ظلام يسيل

[ِِ [Alice blue
ظلام يسيل
مدينتنا ادخرت ضوءها للظلام الأخير
ولكنه جاءها سائلاً
ًوفاجأها أحدباً مائلاً
يمضغ الحب مستمتعاً دونما جلبة
وخواء له بات منتفخاً هائلا
رافعاً صوته لمقام القضاء
خافضاً سوطه لمقام النذير
لا خوار له أو زئير
سيف أنوارنا كان ملتمعاً في سنا برقه
فنبا
وجواد يظن الظلام غديراً
أراد عبوراً بقفزته
فكبا
هل رأيتم ظلاماً يسيل؟
كيف زاغت خيالاتكم
ليس هذا بنيل
لا ولكنه الكون فانقلبا
سائلاً صائلاً جائلا.
يصعرِ حسن الأسيل
يغرِب لون الأصيل
ويمحو عن الصافنات مشاعرها والصهيل
فيغمر ساحاتنا بالوغى
ناشراً دفق مادته العدمية
يشهق دون زفير
وعمرانه كان قطرانه
حدائق أمداننا احطوطبت
فمدت لأذواقنا حطبا
وقال الذي جاء يرثي البيوت
ويبكي الوطن
كان شوقي منحدراً نحوه نحوهم
كهواء غليظ الزوايا
فأصابهم بالوهن
ما تفيد النوايا بعيد فوات الاوان
إذا انحطم الليل فوق رؤوس الكلام
ثم سال الظلام
وشج الفريق بصمت
كأن أفاعيله في الخراب
والحريق
من بنات السلام
ظلام يسيل
سيفهم فنبا
وحصان لهم فكبا
وسدودهم في انهياراتها شابهت مأربا.
[ِِ [Alice blue




جدة
السبت11مارس2006م

مرحبا بك أستاذنا بشرى الفاضل
افتقدناك كثيرا هنا

قرأت القصيدة مرتين
فطافت بخاطري جملة من التفسيرات والتأويلات
ولكن قفز إلى ذهني سؤال حول الأثر الصوفي الواضح
في أدب المنتمين إلى اليسار..
هل هناك جوانب التقاء؟؟ وهل ثمة تناقض بين
(التنوير) في اليسار و(ظلامية) الصوفية..؟

السؤال أثرته القصيدة، وليس بالضرورة مرتبط بها
أو بالشاعر..

لك تقديري

*

Quote: سيف أنوارنا كان ملتمعاً في سنا برقه فنبا وجواد يظن الظلام غديراً أراد عبوراً بقفزته فكبا هل رأيتم ظلاماً يسيل؟ كيف زاغت خيالاتكم ليس هذا بنيل لا ولكنه الكون فانقلبا سائلاً صائلاً جائلا. يصعرِ حسن الأسيل يغرِب لون الأصيل ويمحو عن الصافنات مشاعرها والصهيل

هكذا الشعر الاصيل يا مولاي ،
ما ينفك يؤرقنا ويأجج نار الارق الجميل فينا

سيف أنوارنا كان ملتمعاً في سنا برقه



الدكتور بشري الفاضل

تعياتي واستمتاع لطيف بالقصيدة

دمت ودامت طلتك البهية

سيفهم فنبا
وحصان لهم فكبا
وسدودهم في انهياراتها شابهت مأربا.

الأخ الأستاذ الفيا
لك التحية
ألا تتفضل علينا بإجابة على سؤالي السابِق؟
أو بتصويب..؟
مصحوب بقراءة للقصيدة..

إذ يبدو أن الشاعر بشرى حائر بين (خطرفات العوام)
وظلم ذوي (المقام)..!!

ولكما السلام

الاعزاء
عبدالله العقيد
وفتحي البحيري
وصبري الشريف
وعبدالمنعم عجب الفيا
وعبدالله العقيد كمان وكمان
ليتي استطيع ان اضيف حرفاً لهذا النص الذي كتبته في مارس وكنت اهمهم بالظلام الذي جاءنا سائلاً بلا صوت منذ أبريل عام 2005م وماكتبت النص إلا في مارس من هذا العام.

Quote: ظلام يسيل مدينتنا ادخرت ضوءها للظلام الأخير ولكنه جاءها سائلاً ًوفاجأها أحدباً مائلاً يمضغ الحب مستمتعاً دونما جلبة

د: بشري عوداً ميموناً : ضوءك بطريقة مضغه الكسلي للحب يشبه شخصياتك الي حد بعيد مع خلاف انه ليست ساخراً..

الأخ فيا ..
كيفنك ..أشواق وحكاوي أدخرها حين لقياكم. سأكون معكم مساء السبت القادم.


أخ عقيد

Quote: هل هناك جوانب التقاء؟؟ وهل ثمة تناقض بين (التنوير) في اليسار و(ظلامية) الصوفية..؟

تناقض - أظن انها - تلغي صيغة السؤال او التساؤل وتجيب عليه بأسبقية من جواها . ولو كانت (هل هناك تطابق ) يكون السؤال او التساؤل متبرج و دون اجوبة جوانية ..
الصوفية هي الجانب الروحي في اليسار ، والتي يغرف منها بعض أدباء اليسار ، (بس) عدم منهجيتها ومظهرها العشوائي ظاهرياً يجعل علاقتهاأقرب شكليا بالـ(تناقض) مع اليسار من (تطابق) .
علاقة الصوفية بالميتافيزيق (يقولون هيغل صوفي قديم ) علاقة فلسفية لا تهبش الظواهر بباطن يدها كما تفعل السلفية لذا التناقض الجد جد هو بين السلفية والصوفية .
ودي .. ً

محبة واعجاب......... وابداع اصيل حد الدهشة

لك التحية أستاذنا بشرى ..

أستاذنا الحلو ..
( ليس عيسى الحلو .. )
لك موطيءٌ هنا ..
ورواق ..
و نحن سمع ..
هذا شعرٌ مربك ؟ - أسميته أنا كذلك -
يربكني ( على كيف كيفي ) ..
طيب ..
لربما لطرب مسكر عنده , فـ ( كلوجتني ) الصور و عنفوانها ..
فارتبك الخطو ..
نصك مربك يا سيدي ..
أنظر هذا :

Quote: ليس هذا بنيل لا ولكنه الكون فانقلبا سائلاً صائلاً جائلا. يصعرِ حسن الأسيل يغرِب لون الأصيل ويمحو عن الصافنات مشاعرها والصهيل فيغمر ساحاتنا بالوغى ناشراً دفق مادته العدمية يشهق دون زفير وعمرانه كان قطرانه

لو قلت : مدد .. مدد
لطاردني عبدالله عقيد بشرافة الصوفية ..
: دفق مادته العدمية !!! ..
ينشر : النشور .. البعث .. القيامة ..
ثم ..
المادة العدم ..
: الحضور الغياب ..
و القطران الذي يشتبه عمرانا علينا ..
من يرى ماذا ؟؟
كأن تنغلق عليك أناك المبصرة ..
فتنظر داخلا إلى الخارج ..
و تبصر ..
و تستنكه جدة الرؤى و صهيل لمعانها ..
من يرى ماذا ؟؟

Quote: وجواد يظن الظلام غديراً أراد عبوراً بقفزته فكبا

ما أبدعها دهشة هنا دمت دكتور بشرى ...

شكرايا عبدالحميد البرنس على مرورك من هنا وتذوقك للنص ويانولوس على إعجابك
بالقصيدة.
الاخ متوكل التوم نعم يشبه شخصياتي القصصية تماماً كما قلت ولكنه ظلام وليس ضوءاًهو ظلام يجيئنا سائلا فيغمرناسيله والبيوت دون صوت ودون نامة ويمضغ الحب عن الحياة فيجففه كما غول مستمتعاً وحده دونما جلبة.
سأعود مؤخراً هذا اليوم للرد على بفيةالمشاركين في هذا البوست المنفعلين بالقصيدة.

الأخ متوكم توم
أشكرك على الإجابة، التي طمأنتني على أنني لم (أجدف) بعيدا
وقد جاء العمدة بإشارات رسخّت ما لمسته في القصيدة..

Quote: أخ عقيد تناقض - أظن انها - تلغي صيغة السؤال او التساؤل وتجيب عليه بأسبقية من جواها . ولو كانت (هل هناك تطابق ) يكون السؤال او التساؤل متبرج و دون اجوبة جوانية .. الصوفية هي الجانب الروحي في اليسار ، والتي يغرف منها بعض أدباء اليسار ، (بس) عدم منهجيتها ومظهرها العشوائي ظاهرياً يجعل علاقتهاأقرب شكليا بالـ(تناقض) مع اليسار من (تطابق) . علاقة الصوفية بالميتافيزيق (يقولون هيغل صوفي قديم ) علاقة فلسفية لا تهبش الظواهر بباطن يدها كما تفعل السلفية لذا التناقض الجد جد هو بين السلفية والصوفية . ودي ..

لك المودة

الاعزاء معتصم دفع الله والرفاعي حجر والعقيد شكراً لتذوقكما النص كل بطريقته .وليست هناك وصفة كما ترون ولكن ربما يكون هناك خيط نمسك به فيقودنا للكشف عن مرامي تتالي الصور .
الاخ عماد شكراً لهذه القراءة . البداية عندي جاءت من فكرة ان يجيء الظلام في شكل سيل صامت يغمر كل شيء في بلادي ويتعامل مع الكائنات والموجودات بغلظة ناسفة لدرجة الإستمتاع بمضغ الحب .ومما لاشك فيه أنني مرتبك لهذه الفكرة السوداوية التي ربما لا تسر أحداً ولكنني لا انظر للشعر بمنظار الميكانيكا أو المعادلات الثنائيةمن خير وشر ولذا فإن الإرباك الذي حدث لك حدث لي ايضاً لدى كتابة النص والتعامل معه من بعد أيضاً وكل قراءة له تفيدني في الكشف عن جوانب قصوره وقصور شعري في عمومهوجوانب إبداه الإيجابية. في الربع الاول من هذا العام كتبت عدداً من القصائد يربو على العشرة لم انشر منها سوى هذه القصيدة وقصيدة اخرى بعنوان ( في البلاد الكسيرة) نشرتها هنا بالمنبر. وارجو ان يساعدنا احد المتابعين في العثور عليها وقد نشرتها في مطلع هذا العام بعد مارس فيما اظن بالعنوان نفسه(في البلاد الكسيرة) إذ ربما تعين تلك على سبر غور هذه إن كان لهما غور.

في البلاد الكسيرة
بشرى الفاضل
[email protected]
في البلاد الكسيرة
تمشي الهزيمة مشى انتصار مهابْ
أخطبوط المصيبة يفتح أذرعه
كي يضم إليه مواليده
من حشود المصائبْ
بعد يتم (أويل)
انشطار (قلول)
و(محمد قول)
و(حلايب)
في البلاد الفقيرة
التصاريف محكومة بالرغائب
الموارد مزروعة في الهدر
لست تملك؟ (وهـ !)
لست مندرجاً في صنوف البشر.
ذهب في الجرابْ
ثمن الصمغ مكتنزا
ًحصة لمرابْ
رغم غبن الأولى زرعوا وجراح الهشابْ
فلهم وله سبة وترابْ
في البلاد الضريرة
العصافير تنسج أعشاشها فوق كف القدرْ
والأغاني الأثيرة منزوعة الريش
محشورة في الزكائبْ
والأماني العذابْ
فجروا قلبها
كي يضيء طريقاً من الدم
يلهث نحو السرابْ
في البلاد الأسيرة ْ
الجريمة تحظى بتهنئة في مقام العقاب
والبروق رنت فاحتواها الظلام
والبيوت انبنت بخرائط مهووسة من حطام
والعجيبة ليست ببنت عجابْ
والنوايا الخطيرة مشفوعة بتدلي الرقاب
الحضور تدثر بالصمت
أضحى وجوداً خفياً وهمهمة وعلامة غائبْ
الحضارة ولت تطهر أدرانها نحو وكر كثير البقايا
بأكمة غاب
……..
.....
فهل ربما سنرى يا ترى انسحاق العظام
وتفتتها وتبددها في الدهور
حين تكتب هذه الشعوب العصية
غضبتها في دفاتر لسنا نراها
انتظاراً ليوم الحساب؟
أم هنالك باب

جدة 4 مارس 2006

أتاكى المخاض
فى زرائب الوحوش
عند ملتقى الصعاب
وباركت فهود
ساحة الوغى
وشاركت نمور
من ركائب فى الغاب
وصاح طفلك المحاط
بالبعابع الضباع
والمخاطر العضال
مناديا
سماء ذلك الزمان والمكان
جاهشا
وباكيا
مرددا عبارة
وحاملا إشارة
تقول ذاك باب
نقول لاحباب
ذلك الرضيع
والفجيع
يولدان توأمان
فى غياهب المخاطر
المجاذر الصعاب
من لدنا
رحمة
نئن نستدر بالدعاء
لحظة
ولحظة نعاتب السماء
نستكين فى الخشوع برهة
وبرهة نضاجع الدموع
فى قرارة الحضور والغياب
نقول لا حضور لا غياب
ونحن فى الحضور لا الغياب
حاضت الركائب النجائب
السفاح
ملامح تعددت
وعزة تهتكت
وبشرة
تفتحت بياض






منصور عبدالله

أول ما قرأت هذه القصيدة سمعت صوت وردى يغنى عن النيل (زى سيف مجوهر بلمع فى الظلام) من اغنيته المشهورة التى صارت -عبر الاجيال- انبوبة اختبار الحنين والنوستالجيا والغربة والانفصال عن الوطن!

هذه قصيدة سوداوية وبها احساس عال بالتشاؤم والنهاية القيامية.
هل يكون بعث جديد؟
هل يبدل الناس بناس جديدين؟
وهذا الفناء القيامى apocalyptic من او ما هو سببه؟
هل هو عقاب؟
من يعاقب من؟
وعلى اية اخطاء/خطايا/ذنوب؟

هل صارت البلاد السودانية حالة ميئوس منها؟
ليس ثمة علاج؟ terminal illness? كما يقول الاطباء؟

هذا نص مفزع. ومخيف. واشتمل على رؤى مخيفة.
كأنه نذير القيامة.
نافخ الصور. والنشور!
ولكن نسأل مع الكاتب

Quote: ما تفيد النوايا بعيد فوات الاوان إذا انحطم الليل فوق رؤوس الكلام ثم سال الظلام وشج الفريق بصمت كأن أفاعيله في الخراب والحريق من بنات السلام

'



أستاذنا الجليل المرهف بشرى
ارجو ان لاتغيب كثيرا عن هذه الساحة, وجودك عافية يضخ فى شريان المنبر. افتقدناك............



'

ارجو ان انوه الى ان القصيدة نشرت يوم 4/9/2006
ووقعت واقعة اغتيال محمد طه اليوم التالي مباشرة 5/9/2006
فهل هذا استراق سمع (كما يقول الصوفية ) او نبؤة كما نقول بلغة اليوم
واشير هنا بصفة خاصة الى استبصارات الاخ عادل عثمان !!!

Quote: الأخ فيا .. كيفنك ..أشواق وحكاوي أدخرها حين لقياكم. سأكون معكم مساء السبت القادم.

الحبيب متوكل
شوق شديد والله .. قبل شوية اتصلت بطارق توم كنت فاكر سبت الليلة
لكن قال لى السبت الجاي بالسلامة ان شاء الله .

Quote: الأخ الأستاذ الفيا لك التحية ألا تتفضل علينا بإجابة على سؤالي السابِق؟ أو بتصويب..؟ مصحوب بقراءة للقصيدة.. إذ يبدو أن الشاعر بشرى حائر بين (خطرفات العوام) وظلم ذوي (المقام)..!!

الاخ الاستاذ عبد الله عقيد
الشكر الجزيل على توجيه السؤال وآسف على تاخير الرد
اتفق مع الاخ متوكل فيما ذهب اليه
واضيف ان جوهر الصوفية وجوهر الفكر اليساري ،
الانسنة اي انسنة الوجود : جعل الانسان مركز الكون
يقول احد الصوفية مخاطبا الانسان :
وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر

والكلام في ذلك ذو شجون ارجو ان يسمح مقبل الوقت بالمزيد

د: بشري .
في حال ماضع الحب هو الضلام لا الضؤ ؟فإن فهمي للحالة كان مقلوباً ، لكنها وطدت فهم انها متطابقة مع شخصيات (بشري الفاضل)مع حذف جملة ليست ساخراً ..

أخ فيا ، اتصلت بطارق وأخبرني بإتصالك . الحقيقة انا من جاط عليًً السبت الفات من السبت الجاي .
سأتصل بك فور وصولي