة و علومها تقودنا لطرح مجموعة من الأسئلة: ما هي الطريقة الأفضل للتفكير بالسياسة ؟ هل نستند إلى " الكلام السماوي" ؟ هل نبحث عن السياسة من باب الفضيلة فقط أم نطبق عليها كل تقنيات العلوم ؟ هل على العقل النظري إدارة و قيادة العملي؟ وهل يمكن أن يكون الله حاضرا دائما في السياسة؟

من أثينا إلى مكة مرورا بالقدس، مصادر " علم السياسة " تختلف بطبيعتها : فالمصدر الأساسي ليس أبدا أو دائما داخل العقل ولكنه أيضا داخل الوحي. فالأفكار لا تأتي دائما أو نهائيا من الإنسان الباحث عن اكتشاف العالم، إنها تأتي من الله " الواحد" وهو صاحب السيادة و الذي يرسل للناس ويبقى محاطا بالغموض و الألغاز. العقل اليوناني ارتفع و ارتقى باتجاه السماوي الإلهي ( من الأرض باتجاه السماء )، العقيدة اليهودية، المسيحية و الإسلامية تنتمي " لكلام" ينزل من الله ( من السماء إلى الأرض ). بداية الفلسفة، يقول سقراط، هي الحيرة و الدهشة والاستغراب التي تعطي الاهتزاز و الحراك للعقل، أما هي في الإنجيل و التوراة Ecritures saints أساس الإيمان أو الاعتقاد و بالتالي هي ابتعاد عما يدركه العقل أو يمكن أن يدركه "فعل ثقة". إبراهيم يجسد إنسان الإيمان لأنه يخضع من غير تذمر لأوامر الله، هذا الله الذي لا يفهمه إبراهيم. التوراة يعلم و يبشر بمشاعر غريبة بالنسبة لليونان، إنها مشاعر الخضوع: فمن أنت، إنسان، في مواجهة أزلية و أبدية الله !!

هناك تغير أو انقلاب في الرؤى. سان بول في Epitre aux corinthiens يعارض الحكمة داخل هذا العالم و خاصة التأمل أو التفكير اليوناني، فالحكمة الحقيقية، هي الحكمة الغامضة و الخفية لله. حيث سان بول يرتبط و بشكل مبكر بما هو قلب التعليم المسيحي : العمل الخارق لتجسد المسيح Incarnation،أي حكمة الله تجسدت في شخص المسيح المصلوب. مع ذلك المسيحية قامت و بسرعة باستقبال الفلسفة اليونانية و البحث الفلسفي. العصر الوسيط المسيحي عرف بحثا مكثفا للفلسفة و لكن تحت الرقابة، رقابة الكنيسة. فالعقل احتفظ بمكانة ثانية أو مساعدة ولكنه مع ذلك بدأ يربح أهميته و استقلاليته. في القرن الثامن عشر سان توماس حاول أن يعيد الكثير إلى الإيمان و العقيدة و إلى التعليم من خلال الوحي، وإلى الجزء الشرعي من العقل. لذلك حاول " تصحيح" أرسطو وفق الإيمان المسيحي هذا الإيمان الذي رأته المسيحية الممثل بامتياز للحقيقة. ولكن كيف يمكن شرح هذا التغير أو التطور؟ يمكن أن نعيد هذا لسببين رئيسين يعودان إلى المنطق الداخلي في العقيدة المسيحية ( أو على الأقل للمسيحية التي شُرحت داخل الكنيسة الرومانية ). الأول: يتعلق بالوحي Révélation حيث الوحي لا يلغي العقل أو يقصيه، ثانيا: كما أن ما هو فوق طبيعي لا يلغي الطبيعي وحيث أن خالق ما فوق طبيعي هو من خلق الطبيعي. هناك معرفة عقلانية للأشياء ما فوق طبيعية وللحقائق الروحية الداخلية في الوحي. كل هذا " التقليد" يؤكد إمكانية معرفة أكيدة و طبيعية لله و في نفس الوقت وجود قانون أخلاقي و روحي طبيعي في داخل كل إنسان. إذا يوجد حقائق عقلانية خالصة : و الباب مفتوح أمام الفلسفة. و يوجد أيضا و بالتحديد حقائق منزلة أو موحى بها و التي يسمح للعقل أن يعمقها، لاسيما باستخدام أدوات الفلسفة اليونانية.
هذه الحقوق للعقل تُفهم أو توَّضح من جهة ثانية كما يلي: بالاختلاف عن الديانة اليهودية أو عن الإسلام، المسيحية ليست دين من الأحكام، الشرائع و القوانين. اليهود و المسلمون هم ملزمون بالخضوع و الالتزام إلى مجموعة من الأحكام المنزلة سماويا أو إلهيا، أو إلى تشريع ديني و الذي له طابع شامل يدير الحياة العامة و الخاصة على حساب المساحة الممنوحة لاستقلالية العقل. " العهد الجديد" Nouveau Testament أو الإنجيل لا يصدر قانونا مدني، ولا قانونا جزائيا، ولا حتى قانونا دستوريا. في النتيجة، المسيحية التاريخية جوبهت بهذه المشكلة الأساسية: الوحي يسجل ثورة روحية ولكن المؤسسة الكنسية كمؤسسة أو جماعة من المؤمنين تعيش في الزمني، المسيحيون ينتمون إلى مجتمعات تاريخية و سياسية. أي موقف إذا يمكن اتخاذه تجاه النظام الزمني، التاريخ لا يتوقف، كيف يمكن الفصل بين النظام الزمني و بين النظام الروحي ؟

جيَّش العقل اللاهوتي نفسه حتى يفكر بمعنى التاريخ و العلاقات بين الكنيسة و السلطة السياسية، العقل الفلسفي انطلق ليعالج النظام الطبيعي و المستقل عن السياسة. في كل الأحوال، ظهر توتر جوهري داخل المسيحية: بين الروحي و الزمني، بين فكرة العمل من أجل الخلاص وبين فن السياسة.
المسيحية لم توجد أو تؤسس على الأفكار، إنها أُسست على الأحداث. المافوق طبيعي surnaturel تم تسجيله في التاريخ، الله ظهر حتى في الحياة الأرضية الدنيوية التي يعيشها الإنسان. هذا التاريخ المقدس سيصل إلى ذروته مع الأحداث التي رافقت حياة السيد المسيح. فالعقيدة أو الإيمان المسيحي تم تعليقه أو اعتماده كليا على صدق وصحة الأحداث التاريخية. بشكل خاص ما جرى تاريخيا ليلة " القيامة" Pâques " عيد القيامة عند المسيحيين"، هذا الحدث الذي يقود كل ما تبقى من المسيحية :" إذا المسيح لم يبعث أو يحيا، كتب سان بول، إذا فإن تبشيرنا بديننا عبث وبلا جدوى، وعقيدتنا هي عبث أيضا " ( I، Corinthiens،14،15 ).

لكن حياة المسيح ذاتها ليس إلا بلوغ مغامرة طويلة، هي تخليص الإنسانية و الشعب المختار، مغامرة صيغت بفعل الحب ومن عدم الوفاء الذي وجد و استودع في " العهد القديم" Ancien Testament. من وجهة نظر المسيحية، إن العهدين القديم و الجديد يعودان لتاريخ واحد متشابه حيث تنتشر عناية و تعاليم الله، الوحي يتقدم، يكتمل ويتحقق مع فعل التجسد Incarnation. ماذا يقول هذا الوحي و الذي تم تجذيره في التاريخ؟ التوراة أو الكتاب المقدس (الكتاب المقدس عند المسيحيين لا يطابق الكتاب المقدس عند اليهود، حيث الكتاب المسيحي يضم زيادة على الآخر سبعة وعشرين جزءا ضمن " العهد الجديد". معنى النص ليس بالتأكيد هو ذاته في كلتا الحالتين، إنه أيضا مختلف بالنسبة للمؤمنين أو الأديان الأخرى أو عند الذين لا يؤمنون لا عن طريق قناعة أو عن طريق دراسة. النقد التاريخي ساهم بتقدم المعرفة ولكنه ترك السؤال مفتوحا : هذه الكتابات هل هي موحى بها أم لا؟ من وجهة نظر مسيحية خالصة، قراءة النصوص مرتبطة بإظهار أن العهد القديم و العهد الجديد يشكلان وحدة عضوية. لهذا السبب، الآباء الكنسيون طبقوا شرحا هو بشكل جوهري رمزيا allégorique، المفسرون في العصر الحديث يصرون على التعليم الإلهي وتقدم الوحي..)، أو كما يسمى " كتاب الكتب" هو الكتاب أو المؤلف المتنازع فيه بامتياز، و الدراسات و الملاحظات التي كرست له تشكل مكتبة ضخمة لوحدها. وفق الكنيسة الكاثوليكية، الأناجيل يجب أن تكون متناولة ضمن نطاق "الرواية" أو الحديث Tradition الذي جاء من الرسل Apôtres. و في الواقع، الكاثوليكية ليس دين في كتاب مقدس Livre ولكنها دين من الكلام المقدس Parole.

صعوبات التفسير والشرح متفق عليها، لكنها أصبحت أقل :" التوراة، يقول الأب Lagrange مؤسس المدرسة التوراتية في القدس،هو بحر من النور و أيضا من الظلام". هذه الكتابات حيث توضح خبرة دينية تنتقل من جيل إلى آخر خلال ألف وخمسمائة عام، هي شهادة وفق الكاثوليكية على أن : الله أرسل للبشر من خلال كلامه و أفعاله، لقد ذهب للقائهم، دعاهم للارتباط به من جديد. إنه عرض تحالفه وجدد عهده، ولكن ماذا يعني هذا العهد؟ لقد أخذ أشكالا متعاقبة فهو يترجم تطورا روحيا و أخلاقيا، أو بمصطلح مسيحي، هو تقدم للوحي. المسيح يقدَّم كرسول لتحالف جديد. في كلام ساطع ولكن أيضا غامض، إنه يعلن" الخبر الجيد الجديد": وصول مملكة الله. طبيعة هذه المملكة هي في المعنى التالي: هي ليست مملكة زمنية، بل يجب أن تكتمل في العالم الآخر. بالمقابل، في هذه اللحظة ووفق شكل قدموها، المسيح يقدم خطابين. من جهة، حكم الله هو مملكة ستأتي و إنها ستأتي قريبا " توبوا لأن مملكة الله هي قريبة" ( إنجيل متى، الرابع، 17) و ستكتمل بالعودة المجيدة للمسيح في نهاية الزمان. ومن جهة أخرى، إنها مملكة موجودة مسبقا داخل هذا العالم " إنها موجودة بينكم أو في داخلكم" ( إنجيل لوقا،17، 21) على شكل بذرة وضعت في قلب الإنسان.

المسيح لا يتكلم ولا يتصرف كنبي عادي وفق الكاثوليكية. إنه يشيّد بشخصه ملك الله. ووفق الوصف الإنجيلي،المسيح لا يتحدث نهائيا عن نفسه، بل هناك طابع غامض ومستتر للحديث.التفسير الكاثوليكي يراه ظهورا لإرادة تعليمية: المسيح لا يستطيع التحدث بوضوح قبل أن تتم القيامة أو الإعادة.مهما كان، علم اللاهوت الذي جاء به سان بول سيعمل من المسيح نفسه، متحدا مع الله، مخلصا للبشر، إنه مركز الوحي الإنجيلي : المسيح في شخصه هو دعوة إلى الله. في قلب الوحي المسيحي،إذا هناك اقتصاد في الخلاص أو اقتصاد الخلاص،أو يمكن أن نسميه مخطط الله على البشر: الله يدعو جميع البشر إلى الحياة السعيدة،إنها مملكة القدس الإلهية.مرسلا كذلك إلى البشر، الله يكشف عن نفسه ويكشف أعماله.إن شرح جميع هذا الكلام المقدس الموحى تم تثبيته من قبل الكنيسة بعد مناقشات متعددة وتمزقات حوله.هذا التثبيت هو علاقة قطيعة عميقة جدا مع الفكر القديم.
الله، العالم، الإنسان، الحياة كلها تتغير في وضعها ومعناها: إله التوراة هو جديد بشكل جذري وفي سموه المطلق.ليس فقط إله واحد،إنه خالق،خارج عن العالم الذي أراده وشكله بنفسه.إنه مطلق أبدي. لا شيء يوجد إلا ويتبع له ويعتمد عليه. هذا الله لا شريك له و لا يشترك بشيء مع آلهة الميثولوجيا القديمة،إنه يختلف عن إله الفلاسفة اليونان الذي هو جزء من الطبيعة أو الكون Cosmos ويُدرَك كأبدي. اليهودية و المسيحية بعد هذا التغير قدمتا العالم و كأنه العمل المجاني لله.الله في الكتاب المقدس التوراتي إنه شيء آخر،إنه فوق البشر و العقل البشري لن نستطيع إدراكه ولا فهمه، إنه إله كله ألغاز وغموض لأنه مختف ولا يمكن الوصول إليه.أما الله في المسيحية هو " رب يحبنا حبا لا ينتهي، أراد الموت من أجلنا "، أي بعكس الديانات الأخرى وخاصة الإسلام حيث نحن الضحية و نموت في سبيل الله. هنا يبقى الله شيئا آخر لكنه يصبح أكثر قربا من كما تقدمه المسيحية.إنه شيء آخر بهذا القرب نفسه حيث تنتشر قداسة لا يمكن إدراكها، فالله في المسيحية لغز من المحبة.

العالم إذا تغير في حالته.إنه ليس طبيعيا أو سماويا، إنه عمل أو إنجاز لإرادة فوق طبيعية.إنه ليس أبدي،لديه الآن تاريخ.اليونان رأوا في الكون Cosmos نظاما مرتبا،متناغما، حيث الله نفسه هو جزء من هذا التناغم و الإنسان لا يشغل فيه إلا مكانا تابعا. الرؤية المسيحية هي بشكل جذري مختلفة: الترتيب و التناسق الجميل،السمو و الرقي الهندسي لهؤلاء الذين ليسوا إلا أشياء مخلوقة، وسيكون لها بداية ونهاية.العالم هو غير مقدس ويخضع للتاريخ. إذا اليهودية والمسيحية تدخلان مفهوما خطيا للزمن، على النقيض antipode من المفهوم الدائري عند اليونان.فكرة العودة الأبدية هي " لا يمكن احتمالها" في الفكر المسيحي،وفق كلمة سان أوكستان، لأن "المسيح قد مات مرة واحدة من أجل خطايانا، وسيبعث بين الأموات،ولن يموت نهائيا" ( من كتاب La cité de Dieu، XII،17 ). إذا يوجد قبل وبعد، زمن له معنى، ماض ينطلق من الخلق إلى النهاية، ومن النهاية إلى الخلاص، ومستقبل ينطلق من الخلاص Rédemption إلى نهاية الأزمان. وفق المسيحية كل مخلوق بشري هو كائن محبوب من الله، المسيحية تعطي الإنسان شرفا ومجدا جديدا كان مجهول في العالم القديم، إلى التساوي في الخلق بين الجميع، إنها المساواة بين أطفال الله.الحالة المثالية اليونانية للحياة الفلسفية كانت محفوظة للبعض فقط، بينما الخلاص المسيحي هو مفتوح أمام الجميع. هذه النظرة المسيحية الكونية هي علاقة قطيعة مع الماضي. الحياة الدنيوية هي إذا مرتبة ومنظمة إلى نهاية تتجاوزها. الانجذاب المسيحي إلى مملكة الله يتناقض مع الحالة المثالية الوثنية القديمة، كما يتناقض مع الرؤية المثالية للحياة الفلسفية. ونعود هنا لطرح مسألة الزمني والروحي. فالروحي في المسيحية في جزء منه هو مرتبط مع الزمني.


هوامش يمكن العودة إليها :

- L.Strauss، « Qu’est.-ce que la philosophie politique ».
- Jacqueline de Romilly « Problèmes de la démocratie grecque ».
- O. Cullmann، « Dieu et César ».
- Max Weber، « Le savant et la politique ».


" الـحـلقة الثـــانيــة ":


المسيحية وعلم السياسة (2): الله والقيصر.

2007 الأربعاء 16 مايو:

صلاح نيوف .


في الإنجيل لا يوجد برنامج سياسي كما أنه لا يوجد في الكتب المقدسة الأخرى " القرآن مثلا "، ولا يوجد برنامج للإصلاح الاجتماعي و الاقتصادي. المسيح يدعو إلى تغيير القلوب، وليس للقوانين أو المؤسسات. نهائيا لم يتطرق إلى مسألة النظام أو المشاكل الأخلاقية و السياسية للحروب. الإنجيل يعتني بشكل كبير بإزالة الصورة المتعلقة بالمسيح الحلقة الأولى
كما عرفت في السابق. رغم التطور الروحي الذي تشهد به النصوص التوراتية وكل كلام القديسين، الفكرة القديمة عن مسيح منتصر تبقى الأقوى في داخل المجتمع اليهودي: المسيح سيأتي ليقوم أو يكمل مهمة سياسية " إقامة المملكة الدنيوية لإسرائيل " إذا وفق ظروف الزمن، سيضع نهاية للاحتلال الروماني. هذه المهمة ليست نهائيا في شيء مما حاول المسيح إكماله.
الأناجيل تبين ذلك مع محاولات جاهدة وحذرة لتحاشي عدم الإسراف أو التشتت في ذلك: المسيح لم يقبل إلى في نهاية حياته أن يحيا " كمسيح ". لقد أفشل المسيح الفخ الذي وضع له من قبل الفريسيين pharisiens،مميزا مجال عمل القيصر عن عمل الله، لقد ردَّ على الاتهامات السياسية معلنا أن مملكته " ليست من هذا العالم". المسيح يبتعد عن السياسة و بشكل عام عن جميع الشؤون الزمنية الخالصة. إذا تحدث عن الفقر، و إذا حذر الأغنياء، هذا لأن الفقر يذهب إلى الأسوأ في مرحلة " الطفولة الروحية". النقد هنا ليس نقدا اجتماعيا، بل يتم النقد لأن العالم أصبح خاضعا لحكم المعلمين المزيفين و الكاذبين و بسبب البؤس الروحي. ولكن هل الإنجيل ضمن هذا المعنى هو مخرَّب أو مدمَّر من الناحية السياسة ؟
الدين في الإنجيل، كتب جان جاك روسو: " بعيد عن ربط قلوب المواطنين بالدولة (....)، إنه يفصلهم كبقية الأشياء الموجودة على الأرض. لم أعرف شيئا أكثر منه معارضة للروح الاجتماعية ". ( من كتاب " العقد الاجتماعي"، الفصل الرابع، 8 ). مع ذلك يوجد وجه آخر للتعليم الإنجيلي. المسيح لا يرفض المدينة الدنيوية. بشكل عام، موقفه لم يكن غنوصيا رافضا للعالم: إنه يحاول شفاء المرضى، يتحدث عن جمال الخلق création، إنه يتحدث في كل كلامه عن الحياة و العمل في كل الأيام...،يدعو ويقول إن محبة الله هي محبة لمن حولنا جميعا أيضا. في النهاية إنه لا ينكر السياسة.
التعليم الأكثر خاصية أو الأكثر مباشرة من الناحية السياسية للإنجيل يعود إلى جملة حيث يعترف فيها بالمجال و الحقل الخاص للقيصر. الأناجيل تروي أن الفريسيين الراغبين بتعريض المسيح للخطر أرسلوا له تلامذتهم ليسألوه إذا كان مسموحا بدفع الضرائب أم لا للإمبراطور. أجاب السيد المسيح إجابة طبعت و بعمق كل التاريخ السياسي للغرب: ففي إنجيل ( متى، الجزء 22، 18 ـ 22 ) تدور القصة التالية:
" المسيح يعرف أنهم منافقون، فيرد عليهم قائلا: لماذا تضعون لي هذا الفخ ؟ دعوني أرى أموال الضريبة، ثم قدموا له درهما أو فلسا، فقال لهم: " لمن هذا النقد الذي عليه صورة " ؟ فقالوا: " إنه للقيصر". وقتها قال لهم: " إذا أعطوا للقيصر ما هو لقيصر ولله ما هو لله ".
" أعطوا للقيصر..."، بمعنى أولي، هذه الجملة كانت انقلابا أو ثورة. إنها تطرح مبدأ غريبا على العالم اليوناني/الروماني كما أيضا على العالم اليهودي: الدين و السياسة لهما مجالات مختلفة. القاعدة الجديدة تتعارض مع كل النظام السياسي/الديني ومع كل الحكم الثيوقراطي، إنها تكسر الوحدة التقليدية للسلطة. وبمعنى آخر هذه الجملة ليست قطيعة، بل إنها تعترف بالجزء الشرعي للسياسة. هذا الشكل ربما يفتح الباب أمام صعوبات في التفسير و الشرح ولكنه يعني بوضوح أن: المسيح لا يدعو إلى التخلي عن السياسة.وفق التعليم القاسي و المتشدد للإنجيل، يرى سان بول: " بالنسبة لنا، مدينتنا تتواجد داخل السموات، ولكن منتظرين عودة المسيح، على المسيحيين ألا يتواجدوا على هامش المدينة الزمنية". إذا يمكن القول أن السياسة تنتمي إلى عالم الإنسان المسيحي، وأن السلطة هي في خدمة خير لا يستطيع أن يكون هنا إلا خيرا طبيعيا. السلطة لها غايات خاصة، إنها تندرج ضمن نظام طبيعي للسياسة المرادة من قبل الله. اللاهوت السياسي الذي جاء به سان بول سيفتح الطريق أمام الفلسفة السياسية.
وفق رؤية الرسول سان بول، هذه القضايا تبقى رغم كل شيء ثانوية بالنسبة للقضايا الجوهرية: الأمل و الرجاء بما هو فوق طبيعي وعلى الأرض هو تكوين وتطوير تجمع أتباع وتلامذة المسيح كتجمع روحي. ويبقى أن المسيحي في هذا العالم هو جزء يستحوذ في نفس الوقت على المدينة الروحية و على المدينة الزمنية. علم اللاهوت لدي سان بول أظهر تفوقه ونجاحه. ولكن الصعوبات في الشرح و التفسير ازدادت مع متابعة الزمن التاريخي وتغيرات و تحولات السياق و الصيرورة الدينية، أو بمعنى آخر انتصار المسيحية على الوثنية. وهذا ما سيقود إلى طرح أسئلة في غاية الأهمية: كيف نرى هذا الانتماء الثنائي أو هذه المواطنة الثنائية في عالم أصبح رسميا مسيحي ؟ كيف يُنظَّم تاريخ المدينة الزمنية و تاريخها الروحي؟ المدينة الزمنية أو ( مجال عمل القيصر ) لديها استقلاليتها، ولكن تشارك بالنظام الطبيعي الذي أراده الله.فما هو هذا النظام الطبيعي وكيف يمكن ترتيبه وتنظيمه مع النظام ما فوق الطبيعي؟
هل الكنيسة مكلفة بمتطلبات الخلاص، وهل تدافع عن النظام الطبيعي، كيف تُنظَّم السلطة الكنسية والسلطة السياسية ؟ هذه الأسئلة تتقاطع، وتاريخية الإجابة التي أعطيت عليها هي معقدة جدا. ولكن هناك عملان مسيطران، واللذان كان في أصل و أساس تقليدين داخل الكنيسة، عمل سان أوغستان و عمل سان توماس. فيما يتعلق بالممارسة في الميدان السياسي، هذه الممارسة حصلت على حريات مع مبدأ التمييز بين الأنظمة وهذا ظل حتى ردة الفعل الحديثة.
منذ صعود Ascension المسيح و بانتظار عودته، كيف ترجم مخطط الله في تاريخ البشر؟ المسيحيون الأوائل، على ما يظهر، كانوا في معظمهم مقتنعين بوشك نهاية الزمن. مع ذلك كان هناك أمل عند سان بول، لكنه أمل حذر: لا أحد يعرف تاريخ العودة لا في اليوم ولا في الساعة. لذلك دعا إلى حياة منظمة وبعيدة عن الفوضى، كل فرد فيها يملأ واجباته الاجتماعية. منتظرين عودة المسيح Parousie، التاريخ سيستمر. هذه المتابعة للتاريخ الإنساني تستدعي تفسيرا أو شرحا لاهوتيا. فالتاريخ المقدس هو في حركة سير دائم، ولكن بأي شكل؟
إذا تم تبسيط المسألة، نستطيع أن نميز أو نحدد إجابتين: من جانب، نموذج من التفسير جاء قبل سان أوغستان،يطور هذا التفسير لاهوتا زمنيا للتاريخ. العناية الإلهية تصبح واضحة ومفهومة عبر التاريخ المرئي للبشر، إنها تتجسد أو يجب أن تتجسد في تلك المدينة الدنيوية. ومن جانب آخر،التفسير الذي له تأثير وسلطة داخل الكنيسة الكاثوليكية و الذي أعطي من قبل سان أوغستان في القرن الخامس. حيث التاريخ المقدس هو ذاك المصير أو القدر الروحي للإنسانية، إنه غير مرئي. في النتيجة، الكنيسة ليست مرتبطة بأي شكل تاريخي.
علم اللاهوت الزمني للتاريخ أخذ أشكالا متعددة. شكله الأساسي يرتكز على رؤيا القديس يوحنا Apocalypse de Saint Jean، وهو " الألفية" Millénarisme ( وهي نظرية عند بعض المسيحيين تقول بأن المسيح سيملك الأرض لفترة زمنية قدرها ألف سنة قبل يوم قيامة الأموات ). نص يوحنا في العهد الجديد هو وصف متوقد، متوهج و مليء برموز نهاية الأزمان وهو يدور حول النظرية الألفية. هذه النظرية رفضت من قبل كبار اللاهوتيين المسيحيين، بشكل خاص سان أوغستان و الذي يقول:" إن وصف سان جان أو " يوحنا " يجب أن يقرأ كمجاز أو استعارة روحية، انتظار " الألفية" هو من غير هدف لأن ولادة المسيح هي التي لها علامة البداية". تفسير آخر يظهر أنه أكثر " اعتدالا" فيما يتعلق بعلم اللاهوت الزمني للتاريخ وقد تم تطعيمه بتاريخ المسيحية نفسها. ماذا تقول حقيقة هذا التاريخ المرئي؟ إنها تروي نجاحات التنصيرchristianisation. فالإمبراطورية الرومانية كانت خاضعة للدين الذي اضطهدته. هذا التاريخ ظهر كتيار في الفكر المسيحي، كظهور لإرادة الله. التقليد الشرقي رأى فيما حصل بهذه الإمبراطورية وكأنه عناية إلهية. المسيحية ارتبطت بشكل سياسي ( تحالف دائم في الشرق والذي سيحدث التحالف بين القيصر و أتباع البابوية papisme في الإمبراطورية البيزنطية ).
سان أوغستان ( 354 ـ 430 )، رفض كل هذه التفسيرات لأنها من غير أساس حقيقي في الكتاب المقدس وتخالف تعليماته. إنه يتعارض مع نظرية " الألفية "، ثم يفصل قدر الإمبراطورية عن قدر ومصير الكنيسة، إنه يرفض الفكرة القائلة بأن الشرور ستختفي مع الزمن. باختصار، المسيحية الأوغستينية تتمرد على كل طوباوية، فالكمال ليس من هذا العالم.
" مدينة الله " ( 427 ـ 415 ) واحد من أهم المؤلفات التي سيطرت على الفكر في الغرب المسيحي.المؤلَّف أخذ اتساعا كبيرا، عظيم في بلاغته وبيانه، لا يشكل وحدة منظمة كليا. من جانب هو كتاب لظروف وحالات، ومن جانب آخر هو توسط أو وساطة حول قدر الإنسانية على ضوء الوحي. أما الظروف و الحالات فهي: في عام 410،القوطيون Wisigoth استولوا على " المدينة الخالدة الأبدية" ونهبوها. النتائج كانت كبيرة: إنها نهاية عالم كان يبدو غير قابل للتدمير. فالمؤمنون بالدين الروماني القديم يتهمون المسيحيين بكونهم مسؤولين عن هذه الكارثة التي حصلت في الإمبراطورية. سان أوغستان يمسك بريشته للرد عليهم: إنه يشير إلى ضعف روما الوثنية،ثم يتحدث عن قيم الفضائل المدنية المسيحية. في الجانب الآخر من هذا الحديث و الاختلاف، إنه يفصل قدر الإمبراطورية التي هي في خطر عن قدر الكنيسة.
بلا شك لقد كان هو أيضا مواطنا وفيا لإمبراطوريته، ولكن كمسيحي أراد أن يقول: الدين الحقيقي لا يخضع أو لا يتضامن مع السياسة بأي شكل أو أي وقت. التعمق في تأمله وتفكيره سيقود إلى علم لاهوت عام للتاريخ. علم اللاهوت الأوغستيني " للمدينتين "، الدنيوية و الإلهية، يبين العديد من الصعوبات في التفسير ويمكن أن يفهم خطأ. سان أوغستان يستخدم تارة صيغا دقيقة، وتارة أخرى صيغا ليست كذلك، ثم يأخذ أو يعتمد كلمة "المدينة " في معان متعددة و مختلفة. بشكل جوهري كما يظهر، إنه كمن يستخدم لوحتي مفاتيح. اللوحة الرئيسة هي القدر الروحي للإنسانية:" هناك نوعين من الحب، يكتب الأسقف Hippone في فقرة مشهورة جدا، الحبان يبنيان مدينتين. حب الذات حتى أو لدرجة ازدراء الله في المدينة الدنيوية. وحب الله لدرجة ازدراء الذات في المدنية السماوية". الحد الذي يفصل بين المدينتين هو حد غير مرئي، هو من نظام و ترتيب الوحي. المدينة الدنيوية أو الأرضية لا تختلط مع الحقيقة الزمنية للمدينة الإنسانية، إنها الجزء الفاسد من الإنسانية. " مدينة الله " ليست الكنيسة المرئية، إنها تضم هؤلاء الذين اختاروا الجزء الأفضل، هؤلاء الذين، هم داخل الكنيسة ولكن أيضا من هم خارج الكنيسة يكرَّسون للحقيقة و الفضيلة. هاتان المدينتان مختلطتان بشكل كبير في هذه الحياة، كما هو حال البذرة الجيدة و الأخرى الفاسدة كما تقول الحكمة أنه لا يمكن الفصل بينهما إلا في وقت الحصاد.
أما اللوحة الثانية هي العلاقة بين المدينة الإنسانية و الكنيسة. هنا المدينة الدنيوية الأرضية تختلط مع المجتمع السياسي و المدينة الإلهية ( بشكل أكثر أو أقل ) أيضا مع الكنيسة، أي بمعنى آخر مع مجتمع المسيحيين. بهذه المعاني، المسيحي هو عضو في المدينتين. إذا كيف يمكن تنظيم ثنائية المواطنة هذه ؟
إن موقع مبدأ أوغستان واضح جدا: إنه يميز وبقوة النظام الروحي و النظام الزمني، بين مجال السلطة الكهنوتية الكنسية ومجال السلطة السياسية. لكنه يعالج هذه القضايا بشكل عام ولم يعط أية نظرية دقيقة للعلاقات بين الكنيسة والدولة. بالتأكيد هو يتمنى أن المدينة السياسية تلقَّح بالمسيحية لكنه لا يرى أية ضمانة أن هذا الحل سيطبق أو سيستمر. في النهاية سان أوغستان لا يهتم إلا بشكل بسيط بالسياسة.

يتبع في الأجزاء القادمة.

----------------------------------------------------------------------------------------









Post: #101
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عماد شمت
Date: 05-16-2007, 08:58 PM
Parent: #99

بوست مميز ويعتبر في رأي افضل بوست حتي الان في 07

تسلمي اخت رجاء.. جاءتنا نفحه عطره من هذا النفاج

وهبت نسمه و من المسالمه غزال ..

لك محبتي وودادي

قفشه,,,,,

(ياخلي طرف السوط هبشك.. فرحان اوي.. جهز العمبلوق) دي طبعا مافي زول حيفهمها الا ....






Post: #102
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: كمال علي الزين
Date: 05-16-2007, 09:17 PM
Parent: #101

Quote: بوست مميز ويعتبر في رأي افضل بوست حتي الان في 07



أتيت لأتداخل بالرد على الصديق رأفت ميلاد ..

حتى لفتت نظري هذه الكلمات المنصفة ..

أجل , أنه أجمل بوستات هذا العام ..



محبتي

Post: #104
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-16-2007, 10:53 PM
Parent: #1

مريم العذراء.
----------------
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:
______________________________

إيقونة السيدة العذراء سيدة فلاديمير ، موجودة في متحف ترتياكوف في موسكو - روسيامريم العذراء أو القديسة مريم العذراء نسبةً إلى العهد الجديد من الكتاب المقدس ( في اليهودية الارامية מרים و معناه "المرارة" ، وبالعربية "مريم" ، وباليونانية Μαριάμ ، وفي السريانية " مارت أو مريم" ) . هي ام يسوع المسيح الناصري ، وكانت مريم مخطوبة إلى القديس يوسف في الوقت التي حَمَلت بيسوع ( متى 20-1:18 ، لوقا 1:35) . والدي مريم كانا القديس يواكيم و القديسة حنّة . وحسب ماورد في انجيل لوقا ، بأن مريم التي مازالت عذراء في ذالك الوقت تم اخبارها عن طريق الملاك جبرائيل بأنها حامل بيسوع المسيح بواسطة قوة الروح القدس. يٌكرم الدين المسيحي السيدة العذراء وخاصةً الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثدوكسية, وايضا من الكنيسة البروتستانتية والاسلام. والنظام اللاهوتي المختص بمعرفة العذراء مريم يسمى " اللاهوت المريمي". يحتفى بتذكار ميلاد السيدة مريم العذراء في الكنيسة الارثدوكسية والكاثوليكية والكنيسة الانغليكانية "الانكليزية" في 8 أيلول . والكنيسة الارثدوكسية والكاثوليكية تحتفل بتذكارات اخرى تكريما للعذراء مريم.

فهرست [إخفاء]
1 الاسماء التي تٌعطى لمريم :
2 سجلات تأريخية:
2.1 مريم العذراء في العهد الجديد :
2.2 الكتابات المسيحية اللاحقة والتقليد:
2.3 مريم المحبول بها بلا دنس :
2.4 الولادة العذراوية للمسيح:
2.5 البتولية الدائمة :
2.6 الانتقال إلى السماء :
3 التعليم الديني في الانغليكانية:
4 التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية :
5 التعليم الديني للكنيسة الارثدوكسية الشرقية:
6 شعائر دينية اتجاه مريم :
7 مريم في الاسلام
8 مواقع خارجية



[تحرير] الاسماء التي تٌعطى لمريم :
______________________________

اكثر الاسماء شيوعا التي تٌعطى لمريم هي مريم العذراء المباركة أو سيدتنا. وتعطى هذه الاسماء عن طريق الكنيسة الارثدوكسية والتقليد في الكنيسة الكاثوليكية مثل كلمة "ثيوتيكوس ", وقد تم الاقرار بهذا الاسم عن طريق المَجمَع المسكوني الثالث الذي عٌقد في افسس عام 431 ضد تعليم نسطور . كلمة "ثيوتيكوس " تعني " والدة الله " وحرفيا " التي حَمَلَت بالله المتجسد" . وهذا الاسم استخدم لاهوتياً ليدل ويؤكد ان الطفل الذي ولدته مريم هو يسوع المسيح الذي هو الله المتجسد . وان كنيسة الاباء لم تتردد ابداً من تسمية مريم كوالدة الله.


[تحرير] سجلات تأريخية:

[تحرير] مريم العذراء في العهد الجديد :
_____________________________________

الملاك يبشر مريم بأنها ستكون والدة المسيحلم يٌذكر الكثير عن تأريخ مريم الشخصي في العهد الجديد. كانت مريم من اقارب اليصابات التي هي من نسل هارون و كانت زوجة زكريا الكاهن (لوقا 1:5 ، 1:36) . سكنت مريم في مدينة الناصرة في الجليل مع ابويها و قد تم خطبتها إلى رجل يدعى يوسف من بيت داوود ( لوقا 1:26). يقول بعض الدارسين المحافظين من المسيحيين بأن مريم هي ايضاً من نسل داوود. خلال فترة خطوبة مريم - المرحلة الاولى في الزواج عند اليهود - ، ظهر الملاك جبرائيل لمريم وقال لها بانها ستكون ام المسيح المنتظر وستحبل به بواسطة الروح القدس ( البشارة ، لوقا 1:35). عندما عَلَمَ يوسف بحمل مريم بحلم "حيث ظهر له ملاك من الله" تفاجأ كثيرا ، ولكن الملاك اخبرهٌ بأنه يجب ان لا يخاف ان ياخذ مريم زوجة لهٌ ، فهكذا فعل. وبذلك تمت مراسيم الزواج (متى 25-1:18) .

عندما قال الملاك لمريم بأن قريبتها اليصابات (أم يوحنا المعمذان) حملت بمعجزة ايضاً ، فأسرعت مريم لزيارة اليصابات ، حيث كانت تعيش مع زوجها زكريا في مدينة من مٌدن يهوذا على الجبل ( لوقا 1:39).

وعندما وصلت مريم عند اليصابات حيتها اليصابات وقالت " من اين لي هذا ان تأتي الي ام ربي " وعندها انشدت مريم نشيد الشكر ( لوقا 54-1:46) ويعرف هذا النشيد بالتعظيم حيث هذه كانت الكلمة الاولى بالاتينية. بعد ثلاثة اشهر عند اليصابات عادت مريم إلى بيتها (لوقا 57-1:56) . نسبةً إلى إنجيل لوفا ، امر القيصر الروماني اغسطس بأحصاء سكان الامبراطورية ، لذلك تَطَلَبَ من يوسف ومريم ان يذهبا إلى مدينة بيت لحم للتعداد. بينكا هم هناك ، تم ولادة يسوع المسيح ولانه لم يكن لهما مكان في الفندق ، ولد مريم في مغارة للحيوانات واستخدمت ساقية اطعام الحيوانات كمذود للطفل. بعد ثمانية ايام من الولادة ، تم ختان الطفل وسٌمي يسوع – حسب التعليمات التي اعطاها ملاك الرب ليوسف بعدما بَشَرَ مريم -. وهذه العادات كانت مرافقة لتقديم يسوع إلى الهيكل في اورشليم بحسب القانون الخاص بالمواليد البكر ، وهناك التقيا بسمعان . بعدها ذهبت العائلة إلى مصر ورجعوا من هناك بعدما مات الملك هيرودٌس ،و قد سكنوا في مدينة الناصرة ( متى 2).


مريم العذراء واقفة مع النسوة و يوحنا عند الصليبعلى ما يبدو ، قد بقيت مريم في الناصرة لمدة ثلاثين عاماً خالية من الاحداث . نرى ذكر مريم في الحياة المبكرة ليسوع في العهد الجديد . عندما اصبح يسوع ابن الثانية عشرة ، نرى انه فارق مريم ويوسف عندما كانا في طريق العودة من اورشليم حيث كانا هناك بمناسبة عيد الفصح ، وبعدها وجدوه بين المعلمين في الهيكل (لوقا 52-2:41). وربما في هذه الفترة أي بين هذا الحدث و بدء رسالة يسوع العلنية ، اصبحت مريم ارملة ، حيث لم يذكر يوسف بعد.

بعد معمودية يسوع عن طريق يوحنا المعمدان وتجربته بواسطة الشيطان في الصحراء ، كانت مريم مرافقة ليسوع عندما صنع معجزته الاولى في عرس فانا الجليل فحول الماء إلى خمر بطلب من امه (يوحنا 11-2:1) . ولاحقاً نرى ان مريم كانت موجودة مع اخوة يسوع (يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا) واخواته (متى 56-13:54 و مرقس 6:3 و اعمال الرسل 1:14). وان مريم العذراء كانت مرافقة للمسيح عند الصلب وكانت واقفة عند الصليب مع التلميذ الذي كان المسيح يحبه ، واخت مريم " مريم زوجة كلوبا " ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِى، وَسَالُومَةُ ( متى 27:55 و مرقس 15:40) ، ومريم المجدلية ( يوحنا 26-19:25) وفي إنجيل ( متى 56-27:55) يضيف مريم ام ابني زبدي "ممكن ان تكون سَالُومَةُ التي ذٌكرت في مرقس 15:40 ) وبعض النساء الذين تبعن يسوع من الجليل ليخدمنَهٌ ( اقرأ متى ومرقس). وبعد الصلب احتضنت مريم جثة ابنها يسوع . في اعمال الرسل وبعد صعود السيد المسيح إلى السماء نرى حوالي 120 شخص قد تجمع في العلية وقد تم اختيار متياس بدل يهوذا الاسخريوطي وقذ تم ذكر مريم بين الاثنا عشر تلميذ ( اعمال الرسل 26-1:12 وخاصةً اصحاح 14 حيث يقول ومريم ام يسوع واخوته ، ولكن لم يعطى اسمهم). وبعدها لم تذكر مريم في النصوص الكتابية ولكن يٌعتقَد بأنها المرأة المذكورة في سفر الرؤيا ( رؤيا 12:1) ، وان تأريخ وفاة السيدة العذراء غير مذكور.


[تحرير] الكتابات المسيحية اللاحقة والتقليد:
____________________________________________

نسبة إلى إنجيل يعقوب الذي هو ليس أحد اناجيل العهد الجديد ، نرى ذكراً لسيرة حياة مريم وتعتبر مقبولة من بعض المسيحيين الارثدوكس والكاثوليك . كانت مريم ابنة يواكيم و حنّة ، وكانا والدي مريم كبيرين بالسن عندما وٌلدت مريم ، لذلك نذراها للهيكل في اورشليم وبقيت هناك منذ كان عمرها 3 سنوات ، مثلما فعلت حنة بأبنها صموئيل ( اقرا العهد القديم سفر صموئيل الاول) . نسبةً إلى التقليد الروماني الكاثوليكي و الثقليد الشرقي الارثدوكسي ، ان بين سنة 3 و 15 من صعود المسيح إلى السماء ، ماتت مريم وهي محاطة بالتلاميذ . بعد فترة من موتها فتح التلاميذ قبرها وكان القبر فارغ ، لذلك توصلوا بأنها رٌفعَت إلى السماء بالنفس والجسد ." قبر مريم موجود في اورشليم ولم يكن معروف حتى القرن السادس".


[تحرير] مريم المحبول بها بلا دنس :
______________________________

بحسب المعتفدات الدينية بأن مريم كانت فائقة الطهارة منذ لحظة الحبل بها في رحم امها. والكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي التي تعطي هذا التعليم وتطلق اسم "الحبل بها بلا دنس " على مريم . اما الكنيسة الارثدوكسية الشرقية ترفض فكرة الحبل بها بلا دنس ، حيث يختلف مفهوم الخطيئة الاصلية عن الكنيسة الكاثوليكية. بوجود الخطيئة أو عدم وجودها ، كانت مريم متميزة على الجميع وهي حالة خاصة. يؤمن الارثدوكس بأن الحبل بمريم يشابه الحبل بأي واحد منا ، أي انها ورثت الخطيئة الاصلية من ادم وحواء ، ولكنها عٌدَت طاهرة عندما تجسد فيها المسيح الله وهذا ما جعلها منزهة عن أي خطيئة لتكون الوعاء الكامل لحمل المسيح. اما البروتستانت وبحسب فكرهم اللاهوتي فهم لايوافقون على ان مريم العذراء قد تم انقاذها من الخطيئة بواسطة الله ، حيث لايوجد لهذا ذكر في الكتاب المقدس. وتحتفل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بذكرى الحبل بلا دنس في الثامن من كانون الاول . تحتفل الكنيسة الارثدوكسية بذكرى حبل حنة بمريم في التاسع من كانون الاول.


تمثال السيدة العذراء للنحات مايكل أنجلو ، وهو العمل الفني الوحيد لمايكل أنجلو الموجود خارج إيطاليا في كنيسة سيدتنا العذراء في مدينة بروج البلجيكية

[تحرير] الولادة العذراوية للمسيح:
________________________________

حسب عقيدة الرسل والاباء ، كلاهم يشير إلى مريم ب " مريم العذراء" . هذا يشير إلى الحبل بالمسيح عن طريق الروح القدس وليس بالجماع مع يوسف .بذلك ان مريم هي عذراء ، وقد اكد ذلك الارثدوكس والكاثوليك والكثير من البروتستانت . من لايؤمن بذلك يعتبر منشق عن الكاثوليكية والارثدوكسية والانجيلية ( أي مٌهرطق). المسيحية القديمة بما فيها الكاثوليكية الحديثة والارثدوكسية الشرقية ، تٌعلم بأن مريم بقيت عذراء قبل وخلال وبعد الحمل . بعض الانجيليين يقولون الشيء ذاته ، لكن البعض الاخر يقولون بأن مريم كانت عذراء حتى بعد ولادة المسيح ، وحسب اعتقادهم بأنها حبلت باولاد بعد المسيح من يوسف. حسب التعليم الكاثوليكي والارثدوكسي هو ان كلمة اخوان المسيح هو يدل على اقاربه أو اخوانه من يوسف " يٌعتَقَد من زواج سابق له" . وقد زعم البابا بونيفيس الثامن نكرانه بتولية مريم.


[تحرير] البتولية الدائمة :
____________________________

حسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والارثدوكسية بأن مريم العذراء بقيت بتول حتى بعد ولادة المسيح . ان الشك ببتوليتها جاء من الكلمة المذكورة في الانجيل " اخوة يسوع" ، ونرى ان من كان يدافع عن بتولية مريم قالوا بأن اللغة الارامية التي كان يستخدمها المسيح وتلاميذه كانت تفتقر لكلمة " أقارب" ، لذلك تم استخدام كلمة " اخوةط بدلاً من أقارب . البعض قالوا ان كلمة " اخوة" ربما جاءت بسبب وجود اولاد ليوسف من زواج سابق ، أي ان ليسوع اخوان من يوسف ( متى 13:56 ) وفي ( مرقس 6:3) نرى ان هناك ذكر لكلمة" أخواته " ايضاً ليس فقط " اخوته".

معظم قادة الحركة البروتستانتية من لوثر وزونجلي وكالفن وافقوا على بتولية مريم وكانوا ضد الذين شككوا بها. لكن في القرن 17, اختلفت الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية على نقاط مهمة ، وبدأ علماء اللاهوت البروتستانتيين بمناقشة عدم بقاء مريم بتولاً ،حيث ان " أخوة" يسوع هٌم كانوا اخوته من مريم ويوسف بعد ولادته. ومعظم البروتستانتيين اليوم يرفضون مبدأ البتولية الدائمة لمريم. لم يجدوا نصاً يدل على عدم وجود ابناء لمريم ، واضافةً لمقولتهم بأن كان ليسوع اخوة لم يجدوا نصاً يدل على بتولية مريم الدائمة . لكن بعض المقترحين قالوا بأن هناك نصاً ضمنياً يدل على ان لم يكن ليسوع اخوة وأخوات ، حيث نرى ان عند الصلب لم يكن هنال سوى مريم وتلميذه يوحنا ، وقد أوصى يسوع يوحنا بأمه ، وقالوا بأن لو كانت لمريم عائلة لأخذها اقاربها اليهم. يقول البعض الاخر بان اخوة يسوع لم يكونوا مؤمنين به (يوحنا 7:5) الا بعد القيامة ( اعمال الرسل 1:14) و لذلك ائتمن يسوع امه عند تلميذه الحبيب يوحنا. ويعتقد الاسلام بان مريم ضلت بتولة طيلة فترة حياتها.


[تحرير] الانتقال إلى السماء :
______________________________

في الكنيسة الشرقية الارثدوكسية والكنيسة الكاثوليكية ، انتقال مريم العذراء إلى السماء ، يوضع على مثال قيامة ( انبعاث) الجسد . ان هذا الاعتقاد هو في اللاهوت المسيحي وجاء من التعليم الديني للاباء.


[تحرير] التعليم الديني في الانغليكانية:
______________________________________

عند الكنيسة الانغلو-كاثوليكية انغليكان نرى ان التعليم المريمي مركز ومكثف عن الكنيسة الكاثوليكية غير الرومانية ( وغير الكنيسة الشرقية الارثدوكسية) . هناك صوم اختياري لذكرى انتقال مريم العذراء إلى السماء في اليوم الخامس عشر من اب . يقول الانغليكان بان مريم العذراء ماتت وبعد موتها انتقلت روحها إلى السماء بدون جسدها. وتحتفل الكنيسة الانعليكانية بعيد طهارة القديسة مريم العذراء في الثاني من شباط وتحتفل ايضاً بعيد البشارة للقديسة المباركة في الخامس والعشرين من اذار.وتقوم الكنيسة في امكلترا بأقامة ذبيحة القربان المقدس في هذين الاحتفالين . بعد تنقيح التقويم عند بدء الفية جديدة ،نرى ان اهم احتفال هو ذكرى ولادة السيدة العذراء في الثامن من ايلول ، وان احتفال انتقال مريم العذراء إلى السماء في الخامس عشر من اب اصبح شيء رئيسي في الكنيسة.


[تحرير] التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية :
__________________________________________

الايمان بأنتقال العذراء بالنفس والجسد قد تم اعلانها كعقيدة ثايتة عن طريق البابا بيوس الثاني عشر حيث قال في الدستور الرسولي " نحن نعلن بواسطة وحي الهي بأن بعد اكمال المحبول بها بلا دنس الخطيئة الاصلية – العذراء مريم – حياتها الارضية ، نٌقلَت إلى السماء بالنفس والجسد . من يحاول ان ينكر هذه العقيدة –لا سمح الله- ، فليعلم بأنه قد سقط من القانون الالهي والكنسي الكاثوليكي". هذا مثال على العصمة البابوية . قد ثم الاعلان على الاحتفال بأنتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد في الخامس عشر من اب.

الشريعة الرسولية الثابتة لم تٌكتب لتضغط على قضية فيما اذا مريم ماتت او لا قبل انتقالها إلى السماء ، حيث لايوجد أي استناد لاهوتي لذلك. حسبما قال لودوك لوت " ان حقيقة موت السيدة العذراء هي حقيقة مقبولة من الاباء واللاهوتيين ، وانها مثبتة في ليتورجيا الكنيسة" حيث ادلى بشواهد " ان موت مريم المحبول بها بلا دنس الخطيئة الاصلية لا يعتبر نتيجة عقاب بسبب الخطيئة . مع ان لمريم جسد بشري ذو طبيعة مائتة كما كان لابنها يسوع ". عودة إلى التأريخ الكنسي ، رفض البابا بيوس مبدأ عدم موت السيدة العذراء ، وقال بانها نققلت إلى السماء بعد مماتها الجسدي.


[تحرير] التعليم الديني للكنيسة الارثدوكسية الشرقية:
________________________________________________

تٌعلم الكنيسة الارثدوكسية الشرقية ان مريم العذراء ماتت وبعد موتها ودفنها ، لم تٌبعث من بين الاموات لكن جسدها وبصورة عجائبية نٌقل إلى السماء . مثل حنوك "ابن قايين" و النبي موسى والنبي ايليا. هذا الاحتفال يسمى الانتقال إلى السماء في التعليم الارثدوكسي ويٌحتفل به في الخامس عشر من اب ويقام صوم قبل الاحتفال بأربعة عشر يوما ، حيث يٌصام عن اللحم و منتجات الالبان . هذا الصوم هو رابع اطو صوم في السنة الليتورجية بعد الصوم الكبير " قبل عيد الفصح" وصوم ماقبل عيد ميلاد السيد المسيح . هناك صوم متغير من 2 اى 6 اسابيع قبل الاحتفال بذكرى القديسين بولس وبطرس . الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الانتقال في الثاني والعشرين من اب.


[تحرير] شعائر دينية اتجاه مريم :
_______________________________

تكريم مريم: الكنيسة الكاثوليكية والارثدوكسية وبعض المسيحيين الانغليكان يكرمون مريم وكذلك يفعل الارثدوكسيون الشرقيون . تكريم مريم يتم عن طريق صلاة لتكون شفيعة للبشر عند المسيح ، ويرافق الصلاة مجموعة من الترانيم لتكريم مريم ووضع تماثيل لها ويقام بالانحناء لها من باب الاحترام ، واعطاء مريم اسماء تبين مكانتها بين القديسين . مريم هي من الاكثر تكريماً من بين القديسين في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والارثدوكسية الشرقية وتقام الكثير من الاحتفالات لها. لم تٌكرم الكنيسة البروتستانتية مريم العذراء كما تفعل الكنيسة الانغليكانية ، الارثدوكسية والكاثوليكية. ان سبب الجدال هو ان الكنائس الاخرى تكرم العذراء كثيرا مما قد يؤدي إلى التقصير في عبادة الله . مقارنةً بذلك ، وجدت وثائق من الاجتماع الفاتيكاني الثاني وفي الفصل الثامن من العقيدة الدينية الثابتة بان مريم هي من اسمى المخلوقات وحتى اعلى منزلة من الملائكة : " ان مريم العذراء اعلى منزلة من المخلوقات الموجودة على الارض وفي السماء" ، ولكنها بطبيعتها مخلوقة بجسد بشري – غير الهي- . ان البداية لهذه التكريمات للسيدة العذراء نشأ من ايام الكنيسة المسيحية الاولى. كلاً من الرومان الكاثوليك والارثدوكس يكرمون مريم ولكن لا تصل حد العبادة ، لان العبادة لله وحده. بعض البروتستانت كرموا مريم مثل مارتن لوثر حيث دعاها " اعظم امرأة" وقال ان لاشيء كافي لتكريمها وان تكريم مريم هو شيء محفور في كل قلب و ويتمنى ان كل مسيحي يعرفها و يكرمها. وقال جون كالفن :" ان اختيار الله لمريم بجعلها ام لابنه ، هو اعظم تكريم لها". و قال زونجلي " ان لدي احترام هائل لوالدة الله" و " كلما زاد تكريم وتعظيم يسوع بين البشر كذلك يجب ان يكون لمريم". في يومنا هذا يقر البروتستانتيين ان مريم هي المباركة بين النساء ( لوقا 1:42) ، ولكن لا يقرون بتكريم مريم . تعتبر مريم مثال الطاعة لله . وان الكلمة التي وَصَفَت نفسها بها في (لوقا 1:36) هي " خادمة" ، أي انها خاضعة لسلطة شخص اخر ، ونسبة لمريم كانت خاضعة لمشيئة الله. يرى البروتستانت ان قيمة مريم قَلَت بعد ولادة المسيح ، حيث لا نرى لها ذكر كثير في الكتاب ،ولعل ذلك يشابه ما قاله يوحنا المعمدان عن نفسه " فلا بٌد ان يزيد هو " يسوع المسيح" وانقص انا".


[تحرير] مريم في الاسلام:
______________________

مريم في الإسلام هي أم المسيح ولدته دون أن يمسسها بشر، و يؤمن المسلمون بأن المسيح خُلق بكلمة من الله ألقاها إلى مريم، ويذكرها القرآن على أنها صديقة. ويحترم المسلمون مريم كثيراً ويعتبرونها أعظم إمرآة على الإطلاق.

و يذكر القرآن أن مريم هي بنت عمران، ففي سورة "آل عمران" العديد من التفاصيل عن ولادة مريم وكيف حملت بولدها النبي عيسى، حيث نقرأ: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران : 35] فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران : 36] فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران : 37] وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ [آل عمران : 42] يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ [آل عمران : 43] ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران : 44] إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45] وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ [آل عمران : 46] قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 47] وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 48] وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران : 49]"
__________________________________________________________________________________

Post: #105
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-17-2007, 12:56 PM
Parent: #104

الأعزاء جميعا..

أعتذر لإنشغال وزحمة ترتيب سفر..

سأعود لكم ولمداخلتكم الراقية..

Post: #106
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: رأفت ميلاد
Date: 05-17-2007, 09:26 PM
Parent: #105

Quote: (ياخلي طرف السوط هبشك.. فرحان اوي.. جهز العمبلوق) دي طبعا مافي زول حيفهمها الا ....
إلا البقارى

سلامى للوليدات وأم الوليدات

Post: #108
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: إسماعيل حميم
Date: 05-17-2007, 11:25 PM
Parent: #106



بنت عمي سـلامات

مشهد أول:

ذهبت مع صـديق مرافقاً للعـزاء في شـقيق الفنان المبدع

الأستاذ أدمـون منير ، شغلنا الحديث حتى وقفت العربة أمام

سـرداق العزاء مباشـرة.

وحينها سألته: كيف يكون العـزاء؟

أجابني: ولم تكن هناك مسـاحة زمن "كيفما تشاء!!"

وعندما نزلنا من العربة فاجئنا الأستاذ أدمـون

رافعاً يـديه بالصـورة المعهودة لفاتحة!!!


مشهد ثاني:

مشهد سـوداني امدرماني كان يتكرر كل وقفة عيد رمضان

يطوف السيد جورج مشرقي سوق امدرمان خاصةً سوق (الملجة)

وشارع الصاغة وبصحبته أبناءه وأحفاده وسط صراخ وتهليل

وتصفيق أصحاب المحلات التجارية والباعة (الفراشة والمتجولة)

ورواد السـوق.

مشهد روعة تصفيق وتحية وترحيب تدمع لهم المآقي.


تأكيد:
من أسرتي من درس في خلوة بولس ببيت المال



مودتي

إسماعيل حميم




.









Post: #107
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-17-2007, 11:10 PM
Parent: #1


لماذا يخاف أقباط مصر من يوم الجمعة؟!.
------------------------------------

GMT 5:00:00 2007 الخميس 17 مايو

أشرف عبدالقادر :

`إيلاف>>كُتّاب إيلاف:

يبدو أن المتأسلمين أخذوا على عاتقهم مسئولية إشعال نيران الفتنة الطائفية كلما خمدت.وقد تكون ضحيتها مصر، وسيكون الخاسر فيها المسلمون قبل المسيحيون، فمسلسل الاعتداء على الأقباط ، لا يريد له المتأسلمون أن ينتهي، فالإعتداءات متواصلة دونما سبب، فكل ما يسعي إليه أقباط مصر، هو أن ينالوا حقوقهم الدينية والمدنية، ويعاملوا كمواطنين في بلدهم، لا كأهل ذمة، وأن يتساووا في جميع المناصب مع أخوتهم المسلمين، وهذه الحقوق كفلتها لهم جميع المواثيق الدولية، التي وقعت عليها مصر.
وآخر اعتداء حدث يوم الجمعة الماضي الموافق 11/4/2007، في قرية "بهما" التابعة لمركز "العياط" في محافظة الجيزة، إثر تسرب إشاعة عن نيه المسيحيين في توسيع كنيسة، لهم، فتجمع حوالي ما يقرب من 500 متأسلماً، وقاموا بالهجوم على الأقباط المسالمين في ديارهم ومحالهم التجارية، مهللين ومكبرين، سعداء بالفتح الجديد "والغزوة" المباركة التي تم فيها حرق حوالي 27 منزلاً ومتجراً لأخوتنا المسيحيين، وكذلك تم سلب ونهب ما وجدوه من أموال أو ذهب، ولما لا وشيوخ الإرهاب يفتون لهم بأن أموالهم غنيمة ، وأحمد الله أنهم لم يأخذوا نسائهم سبابا بعد غزوتهم البشعة، كما أسفر الحادث عن جرح وإصابة عدد كبير من المسيحيين .

لماذا يوم الجمعة؟؟!!
كنت في أحد المؤتمرات في مدينة زيورخ، وفي حديث جانبي مع إحدي الصحفيات القبطيات، سألتني: نحن في مصر نخاف على أرواحنا وأموالنا كل يوم جمعة، لماذا؟ فقلت لها:تعرفين أن جرثومة التأسلم الآن منتشرة في مصر، في إعلامنا وتعليمنا وخطب الجمعة، واستطاع المتأسلمون تحويل خطبة يوم الجمعة من درس ديني أخلاقي يسمو بروح الإنسان لخالقه، وتجعله أكثر تسامحاً ورقياً مع أخيه الإنسان، إلى درس في الكراهية والحقد على الآخر، وتكفيره،والدعوة للحرب على "أولاد القردة والخنازير" اليهود والنصارى، من أجل ذلك يخرج المسلم من الجامع وهو عبارة عن قنبلة موقوته تنفجر في أول مسيحي يلقاه في الطريق، وهذا سر خطورة يوم الجمعة، ولا أعرف لماذا لم نري مسيحياً واحداً خرج من الكنيسة يوم الأحد، وأحرق بيت مسلم، أو اعتدي على مسلم وقتله؟ ولماذا كل من يرتكب جرائم القتل والحرق ضد أخوتنا في الله والوطن الأقباط، يكون دائماً مختل عقلياً، لقد استطاع المتأسمون توظيف الدين لأغراضهم السياسية، وأذكر في حواري مع مؤرخ مصر الحديثة، د. رفعت السعيد أن قال لي:"إن الإخوان المسلمين يعتبرون الأقباط "الحيطه المايلة" بمعي أنه عندما تضغط الحكومة على الإخوان وتقبض على بعضهم، يقوم أحد اتباعهم بالإعتداء على كنيسة أو على المسيحيين لتحريك الرأي العالمي لترفع الحكومة الضغط على الإخوان المسلمين" إذن الأقباط ورقة ضغط في يد الإخوان المتأسلمين للضغط بها على الحكومة للإفراج عن جماعتهم.

هل كان هناك تدبير لهذا الحادث؟
طبعاً الأمن المصري غائب دائماً في مثل هذه الحوادث، وإن حضر يحضر بعد خراب مالطه، وبعد أن يكون المتأسلمون قد انفردوا بالمسيحيين وشبعوا فيهم ضرباً وسلباً ونهباً، وعندما يأتي يكون كل شيء قد انتهي، وأذكر أنه في حادثة محرم بك، وأنا في الإسكندرية، حكي لي أحد المسلمين ولا يعرف انني كاتب، أن رجل الأمن الموكل بحماية الكنيسة، قال للمعتدين، اذهبوا واهجموا من الباب الخلفي وأنا هنا لن أتدخل، الأمن نفسه متخونج،هذا لا يعني أنه منخرط في الإخوان المسلمين، بل تكّون فكره المتطرف في مدارس الدولة التي يسيطرون عليها، وفي الإعلام الذي يبثون عبره سموم الفتنة الطائفية. أطالب كل من رئيس الجمهورية السيد حسني مبارك، وكذلك رئيس الجكومة، ووزير الداخلية بتطبيق اتفاقية حماية الأقليات، التي وقعت عليها مصر، والتي تنص على حماية حياة وحريات وأمن وأموال ومعابد الأقليات، وأطالب الأقباط في الداخل والخارج أن يطالبوا بتدخل مجلس الأمن لفرض تطبيق اتفاقية حماية الأقليات. نعم يوجد تواطؤ إجرامي بين المتأسلمين والعناصر الفاسدة في الأمن لإشعال الفتنة الطائفية ، والدليل على ذلك المنشورات التي تم توزيعها على الجوامع والمصلين.
أيها المتأسلمون مصر بلد عنصري الأمة،الأقباط والمسلمين، لماذا سمحنا لأنفسنا ببناء الجوامع وقتما نشاء أينما نشاء؟ ولماذا نحرم المسحيين من أبسط حق لهم، وهو حقهم في ممارسة عبادتهم في أمن وسلام؟ الدين يا سادة عبارة عن علاقة بين العبد وربه، دور الدين هو الرقي الروحي بالإنسان وغرس قيم العفو والتسامح والرحمة مع أخيه الإنسان، بغض النظر عن عرقه ودينه، فأي دين هذا الذي يطلب من تابعية أن يخرجوا من صلاتهم لقتل وضرب وحرق الآخر المغاير،لنترك مشاكل السماء لرب السماء، ولنضع اليد في اليد لنحل مشاكل الأرض التي نعيش عليها سوياً، فعندنا مشكلة الأمية، والبطالة،وقنبلة الانفجار السكاني ، وتأسيس الديمقراطية، والعلمانية، وحقوق المواطنة، ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، والمسلم مع غير المسلم، هذه هي مشاكلنا الأرضية التي يجب أن نتعاون سوياً على حلها ، هناك مشكلة حقيقية لإضطهاد للأقباط في مصر، ويجب حلها حلاً جزرياً، على الحكومة المصرية أن تطهر الأمن من ضحايا تعليم وإعلام المتأسلمين، وعلى الأزهر أن يعدل ويحدث خطاب أئمته المهووسين بكراهية وتكفير الآخر، يجب أن تعود روح ثورة 1919 ثانية، حيث لا فرق بين مسلم وقبطي إلا بالعمل الصالح، ولن تكونوا أيها الأخوة الأقباط في ذمة المسلمين،كما يدعي المتأسمون، بل سنكون جميعاً في ذمة القانون، وسيكون شعارنا الدائم هو شعار ابن مصر البار الأزهري المستنير سعد زغلول"الدين لله والوطن للجميع".

لماذا غابت فتاوي فقهاء الإرهاب؟؟!!
أفتت الدولية الإسلامية بقيادة الشيخ يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وفهمي هويدي وباقي عصابة فقهاء الإرهاب بقتل النساء والأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم في إسرائيل، لكنهم صمتوا صمت القبور عن قتل المتأسلمين في المغرب والجزائر للمدنيين المسلمين، وكذلك على الإعتداء على إخوتنا الأقباط، وكما نقول في مصر "السكوت علامة الرضى" أي انها فتوى صامتة من فقهاء الإرهاب للمتأسلمين بجواز قتل المسلمين الأبرياء، والمسيحيين المسالمين، طالما أن القتلة متأسلمين مثلهم!!!!.
لقد سقطت ورقة التوت ، وافتضحتم يا أئمة الإرهاب والضلال والقتل والتقتيل.

[email protected]


__________________________________

....زميلتي العـراقية معي بالعمل أكدت لي وبأسـي شـديد، ان غالبية العراقييـن بالـداخل اصـبحـوا يكرهـون يوم الـجـمعة لانـه وفيه تكثر
العمـيات الأنتـحـاريـة الـموجـهه ضـد الـجـوامع والمصلييـن وغـدا يوم
هـاجـسآ يورق بال وزارة الـداخـليـة وامتنـعت كـثيـر من الأسـر وان تسمـح
لاطـفالها وارتياد الـجـوامع " الـملغمـة " في اغـلب الـحالات بـمصـلييـن!!!

ارهـابييـون هـدفهـم بـث الفتنـة والرعـب. والغـريب ايـضآ في هـذا الموضـوع ان اغلـب عـمليات الاغـتيالات التـي تقـع فـي صـفوف الفلسـطـنييـن
تكـون ودومــآ في ايام الـجـمعات وبعـد الصـلاه حـيث تقع الـمناوشات بيـن
الفلسـطنييـن الجــنود الأســرائيلييـن. اما في الـجـزائر فدومآ تكون الحـراسات مـشـددة عـلي الـجـوامع وبالعـسكـرالـمـدججـون بالسلاح الثقيـل لمـقابله اي مـظاهـرات تـخـرج مـن الـجـوامع بـزعامة الاصــوليــون. وفي
الـسعـودية منـعت الـحكـومة أئـمـه الـجـوامع مـن خـطـبة الـجـمعة وشـفاهـة بـدون اعـداد مـسـبق للخـطبـة والتـزمت وزارة الشـئون الـديـنيـة والاوقـاف كـل الأئـمــة فـي الـمملكـة وقـراءة خـطـبة الـجـمعة من ورقـة مكـتوب فيـها نـص الـخـطـبة والاتتـضمـن هـــجـوم عـلي
الـحكومة اونـقد لسـياسات اي دولـة اخـري، وبعـد احـداث 11 سـبتمـبر في
امـيريكـا لـجـأت السـعودية وباقـي دول الـخـليـج الـي تـوجـيه انتباه
أئـمـة جـوامعـها وعــدم الاشـارة فـي خــطـبهـم الي الأيات القـرانية
التـي تتـكلم عـن الـجـهاد والـكفر. فـي كـل البلاد العـربيـة والأسـلامية
وبـلا إسـتثناء تـقول دسـاتيـرهـا ان كـل الـمواطنييـن سـواســية" كأسنان
الـمـشـط" ولافـرق بيـن مسلم ومـسـيـحـي ووثـنـي او بـيـن رجـل وامــراءة
ولكـن واقـع الـحـال يقـول ممـنوع بنـاء كنائـس للـمسـحـييـن وبصــورة مـطلقة ومـتطـرفة فـي دولة السـعودية والـخـليج والـصومـال وافغـانسـتان،
وتمنـع حـكـومة الســودان نقل شـعـائر صـلاه الاحـد او الاشــارة فـي نـشـرة الأخـبار ونقل صور مـن صـلاه المـسـحـييـن كـما وبنفـس الـمسـاواة
بشـعائـر الـمسلمـييـن!!!!!!.

Post: #109
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: الفاتح ميرغني
Date: 05-18-2007, 02:25 AM
Parent: #107

بحكم نشأتي في مدينة الابيض وتحديدا في حي القبة شرق وهو الحي الوحيد الذي يضم اكبر تجمع لاحبابنا الاقباط, وبحكم دراستي في مدرسة كمبوني وهي ايضا كانت تضم معظم ابناء الاقباط, تسنى لي خلق صداقات طفولة عميقة مع العديد من هؤلاء النفر الكرام. فقد كنا نلعب مع بعض في فناء كنيسة ماري جرجس, كما كنا نلعب ايضا في فناء قبة الشيخ إسماعيل الولي. وعلى المستوى الإجتماعي كان الاقباط يزورونا في الاعياد ويقدمون لنا الهدايا كما كانت والدتي -رحمها الله - ترسل لهم في اعياد الميلاد "العصيدة بالتقلية" التي يحبونها كثيرا.لكن الإنقاذ لم تستوصي بهم خيرا وضيقت عليهم ايما ضيق, فكان ان فر الكثيرين منهم.واذكر معلمتي الجليلة في الكمبوني نادية رزيقي كانت تجهش بالبكاء عندما قررت اسرتها شد الرحال وهي تقول:إننا لا نعرف احد في القاهرة او استراليا.

التحية لها ولأهلنا الاقباط اينما كانوا.ولا بد لهذا الزمن الردئ ان ينجلي ونسمع صوت الناقوس في كنيسة ماري جرجس كما نسمع صوت الآذان في قبة الشيخ اسماعيل الولي, دونما تشنج.

شكرا رجاء

Post: #111
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Salah Abdulla
Date: 05-18-2007, 12:10 PM
Parent: #109

رجاء ..

سلام ..

ما يحدث للإخوة الأقباط في مصر ، شئ غريب .
غريب بي فهمنا نحن السودانيين ، لأنو ما اتعودنا على حاجات زي دي ..
وبعدين لو في زول عايز يتكلم عن الأقباط في السودان ، فما ح يلقى حاجة يقولها ..
وأي كلام يتقال ح يبقى كلام ما عندو معنى ..
يعني شنو أقول والله هم كويسين ، وعشرتهم طيبة ، وما عارف شنو ؟؟
طيب ده ما شئ طبيعي ، لأنهم ببساطة سودانيين زيي وزيك ، وزي أي زول عايش في السودان ..
ما عارف إذا قدرت أوصل فكرتي صاح والا لا ، لكن أنا عندى رأي في قصة التمييز الغريب ده !!
وده بيحسس الزول كأنو الناس ديل مختلفين عنو ، وإنهم ما بيشبهوه ، وده كلام ما صاح أبداً ، على الأقل على مستوى منطقة ( الديم ) ..
والله ما عرفنا ولا حسينا بفرق بين أي زول ( ساكن ) في الديم .
وحتى في الكلية القبطية (حيث درست) كنا مسلمين ومسيحيين ، طلبة ومدرسين ، ما في أي فرق .
بعد سنة تسعة وتمنين كتير من (السودانيين) هاجروا من السودان ومن ضمنهم الأقباط ، وده شئ طبيعي ،
حكومة إسلامية ، وناس متشددين ، ومضايقات ، وسيطرة تامة على كل شئ في البلد ، الهجرة لكل من يختلف مع هؤلاء الانقلابيين كانت حق مشروع ، وحل وحيد.
الآن بدأت عودة الطيور المهاجرة مرة أخرى، وقد التقيت بالكثير منهم في السودان
لم تغيرهم سنوات الهجرة الطويلة ، بل زادتهم (سودانية) الواحد فيهم كأنو عايز يعوض سنوات الهجرة الطويلة ، تلقاهو لافي الاربعة وعشرين ساعة ، وما يخلي زول ما يقابلو ..
آسف للاطالة ، ولكني لا أرى فرقاً بين رأفت ميلاد ، وعماد عبدالله ، وجورج جيّد ، أو خالي سيد ، وعمي فيلوثاوث فرج جارنا.

Post: #113
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: عماد شمت
Date: 05-19-2007, 00:08 AM
Parent: #111

الاخ كمال علي الزين لك التحايا وكانك تسكن معنا في هذا الود

الذي نتقاسمه انا وصاحب العمبلوق الصديق الصدوق رافت واسرته الكريمه ..

صلاح عبدالله بتتزاوق مالك الاسم بقي ليك غريب ؟؟؟؟؟

كان حييين بنتلاقي علا ما بخليك الا تغني بصوت الفنان داك!!!!!!

مع الاعتزار اخت رجاء ونواصل في هذا البوست الجميل .....

Post: #114
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-19-2007, 05:10 PM
Parent: #1

الأعزاء جميعا..

سلام ومحبة..

لم انسكم.. وأعد بالعودة للرد على الجميع..

Post: #115
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-19-2007, 09:16 PM
Parent: #1


الأقباط.. وغباء الدولة من الخانكة إلى بمها.
-----------------------------------------
2007 الجمعة 18 مايو.

الراية القطرية.

د. سعد الدين إبراهيم.
-----------------------

إن الدولة كيان معنوي غير منظور، ولكنه يتجسم مادياً في أنظمة وأجهزة، يديرها بشر، فيهم رؤساء ومرؤوسون، لهم أسماء وألقاب، ومواقع ومكاتب، ولكثير منهم أزياء تميّزهم، وتنبهنا أن لهم سلطة ورهبة. ولأنهم يتحدثون ويتصرفون باسم الدولة، فإن المواطنين يحترمونهم، أو يخشونهم، ويطيعونهم. وفي مقابل هذا الاحترام والخشية والطاعة يتوقع المواطنون، كل المواطنين، الحماية والرعاية والاحترام من الدولة بأجهزتها وممثليها، من رئيسها إلي غفيرها. هذا هو العقد الاجتماعي الضمني أو المكتوب، في كل الدول والمجتمعات الحديثة. فهل هذا هو حال الدولة المصرية المعاصرة؟

إنني، كأحد مواطنيها، أقول، بعد طول تأمل وبحث وتفكير، أن الدولة المصرية الحالية، لا تحترم العقد الاجتماعي بينها وبين مواطنيها. لقد أخذت منهم، وأخذت... وأخذت ولم تستبق شيئا. لذلك بدأت جماعات منهم، هنا وهناك تستغيث، حتي تسمعها الدولة. وحينما تتجاهل الدولة هذه الاستغاثات، فإنها تتحول إلي "بكائيات" أو "وقفات"، أو "إضرابات"، أو "اعتصامات"، أو "عصيانات"، أو "تمردات"، أو "اشتباكات مسلحة". وقد تكررت ردود الفعل هذه، بكل أنواعها ودرجاتها، من المواطنين المصريين بشكل غير مسبوق في سنوات هيمنة هذا النظام وأجهزته، وهو الذي يهيمن علي زمام الأمور في هذه الدولة المصرية. لقد أفسد أرضها، وأذل أهلها، ونهب مواردها، ولم يوفر للمستضعفين فيها، لا الرعاية ولا الحماية.

وقد سبق أن كتبنا عدة مرات عن مطالب ومظالم القضاة والشباب والعمال وبدو سيناء. ولكن الدولة المصرية، إما أنها لا تقرأ أو لا تسمع أو لا تستوعب، أو لا تفهم. ولذلك اخترنا أن نصف هذه الحالة "بالغباء". ويتجلي غباء الدولة المصرية في أبشع صوره في تعاملها مع المواطنين الأقباط، الذين هم أصل مصر والمصريين، وهم ملح أرضها. وعبق تاريخها. ولأن الدولة تتجاهل مطالبهم المشروعة، ولا تستمع إلي استغاثاتهم، فقد انتقلت عدوي التجاهل، ثم التعصب والتفرقة وسوء المعاملة من الدولة إلي مواطنين آخرين من المسلمين، قد يكونون هم أيضاً من ذوي المطالب والمظالم.

أي أننا أصبحنا مع هذا النظام بصدد ضحايا مصريين للدولة، يتكاثرون يوماً بعد يوم. ومع اشتداد الإحباط عند بعضهم، فإنهم يفرّغونه في ضحايا آخرين أضعف منهم. وهذه هي حالة أقباط مصر في العقود الثلاثة الأخيرة، وتحديداً منذ أول فتنة طائفية صغيرة في بلدة الخانكة بمحافظة القليوبية عام 1972، ولأن تلك الفتنة كانت الأولي من نوعها في القرن العشرين، فقد اهتزت لها مصر كلها، خوفاً علي وحدتها الوطنية، وخاصة أنها كانت تستعد لحرب تحرير أراضيها المحتلة منذ 1967، وطلب رئيس الجمهورية في حينه، محمد أنور السادات، من مجلس الشعب أن يحقق في أمر تلك الفتنة. واستجاب المجلس علي أعلي مستوياته بتكوين لجنة لتقصي الحقائق، برئاسة وكيل المجلس وقتها، وهو القانوني الضليع الدكتور جمال العطيفي.

وضمت اللجنة إلي جانب سبعة من أعضاء مجلس الشعب ثماني شخصيات عامة من علماء النفس والاجتماع وكبار المفكرين الأقباط والمسلمين، وزارت اللجنة بلدة الخانكة، ثم طافت بأنحاء متفرقة من الديار المصرية، حيثما سمعت عن توترات أو احتقانات طائفية. وأعدت تقريراً ضافياً، اختتمته بعشرين توصية، رأت فيها اللجنة علاجاً لفتنة بلدة الخانكة، ووقاية من فتن محتملة في المستقبل. فما الذي حدث لتقرير لجنة العطيفي، ووصاياه العشرين؟

لم يحدث شيء علي الإطلاق طيلة الخمسة وثلاثين عاماً، التي مضت منذ إعداد ونشر التقرير. لقد رحل د. العطيفي عن عالمنا، ورحل معظم أعضاء اللجنة، الذين تجردوا، وجاهدوا واجتهدوا، وصدّق مجلس الشعب في حينه علي التقرير وشكر من أعدوه، ورفعه لرئيس الجمهورية والسلطة التنفيذية. صحيح أن حرب أكتوبر وقعت بعد شهور من إصدار التقرير. وانشغلت مصر والمصريون بها، واستشهد فيها أقباط مثلما استشهد فيها مسلمون. وكان أحد أبطالها الكبار اللواء القبطي عزيز غالي. وفي غمرة فرحة المصريين بنصر أكتوبر، وما تلاه من معارك التعمير، نسي الكثيرون تقرير العطيفي ووصاياه العشرين، التي لم تنفذ منها توصية واحدة. وكانت نتيجة هذا التجاهل الفاضح لتوصيات التقرير، هو تكرار الفتن الطائفية، حتي وصلت إلي أكثر من سبعين فتنة، كان أبشعها ما وقع في بلدة الكشح بمحافظة سوهاج، في أول أيام الألفية الثالثة (1/1/2000)، وكان أخرها ما وقع في قرية "بمها"، مركز العياط، بمحافظة الجيزة، بعد صلاة الجمعة يوم 11 مايو 2007 وتكاد تكون فتنة بمها نسخة كربونية من فتنة الخانكة قبل 35 سنة. وها هو ملخص ما حدث في كل منهما، كما سجلته الأهرام في المرة الأولي (الخانكة)، وتجاهلته في المرة الأخيرة (بمها)، ولكن سجلته تفصيلاً صحيفتا المصري اليوم والدستور، في اليومين التاليين (السبت 12 والأحد 13 مايو).

1 عدة مئات من الأقباط يعيشون مع عدة ألوف من المسلمين في أحد قري مصر، كما عاشوا طوال ألف وأربعمائة سنة. ولزيادة عددهم تضيق بهم أقرب الكنائس المجاورة في بلدان أخري قريبة من قريتهم. فاستخدموا أحد الأبنية المملوكة لأحدهم لإقامة شعائرهم وصلواتهم، وذلك إلي أن تتم الموافقة علي طلبهم لبناء كنيسة في أرض مملوكة لهم، علي مقربة من هذا المنزل نفسه.

2 ولكن بعض المتشددين المسلمين يسارعون ببناء مسجد قرب نفس قطعة الأرض المذكورة المملوكة للأقباط. ويهدفون من ذلك علي ما يبدو، كما نقلته الصحيفتان المذكورتان، أن يعرقلوا مشروع بناء الكنيسة، مستغلين في ذلك قانوناً عثمانياً بالياً منذ القرن التاسع عشر، يسمي "بالخط الهمايوني". وهو من القوانين العثمانية القليلة التي استبقته مصر، بعد استقلالها (1923).

وأدهي من ذلك أن وكيل وزارة الداخلية في ثلاثينات القرن الماضي، في ظل أحد حكومات الأقلية، وهو العزبي باشا، أصدر لائحة تنفيذية لنفس هذا الخط الهمايوني، تضمنت عشرة شروط تعسفية لبناء الكنائس والمعابد لغير المسلمين، ومنها أن يبعد موقع بناء أي منها بمسافة مائة متر علي الأقل من أقرب مسجد. وهذا هو ما يفعله غلاة المسلمين حينما يسمعون خبر أو النية علي بناء كنيسة أي يسارعون لبناء مسجد أو مصلية، حتي يضطر الأقباط للبحث عن مكان أخر، وتقديم طلب جديد، لا بد من موافقة رئيس الجمهورية عليه، وهو ما يستغرق عدة سنوات.

3 وفي آخر واقعة من هذا النوع، وجه عدد من هؤلاء الغلاة نداء (منشوراً بنصه في صحيفة الدستور الأحد 13/5/2007)، وضمن عبارات الكراهية البغيضة التي جاءت فيه "إلي أهالي القرية المسلمين، من يغار علي دينه، فاليوم بعد صلاة الجمعة يقوم النصاري ببناء كنيسة غرب القرية، بجوار الجمعية الزراعية، ولابد من تواجد جميع المسلمين الذين يغارون علي دينهم من اليهود والكفرة بعد صلاة الجمعة مباشرة. فمن اليوم لا تراخي ولا كسل ولا بد أن يغار كل مسلم علي دينه..."

4 ونلاحظ في هذا المنشور التحريضي أن "النصاري"، أي المسيحيين في أول سطوره، تحولوا في ثالث سطوره إلي "يهود" و"كفرة". وفضلاً عن لغة القرون الوسطي التي حفل بها النداء، فهو لم يكتف بذلك، بل صعّد لغة الاستعداء، بإقحام "اليهود" و "الكفرة"، ثم بإنذار بالتجمهر بعد صلاة الجمعة لمنع بناء الكنيسة!.

5 واتضح أن مسيحيين قرية بمها لم يضعوا أساس أي كنيسة في ذلك اليوم أو تلك الساعة. أي أن الأمر كان مجرد "إشاعة" نشرها غلاة متشددون من أهل بمها، ولأن بعض شباب بمها مشحونون بأفكار ومعتقدات متعصبة، فقد استجابوا بسرعة ويسر لنداء "الجهاد" لإنقاذ الإسلام، وكأنهم في الطريق لتحرير القدس.

6 حينما علم بعض مسيحيي بمها بما يدبره المتزمتون ضدهم،، أبلغوا السلطات الأمنية المختصة، لكي تتخذ الإجراءات التحوطية المناسبة. ولكن علي ما يبدو، طبقاً لما نقلته صحيفتا المصري اليوم والدستور، أن الجهات الأمنية لم تعط الأمر الاهتمام اللازم في الوقت المناسب.

7 عاث شباب قرية بمها اعتداء علي مسيحيي قريتهم، ونهبوا متاجرهم، وأحرقوا منازلهم، وروعوا نساءهم وأطفالهم. بل واتهم عمدة القرية النصاري بأنهم "كلاب" يريدون خراب بمها (الدستور 13/5 ص5).

8 لأن التعامل مع المسألة القبطية أوكل إلي جهاز أمن الدولة، فإن أمور هذا الملف قد تدهورت من سيئ إلي أسوأ، شأن ملف بدو سيناء، وملف الطلبة، وملف العمال، وملف القضاة. لقد سلّم النظام رقابهم، ورقاب الشعب المصري إلي هذا الجهاز المكروه، والذي لا يهمه إلا اعتباراته وأمن النظام. أما عباد الله الصالحين في مصر المحروسة، فلهم ربهم الذي خلقهم.

9 إن ملف الأقباط، شأن ملفات بدو سيناء وعمال مصر علي وشك "التدويل". فحينما تصم آذان النظام عن الاستماع لاستغاثات المقهورين داخل الحدود، فإنها تُلتقط خارج الحدود، من الأصدقاء والأعداء علي حد سواء.

10 إن غباء الدولة، الذي ورد في عنوان هذا المقال، هو إشارة للمسئولين الذين يتحكمون في مصائر الناس من أغلبيات وأقليات، ومن عمال وبدو وقضاة ولا يقرأون ولا يسمعون ولا يتعظون لا بعد المرة الأولي ولا بعد المرة السبعين. ولا تجدي في حل هذه المشكلات مشاهد الصلح المفتعلة للمشايخ والقساوسة، بينما جراثيم التعصب والكراهية تنتشر وتنهش في العقل المصري، من خلال تعليمه المتردي وإعلامه الغبي، ومباحثه الأكثر غباء.
--------------------------------------------------------------------------------



Post: #125
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-29-2007, 02:40 PM
Parent: #115


Post: #117
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: علي عبد القادر
Date: 05-23-2007, 11:51 PM
Parent: #1

الاخت العزيزة / رجاء
سلام كتير
جد مشغول شديد وعاوز اسلم عليك لكن عجبني الموضوضوع . حاخت حاجة
سريعة جدا وحاواصلها فيما بعد .
الاقباط كبشر والمسيحية كدين تاريخيا اسبق في الوجود في هذه المنطقة
من الاسلام والعروبة . ومن قبلهم اهلنا النوبيين . ولكن بمرور الزمن وما
طرأ علي المنطقة من متغيرات تحولوا من اغلبية الي اقلية . وان ما يحدث
لهم الان في مصر لا ينفصل علي الإطلاق بشكل او باخر عن ما تعاني منه كل الاقليات
في المنطقة وبالتحديدالمنطقة العربية بشكل خاص . في تقديري ان غياب الديمقراطية
وسيادة الانظمة الديكتاتورية له الاثر الاعظم في تفاقم ازمات الاقليات
مع التقدير
محمد علي عبد القادر ( الناظر)

Post: #118
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: EL fahal Abdelatif
Date: 05-24-2007, 04:13 AM
Parent: #1

العزيزة رجاء

تحياتى ...
موضوع حيوى..بقدر ما يثير من الشهية فى النقاش ..يثير قدرا من الحزن..
ربما كان هنالك ثمة امل ..لو لم يحدث هذا فى مصر....
فام الدنيا الآن هى ام المصائب ..تحبل بالبلاوى غصبا تحت غضب مد الكراهية الدينية ...

لكم الله يا اقباط مصر ..لكم الله..يا اقباط السودان....

وان كان هناك اقتراح عملى نحو الاصلاح فكلنا معا..

Post: #119
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sudany Agouz
Date: 05-24-2007, 07:07 AM
Parent: #118

الأستاذة رجاء

أولا الشكر وكل الشكر لانتقائك هذا الموضوع الحيوى ثم جاذبية العنوان الموفق ، مما جعل له نكهة خاصة ورائحة طيبة .. وان أردت أن أشبه النكهة والرائحة .. بتشبيهاتنا السودانية الأصيلة .. قد أعبر عن أولهما بنكهة النعناع فى كوب شاى من كبابى ود حسين فى ساعة العصيرية .. أما الرائحة ، فهى كرائحة بخور الصندل أو " الخُمرة (بضم الخاء) النفاذة النافذة من بين طيات ثوب " القمر بوبا " وهنا لا أقصد قرط الأذنين المعروفين وانما اسم من الأثواب الثمينة المستوردة آنذاك - فى أيام عهودنا نحن الديناصورات - وبالمناسبة هذا الثوب لابد وأن تكون صاحبته عروس فى أيامها الأول - لم تخرج من خدرها الا تحت اصرار دعوة أحد أصحاب العريس لحضور حفل عرسه ..

وهنا تنتهى المقدمة .. ليأتى دور كل من أدلى بدلوه الثرى فى هذا الموضوع .. وكم تشرفت بكل من كتب مساهما بمداخلته أو بمداخلتها الرقيقة الصادقة .. بل قد زادتنى كل كلمة كتبت شرفا وفخرا .. بأننى كنت وما زلت جزءا متبقيا من بقايا الأقباط القدامى .. القابعين فى ركن ناء من الكرة الأرضية .. التى لو اعتبرنا السودان مركزا لكرتها ..

أما ما يحدث لأقباط مصر .. فهذه مشكلة المشاكل .. ومصيبة المصائب .. وهنا أود أن الفت انتباه الجميع .. سينقلب الوضع .. بل ستنقلب جميع الكلمات الجميلة الواردة فى هذا " البوست " الى العكس تماما اذا ما زحفت أزهرية الأزهر الى جنوب الوادى .. او وهابية الشرق من السعودية لعبور البحر الأحمر .. فليتنا نرفع الأيادى الى الله عز وجل .. لمنع استيراد أمثال تلك العقليات والتى ستخرب المتبقى من نكهة وأريج السودان القديم ..

وأخيرا .. أقول لصديقى الأستاذ عبد العزيز .. والذى ذكر اسمى بصفات لا أستحقها فى مداخلة له وهى من بين الكم الهائل من المداخلات .. أقول له كل هذا من فضلك .. وزوقك الرفيع .. ودمت صديقا .. وأخا حميما .. شكرا لك أخى العزيز عبد العزيز ..

وختام المسك لك يا أستاذة رجاء .. الجميع بانتظار عودتك من رحلتك .. لنقول لك عودا سليما سالما باذن الله ..
أخوك العجوز ..

أرنست أرجانوس جبران

Post: #120
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: salma subhi
Date: 05-24-2007, 08:02 AM
Parent: #119

الأخت رجاء

نكن لكل الاخوة الأقباط كل احترام...وما زلت لا أنسى جيران لنا أيام زمان خالتي صفية وبناتها ايريني وأديل ...طيبة وعشرة عمر مافي أحلى منها...وزميلاتي بالمدرسة أيضا.
لكل الأقباط ....مودة و تحية واحترام

Post: #121
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-25-2007, 11:31 AM
Parent: #1

اقباط السودان : قضية منسية:
------------------------------

الـموقع الالكتـروني لـ " اقبـاط مـتحـدون " :

14/12/2006

بقلم : محمد علي جادين:

نعت أخبار الأسبوع الماضي وفاة الأستاذ عبد الله النجيب المحامي في مهجره الاختياري باستراليا، وهو من الأقباط السودانيين، ولد وتربي وتعلم في السودان وعمل بالمحاماة بعد تخرجه من الجامعة وظل يشارك في العمل العام من خلال نقابة المحامين السودانيين وغيرها.
وفي فترة الديمقراطية الثانية (1964 ـ 1969) انضم لحزب الشعب الديمقراطي، بقيادة الشيخ علي عبد الرحمن، وكان من قياداته السياسية البارزة، وقد أشار زميله شوقي ملاسي المحامي، أمد الله في عمره، الي نشاطه في حزب الشعب وخاصة دوره في مقاطعة انتخابات 1965، وذلك في كتابه (أوراق سودانية، دار عزة الخرطوم) 2005. وهجرته الي استراليا كانت في اطار موجة عامة دفعت أعداداً كبيرة من أقباط السودان للهجرة الي أرض الله الواسعة في بداية عقد تسعينات القرن الماضي، وذلك هروباً من بطش وقمع نظام الانقاذ المتستر بشعارات الاسلام والشريعة، وكانت هجرتهم لأسباب مضاعفة، فهنالك الأسباب العامة التي دفعت مئات الآلاف من شباب وشيوخ ونساء السودان للهجرة الي المنافي في كل قارات الدنيا، وهناك أسباب خاصة بهم ترتبط بوضعيتهم كمسيحيين أقباط لهم مشاكلهم ومعاناتهم في اطار تجربة قوانين ايلول (سبتمبر) 1983 الاسلاميه في عهد نميري، وتجربة حكم الانقاذ بعد انقلاب 1989، ومع ذلك صمد بعضهم وظل يقاوم ضغوط القهر والبطش والتمييز الديني والعرقي في دولة (المشروع الحضاري). وتشير المعلومات المتداولة الي ان الأقباط ظلوا يعيشون في العديد من مدن البلاد، مثل الخرطوم، وأم درمان والخرطوم بحري وعطبرة وبورتسودان ودنقلا والابيض وغيرها من مدن الشمال ويصل تعدادهم الي 250 ألف نسمة، لهم كنائسهم ومدارسهم ولهم مجتمعهم الخاص وعلاقات واسعة ومتداخلة مع بقية المجموعات السكانية وخاصة مسلمي الشمال، يجاورونهم في السكن ويشاطرونهم في مناسبات السراء والضراء، وشملت هذه العلاقات في حالات عديدة التزاوج والمصاهرة، وفي هذا المجال تحكي قصص كثيرة تشير الي عمق ارتباطهم بالحياة السودانية وتقاليدها وثقافتها، وبرز ذلك في مشاركتهم الفعالة في النشاط الثقافي والسياسي في البلاد منذ بدايات نشوء الحركة الوطنية الحديثة حسب المرحوم حسن نجيلة في كتابه (ملامح من المجتمع السوداني) كما تؤكد ذلك مشاركة رموز قبطية عديدة وبارزة في الأحزاب السودانية (الأمة والاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي وحزب البعث السوداني والتحالف الوطني وغيرها من الأحزاب) ووصول بعضهم الي مناصب عليا في الخدمة المدنية والقضاء وغيرها.
ترجع علاقة الأقباط بالسودان الي العصور الوسطي حسب بعض الروايات (نشرة المجموعة العالمية لحقوق الأقليات (1995) ولكن يمكن ارجاع هجرتهم الحديثة الي بدايات القرن التاسع عشر مع مجيء الحكم التركي المصري (1821 ـ 1885). وساعد في ذلك تسامح السودانيين وحسن معاملتهم لهم بالرغم من اختلاف الدين والعرق والعادات، وفي فترة الثورة المهدية ودولتها (1885 ـ 1898) عاشوا معاناة قاسية واضطر كثيرون منهم للتخلي عن مسيحيتهم وتبني الاسلام (كانوا يطلقون عليهم المسالمة) ومع ذلك ظلوا يدعمون دولة المهدية ويقومون بدور كبير في ادارة جهاز دولتها في وظائف مختلفة كانوا يجيدونها (أنظر مذكرات يوسف ميخائيل) وبعد نهاية دولة المهدية وقيام الحكم الثنائي البريطاني المصري (1898-1956) تحسنت أوضاعهم من ناحية الحريات الدينية وفرص العمل التجاري وفي المصالح الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وبذلك عادوا الي ممارسة نشاطاتهم الاقتصادية والمهنية المعروفة فبرزوا في مجالات المصارف والحسابات والطب والهندسة وغيرها، وكانت لهم سيطرة واضحة في مجالات محددة مثل مصلحة السكة الحديد والمصارف والشركات، ومع ذلك حرمتهم سلطات الحكم الثنائي من التبشير في الجنوب ومناطق أخري، وكانت مدارس الكنيسة القبطية تستوعب أبناء المسلمين في المدن المختلفة واستمر الحال كذلك حتي اعلان قوانين ايلول (سبتمبر) 1983 في عهد نميري، ففي الفترات السابقة كانوا يمثلون قوة دفع فعالة في اتجاه التحديث والديمقراطية والتسامح الديني، ولكن بعد قوانين ايلول (سبتمبر) 1983 تغير المناخ السياسي والاجتماعي ونتيجة لذلك تراجع دورهم في المجتمع بشكل عام وفي النشاط الثقافي والسياسي بشكل خاص، وبذلك عادوا الي موقف سلبي شبيه بموقفهم أثناء فترة المهدية، ولهذا السبب انكمش دورهم السياسي والثقافي العام في فترة الديمقراطية الثالثة (1985 ـ 1989) مقارنة بفترات الديمقراطية الأولي والثانية، فقد ظلت قوانين ايلول (سبتمبر) سائدة من الناحية القانونية والعملية، وكانت شعارات الاسلام السياسي هي المسيطرة والأعلي صوتاً. وجاء الأمل مع اتفاقية الميرغني ـ قرنق 1988 وحكومة الوحدة الوطنية 1989، ولكن قوي الاسلام السياسي والهوس الديني كانت أسرع وأكثر استعداداً من قوي الديمقراطية والسلام، وهكذا جاء انقلاب حزيران (يونيو) 1989 بمشروعه (الحضاري) المرتكز علي (الدولة الدينية) وكانت فترة تسعينات القرن الماضي شديدة الوطأة علي مجموعة الأقباط السودانيين، فقد حولتهم قوانينها ونهجها السياسي والاجتماعي الي مواطنين من الدرجة الثالثة وليس الثانية، وكان الاعلام الداخلي والعالمي يركز علي المسيحيين الجنوبيين وقضية جنوب السودان ويتجاهل، بشكل كامل، معاناة أقباط السودان، وذلك رغم ضخامة معاناتهم وجسامة تضحياتهم فسلطة الانقلاب ربطتهم بتحالف قوي المعارضة (العلمانية) والمعادية لـ (التوجه الاسلامي). وفي شباط (فبراير) 1991 أعدم الطيار القبطي جرجس مع اثنين من الشباب الشمالي المسلم بتهمة حيازة دولارات بطريقة غير مشروعة، والمفارقة ان دولة (المشروع الحضاري الاسلاموي) قامت في بداية 1992 باطلاق حرية تبادل النقد الأجنبي وفي جنازته برز رد فعل الأقباط السودانيين والكنيسة القبطية في السودان، حيث شيعته الي مثواه الأخير جماهير غفيرة تعبيراً عن سخطها وغضبها في مواجهة موجة القمع والاضطهاد الجديدة، ووجد ذلك مساندة محلية ودولية واسعة.
وفي الفترة اللاحقة ازدادت الضغوط علي أقباط السودان، من خلال المناخ السياسي العام، الشمولي في أساسه، والمعادي حتي للآخر المسلم ناهيك عن الآخر المسيحي القبطي، وشمل ذلك مضايقات واسعة في مجالات التعليم والعمل والحياة الاجتماعية بما في ذلك لبس المرأة القبطية واجبار أبنائهم علي أداء (خدمة وطنية) ترفع شعارات دينية والمشاركة في الحرب الأهلية في الجنوب تحت شعارات (الجهاد) وشمل أيضاً مضايقات في العمل في جهاز الدولة والقطاع الخاص، وضمن هذا الاطار تدفقت هجراتهم الي المنافي في استراليا وكندا واوروبا وغيرها، وكان بينهم الراحل عبد الله النجيب المحامي وغيره. صديقنا ماهر شنودة كان يرفض الهجرة لأسباب قوية فقد هاجر معظم اخوانه وأهله وبقي هو وشقيقه المرحوم منير يقاومون ضغوط سياسات حكم الانقاذ واغراءات الهجرة، وعند زيارته لابنه في معسكر الخدمة الوطنية في جبل الأولياء في 1994 انهارت قواه واجهش بالبكاء، فقد اكتشف فجأة حجم معاناة الأقباط في ظل دولة المشروع الاسلاموي، ومنذ تلك اللحظة قرر الهجرة ومغادرة وطن ولد وتربي وعاش فيه عمره، بسبب سياسات لا تحترم المواطن ولا تراعي ديانته وخصوصيته الثقافية، فحزم أمره وسافر مع أسرته الي استراليا، ولكنه لم يتحمل الابتعاد عن وطنه وعن الحياة السودانية بكل تفاصيلها السلبية والايجابية، فقرر العودة للخرطوم بحري متشوقا لممارسة تفاصيل صغيرة لم يجدها في منفاه الاختياري، وفعل مثله كثيرون في مدن الشمال المختلفة، ولكنها عودة لواقع مختلف يحتاج الي تغييرات واصلاحات جذرية واسعة في اتجاه التحول الديمقراطي وترسيخ ثقافة السلام والتعايش الديني والعرقي. واذا كانت اتفاقيات السلام الجارية قد قطعت شوطاً مقدراً في هذا الاتجاه فلا تزال هناك خطوات كثيرة وطويلة تنتظر التحقيق، وفي مقدمتها معالجة قضية أقباط السودان والاستجابة لمطالبهم وحقوقهم المشروعة، بما يمكنهم من المساواة في الحقوق والواجبات في دولة يحكمها العدل والقانون، ومع تقديرنا لجهود الدكتور الطيب زين العابدين وآخرين في (مجلس التعايش الديني) للعمل في هذا الاتجاه فان ذلك وحده لا يكفي، لأن المشكلة تحتاج لتناول أوسع يخترق الاطار الدستوري والقانوني وحقائق الواقع الشمولي القائم في اتجاه بناء سودان ديمقراطي موحد وفاعل في محيطه العربي والافريقي والدولي.

كاتب سوداني
من القدس العربي


Post: #122
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Kamal Karrar
Date: 05-25-2007, 11:53 AM
Parent: #1

الأخت رجاء وجميع الإخوة المتداخلين....

طبعا أتفق في كل ما ذهبتوا إليه في أننا في الوطن يجب ألا نفرق بين مسلم ومسيحي

وأقر بأن هناك مظالم دائما ما تقع على أية أقلية..

ولكن ألم ألحظ من أي منكم محاولة أن تبرئة الأسلام من بعض ممارسات المسليمن

وكأنكم أخذتم المسيحيين كلهم بأنهم ضحية.. الجاني فيها المسلم....

والأمر ليس كذلك... أنا شخصيا لدي اصدقاء مسيحيون أعتر بهم.. وأعتقد أن

ديني الإسلام.. قد حسم المشكل.. في أن أكد على ألا إكراه في الدين....

فالمسألة عندي محسومة.. وهي حرية محسوبة.. ومالي ومال دين الآخرين..

ولكن أن تسقط تصرفات بعض المسلمين ومواقفهم من المسيحيين على خلل في عامة

المسليمن فتلك لعمرى مسألة غير صحيحة..

محبتي لكم جميعا.. ولصديقي العزيز مجدي الفونس عبد المسيح أين ما كان

ولزميلي رمزي ونجت برسوم

ودمتم

Post: #123
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: ibrahim kojan
Date: 05-25-2007, 04:45 PM
Parent: #122

رجويه الرائعه.............
كان زمان للوالد (رحمه الله) صديق اسمه جوزيف زاخر وكان الوالد يناديه بالشريف جوزيف لانه كان كذلك
والله هذا البوست ثقفني وعلمني كثيرا....( طبعا خفت اعمل مداخله تقومي تهربي ولكني لا احمل حقنه يا خوافه)..........
احمل ودا عظيما لك.. فقط لو تعرفين!!!!!!!
هذا جهد تثقيفي وتعليمي مقدر.
لك الشكر كله
كوجان

Post: #124
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: علي عبد القادر
Date: 05-27-2007, 05:33 PM
Parent: #123



العزيزة / رجاء
سلام
هذا البوست موضوعي يجب الا يسقط في القاع
مع التقدير

Post: #126
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-29-2007, 04:48 PM
Parent: #1


وطنية أقباط السودان.
--------------------

بقلم: سمير اسوس عطاالله:

Copyright 2006 Elmassry Newspaper :

23 July, 2005:
___________________________

كان أغلب الاقباط قد تركوا السودان أثناء حكم المهدى ، غير أن فئة قليلة استقرت فيه. وهذه الفئة لاقت ما لاقت من ضغوط ، وفرض على كثيرين الزواج من السرارى، هؤلاء بعضهم عاد الى المسيحية وبعضهم لم يعد .. ومن هنا كانت لفظة المسالمة، وحى المسالمة بأم درمان، وبعد فتح السودان 1899م – عاد الأقباط إلى السودان وذلك لمباشرة أعمال متعدده فيه ...
ويحكى التاريخ بأنه وعندما أستعيد السودان سنة 1899م أبى الأنجليز إلا أن ينفردوا بشئونه، ولكن الأقباط عرفوا كيف يفوتون عليهم غرضهم، إذ لم تمضى سنتان على الاستعادة حتى إختار الأقباط رقعة كبيرة من الأرض شمالى أم درمان وابتنوا فيها مساكنهم، فحملت اسمهم التقليدى "حارة النصارى" وعملوا فى جميع الميادين، وبالأخص ميدان التجارة، ففى الوقت الذى ضيق فيه البريطانيين بأموالهم تصرف هناك، بادر الاقباط بطرح أموالهم فى السوق، فلم يمضى على وجودهم عشر سنوات حتى بلغ عددهم مبلغا" بعد أن كانت لهم ست كنائس بنيت كلها بأموال من استقروا هناك. ودعى البطريرك كيرلس الخامس لافتتاح كنيسة هناك ، حيث استقبل استقبالا" رائعا من الشعب والحكومة.. واذا كانت تجارة السودان فى عام 1914 قد انتعشت ، فإن من سكن السودان من الأقباط سواء فى الخرطوم أو أم درمان أو عواصم الاقاليم كانوا من ورائها الأقباط، يدفعونها بالجهد والعرق والدم .. وإذا ذكروا البريطانيون بأنهم هم الذين حملوا الحضارة الى السودان، عارضهم الأقباط فى ذلك، إذ لم يفتح البريطانيون بأموالهم أو أموال غيرهم غير مدرسة واحدة، بينما أنشأ الأقباط أربع عشرة مدرسة بين ابتدائية وثانوية للبنين والبنات، كما عاش الاقباط مختلطين بالسودانيين يعلمونهم ، بينما ترفع أنصاف الالهة من البريطانيين عن هذا الاختلاط .. ولهذا كان لابد أن يرسل أسقفا" لرعاية شئون الأقباط الروحية بالسودان .. وعندما وصل الأنبا صرابامون بدأ فى تأسيس كنيسة بالسودان، وكان عدد قليل من الاقباط قد وصل الى الخرطوم بالاضافة الى المسالمة الذين لم يتركوا السودان، وانما عاشوا فيه وتزوجوا بالسرارى، أولئك بدأ يعمل الأنبا صرابامون فى وسطهم، فقام بتعميد كثيرين منهم، وكون كنيسة قبطية بالخرطوم.. وهى أول كنيسة بالسودان، وفى عام 1898 وبجوار الكنيسة وفى حجرة واحدة ، إفتتح نيافة الأنبا صرابامون أول مدرسة روضه واستمرت المدرسة وقد كان ناظرها المرحوم " حبيب سلامه " – وفى عام 1904 أختير المكان الحالى لكنيسة العذراء لكى تبنى بالمستوى المناسب الذى يلائم الاقباط الذين كانوا يحتلون أعظم المناصب فى الحكومة، وكانوا يحملون العبء الاكبر فى تنظيم التجارة فى السودان. وقد اعطت الحكومة للأنبا صرابامون قطعة أرض مساحتها ثلاثه أفدنه لتقام عليها الكنيسه والمدارس فيها فيما بعد – وإهتم البابا كيرلس الخامس ببناء كاتدرائية العذراء تحت إشراف مهندس البطريركية ، وفى عهد المرحوم " إبراهيم بك خليل" الذى قام بتغطية تكاليف مبانى الكنيسة وأشرف على البناء، وقد تم تدشين الكنيسة 1909، ورقى الأنبا صرابامون مطرانا" فى الاحتفال بتكريس كنيسة السيدة العذراء ، بعد هذا توالى بناء الكنائس ، حيث بنيت كنيسة السيدة العذراء بأم درمان 1912 وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالخرطوم بحرى فى نفس العام وكنيسة السيدة العذراء بعطبره فى عام 1914، ثم بعد هذا بنيت كنائس فى الأبيض عام 1915 والدامر وبورتسودان وباقى اقاليم السودان المختلفة، وكان الأنبا صرابامون عنده رغبة جازمة فى تعميم التعليم، وقد بدأ اول مدرسة روضة وقام نيافته برحلة الى مصر ، جاه فيها ربوع مصر من اسوان إلى الاسكندربة لجمع التبرعات ولتمويل المدارس، وعندما نستعرض تاريخ الأقباط فى السودان، نرى إهتماما" كبيرا منهم بقضية التعليم، فقد دخلوا الى هذا الميدان منذ أمد طويل، وهناك جهود كثيرة بذلت فى هذا المضمار وحبات عرق من رجال كبار سكبت لتروى ظمأ الإنسان الى العلم والمعرفة.
كثيرون تعبوا بعضهم نعرفه، والبعض لا نعرفه، لأنه اختار خدمه الجندى المجهول ولكن النتيجة هى واحدة خدمه ناجحه وسعى رؤوف من أجل محو أميه الإنسان وتعميم التعليم العام، خداما" لا يكتفون بالسطحية والدعاية الفضفاضه ، خداما" لا يأبهون بالمظاهر الشكليه، وليست فى حياتهم غضاضة، خداما" كالملح يذوبون ليبهجو الآخرين ، خداما" ثابتين على أساس النعمه راسخين ، خداما" عرفوا انهم مدعوون لخدمة الله، لا ينحرفون عن الحق ولا يخضعون للباطل، يتمتعون بصراحة القول ونزاهة العمل.
وكان رئيس الجمعيه فى ذلك الحين، هو المرحوم " سابا بولس " والد أديب بولس ، وكان أول ناظر للمدرسة هو " نسيم سمعان " وفى عام 1924 قام الأنبا صرابامون بتشييد الكلية القبطيه بنات، فى موضعها الحالى الآن، وكانت أول ناظرة للكلية القبطية بنات هى " الست نور " وقد سجل مؤرخو هذه الحقبه، إن مستوى المدارس كان رفيعا" واساتذتها من العلماء ، وكانت النتيجة سنويا 100% وقد فتحت هذه المدارس أبوابها للمسيحيين والمسلمين وخدمت السودان خدمة عظيمة، وتخرج منها شخصيات سودانيه لها مكانتها وظلت صرحا" عملاقا" ، وهى حتى الآن خير شاهد على عطاء الأقباط فى السودان.

Post: #127
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-30-2007, 10:10 AM
Parent: #1


تاريخ الاقباط في السودان.
--------------------------

أمير الشعراني:

14-02-2007, 01:47

منتديات سودانيات > منتــــــــــديات ســودانيــــــات >:
" منتـــــــــدى الحـــــوار".
-----------------------------------------------------

سماحة التعايش وجزالة العطاء.

* رفعت الحكيم: كنيسة مطرانية الخرطوم بناها المهندس المسلم حمزة فيما بنى جبران القبطى جامع فاروق.

* البابا كيرولس تبرع بخمسين جنيهاً وهو يشهد وقائع انتخاب أول جمعية قبطية سودانية قبل مئة عام في الخرطوم.

* تقرير: أمير الشعراني :
-------------------------
ونحن نخطط لانجاز هذا التقرير إسهاماً منا فى التوثيق لطائفة الاقباط ، بحثنا عن أى مخطوط أو كتاب يؤرخ لتاريخ الأقباط في السودان فلم نجد.
ربما تقاصر سعينا، فمن غير الممكن الاّ يكون هناك بحث يوثق لمسيرة شعب، ولم نجد بداً من الروايات الشفاهية التي اصطدمت هي نفسها بكون رواتها في حالة تعبد وانقطاع وصيام بعد حلول الجمعة الحزينة أو العظيمة عليهم، حسب التعاليم الدينية لطائفة الأقباط.
حين لجأنا للدكتور صفوت فانوس متا، الاستاذ بجامعة الخرطوم ليحدثنا عن " أهلنا " الأقباط، باعتباره أحد المحللين اللصيقين بالصحافة، وصديق " الرأى العام" منذ سنوات طوال، استبشر بالفكرة مستعيناً بالاستاذ وليم زكريا بشارة، مدير قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم.
من الصعوبة بمكان تحديد تاريخ بعينه لدخول الاقباط في السودان الذى لم يأخذ شكلاً منظماً في عهد الدويلات والممالك في الفترة التي سبقت الأتراك في السودان، ربما لأنه لم تكن هنالك دولة منظمة يسهل التعايش في كنفها من قبل طائفة منظمة اتت من دولة مركزية اكتملت أركان مؤسساتها الدينية والسياسية لحد بعيد..

استوطن الأقباط الخرطوم في فترة ما قبل المهدية، وكان ارتباطهم بها ارتباطاً مهنياً يتعلق بالتجارة وسرعان ما رحل بعضهم إلى أمدرمان للاستفادة من الميزة النسبية الذى يوفره مشرع أبوروف، الميناء الثاني للخرطوم الكبرى بعد الاسكلا، حيث التجارة المنسابة عبر النيل شمالاً.
هذا الافتراض، يبرره وجود بقايا كنيسة قبطية في المكان الذى بنى عليه الهيئة القومية للكهرباء وقبور بعض منتسبي الطائفة من كهنة وقساوسة وشعب حسبما قال لنا الاستاذ رفعت الحكيم، احد المهتمين بتاريخ الاقباط في السودان.

أول استيطان قبطى في العصر الحديث، كان في فترة الحكم الثنائي، المصرى التركي للسودان حيث اقامت عائلات قبطية كبيرة في الخرطوم لم تجد عنتاً في الانضمام لدواوين الدولة الناشئة باعتبارهم متعلمين إبتداءً في وقت عزّ فيه المتعلمين.
الأقباط والمهدية:
---------------------
يعتبر مجئ المهدية وبالاً على الأقباط وإن بدا الدكتور صفوت فانوس مخففاً لوطأتها عليهم باعتبارها ثورة سودانية خالصة كانت لها معتقداتها وأهدافها ومشروعاً لدولة قطرية مركزية، لكن الاقباط لم ينجووا من قسوة الخليفة عبد الله التعايشى الذى جمعهم في هجرة غير طوعية كما قال وليم زكريا بشارة، إلى أمدرمان ليسكنهم في المسالمة أو المسلمانية ليمارس عليهم عسفاً لادخالهم الاسلام.
عقب زوال الدولة المهدية عاد منهم من عاد إلى المسيحية وبقى بعضهم الآخر على إسلامهم وفي بعض الأسر تقاسم الاشقاء، الاسلام والمسيحية في تعايش وسلام وإن عادت بعض الأسر الى الخرطوم لمطالبة السلطات بحقوقها المسلوبة وممتلكاتها التي ساوت بها المهدية الأرض مثل عائلة نخلة الشهيرة.
يقول الاستاذ رفعت الحكيم، ان أقدم كنيسة قبطية في السودان موجودة في وادى حلفا حيث تم إنشاءها في العام 1902م ويبرر قدمها لقرب وادى حلفا من مصر حيث لا يفصلها سوى النيل وتبعاً لذلك، سهولة انتقال الاقباط إليها ومن ثم دخولهم إلى السودان.

مطرانية الخرطوم:
------------------------
تعتبر الكنيسة المطرانية للأقباط الآرثوذوكس في الخرطوم قبالة شرطة المرور، من الكنائس القديمة - بعد الكنيسة التي تلاشت قبالة حدائق الحيوان - حيث وضع حجر أساسها في العام 1904م البابا كيرولس الخامس، الذى عاد مرة أخرى في قافلة من الجمال لافتتاحها في العام 1909م كما قال رفعت الحكيم..

إزدهار الأقباط:
----------------------
عندما سألت الاستاذ وليم زكريا بشارة، عن الفترة التي ازدهر فيها الاقباط، قال ان الازدهار عموماً يرتبط بالاستقرارالسياسي وقبول الآخر واحترام الحريات. ولم ينس وليم أن يذكر اسهام الاقباط في بناء الدولة الحديثة في السودان لان الأقباط اذا حلوا ببلدٍ، اول مايفكرون فيه، انشاء مدرسة لتعليم ابناءها.. ابنائهم وابناء المنطقة التي يحلون فيها وللدلالة على ذلك، ذكر رفعت الحكيم ان الاقباط لمّا تنامت مدارسهم، ارسلوا في طلب بعثة من مصر لامتحان ابناءها في الخرطوم، بدلاً عن سفر الطلاب إليها... وفي أول امتحان يجرى في السودان كان التلميذ يومها عبد الحميد صالح أول الدفعة وهو الآن الدكتور عبد الحميد صالح السياسي والنطاسي الشهير، ومن المفارقات التي تؤكد سماحة التعايش القبطي السوداني ان الدكتور عبد الحميد صالح كان في نفس الدفعة التي خرّجت الانبا دانيال، مطران الخرطوم الراحل وكان رفيقاً له وصديقاً.

أقباط السكة حديد:
----------------------
ارتبط الاقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر، ومدينة عطبرة تشهد على ذلك فكان عمل الاقباط في إداراتها المختلفة ابتداءاً من قيادة القطار وانتهاءاً بالبوستة فكان مألفوفاً ان تمد يدك بمظروف في طيه رسالة " لحبيب بعيد " ليضع عليه القبطي طابعة البريد ويختمها بابتسامة ودودة..!
صفوت فانوس الذى كان جده مراجعاً قانونياً ذكر الطرفة التي تقول ان الرئيس الاسبق نميرى زار وزارة المالية يوماً وطلب بعض المعلومات فتلكأ بعض الموظفين فاستشاط نميرى غضباً وضرب المنضدة بقبضته قائلاً:
- حتشوفو شغلكم واللاّ حسع املاها ليكم أقباط..؟!
أقباط وزراء:
حين سألت وليم زكريا، متى نجد وزيراً قبطياً ضحك وقال:
- والله غايتو صفوت فانوس قرّب يبقى وزير..!
يعتبر الدكتور موريس سدرة اول وزير قبطى في الحكومة السودانية وهو شقيق اللواء شرطة لويس سدرة الذى يعود الفضل له في انشاء المعمل الجنائي وإدارة الكلاب البوليسة وهناك ميدان شهير يحمل اسمه تخليداً له داخل كلية الشرطة..
في حكومة التكنوقراط التي عينها الرئيس نميرى عقب طرده الشيوعيين، شغل الدكتور وديع حبشي منصب وزير الزراعة حيث كان يعمل وكيلاً للوزارة قبلها.. وفي آخر أيام نميرى، شغل منير اسحق منصب وزير الزراعة في حكومة الخرطوم الاقليمية.

تعداد الأقباط:
------------------
يقدر صفوت فانوس تعداد الأقباط مابين عشرين ألفاً إلى ثلاثين، 80% منهم في الخرطوم لأن الأقاليم اصبحت طاردة على حد قوله ونزح سكانها الى العاصمة، وصار عليهم، ما صار على الاقباط انفسهم.
وشهدت أعوام 90 - 91 من حكم الانقاذ، هجرة واسعة للأقباط إلى المهجر، كندا - استراليا وانجلترا بعد ان كشرت الانقاذ بأنيابها وتعاطت خطاباً حاداً فهاجرت كفاءات علمية نادرة في شتى المجالات كما قال د. صفوت. لكن رفعت الحيكم يقول ان هجرة عكسية بدأت الآن على استحياء صوب السودان من المهجر وربما تزداد لاحقاً تبعاً لمؤشر الانفراج السياسي وقبول الآخر.

إتحاديين وأمة:
---------------------
تاريخياً ارتبط اقباط امدرمان بالحزب الاتحادي ولا يحتاج الامر لتفسير حتى أن وديع جيلي موسى كان عضواً بالمكتب السياسي للحزب.. لكن " الاتحادى زاتو وين حسع " ؟ هكذا تساءل وليم زكريا وهو يستعرض مشاركة الاقباط في المكونات الحزبية قائلاً ان كانت فلسفة الدولة ان تبنى السودان على الواقع التعددي فالاقباط حتماً مشاركون والاّ فالانعزال اسلم.
في حزب الامة، اشتهر فكرى عازر باسهامه البيِّن في انفاذ سياسات الحزب ودوره الوطني المشهود.
بقى أن نقول: اسهام الاقباط في الحياة السودانية لا يحتاج الى بيان، فهم نسيج السماحة وجزالة العطاء وركن من أركان فسيفساء التنوع السودانى الذى يحتاج ان نذكر معه حكمة الانجيل:

(كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب )...

Post: #128
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 05-30-2007, 10:26 AM
Parent: #127

تـاريخ ماأهـمله التاريـخ:
-------------------------------


رحيل أول وزير قبطي في تاريخ السودان:
موريس لحق بشقيقه لويس
-----------------------------
بقلم: أمير الشعراني :

منتــــديات ســـودانيز أون لاين فهرس المنتدى ->:
"المنبر الحر لسودانيزاونلاين":
الثلاثاء سبتمبر 19, 2006


ارتبط الأقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر..

عطبرة والأبيض وغيرهما من مدن السودان تشهد على ذلك، حيث عمل الأقباط في إداراتها المختلفة إبتداء من قيادة القطار وانتهاء بالبوستة، وكان مألوفاً أن تمد يدك بمظروف في طيه رسالة «لحبيب بعيد» ليضع عليها القبطي طابع البريد ويختمها بإبتسامة ودودة..!

«1»

ودودة هي اللغة التي حدثنا بها الدكتور صفوت فانوس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم حين حكى لنا طرفة الرئيس السابق نميري حين طاف بوزارة المالية يوماً وطلب معلومات تلكأ بعض الموظفين في جمعها ليستشيط نميري غضباً ويضرب المنضدة بقبضة يده قائلا:

ــ حتشوفو شغلكم واللاّ هسع أملاها ليكم اقباط؟!

«2»

أقباط السودان البعيدين عن السلطة، كان أول وزير منهم في حكومة السودان من نصيب الدكتور موريس سدرة الذي عيّنه الرئيس السابق جعفر نميري وزيراً للصحة ثم تبعه وديع حبشى وزيراً للزراعة بعد ان شغل منصب الوكيل أبّان حكومة التكنوقراط التي سرعان ما ماتت، ويحسب لوديع انه أول رئيس للنادي القبطي بالخرطوم.

«3»

الخرطوم إحتضنت أولاد سدرة «موريس ولويس» بعد ان عاشا ايام الطفولة والصبا الباكر في مدينة ودمدني في مطلع القرن العشرين في حي الزهور، فاصبح لويس حافظا لأمنها أيّام الازهري، فيما حمل موريس همّ صحتها وزيراً في مايو.

«4»

مايو 1908م شهد مولد لويس سدرة في ودمدني وتلقى تعليمه الاساسي بها ثم انتقل الى الخرطوم ودرس بكلية غردون التذكارية ومن ثم عين مأمورا بالبوليس بمدينة ودمدني .

«5»

ودمدني شكّلت الشخصية الاجتماعية المفعمة بالثقافة والفن والتواصل الاجتماعي فإرتبطت بذاكرة أبناء سدرة زمناً طويلاً فعاد اليها لويس مديرا لبوليس النيل الازرق حتى العام 1960 حيث عاد الى الخرطوم ليشغل نائب مدير البوليس وأسهم في تأسيس كلية الشرطة ببري.

«6»

بري حفرت في ذاكرة لويس مكاناً للذكريات الجميلة حيث شهدت عطائه المتميز في انشاء قسم الكلاب البوليسية ووضع لبنة المعامل الجنائية التي تطورت الآن وصارت من أهم أذرع المباحث المركزية في كشف الجرائم وتحليل مفرداتها وكل هذا بفضل الله ثم إسهام لويس.

«7»

موريس سدرة، وزير الصحة السابق يرقد الآن طريح الفراش بمنزله بالعمارات شارع 15 يعاني من توحش العمر الذي فناه في خدمة السودان ونسيان زملاء المهنة الا من رحم ربي، فهل تزوره تابيتا بطرس.. هل؟!

«8»

هذه المادة نشرتها الرأي العام الاثنين الماضي في ملحق حكايات، تذكيراً للناس بفضل رجال خدموا الوطن، وأمس الاحد، نعي الناعي الدكتور موريس سدرة الذي أسلم روحه لبارئها بعد سنوات من الكمون والانزواء، سبقها بعقود من العمل المتواصل في خدمة أهله من السودانيين من كل لون وجنس.. و«الرأي العام» إذ تنعي الدكتور موريس سدرة، تتقدم لآله وذويه ومحبيه وعارفي فضله بالصبر وحسن العزاء.


Post: #129
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 05-30-2007, 12:50 PM
Parent: #1

الفاضل العزيز كمال كرار..

سلام وتقدير..

لم يقل أحدا أن (جميع) المسلمين يتعاملون بسوء مع أخوانهم الأقباط.. لأ.

القضية ليست في تعاملات بعض الأفراد فقط.. هنا لدينا مشكلة (الدولة المسلمة) التي تميز بين مواطنيها.. فيعامل القبطي كمواطن درجة ثانية. وهو يقوم بجميع واجباته تجاه الدولة من دفع للضرائب وتجنيد في الخدمة الوطنية والدفاع عن أرض الوطن، والبناء والتعمير والعمل لتقدم البلد..
فلماذا لا ينالون حقوقا متساوية مع باقي المواطنين المسلمين؟
ولماذا يحدد الدستور (ديانة) الحاكم؟
ولماذا لا يكون التمثيل عادلا في المجالس والبرلمانات؟
..

أرسلت تحياتك لصديقك رمزي ونجت برسوم.. تحياتي أيضا له ولأسرته أينما كانوا.. فقد سكنًا في منزلهم بعد أن غادروا مدرسة حنتوب الثانوية.. وربطتنا (شجرة المانجو) التي غرسوها وكانوا يطمئنون على أحوالها دائما..

شكرا لمساهمتك الراقية

Post: #130
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sabri Elshareef
Date: 06-01-2007, 02:06 AM
Parent: #1

الأقباط بين مطرقة الكنيسة وسندان المسجد ( شاكر النابلسي *)


لا أحد ينكر بأن في مصر أزمة كبيرة ومشكلة تتضخم يوماً بعد يوم، وهي مشكلة الأقباط، أو الحالة القبطية في مصر. ولكن باديء ذي بدء علينا أن ننحي الدين المسيحي عن هذه المشكلة. بمعنى أن لا نعالج هذه المشكلة من وجهة نظر أن هناك اضطهاداً للأقباط في مصر لكونهم مسيحيين فقط. فذلك - في رأيي المتواضع - يضرُّ جداً بالقضية القبطية، حيث يصبح الخصام في مصر مجرد خصام بين مسلمين ومسيحيين، وإن كان واقع الأمر في أحيان كثيرة هو على هذا الوجه نتيجة للتعصب الديني، وخاصة من جانب المصريين المسلمين. ومعظمهم بطبيعة الحال من الإخوان المسلمين ومن الجماعات الإسلاموية المتشددة الأخرى، التي لا تهاجم الأقباط فقط وتعتدي عليهم، ولكنها تهاجم وتعتدي على المسلمين كذلك من العلمانيين والليبراليين في مصر وبضرواة أكثر وأكبر. ودليلنا القريب الساطع اغتيال فرج فودة وهو المسلم العلماني، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، وطرد نصر حامد أبو زيد وزوجته من مصر، ومحاولة تقديم حسن حنفي للمحاكمة، والتعتيم وملاحقة الفكر العلماني الليبرالي في مصر.
أما دليلنا البعيد، فهو ما تمَّ من عزل، وطرد، وتنديد، وتهديد، وتشويه سمعة، ورمي بالكفر والزندقة والخروج من الملة، لكل من علي عبد الرازق، واسماعيل أدهم، واسماعيل مظهر، وطه حسين، وعبد العزيز فهمي، وخالد محمد خالد، ومحمد خلف الله، وأمين الخولي، وسعيد النجار، وغيرهم من المسلمين العلمانيين الليبراليين الموحدين.
كذلك ما لقيه المفكرون المسلمون والمسيحيون الشوام، الذين لجأوا الى مصر في القرن التاسع عشر هروباً من اضطهاد الاحتلال العثماني لبلاد الشام كالأخوين تقلا مؤسسي جريدة الأهرام، وفؤاد صروف، وعبد الرحمن الكواكبي، وشبلي شميّل، وانطون اسحق، وجورجي زيدان، وغيرهم، والذين طولبوا من قبل المتشددين الاسلامويين ومن شيوخ الأزهر على وجه الخصوص بالرحيل عن مصر.

-2-
إذن، ما يشكو منها الأقباط من ظلم ذوي القربى، ليس واقعاً عليهم فقط لا في الماضي ولا في الحاضر، لكونهم مسيحيين فقط، ولكنه في جزء كبير منه وقع لكون معظمهم من الموحدين العلمانيين الليبراليين. وما زال في ذاكرة المصريين المسلمين المتشددين أفكار سلامة موسى، ومكرم عبيد، ولويس عوض، وغالي شكري، وسمير مرقص، وسامح فوزي، وحنا جريس، وجورج إسحق، وغيرهم من من المثقفين والمفكرين المصريين الأقباط العلمانيين والليبراليين.
إذن، فمعركة الاقباط، ليست مع الدولة المصرية بالدرجة الأولى، سواء كان حاكمها مبارك، أو من يأتي بعده. ولكنها معركة مع التخلف العقلي المصري المسلم، وربما المسيحي أيضاً. فالأقباط واقعون بين مطرقة الكنيسة وسندان المسجد. فهناك الكثير من المحافظين المصريين الأقباط من هو سعيد بحاله ومآله، وساكت إما رضىً بما أصاب، وإما خوفاً من العقاب، وإما قناعة بما هو فيه من مآب. والذين يحملون الآن راية الكفاح والنضال المدني من الأقباط المصريين، ليسوا من المتدينين المسيحيين المتشددين من أصحاب الكنيسة، ولكنهم من المسيحيين العلمانيين الليبراليين من أصحاب النقابة، ومراكز الأبحاث السياسية العلمانية، ورؤساء المنظمات المدنية العلمانية.

-3-
الحركة القبطية الآن في مصر وخارجها، عليها أن تتوقف عن البكاء والزعيق، ناشرة كل يوم وقائع ما يجري من اعتداءات خسيسة ولاانسانية على الاقباط في مصر. فهذا البكاء والوعيل والزعيق لن ولم يأتِ بأية فائدة لصالح نيل حقوق المواطنة الكاملة للاقباط في مصر. فمنذ العهد الملكي في مصر، والعهد الناصري والساداتي، وعهد مبارك الحالي، وشعور الشارع الديني الإسلاموي المصري المتشدد نحو الأقباط يزداد وحشية وهمجية، والاعتداءات تكثر والكوارث تزداد. والسبب في ذلك هو خطأ المعالجة وخطأ التناول للحالة القبطية في مصر.
فماذا إذن على الأقباط أن يفعلوا أيها الفصيح؟
1- عليهم أن يتحركوا تحركاً انسانياً شاملاً لا دينياً مسيحياً ، تجاه منظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة، وكل المنظمات التي تدافع عن حقوق المضطهدين، لا لكونهم مسيحيين، ولكن لكونهم فئة من المواطنين المصريين المظلومين والمضطهدين. وأن يكون بين تنظيماتهم مسلمون بارزون من العلمانيين الليبراليين ذوي التأثير البارز في الأوساط العالمية. فالاكتفاء بنشر المقالات في الصحافة العربية التي تعدد كمية الاعتداءات وزمانها وضحاياها، واجراء المقابلات الصحافية النارية، وشتم أنظمة الحكم المصرية وغير المصرية لن يفيد هذه القضية، بقدر ما يُعقّدها ويزيد من ضحاياها. ودليلنا الماضي والحاضر.
2- على المناضلين المدنيين المصريين وغير المصريين من المسيحيين والمسلمين أن يبتعدوا عن الكنيسة والمسجد (المطرقة والسندان) في خطابهم السياسي. وأن يطرحوا المطالبة بحقوق الأقباط في المواطنة الكاملة من وجهة نظر انسانية حداثية معاصرة محضة. فبصراحة ووضوح تام، ودون مواربة أو كلام تورية، فالكنيسة الحالية، والمسجد الحالي، ليسا متحمسين كثيراً لنيل الأقباط حقوقهم المدنية الكاملة في المواطنة، كحماس العلمانيين الليبراليين من مسلمين ومسيحيين. والتاريخ الماضي اثبت لنا بأن المساواة بين المسلمين والمسيحيين التي كان ينادي بها المسجد ليس في مصر فقط ولكن في الشرق كله، كانت كذباً وتدليساً، وكانت جرعات من المورفين المخدر، ولم تكن ايماناً واحتساباً. وأن الكنيسة في ماضيها وحاضرها، ولكونها تريد أن يكون لها دور سياسي، وهي التي تكره العلمانيين والليبراليين، لم تكن متحمسة كثيراً لأفكار العلمانيين والليبراليين من مسلمين ومسيحيين. وأن بابا الكنيسة القبطية، كان أقرب الى شيخ الأزهر من قربه من لويس عوض أو سلامة موسى أو غالي شكري أو غيرهم. وأن شيخ الأزهر، كان أقرب الى البابا القبطي من قربه من طه حسين، أو خالد محمد خالد، أو أمين الخولي، أو أحمد خلف الله، أو نجيب محفوظ، أو فرج فودة، أو غيرهم من العلمانيين الليبراليين المسلمين.
3- إن العويل والبكاء واللطم، الذي نقرأه من بعض الأخوة الأقباط، كلما جُنَّ جنون الفئات الإسلاموية الارهابية المتشددة على الأقباط، وقتلوا، أو اختطفوا، أو جرحوا، أو نهبوا، أو هدموا، لن يأتي بجديد. ما سيأتي بالجديد ويغير الموازين، ويثبّت الحقوق، ويضع الاصبع في عين الشمس، هو أن يتخلّى الاقباط في مصر عن سلبيتهم القاتلة لهم ولنا نحـن المسلميـن الليبراليين أيضاً.
اعتزال وتعفف الاقباط عن خوض المعارك السياسية، وهم أكثر من 12 مليون داخل مصر، ويملكون قوة ثقافة واقتصادية وعلمية، جريمة في حقهم وحقنا نحن المسلمين الليبراليين ايضاً.
عدم استعمال الأقباط لقوة المال الذي يملكونه بكثرة داخل مصر وفي المهجر في نشر وفضح تجاوزات غربان الظلام من الإسلامويين الطغاة الجهلة على مستوى المؤسسات الشرعية العالمية، جريمة كبرى في حقهم وحقنا نحن المسلمين العلمانيين الليبراليين، الذين نسعى الى قيام الدولة العربية العلمانية الليبرالية التوحيدية التي تضم كافة الملل والنحل من المواطنين.
عدم وجود قيادة سياسية موحدة، من خلال حزب سياسي قبطي اسلامي علماني ليبرالي كبير، شتت القضية القبطية، وأحالها الى جزر وفرق وشلل، وبذا نجح غربان الظلام من الغوغاء البلهاء، في اطفاء جذوة النضال المدني للأقباط وللأقماط (المُكبّلين) من المسلمين. وكما قلنا، فما يجري مصر الآن ليس هجمة شرسة على الأقباط فقط، ولكنها أيضاً هجمة شرسة على المسلمين من العلمانيين الليبراليين. وموقف الدولة والشارع الديني المتشدد المصري من هذين الفريقين موقف عدائي واحد ورافض.

-4-
وأخيراً، إن الأقليات جميعاً في هذا الشرق الظالم الظلوم، مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، الى الاستقواء بنفسها. بمعنى أن تركز جميعها نشاطها في منظمة واحدة للدفاع عن حقوقها أمام الضمير العالمي، والعقل العالمي، والرأي العام العالمي، وليس فقط أمام ضمير الشرق وعقله، حيث لا ضمير ولا عقل في هذا الشرق.
ومن هنا انطلقت شعلة (منظمة الدفاع عن الاقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا) من زيورخ، لتبدأ تاريخاً جديداً للنضال المدني من أجل حقوق أكثر من 120 مليوناً من الأقليات في هذا الشرق، يضاف اليهم عشرات الملايين من النساء.
فمثل هذه المنظمات العالمية، هي التي ستجعل الضمير والعقل الشرقي يستقيظ، وينفتح، لاستعياب توأمه الآخر المعزول والمظلوم.
السلام عليكم.

Post: #131
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sabri Elshareef
Date: 06-01-2007, 05:02 AM
Parent: #1

Quote: أما دليلنا البعيد، فهو ما تمَّ من عزل، وطرد، وتنديد، وتهديد، وتشويه سمعة، ورمي بالكفر والزندقة والخروج من الملة، لكل من علي عبد الرازق، واسماعيل أدهم، واسماعيل مظهر، وطه حسين، وعبد العزيز فهمي، وخالد محمد خالد، ومحمد خلف الله، وأمين الخولي، وسعيد النجار، وغيرهم من المسلمين العلمانيين الليبراليين الموحدين.
كذلك ما لقيه المفكرون المسلمون والمسيحيون الشوام، الذين لجأوا الى مصر في القرن التاسع عشر هروباً من اضطهاد الاحتلال العثماني لبلاد الشام كالأخوين تقلا مؤسسي جريدة الأهرام، وفؤاد صروف، وعبد الرحمن الكواكبي، وشبلي شميّل، وانطون اسحق، وجورجي زيدان، وغيرهم، والذين طولبوا من قبل المتشددين الاسلامويين ومن شيوخ الأزهر على وجه الخصوص بالرحيل عن مصر

Post: #132
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 06-01-2007, 10:22 PM
Parent: #131



مسألة الأقليات في أرض الإسلام: العلمانية ضمانة المواطنة الكاملة/العفيف الأخضر.
-------------------------------------------------------------------------

Mar 30, 2007,

مقالات و تحليلات :سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

مسألة الأقليات في أرض الإسلام:

العلمانية ضمانة المواطنة الكاملة.
---------------------------------

العفيف الأخضر:

هذه المداخلة ستقرأ في المؤتمر التأسيسي الأول لـ"منظمة الدفاع عن الأقليات"الذي سينعقد في زيورخ في 24/3/2007 والذي ينظمه المهندس المصري المعروف عدلي أبادير يوسف الذي شاء أن يكرس وقته وماله ليس لخدمة قضية الأقباط العادلة وحسب بل وأيضاً لخدمة قضايا جميع الأقليات في أرض الإسلام، التي تجلد في اليوم بألف سوط وتداس في اليوم بألف قدم. كنت أود لو كان الاسم هو "منظمة الدفاع عن الأقليات والنساء"؛ لأن معاملة النساء في أرض الإسلام لا تقل فظاظة وفظاعة على معاملة الأقليات. قررت نشر مداخلتي قبل المؤتمر أملاً في إثارة نقاش حول المؤتمر والأقليات لتشخيص المشكلات وتوضيح الرهانات؛ وهو نقاش ضروري أتمني أن يتواصل ويتعمق ويتسع نطاقه عسى أن نقطع الطريق على الحروب الإثنية والدينيةواللغوية وخاصة الحرب السنية ـ الشيعية الناشبة في باكستان والعراق والداهمة في لبنان الحبيب والكامنة في أكثر من بلد .

التعريف المتعارف عليه للأقلية هو "مجموعة بشرية أقل عدداً بالنسبة لباقي سكان دولة ما في موقع غير سائد، يمتلك أعضاؤها، من وجهة النظر الاثنية، الدينية واللغوية، خصائص تختلف عن باقي خصائص السكان وتعبر، ولو ضمنياً، عن الإحساس بالتضامن ، بقصد حماية ثقافتهم، وتقاليدهم، ودينهم، ولغتهم". لكن هذا التعريف غير جامع إذا طبقناه على أرض الإسلام حيث تحكم أحياناً بالغلبة، الأقلية أغلبية السكان حارمة لهم من حقوقهم السياسية، الاقتصادية،الاجتماعية، الثقافية، الدينية والقومية،كما كان الحال في العراق القديم حيث حكمت الأقلية السنية الأغلبية الشيعية والأقلية الكردية واضطهدتهما شر اضطهاد. لذا على منظمة"الدفاع عن الأقليات" والنساء أن تأخذ هذه الخصوصية بعين الاعتبار، فتعترف لكل مجموعة سكانية، حتى ولو كانت أكثرية إحصائياً، لكن الحكومة الاستبدادية في بلادها تهضم حقوقها المشروعة، بوضع الأقلية.

وضع الأقليات الدينية، الاثنية، القومية واللغوية في أرض الإسلام مأساوي. حتى القرن الثامن عشر، كانت هذه الأقليات في وضع أقل مأساوية من وضع الأقليات في أوربا حيث كانت الأقليات الخارجة عن الكنيسة الكاثوليكية وخاصة الأقلية اليهودية تتعرض لجميع ألوان الاضطهاد بما فيها الحرق والمذابح ، مثلاً في أسبانيا التفتيشية كابدت الأقليتان المسلمة واليهودية أهوال محاكم التفتيش. لكن منذ قرن فلسفة الأنوار حيث ساد العقل في الحقل الفكري والعلمي وبدأت بذور الحكومة الصالحة في النمو، انحسر اضطهاد الأقليات في أوربا،خاصة الغربية، باستثناء قوسي الحكم الهتلري والستاليني والصربي اللذين سرعان ما أغلقا. وفي المقابل لم يتحسن شرط الأقليات والنساء في أرض الإسلام بل ازداد سوءاً.

عرف القرن العشرون وحده أبشع أنواع اضطهاد الأقليات والنساء في أرض الإسلام. ففيه ارتكبت تركيا مذبحة مليون أرمني، واضطهدت وما تزال الكرد، كما اضطهدهم العراق البعثي، ومقتلة حلبجة بالأسلحة الكيماوية شاهد أبدي على عذاب الكرد، كما اضطهد الشيعة بكل ألوان الاضطهاد بما في ذلك دفنهم أحياء. اضطهد السودان، خاصة الإسلامي منذ 1989، المسيحيين والإحيائيين في جنوب السودان، وهو الآن يضطهد الأقلية الإفريقية في دارفور الذي توشك أن تكون، على قول الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي العائد حديثاً من دارفور، أول حرب إبادة في القرن الحادي والعشرين حيث قتلت ميلشيات النظام السوداني، الجنجويد،بين 200 إلى 300 ألف دارفوري وهجروا 2,5 مليون دارفوري، ومازالت المقتلة مستمرة في اللامبالاة شبة الكاملة من الإعلام العربي وغالبية المثقفين المسلمين مما يشهد على أن صحتهم الذهنية والأخلاقية ليست بخير! تكابد الأقليات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من سنة وبلوش وعرب وزرادشت وبهائيين ويهود اضطهاداً شنيعاً. السنة في طهران محرومون من حقهم في العبادة في مساجد خاصة بهم ومقاتلوا ميلشياتهم، جند الله، يعدمون بالجملة في محاكمات ميدانية صورية. مقبرة البهائيين في طهران دنست وربما حولت إلى حديقة عامة؛ كما تكابد الأقليات الشيعية في باكستان ومعظم دول الخليج اضطهاداً مزدوجاً سياسياً ودينياً، آخر وقائعه إفتاء يوسف القرضاوي بتحريم الزواج منهم وتزويجهم. وتضطهد الأقليات المسيحية في كل مكان تقريباً من أرض الإسلام!.

أما اضطهاد النساء في أرض الإسلام على مر العصور ، خاصة منذ القرن العشرين الذي بدأ فيه شرط المرأة يتحسن في العالم خاصة بعد صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 وملحقاته، فهو واقعة فضائحية؛ إرادة النساء مصادرة دائماً، فهن في الإسلام عديمات الأهلية القانونية ، جميع حقوقهن الاقتصادية، السياسية والإنسانية مسلوبة. تأكيداً لدونيتهن واحتقارهن وتبعيتهن للرجال، فقد تم تشريع ضربهن، وجلدهن ، ورجمهن حتى الموت. وقد رجمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عشر سنوات [1979 ـ 1989] 1200 إمرأة ، والحال أن الخلافة العباسية رجمت خلال خمسة قرون[ 750 ـ 1258] أقل من 300 امرأة ! ولم "تعلق" الجمهورية الإسلامية الإيرانية حد الرجم الشرعي إلا سنة 2001 بطلب من الاتحاد الأوربي! أما نساء الأقليات فيكابدن في أرض الإسلام اضطهاداً مزدوجاً : مرة كنساء، ومرة كمنتميات للأقليات؛ مثلاًً المرأة غير المسلمة يسقط حقها ، بمقتضي الشريعة الإسلامية، في حضانة أطفالها من أب مسلم، ويسقط حقها في إرث زوجها وأبنائها المسلمين ... إنها الدرجة صفر من احترام حقوق الإنسان، والمرأة ، والطفل، والأقليات، أليس كذلك؟!.

لماذا هذا الاضطهاد للأقليات والنساء والأطفال في أرض الإسلام؟ أساساً، لأن الإسلام ظل ديناً بدائياً لأنه لم يعرف الإصلاح الديني، وتالياً لم تتم مصالحته مع القيم الإنسانية والعقلانية الحديثة التي تحترم الإنسان بما هو إنسان ـ محض ـ إنسان.

ما العمل؟

"منظمة الدفاع عن الأقليات" والنساء جزء من المجتمع المدني العالمي. وبصفتها تلك فهدفها هو أن تكون قوة اقتراح تطالب الحكومات المعنية باحترام حقوق الأقليات والنساء، ثم تطالب المجتمع المدني العالمي ، والإعلام العالمي، والدبلوماسية الدولية، ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالتدخل لفرض احترام هذه الحقوق المكفولة باتفاقيات دولية، مما يفرض على "منظمة الدفاع عن حقوق الأقليات" والنساء الممارسة النظرية ـ العملية لمهامها للإسهام، مع المجتمع المدني العالمي، في إدخال مؤسسات وقيم الحداثة إلى أرض الإسلام التي مازال المشروع الديني المعادي للأقليات والمرأة والطفل والإنسان سائداً فيها.

المهمة الأولي التي تتفرع عنها باقي المهام هي توعية الأقليات والنساء بحقوقهن المشروعة وبأفضل الوسائل لفرض احترامها والاعتراف بها. الوسيلة المثالية هي اللاعنف إلا في الحالات التي يكون فيها العنف دفاعاً شرعياً ضرورياً ضد عنف الدولة كما في جنوب السودان ودارفور بشرط عدم المساس بالمدنيين الإجرامي مرتين: مرة لأنه فعل إرهابي ، ومرة لأنه أفضل وصفة لخسارة الرأي العام العالمي الذي هو قوة المستضعفين الضاربة في القرن الحادي والعشرين.

نقطة الانطلاق لإصلاح الإسلام ولتحديث شرط الأقليات والنساء هو العلمانية، التي بفصلها بين الديني والسياسي وإحلالها للدستور والقانون الوضعيين محل الشريعة أو القوانين نصف الوضعية التي تستلهمها، تخلق الشروط الضرورية لظهور المواطنة الحديثة، أي الكاملة، الكفيلة بتحرير الأقليات والمرأة في أرض الإسلام.

التاريخ، أي مسار تطور العلم والتكنولوجيا على حساب الفكر السحري، الأسطوري والديني، هو محصلة صراع مديد بين الاتجاه التاريخي الشاخص إلى المستقبل، والاتجاه التاريخي المضاد المهووس بعبادة ماضي الأسلاف. الصراع بين هذين الاتجاهين المتعاكسين هو محرك التاريخ. تجلى هذا الصراع في أوربا القرون الوسطي، ويتجلى في أرض الإسلام اليوم، في الصراع الدامي بين دعاة الاحتكام ، في الدنيوي، إلى العقل الإلهي، ودعاة الاحتكام فيه إلى العقل البشري، بين دعاة حق الإنسان في تقرير مصيره في التاريخ، وبين دعاة التدخل الرباني في التاريخ، بين دعاة قوة الحجة العقلانية لحسم النزاعات بين البشر، وبين دعاة حجة القوة التي تسلح بها اللامعقول الكاثوليكي بالأمس والإسلامي اليوم في حربه الدائمة على المعقول السياسي،الفلسفي والعلمي، وبين دعاة الدولة المدنية المعبرة عن إرادة الإنسان الجمعية، وبين دعاة الدولة الدينية المعبرة عن إرادة الله كما عرّفتها كنيسة القرون الوسطي، أو كما يعرفها مسجد القرن الحادي والعشرين، وبين دعاة القانون الوضعي العام الذي يصنعه العقل البشري العام بدوره، وبين القانون الشرعي الطائفي الذي يصنعه العقل الإلهي الخاص بكل طائفة دينية. هذه الملحمة الدامية بين المعقول واللامعقول توجت، منذ فلسفة الأنوار بانتصار العقل، في المجال الفكري والعلمي، على النقل. تجسد هذا الانتصار أخيراً في ظهور الدولة العلمانية، الوحيدة في التاريخ التي شكلّت دولة لكل مواطنيها بلا استثناء،على الدولة الطائفية التي تستثني من التمتع بحقوق المواطنة الكاملة من ليسوا على دينها من مواطنيها فضلاً عن النساء.

ما هي مزايا الدولة العلمانية للأقليات في أرض الإسلام ولجميع ساكنة أرض الإسلام؟ هي الاعتراف بالمواطنة الكاملة لجميع المواطنين بقطع النظر عن خصوصياتهم الاثنية ، الدينية واللغوية. حجر الزاوية، للدخول إلى الحداثة بما هي انتقال الإنسان من سن القصور إلى سن الرشد، أي من التوكؤ على عكاز العقل الإلهي إلى الاهتداء بنور العقل البشري، والدخول إلى الحداثة السياسية بما هي انتقال من شرط الرعية إلى شرط المواطن، هو الاعتراف لجميع سكان أرض الإسلام بالمواطنة الحديثة بما هي مساواة تامة في الحقوق والواجبات كافة بين الرجل والمرأة، وبين المسلم وغير المسلم، وبين أبناء الأقليات وأبناء الأغلبية. المواطنة الكاملة تترجم نفسها في المساواة أمام القانون والمساواة في الفرص حسب المبدأ الوحيد: الكفاءة: الإنسان المناسب في المكان المناسب. فقط، الدولتان العتيقتان، الإسلامية والعنصرية هما اللتان لا تعترفان لجميع مواطنيهما بهذه المساواة: دولة إفريقيا الجنوبية العنصرية كانت لا تعترف للسود بالمواطنة الكاملة بل تعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية، والدولة الإسلامية أو شبه الإسلامية في أرض الإسلام اليوم لا تعترف لا للمرأة ولا لغير المسلم بالمواطنة الكاملة. لماذا؟ لأن هذه الدولة مازالت ما تحت ـ دولة لا تستمد شرعيتها من الدستور والقانون الوضعيين، بل تستمدها من التزامها بالشريعة الإسلامية التمييزية التي تحظر على المرأة تقلد الوظائف العامة، وتحرّم عليها حتى الزواج ممن تحب إذا لم يكن مسلماً لعدم "التكافؤ في الدين"، وبالمثل تعتبر هذه الشريعة غير المسلم "أهل ذمة" أي مجرد مقيم غير مرغوب فيه، برسم التهجير،لا يحق له، كالمرأة المسلمة، تقلد الوظائف العامة، ولا الزواج من المسلمة، ولا حتى دراسة الطب النسائي، كما في مصر، حتى لا يكشف عن المرأة المسلمة!.

الدولة الإسلامية، الطائفية تعريفاً، حاملة للحروب الدينية والاثنية واللغوية،،إذن لعدم الاستقرار الذي يعيق التنمية . وهكذا فالدولة العلمانية فرصة ليست للأقليات وحسب بل وللأغلبية أيضاً، لأنها تقيها من الحروب الدينية والاثنية واللغوية التي تطرق الآن الأبواب في أكثر من بلد في أرض الإسلام. لم تخرج أوربا من الحروب الدينية إلا بفصل الدين عن الدولة، وتالياً الاعتراف بالمواطنة الكاملة لجميع مواطنيها ؛ ولم تغدو الهند ديمقراطية لكل مواطنيها إلا بفضل العلمانية التي أقامت التعايش السلمي بين فسيفساء طوائفها بما فيها الإسلامية. ولن يكون الأمر مختلفاً على الأرجح في أرض الإسلام.

من مزايا العلمانية الأخرى، أنها السبيل الوحيد لتكوين وعي قومي عام يتخطى الخصوصيات الدينية، الاثنية واللغوية دون أن يلغيها. وهكذا تحول العلمانية المجتمع المذرر طائفياَ ولغويا واثنياً إلى مجتمع متماسك برباط المواطنة الذي يسمو على الروابط الثانوية. رابط المواطنة هو المرقاة إلى الديمقراطية، التي هي منذ الآن شكل الحكومة الصالحة. لا سبيل للديمقراطية في الدولة الإسلامية أو شبه الإسلامية التي تحرم النساء وغير المسلمين من المساواة في الفرص، إذ تحظر عليهم تقلد المناصب العامة التي هي "مجال محفوظ" للمسلم الذكر حصراً، كما تسلبهم حرياتهم الأساسية.

وباختصار،الحكومة العلمانية الديمقراطية هي الحكومة الصالحة في القرن الحادي والعشرين. تجربة الحكومة الإسلامية في أفغانستان، المجاهدين وطالبان، وفي إيران والسودان برهنت على أنها في جميع المجالات بما فيها الديني، النقيض المباشر للحكومة الصالحة، وفضلاً عن ذلك محضّنة للحروب الاثنية والدينية. شهادة حسن الترابي ضد مثالب الحكومة الإسلامية، التي كان صاحب القرار الأول فيها طوال 12 عاماً [1989 ـ 2000] ، في هذا الصدد، هي عبرة لمن يعتبر:" قيادات الإنقاذ لم تكن واعية لفتنة السلطة (...) فقد قفزت الحركة الإسلامية إلى السلطة دون تجربة واعية أو برامج، ونزلت عليهم أموال الشعب بلا رقيب ففسدوا كلهم إلا قليلا. السلطة أفسدتهم وصلواتنا وحجنا كانت معلولة [باطلة] وأصبح الأمين عندنا لصاً بعد السلطة" (من خطاب الترابي في مؤتمر الشعب، الشرق الأوسط 16/3/2007). ما كان الترابي ليكابد مثل هذا الشعور الساحق بالعار والذنب عن حجه وصلواته "المعلولة"، هو وإسلاميو السودان، لو أنه وإخوته في الإيمان تخلوا عن السياسة، التي أفسدت الإسلاميين وأفسدوها، وحصروا بدلاً من ذلك نشاطهم في الشأن الديني حفاظاً على "صحة حجهم وصلواتهم"؛ ولو أن حسن نصر الله فعل الشيء ذاته لما قضي "ليالي الحرب باكياً" ندما على خطف الجنديين الإسرائيليين اللذين ما كان ليخطفهما، باعترافه، لو كان يعلم أن عاقبة ذلك ستكون"نصف واحد في المئة" من الخسائر التي ألحقتها إسرائيل بلبنان، ولما زج بنفسه مؤخراً في نقاش تاريخي لا يملك مؤهلاته متجنياً عن ابن خلدون الذي،حسب زعمه،"برر جريمة يزيد ضد الحسين" وهو زعم غير دقيق؛ ولو أن هاشمي رفسنجاني تخلي عن عمامته، عندما التحق بالسياسة، لما ورط نفسه، مع القرضاوي، في نقاش فقهي عقيم أحرجه فيه أمام مشاهدي "الجزيرة" طالباً إياه بـ"التوقف عن سب الصحابة وعائشة"، وهو ما لم يستطع رفسنجاني التعهد به لأن ذلك مرادف لتخليه عن دينه ... ولو كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية علمانية لما حرمت، كما يقول النواب السنة في "المجلس":" مليون سني من بناء مسجد خاص بهم في طهران" مما اضطرهم إلى أداء صلاة الجمعة في الحدائق، ولما هدمت مساجد سنية، ولما أغلقت عشرات المساجد السنية في عشرات المدن الإيرانية، ولما حرمت 20 مليون سني من حقوق المواطنة الكاملة، أي من المشاركة السياسية. فهم ممنوعون من تقلد أي منصب سياسي في الجمهورية الإسلامية على غرار الأقليات الأخرى التي يحق لنا وصفها بأنها "منكوبة". وهو ما ينطبق على الدولة السنية في أرض الإسلام التي مازالت هي الأخرى سجناً بلا جدران لجميع الأقليات؛ ولو كانت الجمهورية الإسلامية علمانية لما منعت التبشير السني فيها. بالمثل لو كانت الدول السنية علمانية لما اعتبرت التبشير الشيعي فيها "عدواناً" على عقيدتها، كما زعم القرضاوي، الناطق بلسان حالها. في العلمانية من حق كل دين التبشير بنفسه،خارج المدارس، دون إذن من أحد.

هذا الواقع المرير يتطلب من جميع الأقليات، وفي مقدمتها الأقليات الشيعية في الدول السنية والأقلية السنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تبني العلمانية كمطلب أول لانتزاع حقوقها من الدولة الإسلامية،السنية والشيعية، التمييزية تعريفاً.

على "منظمة الدفاع عن الأقليات" والنساء أن تركز نشاطها الفكري والسياسي للمطالبة بفرض علمانية الدولة في الدساتير والقوانين وخاصة الممارسة اليومية والسياسية؛ إذ أن الاعتراف بحقوق الأقليات على الورق خدعة قديمة. دستور ستالين كان أكثر الدساتير احتراماً لحقوق الأقليات، لكن الأقليات في الاتحاد السوفياتي كابدت اضطهاداً دموياً نادراً في حوليات التاريخ؛ دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعترف للأقليات بكثير من حقوقها لكن على الورق فقط. أما في الواقع فالأقليات تسام سؤ العذاب. الأقلية السنية تقول أن الجمهورية الإسلامية خططت لإبادتها خلال 50 عاماً. والأقليات اللغوية التي تشكل 30 % من ساكنة إيران ممنوعة من استخدام لغتها وقس عليها الكرد في تركيا والأمازيغ في الجزائر علماً بأن اللغة تشكل النواة الصلبة للهوية.

ليس كالإعلام والتعليم والخطاب الديني المستنير لترسيخ حقوق الأقليات والنساء في الوعي الجمعي، وتشريبه ضرورة المواطنة العلمانية الكاملة . وهذا يفرض على علماء الإسلام،خاصة من الأقليات، الإسهام بنصيب الأسد في إصلاح الإسلام في موضوع الأقليات والنساء على الأقل. التعليم والإعلام والخطاب الديني هي جميعاً مسئولة أساساً عن هضم حقوق الأقليات والنساء. لابد إذن من خطاب إعلامي وتعليمي وديني جديد لإعادة صياغة الوعي الجمعي في اتجاه حماية حقوق الأقليات التي يعتبرها الخطاب السائد"طابوراً خامساً". إذن لتحقيق هذا الهدف، تنبغي المطالبة بتدريس الناشئة تاريخ الأقليات في بلدانهم بموضوعية. المعرفة الموضوعية كفيلة بتحريرهم من الآراء المسبقة السائدة الآن؛ وكذلك تدريس المبادئ الأولية لديانات أقلياتهم لمكافحة ثقافة الكراهية الحبلي باضطهاد الأقليات والحروب الدينية.وأيضاً المطالبة بتدريس "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"(1948)،كما فعلت تونس،وتدريس "اتفاقية حماية الأقليات"(1993)، واتفاقية "منع العنف ضد النساء"(1994)، واتفاقية "القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة"(1999).

من مهام"منظمة الدفاع عن الأقليات"والنساء أن تتبني ـ وتجعل المجتمع المدني العالمي، والإعلام العالمي والدبلوماسية الدولية تتبني ـ المطالبة بإلغاء تدريس الشريعة والأمة الإسلامية والجهاد من التعليم الديني . وأن تتبني كذلك حظر تدريس الآيات والأحاديث والفتاوى المحرضة على عداء المرأة والأقليات غير الإسلامية أو الأقليات الإسلامية التي لها قراءات أخرى للإسلام مثل الأقلية الشيعية، في الدولة السنية، والأقليات السنية، في الدولة الشيعية، والدروز، والبهائيين، والعلويين، والخوارج، والإسماعيلية ...

إلغاء تدريس ثقافة كراهية الآخر، غير المسلم، والمسلم على طريقته، والمسلم النقدي، ضروري للتعايش السلمي بين الأديان والطوائف في كل بلد وفي العالم. تدريس الشريعة، المعادية لحقوق المرأة وغير المسلم وللمسلم النقدي، يتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والوثائق المكملة له التي أشرنا إليها قبل قليل؛ تدريس الأمة الإسلامية حيث تعلو رابطة الدين على الرابطتين القومية والإنسانية، يتنافى مع ضرورة ظهور الدولة ـ الأمة الحاملة للمواطنة الكاملة في أرض الإسلام؛ أما تدريس المبدأ الهاذي القائل بأن "الجهاد [جهاد الدفع وجهاد الطلب]باق إلى قيام الساعة" للقضاء على الأديان الأخرى،"المنسوخة والباطلة"، أي حوالي 300 دين، فهو أفضل وصفة لإشعال حرب أديان عالمية ربما كان المسلمون الخاسر الأكبر فيها.

من الأهمية بمكان أيضاً، دفاعاً عن حقوق الأقليات والنساء، إصلاح الخطاب الديني بإلغاء تدريس الآيات والأحاديث المعادية لحقوق الأقليات والنساء ولحق المفكرين الأحرار في حرية التعبير. هذه الآيات السجالية والجهادية آيات تاريخية أنتجتها الظروف التي تطلبتها والجمهور الذي طلبها؛ وبما هي منتوج التاريخ، فالتاريخ يتجاوزها وينسخها، مثلها مثل الـ 500 آية التي يقول المعافري في كتابه "الناسخ والمنسوخ" أنها نسخت على عهد النبي، فضلاً عن الآيات والأحاديث التي واصل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ نسخها وكذلك بعض الفقهاء من بعدهم. لماذا نسخت هذه الآيات والأحاديث؟ لأن المستجدات التاريخية ومصالح الناس أقوي من كل النصوص الدينية والدنيوية؛ بما أن المستجدات لا تتوقف ومصالح الناس تتغير بتغير الزمان والمكان فالنسخ يبقي دائماً مطروحاً على جدول الأعمال لتكييف النص مع حقائق الواقع.

وهذا ما بدأ يعيه اليوم عدد من الفقهاء والمفكرين المسلمين. لا شك أن عددهم موعود بالتزايد بانضمام الفقهاء غير المصابين بالإنطوائية إليهم. أقترح المفكر الإسلامي التونسي، محمد الطالبي، سنة 2006 نسخ آية ضرب النساء(جون أفريك 25/12/2006 ص 100)وفي مارس 2006 أفتي الشيخ حسن الترابي بنسخ 3 آيات معادية للنساء وغير المسلمين: الآية (11 النساء) التي تعطي للذكر مثل حظ الإنثيين في الإرث، والآية (282 البقرة) التي تعتبر المرأة نصف رجل في الشهادة قائلاً:"بل شهادة المرأة العالمة بأربعة رجال جهلة"، كما نسخ الآية (221 البقرة) التي تحرم على المسلمة الزواج من غير المسلم.

هذا النسخ بالقطارة للآيات المتقادمة خاصة المعادية للأقليات والنساء غير كاف، لأنه غير مؤسس على مبدأ. لذلك لابد من إدراجه في مبدأ معرفي مؤسس يمكن أن نستنتج منه ضرورة نسخ جميع الآيات والأحاديث والفتاوى المتعارضة مع تبني المسلمين لمؤسسات، وعلوم وقيم الحداثة؛ مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات المتفرعة عنه لحماية الأقليات والنساء المذكورة أعلاه. هذا المبدأ مستمد من قراءة عقلانية للشريعة تقدم المصلحة على النص؛ نجد بذورها عند الشاطبي القائل:" وحيث المصلحة فثم شرع الله" وخاصة عند نجم الدين الطوفي، معاصر ابن تيمية ونقيضه، الذي أعطي الأولوية لـ"المصلحة العقلية على النص من كتاب أو سنة". وهكذا فما أن تتعارض آية أو حديث مع مصلحة المسلمين في التقدم، أو مصلحة الأقليات والنساء في المواطنة الكاملة، أو مصلحة البشرية في الاستقرار والسلام، حتى تنسخ؛و يقبل الوعي الجمعي الإسلامي،الذي تم إنضّاجه، نسخها دون عقد أو شعور بالذنب.

الإعلام والتعليم والخطاب الديني المستنير ستكون جميعاً الحامل لهذه الرسالة للأجيال المعاصرة والصاعدة. مهمتنا بهذا الصدد هي المطالبة بتدريس هذا المبدأ الناسخ الضروري. لماذا؟ لقد نسخ عهد الذمة سنة 1856 فلم يعد الأقباط والمسيحيون تحت الخلافة العثمانية يدفعون الجزية. لكن غياب هذا النسخ من الإعلام والتعليم والخطاب الديني أبقى عهد الذمة حياً في الذاكرة الجمعية الإسلامية. إلغاء اضطهاد الأقليات على الورق فقط قليل الجدوى. إذن فالمطلوب هو إلغاؤه من النفوس ومن الرؤوس بثالوث التعليم والإعلام والخطاب الديني.

يمثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وملحقاته، مثل اتفاقية حماية حقوق الأقليات، منع العنف ضد المرأة، وتحريم جميع أشكال التمييز ضد المرأة وحقوق الطفل ... الأخلاق المعاصرة التي عوضت الأخلاق الدينية القمعية والحرمانية القديمة. المجتمع المدني العالمي هو اليوم الحارس اليقظ لهذه الأخلاق الكونية المعاصرة، التي بدون احترامها تسقط البشرية في "حالة الطبيعة"، في حرب الجميع على الجميع، لكن هذه المرة في "حالة الطبيعة" فعليه أكثر مما هي تخييلية. دون شك هذه الأخلاق الإنسانية الكونية الجديدة ليست كاملة ولكنها قابلة للكمال. هي أكمل ما هو موجود ولكنها ليست أكمل ما هو منشود. المشجع، هو أنه بعدم انتهاكها وبعدم السماح بانتهاكها ، تفتح البشرية الآفاق أكثر نحو المجتمع المفتوح، نحو عالم أقل بؤساً، وأقل قسوة، وأقل خطراً وأقل ظلماً وأقل استغلالاً. إذا كانت مهمة الكائن البشري المركزية هي إعطاؤه معنى لحياته هنا والآن،فممارسة هذه الأخلاق والدفاع عنها كفيل بتلبية هذا الهدف.

الدولة العلمانية ، المواطنة الكاملة، تعليم تاريخ الأقليات ومبادئ دياناتهم ولغاتهم، نسخ الآيات والأحاديث المعادية للنساء والأقليات، وممارسة الأخلاق المعاصرة والدفاع عنها، لن تعطي ثمارها كاملة إلا بشرطين أساسيين:الاعتراف بالفيدرالية أو ـ في الحالات الأخرى ـ باللامركزية الموسعة كشكلين دستوريين للدولة في أرض الإسلام. الفيدرالية مطروحة اليوم بحدة على جدول الأعمال في كل من العراق والسودان وربما غداً في تركيا وإيران ثم لبنان وسوريا وبعض بلدان الخليج. من المرجح أن تكون الفيدرالية نمط الحكومة الصالحة في القرن الحادي والعشرين في كل بلد متعدد دينياً، إثنياً ولغوياً. برهنت التجربة التاريخية إنها نجحت حيث طبقت سواء في العالم المتقدم أو النامي: في الولايات المتحدة الأمريكية، في ألمانيا الفيدرالية، في الفيدرالية السويسرية، في الفيدرالية الهندية وفي الفيدرالية الروسية، وفي الفيدرالية الكندية... وربما غداً في الصين. الفيدرالية تمكن الأقليات من تحقيق طموحاتها بعيداً عن وصاية الأغلبية التي حكمتها وقهرتها طوال قرون. من المهم، بهذا الصدد، دراسة الفيدرالية الكندية وخاصة الهندية التي مكنت هذين البلدين الديمقراطيين من تحقيق التعايش السلمي مع أقلياتهما الكثيرة.

اللامركزية الموسعة تعطي الأقليات، التي لا يساعدها وضعها الجغرافي على ممارسة الفيدرالية كالأقباط في مصر مثلاً، إمكانية التعبير عن مطالبها وإدارة شؤونها المحلية بنفسها وتطوير ثقافتها ، ولغتها وممارسة شعائرها الدينية بحرية أكثر. الفيدرالية واللامركزية هما تاريخياً محضّنة التنوع الثقافي وتحرير المبادرة الفردية والجمعية من الأغلال البيروقراطية ، والأتوقراطية والثيوقراطية للحكومة المركزية.لذا لا ينبغي أن يكونا مطلباً للأقليات وحسب بل وأيضاً لباقي السكان. إذ أن تدبير الشؤون الإدارية لمنطقة أو محافظة سيصبح شأناً خاصاً بالسلطات المحلية المنتخبة، بعد أن كان حكراً على موظفي الدولة المركزية المعينين، الذين لا رقابة للسكان المحليين عليهم.

تحقيق هذه المطالب الإصلاحية تدريجياً كفيل ببعث مسار تراكمي تساوي محصلته النهائية ثورة سياسية وثقافية سلمية تغير بنى أرض الإسلام وذهنيات سكانها.

ختاماً أوجه نداءاً حاراً للمحسنين في كل مكان وخاصة في أرض الإسلام من أبناء الأقليات أو الأغلبية، لينضموا للمهندس عدلي أبادير يوسف لمساعدة"منظمة الدفاع عن الأقليات" والنساء من أجل عالم أفضل يطيب العيش فيه للجميع.

© Copyright by SudaneseOnline.com




Post: #133
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 06-03-2007, 12:02 PM
Parent: #132

الفاضلان صبري الشريف وبكري الصائغ

اشكر لكما إهتمامكما وإثرائكما للبوست بهذه الإضافات

ومتابعين

Post: #136
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: إسماعيل حميم
Date: 06-05-2007, 10:41 AM
Parent: #133

Quote: الأعزاء جميعا..
سلام ومحبة..
لم انسكم.. وأعد بالعودة للرد على الجميع..

بت عمي
كنا في الإنتظار

Quote: الفاضلان صبري الشريف وبكري الصائغ
اشكر لكما إهتمامكما وإثرائكما للبوست بهذه الإضافات
ومتابعين

ولكن يبدو أن الموضوع يحتاج لتفرغ كامل
حسـب تسـلسـل احـداث البوسـت وثرائه

وكنتي من المتابعين كما نحن

أكيد البوست إطـار بهئ لصـورة مطوية قابعة
في مكتبة العلاقات الإنسـانية نفض عنها الغبار


إسماعيل حميم



.


Post: #134
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Sabri Elshareef
Date: 06-03-2007, 04:51 PM
Parent: #1

منظمة العمل الدولية و محنة الأقباط //


أصدرت منظمة العمل الدولية مؤخرا تقريرا عن التمييز الذي يتعرض له الأقباط في مصر . يقول التقرير : " قلة فقط من الأقباط يتم تعيينهم في المواقع الحساسة في الدولة ، أو يتم ترشيحهم للبرلمان . كما يتم التضييق على الأقباط في مدارس الشرطة و الأكاديميات العسكرية ...". و شجع هذا على ما يبدو البابا شنودة للتوجه يوم الثلاثاء الماضي ( 29 مايو 2007 ) برسالة للرئيس مبارك يطالبه فيها بوضع حد للمظالم التي يتعرض لها الأقباط ، مشيرا لاستهداهم من طرف المتطرفين المسلمين ، مؤكدا على أن أجهزة الأمن في مصر قد فشلت في اتخاذ الإجراءات الضرورية لاحتواء المصادمات بين المسلمين و المسيحيين .
و جاء الرد المصري عن طريق السيدة عائشة عبد الهادي ، وزيرة القوي العاملة والهجرة : " يزعم التقرير أن هناك تمييزا ضد الأقباط في مصر و نسبتهم إلى مجموع سكان ‏10%‏ فقط ، طبقا للإحصاءات ، و برغم ذلك فإنهم يملكون ما يزيد على ثلث إجمالي الثروة فيها ، و ليس أدل علي ذلك من أن كبرى الشركات العاملة في مجالات الاقتصاد المصري الحيوية كالاتصالات وصناعة السيارات والتشييد والبناء وما يرتبط بها يملكها أقباط ...". و أضافت الوزيرة : " تقرير مجلة فوربس الأخير قد تضمن حقيقة التميز الاقتصادي للأقباط في مصر ، حيث احتل ثلاثة منهم ترتيبا في قائمة أثرى أثرياء العالم‏‏ ، فمن بين عشرة مليارديرات بالمنطقة العربية جاء ثلاثة من الأقباط المصريين في القائمة ، التي جاءت خالية تماما من أي مسلم من أبناء مصر‏ ".‏
و يدل ما سبق على وجود " حوار الصم " بين المنظمة الدولية و الحكومة المصرية . فتحقيق أية أقلية لمكاسب على مستوى التعليم و الثروة و تفوقها على معدل الأغلبية في مؤشرات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، لا يعني عدم وجود تمييز و حيف و ظلم ضدها . الأقلية اليهودية في كل دول العالم ، على سبيل المثال ، تتفوق على الأغلبية في مجالات التعليم و الثروة . و يمكن أن نقول نفي الشيء عن الأقلية الصينية في ماليزيا . و لا عاقل يمكنه الادعاء أن ذلك ناتج عن انحياز الحكومات في هذه الدول لصالحهم ، أو عدم وجود حيف من طرف الأغلبية ضدهم .
المسالة التي أشار لها تقرير منظمة العمل الدولية هي مسالة مبدئية . هل الظروف و الواقع المعاش يوفر المساواة التامة بين الأقلية القبطية و الأغلبية المسلمة في مصر أم لا ؟ و كل التقارير المستقلة بما فيها تقارير مركز ابن خلدون و مقالات مؤسسه د . سعد الدين إبراهيم ، تشير لانعدام ذلك . كما تفيد الأنباء المنقولة عن عديد المصادر المحايدة تعرض الأقباط للاعتداءات المتواصلة و استباحة ممتلكاتهم و دور عباداتهم ، بل و حتى بناتهم القصر من طرف المتطرفين المسلمين . و هذا ما أراد قوله البابا شنودة في رسالته الأخيرة للرئيس مبارك . و هذا هو جوهر القضية التي دافع عنها تقرير منظمة العمل الدولية.
نأمل ألا تتجاهل السلطات المصرية هذا التقرير كما تجاهلت في السابق تقارير مماثلة ، بما فيها تقارير تم تقديمها للبرلمان المصري منذ اكثر من عقدين من الزمن ، و لو تم العمل بتوصياتها آنذاك لما كنا في حاجة للتقرير الاممي الأخير

Post: #135
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: كمال الدين بخيت اسماعيل
Date: 06-05-2007, 08:06 AM
Parent: #134

فوووووووووق يا رجاء.....

Post: #137
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: Raja
Date: 06-05-2007, 03:25 PM
Parent: #135

الأحباب المشاركون..

سلام وتحية

أعتذر بحق عن عدم الرد على بعض المداخلات القيًمة التي وردت في هذا البوست الذي أصبح جميلا بها..

(مزنوقة) في تجهيزات السفر ليوم الغد.. ولا أدري متى أستطيع متابعة سودانيز أون لاين.

للزملاء:
غادة عبدالعزيز..
خالد محمود..
بكري الصايغ..
كمال الزين..
أساسي..
محمد مكي محمد..
عمر علي..
عمر الفاروق..
محب..
عماد عبدالله..
عمر عبدالله..
العم جعفر إسماعيل..
نيازي مصطفى..
سلمى الشيخ..
حسام يوسف..
عواطف إدريس..
عمران حسن صالح..
د. أحمد امين..
عجب الفيا..
مجدي عبدالرحيم..
أيمن الطيب..
معتصم دفع الله..
محمد عمر الفكي..
آمال أم وضاح..
جورج بنيوتي..
نهال الطيب..
هاشم نوريت..
رأفت ميلاد..
محمد فرح..
عواطف الطيب..
صبري الشريف..
أبوبكر سيدأحمد..
أميمة الفرجوني..
عزيز عيسى..
يكري ابوبكر..
د. سعاد تاج السر..
دينق..
أحمد يوسف أبو حريرة..
نوسة..
سفيان بشير نابري..
أحمد التجاني..
اشرف الحلبي..
عماد شمت..
إسماعيل حميم..
الفاتح ميرغني..
صلاح عبدالله..
علي عبدالقادر (الناظر)..
الفحل عبداللطيف..
عم إرنست (سوداني عجوز)
سلمى صبحي..
كمال كرار..
إبراهيم كوجان (الدكتور)..
كمال الدين بخيت

ألف شكر على كل حرف خطيتمونه هنا..

يا إسماعيل وحاتك لو عندي فرصة (سغنتوتة) ما ببخل بيها عليكم..

دعواتكم لي التي أحتاجها بحق.



لكم من الود الوفير الوفير

Post: #139
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: إسماعيل حميم
Date: 06-05-2007, 10:11 PM
Parent: #137

Quote: يا إسماعيل وحاتك لو عندي فرصة (سغنتوتة)
ما ببخل بيها عليكم..
دعواتكم لي التي أحتاجها بحق.


بت عمي رجــاء

تحية معطرة بنسمة أمدرمانية
لاشـك عندي فيما تحته خط !!!

وأكيـد أنا من المعجبين بمقدرتك على متابعة بوساتك
والردود عليها الذي يحجمني كثيراً من الكتابة.

(سـبحان الذي لا ينسـانا ولا ينسـاكم)


مودتي

إسماعيل حميم


.

Post: #140
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 06-06-2007, 10:31 AM
Parent: #139

..... لـو افـتـرضـنا ان احـد المسلمين مـن سـكان " الـمسالـمة " بامـدرمان "والذي كان سابقآ قـبطـيآ ولكنه دخل الاسـلام مجـبورآ
بحـكم قوانيـن عبداللـه التعايشـي" في ذلك الزمان القـديـم , والعـودة لـدينـه الاول "الـمسـيـحـية " فـهل يعـتـبر مـرتـدآ??.

Post: #141
Title: Re: لـو كـنـتُ قـبـطـيـا...
Author: بكري الصايغ
Date: 06-07-2007, 10:45 AM
Parent: #140



تجاهل عربي واسلامي لمحنة المسيحيين المشرقيين.
----------------------------------------------
2007 الخميس 7 يونيو.

" إيلاف " .

سليمان يوسف يوسف :


الكثير من المسيحيين المشرقيين يجدون اليوم في الهجرة خلاصاً سريعاً من المآسي والمحن التي يتعرضون لها من حين لآخر في أوطانهم على أيدي الأغلبيات المسلمة،حتى بدأ يتلاش ويندثر الوجود المسيحي من مناطق واسعة كانت يوماً مركز الثقل المسيحي في الشرق.هذا وقد هبطت نسبة المسيحيين في عموم الشرق الأوسط الى نحو 5% من نسبة السكان،معظمهم في مصر و بلاد الشام.في فلسطين،مهد المسيحية، هم اقل من 3%.هذه النسبة هي في تناقص مستمر مع استمرار هجرة المسيحيين وتركهم لأوطانهم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد موجة العنف واستهدافهم من قبل تنظيمات اسلامية متشددة. حتى لبنان المتميز بنظامه السياسي وتركيبته الاجتماعية، الذي شكل عامل دعم معنوي واستقرار نفسي مهم وكبير ليس لمسيحيي لبنان فحسب وإنما لمسيحيي الشرق الأوسط عامة، تزعزع الوجود المسيحي فيه بعد الحرب الأهلية 1975 التي أفرزت واقعاً سياسياً واجتماعياً جديداً في غير صالح المسيحيين اللبنانيين.في مصر ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة اعتداءات الإسلاميين على الأقباط في ظل انحياز واضح للسلطات الأمنية والقضائية الى جانب المعتدين من الإسلاميين المتطرفين.وفي العراق، في الثاني من حزيران الحالي اقدم مسلحون مسلمون على قتل الأب رغيد عزيز كني وثلاثة من الشمامسة اثناء خروجهم من الكنيسة في مدينة الموصل. ويعد هذا العمل حلقة في سلسلة من الاعمال الاجرامية التي استهدفت المسيحيين في الموصل. ففي شهر تشرين الاول من العام الماضي تم اختطاف وذبح الأب بولص اسكندر وفي تشرين الثاني من العام نفسه تم قتل الأب منذر السقا رئيس الطائفة البروتستانتية في الموصل بالاضافة الى قتل وذبح العديدة من مسيحيي المدينة. يقول العديد من العراقيين المسيحيين الفارين الى سوريا، التقيناهم:أنهم هربوا من الخطف والموت وطردوا من بيوتهم من قبل مجموعات اسلامية متطرفة تستغل ظروف الاحتلال وغياب الدولة وانفجار الأوضاع الأمنية في اجبارهم على دخول الإسلام أو دفع الجزية وإما القتل، أضاف هؤلاء: أن غالبية الكنائس ببغداد أغلقت.وتقدر المرجعيات المسيحية أن نصف سكان بغداد من المسيحيين،كان يبلغ تعدادهم نحو نصف مليون قبل عام 2003،إما فروا أو قتلوا.وتخشى هذه المرجعيات أن يكون لدى بعض الأطراف في الحكومة العراقية، دوراً خفياً فيما يحصل للمسيحيين العراقيين وتفاهم مع الإرهابيين لطرد هذه الشريحة العراقية الأصيلة والوطنية التي لم تنخرط في الصراعات الداخلية العراقية.وقد وجه بطاركة الكنائس المسيحية في العراق نداءات الى الحكومة العراقية ناشدوها لحماية وإنقاذ المسيحيين من الهجمات الإرهابية التي يتعرضون لها في بغداد ومناطق اخرى من العراق من خلال تكثيف جهودها لفرض الأمن والقانون. وقد اتهم البطاركة العراقيين في بياناتهم ما يسمى بـ(الدولة الاسلامية في العراق) التي دعت اليها مجموعة تنظيمات اسلامية مسلحة ترتبط بتنظيم القاعدة وحملوا هذه المجموعات مسؤولية اعمال الابتزاز والعنف والخطف التي تطال المسيحيين.واللافت في هذه القضية هو التزام الزعامات والمرجعيات الإسلامية في العراق وخارج العراق الصمت والسكوت عن القتل الممارس بحق المسيحيين العراقيين باسم (الإسلام).في حين أن معظم هذه المرجعيات كانت قد انتفضت وأثارت الشارع الإسلامي احتجاجاً على بضع كلمات اقتبسها البابا (بنديكتيوس السادس عشر) من نص قديم بشأن نشر الإسلام بالقوة.ما يحصل للمسيحيين العراقيين، فضلاً عن الخوف من تكرار المشهد العراقي الأليم في دول أخرى تختزن الكثير من عناصر الانفجار وارتفاع دعوات اقامة الحكم الإسلامي فيها، أعاد طرح قضية المسيحيين في الشرق العربي الإسلامي من جديد بعد عقود طويلة من الأمن و الاستقرار النسبي الذي نعموا به في ظل الحكم الوطني.فمع هذا التدهور الكبير في الأوضاع الأمنية لم تعد قضية المسيحيين المشرقيين كما كان ينظر اليها في الماضي على أنها قضية سياسية قانونية مرتبطة بمسألة الديمقراطية والحريات وحقوق المواطنة، وإنما أضحت قضية تمس وجود وبقاء هذه الشريحة الأساسية والأصيلة في أوطانها،التي بات وضعها اشبه بجزر صغيرة في وسط بحر اسلامي هائج من غير تحصين وطني أو ذاتي.

بلا ريب،أن خلو الشرق من المسيحيين، بما يشكلونه من حالة حضارية ومدنية، سيترك مضاعفات سلبية وخطيرة على البيئة الثقافية والاجتماعية للمجتمعات العربية والإسلامية.إذ أن هجرتهم ستوفر أرضية خصبة لنمو الأفكار المتطرفة وتكاثر التيارات المتشددة. كما أن هجرة المسيحيين ستعزز من التهم والشكوك الموجهة للمسلمين بعدم قدرتهم على تقبل الآخر والعيش معه. فضلاً عن أنها تعني انسداد أفق الحوار المسيحي الاسلامي وفقدان هذا الحوار الكثير من مبرراته واسباب استمراره. وأيضاً هي استنزاف قسم مهم من الطاقات الوطنية الخلاقة وتوقف استثمارات المسيحيين في المنطقة وخسارة لملايين الدولارات المحولة سنوياً.أما بقاء المسيحيين وتمسك العرب والمسلمين بهم هو تمسكهم بخيار الديمقراطية والعيش المشترك وبمشروع الدولة العصرية(الدولة المدنية) ورفضهم للدولة الدينية (الدولة العنصرية).وبقاء المسيحيين في الشرق العربي الإسلامي هو بالمحصلة قوة ودعم لقضايا العرب والمسلمين بما للمسيحيين من صلات وعلاقات تاريخية متميزة مع الغرب.

يبدو أن(المؤتمر القومي العربي) استشعر المضاعفات السلبية لهجرة المسيحيين بعد أن بلغت مستويات خطيرة لها.ففي مؤتمره الثامن عشر المنعقد في البحرين في نيسان الماضي، وجه نداءً يحث فيه جميع الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية في الوطن العربي لبذل الجهود الممكنة للتصدي لهذه الظاهرة ويحذر من تأثيرها على الثقافة الوطنية العربية الإسلامية التي يشكل المسيحيون أحد عناصرها الأساسية.أنها المرة الأولى التي يتوقف القوميون العرب عند هذه الظاهرة.لا شك، أنها خطوة إيجابية وإن جاءت متأخرة، لكنها خطوة ناقصة وضعيفة من القوميين العرب، ذلك بإغفالهم الأسباب الجوهرية لهجرة المسيحيين وتحميل المسؤولية للخارج المتآمر. جاء في نداءهم (الهجرة الواسعة للمسيحيين العرب لم تكن بمعزل عن مخطط خارجي مرسوم لتفريغ المجتمعات العربية من إحدى مكوناتها الثقافية الأساسية، وإظهار الصراع بين العرب والغرب على أنه صراع بين مسلمين ومسيحيين)).إذ كان الأولى أن يطالب المؤتمرون حكومات بلدانهم بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الشريحة الوطنية والقيام بخطوات عملية من شأنها تعزيز الوجود المسيحي في الشرق وتحد من هجرة المسيحيين.لكن يبدو أن رؤية القوميين العرب لقضية الهجرة المسيحية بقيت اسيرة موقفهم الايديولوجي والسياسي التقليدي من الغرب الأمريكي الأوربي.كما أن تجاهل الأسباب الحقيقة لهجرة المسيحيين المشرقيين يخفي خلفه الرغبة بعدم احراج الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية التي ما زال يتسم موقفها بالتعتيم والصمت التام حيال محنة المسيحيين.يتجلى هذا الموقف العربي والإسلامي الرسمي في تجاهل جميع القمم العربية والإسلامية قضية المسيحيين.إذ لا توصيات ولا قرارات تخص هجرة المسيحيين المشرقيين وقضيتهم.بالطبع هذا يثير الشكوك في موقف القادة والزعماء العرب والمسلمين من مسالة بقاء المسيحيين بينهم و في مجتمعاتهم.

أخيراً:
إن بقاء المسيحيين في دول المشرق العربي الإسلامي مرهون بجملة من الشروط والعوامل، أولها:

وجود رغبة اسلامية فعلية وارادة اسلامية حقيقة ببقاء المسيحيين في الشرق والقبول بهم كشركاء حقيقيين يتمتعون بكامل حقوق المواطنة والواجبات الوطنية دون انتقاص.

ثانيها:

إنهاء نظرة التشكيك بهوية وانتماء وولاء المسيحيين المشرقيين والنظر اليهم كشعب أصيل ومكون اساسي في مجتمعات الشرق وليس كشعب دخيل غريب، أو هم من بقايا الحروب الصليبية كما تزعم وتذهب بعض التيارات الإسلامية.

ثالثها:

وضع برامج تثقيفية تربوية وتعليمية وطنية شاملة تنشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية واعتماد مناهج تعمل على تغيير نظرة الإنسان المسلم الى الانسان المسيحي، من نظرة غريب الى نظرة شريك في الدنيا والآخرة، نظرة تنطلق من أن أحداً لم يختار دينه وإنما هكذا وجد نفسه.

رابعاً:

قيام دولة عصرية يفصل فيها الدين عن السياسة، وتقوم على مبدأ حقوق المواطنة يسودها القانون وتحقق العدل والمساواة بين المواطنين دون تمييز أو تفضيل.

سوري آشوري.. مهتم بحقوق الأقليات.
[email protected]