إنقلاب البشير على الدستور الإنتقالى لعام 2005

إنقلاب مجلس شورى المؤتمر الوطنى على الدستور الإنتقالى لعام 2005


كان خطاب السيد عمر البشير أمس بمناسبة ختام دورة الإنعقاد الثامنة لمجلس شورى المؤتمر الوطنى بالمركز العام إتقلابا على الدستور الإنتقالى لعام

2005 حيث يبدوا ان دورة الإنعقاد الثامنة لمجلس شورى المؤتمر الوطنى قد كانت مخصصة لمناقشة الإنتخابات المقبلة حيث أكد السيد البشير بأن

الفترة المقبلة ستشهد ( إعادة بناء الحزب)، كما إتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنها تحكم الجنوب عن طريق الإستخبارات العسكرية


كما دعى الحركة الشعبية للعمل على قيام الحكم المدنى، (نقول لهم ان يعملوا على قيام حكم مدني، وان يسحبوا القوات ويعيدوا الحياة المدنية إلى

الجنوب، ليكون المناخ مهيأً لقيام الانتخابات. وأضاف: نريد حرية العمل لكل القوى السياسية في الجنوب، كما هو متاح بالشمال).

ولقد صعد السيد البشير من لهجته مهددا الحركة الشعبية بأن المؤتمر الوطنى سيمنعها من العمل السياسى فى

الشمال إن لم تفتح الجنوب للقوى السياسية فى الجنوب: (نقولها بوضوح إذا كانت الحركة تظن انها قفلت الجنوب

في وجه القوى السياسية في الجنوب، فإن المعاملة في الشمال ستكون بالمثل، (العين بالعين والسن بالسن). وزاد

بأن التوجيهات صدرت للقيادات بالتوجه للجنوب، ولن تكون هناك (منطقة مقفولة ولا مناطق محررة).


أما عن نتائج الإحصاء السكانى الذى اكتنف الجدل والتناقضات نتائجه فقد قال السيد البشير ان لامجال لاى حوار

حوله فهو على حد قوله حرفيا ،(كان شفافاً ونزيهاً ويجب أن يعد نموذجاً).

البشير يعلن عدم إلتزامه بإتفاقية نيفاشا

كيفك ياباقر

الذى يحدث هو إنقلاب بكل المعايير

وهو يعنى بالنأكيد تخلى البشير والمؤتمر الوطنى عن إتفاق نيفاشا

وهذا بالمناسبة أمر فى غاية الخطورة والجدية و قد يدخل البلاد

فى دوامة من العنف والفوضى

اتمنى ان يكون تحالف ال17 حزبا بذرة لعمل جاد لانقاذ العباد والبلاد

مما سيحدث

الخطير و الجدير بالذكر ان البشير كان قد أكد امس أن القوانين المقيدة للحريات التى رفضتها معظم القوى

،الأحزاب ،المنظمات السياسية ومنظمات العمل المدنى السودانية ستبقى ولن يتم تغيرها وركز على قانون

الصحافة والمطبوعات مؤكدا على إنه لن يتم تغيره حيث قال مبررا للفقرات التى تذل الصحفيين وتكبل حرية

العمل الصحفى (إننا لا نقبل أن تستغل الصحافة لإثارة الفتن والقلاقل والطعن في موروثات وقيم واخلاق الشعب

السوداني وإثارة الفتن)، كم أكد على عدم تعديل قانون جهاز الأمن والذى يسمح للجهاز بالتغول على العمل

الصحفى وإعتقال الصحفيين دون امر قضائى لمدة 30 يوما قائلا ( يسعون لصحافة متفلتة، وجهاز أمن بدون


سلطات أو صلاحيات في ظل الاستهداف الذي يتعرض له الوطن في الوقت الذي يحكم فيه الجنوب بالاستخبارات

العسكرية).

خطاب الرئيس البشير يعد إنقلابا على الدستور الإنتقالى لعام 2005 ورفضا واضحا للتحول الديمقراطى وتعطيلا

بائنا للتحولات التى كان ينتظر ان تسبق الإنتخابات الرئاسية والعامة فى مطلع العام القادم، بهذا بات واضحا

دون أى مجال للشك أن الرئيس البشير ومن خلفه تنظيمه المؤتمر الوطنى يحرص على الإحتفاظ بالقوانين

المقيدة للحريات، ويطمع فى خوض الإنتخابات وهو يحتمى بتلك القوانين ويسلطها على رقاب الأحزاب

الساياسية، على رقاب منظمات العمل المدتى، على رقاب الصحفيين، وحتى على رقاب الأفراد.

سيناقش المجاس الوطنى فى جلستة يوم غد الموافق 01 / 06 / 2009 أمر اجازة مشروع قانون الصحافة الجديد

وبناء على تصريحلت البشير ليوم أمس فإن مشروع قانون الصحافة سيجاز دون تعديل وذلك عن طريق الأغلبية

الميكانيكية التى يملكها المؤتمر الوطنى فى المجلس الوطنى.


لن تستطيع كتلتى الحركة الشعبية والتجمع فعل اى شئ اذا قرر المؤتمر الوطنى استخدام اغلبيته الميكانيكية وفقا

للإنقلاب على الدستور وبالتالى على إتفاق نيفاشا.

سأجدد إقتراح كنت قد كتبت عنه فى خيط ثابق وهو ضرورة دخول الصحفيين والصحف فى إضراب وإعتصام

حول أو بالقرب من المجلس الوطنى يحضر له جيدا ويذاع خبره عبر وسائل الإعلام ، ان تشارك كتلتى الحركة

الشعبية والتجمع من البرلمانيين فى هذا الإضراب والإعتصام بنشاط، وان تدعى مختلف الأحزاب، التنظيمات

السياسية و منظمات العمل المدنى والنقابات المهنية للمشاركة فى هذا النشاط بإعتباره امر يهم كل السودان لانه

حول مصير التحول الديمقراطة والحقوق الأساسية والقوانين التى تضمن سلامة ونزاهة الإنتخابات

لم يناقش المجلس الوطنى اليوم 01 /06 / 2009 مشروع قانون الصحافة والمطبوعات كما كان مقررا حيث

سحب من اجندة الاسبوع الحالي لاخضاعه لمزيد من التشاور

وحسب جريدة الصحافة الصادرة صباح اليوم الأثين 01 / 06 / 2009 العدد 5722 ، فلقد ( رأي نائب رئيس

كتلة المؤتمر الوطني، الامين دفع الله، ان ارجاء مناقشة القانون لوقت لاحق جاء بغرض تحسينه وايجاد اجماع

حوله، مشيرا الى ان المشاورات حوله لم تكتمل ليطرح اليوم ).


يبدوا هنا ان هناك إحتمالين قد دعى أحدهما المؤتمر الوطنى للتأجيل، أولهما انه قد قصد تأجل تفجير الأزمة الى

وقت آخر حتى يكمل استعدداته للتعامل معها، أو ربما يكون قد إستشعر حجم الأخطاء التى ارتكبها والأزمة

العميقة التى تبدوا فى فضاء السياسة السودانية ممثلة فى التصريحات التى ادلى بها الرئيس البشير


حول نتئج الاستفتاء والقوانين المقيدة للحريات عموما ومشروع قانون الصحافى والمطبوعات وقانون جهاز الأمن

على وجه الخصوص هذا بالاضافة إلى تهديده بمنع الحركة الشعبية من ممارسة العمل السياسى فى شمال السودان

يبدوا ان تحالف 17 حزبا قد هز ثقة المؤتمر الوطنى فى إمكانية كسبه للإنتخابات الأمر الذى كسى تصريحات

كبار شخصياته فى اليومين الماضيين بالغضب و الإضطراب والتناقض، ثم ماكان من أمر الحركة الشعبيه و

عزمها على تنظيم مؤتمر قومى بمدينة جوبا، ذلك الأمر الذى ذهب بما كان قد تبقى من توازن ودبلوماسية كبير

مسئولى المؤتمر الوطنى فكانت النتجية هذا الخطاب النارى الذى القاه البشير يوم امس فى ختام دورة الإنعقاد

الثامنة لمجلس شورى المؤتمر الوطنى والذى انقلب فيه على الدستور الإنتقالى وبالتالى على اتفاق نيفاشا و

التحول الديمقراطى وبذلك يكون من الواضح والجلى انه اصبح لايوجد اى امل تحت هذه الظروف فى إنتخابات

حرة نزيهة.

أحدى مظاهر تخبط قياديى المؤتمر الوطنى على سبيل المثال لا الحصر تصريحات القيادي بالمؤتمر الوطني د.

إبراهيم غندور حول (خيارات ترشيح الحركة لانتخابات رئاسة الجمهورية) ، الأمر الذى أبدت الحركة حوله رأيا

واضحا وصريحا على لسان ياسر عرمان حسب جريدة اجراس الحرية: (أبدى نائب الأمين العام للحركة

الشعبية ياسر عرمان استغرابه تصريحات القيادي بالمؤتمر الوطني د. إبراهيم غندور حول خيارات ترشيح

الحركة لانتخابات رئاسة الجمهورية وقال: "بإمكان غندور التحدّث كيفما شاء عن المؤتمر الوطني، أمّا عن

الحركة فسعيه مشكور ومتجاوز الحدود"، وأضاف: "غندور اختصاصي الأسنان الذي برع في اقتلاع أسنان

النقابات وشرد نصف العاملين فيها يستحيل عليه اقتلاع أسنان الحركة ودعا عرمان غندور للحديث عن انتخابات

حرة للنقابات قبل رئاسة الجمهورية).

ربما كان هدف البشير ومن خلفه تنظيمه المؤتمر الوطنى اخافة زعماء الاحزاب

والتنظيمات السياسية من الزهاب إلى جوبا وحضور المؤتمر القومى


الذى دعت له الحركة الشعبية حيث وجدت دعوتها استجابة واسعة من مختلف القوى السياسية،

لاجتماع الاحزاب السياسية بما فى ذلك تنظيمات دارفور .


لدعوة الحركة الشعبية للاحرزاب السياسية وتنظيمات دارفور المسلحة مغزى عميق،

حيث ان المؤتمر القومى سيجمع ولاول مرة معظم الاحزاب


والتنظيمات السياسية بمنظمات دارفور حيث يستطيع الجميع ان يناقش مستقبل


التحول الديمقراطى ،آفاق حل مأساة دارفور ،الانتخابات والتحالفات.

جاءت ردة فعل الحركة الشعبية على خطاب البشير فى تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لجريدة

أجراس الحرية بتاريخ الإثنين 01-06-2009، حيث قال (كل الأحزاب في الجنوب تمارس نشاطها بحرية تامة،

و وصف تصريحات رئيس المؤتمر الوطني عمر البشير الأخيرة بمحاولات إعادة النظام الديكاتوري والعسكري

في السودان، وزاد" هذا خرق للدستور والاتفاقية، وشدد على أنّ أي محاولة لمصادرة الحريات السياسية فى

الشمال غير مقبولة وستقاومها الحركة بتعبئة الجماهير).


الجدير بالذكر انه تم تحديد يوم السبت القادم الموافق 06 /06 /2009 موعدا للمؤتمر الذى سيجمع احزاب

المعارضة وبعض حركات دارفور بمدينة جوبا لمنافشة الاوضاع السياسية الراهنة من بين تلك المواضيع أزمة

درفور ،اتفاقيات السلام و الإنتخابات.

من الأسباب التى اصابت المؤتمر الوطنى بالهلع الشديد سؤ تقديراته حول الحركة الشعبية، حيث كانت حساباته

تعتمد ( وفق منطق غريب مختل) على تحالف الحركة الشعبية فى الإنتخابات القادمة معه، وعندما حدث العكس

بإتجاه الحركة الشعبية تجاه الاحزاب المعارضه، ومنظمات المجتمع المدنى والمطالب والحقوق الاساسية جن

حنون قادت المؤتمر الوطنى.

أود ان أتسأل هنا كيف جاز للمؤتمر الوطنى التفكير فى إمكانية حدوث الانتخابات بدون تحول ديمقراطى؟

كيف يستطيع التخلى عن إلتزامته فى إتفاق سلام نيافاشا ذلك أن التحول الديمقراطى من القواعد الإساسية للاتفاق

و التى تضمن التبادل السلمى للسلطة؟


ماذا سيكون رد فعل الأحزاب ، المنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى على هذا الإنقلاب السافر على

الدستور؟

بداء السيد مبارك الفاضل ،"حزب الامة - الاصلاح والتجديد" يوم امس "حسب جريدة الصحافة بتاريخ اليوم

السبت " حملته الإنتخابية بليلة سياسية حاشدة كشف فيها عن( تكوين لجنة تحضيرية لمتلقى جوبا الذي دعت اليه

الحركة الشعبية) واوضح ان رئاسة اللجنة أسندت اليه، وتضم في عضويتها ممثلين لاحزاب:


1 - الامة القومي

2 – الشيوعي

3 - حق

4 - البعث

5 – النقابات
.

وأعلن فى ندوته، (ان اللجنة اتفقت على اجندة الحوار مع «الحركة الشعبية» لملتقى جوبا للخروج برؤية متفق

حولها ستطرح خلال المؤتمر المزمع عقده في واشنطن في الثالث والعشرين من هذا الشهر الجاري).


وخلافا لخبر ورد بجريدة الصحافة نفسها بتاريخ يوم الخميس الموافق 04 / يونيو 09 العدد 5725 تحت عنوان

" لقاء يجمع مسلحي دارفور والمعارضة في جوبا بالسبت" كان ذلك الخبر قد أعلن ان الملتقى أو المؤتمر سيبتدئ

اليوم السبت 06 /06 /2009 إلا ان السيد مبارك الفاضل قد توقع له أن يبداء أعماله فى العشرين من الشهر

الجارى

كما كشف السيد مبارك الفاضل ان الملتقى أو المؤتمر سيناقش الأتى:

1 - ورقة بالزام الشمال باتفاقية نيفاشا للسلام

2 - قضية الوحدة الجاذبة، والامن والسلام الاجتماعي

3 - نزع السلاح

4 - اوراق حول التحول الديموقراطي

5 - اعادة اجهزة الدولة

6 - المسألة الاقتصادية

7 - ورقة للسياسة الخارجية تبعد البلاد من شبح المواجهة مع المجتمع الدولي.

مراجع :


1 - جريدة الرأى العام التاريخ: الأحد 31 مايو 2009م، 7 جمادي الآخرة 1430هـ

* البشير يحذر الحركة من قفل الجنوب أمام القوى السياسية

2 - جريدة أجراس الحرية بتاريخ : الأحد 31-05-2009

3 - جريدة الصحافة لأحد 31 مايو 2009م، 7 جمادي الآخرة 1430هـ العدد 5721

* قانون الصحافة ..... أليس الصبح بقريب ..!؟

4 - جريدة الصحافة الصادرة صباح اليوم الأثين 01 / 06 / 2009 العدد 5722

5 - جريدة أجراس الحرية بتاريخ : الإثنين 01-06-2009

* الحركة: سنقاوم أي محاولات لمصادرة الحريات بالشمال(نزعته الرقابة الامنية

6 - جريدة الصحافة الخميس 4 يونيو 2009م، 11 جمادي الآخرة 1430هـ العدد 5725

* لقاء يجمع مسلحي دارفور والمعارضة في جوبا بالسبت

7 - جريدة الصحافة السبت 6 يونيو 2009م، 13 جمادي الآخرة 1430ه العدد 5727

* مبارك الفاضل: مخرجات ملتقى جوبا أساس لمؤتمر واشنطن