إنك ميت .. و إنهم ميتون .. و كل الذى فوق التراب تراب !!!

ما طار طائر و أرتفع إلا كما طار وقع

ليس المقام مقام شماتة فى رجل إنتقل لذمـة ربه بقدر ما هو مقام للعبرة و الموعظة الحسنة و فرصة

لإيقاظ القلوب النائمة و الضمائر الميتة من يوم كهذا لا بد آتيه الفرد و لو بعد حين .

فى هذه الدنيا يمنحنا خالقنا فرصة لإثبات الذات و معرفة الجواب على السؤال التقليدى ... لماذا نح نحن هنا فى هذا المكان ؟؟؟

من لم يكن له الموت واعظاً فماله من واعظ ...

نافذة هنا نفتحها لنرى عبرها الإنسان يرتقى فى سلم الشهرة و السلطان و ربما المجد ..

الأذكياء فقط هم يوقنون بأن المدة و مهما طالت فلا بد من وصول لخط الإنتقال من حياة إلى اخرى فى زمة
من منحنا الفرصة !!!

من النافذة ترى النجوم فى السماء و على الكتوف و بالألوف .. و الطائرات تحمل الناس فرادى و جماعات

فيعود من عاد و تنطفئ شموع من آخرين ... و نظرة الوراء لن تعيد الشريط إلا للمشاهدة فقط و اللبيب
بالإشارة يفهم !!!

مشكلتنا الاساسية أننا دائماً ما نؤمن بالذكاء و ننسى مانحه ...

ندعى الشطارة و سرعان ما يغلبنا الفهم عند أصغر إختبار ....

تغرنا صحتنا ثم نصرخ عند أقل وخزة حتى نراهن بكل ما نملك فقط إن منحنا الله الصحة نفسها !!!

فى هذه اللحظات لا نملك إلا أن نقول ... رحمك الله رحمة واسعة يا نميرى و ألهم آلك و زويك الصبر الجميل و حسن العزاء و نترك الامر لصاحب الامر !!!

إن كان الله الذى خلقنا ثم رزقنا ثم اكرمنا ثم عصيناه .. ظلمنا و تآمرنا على إنسانه يغفر لنا حتى نمل نحن من التكرار !!!

فما بالنا نحن و لو عند المقدرة !!!!

تزود من الدنيا فإنك لا تدرى * إن جن عليك الليل هل تحيا إلى الفجر

فمن ظن ان الرزق ياتى بقوة * ما أكل العصفور شيئاً مع النسر

فكم من فتى امسى وأصبح ضاحكاً * و أكفانه فى الغيب تنسج و هو لا يدرى

و كم من صحيح مات من غير غير علة * و كم من سقيم عاش حيناً من الدهر

و كل الذى فوق التراب تراب !!!

========================