يوم الخميس الفات الليلة ياحليلو -البحث عن (جن) او نظرية الموت (غناءا)

يوم الخميس دائما يا جماعة , دائما يوم مختلف
والخميس عندنا المختلف ده , ممكن يكون جمعة عند ناس تانين
حتى المنتدى فى اليوم الأخير من الأسبوع , يعنى قبل الويك اند
مباشرة -سواء كان خميس او جمعة -تلقاهو براهو , يا دوبك
زول فى الكنبة القدام , وزول فى الكنبة الوراء , عايز تنوم
عايز تتمدد , تقلع جزمتك , وأذا الشراب نضيف , كمان ممكن تحشروا
جوة الجزمة وتترطع اصابعيك بمزااااج
ليه يا ربى يوم الخميس دائما ايقاع الزول مختلف ؟؟اول شىء (ايقاع ) دى
ذاتها يعنى شنو ؟؟فى زى (تكتكة ) داخلية كده جوة اى بنى آدم
اذا حصل فيها اى اختلال غير معتاد , مزاجك يتعكر وتحس بى توتر
وقرف , بعرف واحد صاحبى ما بيعرف يضوق النوم لو المنبه الجنبو ما كان شغال او بطاريته نزلت , المنبه بتاعو ده من النوع البتسمع تكتكات مؤشر الثوانى بتاعه لو انت نائم
فى الأوضة التانية , التكتكات المزعجة بتاعت المنبه القديم بتاع صاحبى ده , بقت
ليهو الأيقاع المعتاد للنوم , يعنى زولنا ده بينوم بالمنبه عكس خلق الله كلهم
اللى بيصحو بيهو , اها شقتوا الأيقاع ده , وقع ليكم يعنى ؟؟

ولو وقع ليكم ايقاع صاحبى ده , فأى ايقاع تانى انتو ما عنكم مشكلة فيهو ,
يعنى الخلفيات الموسيقية البنلقاها دائما فى الفنادق الفخمة , ايقاعات
حسية معتادة تنشد كسر حدة ايقاع الحياة الحاد والصاخب لنزلاء الفندق , كما ان للمرأة
(ست البيت ) ايقاعها المعتاد داخل المنزل , تلقاها شادة حلتين تلاثة فى
نفس الوقت , والغسالة مدورة فى الحمام , الفرن برضو فيهو صينية , كمان هى
واقفة تغسل فى العدة , وبرضو ممكن تكون بتمسح فى السيراميك , ده كلو
فى رتم متناغم ومنتظم وموزون وعلى ايفاع (القطيعة ) مع واحدة من صاحباتها
فى التلفون (الويرلس) , وبمجرد ما الراجل يجى داخل من الشغل , ويعمل فيها
عاوز يساعدها فى حاجاتها الكثيرة البتعمل فيها فى وكت واحد دى , يقوم يلخبط ليك
ايقاعها ويبشتن ليك الرتم الأعتادت عليهو , المحادثة التلفونية تتقطع , الحلتين تلاتة يتحرقوا
ويروحوا فى حق الله , الغسالة تقيف , ريحة الفرن تطلع , والسيراميك المبلول يبزحلق ليك الراجل
يكسر ليهو ايد ولا كراع
لخبطة الأيقاع جريمة لا تغتفر

والبنى آدم يا جماعة , زى ما عنده ايقاع , عنده كمان (ذاكرة ايقاعية )
ودى اشد انواع الذاكرة شدة وقوة وتأثيرا , ولو اتخيل ليك انك نسيت
ذاكرتك الأيقاعية , فأنت غلطان , لأنها من اقل تحفيز وتنشيط , مقصود
ولا جاى صدفة , تلقى ( ذاكرتك الأيقاعية ) هاجت وملتك للحلق ودموعك جرت
وحالتك بقت حالة , جرب كدى يوم جمعة اصحى بدرى وحول مؤشر الديجتال عندك
لأذاعة امدرمان , لو لحقت حقيبة الفن اكيد بعدها حا تسمع ما يطلبه
المستمعون , والباقى تموا براك , اذاعة امدرمان يوم الجمعة الصباح تمثل
ذاكرة ايقاعية لمعظم السودانيين ان لم يكن كلهم
وتنظيم الأيقاع وضبطه عمل ما ساهل ابدا , فى كل المجالات يلزم ان يتواجد (احدهم ) للقيام بمهمة ضبط الأيقاع هذه , فى المكتب , فى المصنع , فى الدكان , فى زريبة البهائم , فى مخقر
الشرطة , عند الميكانيكى فى الورشة , فى كل حتة لازم زول يأخذ باله
من ايقاعها ورتمها و لأنو لو اختل , فان الأمور كلها تكون اتلخبطت والنتيجة
صفر كبير , (ضابط الشرطة ) ما سمى (ضابط ) الا لأن مهمته هى ضبط ايقاع الشارع
والمجتمع , اما بتاع (البنقز ) الشايفنو فى الأوركسترات ومستصغرنو وقايلنو الأقل
اهمية من بين افراد الأوركسترا , فهو اهم افرادها على الأطلاق , فعدم وجوده او حتى
عدم ضبطه للأيقاع سيحول الأغنية الى نشاز وقد يخرجها من الزمن , فى الحفلات العامة تلقى ناس (شتر )
يتراقصوا ويصفقوا , اها ديل بيعذبوا ليك الفنان جنس عذاب , وعذابهم لى بتاع البنقز (ضابط الأيقاع )
بيكون كمان اكبر
ما سمعتوا المرحوم عبد العظيم حركة بيكورك وسط الغناء ويقول
خليك مع الزمن يا

طيب يا جماعة , اها عرفنا ايقاع الزول الماشى عليهو , يصحى من
النوم مبرمج يودى الأولاد المدارس , يمشى الشغل , يرجع من الشغل
ينوم , يصلى , يأكل , يمشى يلقط اللبن والحليب والشاى والبسكويتات
والخضار واللحمة , يحضر الكورة ويتناقش فى السياسة ويذاكر للأولاد وتانى يرجع
ينوم , كل يوم كده , نفس التفاصيل والمهام , رتابة شديدة وملل لا نهائى
يجيك آخر الأسبوع , تشعر انك داير تطلع من علبك , لا عايز تأكل زى امبارح
ولا عايز تشوف الناس الشفتهم امبارح , بى مزاجك عايز تكسر ايقاعك وتفتش عن تغيير منشود
ليك وللناس الحواليك , الأولاد عايزين يطلعوا ويغيروا جو , طيب مالو , ما يطلعوا
المدام دايرة تمشى السوق ولا عندها زيارات , طيب مالو ما تمشى !!لكنك مع كل ذلك تبحث عن
شىء مختلف , حاجة فعلا تجيب ليك الدهشة الغائبة , تخليك تستقبل السبت الجاى
وبطاريتك مليانة , ملى البطارية ده يا جماعة مهم جنس اهمية , لو وصلت يوم السبت
وبطاريتك (فاضية ) فالأسبوع الجاى كله راح عليك , مديرك حا يبهدلك لأنك ما سويت ليه
التقرير المطلوب , ووليداتك حا يمشوا المدارس متأخرين , والمدام حا تقول ليك
انت مالك الليلة مسيخ كده
ده كله عشان تتجنبه , لازم تكرب خميسك , بطاريتك دى , اهم شىء عندك , توفر ليها
الشاحن بأى طريقة , وماتخاف نحن معاك , فاتحين البوست ده مخصوص عشان نوريك اساليب وفنون
ملء البطاريات عند نهاية الأسبوع
والله تسمع كلامى ده , بطاريتك تتحسسها يوم الأربعاء , تلقاها زى الكأنك
يا دوب مليتها امبارح , غريندايزر بس
خلوكم معاى اخير ليكم

ولو البنى آدم ده فى دنيته بقى طول ايام الأسبوع عاقل وسيد
العاقلين كمان , عاقل يعنى ماسك دربه عديل , يتوخى العقل
والعقلانية والأتزان فى كل خطوة وتصرف , لذا فاننا ان سمينا هذا (تعقلا ) وارتضيناه
فخلونا نسمى الدهشة البنفتش عليها يوم الخميس (جن ) , يعنى بالمختصر المفيد
انا يوم الخميس ده , ان شاء الله اجن , وازيد فى الجن , مش انتو جنونى يا احباب ؟؟
ولمن يوم الخميس تحتار , وتنوم وتنوم وتنوم ونكمل النوم , ولمن تصحى تلقى قوائم
البرامج المقترحة كلها سابحة فى بحر الرتابة , من حقك تفتش ليك درب (جن ) يجننك
ويقوم بيك , يدهشك , يلمس عندك وفيك حاجات جديدة
والجن بتاع الخميس البقصدوا يا جماعة , هو درجة عالية ومتقدمة من حالات (الذوبان )
ان افلحت فى الوصول اليها فأنت الكسبان , وهذه الحالة (الجنونية ) مؤقتة وكمان
اختيارية و يعنى تجن على كيفك وبأختيارك ورضاك , مش احسن من ما يجننوك غصب, وفى رواية
اخرى ممكن نقول انها حالة هياج مؤقت للمشاعر تقور فيها وتنتفض , وهذه الحالة من الأهمية بمكان
لأنها تسهم فى الوصول وتكوين حالة من التوازن النفسى المطلوب دائما , لذا فلا تتردد فى ان
تجن , على الأقل يوم الخميس , وليك علينا تمر فى البوست ده طوالى تلقانا (مجنونين جن )
ونبذل مافى وسعنا عشان (نجننك معانا )
بتجوا تانى البوست ده ؟؟!!!

ومصادر الجن الخميسى البنفتش ليهو ده , كثيرة ومتعددة , كلها
جواك , حتى لو فأجأتك وجاتك من برة , فبقليل من التقليب , تلقاها
كانت جواك , نايمة يمكن , لكنها جواك , وانت ما بتحتاج فى الغالب
لتأثيرات خارجية عشان (تجن ) , لو فى تأثير فده بس بيمثل دور المحفز
الكاتاليز يعنى البساعد على التفاعل دون ان يشترك فيه , عندك مثلا الشعراء
والفنانين , لمن يضيق بيهم الحال , وتبقى الدنيا ما لذيذة فى عيونهم , فيها
ضجر وسأم وكآبة , تلقاهم بس يقعدوا يتذكروا ويتذكروا , يطلعوا ليك بلاوى
وأنت او انا او اى زول تانى , مهما كانت درجة احساسه وتذوقه , فأن فيك نقطة
او حد معين , لو وصلته براك ولا واحد ساهم فى وصولك ليهو , فأنك تتلاشى وتذوب
طيب , ده ما ياهو الجن الأنا بقولوا ذاتو , ترتاح فى اللحظة ديك , وتشعر بانه الحاجة
العملت فيك كده دى , حاجة عظيمة , والشعراء والفنانين , بيفرقوا عننا انهم بس
بيوصلوا للحتة دى اسرع , وانتاجهم الطلع من وصولهم لنقطة الذوبان تلك , بيكون بالنسبة لينا
عامل جن محفز , عشان كده فالكلام الحلو المدهش , بيجنن اكيد , ان لم يكن كتابة وتأليفا
وتلحينا , فعلى الأقل استماعا وتذوقا واستحسانا
وأى زول فى الدنيا دى , عنده لحظات (مخزنة ) جواهو يستمتع بتذكرها , وابسط كلمة تطلع منك
لما ترجع لى مخزنك ده , تلقى نقسك بتقول , يا الله !!!وممكن بعد شوية الدموع تحرى , اها الشعراء
والفنانين دموعهم بتجى مارقة كلام سمح ومنظوم
كلامهم ده , ياهو جننا المنشود
اصبروا على , راجع ليكم

ولو ان هناك غناء فى الدنيا يمكن اعتباره مخزنا متجددا للدهشة
لكن هو الغناء السودانى دون جدال
زخم ما اعتيادى
تنوع مبهر
ايقاعات عدد لا يستهان به
لم يمارس فيه اقصاء ولا ابعاد الا مؤخرا ولكن دون نجاح يزكر
غناء فى الشرق
وغناء فى الغرب
ابداع فى الشمال
وثراء فى الجنوب
حتى غناء الوسط انصهر فيه الجميع بين العاجكو ورقصة السيف
بين رطانة زكى عبد الكريم وفصاحة وردى البعد رطانة
وسر الأبداع الغنائى السودانى مع الأيقاعات المميزة
هو زلك الجدول الرقراق من الكلام الجميل , المموسق , الشفاف
القادر على انو (من ترديده يخلى خميسك (غير ))
فعشان كده , وتضامنا مع البوستات المرفوعة والبتناشد سيد الحوش
لأرجاع وفك اسر امكانيات الغناء فى هزا المنبر
ولغاية ما يكون الكلام ده ممكن يا طارق جبريل
نغنى هنا بى مزاج .نجن ونجنن البيجينا
ونقعد الكلام السمح فى حتته
نفصفصه ونقزقزق بيهو , ونفهم لون الزول الكتبوا
ونحاول ندبهو من لونا
نضفى عليهو من احساسنا
ونلبسو ثوب الدهشة اللى هو سيدها واساسها
اولا واخيرا
مستعدين تجنوا ؟؟

ولو ارتضينا الغناء كمعبر جن نستعين به ايام الخمائس لنملأ انفسنا بالدهشة والجمال
فأن الغناء السودانى يمكنك من ان تفعل زلك من طرف , لست محتاجا انا هنا لأى ترتيب او تجهيز
, زمان كنا بنقول ليك جيب شنطة شرائط الكاسيت بتاعتك ودخل يدك جوة الجراب وابدأ مشوار الدهشة
دون تحفظ, الجماعة هسى قالوا الشغلة ما محتاجة , آى بود صغيرونى او مشغل ام بى ثرى يتولى هو كل
الشغل وينقلك (كما بساط الريح ) تحمل الدهشة حينا , بينما تحملك هى على جناحيها احيانا اخر
وعندما تصل لهزا الأكتشاف , فانت محتاج لى سواق يودى الأولاد وامهم مشاويرهم يوم الحميس , بينما
تتفرغ انت (للجن ) بمزاج , الليلة بالمصادفة اربعاء , لكنها عندى كالخميس , مش على كيفى ؟؟!!
ومزاجى عالى وعاوز اجن , يا لحقتونى يا ما لحقتونى , العايز يلحقنى , كان عايز يجن معاى
حبابو عشرة , كان عايز يقول لى يا زول اعقل وماعارف من جنس الكلام ده و اليرجع من دربو ده
قولوا للناس جميعا , اننى مرقتها (للربا والتلاف )

لاشك انكم اطلعتم قبل فترة , على قصة البنية الأمريكية زات الثمانية عشرة ربيعا
, البنية دى قالوا ليك عاشت 118 يوم بدون قلب , بدون قلب هنا ليست مجازا لغويا كالزى تعودنا
على استخدامه بحثا عن بلاغة لغوية , لا بدون قلب يعنى بدون قلب فعلا , بدون اى رمزية او شاعرية
ولكن لمازا الأستغراب , فالقلب ماهو الا مضخة , طلمبة يعنى , ترفع الدم وتنزله , تشريحه الفسيولوجى بيقول انه مكون من اربعة غرف
أزينين وبطينين , بيناتهم صمامات تفتح وتقفل , بيناتهم شرايين بتودى وأوردة بتجيب , لكن فى ناس بقى عندهم راى فى التشريح الفسيولوجى ده , قالوا القلب فيهو حاجات تانية , منهم زيدان ابراهيم الضعيفونى ده , الهواء كان جا شديد تخاف على
زيدان ابراهيم يروح معاهو , وبعد ده كلو يجى ويقول ليك (كمان واثق من نفسه ) , انو القلوب , مع الشرايين والأوردة
كمان قال ليك فيها (كنوز محبة )
لما تشتاق للمشاعر تملأ دنياك بى عبيرها
لما تشتاق للعواطف تنسجم تلبس حريرها
ابقى اسأل عن قلوبنا
تلقى فيها كنوز مجبة
تلقى فيها بحور حنان
تلقى فيها الشوق يغنى
وتلقى فيها الريدة فاردة جناحها تشتاق للربيع

لما تقسو عليك ليالى الوحدة والليل يخلى بيك
والنجوم تلمع بعيد تسخر من السهران وحيد
برضو أسأل عن قلوبنا تلقى فيها كنوز محبة
انت ما برضك حبيبنا والحنان الفى قلوبنا
اصلوا نابع من عيونك
والمحبة الفيها لو ما انت ما كانت محبة
وكل اشواقنا ومشاعرنا وأحاسيسنا النبيلة
انت ما اهديتا لينا
كيف نضيع احلى ما اهديت يا غالى

انها قصيدة وكلام رائع , يتمرد على كل قوانين الفسيولوجى والتشريح , يجعل من كنوز المجبة وأرطال الحنان
واطنان الأشواق والأحاسيس النبيلة , موجودة جنبا الى جنب مع الدم المؤكسد الطالع وغير المؤكسد النازل
عبر الصمامات والأوردة والشرايين .
ان فيها من مظاهر الجن الزى نبحث عنه الكثير والمثير , لزا فاننانسجلها كمحاولة جن اولى , حتى ازا
ما شعرنا بعد قليل , ان تأثيرها تلاشى وعدنا عاقلين , بحثنا عن (جن جديد )

منصور هاك الجن ده

قالوا علي شـــــــقي وجنون
صحـــــــــــــيح مجـــــــــنون
انتي جنـــــــــــوني ياحــلوين
انتو لي قلــــــــبي زاد عمرو
وليه المنـــــــــيه والســـــلوه
دمــــــــــــــــوعي عيـــــون
عيون لو شافه عطشانه
سنين يــــــــــــــــــــــروى
وليه ما اجــــــــــــــــــــــــــــــن
الليل البشيل الناس بشيل هموم
اقاسي مرارة الوحــــــــــــــــده
واقــــــــــــــــــابل لوعة المحروم
اتعــــــــــــــــــــــــــــــــذب سنين
ما ذقـــــــــت طــــــــعن الـــنوم
كـــــــــــثير يا زول كثـــــــــــــير
امثالي من هــــجر الحبيب جنوا
ان شاء الله اجن وازيد في الجن
وانتو تجــــــــــــــــــــافوا ما تحنوا
ايه انا عنــــــــــــــــــدي في الدنيا
فــــــــــؤادي انــــــــــــــتو مالكنو
شبـــــــــــابي الكنت بحلف بيهو
دمـــــــــــــــــــرتوه من بــــــدري
ليكم يا حــــــــــــــــــسان الحور
هديت الباقي من عـــــــــــمري
انتي بتقولي اصـــــــــــــــــــــبر
الصبر كـــــــــــــــملتو بصبري
بساهر الليل براي بساهر الليل
بشوق السنين مــــــمكون
اتحسر واشيل الـــــــــــــهم
الا يوم بكره كيف حـــــيكون
دموعي الدمعا باريـه الدمعة
وانتي بتقولي مجـــــــــــــنون
وحات الذقت في ريدكم صحيح
شقي ومجــــــــــــــــــــــــنون

الكحلاوى يا رشيد فى هذه الأغنية الرائعة , يقدم بيان بالعمل
للذوبان الأدائى المتميز , تسمع الأغنية , واذا كانت حالتك النفسية
تسمح بالتمعن والتدقيق , فأنك لا تملك الا ان تضع لها سيناريو
تخيلى لقصة ما وتفاعل ما حدث فى مكان ما فى زمان ما , نتيجة كل تلك
التداعيات , جنون وتسامى لحظى لذيذ وجميل ومعبر
نرحب بجن الكحلاوى ونضمه الى رصيدنا المجتوت , شاكرين وقدرين
حرصكم على (جننا )

عبد الكريم الكابلى , يا جماعة الخير , فنان مختلف اوصيكم به
كل خميس , عندما يكون مطمحكم فى الدنيا فى نهاية اسبوع ما , ان تتلمسوا داخلكم
وجواكم , احساسا جديدا مختلفا , فعليكم به , خاصة ان كان لديكم فكرة
(شروع فى جن ) , عند الكابلى تثبت نظرية مهمة تقول ان اى قصيدة او كلمات حلوة
, انما تحتاج فى الأساس الى صوت زى صوته , واحساس زى احساسه , وتطريب زى العندو
او كمان خلينا نختصر الكلام ده كله ونقول بتحتاج لى (جن زى جنه ) لتظهر وتتضح لديك
معانى الكلام وتشربها فى (حنانك) شراب
ابو فراس الحمدانى مثلا عندما قال (معللتى بالوصل والموت دونه ازا مت ظمآنا فلا نزل القطر )
فقد قالها فى ظرفها الزمانى والمكانى , ولكنه ان عاد اليوم واستمع اليها من كابلى فسيعرف
انها قد بعثت بعثا جديدا . فنحن عندما نقرأ هزه القصيدة تعجبنا ولا شك , يدرسوها لينا فى المدرسة
تكرهنا وتعزبنا , يقعدوا يمتحنوك فيها حفظ وبلاغة وقواعد وفاعل ومفعول ومضاف ومضاف اليه وتشبيهات واستعارات
, تمشى تسمع القصيدة نفسها عند سيدة الغناء العربى ام كلثوم , تزداد عندك مفاتنها (مفاتن القصيدة مش الست ام كلثوم )
وتظهر ليك تعرجاتها وبلاويها فتستمتع غاية الأستمتاع وتستغرب غاية الأستغراب انك ما جبت الدرجة الكاملة لمن امتحنوك
فيها ليه !!؟؟

اها , تجى بقى وربنا يهديك تسمعها من (كابلى الجن ده ) , بى صوته وبحته
واداؤه الراقى واحساسه العالى , تلقاهو بيأكل فى معانيها اكل , يوصلها ليك (درب ) عديل كده
وازا ما انتقلنا خطوة للأمام , والكلام مايزال عن الكابلى فى مشروع جننا الخميسى ده
فكمان لمن دخل مع على محمود طه المهندس عالم (فينيسيا ) المدهش , فأن ردهات البندقية
تلك المدينة العائمة , تنتقل من روعة الى جمال , ومن جمال الى دهشة و ومن دهشة الى اسر ,
ومن اسر الى استسلام , وبعد االأستسلام طبعا انت عارف بيحصل للمستسلم شنو , زولنا على المهندس ده
بصراحة بالغ عديل فى كلامه القالوا داك , ولمن اتلعبت مباراة الاداء والتطريب لى كلام اصلا براهو
ما ناقص طرب , فأن الفوز والتفوق الوجدانى كانت للكابلى ولا شك ,(طبعا مع اداء محمد عبد الوهاب لها ), القصيدة براها زى ما قلت ليكم
فيها لحن جوانى , مصنفة عند فاروق جويدة اصلا بأعتبارها من وجدانيات الشعر العربى وأنها
من اجمل عشرين قصيدة حب عربى
وبعد العظمة دى كلها , كابلى الجن ده لقى عظمة اضافية من وين يزيدها للكلام داك انا ما عارف !!
سمعتها -اى القصيدة الملحنة -زات خميس من خمائس ربنا , قامت بى طبعا و كانوا جمبى وليداتى الصغار
اضانهم طبعا ما متعودة على اليسا ونانسى عجرم وكده , لمن استغربوا اندماجى وزوبانى واحساسى بالكلام واللحن والأداء
بينى وبينكم استئت اولا , ثم سرعان ما تحول الأستياء الى (غيظ ) , وتحول الغيظ الى محاولات شرح (مغتاظة )
ومنفعلة لنقل احساسى اليهم

اين من عينيا هاتيك المجال يا عروس البحر يا حلم الخيال
اين عشاقك سمار الليالى اين من واديكى يا مهد الجمال
موكب الغيد وعيد الكرنفال وسرى الجندول فى عرض القنال
رقص الجندول كالنجم الوضىء فأشدو ياملاح بالصوت الشجى
وترنم بالنشيد الوثنى هزه الليلة حلم العبقرى
ايها الملاح قف بين الجسور فتنة الدنيا واحلام الدهور
صفق الموج لولدان وحور يغرقون الليل فى ينبوع نور
مر بى مستضحكا فى قرب ساق يمزج الراح بأقداح رقاق
قد قصدناه على غير اتفاق فضحكنا وابتسمنا للتلاقى
انا من ضيع فى الأوهام عمره نسى التاريخ ام كنتى زكرى
غير يوم لم يعد يزكر غيره يوم ان قابلته اول مرة
قال من اين واصغى ورنا قلت من مصر غريب هاهنا
قال ان كنت غريبا فأنا لم تكن (فينيسيا) لى موطنا
وهو يستهدى على المفرق زهرة ويسوى بيد الفتنة شعره
من محب لف بالساعد خصره ليت هزا الليل لا يطلع فجرا
قلت والنشوة تسرى فى لسانى هاجت الزكرى فأين الهرمان
اين وادى السحر صداح المعانى اين ماء النيل اين الضفتان
آه لو كنت معى نختال عبره بشراع تسبح الأنجم اثره
حيث يروى الموج فى الأجسام نظرة حلم ليل من ليالى كليوباترا
اى حلم من لياليك الحسان طاف بالموج فغنى وتغنى الشاطئان
وهفا كل فؤاد وشدا كل لسان هزه فاتنة الدنيا وحسناء الزمان
وأنا فى زورق مستلهم من كل فن مرح القيثارة يختال بحوراء تغنى

الوتيرة العالية بتاعت الوله والعشق دى , عشان ترتفع لمستويات تجلى اكبر
كانت محتاجة لباقى الليل كله , عند اخونا على محمود طه المهندس مع اداء كابلى الرائع
عشان توصل (الجن حده) , اوصاف بليغة بسيطة تأخد صيغة السهل الممتنع , بكاء شديد طبعا حزنا على تضييع
العمر فى الأوهام , اوهام قديمة زمان اضافة لأوهام جديدة يستعد للوقوع فيها بطوعه وأختياره , قالت ليهو انت من وين ؟؟
قال ليها (غريب والغربة اقسى نضال ), قالت ليهو والقال ليك انا مولوده هنا منو ؟؟!!اما اكثر حته (مجننانى ) قى
الكلام ده كله , المفرق المختوتة فيه الزهرة !!يا ربى وين ؟؟ولو كتب لى ان اقابل هزا المهندس لسألته اى مفرق يقصد؟؟!!
مفرق مدنى مارنجان ؟؟ولا مفرق كسلا القضارف؟؟ولا يا ربى مفرق تبوك المدينة الممكن لو جليتو تضيع باقى اليوم تفتش
فى الطريق , اما (لفة الخصر بالساعد ) , فدى بخليها لى جنكم يوم الحميس ده , يا ربى حا تقدروا تتجلوا زيوا وتقولوا
(اريتو الجمعة دى ما تجى ) , ام ان هزا لا يغدو ان يكون (كلام شعراء غاوين ساى)

ثم ما يلبث ان يصل اداء عبد الكريم الكابلى لكلام على محمود طه المهندس
زلك الجميل المموسق , يصل به الى قمة التوهان والجن المنشود -الأنحن بنفتش ليهو فى
خميسنا ده , وعندما (يجن الليل ) ويقرب خلاص يكمل , تجده مناجيا للمياه المحيطة
به من كل جانب , الحوالينو فى كل مكان , متخيلا اياها نيلا يجرى , فيسأله عن حبيب
غائب , حبيب (تائه يا اولاد الحلال ) , معددا مواصفاته , ثم لا ينسى بعد ده كله, ان يعيد
سؤال الموية وضفاف النيل المنسوج من وحى الخيال , بالله لو لقيتوه او مر عليكم
ركزى فيه زيادة عشان توصفيهو لينا تانى , هى الموية بتتكلم يا انت و ولا انت الموية
والجو قاموا بيك
يا ضفاف النيل بالله ويا خضر الروابى
هل رأيتن على الشط فتى غض الأهاب
اسمر الجبهة كالخمرة فى النور المزاب
ان يكن مر وحيا من قريب او بعيد
فصفيه واعيدى وصفه فهو حبيبى

يا على محمود طه المهندس يا جنية , ويا كابلى يا جنينة
اريتنى لو كنت معاكم

امس عصرا , وانا راجع من المكتب للبيت , صادفتنى اغنية قديمة للمرحوم احمد
المصطفى , عيونى هم السبب فى ازايا وهم الأعيونى , عندما يتهم احدهم عيونه بأنها
سبب الأزية , الحل شنو يا ربى ؟؟!!نبطل نشوف ولا نعمل عميانين , فالعيون هى فتنة كل
ابناء آدم وحواء , والأمر ليس مقصورا على الألتقاء العاطفى بين زكر وأنثى , او آدم
وحواء عموما , فالأمر اعم من كده بكثير , لو تحدثت مع اى بنى آدم فى الدنيا وتلقى
بسهام انظارك وتوجهها الى عينيه (مباشرة ) , غض النظر عما ازا كان هزا الشخص الزى توجه
اليه هزه السهام متحدثا او مستمعا , فانك انما تعريه وتصل الى دواخله فورا , وربما تكون
بزلك سببا مباشرا فى ارباكه او تثبيثه , فى صدقه او كزبه حسب حالته النفسية وقصده من
التحدث او الأستماع اليك

والعيون يا اخوانا هى بداية كل شىء ونهايته ايضا , ان بسبب النظر
منها او النظر والتمعن فيها , ولها لغة لا تخطىء ابدا , وهى لغة حلوة
(احلى الكلام لغة العيون ) , لا تحتاج لترجمة او تفسير , يفهمها الكل
ومفرداتها واضحة ليس فيها مجال لألتباس , لا تحتمل تفسيرين , هزا مع الأخز
فى الأعتبار ان قراءة لغتها تتطلب ادوات قد لا يمتلكها الكل
عموما فلو ان احمد المصطفى قال يا ريتنى لو ماكنت شفت , خوفا من الأزية
التى كانت و فأن غيره قال (ان لمعانك سحرنى وزاد خفقان قلبى ليه يا عيون )
يعنى شوفوا هنا العيون عندها فعل رياضى كمان , تخليك تلهث زى كأنك جاكى ,
يعنى بسبب نظرة ممكن تفقد ليك كيلوين ثلاثة , ولكن برضو ده كله هين , عائشة
الفلاتية وصلت اثر العيون لى حدها المارقين ليهو يوم الخميس وكل خميس , لمن
بدت اغنيتها (يا حنونى وعليك بزيد فى جنونى الللليييييلالالالا), ولم تملك الا
ان تختم تلك الحنية البتجنن بكون ان فعل جنون الحنية والعيون الجميلة قد وصل مداه
بأن تسبب فى (سحبت موية بصرى وعميت عليا عيونى )
اللللييييلالالالالا
يا جماعة كل زول يلم عليهو عيونو , من النظر بيها لموها , وكمان لو كانت من النوع
الغزلانى الفتاك , فمن النظر اليها (دسوها وخبوها ) , ولكم ان تعلموا ان (النور الطويل كله ازية)
ورجال المرور العاطفى فى كل انحاء الدنيا , اقصى تدخل ليهم فى حوادث العيون المنتشرة فى كل
الطرق والحوارى , خاصة فى ظل عدم وجود ت\امين يغطيها , كل الحايقدروا يقولوا ليكم
كل واحد يصلح عربيته

قال شنو
قبل ميعادنا بى ساعتين
ابيتو انا وابانى البيت
اغالط نفسى فى اصرار
واقول يمكن انا الماجيت
معقولة بس ؟؟؟!!!!!!
جن يجننك ان شاء الله !!!

يعنى هسه زولنا ده , جاى قبل الميعاد بى ساعتين !!!!!
مية وعشرين دقيقة يعنى
جنس فراغ وقلة شغلة
ولو قبلنا -على مضض - فراغه وقلة شغلتو دى
معقولة بس نقبل انو (يجن لينا ) وهو قاعد فى كرسيه ده , يقول يمكن انا الما جيت
يا راجل معقولة !!!يا اخى انت جيت ليك ساعتين , من الوكت داك وانت مرمى فى الكرسى بتاعك ده
ضربت ليك ما عارف كم فنجان قهوة , والله انت جيت , هى الما جات , يجوز المواصلات , ابوها حماها
جوهم ضيوف فجأة و ارحم نفسك يا اخى و وبعدين ما تتدفق قدر ده وتكب (الكبكبيه ) من غير حساب
خليك راجل صنديد , ما سمعت اخونا اسماعيل حسن (زمن الرجال البيكسروا العناقريب ) , اها اسماعيل حسن
زولتو مش ما جات وهو منتظرها ليهو ساعتين قهوة ورا قهوة !!لا , قالوا ليك دى بس اتاخرت ليها ما عارف
ربع ساعة كان عشرة دقائق , قام قطع ليك فيها كلام رجال زى الدهب
قال اسماعيل حسن

بعد ايه جيت تصالحنى بعد ايه بعد ما ودرت قلبى الكنت فيه
جيتا تبكى جيتا تشكى لى ليه
اعتزارك ما بيفيدك ودموعك ما بتعيدك
العملته كان بأيدك انا مالى دخل فيه
انا خلدتك بشعرى فى زمانك انا غنيتك وكان كله عشانك
كان جواى منك صدودك وهوانك انا استاهل وضعتك فى مكانا ما مكانك
روح القدر بى نفسه ما بيبكى عليك
جيتا تبكى وتشكى ليه
جيتا تائب يا حليلك والفؤاد ملكوه غيرك
ربى يعدل ليك طريقك ومناى فى الكون عديلك
ونهاية الخير مصيرك اصلى عهد العشرة ما اتنكرت ليه
ضيعوك ودروك انت ما بتعرف صليحك من عدوك
استغلو الطيبة فى قلبك وبى اسم العواطف خدعوك
حتى من كلمة حنانهم وودادهم حرموك
الله ياخد ليك حقوقك ويجازى الظلموك


اننا وان اقرينا باننا مارقين للربا والتلاف , نفتش بأيدينا وارجلنا وحواسنا الخمس
عن جن ودهشة وجمال , الا اننا لا نقر جن التسكع وقلة الشغلة والأنتظار فى المقاهى
بالساعات الطوال ومناجاة النفس فى الفارغة والمليانة لدرجة مغالطة النفس فى منو
جا ومنو ما جا , ولكن كلام الصنديد اسماعيل حسن والحان المجنون جن محمد وردى
الزى ينتج فى ما ينتج عند التقاؤهما معا هزا الأنتاج المليان بالأحاسيس الأنسانية
التى تسهم فى جنونك بينما تحتفظ هى بعقلها فى كامل الأتزان , فاننا نحبها ونعشقها
ونزوب فيها ونترك لها (قياد ) انفسنا دون خوف

وبعض الجن (يريحك ويجعلك تشعر بالسعادة )

بواكير العلاقات الغرامية بين الجنسين بها الكثير من البهارات والتوابل
ان بقصد او جاءت هكزا عفو الخاطر , الحب الأول عند العديدين هو ما ارتبط باللقاءات المختلسة
المسروقة والتى تتخبى من نظرات الناس والجيران , من متابعات اصحاب الدكاكين الجالسين
على كراسيهم فى الضللة يراقبون الغادى والرايح , اعينهم (نجيضة ) تعرف من جاء ليشترى زيت
فعلا وهو يحتاجه , او من جاء او جاءت تتسبب بالحوجة لشىء (اى شىء) بينما هى تتلفت او هو يتلفت
يمنة ويسرى حتى ازا ما تحقق الوعد وتم المراد بدا ان زلك انما حدث بالمصادفة البحتة , ولكنهم لا
يدرون و ان بتاع الدكان يعرف , والنجار الفى الناصية كزلك , وبتاع البنشر الفى طرف الشارع برضو
كلهم يعرفون ويبدون كأنهم لا يعرفون , وبعد كل زلك يتعجب الطرفان ان كيف زاع الخبر وانتشر
هو احساس لازم لجماله النفسى الزى يضفى غموضا مفتعلا للعلاقة يتحجج به الطرفان , حتى ازا سألته يوما
انت بتاع الدكان ده بقى مجرد ما يشوفنى بقى يقول لى (عصام ) هسى دخل البيت وقال راجع بعد شوية
لمن بقيت اقول ليهو , وانا مالى ومالو , مالى ومال عصام تعنى , ويكون هزا الخبر وهزه المعلومة
مثارا للنقاش والنقار للقاء او لقاءين , وكلاهما سعيد ومغتبط
الحسين الحسن , بالحان الكابلى قال وابدع

حبيبة قلبى تفشى الخبر
زاع وعم القرى والحضر
وكنت اقمت عليه الحصون
وخباته من فضول البشر
فما همسته لأزن النسيم
ولا وشوشته لضوء القمر
ولكن برغمى تفشى الخبر

اى ان خبر الحب وسيرة الغرام لاتحجبها عن القيل والقال , حصون او قلاع , فازا ما صانت سره
القلوب وكتمته , ورسمت الخطط الحربية لأبقائه طى الكتمان بين الأضلع والصدور , فأن النسيم
او ضوء القمر لا يستطيع لزلك الكتمان طريقا و انه يتلزز بافشاء تلك الأخبار , يزيد فيها ويعيد
يحليها ويجملها بالتوابل والبهارات والملطفات والمهدئات , لا بل والمحفزات والمشهيات
هكزا كانت سير عنتر (وعبلاه ) , وهكزا رسم الزمان والمكان لقيس بن الملوح طريق جنونه (بليلاه)
وهكزا كان ينشد جميل فى بثينة قائلا
الا ليت ايام الصفاء جديد ودهر تولى يا بثين يعود
هى ازن العلاقة وطبيعتها , يسعى الطرفان لآخفائها ولكنها بطبيعتها للزيوع والأنتشار اقرب
وهكزا اعلن الحسين الحسن على لسان كابلى وعوده الرنان , انهما فشلا فى (الدسدسة ) (والغتغتة)
واعلنا استسلامهما الكامل للأمر الواقع , ولكن حسن السر ومعه ابو عركى البخيت , ما زالا يراوحان زات المكان
ونفس الزمان , يرسمان الطرق ويقترحان الحيل لدسدسة وغتغتة جميل الكلام وصادق المشاعر
وكل ده لى شنو وفى شنو , ما عارف والله
اسمعوا معاى

بخاف أسأل عليك الناس وسر الريدة بينا يزيع
وأخاف اكثر كمان يا غالى من ايديا انت تضيع
وأعيش بعدك حياتى جفاف مواسم لينا مافى ربيع
بخاف يا انت لو جيتك الملم فى خطاوى الشوق وازور بيتك
يقولوا على حبيتك
واخاف لو برضى غبت عليك تقول ناسيك وجافيتك
بهم لو صدفة لاقيتك او درب حلتنا جابك يوم
تشيل يا روحى ترمى اللوم على وتزيد همومى هموم
وتقول جافيك ولا نسيتك
اريت تعرف حنينى ليك يا رينك
كمان تعرف لحدت وين بعزك
وفى اعماقى حسيتك
وبس خايف ازا جيتك
حكاية الريدة تمشى تزيع ومن ايديا انت تضيع
واعيش بعدك حياتى جفاف
مواسم بينا مافى ربيع

ونقول للجميلين ابوعركى وحسن السر , تخافوا ولا ما تخافوا , الموبايلات راقدة
وناس قالوا وقلنا , اللمحة ما بتفوت عليهم , يصوروك جنس تصوير , والليلة قبل
بكرة تلقى همساتك ولمساتك مسجلة ومصورة ومنقولة حية على الهواء
ولكننا نتفهم هزا النوع من الخوف الجميل , فهو من ادوات وبهارات وتوابل ومقبلات
جن الخميس , او قل انه من (المزات ) المطلوبة
جن بى مزة قال ليك

ولا يستقيم ان نتحدث ونغنى حلو الكلام البيجنن , دون ان يكون
لمثل عثمان حسين رحمه الله مساحة مقدرة , ولأنى اقدر ان تلك المساحة ستكون
كبيرة ومليانة (شجن مجنون ) , فليس على الا ان انثرها هاهنا بين المساحات
المجنونة , حتى لا تزيد عندكم الجرعة فيحصل ليكم ما يسمى (اوفر دوس ) , وتعرفون
يالطبع ما يعنيه الأوفر دوس لمجانين الخميس من أمثالى ,
عثمان حسين يا جماعة , مخزن جن اصلى كبير ومعتق وعميق , جدرانه جن
سقوفه اكثر جنا , ارضياته الجن ذاته , شيابيكه وابوابه تشهق جنا وتزفر
خيالا مبدعا أخاذا جميلا
وعندما نقول عثمان حسين فأننا نقول حسين بازرعة ضمنا , هل هما توأم سيامى
عز عليه الأنفصال ؟؟!! ام هما من مترادفات هذا الزمن وعلاماته الفارقة ؟؟!! احيانا كثيرة اجد نفسى
غارقا فى جدلية ملخصها ايهما كان اولا , كلمات بازرعة ام لحن عثمان حسين ؟؟!!
فالكلام راكب فى اللحن كأن اللحن كان موجودا من قبل , هو الأقرب لكونه
قالبا صبت فيه الكلمات المموسقات صبا
البنى آدم كل معقد لا فواصل واضحة بين مكونات (كله ) هذا وجزيئاته المكونة ,
هو ذكرى وخيال وطموح وامنيات , هو حب وكراهية , هو اشواق وحاجات , هو استحسان
واستقباح , هو يوم مضى ويوم يعيشه ويوم آت , واليوم الذى يعيشه انما هو خليط
من بقايا يوم مضى وامنيات آخر آت , ولكن بعضنا يتملكه يومه الذى مضى بينما قد
يستعبد آخرين ارهاصات يوم ينتظر له ان يأتى
هذه اللوحة هى ميدان الحياة , فلونها انى شئت وكيفما اردت
مساحة عثمان حسين المقدرة من هذا الجن , رسمت واوضحت (ميدان الحياة ) هذا الفسيح
(الضيق) بذكريات ينبغى لها ان تفصل

عندما يتجلى احدنا فى مجلس من المجالس , وقد استبد به الشجن
وابتلعته الذكريات الجميلات حتى اصبح اسيرا لماضيها الحميم ,فينبرى
متسلحا بأدوات الوصف والحكى , انا بتذكر يا جماعة مرة زمان , طلعنا قعدنا
فى حديقة قلان الفلانى , فد تكون حديقة القرشى , ولماذا لا تكون حديقة جبرة الجديدة
, حديقة الفوطة او المكتبة او الغرفة التجارية ليها ابضا ان تطرح كفرضيات ممكنة
لمواليد السعودية او من قضوا شباب ايامهم فى رياضها الخضراء ,ولكن المشكلة ان حديقة عن حديقة تفرق, فمايسمح به فى احداها يوديك السجن فى اخرى , ولكن لحسن الحظ فأن المسألة هنا (خيال )
محض , فلا ناس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , ولا ناس (النظام العام ) وصلوا لأمكانيات محاسبة
الآدميين المجنونين جن على خيالهم , ولكنهم ويا للأسف , يفعلون ذلك بعد ان يفلح عثمان حسين
وبازرعة فى تجسيد هذا الخيال الأخاذ عملا غنائيا عز له مثيل , من سمع (القبلة السكرى )
وكثيرون لحسن الحظ فعلوا ذلك , لا يحتاجون اعادة الأستماع اليها مرة تلو المرة من
خلال اذاعة او تلفزيون امدرمان , فهى مصنفة عند اولى الأمر بأنها من مفسدات الذوق العام
, طيب حبستوا القبلة السكرى والوكر المهجور , كيف تحبسونها من اذاعات الأفئدة والخيال
والذوف السليم , نرددها هنا ونجن على كيفنا , فأذاعتكم من غير القبلة السكرى , ناقصة
قطع شك , بينما وجداننا بها مكتمل وصحيح ومعافى

ولمن تكون ذكرياتك هذه التى اهاجتك , ذكريات ذات طابع حسى , فهى
وان لم تكن عيبا ولا ينبغى لها ان تكون , ولكن معظمنا ولرواسب تربوية
كثيفة , قد يقاومها بعضنا ولكن الأكيد ان كلنا يحترمها , معظمنا يلجأ
ويجنح فى وصفه لتلك الحسيات , الى التلميح عوضا عن فاضح التصريح ومباشرته ,
وعلى فكرة فأن هذا التلميح المبطن مما قد يعطى الوصف (كوز اثارة اضافى )
فيزيده جمالا على جماله الأصلى , تماما كقميص النوم الشفاف على جسد الفاتنات
لا يستر او يخبىء بقدر ما قد يبين ويفضح
هذا عن التلميح عوضا عن التصريح , ولكن لو انت او انا او كلنا , لقينا لينا
زول فايتنا (جن ) زى حسين بازرعة فى قبلته تلك (السكرى ) , اليس هذا بالنسبة لنا
هو (عز الطلب ) , لأنو انت اصلا جاى معاى البوست ده (عايز تجن ) , ولقيت زول مجنون اصلا وفايتك جن
فما عليك الا تسمع , تذوب , تتأمل , تبكى وبعدين تجن

اتذكرى فى الدجى الساجى مدار حديثنا العذب
وفوق العشب نستلقى فنطوى صفحة الغيب
وأذ ما لاح نجم السعد نرشف خمرة الحب
تذكرى عهد لقيانا يوم القبلة السكرى
تقبلى ثغرى الظامى فقد لاتنفع الذكرى
وترقدى فى يدى كالطفل الثم تغرك العطرى
وقطرات الندى الرقراق تعلو هامة الزهر
وألحان الهزار الطلق فوق خمائل النهر
ولما ينقضى الليل وينعس ساقى الخمر
يرف الضوء كالحلم يسقى خمرة الفجر
تذكرى قبلتى والليل ينوى طلعة البدر
وكيف اناملى الحيرى تداعب خصلة الشعر
وتنعسى فى ظلال النور تحلمى بالهوى العذرى

وأذا لم تجننك هذه الصورة البديعة , او على الأقل اذا لم تتمنى ان تكون انت مكان
قائل هذا الكلام المجنون
فأنا متبرع احجز ليك عند دكتور (المجانين ) الجنبنا

وامتدادا لحالة الهياج الزكرياتى التى انتابت حسين بازرعة
وعلى لسان ولحن الرائع عثمان حسين , فأن الزكرى وبعد ان فصلت وأفاضت
فى وصف زلك العناق اللفظى الحميم , انتقلت الى عين المكان وهزه
حالة متأخرة طبعا وان كانت طبيعية وفى السياق العام , فما كان لمثل
تلك القبلة المجنونة الا ان يكون لها ولوقعها مكان ملائم يحمل زات
الصفات الحميمة , والعارفون بطبيعة مثل هزه اللقاءات الدافئة المليئة
بالحرارة الفائضة بل والمدفقة بالمشاعر والأحاسيس , يعرفون انه
ما من قبلة كهزه الا واحتاجت لوكر يحتويها ويخفيها من العيون المتلصصة
الحقيقة انك حتى ولو كانت (خالى بال ) ولا تعرف عن عثمان حسين
وحسين بازرعة اى معلومة . فأنك ما ان تسمع القبلة السكرى ومن بعدها
الوكر المهجور الا وايقنت فورا انهما امتداد طبيعى كل واحد منهما للآخر .
ثم من بعدها تأكدت تأكدا لا يتطرق اليه الشك ان قائلهما واحد , هو فى الحالتين
مجنون مجنون مجنون يا ولدى

كانت لنا ايام فى قلبى زكراها
ما زلت اطراها يا ليتنا عدنا
او عادت الأيام
ان انسى ما انسى زاكراك يا سلمى
فى وكرنا المسحور والصمت قد عم
تحلو لنا الشكوى والسر والنجوى
لن انسى نجواك والهمس والنسمة
وحرارة الأنفاس فى قبلتى لما
ضمتك يمناى يا سعد دنياى
وغفوت فى صدرى نشوانة فى الأحلام
كيف انسى ايامى يا فتنتى الكبرى
يا وحى الهامى انا همت بالزكرى
زكرى لياليك فى خدر واديك
الليل اهواه فى شعرك الناعم
والنور والنوار فى طرفك الساهر
لكن تباعدنا دهرا وما عدنا
للوكر يا سلمى او عادت الأيام
كانت لنا ايام

ياالطاف الله , اى جن زار فى الأمس خيالك يا شقى الحال حسين بازرعة
قد توافقونى ان هزه لوحة فنانة يتمنى كلنا لو كان هو من رسمها او كان موضوعها المرسوم
سلمى ازن هى من فعل بصاحبنا هزه الأفاعيل , هى من جرجره الى سحر الوكر ودف العناق
يا بختك يا حبيبنا وياليتنى مكانك فافعل ما فعلت وزيادة , انظروا لهزا الخميس كيف بدأ حارا وانتهى اشد حرارة
, ان كانت بدايته كنوز محبة زيدان فقد انتهى بقيلة , بوسة يعنى سكرانة وواقفة لط كمان وفى وكر مسحور , سموا
الأغنية وكرا مهجورا مع انه مسحور فقط , ما اصله الدنيا كده والبنى آدمين ياهو حالهم , يسموه مسحور لمن يكونوا جواه
ومهجور لمن يغلبهم يصلو ليهو , الواحد فيهم يقعد يتزكر ويدوب فى كل الأنفاس الحارة والمولعة دى و وفى الآخر يقول ليك
وكر مهجور , طبعا هو قاصد ان العودة لزلك الوكر قد استعصت عليه من جديد لأسباب نجهلها , قد تكون غالبا عائدة
الى سلمى نفسها , فالطائر لا يدخل طائعا الى العش مرتين
المسالة كانت محتاجة لشوية سكر يتشتت
بالسكر المشتت فقط تعود الطيور الى اوكارها
يا بازرعة وعثمان حسين
يا مجنيننا انتو
وانتو يا جماعة , اها جنيتوا ولا ازيدكم ؟؟!!

منص مساء الخير
هاك الجن ده من شاعر اتهم بالجنون وذلك لأنه كان تائها في عوالم لم يدركوها بفهمهم السطحي
للحياة فكان لا يمكن أن يكون الا مجنونا....

أعلى الجمال تغار منّا
ماذا عليك إذا نـــظرنا
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنّى
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنّا
هلا رحمت متيماً
عصفت به الأشواق وهنّا
وهفت به الذكري
وطاف مع الدُجى مغناً فمغنا
هزته منك محاسن
غنّى بها لما تغنّى
آنست فيك قداسة
ولمست فيك اشراقاً وفنّا
ونظرت في عينيك
آفاقاً وأسراراً ومعنى
وسمعت سحرياً يذوب
صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوي
ورشفتها دنّاً فدنّا

و شوف جنون الكلمات دي يا منص
ليس كافيا أن تمتلك ناصية الكلم أو الحرف كما يقولون...بل لا بد أن تمتلك روحا مجنونة
تملك القدرة على اخراج الكلمات بجنون...فكلنا نعرف الكلمات مثل عصر ونشوة و ارتوينا
لكن كم منا يستطيع أن يرسم بهم لوحة مجنونة كما فعل ادريس جماع...

فى ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى
نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن
ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة

اننا طيفان فى حلم سماوى سرينا
واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا
انه الحب فلا تسأل ولا تعتب علينا
كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا
ثم ضاع الامس منى
وانطوى بالقلب حسرة
أطلقت روحى من الأشجان ما كان سجينا
أنا ذوبت فؤادى لك لحنا وأنينا
فارحم العود اذا غنوا به لحنا حزينا
ثم ضاع الامس منى
وانطوى بالقلب حسرة
ليس لى غير إبتساماتك من زاد وخمر
بسمة منك تشع النور فى ظلمات دهرى
وتعيد الماء والأزهار فى صحراء عمرى
ثم ضاع الامس منى
وانطوى بالقلب حسرة

الله عليك يا رشيد
ادريس جماع
قيثارة ما عزفت الا قليلا
ولكنها عزفت عميقا ,دلفت الى ثنايا النفس البشرية حتى اضحى عندها الغياب مساويا للحضور
لزا فانه كان حاضرا كغائب
هاتين الدرتين التى تفضلت بعزفهما هاهنا
قيل ان فيهما من بيوت الشعر
بيتا واحدا بالف بيت
هو من ابلغ ماقيل
وصفا واستعارة وتشبيها
انت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا
حياته القصيرة ,جعلت من كلماته (زات كثافة ) عالية وفخمة
انه ابوالقاسم الشابى السودان
مثله مثل التيجانى يوسف بشير
انهم الثلاثة حاملى لواء (انشودة الجن )
قم يا طير الشباب
غنى لنا غنى
يا حلو يامستطاب
انشودة الجن
واعصر لى الأعناب
وأملأ بها دنى
دمت يا رشيدسندا لحاملى شارة الجن ولوائه

ومتابعة شعراء الغناء السودانى فيما يقولون ثم مقارنة اقوالهم مع بعضهم البعض ,
متابعة مضنية مفضية الى الهلاك والحيرة لا شك,فكل واحدفيهم يحاول جاهدا ان يسجل لنا
صورة اوينقل لنا تجربة واحساس , يرسمه لينا كلمات على الورق , ولمن يكون الكلام عن
تجربة اتنين حبايب تستغرب انت لمن ينشروا ليك الحيثيات , وتستغرب اكثر لمن يقدموا ليك
دفوعاتهم وتبريراتهم وقرايتهم لواقع الحال , ويصل استغرابك منهم مداه لمن تجى للنتائج والمآلات
فالشغلة دائما تلقاها تبدا بسوء فهم وعتاب ,ولكن سوء الفهم هزا بيوديهم لياتو نتائج ؟؟
الأمر مختلف غاية الأختلاف بين حالة وحالة ,وحبيب وحبيب , وشاعر وشاعر و بيشتركوا كلهم فى عدم
هضمهم لكلمة اوتصرف , وبعد داك تعال شوف الجقلبة البتحصل ,وكل واحد من الأتنين مستنى انو التانى
يتعامل مع الحالة كيف , حا تشوف معايا عجائب ولطائف وغرائب ,ما تستغرب لأى شىء وخليك متزكر انو
الليلة يوم الغناء ,غنى معاهم وابتهج , واحتفظ بتجربتك لى نفسك وقيسها وأوزنها مع تجاربهم وقول
لينا ازا قدر ت انت حاتقيف مع ياتومدرسة واستايل , فى النهاية القصة بتبقى طلبات غفران وعليك
الله انسى , اها انت كنت حاتعمل شنو ؟؟اوهى بالأصح , انت عملت شنو ؟؟!!!

والتعاطى الأنسانى مع حالات التماس العاطفى يأخذ مناحى
ومسالك شتى , الأنفعال مع الحالة نفسها هو انفعال لحظى لا شك ,
لذ فأنه انفعال قابل للتحوير والتغير والتبديل , منحنيات العاطفة
الملتهبة تختلف صعودا وهبوطا , تتنرنح (بجنون ) , مرة ذات اليمين
وأخرى ذات الشمال ولا ضير فى ذلك او حرج , لا بل ان هذا التأرجح والترنح
(المجنون ) هو مصدر لذة وسعادة وملهم كذلك (لوحى شعرى جديد )
واذا ما اصطلحنا على ان نسلك فى تشخيصنا لهذا السلوك الشعرى
المترنح والمجنون على تسميته مدرسة سلوك , فأن هذا الأصطلاح -رغم عدم دقته -
الا انه الأقرب لتوضيح مناحى هذا السلوك وقراءة تعرجاته المجنونة
فلنبدا اذن بمدرسة (أنسى , تانى مافى ليك ) , وهى المدرسة التى
لا ترضى بالتسامح والغفران , وهى مدرسة (البطن الغريقة ) التى تخزن
التفاصيل , لا بل وتفاصيل التفاصيل ثم تبنى عليها الحيثيات والدفوع
ومنحنى هذه المدرسة , يبدأ من فوق , ثم ينخفض تدريجيا , ولكن نهاياته
تختلف وتتنافر من حالة الى أخرى
تعال نشوف مع بعض حيثيات ابوعركى البخيت , انها حيثيات مجنونة ولا شك
تتميز بتعدد وتغير المفاجآت
لو كنت ناكر للهوى زيك

لو كنت ناكر للهوى زيك
كنت غفرت ليك كل العذاب الشفتو فى حبك
وكنت اغير عليك
لكنى عايش للهوى وعايش للشقى
كل يوم اترجى فيك
ورينى كيف اغفر وانت شقاى سببته لى


يا لها من مقدمة بديعة وعبقرية , حملت فى جوفها تلخيصا نهائيا لحكم
صدر وأنتهى , حتى قبل انعقاد الجلسة , بدون سماع مرافعات الأتهام والدفاع
واستجواب الشهود , صدر الأمر النهائى بأن (يا خوة فرتقى ) (وأن يا باب النقاش
اغلقناك فانسد )
ولكن , ان كنت عاقلا , فلا تأمنن لشاعر فنان ان يبقى على حال
يا خى ديل يجننوا بلد

حاولت اخدع نفسى يا ظالم وأهجر حبى ليك
حاولت امنع نفسى منك وتانى ما امشى وأجيك
رحلت عنك وعن ديارى هدمت كل امل لديك
وبرضى ما قادر اسيبك لما انساك اشتهيك
بشتهيك مع كل دفقاتى الحنينة
ومع كل دمعة شوق تجينا
تهاتى بيك روحى الحزينة
وأشقى لما تهاتى بيك
اتعذب لما تهاتى بيك
ورينى كيف اغفر وأنت هدمت كل آمالى فيك

يا الطاف الله !!!هل بعمرك رأيت مرافعة اتهام ودفاع من مصدر واحد , يتهم
بعنف ثم يعود ليدافع بأستماتة , وهنا فى هذه الجزئية نلمس دهشة وجنا خارقا للعادة
, فقد بدأ صاحبنا المعذب فى تقديم اسباب اتهامه ودفوعاته فى ذات الوقت , فأنت اصلا لما كنت قريب
, كنت مبهدلنى ومطلع (ما عارف شنو ) , ورغم ان الأبتعاد عنك محاولة مؤلمة حد الألم ,
وهى محاولة ايضا محكومة بالفشل حيث ان (وجعك ) اللذيذ هذا ما ان نتخيله قد انتهى , الا
ويبدأ فى دورة الم جديد , عشان ده كله , اوعك تقول لى انسى وأغفر , فليس لنا قدرة على احتمال
مزيد من هكذا (وجع )
ولكنه يمضى بعيدا بعد ذلك , فى جلسة محاكمة النفس وجلد الذات , مع محاولات مستمرة
لأبعاد نفسه ولزها (لزا) من وجع تحبه ويحبها
فيمضى ويقول فى جنون (لذيذ)

ما كنت قايل انا يوم الاقى الحب ولا بمشى فى دروبو
ولا قلبى من شدة اباه بتفدر الأشواق تذيبو
لكن غرامك حبة حبة صلانى بى ناره ولهيبو
وسرقت قلبى يا حبيبى تانى كيف منك اجيبو
وانت يا ناكر غرامه قلبى ما بتسمع كلامو
دون سبب يرضيك خصامه ولوعة العشاق تصيبو
تنسانى يا ظالم وقلبى معاك مستسلم لى نصيبو

وعادة فان الواقع فى مثل هذه الشباك اللذيذة غالبا ما يكون متفاجئا بها , يعنى
ما فى زول براهو طلع من البيت قال لى الناس انا ماشى احب , واول ما تجى اللسعة
وتكثر الشواكيش يقعد يتباكى ويقول زى الكلام ده , اغفر ولا تسامح نحن فى النهاية
ما عندنا غرض بيك , لكن غنيتك السمحة دى وكلامك اللطيف ده نحن حا نمارس جنون
الأستمتاع بيهو ونقرر ان ندرسك كحالة انسانية ترفض ان تسامح وتغفر وتنسى وتقرر
ان تفر بجلدها من هذه (الحكة اللذيذة ) ومن هذا النوع من المرض الذى يبحث
عنه البنى آدم طائعا مختارا وهو بكامل قواه العقلية , يعنى لا مجنون ولا حاجة
, حتى اذا ما وجد مراده ووصل اليه واصطلى بناره , ولول وناح , ولما بداخله باح
تانى تجى المحلة دى ؟؟؟!!!!

ولكن طالما هو شعر , وطالما هو غناء , فأنك واجد لاشك نمازج من السلوك البشرى
المختلف والمتباين حد التناقض , فازا كان ابوعركى رافعا لراية لاغفران ولا تسامح
وغلطاتك شايلنها ليك ومافى اى طريقة لنسيانها , فان آخرين مثلوا دور الخفة
ووزن الريشة , حنيس ولميس للطيش , ناس عليك الله انا تانى ما بعمل كده الزين لايحتملون هجرانا
ولا فراقاولا سهر ليالى هم حاملى بيرق (الأستسلام ) ورفع الراية البيضاء التى تؤثر السلامة
وتكون تحت الطلب فى اى وقت وزمان , فمن اول رجفة واول اهتزازة تلقاهو جر واطى
عيونه دمعت ولعابو كمان سال , ولكنها رغم زلك فهى حالة انسانية جديرة بالأهتمام والتوثيق
والدراسة , يمكن انت تكون زيو او زى صاحبنا الأول , هم اصلا الأتنين فى حالة بكاء , بس واحد
فيهم بيبكى ويحنس , والتانى بيبكى (حردان) , البيحنس ده هو الأنحن عايزين نشوفه صاغ
شعره وكلامه ولحن غناه كيف ؟؟عند عثمان حسين دائما تجد نموزجا لكل حالة ومثالا لكل مدرسة

يا منص لو تاملت كلمات الأطلال لوجدت أن الخيال قد جمح الى حد الجنون ...تلك الصور
لا يمكن أن يتصورها الا خيال فائق الجنون...تأملها جيدا و بنفس الجنون الذي صيغت به
ستجد نفسك يتردد صداها في داخلك بجنون....

يا فؤادي لا تسل أين الهوى

كان صرحاً من خيالٍ فهوى

اسقني واشرب على أطلاله

وارو عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً

وحديثاً من أحاديث الجوى

لست أنساك وقد أغريتني

بفـمٍ عذب المناداة رقيـق

ويـدٍ تمـتد نحـوي كـيـدٍ

من خلال الموج مدّت لغريق

وبريقٍ يضمأ الساري له

أين في عينيك ذيّـاك البريق

يا حبيباً زرت يوماً أيكه

طائر الشوق أغني ألمي

لك إبطاء المدل المنعم

وتجني القادر المحتكم

وحنيني لك يكوي أضلعي

والثواني جمرات في دمي

أعطني حريتي أطلق يديا

إنني أعطيت ما استبقيت شيئا

آه من قيدك أدمى معصمي

لم أبقيه وما أبقى عليّـا

ما احتفاظي بعهود لم تصنها

وإلام الأسر والدنيا لديّـا

أين من عيني حبيب ساحر

فيه عز وجلال وحياء

واثق الخطوة يمشي ملكاً

ظالم الحسن شهي الكبرياء

عبق السحر كأنفاس الربى

ساهم الطرف كأحلام المساء

أين مني مجلس أنت به

فتنة تمت ستاء وسنى

وأنا حب وقلب هائم

وفراش حائر منك دنا

ومن الشوق رسول بيننا

ونديم قدم الكأس لنا

هل رأى الحب سكارى مثلنا

كم بنينا من خيال حولنا

ومشينا في طريق مقمر

تثب الفرحة فيه قبلنا

وضحكنا ضحك طفلين معاً

وعدونا فسبقنا ظلنا

وانتبهنا بعد ما زال الرحيق

وأفقنا ليت أنّا لا نفيق

يقظة طاحت بأحلام الكرى

وتولى الليل والليل صديق

وإذا النور نذيرٌ طالعٌ

وإذا الفجر مطلٌ كالحريق

وإذا الدنيا كما نعرفها

وإذا الأحباب كلٌّ في طريق

أيها الساهر تغفو

تذكر العهد وتصحو

وإذا ما التأم جرح

جدّ بالتذكار جرح

فتعلّم كيف تنسى

وتعلّم كيف تمحو

يا حبيبي كل شيئٍ بقضاء

ما بأيدينا خلقنا تعساء

ربما تجمعنا أقدارنا

ذات يوم بعد ما عز اللقاء

فإذا أنكر خل خله

وتلاقينا لقاء الغرباء

ومضى كل إلى غايته

لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء

البكاء على الأطلال يا رشيد , مدرسة جنون اخرى ولكنى اظن ان ليس لنا فيها
كبير نصيب , فنجن ناس امسك لى واقطع ليك , اما ناس لمن طلل بين الجدية والجبل
مكان قديم العهد طالت به الطيل , فديل ناس بيرتبط عندهم البنى آدم بالمكان ,
فكل حجر فى جبل , او شجرة واقفة فى صحراء , تحمل بين ما تحمل من معانى
افادات وملامح وهمسات وانات واشواق , نحن ناس بندخل فى التفاصيل طوالى
لكن اطلال ام كلثوم اكيد انها تعيش داخل كل منا ,
جنك عجبنى وسر بالى
لا تتوقف عن الجنون باختيارك
تفاديا لأن تجن غصبا عنك

نرجع لى نموزج عثمان حسين بتاع حنسنى واحنسك

ليه تقول ايامنا راحت وانتهينا يا حبيبى والله كانت ديك سحابة
لو حصل فى العمر مرة وافترقنا هى غلطة ونحن نتحمل عزابها

الراجل جابها من الآخر فورا , ياخى فال الله ولا فالك , انتهينا مرة واحدة كده !!؟؟
ياخى اقول ليك , نحن الأتنين غلطانين , انت بس قول بسم الله والعن الشيطان , والنوع ده
غالبا فى الآخر , وتحت تحت كده , بيقول للطرف التانى , ياخى انت لا غلطان ولا غلطت , انت بتغلط
كمان !!!اها امسخها فى وشى ده , انسى , وكان على انا , تانى عمرى ما بعمل كده , والمصيبة انو
البيتخت فى الحتة دى دائما الراجل , بس الراجل الخفيف طبعا الوزنه وزن ريشة (عاطفيا) , وزى ده
من تانى يوم بيكونوا شيلوهو القفة , اكيد عارفين انا بهظر ساى , فدى حالة انسانية بتختلف
من زول للتانى غض النظر -حتى -كونه رجل ام امرأة

انت عايش كل ايامك مظنة وانا بحرق كل عمرى فى الصبابة
يا حبيبى ليه حياتنا ما تبقى جنة ننسى ظلم الدنيا ناخد من شبابها
نبعد الشك من قلوبنا والمظنة نمشى فى درب الأمانى المستطابة
لست ادرى هل عزابى ام عزابك كان اكبر
حين شق الدهر بينا والفراق المر اجبر
غير انى كنت ادرى ان حبى كان اكبر
فلمازا كنت تخشى انت ماضيا المسير
كل واحد ليهو فى تاريخه ماضى اى ماضى وليهو قصة حب قديمة
وانت عارف لما اخترتك حبيبى كان فى قلبى جرح يندى بالهزيمة
لكن انت صرت اغلى حب عندى وكنت راضى معاى بظروفى الأليمة
وكنت راضى بالشقى البيتبع خطاى والمآسى المرة فى طفولتى اليتيمة
يا حبيبى ليه ما نصبر ونتحمل بكرة نلقى الدنيا بخيرها ونعيمها

انه دفاع غاية فى القوة , دفاع مؤسس وفبه حكاوى وبلاوى تجعل
من (حتيسو ولميسو ) امرا مقبولا لديه ولدينا , فيبدو ان القصة كلها
غيرة وشك وحنين , ممكن طبعا يكون لاقى زولو القديم فى الحديقة الجنب بيتهم
, او كمان يمكن صادفه فى المواصلات , والعين لاقت العين , الزول التانى
فى الحالات الزى دى ممكن تنتابه حالة من (الخرخرة ) , ويقرب يقول ما دايرين
ويمكن كمان يطقش الكورة برة الميدان , بس للأسف الحالات الزى دى الحكم غالبا
ما بيشوفها , وحتى لو شافها مافيها لا كروت حمراء ولا صفراء , كل البيقدر يعمله
انو ينزل ليك من الحافلة ولا يطلع من الحديقة اللاقى ليك فيها زولو بسرعة شديدة
والكاميرا بعد داك تجيبوا ليكم (اون فوكس ) وهو فاتح الدولاب بيلملم فى هدومو ,
تقوم الجقلبة تحصل والشعر زى ما شفتوهو براكم زى الفوق ده يجرى (مدامعا وتحنيسا )
ياخى ماتراعى لى !!انت مش عارف من الأول !!انت والله مافى زول زيك فى الدنيا دى , ياخى
ده ما مجرد جرح قديم ساكت !!!
انها حالة انسانية نحبها ونقر بها رضينا بها ام لم نرضى , استحسناها او رأينا
فيها تنازلات غير مبررة , عشناها بأنفسنا او اننا فقط نعرف شخصا عاشها او حتى
مجرد اننا شاهدناها فى فيلم او مسلسل , الا ان التعبير عنها (انسانيا) بهذا
الشكل الراقى والجميل يجعلنا نقرر دون تحفظ ان نغذى بها مخيلتنا ونملأ بها
على الأقل (بطارياتنا ) المعنوية ب (charge) الجمال والمتعة و---الجنون

ولكن هذه الحالات الأنسانية التى فصلنا منها -حتى الآن - حالتان
هى رهينة الحوار بين الثنائى البيدور بينو التفاهم المقصود , والحوار
يعنى كلام , والكلام البيطلع من (اللسان ) ويصل (للأذن) لا سبيل لأعادته
او ارجاعه , البتقولو ده , تتحمل مسئوليته اكيد , فأذا كان جميلا ومستساغا
وأفلح فى الوصول الى القلب , فأبشر بسعدك وهناك , اما اذا لم يفلح فى تخطى
الأذن فقط , لأنه كان (مؤلما وقبيحا ) , فقد قتحت على نفسك ابواب الجحيم
ولكن مع كل ذلك , فأن آفة الآفات هو الكلام (البين بين ) , الممكن كل
واحد يقسره تفسير مختلف , ده بقى , يعنى النوع ده من الكلام , بيقوم ليك
الهبايب والأعاصير , ولا نملك الا نقول ليك عندها , اعانك الله على تلافيها
وصدها والأحتماء منها باقرب (ضل )
وانا عندى ليكم هنا , اظنه اكثر اغنية فى العالم ده , فيها محاولات لعمل
جرد او (كشف حساب ) عاطفى
ولأنو انا شاعر انو الكلام فى الجزئية دى حا يطول ويجر , فخلونا ندخل فيها طوالى
لأنها براها ومن كلامها , كفيلة بأن تفتح لينا الزوايا بتاعت الكلام
محمد يوسف موسى مع صلاح بن البادية

اعيش فى ظلمة وانت صباحى انت طبيبى اموت بجراحى
بشعرى رفعتك اسمى مكانة يالجازيتنى بكسر جناحى
عرفت الحب وفاء واخلاص حنان ووداد ورود وسلام
وعشت معاك ليالى جميلة ليالى حنينة كالأنسام
كنت معايا ولسه معايا فى احلامى فى الأوهام
وتخاصمنى عشان بس كلمة وياما نظمت فيك كلام
تخاصمنى عشان بس كلمة وأحلى قصائدى نظمتها فيك
نظمت فى لونك اجمل أغانى نظمت فى شعرك فى خديك
فى بسماتك فى نظراتك فى انفاسك فى خديك
ده كلو نسيتو وما نسيت كلمة فى لحظة يأس انا قلتها ليك
لو فى الكلمة انا غلطان ياما انت خطيت وغلطت
ياما قلت كلام جرحنى ياما قلت وياما قلت
كم ادميت بكلمة قؤادى علشان خاطرك استحملت
عشان بهواك بشوفها رقيقة كلمات جارحة بيها نطقت

انها المساجلة الأبدية بين كفتى الميزان , الموجب منها والسالب , ان كنت
فى كل الأمور معاتب (خليلك) لم تلقى الزى لا تعاتبه , معقولة بس انا اقول فيك
الكلام الما انكتب , تجى انت تصلبنى الصلبة دى وتحاسبنى حساب منكر ونكير !!
على شنو ؟؟على كلمة , آآآآى قلتها وتانى بقولها , انت من كلامى كله ما قدرت تتزكر الا الكلمة دى
, وبعدين تعال , انت ياخى يا ما قاعد تتكلم وتقول , فى زول حاسبك ؟؟شوف بالله جنس البياخة دى
لو انت عايز ليك سبب عشان (تفرتق ) , امشى ياخ , طوبة ما تعتر ليك , بس ما تخلى كلمتى هى السبب
ولكن !!!هزا درب تحدى طويل ومؤلم لايقوى على قطع مسافاته الفارهة والمكلفة , فكشف الحساب
الواقعى هزا انما صدر من (عقله) ولا اقول قلبه , لأن القلب والعاطفة وان (تعقلنت) حينا , فمصيرها
ومآلها الى مصير العاطفة لابد عائد , فيرجع ويعود (القهقرى)كما كان اولا , باكيا ناحبا (محنسا)
ومتجرسا , معترفا كزلك انه قال (الكلمة ) ولكن هل الى نسيانها من سبيل؟؟؟

كلمتى المست غرورك وفرقتنا ياحبيبى
مش خلاص كفرت عنها بتسهدى وبى نحيبى
بالليالى المرة عشتها وحدى فى نارى ولهيبى
وبرضو ما رضيان تسامح ياصباحى ويا طبيبى
اعيش فى ظلمة وانت صباحى
انت طبيبى اموت بجراحى
بشعرى رفعتك اسمى مكانة
يالجازيتنى بكسر جناحى

وعلى طريقة المعلقات السبع الجاهلية , يرجع محمد يوسف موسى بقصيدته
الرائعة هزه الى بداياتها الأولى و وآخر شعرى مثل الزى قلت اولا , لمن طلل بين
الجدية والجبل , مكان قديم العهد طالت به الطيل , فبعد ان تملكته عين الرضا
التى هى عن كل عيب كليلة ردحا من زمن , انقلبت عينه -فى لحظات حساب عقلانى -
فاصبحت هى عين السخط التى تبدى المساوئا , الا ان القلب (قلاب) و(غلاب), فهو هازمك
فى كل الأحوال , فهو تارة الى اليمين واخرى الى اليسار , ساعة فى سابع سماء واخرى
فى سابع ارض , هزا هو حال القلب الزى ماسمى كزلك الا لتقلبه ومحال دوام حاله على حال
, كما ان العين تتبع القلب فى حاله وتقلبه , الا انها لايتغير دمعها ولاتفتا تكب الدمع وتصبه
انى كان حال القلب والفؤاد , فالعين الى بكاء ونواح لا محالة , حتى ان المرء لايعرف -يقينا -
ايهما يقود الآخر , العين التى تدمع , ام القلب الزى يحيا كل ساعة بحال
وبين هزا وزاك , يفعل الأنسان فعلته بكلمة , يلقيها ويمضى , فتصل الى أزن صاغية , تسمعها
فتنقحها وتقلبها على اوجهها كافة , ثم تأخز بعد زلك مسارها الزى يحدده لها موقعها ومآلها ,
فهى اما الى القلب دهشة واستحسانا , او الى العقل تمحيصا وتفنيدا , فترسل الرسالة تلو الرسالة
ان ياقلب فأحزر , وأن ياعيت فادمعى , وان ياشعر فاخرج سلسبيلا وكلمات مموسقات

ولكننا هنا لا نستطيع ان نغادر هزا المكان , ولا ان ننهى الحديث (الشقى ومجنون)
عن (كلمة ) هزه الأغنية الجميلة , دون ان نتساءل تساؤل البرئيين الراغبين فى الأتعاظ
وتلافى مثل هزه الأعاصير الهوجاء التى اثارتها كلمة , هل هناك كلمة فى هزه الدنيا تحدث
كل هزا الفعل الأنفجارى الأنشطارى المدمر !!؟؟ترى ما هزه الكلمة التى اثارت كل هزا الجدل ؟؟
والتى اراقت كل هزا الحبر الملون الجميل ؟؟والله انى جد تواق لمعرفتها , يا ربى ممكن تكون مجرد كلمة
من نوعية كلامنا الزى نتبادله يوميا ؟؟ام انها كلمة زات حروف مختلفة , كلمة كبيرة , عموما انا على استعداد
لدفع نصف عمرى مقابل معرفتها , والباب مفتوح للتخمين , واعاهدكم انى حا اعرفها حا اعرفها
لأنها ببساطة مجننانى , والحاجات البتجنن دى عارفينى
برييييييييدها

والأغنية بتاعت كلمة دى , هنا فى الوضع بتاعى ده بالذات , بتذكرنى
بقصة وقوع الحمار فى مصائد الثعالب الكثيرة , فكان بيت الشعر الشهير اللى بيقول
فى ما معناه , الدخول جوة الأشياء ما مشكلة , لكن التأمل فى الخروج , فعلا , والله وانا
منداح فى هذه المقصيدة المجنونة ومستمتع بيها هذا الأستمتاع اللا نهائى , وعلى رغم جمال
القصيدة وروعتها , ورغم انى شعرت برعشة (الأندهاش من لحظاتها الأولى , الا اننى الآن
اتامل وافكر فى الخروج منها كيف , الكلمة بتاعت محمد يوسف موسى دى , والله شاغلانى
جنس شغلة , الليل كله قاعد افكر فيها , فبقى الموضوع ده هو المجننى بعد ما جننتنى
الأغنية ذاتها لمدة طويلة , يا ربى الكلمة دى شنو ؟؟اكيد دى كلمة سحرية , الخلت محمد يوسف موسى
وصلاح بن البادية يتجننوا الجن ده كله ويجننونا معاهم , طيب عشان نلقى الكلمة دى او نقرب منها
, لازم نخت ليها (خريطة طريق ) واضحة منعا للحدوادث والمزالق , خلينا كدى نأجل صف الأغاتى الطويل المحضروا جواى , بالرغم من انو مقلقنى وفاير جواى عاوز ليهو طريقة يطلع وينكتب , لكن , يا انا
يا الكلمة بتاعتك دى يا محمد يوسف موسى

اول شىء نحن لازم نعرف انه الكلمات البتجيب هوا زى ده هى من ياتو نوع
اكيد الموضوع هو علاقة حب بين اتنين , وغالبا الأثنين ديل فى مقتبل العمر يعنى فى
سن الشباب الأول , لأنو الناس لمن (عضمتها تكبر ) وقع الكلام عندهم بيبقى مختلف
وحساباته كمان , لمن الشاب يكون لسه مهتم بى لبسه وعطره وتسريحته ومظهره عموما , دى ياها المرحلة
العندو فيها الكلام ومفرداته بشكلو عنده معنى وفرق , كل كلمة بيكون عندها زخمها وأبعادها
, لكن لمن تصل مرحلة انك تشيل اقرب قميص من طرف الدولاب وتلفقو مع اى بنطلون , وكمان تكون بقيت
(تشحد ) العطر من ولدك الكبير , فى المرحلة دى , لو قالوا ليك اى كلمة
فالحال من بعضو
المهم , كلمة محمد يوسف موسى السحرية دى , غالبا طالعة من واحد من طرفى العلاقة الأنسانية المسماة حبا , وهى غالبا علاقة كانت مليانة زخم وعواطف , مزدحمة بالمشاعر والأحاسيس المرهفة والمفعمة
والمشحونة , حب زمان داك يعنى , وهم كانو فى عمر الزهور للأسباب القلناها , تانى بنقول كمان لأنو
الناس لمن يكبروا , لو واحدة قالت ليهم , امشى يا راجل يا سمين مثلا , فالقصة ما فارقة معاهو
كثير , ولا كأنوا قالوا ليهو حاجة , لكن عندك انا مثلا , لو واحدة بالغلط قالت لى , قميصك ده
ما ماتشنغ مع البنطلون اللابسو , فيمكن يغمى على , واقع طوالى من طولى , كلام زى ده ما بستحمله

ملمح تانى يبدو ظاهرا للعيان فى مشوار البحث عن كلمة محمد يوسف موسى المفقودة
هذه الكلمة صادرة من رجل فى الغالب الأعم , طالما القصة فيها (حردان ) فقائل الكلمة
رجل ولا شك , فالرجال عادة لا يحردون , كما ان الجنس اللطيف فى الشرق عموما -كما هى
حالة محمد يوسف موسى -هو الطرف الذى ينتظر (كلاما جميلا دائما ) , تقعد عشرين سنة
يا محمد يوسف موسى , ترص فى كلامك الجميل ده , وتغنى غناء الدنيا كله يا صلاح يا ابن البادية
, ولا كأنكم عملتو حاجة , والله قال بى قولك , لو يوم طلعت ليك كلمة مشاترة ولا ما موزونة
الحردان يحصل , يا اخوانا غيروا بدلو , ما فى اى طريقة , تتكلم مع الحيطة دى ممكن تسمع
لكن هى طناش شديد , وطبعا ده دليل تانى اشد وضوحا انو طرفى مشكلة الكلمة دى ناس صغار , فى عمر الزهور , لأنو حردان الصغار ياهو ده شكله , بس حردان الناس الكبار , شيييين وبايخ , نهايته
لو كنتوا فى السودان , حا تقول ليك ماشة بيت ناس امى , ولو كنتوا كمان فى غربة , فبالكتير
واحد منكم حاينوم فى اوضة الأولاد
وكمان واضح من سياق تتبع الكلمة المفقودة ومحاصرتها , انو الراجل القال الكلمة دى
يا حليلو , مكسر كسير شديد , لمن اعصابو بايظة , لكنه مع كسيره ده كلو , كمان (عينه زايغة )
, معقولة بس زول عينو ما زايغة يقعد يقول لينا ماعارف وفاء واخلاص وحنان وماعارف وداد وورود وسلام
, هى نان الزول ده ما براهو قوم الهواء لى روحو , معقولة ديل كلهم فى وكت واحد , حنان بت الجيران
واخلاص زميلتكم الفى الجامعة ووفاء القابلتوها اليوم داك فى الحافلة ووداد صاحبة اختك فى المدرسة
وورود اخت صلاح صاحبك وكمان (سلام ) المكسرة اولاد الحلة كلهم !!!!

لاشك ان محمد يوسف موسى , قد دقس دقسة السنين , اذا كان هو بطل قصيدته طبعا
دقس بأيراده اسماء كل اولئك الحسان , هكذا تصريحا وعيانا بيانا , فكل حريف فى
المجال النسائى عموما , يعرف ان تصنع نسيان اسماء البنات , من اولويات المخاطبة
السليمة لهن , يعنى دائما تعمل فيها ناسى اسم الزول البتتكلم عنه , خاصة لو كانت بنت
وخاصة تانى لو كانت سمحة وجميلة , تقعد تقول وتعمل فيها رايح , فلانة ديك , البيتهم ما عارف
جنب بيت ناس فلان , الأبوها ماعارف اسمه منو , ياخى الأمها اليوم داك جات لى ناس امى , لغاية
ماهى براها تجيب الأسم , وانت تكون قدمت اكبر دليل على انك (البراءة كلها ) , ولا تنسى ان تديها كوز , انا والله اسماء بنات اليومين ديل , اصلى ما بحفظها , وتضيف , انا اصلو اسم بعد اسمك ,
ما قدرت لا احفظه ولا اركز فيهو , فيها حاجة دى عليك الله , ولا دايرة ليها درس عصر يا محمد يوسف موسى !!تخليها مرتاحة راحة السنين , وتتقى بذلك الأعاصير والهبايب , مش تمشى تقعد تقول لى
وفاء واخلاص وماعارف منو ؟؟!!طبعا ده رد تكتيكى للعارفين طبع البنات والجكس عموما فى (التغابى )
عن الأسماء (وهن العارفاتنها زى جوع بطنن ) , الم تسمعوا كابلى يردد كالمسكين (يقول لى وهو يهدى البرق مبتسما يا انت يا ذا وعمدا لايسمينى ) , تلقاها عارفة اسمك ومذاكراهو لمن حافظاهو بمعانيهو المختلفة , تقعد تقول ليك , يا رشيد , يا ياسر نجيلة , يا محمد عيد , يا ميسرة , يا عبد الدائم , يا محمد صديق , يا جلا , يا زهير الزناتى , يا اسامة ابتر , يا جمال السنوسى
وهى عارفة انو اسمك , منصور عبد الرازق

وكمان الزول ده و القال كلمته دى , والأنحن وصفناه مبدئيا بأنو , راجل , وصغيرونى فى مقتبل الشباب
ومكسر كسير الجن , وعينه زايغة , وداقس دقسة السنين , فوق ده كله , كان كمان فى حالة يأس , يعنى حالة
صعبة , حالة جميلة ومستحيلة و البيدخل الراجل الزى ده فى حالة يأس شنو ؟ ما ياهو غالبا سمع ليهو كلمة
كلمتين رفعوا ليهو ضغطه قامت كدة الكلمة السحرية دى طلعت منه وبهدلت الدنيا وعملت لمحمد يوسف موسى
زى ما قال كابلى لى سلمى (يا ربى دى سلمى بتاعت عثمان حسين وبازرعة زاتها ولا انا غلطان ) ؟؟, كابلى قال ليها شنو ؟؟
قال (يجرى مدمعى شعرا انا ابكيك للزكرى ) ,
ولكن دخول البنى آدم فى حالة يأس , امر رافع للكلفة وموجب للعطف والغفران , اليس كزلك , بدلا من جره جرا
(يا حواء ) لقول كلمة تجر عليه كل هزه الندامات والمدامع , ولكن , لقد اسمعت از ناديت حيا و ولكن لا حياة لمن تنادى
اواصل , انتظرونى

غايتو يا منصور اخوي ما اديت اي زول فرصة يجدع معاك مداخلة ....



البوست دا اسمو خدمة يمين وعرق جبين ...


واصل ونحن متابعين ...



تسلم ...

علاء الدين يا حيمورة
هى تداعيات مجنونة زى ما شايف
وعلى قدر المتابعين والقراء
الا انو الجميع
زى ما شايف
خايف من (الجن)
انت ياعلاء الدين
صحى (الجن ) بيخوف
انا اول مرة اعرف الكلام ده
شكرا كثير على المرور

والخيارات الممكن تكون متاحة فى موضوعنا الما باين ليهو آخر ده , ونحن نسعى
الى الدهشة والجن , ونحن ننصب شباكنا بحثا عن كلمة محمد يوسف موسى العبقرية هذه ,
الخيارات ممكن تكون كثيرة ومتنوعة ويمكن كمان (يشتط بيها الخيال ) ويذهب مذاهب شتى
وهذا طبعا ديدن القصائد الناجحة التى تدغدغ خيالات مستمعيها وتخليهم يودوا ويجيبوا
, وهذا هو الجن بعينه طبعا , هسى انتو ودوا وجيبوا برضوا زى ما عايزين واى كلمة تخطر ببالك
ويتهيأ ليك انها المقصودة او الضائعة , هى صحيحة (قطعا ) دون ان ينفى ذلك صحة الكلمة التى يقترحها ويظنها غيرك , يعنى لو واحد قال انو الراجل ده بيكون قال ليها يا (سامية ) مثلا وهو يناديها
بينما اسمها الصحيح هو سلوى (مع ملاحظة ان سامية دى هى بت الجيران اللى سلوى اصلا (مكجناها )
وشاماها من زمان ) فهذا اعتقاد وتخمين صحيح وممكن الكلمة دى تكون مرشحة بقوة لأن تكون هى الكلمة المفتاح السببت كل البلاوى دى
ولو فى زول تانى قال انكم اصلا كنتوا متواعدين فى طرف الشارع , وقمت انت يا راجل
اتأخرت شوية بسبب المسلسل البطولته لى (منى زكى ) , بينما تعرف انت تماما انها ما
شامة زول فى حياتها دى زى منى زكى لأنك كثير بتقعد تتغزل فيها وفى جمالها , فده برضو
موقف كافى لأشعال براكين الشعر والكلام السمح المن عينة كلام محمد يوسف موسى ده
او ان رايا ثالثا قال ان الكلمة دى غالبا بتكون من نوعية الكلام (الكلام الواقعى )
البيتبنوهو دائما الرجال فدام الشطط النسائى فى التحضير للمناسبات الخاصة والحميمة
زى ما عارف عيد الزواج وعيد الميلاد وتتذكر لمن قابلتنى اول مرة , دى طبعا الجنس اللطيف
حريص عليها وزى عنده حساسية كده تجاها وتجاه طقوس الأحتفال وتخليد الذكرى , وهم بيتوقعوا فيها
حاجات (اوفر ) ما بتكون اصلو طرأت على خيال الفردة التانى , فلو بالصدفة كده وقبل يوم يومين
من مناسبة احتفال زى ده , انت غلطت كده وقلت انو (الدهب الأيامات دى غالى والله واصلو ما وقت زول
يشترى فيهو دهب ) , فان هذا توقيت (فج ) ومقصود منك عشان تزوغ من الهدية المعتبرة المتوفعاها هى
فى الأحتفال الجاى الأنت اساسا ما متذكره ولا خاتيهو فى بالك , وطبعا لمن انت تقول زى الكلمة دى
, فأنت اعلنت الحرب فعلا , ما بيحلك تانى لو عملت اى شىء , تمشى تتظارف وتحاول تبقى عقلانى تتفأجأ
بشعار مرفوع عنوانه (اغلى انا ولا الدهب ) , انت طبعا عقلانيتك هنا حا تقيف قدام امتحان صعب ,
اجابته العاقلة الوحيدة (بمقياس العقل البحت ) , انتى عليك الله ما نصيحة , الأيام دى فى شىء اغلى من الدهب , ولكنك مضطر الى كتمها فى حنانك , والى القول الماسخ الخالى من المعانى (القياسية ) , دهب شنوالبيقيسوهو قدامك , لو دايرين نتقلك بالدهب يا فلانة , الا نشترى لينا منجم عديل , وامام هذا التناقض , فان اى زول فى الدنيا , سيجد نفسه قادرا على قول مثل هذا الكلام الجميل
لم نجد الكلمة المفقودة يقينا , ولكننا , وامام محاولات بحثنا المضنية حولها , استمتعنا بالدهشة , والجمال , والحب , والطرفة , والجن الكلكى اللابس ملكى

وانا امر بسيارتى فى احد شوارع الرياض المزدحمة , مرت بى فى المسار الثانى سيارة
تجاوزتنى وكان زجاج نافذتها مفتوحا على ما يبدو , انبعث منه , لبرهة , صوت سميرة دنيا يشدو
, لحن الحياة منك , مسكتنى الكاروشة فورا , طلبت من ام العيال التى تجلس بجانبى ان تقلب فى
درج الشرائط عشان توقف لى الكاروشة دى , ولكن هيهات , طيب يا اخوانا الزول ده احصله كيف
, مع انو الدنيا زحمة لكن الزول بتاع لحن الحياة , لحظى البائس , تمكن من تجاوزى بمسافة كبيرة
هسى عليك الله ده حظ شنو , وصحيح زى ما قالوا فى المثل , الشقى , فى الزحمة , تتجاوزوا العربية
الفيها لحن الحياة

وعلى فكرة , قصة انك تفتش وتبحث عن حاجة (بالذات) , دائما قصة لذيذة ولا
تخلوا من مفآجآت , فانت دائما لمن تكون فى حالة بحث عن حاجة معينة ودايرة
هى بالأسم , فأنت غالبا ما بتلقاها , لكنك وانت بتفتش , تقوم تلقى ليك حاجات
تانية انت ما عايزها فى اللحظة ديك , لكنك فتشت عليها لمن قلبك اتقطع قبل كم
يوم , وما لقيتها , عشان كده وصيتى ليكم , دائما فتش على الحاجة الأنت ما دايرها
فى لحظة التفتيش , ده طبعا تكتيك ممتاز عشان تقوم تلقى الحاجة الأنت دايرها فعلا
, والحاجة الأنت دايرها الليلة فتش عليها (امبارح ) لأنو الليلة حاتفتش لمن تدوخ
وما حا تلقى الا الحاجة القطعت قلبك بالتفتيش امبارح
فهمتوا حاجة ؟؟!!
ولا انا

ولكن نتائج مثل هذه الرحلات التفتيشية , خاصة عندما يتعلق الأمر بالغناء , نتائج دائما
جميلة ومفرحة , فانا بذلت كل وقتى هذا بحثا عن لحن الحياة بصوت صاحبها الأصلى
ولكن ذلك لم يكتب لى , وبالمقابل فأننى وجدتها عند (سميرة دنيا ) , ومعها فى نفس الكاسيت
مجموعة اغانى , جعلتنى لا استعجل الوصول الى لحن الحياة وقد (جننتنى ) من صوتها المنبعث
من مسجل السيارة المتجاوزة تلك , ففى نفس الشريط , وجدت اشياء واغانى (بتجنن جن ) , تبهدلك
بهدلة السنين , تطربك وتشجيك حتى وان (ابيت )
اول نظرية ايقاعية متفردة ومختلفة تأسرك فى هذا الكاسيت الفريد , هى انك ستستمع لأول
اغنية فى التاريخ -على ما اظن وأعرف -تتغزل وتتحدث وتعلى من مرتبة الأحترام , لا بل انها
تجعله راكبا فى ذات السرج , مع الحب والعشق والهيام

انا فى شخصك احترم اشخاص
وطبعا عندى احترامك خاص
احترامى اليك من صميم قلبى غير ما اشعر
اتفانى عليك والدليل حبى تسمح تنظر
شوف دموع عينى السائلة فى خدى
من لهيب الشوق برضوا مافى خلاص
اهكذا يا ظالم جزاء الأخلاص

انها نظرية جديدة ولا شك , تتحدث عن الأحترام والتقدير , وهى تعنى وتقصد
العشق والحب والهيام , ولكن اليس الحب اصلا مبعثا للأحترام ؟؟!!من قال غير ذلك !!
ان كلاهما يمضيان معا (بالضرورة ) , مش كده ولا شنو يا جماعة , الغالب الأعم ان
الشاعر هنا تحدث عن الأحترام لأنه خشى او قل (تملكه بعض حياء ) من الحديث المباشر
عن الحب والعشق , وهذه الفكرة لا شك منسجمة ومتوافقة مع التوقيت الزمانى للقصيدة نفسها
, ويمكن كمان التوقيت المكانى برضو ليهو أثر فى الموضوع ده , لكنى للأسف غير ملم به
, ولكن (لعبة ) الشاعر هذه بدأت فى التكشف والسفور بسرعة شديدة , ببساطة لأن اللسان
(زلاق ) , بيجيب العنده بسرعة , ولو افلح وتمكن من المداراة و(الدسدسة ) لبعض الوقت ,
فأن (الفكة وشيلة الحال ) جاية وراهو ولاشك وبسرعة شديدة , قال شنو ؟ احترامى اليك من
صميم قلبى غير ما اشعر !!على منو يا اخينا ؟؟الأحترام عملية ذات (ميكانيزم) عقلانى
محسوب منبعها ومصبها وابوها وامها العقل , وهذا يختلف عن الحب , البقولوا عليهو أعمى ,
لا بيشوف لا بيسمع لا بيفكر
طيب , زى ما قلت ليكم الراجل بيحب , الشاعر سيد القصيدة والأغنية يعنى , لكنه بدأ بالأحترام
لمعنى فى (بطنه) , يمكن عشان الجيران , ولا عشان يسكت صاحباتها الفى المدرسة , ما تنسوا , انو الزولة موضوع القصيدة دى , احتمال كبير تكون اتكلت , ماتت يعنى , لأنو انت بتتكلم عن قصة حب فى
الخمسينات ولا بداية الستينات على اقصى تقدير , ولا يا ربى اسم الدلع بتاع الحب الزمن داك كان
(الأحترام ) !!!!الأكيد انو حب الزمن داك على الأقل كان (حب محترم ) , هذا اكيد !!او ممكن تقول انه على الأقل هو اكثر احتراما من حب هذه الأيام , عموما الراجل , ومن الكوبليه التانى مباشرة , فك الحكاية وخلاها على البحرى , سيرة الأحترام تانى ما جابها , القصة كلها بقت حب وعشق وكمان هيام

زبت فى حبك والفؤاد مجروح ما فضل منى شىء خلاف الروح
هكزا الأشواق تسمو بالعشاق من سنى الأشباح لى سماء الأرواح
حيث يروى غناك للنجوم معناك سابحة فى علياك طاهرة كالملاك

ما قلت ليكم الراجل متوك , الحبكانة عصرتو ليك وخلتو كملان من لحم الدنيا , عضم على شوية لحم فيهم روح
او يمكن كمان (باقى روح), لكن الحب والهيام والعشق سرى به ونقله من عالم الأشباح الى عالم الأرواح
المفعمة المليانة حياة حتى لو كان (شوية لحم على عضم )
ثم استمعوا معى الى هزا الأبداع الوصفى المجنون, لاحظوا اننى قلت استمعوا ولم اكتفى (بأقرؤا)
فهزا الكلام المجنون المميز الموزون المنمق المحكوم (واللزيز والطاعم كمان), ازا ما قراناه دون اصطحاب لحنه المميز
الجميل , فأننا بزلك نظلم آزاننا , ونظلم زائقتنا , كما نظلم حواسنا كلها

انت أبهج نور من بدور الكمال
ساطعة فيك آيات من معانى الجمال
تجعل الفنان عبقرى الخيال
لو نظم أشعار او عزف اوتار
تندهش افكار والعقول تحتار
يا جميل ياما فى الجمال اسحار
انا فى شخصك بحترم اشخاص
وطبعا عندى احترامك خاص

وعندما وجدنا شريط سميرة دنيا هزا بالصدفة زى ما حكيت ليكم وانا افتش
اصلا على شريط لحن الحياة بصوت سيدها الأصلى , كان تخطيطى ان امر على الأغانى الفيهو مرور
الكرام حتى اصل للحن الحياة المنشود , ولكنى بدأت بأنا فى حبك بحترم اشخاص وعمات فينى
كل العمايل الحكيتها ليكم فوق , وتبين لى ساعتها ان مشوار وصولى الى لحن الحياة المنشود
سيطول ويطول , فسميرة دنيا ما زالت تصر على ادهاشنا بصور بديعة وتراكيب فنانة , تعلمون
انه انتشرت فى الآونة الأخيرة محاولات من هنا وهناك لمقاومين فلسطينيين من اجل (اسر) بعض الجنود
الأسرائليين , لأنهم علموا ان اسر جندى اسرائيلى واحد يرفع من سعر هزا الجندى المأسور ويجعل منه
غنيمة مثالية , جندى مأسور وعرفناهو !!, لأن محاولة اسر جندى فى ميدان قتال امر مفهوم ويمكن تخيله
, ولكن السيدة سميرة دنيا دخلت فى عملية محفوفة بالمحاطر (لأسر قلب ) , وكانت الفدية المطلوبة
حفنة من مشاعر وبعض من وداد
القلب المأسور

مالو قلبى الأسروهو
هواهم واصطفاهم وبى ودادهم اشتروهو
هم انسى وسلوتى وهم ازاهر روضتى
هم بوادر عطفتى وهم مرادى وبغيتى
قصتى ومهجتى وفؤادى الأسروهو
قلبى مالو الأسروهو
ودى ليكم يا احبة روحى صافى
وفى سناكم لى تنساب القوافى
وبفتكر لحنى وطرائفى
ويظهر الفن فى اكتشافى
انتو نورى وانتو نارى
ودنيا احلامى وسرورى
حبهم يسروهو وفى الأزل لى سطروهو
مالو قلبى الأسروهو
حبى ليهم قدروهو واكرموهو واكبروهو
وهم فى الدنيا منايا
وفرحة الحانى وغنايا
هم الهامى وعزايا
طرفى ساهر هل دروهو
مالو قلبى السروهو

الشكوك محرك اساسى ووقود عالى الجودة يكفى لأنطلاق (شيطان الشعر والكلمة )من مكامنه
عند الشعراء والفنانين والمبدعين , الله يكون فى عونهم وهم يتبارون ويركضون لتفسير كل حركة وكل سكنة
واتكلمنا قبل كده عن حالات تزكر الأسماء بين الحبيب والحبيبة بغرض انو واحد فيهم يعمل تقيل
بأنو يعمل فيها ما عارف او ما قادر يتزكر الأسم , لكن فى كمان حالة تقل اكثر عمقا , لما الواحد كمان
يكون شايفك قدامه لكن يعمل فيها عميان , لكن اكيد نحن عارفين انه البشوف القلب , حتى لو كانت العين
اساسا ما شايفه, فالقلب اكيد شايف وعارف و(شامى كمان )
وكثيرا ما يجى السؤال المفاجىء من احد الطرفين للآخر على صيغة (ما متزكرنى يا فلان؟؟), هزا السؤال
يخرج من اللسان عادة , وهو سؤال مستفز يكفى غالبا- عندما يبلغ الأستفزاز مداه- ان تجرى مدامع الشعر
وتسيل جداولا وانهارا

يا منصور ياخي قومت نفسي
قايم بالبوست كدة بي نمرة اربعة
ههههههههههههههه

ود جبريل الحبيب
عارفك حا تجى بى جاى ومنتظرك كمان
عارف , قومة النفس دى , اول خطوات الجن
اى زول جن واندهش واعصابه باظت
فى الأول
نفسه قام
اهلا بيك وانت ماشى فى الطريق البيوصل
للمتعة والأندهاش ----- والجن

ونتساءل يا جماعة بدهشة وببراءة ,ثم نحاول الأجابة
هل للحياة لحن ؟؟!!
عارفين نحن انه حواس ابن آدم خمسة , شوف بالعين , سمع بالأذن , وتذوق باللسان
ولمس بالأطراف , وشم بالأنف
ولكن احيانا , ولأغراض أدبية كتابية بلاغية بحتة , ممكن ان تتلخبط هذه القواعد
فيكون الشوف بالأذن لوهلة ممكنا , واللمس بالعين جائزا و والتذوق بالأنوف طبيعيا
ولكن اظهر واوضح انواع هذه اللخبطات البلاغية ’ هى ما يختص بحاسة الشم , هى مرتبطة اساسا
وبطبيعة الحال بالأنف , ولكن اغراض البلاغة يمكن ان تحور اعضاء الشم فتصبح كل اعضاء بنى آدم
قادرة على الشم , الم تسمع بان فلانا (شامى فلان او فلانة ) , يعنى مكجنو او مكجنها وبالحواس الخمسة
كمان , طيب سيبك من (شم الناس لبعضهم البعض ) , الم تمر بك بعض اوقات تشعر فيها بأنك (شامى )
الدنيا كلها , وعلى الرغم من ان مثل هذه الحالات غالبا ما يتسبب فيها شخص آخر فيسبب لك
قرفا من الدنيا كلها , فان اول ما يقوله ذلك الشخص الذى بلغ به الزهج من الدنيا مداه التصريح
الدارج (ياخى الدنيا بقى ما عندها طعم ) , وده طبعا اختصار مخل للمعنى , لأنك لو سالته عن
(ريحة الدنيا مثلا) , فما حا يقدر يجاوب , لأنو الدنيا , حتى لو كان ما عندها طعم , فأحتمال كبير
يكون عندها ريحة حلوة , او ملمس ناعم زى الحرير , وكمان ممكن يكون لونها وردى او (فوشيا ) كمان
وطبعا ما حنقول ابيض ولا اسود
الدنيا خليط من كل هذه الأحاسيس والرؤى , كلنا يراها بعين لحظته وحالته النفسية (المتأرجحة )
ويمكن نقول كمان (الهزازة )

ولكن , اذا اردنا ان نجمع (احاسيس ) الحواس الخمس مجتمعة ومتكاملة ,
وأردنا ان ننسبها الى حالة نفسية , وبحثنا لذلك (الشعور ) عن مقردة جامعة
شاملة كاملة انيقة لطيفة غنية ثرية , فليس ادق ولا اجمل من لفظ (لحن )
ومن بعد ذلك , ومن بعد ان تشمل المعنى المقصود بهذه المفردة الجميلة (لحن )
واذا ما وضعتها فى موقع (المضاف) ومن ثم اضفت اليه اى مفردة اخرى فى خانة المضاف اليه
فأنك بذلك تكون قد (جننت المضاف اليه ده جنس جن ) , فأنت قد وصفته بذلك الوصف النهائى
, فلحن الشعر مثلا , هو احساسك النهائى به الذى تجتمع فيه حواسك الخمسة مع تصريفاتها
, وكذلك الحال مع لحن كل شىء
اما اذا ما قلت (لحن الحياة ) فخلاص يا جماعة الله , الكلام كمل , فيا دنيا ياما فيكى شوف
وياما فيكى صوت , وياما فيكى روائح وعطور وياما فيكى ملامس مختلفة , خشنة وناعمة وبين بين
, ولكن يا دنيا , اذا ما فيكى لحن , فكيف بالله نعيشك ؟؟نحن من غير لحن , لانرى , لا نسمع , لا نتكلم
لا نشم , ولا نتذوق كمان , ومن ثم يمكنك ان ترص هنا مجموعة لا متناهية العدد من (تصريفات الحواس )
من مثل انك لاتميز بين الألوان , يعنى الدنيا عندك عبارة عن لونين , ابيض واسود , يعنى
مافى لا وردى ولافوشى ولا لون زينب ولا (خاطف لونين ) , حينها , الوكت داك يعنى , لمن تكون فاقد لكل هذه الأحاسيس وتصريفاتها العديدة , فالدنيا يا ناس , شن فائدتها ؟؟!!وشن طعمها كمان وشن ريحتها ؟؟!!

*******


**************

*********


************

فى لحظة بريئة سألته , انت ما متذكرنى ولا شنو ؟؟!!ما كانت تتوق لأجابة
اكثر ولا اكبر من تلك التى على شاكلة (ننساك -انت انت بتتنسى ) , ولو اجاب مثل هذه
الأجابة لكفتها , ولأحست معها بالعنفوان والعزة والشموخ , ولأحست ايضا انها مالكة الدنيا
من ناصيتها ---الى ناصيتها , ولكن اجابته (غير الحاضرة ) تركت مجال الأجابة وحيزها
لبديهته (الحاضرة دائما بل وقاعدة على الهبشة كمان ) , فكان ما كان , ليس اجمل ولا اشمل
ولا الطف ولا ابدع ---مما كان

لحن الحياة منك وما تقول
نسينا الماضى
وصرنا ناسينك
محبوبى الجميل
سألونى مين انك عرفتهم
ايه الصفات عنك خبرتهم
شافوا الجمال منك أقنعتهم
طولت لكنك انا يا حبيب الروح
اعفينى من ظنك
محبوبى الجميل

تحدثنا عن البديهة الحاضرة , ان نموذج الأجابة اعلاه باعتباره نموذجا
مفترضا للسؤال التحريضى المفترض بتاع (انت ما متذكرنى ) , هو نموذج اجابة (محضرة ومتعوب عليها لاشك ) , فقائل هذه الأجابة , ليس محضرا فقط , لا انه (مذاكر الأجابة كمان ) هذا اذالم نقل
انه عامل ورشسة عمل مخصصة لأجابة هذا السؤال, لأنو اجابة سؤال (التذاكى الأنثوى -متذكرنى )
كان يرمى الى اجابة بسيطة وواضحة , تقول فيما تقول , انا اصلا ما بنساك ولا نسيتك , زى
ما بنقول نحن (كلنا ) فى لحظات تجلينا القصوى , لكن الله قال بى قولك , فحواء عندما تعتاد
على هكذا (اجابات ) , لا بل وعندما (تتوقعها كمان ) , فانك ان لم تتجلى بها دائما , فانت
متهم بأن (اجابتك كانت باردة ) , ولا تشبه ابدا (كلام اليوم داك) , وما علموا ان اليوم داك
انما ياتى هكذا عفو الخاطر دونما ترتيب او اعداد

سالمنى بى ايده والدمع انهمر
ذكرنى بى ريده اوقات السمر
ساحرنى بى محيه جننى وأسر
شاغلنى بى نوره كم اخلى القمر
بس ننسى كيف انك انت الوحيد بالذات
الكنا ذاكرنك
محبوبى الجميل

هنا منطقة تماس اولى فى هذه اللوحة الأنسانية المعبرة , تسلم بايدك
يعنى تستعمل حاسة لمسك , مش كده ولا انا غلطان ؟؟ولكنك بمجرد حصول هذا التماس , تتفاجأ بأن
(دموعك جرت ) , فمن قال ان العين هى اداة شوف ونظر فقط !!!انها ايضا مجرى الدمع ومخزنه
وتعبير الشجن ووسيلته الأولى والأخيرة , هل من اتصال داخلى بين اليد والعيون ؟؟!!حكته بالغة
ومقدرته وسعت كل شىء , ليس فقط ان اليد (تعبير اللمس الطرفى فى البنى آدم ) , ترسل الرسالة
الفائقة السرعة للعيون والمآقى فتجرى الدموع وتنهمر , ولكنها ترسل رسالة اخرى شديدة الحساسية
الى قاعدة بيانات المخ والمخيخ , فيجرى شريط ذكريات سمر زمان (الحافظنه حفظ) , وبرضو تقول لى نسيناك !!! انت انت بتتنسى !!؟؟ما انت روحنا وحبنا , سافرنا فى عينيك ولسه
قلوووووبنا بيك متجننة
ننساك , ده كلام , ننساك , يا سلام

وفيم الملامة يا حبيبى
وكلى هياما يا روحى
ويا من تعامى سلاما سلاما
وزكرى محب تموج فى قلبى
وانت بقربى حياتى وحبى
يا روحى
آه آه وانت بعيد ما كنا ناسينك
والحب عليك ازداد
غمر النفوس دنك
محبوبى الجميل

انها مرافعة الختام على السؤال الأول , لو كنت مكان تلك السائلة لندمت على سؤالى , ولكنى
ليس (هى ) لسوء او لحسن الحظ لا أدرى , فالسؤال اصلا افتراضى ويهدف الى اجابة (فانتازيا) لسؤال
انت ما بتسأل مالك؟؟؟نسيتنا ولا شنو ؟؟فعلى مازا اللوم مع كل هزا الهيام والعشق, ان زكرياتك
تعتمل فى نفسى و(تضطرم)وبعدك عنا معناه آه وآه , بينما قربك يملأنا و(يجننا ) بالأسئلة و وانت
لحن الحياة , ولحن حياتى انت , ولا يغمر نفسى ويملأها الا (مجموعة دندنات لحنك وايقاعك وغناك)
يا لزيز يا رايق و يا جميل يا مجنون انت
تانى تسألى السؤال ده ؟؟؟!!!

ولكن سميرة دنيا , تنتقل بأجابة سؤال الندامة (اعلاه) الى آفاق
جديدة فى اغنية اتخيلها انا امتدادا طبيعيا للحن الحياة الأول , علو وزن
(أنت عمرى الأم كلثومية ) الخالدة , فأن سميرة دنيا و(آخرة ) تبدع وتتجلى
فى هذه الأغنية القصيدة , او القصيدة الأغنية (لافرق) , ففيها من تجليات الوصف
والتشبيه كنوز وكنوز , حتى انها تصلح نموذجا لدرس بلاغة دسم ومليان بالأستعارات
والكنايات والتشبيهات (بأنواعها ) , ولو كنت مدرسا للبلاغة , لجعلتها على لوح مكبر
وكتبتها بالألوان وعلقتها على جدران حجرة الدرس بعد ان انتزعها انتزاعا من قلبى
الذى تعلق بها و(هام ) (بفتح الميم ) معها وارتفع بعد ان انخفض
حتى اذا ماطار ----- وقع

غزل زمان , هل يفرق عن غزل هذه الأيام ؟؟ولمن يقولوا ليك غزل عفيف , هل
بالضرورة هو يخلو من الوصف والأبداع (الحسى ) ؟؟فى رايى ان العفاف كمنهج
هو تلمس طريق الصدق , حتى وان جاء صدقا حسيا , فهو فى النهاية صدق , فترجمات
العشق والهيام هى ترجمات حسية فى النهاية وبمقتضى الحال , ولكن اذا ما خلى
من (الحسيات ) وتميز كذلك بالصدق , فهذا دليل دامغ على جودة عمل الشاعر او المصور
او صاحب العمل الفنى ايا كان , اذا كان صادقا ومقنعا فى وصفه ولم يحتاج الى
وصف حسيات (مجنونة ) , فهذا دليل على تمكن الشاعر الواصف المتغزل وتمكنه من أدواته
بحيث يستطيع تورية (مواطن الصدق ) فى حديثه وشعره , قيكون ظاهر عمله الفنى (تورية بليغة)
وباطنه الحس الأصيل الصادق , قتصل اليك الصورة كاملة غير منقوصة , كلاما ونحتاوتصويرا
لا بل و(تجسيدا) فتتقمص انت الكلام او اللوحة , فتشعر انك قائله او على الأقل
فأنت (تتمنى ذلك ) , فقد قالوا ان (اصدق الشعر اكذبه) , ولكى تقسر هذه المقولة
ننصحك ان تنزوى جانبا ووتتخلص من كل ما يعكر المزاج , ثم تقرر بكامل قواك العقلية ان
تجن وتوصل الجن حده
مستعد تعمل كده ؟؟!!

ولكن ---
هل تتغير مواطن الوصف وأولويات الأستحسان بتغير الزمن ؟؟اعرف انها تتغير بتغير واختلاف الزوق والمزاج بالضرورة ,
فتفضيل العرب واهل الشرق عموما للقوام الممتلىء المكتنز يختلف زوقا عن تفضيل اهل الغرب للنحافة والقوام النحيل
, وتجد اناسا يفضلونها سمراء و وآخرين يعشقون البياض وبعضهم يريدها (خدرة وعليها بدرة ) بينما يفضل آخرون خاطفة اللونين
, وازا ما افترضنا اننا نتحدث عن الزوق السودانى العام تحديدا , هل ناس زمان كانوا يفضلونها مشلخة او سادة , ممكيجة
ولا قايمة من النوم (لتوها ) , شعرها مصبوغ بالحناء ام انهم يفضلون صبغة الطاؤؤس ؟؟اها بتاعت الطاؤؤس دى بالزات قالوا بقت للحنة بس
بينما تنوعت صبغة الشعر وتعددت بتعدد الألوان الرئيسية منها والمكونة بعد خلط لونين او اكثر , بأختصار كده , يعنى ممكن
الواحدة كل يوم بى منظر او (لوك ) جديد ومختلف
يعنى تعرس واحدة تلقى نفسك معاشر عشرين
يعنى ممكن تعدد الزوجات من زوجة واحدة
انه العرض التسويقى الأحدث
تزوج واحدة
وخد عشرين مجانا

مش كده بس , والكلام زى ما بينطبق على الأوصاف الحسية الظاهرة زى اللون والشعر والطول
والقصر والقوام والسمن والنحافة , برضو كمان بينفع فى الأوصاف المعنوية , الحياء والخجل مثلا
قيمة معنوية جازبة واصيلة من زمان لا بل انه (الحياء يعنى ) قيمة دينية عند الرجال بعد ان كانت
قيمة جمالية عند النساء والجنس اللطيف , لكن السؤال , هل مازال موقعه نفس الموقع وزات المكانة ؟؟!!
ام ان الجراءة والأقتحام حلتا مكان الحياء والخجل ؟؟ولنعلم ايضا ان الحياء والخجل منهما الأصلى النابع
من جوة , ومنهما المصطنع الزى يستخدم مثله مثل اى من ادوات ادوات المكياج والتجميل , فهما ولاشك يزيدان
حواء جمالا ويضفيان عليها (غموضا لزيزا)فنحن من زمان نعرف انهم (يتمنعن وهن الراغبات), ولكننا رغم زلك
نستلز بخجلهن وحيائهن مثلما يستمتعن هن بجراتنا واقتحامنا ولكن (تجاههن هم فقط ), فجراتنا ان امتدت لغيرهن
ونسجت شباكها فى مكان آخر لا يخضع لسيطرتهن , فانت ولا شك ساعتها مجرد (قليل ادب وما عندك اخلاق ), على الأقل
عندهن رغم زهوك وافتخارك بين اقرانك من الرجال بانك ولد جرىء وعفريت وان الخوف لايعرف لقلبك طريقا

وزى ما قلنا انه مقاييس الجمال مقاييس متحركة ومتغيرة , فان تقييم الناس
ايضا لهذه المقاييس يتسم بنفس الحركية والتغير , فمثلما كان اهلنا زمان يفضلون
الجمال الطبيعى ويعتبرون اللجوء لحيل الجمال (الصناعى او المصنوع ) غشا
تجاريا يهدف الى تجميل صورة البضاعة وأظهارها بمظهر مختلف يظهر غشه ويبان
(من اول غسلة وش او من نظرة مفاجئة غير منتظرة او غير متوقعة عند النوم او
حال القومة من النوم ) , فان ناس الزمن ده , ينظرون الى مسألة تغيير الشكل
المتواتر والمستمر والظهور بمظهر مختلف ان لم يكن كل يوم فعلى الأقل كل حفلة
او اجتماع عام او عزومة كاربة ) , ينظرون الى مسألة ال (نيو لوك ) هذه نظرة
اراها موضوعية مفادها ومبررها مقاومة الملل ومحاربة (التعود ) باعتبار ذلك
تكتيكا مقبولا ومفهوما لبث دماء جديدة او ممكن تقول (لحن جديد للحياة كل حين )
سميرة دنيا فى (انت حياتى ) تتبنى هذا الطرح وتبسط هذه المعانى على بساط
البحث والتأمل , وذلك بحس فنى عال ومرهف وانيق , ثبث به ومعه فينا وفيكم روعة
وحسا دافئا وجميلا يحرض على (الجن والدهشة )
انت حياتى

السلام عليكم
........
منصور ازيك
متابعك مما بديت
وزي ما قالو ليك علاء حيمورة وطارق جبريل
ما مدي زول معاك فرصة
غايتو أخيراً لقيت لي خرم أقدر أنفذ بيهو
أها
يا جننتني يا جننتك


.........
تقول يا منصور:

Quote: فان ناس الزمن ده , ينظرون الى مسألة تغيير الشكل المتواتر والمستمر والظهور بمظهر مختلف ان لم يكن كل يوم فعلى الأقل كل حفلة او اجتماع عام او عزومة كاربة ) , ينظرون الى مسألة ال (نيو لوك ) هذه نظرة اراها موضوعية مفادها ومبررها مقاومة الملل ومحاربة (التعود ) باعتبار ذلك تكتيكا مقبولا ومفهوما لبث دماء جديدة او ممكن تقول (لحن جديد للحياة كل حين )

ما عندنا اعتراض
لكن اعتراضي على مثالك الجبتو ده "لحن الحياة"
فهو يا منصور يا أخوي يناقض تماماً كلامك الفوق ده
......
كدي شوف معاي

مالي غيرِك حياة يا أسمر يا خمري الضياء..
يا فاهم يا دارس معني الحياة
من أدبك ليك حارس من غير رياء..
في حسنك الملون.. كم من سحر مكون..
واحد نعاس في جفونك..
واحد ظهر في عيونك
واحد يشرف لونك
.. أعجبت بيهو.. ونظمت فيهو..روحي وأغنياتي..
........
وخاصة حينما يقول:

ما شوهوك بفصادة
علي الخدود السادة..
طبيعي خلقة ربك.. ماداير زيادة..
مع لونك الأسمر.. ورد الخدود محمر..
لا بدرة لا أحمر..
ألوان محاسنك زي ما هي..
........
يا زول
انت تعتّل في البوست ده براك قايل مافي زول جايب ليك خبر؟
أها
كدي أغلط تاني كان ما جيناك ناطين
عشان نجننك جن





............

تعيش يا زول يا لزيز , طالما حا نجنن بعض , فمتفقين يا حبيب , عوجة تب مافى , لكن لو رقت كده
وخليتنى (اوصف الشفتو , لأنى شفت الشعر جارى , لى حنته التحته), فحا تلقى كلامك صح , فى النص الأول
, وكمان كلامى صاح فى النص التانى , فانت حياتى البتجنن دى يازول يا حبيب , من مدرسة تفضيل الجمال الطبيعى
الما مصنوع , ديل حتة الشلوخ زاتها عندهم فيها رأى , طبعا الشلوخ زاتها هسة راحت فى حق الله
بعدين تعرف يا زول , انا كنت داخل عشان اكتب نص الأغنية الجميلة دى , انت حياتى , الأنت ما قصرت وجضمتها لينا
جضيم (الجن ) , كدى براك عاين للمقطع الكتبتو انت , حس شعرى عالى , لكن الأعلى من الحس الشعرى , هو الصورة الملونة
المحيرة دى , فرز الوان عالى ومثالى لا يستطيع عملها احدث استوديو تصوير
خلينا كدى فى حتة العيون النعسانة , ياخى دى حلوة حلا
فى حسنك الملون
كم من سحر مكون
واحد نعاس فى جفونك
وواحد ظهر فى عيونك
فالمظهر الجمالى بتاع العيون النعسانة ده يا زول يا راقى انت , ما متفقين عليهو الناس كلهم زى ما انت سيد العارفين
فعندك الجنوبيين عندنا مثلا , ما فى عندهم اجمل ولا احلى من العيون المفنجلة المفتوحة على آخرها , مش كده ولا انا
غلطان ؟؟الم تسمع بزلك الشاعر المتغزل الزى قال لأحدى حسان جنوبنا الحبيب ان (عيونها نعسانة ) فردت عليه زاجرة
وانت مالك , ان شاء الله انا ننوم زاتو !!!فببساطة هى عندها ارث مختلف لجمال العيون ليس من بين مفرداته الجمالية
ان تكون نعسانة
سعيد جدا بمرورك الزى ابهجنى وجننى كمان
خليك معاى طوالى لأنك طالبنى (جنة )

وخلينى كمان يا زول يا جميل , اسألك تانى فى مفردات (لوحة انت حياتى) , فأظن ان النص يقول
فى حسنك الملون , كم من سحر مكون , واحد نعاس فى جفونك , وواحد ظهر فى عيونك , وواحد (مشرب ) لونك
ام انها (مشرف ) كما كتبتها انت ؟؟عموما انا سمعتها مشرب واستحسنتها كزلك , قلت لى لى شنو ؟؟مش كده
تعال كدى اجننك شوية
بتعرف اللون الشارب يا زول يا حبيب ؟؟؟انا زاتى يطرشنى , ما سمعت بى لون (شارب سمح ) , احسن الأوان
هى انضرها واكثرها وضوحا , مش كده , الناس فى الغسالة دى بيفصلوا الملابس الملونة من البيضاء , عشان البيضاء
ما تشرب من الوان الملونة , ولكن هاك الفكرة الجديدة لنج دى للأستمتاع بالألوان (الشاربة ) , اولا هل
يتخيل احدنا لون بشرة (شارب ) ؟ فالكلام كله هنا عن (واحد مشرب لونك ) اى لون بشرة المحبوب يعنى , فاللون
الشارب هنا بتاع البشرة , مش شارب بس يا زول , ده سكران عديل , وواقف لط كمان , لدرجة انك لا تعرفه (يقينا )
فهو يظهر ليك بألوان مختلفة لدرجة انك لا تعرفه اسمر ولا ابيض ولا خمرى ولا لون زينب ولا لون فلانة الفلانية كمان
با ختصار لون يبهدلك يا زول ويخليك لمن تجيب علبة الألوان وتقعد تركب وتركب , اصفر مع احمر يديك تركوازى
ازا زودت عليهو الأخضر , والله ما تعرف اللون كان بقيت بيكاسو , لون شربان واقف لط وبس ,
جنيت ولا ازيدك ؟؟؟!!

> السلام عليكم
........
منصور ازيك تاني
غايتو شكلك كدي حا تتعب معاي ... أو أنا حا اتعب معاك ما عارف
المهم
....
واحد نعاس فى جفونك
وواحد ظهر فى عيونك
وواحد (مشرب ) لونك
....
غايتو يا منصور يا خوي بعد الأبيات الفوق دي دايماً بيجيني احساس انو فيها بيت ناقص وهو
وواحد كباب بالطوه .... وصلللللحه

.....
الصحيح هو ما قلت يا منصور مشرب وليس مشرف
واللون الشارب ده هو عند أهل الشمالية لون الرطب عندما يبدأ تحوله من الأخضر للأصفر للأحمر
وهو لون في غاية الروعة
ومن معاني الشارب الأخرى
اضافة ل "الشارب واقف لط" كما تفضلت مجنوناً
فالشارب هو الشنب عند الأعراب
والشارب هو الماركة الشهيرة للألكترونيات عند الأعاجم

....
نرجع لموضوع اللون ده يا عمك
وخليك في اللون ( أو كما كان يقولها محمد صبحي في رحلة المليون)
كدي شوف عمك عبيد عبدالرحمن ده بيقول في شنو
.......
كيف اوصف محاسنك ولحظك لي محارب..
ما استوفيت أقابلك بالوصف المقارب..
شفتك مرَّة غافل ونورك جاني ضارب..
أصفر أحمر أخضر زي شفق المغارب..
لو أشكر جمالك لا شكراً لواجب
أبلج ..أفلج ..أدعج ....أدج ...مقرون حواجب
ياخي ده مش جنن الجن ذاتو؟؟؟

يا زوول انت كنت وين من زمان
ده كلام طبعا زى الليل
اها حقيبة الجن دى كمان يا زول , درب براهو , دايرلو عدة (جن ) مختلفة
ليست كل الأوانى تسع جن الحقيبة يا زول
فازا كنا نعب من جن اغانى زمان وهسة بى شوية (كبابى وبيالات )
فانه يلزمنا اوانى اوسع و جرادل مثلا كيما نعب من جن الحقيبة وجنونها
قلت لى حا اتعب معاك
البتعبنى شنو يا حبيب
انا مارق لى درب التعب والجنون ده , بكامل ارادتى وقواى العقلية
قبل ما افتح البوست ده
كانوا يعدوننى من العاقلين
من يوم ما فتحته ولاقيتك
ان شاء الله اجن , وأزيد فى الجن
اسعد بمداخلاتك وابتهج
لا تتردد فى ان تزيدنى جنونا
وبدورى
ما عندى مانع كان (ضيعنى ساكن الموردة)
ما حرام عليك يا زوول تعمل كده

كدى نرجع تانى لى سميرة دنيا فى انت حياتى
الكلام ما كمل يا زول
انت حياتى تختم نفسها بأثارة السؤال الخلافى المستند على المكان , الواقف على باب الزمان , الراجع
الى الزوق العام والخاص , ياتو احلى واجمل , الطبيعى ولا الصناعى ؟؟ناس المكياج الجديد والنيولوك المتواتر
بيقولوا ببساطة , انا لا أكزب ولكنى اتجمل , هزا منطق مقبول عند الكثيرين , ولكن مازا عن الشلوخ والفصادة


ما شوهوك بى فصادة
على الخدود السادة
طبيعى خلقة ربك
ما داير زيادة
مع لونك الأسمر
ورد الخدود محمر
لا بودرة لا احمر
الوان محاسنك
زى (زى ) ما اعتيادى
انت حيانى

كان رأى شاعر الأغنية حادا وقاطعا فى نهاية الكلام فى قصة الشلوخ والفصادة دى , هل كان زلك فى اطار
حملة منظمة لحاربة الشلوخ و(دق الشلوفة كمان ) باعتبارها عادة مضرة ومؤزية و وليس اجمل ولا احلى
من (خلقة ربنا ) التى لا تحتاج لزيادة , فالفصادة والشلوخ ليست من الطبيعة , هزا شىء اكيد , ولكنها
كزلك مكياج زلك الزمان وزيادته واحدى محاولاته لأبراز جمال (مخفى ومدسوس ويحتاج لأبراز وتوضيح ), مع اقرار
ضمنى بأن الجمال الطبيعى لا يحتاج لمثل هزه الزيادات الا ازا كان عايز يجنن الناس ويبهدلهم بزيادة
موطن جمال وحسن جديد يضاف الى الى ما حباه الله اصلا من مواطن جمال وحسن متعددة
ولكن , الا ترون معى انه بالغ وزودها (حبتين ) وشالته (الهاشمية ) لمن شاف الخدود (محمرة) بالرغم من
اللون الأسمر الشارب , دون ان تكون مضطرة حتى الى استخدام بودرة او (كريم اساس حتى )
لكن مع لونه الشارب الوصفه داك , بتاع بيكاسو , الأصفر واحمر واخضر (زى شفق المغارب) يا زوول زى ما قال
عبيد عبد الرحمن , فكل شىء جايز
يا ربى يا زول , نحن جنينا ولا شنو ؟؟؟

السلام عليكم
......
منصور ...مشتاقين
والله مشتاقين
....
طال علينا فراقكم والله يا غايبين
قدر ما ننسى العلينا ...برضو مشتاقين
والله مشتاقين
....
الخدود (الشاربة) من لون الشفق عند المغارب
ديل خدودك سيدي ..وسيد الناس ...يا سيد الحبايب
العيون ...
طرّتني زول من أهلو غايب
والشعر في كتيفو ....يتهادل سبايب
......
أها اكتفيت من موضوع اللون والشارب ده والا لسه؟
يا زول اسماعيل حسن ووردي وعثمان مصطفى ما جننونا جن
أنعل ابو الجن ذاتو

انت الليلة مش الخميس يا زوول
كدى ارجع لى فوق , مش من الأول قلنا انه الخميس ده براهو
ما معاهو اصلو يوم بيشبهو ولا قريب منه
طعمه براهو , لونه غير , ريحته ذاتها ما عارفها , كيف كيف
والله بالغت
الأغنية بتاعت عثمان ةمصطفى دى , مكسرانى من زمآآآن
لكن الربط والتوقيت بتاعك ليها فى قصة اللون دى
ما تقول لى , فى السلك
يعنى هسه انا اطلعت على مداخلتك دى , وانا لسه فى الشغل
لكن الكاروشة مسكتنى
بقدر انا انتظر لغاية ما ارجع البيت ؟؟
مستحيل , عن حبك اميل , اساهر الليل انا يا جميل
شكرا لتزكيرى ضمنا بانها من كلمات اسماعيل حسن
وشكرا لتنويرك لى بانهاتحمل طعما معتادا لدى
طعم ألحان وردى
ما تمشى بعيد
راجع ليك هسه

قلت لى يا زوول , اسماعيل حسن قال الزولة دى
خدودها شربت من لون الشفق عند المغارب
الله يجازى خدودها دى ان شاء الله
شفق المغارب ده يا زوول , عنك فكرة بيقعد منتظر قدر شنو ؟؟
مش قالوا ليك صلاة المغرب دى وقتها قصير
ما هى عشان مربوطة بشفق مغارب الجن ده
عشان كده وقتها قصير وما بتنتظر
نان خدود الشقية دى , لحقت شربت منها متين ؟؟!!!!
ما بالغتى يا خدودها
وما بالغت يا اسماعيل حسن القدرت تصور لمحة الشراب السريعة دى
وما اتجدعت انت يا زوول لمن دخلت لينا الصورة دى فى الحتة دى يالذات
اقول ليك , تانى طالبنى (جنة )
بتسداها طال الزمن ولا قصر
راجع ليكم

عارفين يا ناس
التفاعل اليومى واللحظى مع ما يحدث امامك , مع ما تشاهده او تسمعه او تقرأه او تكون جزءا
منه , هو لون من الوان الصحة والعافية ولاشك , انها (الحيوية ) بمعناها الواسع , فأن تكن
ملئيا بالحياة , ضدها ومقابلها العكسى ونظيرها من الناحية الأخرى , هو ان يسكنك (الموات)
, وعند الموات هزا يفقد كل شىء لونه , فتتساوى عندك الأشياء جميعها وتتشابه , تشاهدها من أعلى
فكأنك تراها من اسفل , لا فرق , تبحلق فيها من زات اليمين فتتسمر عيناك فيها وكانك وقعت عليها من
زات الشمال , الأمر سيان , يجمع الناس على انها (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) , ولكنك تراها
خليطا ما بين سواد وبياض وتتساءل عن الفرق ؟؟!!يتراقص الكل على الحانها الشجية متزوقين ومستحسنين
لحنها الراقص النابض بالحياة , ولكنك تستمع اليه كما اللحن الجنائزى المصاحب لوعد الموت مقابل
(وعد ابدى) بالحياة والنبض والألق , انه الفرق فى الخلاصة بين نفس (بفتح الفاء) ترى معظمه او تحسه
(زفيرا شديد الحرارة ) بينما ينعم به غيرك (شهيقا عالى الحس ناعم الجرس يفلح دائما وأبدا فى
اجتزاب (اكسجينات ) الدنيا كلها فتجدها طوع (رئتيك وملء قصبتك الهوائية)
شكرا يا زول ويا متداخلين كلكم وبا متصفجين
كن دائما من انصار الحياة
وان لم تستطع
مت لوحدك وافسح المجال لأنصار الحياة يتنفسون

تبدو الأشياء عندى هزا اليوم , اكثر اشراقا ووضوحا, انه وضوح الرؤيا وأشراق مرمى
البصر , تلك هى اولى خطوات الجمال فى الأحساس وفى الشعور, عندما فأجانى محمد عبده فى الصباح الباكر
مرددا
احلى من العقد لباسه
الماسة تلبس الماسة
خلطت بين كلامه هزا الجميل والبسيط , وبين كون (الرقيبة قزازة عصير ), الا ان كلها تصب فى مجرى واحد
امه وابوه (انما الضد يظهر حسنه الضد , وفى عنق الحسناء يستحسن العقد )
كل هزا خلق عندى بعين الخيال , مشهدا كاريكاتوريا متخيلا قوامه , قزازة عصير برتقال معتبرة من تلك
الفاخرة , محاطة بعقد لؤلؤ نضيد, انها محاولة فاشلة لتجسيد الخيال ولوى عنقه وكسر رقيته , اولى محازير
فشلها الأكيد , ان يفاجئك المحيطون مفضلين ان لو كانت قزازة العصير , مانجا مثلا بدل البرتقال , او لمازا
لاتكون رمانا ؟؟!! ازن فان الخلاف يكمن فى نوع العصير وطعمه , بينما لاخلاف ابدا , كونها قزازة
اما الرقيبة , فليرسمها (اينا) او فليتخيلها (كلنا) كما شاء او كما رغب

ان المسافة النفسية بين حال وحال , تبدو متباينة (قربا وبعدا)حسب تضاريس متنوعة تجد نفسك
امامها كل لحظة , والبعد والقرب من حالة (التوازن) اعنى , والتوازن هنا اسم لما قد يسميه آخرون (رضا)
او (قناعة ) , او كزلك (تصالح النفس مع النفس ) , وهزه الحالات مجتمعة قد يقال لها ايضا (سعادة ) . وتصالح
النفس مع النفس , قد يتقاطع مع تصالح نفسك مع (الآخر ) , ما اريد قوله ان للآخر فى حياتنا مساحة مقدرة ولاشك
-شئنا زلك ام ابيناه-فأزا انت ضيقت هزه المساحة , فقد تكسب (توازنك) لبعض الوقت , ولكنك لن تستطيع ادراك زلك
التوازن جل الوقت او كله , اما ازا وسعت من مساحة الآخرين لديك وفضفتها وخليتها (على البحرى -واسعة ومهوية وتسع الجميع )
, فأن حالات الأصطدام والتقاطع مع الآخر تزيد ولاشك , ولكن احتمالات الرضا والتوازن تتعاظم كزلك
يعنى ببساطة فأنت تفرح لنجاحك فى امتحان ما , بينما تزعل وتتضايق لفشلك فيه , ولكن سعادتك بالنجاح فيما سبق
وان فشلت فيها من امتحانات , تكون مضاعفة بالمقارنة بسعادتك بالنجاح فى الأمتحان من أول مرة , ومرد زلك اما لسهولتها او
لغياب عامل التحدى فيها , اما عدم وجود امتحانات فى طريقك بالمرة , فقد يتبادر فى زهنك لوهلة انه عز الطلب ومكمن
الراحة والسعادة , ولكنك سرعان ما تفتقد فى حياتك اسباب السعادة بغياب (التحديات) ايا كان نوعها وشكلها , رائحتها وطعمها
أنه الفرق بين الحركة والسكون , بين الحيوية والجمود , بين (ايجاب الفاعلية وسلبية سياسة وانا مالى ) التى ان ابعدتك
(تخيلا ) عن الشر , فهى قطعا مبعدتك عن (التصالح والتوازن )
انت ابعد بالجمود والسكون والموات وسياسة (انا مالى )
عن السعادة , زلك المعنى الزى يتقاتل الآدميون فى كل مكان , بحثا عنه

طيب , ما هى هزه السعادة المنشودة , كيف تتصالح مع نفسك , كيف الوصول الى نقطة توازنك النفسى
ثم المحافظة عليها فى حالها المتوازن ؟؟!!كيف الوصول الى السعادة والمحافظة عليها (معتقلة جوانا ) وكيف
السبيل الى منعها من (مغادرتنا ) , للأسف لا نعرف حتى الآن (ضبة ومفتاح مناسبين نستعين بها على زلك ) , والغريب
ان اول احساسك بها (اى السعادة ) هو نفسه بداية هروبها وتمنعها عليك , فهى احساس (ازا لمسته هرب ) , اما عكسها
(والكلام ما يزال عن السعادة ) وصنوها وعدوها الملازم والغريم (السيد تعاسة ) , فهو غاية فى البرود و(ثقل الدم )
فلو (الله لا قال بى قولك ) احسست بانك تعيس وغير سعيد ونفسك لا تصالح نفسك وغير متوازن , وبادرت بهزا الشعور (تصريحا )
ولو الى نفسك بينك وبينها دون وجود عزول بينكم , تكون قد سددت لها ايجار (الأقامة عندك) لمدد مفنوحة غير معلومة
اى ان التعاسة احساس يتزايد ويتطاير وينتشر بمجرد (لمسه والقرب منه )
هنا تكمن المشكلة
فأزا كنت انت -مثلى -باحثا عن السعادة
على الأقل , لا تعاود قراءة هزه الكلمات مرة أخرى

وصراع الأنا مع الآخر صراع ابدى يشتد ويقوى , او كزلك يضمر ويضعف , حسب موازنات متحركة
لقيمتيهما الأفتراضية عندك , فأنت مطالب بأن تعطى لنفسك حجمها دونما افراط او تفريط , فلا تهويل
وكزلك لا هوان , وهزه موازنة دقيقة مفتاحها ضائع عند الأغلبية ان لم ابالغ وأقول عند الكل , فالناس
-معظم الناس -الى أحد طرفى هزا الميزان معظم الوقت مائلون , اما الى تعظيم النفس وتهويل قيمتها
فيصيروا الى (النرجسية وحب الزات اقرب ) , او الى هوانها وأدمان جلدها وتحميلها اوزارا على اوزار
فيحولونها بضرب المعاول هزا المستمر والمركز , الى نفس فاقدة للقيمة والمحتوى فتهون بزلك على
الناس طالما انهم بادروا الى هوان نفسهم على نفسهم
وكزا الأمر عند تقديراتك للآخرين , فلا فوقية ترفعهم الى مراتب (التقديس والتعظيم ) , ولا دونية
تحط بهم الى درك (الأزدراء والتبخيس )
هزه هى معادلة (السعادة والتوازن وتصالح النفس مع النفس ) , هزه ازن معادلة السعادة المنشودة
فى خضم احساسك بنفسك مع الناس , اما ازا اردت (سعادة كازبة ) فيها الأنا والزات كل شىء ومحور الدنيا
ومركز دائرتهاالزى يفترض ان يدور حوله (الآخرون) فاليك (سعادة المساء التى تمحيها حقيقة تعاسة الصباح)
فترجع القهقرى , نكد فى نكد , وتعاسة تتلوها تعاسة

وطالما ان حديثنا ما يزال عن السعادة وتصالح النفس مع النفس وتوازنها , فأن حسين
بازرعة مجسد رائع شديد الروعة لصور شتى تكون عليها النفس حينا بعد حين , فتقزف نفسك بنفسك
كما (كرة القدم عند من لايحسنون لعبها ) , مرة يمين ومرة شمال , شوية فوق وحبة تحت , ولا تناقض
فى زلك كما قد يتراءى لك لوهلة , بل انها النفس البشرية وحالاتها , فهى اشراقات وظلمات , تجليات
وأنكسارات , دموع وابتسامات , ليال ونهارات , كما انها ايضا خاضعة للتقلبات والتغيرات المبنية
والمعتمدة على ورود (الآخر ) فى (مجالها المغناطيسى ) تقاطعا وتكاملا , فتجد نفسك اسعد الناس حينا
, وأتعسهم احيانا أخر
اعجبتنى وجننتنى شروحات بازرعة لأشكالية السعادة وهو ينتزعها انتزاعا من براثن الهجر والصدود

جاى تترجانى اغفر ليك زنبك
ما كفاية الشفتو من نارك وحبك
انت فاكر تانى ارجع لك واعاتبك
لا ياهاجر دربى اصبح ماهو دربك
كنت تحلم بالسعادة وهى غير ما انت فاكر
هى فى كلمة مودة وهى فى دفقات مشاعر
فى القلوب الما بتردها اى طارق اى زائر
شايلة هم الدنيا زادها وشايلة كل الكون بشاير
اجتمعنا على المحبة فى ثوانى
فى طريق مفروش بى حبى وحنانى
وافترقنا كل واحد فى طريقه
انا ضائع وانت مخدوع بالأمانى
كل زادى فى ضياعى
قلبى مفتوح للأحبة
للجمال الأشجى روحى
وفى شعورى سحره شب
ورسالة فن سامى تدعو للخير والمحبة
الا قلبك يا حبيبى
لسه ما ادرك وشب
حبى سامحتك لحبى ما لأجلك
للمعانى الكنت انظم فيها حولك
والحقيقة كل املى ابقى جنبك
اصلى بعدك ما هويت
ولا حتى قبلك

اتلميتوا انت والزول غايتو الله يسترها معانا
ههههههههههههههههههه












خوتكم لستك ياخي
مرضان لي عشرة يوم مافي زول هببوا لي
تاني ما جاييكم بهناك

والله مشتاقين ليك وفاقدينك يا طارق ود جبريل
قلت لى عيان
عشرة يوم
وا شريرى
مع انو جننا قائم زى ما شايف على السعادة ومضماميتها
لكن انت تستاهل يدوك وكت مستقطع
قالوا متألم شوية
ياخى بعد الشر عليك
النضارة الفى شبابك
والطفولة الفى عينيك
والعيون الحايمة حولك
يا حلو بتتمنى ليك
بكرة (تشفى ) وبكرة تفرح
يا حبيب العمر بيك
ياخى بعد الشر عليك

والله يا طارق ماعارفين, وانت ممن نفتقدهم دائما , لا بل اننا (نشتاق ليك وانت معانا )
نحن متعودين على درشات الشغل الكثيرة بتاعتكم ديك
طمنا عليك , هنا وهناك , وكن بألف عافية دائما

السلام عليكم
.......

Quote: خوتكم لستك ياخي مرضان لي عشرة يوم مافي زول هببوا لي تاني ما جاييكم بهناك

.......
غايتو يا المنصور يا خوي يتخيل لي انا ما مقصود بالكلام ده
لكن (احتياطاً كده) حا أدافع عن نفسي
وانت ممكن تاكل نارك معاهو براك
......
طارق جبريل كيفك يا معلم وفاقدنك
ومتذكرك طوالي والله
بالأمارة كدي في بوست خدر الداير يقايضكم انت ومنو كدي ما عارف
يفنشوكم
ويرجعوا ليهو تمبس وكودات الغنا
أنا دافعت عنك دفاعاً مستميتاً ... حتى رجع خدر مذموماً مدحورا
أمشي فتش عليهو
........
وما دام الجن تحول من جن السعادة لجن المرض
وعشان زولنا السنجك ما نوديهو بعيد
فنقول ليهو
......
كفـارة البيـك يــزول
والمرض ماب يكتلو زول
يابا ود حاج بحر العلـوم ... من هناك وأنـزل أب دوم
إن مـا لقيـت المراكـبب.... بالـبـحـر عــــوم
.........
أو تقول لو
لا (بوستاً) يبل الشوق ..ولا (رداً) يطمن
أريتك تبقى طيب انت ...أنا البي كلو هين
قليبا لي رهيّفاً عارفو ماب يحمل حنيّن
ماب يغباك حالو الفيهو كل البيهو بيّن
......
عليك الله يا المنصور شوف حنية الكلام ده

.....

والله يا زوول
لو رجعونى فى الدنيا دى لى ورا
وقالوا لى اتمنى , شبيك لبيك
لتمنيت عزف هزا الطنور
ياخى ده فيهو نغمات تقرب تتكلم ناطقة
وكل الطنابير كوم
وطنبور النعام آدم كوم وشكل براهو
والكلام يا دوبو عجب ود جبريل يا زوول
ما تغيب انت كمان
خليك قريب دائما

غايتو بعد بوهيات الزوول دي
يمكن الواحد (يرجع الماضي)
ههههههههههههههههههه









والله يا شباب نضميكم طاعم
وسمح بالحيل
علي اخوكم باقي مورود وقاعد اجي اتاوق بس وامشي علي الادوية

نرجع لمفهوم السعادة والتوازن وتصالح النفس مع النفس تانى
فازا كان المرهفون من امثال بازرعة , يتحدثون عن معانى فلسفية كبيرة وعميقة ولكنها تلبس عندهم
ومعهم (ثوب الخصوصية ) او هى تبدو كزلك , لدرجة ان العديدين (يستصغرونها ) اما باعتبارها
(خاصة لا تقبل التعميم والقياس ) , او لأعتبار آخر دارج (يحط من قدر اخبار العشق والغرام بصفة عامة )
ويصنفها فى درجة دنيا لا ترقى لمستويات التعميم واستخلاص النظريات , ايا كان السبب , فأن هزه نظرة
استعلائية احزر نفسى قبل ان احزركم منها , فاحاسيس ومشاعر البشر , تجاه بعضهم البعض , لها مكانتها ولاشك
, او على الأقل هى مؤشرات شديدة الأهمية وشديدة الصدق ايضا لتفاعلك اللحظى مع (الآخر ) , ايا كان هزا الآخر
اخا او ابا , اما او اختا , جارا او قريبا , زميلا عزيزا او غير عزيز, ولا يضر ولا يعيب ايضا ان نقول
(حبيبا او حبيبة ) , لمازا لا ؟؟!!فهزا لا هو احساس مترف ولا هو احساس يجب ان يستصغر ويتم اخفاؤه , ومن
يدعى او يحاول ان يبين عكس هزا فان (الطبيب النفسى ينتظره ) , ان لم يكن اليوم , ففى اقرب تقاطع
مشاعرى او اشارة مرور (عاطفى ) ايا كان لونها
صفراء تقول لك استعد وتأهب
او حمراء تصليك بنار الصدود
او خضراء تفتح لك ابواب السعادة والهناء , لبعض الوقت او كله
ولحسن الحظ او لسوئه
فان اشارات المرور لا تستمر على حال
كما انها , قد لا تحمل لونا واحدا دائما
واختلاط الوان الأشارات العاطفية وتداخلها , هو المكان الزى تولد فيه معظم الأغنيات والقصائد

وبعد (ميثاق السعادة ) وعهدها الأبدى الأنيق والجميل القدموا بازرعة
مع الحان عثمان حسين فى (كنت تحلم بالسعادة ) الفوق دى , افتكر انه الكلام كمل
, ما فى حاجة تانى تتقال , شحنات الكهرباء وتياراتها ليست لها اى قيمة ان لم
تكن (سارية ومتحركة ) , عظمتها وفائدتها وعنفوانها وكل القها وقوتها تكمن فى
قدرتها على الحركة والأنتقال , هذا ما يحركها ويحولها الى طاقة دافعة ومحركة
كذا السعادة , تكمن فى القدرة على التواصل والعطاء اللامحدود واللانهائى
(اكتناز العواطف ) والمشاعر وحبسهما وعدم اطلاق العنان لهما و(اعتقالهما وجعلهما
قيد الأقامة الجبرية فى الدواخل ) يحولها الى (كتلات من الشجن والأنين ) تشقى
صاحبها ذلك البخيل وتزلزله , تخليه مليان شجن اليم ومزعج , وهو ما يشبه
(الفوران فى اناء محكم القفل ) , فأذا ما افلح الشجن المضطرم والمائج فى الدواخل
فى (زحزحة الغطاء ) , فلا تتوقعن ان عملية ازاحة الغطاء هذه تحدث (بى أخوى وأخوك )
, لا , انها تخلف ورائها العواصف والرياح العاتية , المنظورة منها والخفية , وساعتها
, فأن الدموع المنسكبة والمتدفقة سيولا وأنهارا , وهى بالطبع والضرورة , من بواقى ومخلفات
ذلك الفوران , تكون حارقة وساخنة , بل انها جمرة تحرق ليس (الواطيها ) فحسب , ولكنها
تمتد لتشمل المشاهدين والمتأملين والقارئين والمتذوقين , جرب اسمع كنت تحلم بالسعادة
وغيرها من كلام بازرعة , وبعدين ورينى كلامى صح ولا غلط

ولكن الألتزام بهزا الميثاق والأتفاق , ميثاق السعادة وتصالح الزات اعنى , ليس ملزما على الدوام
بطبيعة الحال , ليس على كل الناس فحسب , بل ان زلك يشمل (حتى سيده الكتبو زاتو ) , وليس ضروريا كزلك
ان يحس من كتب ميثاق السعادة بالتوازن والرضا والسعادة على طول الخط كزلك , الم نقل من قبل انك بمجرد ان
تحس بانك سعيد , فان هزا هو اول خطوة فى (تعاسة ) تطرق الأبواب و وللتخفيف من كلمة تعاسة الفظة دى
خلينا نسميها عدم رضا او عدم توازن او احساس بى (شجن حراق واليم ) , شجن اسبايسى بلغة التيك اوى بتاعت
الأيام دى ,
وحسين بازرعة هزا , قواه الله ومنحه الصحة والعافية , هو عندى من (أكزب الشعراء ) , لأنه ببساطة (اصدقهم احساسا وعاطفة )
وهزه ليست (فزلكة ولا غلوطية او لغز ) , فالأحساس الصادق والجميل ينتج ولا شك (كلاما خياليا كازبا ) , اى ان
(أصدق الشعر اكزبه) , وهزا يؤدى فى احيان كثيرة الى ان يختلط الأمر على المتزوق مابين (صدق العاطفة والشعور )
وبين (جموح الخيال والتمنى والوصف البالغ الشفافية والدقة ) , فتصبح انت -قبل الشاعر -فى خبر كان

والعاطفة الرقيقة كتلك التى يحملها مثل حسين بازرعة , تجعله فى صراع دائم وابدى
, وحتى نكون منصفين ودقيقين , فأن هزا الصراع الدائم والحتمى والأبدى ليس بين صدق عاطفته
مقابل خيانة الآخرين لمشاعرهم وعواطفهم , لا , فالأمر ليس كزلك على وجه التحديد , فالأمر نسبى
وقياسى لحد كبير , وممكن نقول توخيا للدقة , انه الصراع بيكون دائما بين (بين درجة صدق عاطفته
العالية والشفيفة قصاد درجات صدق وشفافية اقل لهزه العواطف عند الآخرين ) , واكيد طبعا ان (الآخرين )
هنا ليسوا اى آخر ولا كل آخر , انهم الآخرون الزين تحدث معهم تقاطعات حياتية حادة بعد حالة من التكامل
نعموا بها وعاشوها ردحا من زمن
ولكن من يدرى ؟؟حتى مثل هزا الصراع ومثل هزه التقاطعات الحياتية كما سميناها , يمكن ان تكون
مصدر سعادة وتوازن وتصالح نفسى لأمثال حسين بازرعة من رقيقى العاطفة وصادقى الشعور
لو استمعت لعثمان حسين وهو يردد رائعة بازرعة (لا تسل عنى الليالى يا حبيبى لا تسلنى )
فأحتمال كبير دون ان تشعر تلقى نفسك بترد عليه وتقول
مال نسأل منو ؟؟!!!

لا تسل عنى الليالى يا حبيبى لا تسلنى
لا تسلها فهى حلم عابر طاف بذهنى
لا تسلنى كم تعانقنا على رقة لحن
وقضينا الليلة الأولى حديثا وتمنى
لا تسل عنى لياليا فقد بتنا حطاما
كم حرقناها شعورا وامانى وغراما
وسل الشاطئا لما كنت القاك دواما
ونذيب الليل همسا وعناقا وملاما
يا حبيبى انت الهمت اغانيا وجرسى
انت فى وحشة ايامى ندى اورق انسى
انت فى عمرى ربيع دافىء يملأ نفسى
افلا عدت وعادت قصة الحب كأمس


بالله عليكم الله شوفوا الزوول ده يا زوول , هسى يقول لينا لا تسألونى انا , ولا
تسألوا الليالى , ولمن نقول ليهو مال نسأل منو , يقول لينا , اسالوا الشاطىء ,
جن ده ولا ما جن ؟؟!!اتامل معاى هذه المتناقضات والمعانى المتعاكسة التى اوردها
بهذا التناسق المقفى !!كيف يحرق البنى آدم لياليه شعورا وامانى وغراما , كيف يذيبها
همسا وعناقا وملاما , كيف يكون بنى آدم , لبنى آدم آخر , (ندى وترطيبة ) لوحشة الأيام
وسكونها ورتابتها , ثم كيف يكون (ربيعا ) يتوسط موحشات الخريف وقيظ ولهيب (صيف العمر )
دون ان ينسى ان (يبث الدفء ) فى زمهرير الشتاء ولياليه القارسات

والغيرة من التقاطعات الأنسانية العميقة والشجية ,هى حالة من حالات الفوران اللاارادى
التى تنتاب الجميع , فى كل المجالات وعند كل الأعمار , قد يكون عنفوانها وقوتها الدافعة عند الشياب
فى مقتبل العمر اعنف وأكبر , ولكن هزه ليست قاعدة عامة ولا تصلح وتصح دائما بلاشك , فالغيرة بيئة
خصية ومرتع دائم تتغزى على كل شىء ومن كل شىء وفى كل الأوقات , ولها حالات متعددة ومتشابكة ومعقدة
قد لا يكفى لشرحها (مجلد ) , ولكن فى نفس الوقت -سبحان الله -قد تكفى لشرحها أنة هنا او شجن هناك
كما ان حالات الغيرة تتفاوت من البسيطة مثل تلك التى تحدث بين الحبيبين , واكثرها شيوعا
اعتقاد احد الطرفين او كلاهما ان عاطفة الآخر نحوه لا تكفى او انها اقل من عاطفته هو , كما ان منها
المعقدة المشربكة -دائما بين الحبايب كزلك -ومن امثلتها ان فلانا يهوى فلانة التى بدورها تهوى فلانا
آخرا , ويمكن ان تستمر سلسلة الفلان والفلانة هزه فتصل الى امتدادات بغيدة , وهزه ميدانها الفسيح
فى بواكير قصص الحب والهيام والشواكيش المتسلسلة , ففى جامعة واحدة مثلا قد تجد ان الجميع (مشوكشين)
بلا استثناء , فالجميع يحب والجميع لا يجد من يبادله زلك الحب , وكأنهم واقفون فى صف واحد طويل
ولكن كل واحد منهم ينظر فى اتجاه مختلف , ولو استرق احدهم السمع وأخفض من صوت عاطفته لرأى او سمع
عاطفة احدهم او احداهن ترنو اليه من بعيد , ولكنه لا يلحظها ولا يلقى اليها بالا , تماما مثل ما أن
من يهفو قلبه اليها لا تحفل به ولا تعبره ولا تلحظ عاطفته لا بل ولا تلق اليه بمجرد نظرة
والغيرة فى مثل هكزا قصص حب وغرام , لا شك انها اعنف وأوضح , لزا فان التدليل عليها ينبغى ان يكون
من امثلة العشق والهيام الواضحة , دون ان ينفى زلك بالطبع , وجودها فى كل مجال وملعب

وكان ابراهيم الكاشف قد قال على لسان شاعره طبعا , انه يغير ويغير ويغير و كررها ثلاثا
(بغير عليك من جمال خديك ومن الزهر الفتح حواليك ) فوصل بزلك الى حالة غير معقولة فيما يشبه
(حب الأمتلاك ) , ورغم جمال هزه الأغنية الا اننى دائما اميل الى حالات التعبير غير المباشرة خاصة
عندما يتعلق الأمر بمثل هزه التقاطعات الأنسانية الحادة ولكن المعتادة , وعند عثمان حسين وشعراؤه
الزين تغنى لهم , دائما الخبر اليقين
فى المدارس الأبتدائية زمان , كان من المعتاد ان تلتفت الى جارك فى الكنبة وترمى اليه بسؤال
كان معتادا ,(بالله ما عندك قلم زائد ؟؟!!), فأن لم تجده عنده وجدته عند الجار الثانى او الثالث دون ان
يستغرب اى واحد منهم سؤالك او يستنكره , وأزا لم تجده ويقارب موعد الحصة على الأبتداء ويدق جرسها , فأنك
كحل اخير تلجا لأن تقلب شنطتك المبهدلة اصلا رأسا على عقب وتفرغها من محتوياتها فيبرز اليك قلم الرصاص
فينقزك بزلك وتنجو من (الجلدتين المقررات لك عقابا على عدم وجود قلم تكتب به ) او الأهم من زلك
يبعدك من اتهام الأستاز لك بالأهمال من خلال نظرة حارقة وكافية تقوم مقام العقاب والجلد
هزا عن قلم الرصاص الزائد , وممكن كمان تكون براية او استيكة او بعض ادوات علبة الهندسة زى البرجل
والمنقلة , لا غرابة فى استلاف كل زلك او بعضه
ولكن مازا انت فاعل مع من يسألك ان تسلفه قلبا
نعم قلب حتة واحدة كده
خلى قلبك معاى شوية

انا اشهد هنا لعوض احمد خليفة , بأنه فى (خلى قلبك معاى شوية ) قد ابدع
ابداعا منقطع النظير فى وصف هذه الحالة الأنسانية المتقاطعة والمتشابكة تشابكا
(من الدرجة الأولى ) , فقد سلك فى هذه الأغنية مسلكا سهلا ممتنعا وبسيطا ورغم ذلك
افلح ايما فلاح فى وصف وتشخيص حالة شديدة التعقيد , احس بها ثم انتقل بالأحساس فيها
من بدايات باكية حزيتة وانتهى بها ووصل الى نهايات حارقة , كان كالراكب قطارا مسرعا
, محطته الأولى غيرة , ولكن محطته الأخيرة غيرة اشد , ولكنها سواء فى المحطة الأولى او
الأخيرة غيرة بناءة وايجابية وما تخلت ابدا عن حقها فى الوصول الى (عاطفة سامية )
ولكن , هل هناك غيرة ايجابية وبناءة كمان ؟؟؟هذا سؤال لايصح تداول اجابته , كما ان اجابته
فرض عين اى ان اجابة احدهم لا تغنى عن اجابة الآخرين , لو سالت الف شخص لخرجت بالفى اجابة
او تزيد ولخرجت فى النهاية بتساؤلات تزيد عن حجم تساؤلات البدايات
وللمعلومية وكملاحظة مهمة , فأن الغيرة كمدخل للحب , وكتعبير (ابتدائى عنه ) , هى
مدخل لا يدانيه اى مدخل آخر قوة , وكتعبير , فأنه اذا ما افلح فى الوصول بكيفيته (الغيرانة )
تلك , فأنه يثبت عند الطرف الآخر ثباتا عظيما لا ينسى ولا يمحى , لأنه ببساطة يعبر عن العاطفة
وهى فى منحناها (الأعلى ) , الم تلاحظ ان المخرجين فى الأفلام يلجأوون لأستثمار ذلك ؟؟ففى الأفلام ,
تجد ان انجح قصص الحب واصدقها وتلك التى يراد لها ان تنتهى نهايات سعيدة , هى تلك
التى تبدا بى شكلة ليها ضل , اليس كذلك ؟؟
خلى قلبك معاى شوية

خلى قلبك معاى شوية
يا اعز حبيبة ليا
وازكرينى يا اغلى درة
كل ضحوة وكل عشية
فى هواك جفت دموعى
وفيه كم زوبت زاتى
فى لقاك افنيت شموعى
وقلت اصدق اغنياتى
فى غدوى وفى رواحى
اشدو بى زكراك واهاتى
املى اسعد بى غرامك
وبيك يدوم اشراق حياتى
ما تخلى قلبك معاى شوية
لكن الأيام توالت
وصبرى ياما طال ليالى
احتمل حرقة بعادك
فى سبيل حبك وأغالى
فى رجاك واتمنى قربك
وبرضك ابعد من منالى
حتى عن اخبارى ساهية
وانتى ادرى الناس بحالى
ما تخلى قلبك معاى شوية

ولما نار الغيرة تعمى
قلبى عن نور الحقيقة
او اقول انساه حبك
واكتم اشواقى العميقة
رغم اناتى وظنونى
تسمو عاطفتى الرقيقة
اهدى ليك حبى وسلامى
كل لحظة وكل دقيقة

يالها من نهاية , حب وسلام كل لحظة وكمان كل دقيقة , ايهما اكبر بالمناسبة , اللحظةام الدقيقة ؟؟
لا يهم , لأن العاطفة السامية الرقيقة تسع الكل , وتسع الزمان , كما تتسع للمكان , ومثلما ان للأكل والطعام
(ملح ) بدونه يبقى (مسيخا فاقدا للطعم ) مهما كانت جودته وبهاراته الأخرى , فأن للمشاعر والعواطف (غيرة )
من غيرها تكون باردة ومثلجة , فمقياس جودة الطعام هو الطعم مثل ما ان مقياس عمق المشاعر وسمو الأحاسيس
هو (الحرارة والتدفق ) , فأن انت امتنعت عن الملح تماما , فأين لك باستساغة الطعام ؟؟!!, وان انت اكثرت
منه ففى انتظارك (ضغط دم ) يرهق الكلى ويضخم عضلة القلب , اما عن ترمومتر عواطفك ومشاعرك واحاسيسك , فحزار
من اللامبالاة والبرود والمشاعر (المعلبة ) , كما ندعو الله ان يبعدك من لهيبها وحرقتها وحرارتها اللافحة
ان انت امعنت فيها وغرقت فى لججها وسبحت فى بحورها وجعلت منها نارا لا تنطفىء
ما اعقدك يا بنى آدم
ولكن ما ابسط حلولك
انها الغيرة ازن , انعدامها برود , وكثيرها مرض ,
لا تدعوها كلها , ولاتأخزوها جميعا
فقط , اظبطوا المقادير
وكونها وسطا فيها , بين (جن وجنون و او بين عاصفة وسكون )

******





*******

منز فترة , وتحديدا منز ان بدأنا فى رحلة الخميس الفات الزى نتباكى عليه دائما بى (ياحليلو ) ,
ومنز ان نزرنا انفسنا وهزا البوست فى رحلة بحث عم جن لأثبات نظرية مفادها ان البنى آدم ممكن ان
يخلص لمثل هزا الغناء السودانى الجميل حتى يموت وهو يقلبه ويمحصه ويبحث فيه وعنه , منز ان وجدنا انفسنا فى
هزه الحالة , احصينا مرات عديدة لقينا نفسنا فيها بنستشهد اما بعثمان حسين , او حسين بازرعة او بكلاهما , وده طبعا شىء
عادى لأنهما مجتمعين او منفردين مصادر اثيرة لأهدافنا ومبتغانا من هزا البوست , ولكنى وقبل مدة وانا اطالع فى التلفزيون
شفت ليك حسين بازرعة بى شحمو وبى لحمه عاملين ليهو حفلة تكريم فى النادى العائلى , الخقيقة , وعشان اكون امين
فأنا شفتو بى (عظمه بس ) , لأنو ببساطة الشفتو داك لا عنده شحم ولا حتى لحم , طبعا الله يديهو العافية وطولة العمر
الراجل بلغ من العمر عتيا , وكمان قالوا ليك مليان بأمراض الدنيا , وفوق كده , قالوا كمان (كاضم ) , يعنى
مقل فى الحديث والكلام

راجع ليكم عشان اكمل
انتظرونى

خلاصة الأمر الزى اود ان اقول , بالله شوف الدنيا دى , حسين بازرعة , وهو من ابدع المتكلمين
والناظمين للشعر , الزى طالما عطر لنا الليالى واقام لنا (الخمائس ) , خميس ورا خميس , يجد نفسه
(كاضما لا يستطيع الكلام ولا يقوى عليه !!بينما العديد من الناس الزين يملون الدنيا (درابا وطوبا)
ومالين الدنيا كلام (مغتغت وفاضى وخمج ) , حليلك يا حسين يا بازرعة , فى تلك الخمائس التى كنت لنا فيها
انيسا وجليسا , والتى كان تفاعلنا الداخلى مع دررك المنظومة وكلامك الحلو يصل (مداه) , كما ان كلامك
الأنيق والصادق والحى معانا طوالى ومالينا جمال والق
فى زلك التكريم , كانت وزيرة الصحة (تابيتا بطرس )حاضرة , قالت كلاما ادهشنى وهزانى هزا عن
بازرعة وشعره وغناه , فتعجبت , اى والله تعجبت , حتى انت يا تابيتا حسين بازرعة وتوأمه عثمان حسين
طالعين بيك , هزه الجنوبية الهوى الدينكاوية الهوية (هل هى كزلك فعلا ؟) تشترك معنا فى زات الوجدان , يا
لقدرة هزا الأبداع الخرافى الجميل والأنيق على صياغة (الوجدان الجديد ) , احترمت ساعتها تابيتا بطرس
لهزا التفاعل المسئول عندما اعلنت علاج هزا (الهرم) على نفقة الدولة , وهرم هنا سواء كانت بفتح الهاء والراء
او بفتح الهاء مع كسر الراء كلاهما صحيح ويصلح هنا فى هزا الموقع من الكلام , والغريبة ان كون بازرعة
(هرما الثانية ) انما هى نتاج طبيعى من كونه (هرم الأولى ) , فالناس (ليس كل الناس بالتأكيد ) ولكن الناس
من امثال بازرعة انما يكبرون ويهرمون حتى انهم فى بعض الأحيان (يكضمون) ولا يستطيعون لمواصلة الأبداع والحديث سبيلا
وزلك من جراء (اختلاجات قلوبهم وأفئدتهم الشفيفة ) وأحاسيسهم العالية المرهفة , فأى تجعيدة من تجعيدات هزه السنين
وجدت طريقها لوجه بازرعة انما هى نانجة من ابداع وفرح اهداه لنا , ويكفى ان قائمة معجبى كلامه تضم فيما تضم
منصور وجون وملوال وطارق جبريل والزوول والرشيد بابكر وميسرة ومحمد عيد وتجتوج وجلا وديدو وقاسم محمد صالح
واوشيك ومحمد احمد وصديق وتابيتا ومنقو قل لاعاش من يفصلنا

ومثلما ان حسين بازرعة (ترسانة) ابداع وزخيرة مشاعر واحاسيس , فأن عثمان حسين
بدوره (فرازة)متناهية الدقة للأبداع والشفافية , هزا الترزى الأفرنجى كان (رحمه الله ) يتمتع
(برادار) التقاط ابداعى ولا احسن (دش) من دشوش عصرنا الحديث, كان عثمان حسين يحسن التقاط
الكلمات الفارهة والدسمة والمليانة مشاعر وينتقيها ويفرزها من بين ملايين الكلمات , تماما
مثلما كان (الزين) يحسن شم ريحة البنات السمحات حتى ولو كن فى (سقط لقط )مثلما صوره الطيب
صالح فى عرس الزين , كان الزين , وهو يقوم مقام (عوير الحلة ) يركض جاريا وهو (يعض عراقيه بين طرفى اسنانه)
صائحا مولولا (انه مكتول فى بيت فلان الفلانى ) , فيعرف الجميع ان لفلان الفلانى هزا غادة حسناء بلغت مبلغ
الزواج فيتسابق الشبان بدورهم لخطبتها والظفر بها (زوجة مضمونة الجمال ) فى زمان ومكان كانت فيه
رؤية البنات (وأن بغرض الزواج) امنية بعيدة المنال
ولكن فرازة الزين الجمالية تلك تعطلت وضلت الطريق , ليس لأن (زائقته الجمالية ) انحرفت
وفقدت بوصلتها الموجهة وقرون استشعارها المتحسسة , ولكن لأن الأمهات فى البيوت -وقد عرفوا سر تلك البوصلة
وكيف ان شبان الحلة اصبحوا يعتمدون عليها فى اختيار زوجاتهم -فاصبحوا يغرون الزين بالمال والطعام
ليجرى جريته المعتادة فى الحلة, صائحا صيحته الأثيرة (ولكن كزبا وبهتانا وتدليسا هزه المرة ) بأنه
مكتول فى بيت فلان الفلانى , ولكن لا تامنن (عويرا ) , فالعوير دائما غير مضمون , او قل فى الواقع
ان الزين العوير كان منحازا للحقيقة (رغم المال والطعام ) , فكان ان ابتدع الزين فى جريته وصياحه
نغمة جديدة تجعله بارا بوعد المال والطعام الزى قطعه وابرمه مع امهات البنات , دون ان يكون زلك
على حساب سمعته وثقة الشبان فى (زائقته الجمالية ) وفرازة البنات التى يمتلكها تقييما لجمالهن
وصلاحهن كزوجات مضمونات الجمال , فكان يصيح صيحته المعتادة والمتفق عليها ان الزين مكتول فى بيت
فلان الفلانى ولكن بنغمة ولحن مختلفين سرعان مافهمها شبان الحى فسقط بزلك هزا المشروع التدليسى البغيض
واحتارت الأمهات المدلسات وانتصر مشروع الجمال والحقيقة

وكما فعل الزين واخلص فى اداء رسالة الجمال التى حملها , فأن عثمان حسين كذلك
لم يرهن ذائقته الأبداعية ذات قرون الأستشعار عالية الدقة للمغريات ابدا , كان لى شرف التقائه
ومرافقته -رحمه الله - من مكان اقامته الى مكان الأحتفال به وتكريمه من قبل رابطة
ابناء الصحافة بالرياض ابان زيارته الأخيرة لها , تحدثت معه فأفضنا فى الحديث وساعدنا على ذلك
طول المسافة اصلا من العليا الى الشفاء , كما اننى كنت محظوظا اكثر بكون الطريق مزدحما شديد الأزدحام , قال لى عثمان حسين رحمه الله ما معناه , ان مقدار ما اهمله وأعاده الى اصحابه
من نصوص انتظر اصحابها ان يلحنها ويخرجها الى الدنيا اغنية جديدة ,لا يعد ولا يحصى , ولم يكن ذلك
لعيوب اساسية او عدم جمال للقصائد نفسها , ولكن عدم التلحين راجع بالدرجة الأولى لعدم
احساسه بها , وهذا طبيعى ومفهوم
فالمسالة فى الأول والأخير احساس
قد تلمس فيك بعض الكلمات
ما لا تلمسه فى غيرك
والعكس ايضا صحيح

والمداومة على الأستماع لأمثال عثمان حسين وحسين بازرعة خطرها عظيم , اول هزه المخاطر المحدقة انهما قادرين على تحويل اسبوعك كله وجعل كل الأيام تبدو خميسا , حتى السبت والأحد, يبدوان كما الخميس , قد يستعصى الأمر عليك فى البدايات
ولكنك لا تلبث ان تزعن باختيارك الكامل وبرضوخ استثنائى ممن معك وحواليك , وان انت امعنت فى البحث عن مصادر الجن والجمال
, فأن غناء عثمان حسين يسكنك ويعوث فى دواخلك (هرجلة وبرجلة ) , ومن يقضى ليلة من ليالى الخميس يستمع
الى غناء عثمان حسين من مختلف مصادره , فليبشر بخمائس عديدة , متعددة ومتصلة , والخوف -كل الخوف -ان لا يجد
فى اسبوعه زاك , لا سبت ولا احد , فقط خميس يسبقه خميس ثم لا يلبث ان يتلوه خميس آخر
فالدنيا كلها (والأمر ليس مقصورا على احاسيس مزكرة وأخرى منتهية بتاء التأنيث او ما يقع تحت هزا التصنيف ), الدنيا
كلها ما بين هجر ووصال , هجر تختاره وهجر يختارك , وصل تعدو اليه وتركض وآخر من امامك يجرى ويهرب , وكل هزا
وزاك , فى البداية كما فى النهاية , اما فراق وبعاد , واما ود وقرب واتصال , وكل الناس من فصيلة البشر
ابناء آدم وحواء , ما بين استحسان هزا واستنكار زاك, يزوقون شهد هزا ويصطلون بنار زاك , يزرفون الدمع فى حالة هزا
وتبرز الأسنان وتشتعل الخدود احمرارا واصفرارا من فرط استحسان زاك


ملاحظة مهمة :- راجعت حروف الزال المكتوبة (زايا ) فى هزه المداخلة , فبلغ زهجى وامتعاضى من كيبوردى
الألدغ فى هزا الحرف المهم عادة , الشديد الأهمية فى هزه المداخلة, بلغ زهجى منه درجة تكاد تعادل
(جنى ) بأغانى عثمان حسين
انا حا اغير الكيبورد التافه ده قريب

الامر كما قلت واقع لا محالة طالما كان الأنسان يتنفس ويحيا , وعن موضوع الهجر والوصال لازلت ة
اتحدث , لاتحصروا الموضوع فى قصص العشق والغرام والحب فقط , على الرغم من اننا سنرجع للأستشهاد بها
ولكن اوقعها وقسها على كل فراق واسقطها على اى وصل , تتزكر زملاء الجامعة فتحن اليهم وتجد ان كافة
الخيوط ماتزال تربطك بهم , ثم تتزكر امتحاناتها وزنقاتها وفلسها وميزها القادى واكل الوجبة الواحدة
فتتمتم الله لاعادها , ونفس الأمر يحدث عندما تربطك وتعيدك الزكريات الى ايام الدراسة الأولى فى الأبتدائى
والمتوسطة والثانوية , وتترى امامك زكريات سكنكم زمان وعملك السابق , من بين ثنايا كل تلك التفاصيل
لاشك انك واجد اسبابا مفرحة لوصال كان ومزعجة قاسية لهجر وصدود قد حدث , فتغنى للوصال وتحتفى به , ثم
تتغنى على الهجر والصدود وتبكى منه ,
ولكن اعنف حالات الشوق للوصال وامر حالات شجن الفراق , لاشك انها تختلج المحبين , العشاق , الوالهين زوى القلوب الخفيفة والمشاعر الشفيفة , تنتابهم حالات من التكثيف العاطفى تنفلك فورا الى خاناتهم المشاعرية, اردت ام لم ترد

كم مرة (ظبطت دموعك) تجرى عندما يلتقى (شامى كابور) حبيبته الضائعة او المخطوفة فى
نهايات الأفلام الهندية , وكيف صيرت على (نور ومهند) كل هزه الحلقات الطوال وانت الزى لا تطيق الأنتظار
ولو لدقائق معدودة ازا ما تاخر احدهم عن ميعاد معك , جرب ان تعيد مشاهدة شريط (عرسك او عرس اخوك او اختك )
الزى مرت عليه سنوات وسنوات , وتعلم ان لاتستحى او تخجل من (دموعك التى جرت رغمك) وانت تشاهد لحظات حميمة
جمعتك بأم (قضت) او اب انتقل الى الرفيق الأعلى او اخت اضطرتها ظروف الحياة للألتحاق بزوجها فى بلاد بعيدة
انها ببساطة لحظات تجليك و(شفافيتك) التى يجب ان تحترمها وتقدرها , اما ازا ما شعرت باى من اعراض الخجل
او (التكبر والكبرياء العاطفى ) تجاه هزه المشاعر ,فانصحك مرة اخرى بمراجعة طبيب نفسى يعيد اليك
قدرتك على البكاء والشفافية

وفرازة عثمان حسين الأبداعية , اهدتنا فيما اهدت , عوض احمد خليفة , قالوا انه عسكرى سابق
والناس لمن يقولوا عسكرى فان خواطر عديدة تتقافز الى زهنك , عسكرى , يعنى صفا وانتباه وللخلف در
وكما كنت , اوامر فى الصباح واوامر فى الليل , هل خلق الأبداع والشفافية والحس والشعور مرادفا لمهن
معينة ومحرما على اخرى , هل يمكن تخيل هتلر او نابليون وهما فى لحظات شفافية , هل يستطيع رومل مثلا
بعد ان يفرغ من خططه العسكرية الجهنمية والقاتلة , باكيا منتحبا لفراق او سعيدا مغتبطا بعيون دامعة
وقلب شفيف لوصل حبيبة او حبيب ؟؟عوض احمد خليفة بالتاكيد انا لااعرفه شخصيا , ولكن بمجرد كونه عسكريا
فان الخيالات (الصحيحة او غير الصحيحة ) تزهب تجاه تكوين صورة قاسية غليظة له , حتى انه من الممكن ان يكون من فصيلة
العساكر الأنقلابيين الطامعين فى كل سلطة والتواقين الى سلب كل حرية , ومن الممكن طبعا ومن الجائز ان يكون عكس زلك
كل هزه افتراضات وتكهنات تداعت فى هزه المساحة كون مهنته عسكريا , ولكن الثابت والغير قابل لأى تكهنات
والأكيد المؤكد , انه شفاف متحرك العواطف شأنه شأن كل الآدميين الأصحاء الزين لا يعانون من اى مركبات نفسية معقدة
حتى ولو كانو من القساة الغلاظ فى ظاهر الأمر , ان بفعل المهنة او بسبب ظروف الحياة ومعادلات التربية
, حراك وتفاعل مشاعر عوض احمد خليفة باين وظاهر فى كلماته وشعره الرقيق الجميل الشفاف , اكرر اانى لا اعرفه
ولكنى اعرف كلماته التى دخلتنى فأستقرت عندى فى (غشاء التامور ) , بمجرد سماع كلماته او قراءتها فأنها
لا تفتا وتتعلق بجدار قلبك

نعود ازن للهجر والوصال كحالتين متلازمتين مثيرتين لكوامن الأبداع , ونتخز من عوض احمد خليفة مثالا
ونموزجا , الم تسمعوا عبد الكريم الكابلى يغنى
يا اغلى من عينيا واحلى من ابتسامى
واحن من المحنة الفى رقة كلامى
بعادك طال
مكتوب فى جبينى غرامك وانت عارفو
باين فى كلامى وفى عينيا شايفو
قلبى دعاهو حبك كيف يقدر يخالفو
املو تحن عليهو وتتعطف توالفو
لكن بعادك طال

هكزا دائما قصص الهجر , فهى انما تبدأ غالبا بمثل هزا الأحساس , بعاد , مجرد بعاد , ولكنه يطول ويطول ويطول
حتى ازا ما اضحى هجرا واضح المعالم , تبعته بالضرورة آثار تطور زلك الأحساس ووصوله الى مراتب اعلى واسمى
, لا اعتقد ان (اسمى واعلى ) تعبير صحيح ومناسب , انه اوخز وادمى , نعم فأن الشجن الكامن يستحيل الى نحيب
والدموع الرقراقة , تتحول الى جواول وانهار
ثم , تأخزك الزكرى والزكريات , فتقلب عليك مواجعا , فتعيدك الى ماضى بعيد
وآه ثم آه , من عودة الماضى البعيد

اما فرازة الكلمات الجميلة و(فلتر ) اللحن الجميل عثمان حسين , فانه وبعد ان (يلمس ) الكلمات
دون ان اقول (يختارها ) , فأنه يضيف اليها بلحنه ابعادا وابعاد , انه يخلط الكلمة بلحنها فيكون النتاج
(جنا خميسيا) نحتاجه , يدغدغنا زلك الكلام الجميل المحال الى موسيقى ولحن , فنسقط (بعين خيالنا ) الكلام
واللحن على (حالاتنا المزاجية تلك اللحظة ) فنغرق فى تمنى عودة (فلان) ومشاهدة (علان) , علما بان لا عثمان حسين
ولا عوض احمد خليفة يعرفان لا فلان ولا علان و انهما يتحدثان وينشدان القرب من (فلتكان) الزى اهاج خيالهم كلمات
والحان , وايقظ قرائحهم نظما واشجان , ولكن لحسن حظنا , فأن استلاف الخيالات وتقمصها واستعارتها , ممكن
ومتاح ولا يعاقب عليه اى قانون
وبعد ان كان كلام عوض احمد خليفة عن مجرد بعاد طال , فان الحالة تزيد كربا ويتاسس الفراق والبعاد
مستحيلا الى هجر , سنزيد العيار قليلا , لا اننا سنضاعفه اضعافا مضاعفة , حتى ان خيالاتنا ستجمح وتستعيد
زكريات الماضى البعيد مستغربين كيف هانت عليك (يا هاجر ) عشرة الأيام

عشرة االأيام
ما بيصح تنساها كأنو ما حبيتك
وكأنوا ما عشناها
وضمانا احلى غرام

ليه فجأة دون اسباب من غير عتاب او لوم
اخترت غيرى صحاب واصبحت قاسى ظلوم
هان ليك فراقى خلاص وأنا برضو حولك احوم
كان عهدى بيك ترعانى وأجمل صلاتنا تدوم
غاية المحبة سلام
بعدك امانى هواى ياما جنيتها عدم
ولا عرفت صديق لى قلبى غير الهم
كم غيرى يشدو سعيد وانا فى هواك مغرم
ما اظنى يوم انساك ومن العذاب اسلم
اسلم من الأوهام
ما كان فراقنا المر فى نيتى او فى ايديا
لكن صدودك ابى وقسيت ظروفى عليا
وأتلاشت الأحلام وين حسن ظنك بيا
ورينى ايه ضراك لو كان صبرت شوية
عمر السنين ايام

وحالات الهجر والصدود والفراق الواضحة , البينة التى تؤؤل الى انفصال فى العلاقة , وتباعد
وبعد ان يعتاد عليها البنى آدم , هى مصدر الهام وتجلى كما حدث لعوض احمد خليفة فى نموذج عشرة الأيام اعلاه,
فالواضح واضح , والواضح ليس بفاضح, ولكن , ماذا عسانا ان نقول او نسمى حالات (اللاهجر ولاوصل), ودى طبعا على وزن
لاحرب ولاسلم , لم يقدر العرب على الحرب , هذا صحيح , غلبتهم , هذا صحيح وأكيد , ولكن تعبهم وتخلفهم وقلة حيلتهم
بأنت اكثر وظهرت اوضح فى حتلات اللاحرب واللاسلم التى وجدوا انفسهم فيها ردحا من زمن , فحالة اللاهجر ولا وصل , حالة
ضبابية تجعل من المحبوب حتى لو كان قريبا منك وعلى مرمى البصر والسمع , الا انه يتمنع عليك بدلال , انها حالة شديدة الأزعاج
وغير محتملة



للمواصلة بعد قليل

قلنا ان حالة اللاهجر واللاوصل حالة شديدة الأزعاج وغير محتملة , فالبعد والخصام البين الواضح
خير ولا شك من القرب المجهجه , يا زوول يا تبعد يا تقرب , فاللون ارمادى ده انا ما بحبوش , انها اشبه ما تكون
بحالات (الحندكة ) , انا يانى جنبك لكن برضو مافى ليك , حندوكك , السماحة دى تشمها قدحة , يا الطاف الله , انها
حالة من (الوجع الخرافى ) , ولكنها ايضا وفى ذات الوقت ولحسن حظنا , حالة من حالات الأستفزاز المشاعرى الخلاقة
, تخلى حتى انصاف الشعراء يبدعون ويتجلون , فما بالك بالشعراء مكتملى القرائح شفيفى المشاعر من ذوى الأقلام
(السيالة ) التى تقطر ابداعا وحسا
ربيع الدنيا , عند الفرازة الأبداعية عثمان حسين , وعند شاعرية عوض احمد خليفة نفسه , حالة نادرة من حالات
التدفق المشاعرى , طيب , تدفق مشاعرى وعرفناها , ولا اجد من يختلف معى -عند كل من استمع اليها واستمتع بها -
فلماذا هى نادرة اذن ؟؟!!ساقول لكم , ولكن بعد حين , حتى املأكم دهشة كما امتلأت انا

يا ربيع الدنيا فى عينى يا نور قلبى يا معنى الجمال
يا اخت روحى يا امانى هواي انا بيك عشت فى دنيا الخيال
انا فيك عشقت الروعة ما احلاها فى الدل والدلال
والمعانى الراسمة نور اشراقها فى عينك ظلال
وابتسامتك لما تأسر قلبى تحكى عن المحال
تحكى عن شوقك اليا وتحكى عن بعد الوصال
يا ربيع الدنيا فى عينيا
من قلبى من اجل المحبة وهبت ليك شعر الغزل
مع انو قدامى الطريق انا عارفه يا السمحة انقفل
ما فى قسمة مافى يا نور فلبى حتى بصيص امل
لا قدرت اقرب من ضراك ولا قدرت لى فراقك اصل
يا ربيع الدنيا فى عينيا
يا حبيبة ليه قلبك قسا وكتمتى ما تخفيه عنى
انا عشت فى حبك مقيم ما عرفت نكران او تجنى
ما عرفت غير حبك غرام وسرحت فيهو سنين اغنى
وهبتو دمعاتى الغوالى وهبتو عمرى ووهبتو فنى
يا ربيع الدنيا فى عينيا

ما احلى ان تبتسم لك حبيبتك التى تهوى وتحب , ولكن ما اقسى ان تخفى لك خلف
تلك الأبتسامة المطرزة بالدلال وبظلال (المعانى المرسومة من وراء حجاب), تخفى لك وصلا محروما ,
تخفى لك (حندكة لانهائية وشحتفة تحرق الروح) , لو كنت مكانه , وكنت املك كل هذه الشاعرية والشفافية
لهجوتها ونجرت فيها مليون قصيدة تقدح دلالها وتمنعها وتستفز ظلال عيونها و(شناتهم) ووقاحتهم قبل ذلك وبعده
ماذا حدث لك يا حضرة الضابط عوض احمد خليفة ؟؟!!صفا انتباه وللخلف در
اما اذا ما اعاد عوض احمد خليفة كتابة هذه القصيدة العبقرية ملايين المرات , فانه لن يستطيع
ان يلحق تجويدا او تحسينا اضافيا الى قوله (لا قدرت اقرب من ضراك ولا قدرت لى فراقك اصل ), انها تعليقة ولا فى الأحلام
انها حالة ان تكون (مطوطحا)مابين عنب اليمن وبلح الشام , الطريق مقطوع عنك لا الى الأمام ولا الى الخلف
انها حالة (طارق بن زيادية ) , البحر خلفى والعدو امامى , ضاع الطريق الى السفين يا ولدى , فأين المفر
والى اين المسير ؟؟لا بنفارقك ولا بنخليك تقرب , محنة شنو دى يا الله ؟؟!!انها (القربو يحنن والبعدو يجنن)
ولكنه ليس بهين ولا لين , فمع اننى حاصل على (اقامة نظامية فى الحب والغرام), مع استيفاء كامل المستندات
المطلوبة بما فيها التأمين الصحى اللازم لمثل هذه الأقامة , الا ان (ضابط جوازات قلبك وحامل مفاتيحه)
يمنعنى من الدخول (عشان اترزق الله ) , مع انى والله (مقيم فى هواك ) وما جاى عمرة !!!

ونقول تانى ونؤكد, انو حالات التدفق المشاعرى والأنسياب الحسى الموجودة فى ربيع
الدنيا , كبيرة وممتدة وعميقة لدرجة انها عاوزة ليها مواعين كبيرة وواسعة عشان تحتملها
وتقدر تشيلها وتصطحبها معاك , انها فيضان ليس له نهاية , يبدا وما يفتا متدفقا منسابا
وحارا ودافئا حتى تظنه انه يبدا لتوه فى كل مرة تدلف الى عالمه الفسيح , فطبيعة الأشياء
ان كل شىء يبدا متدرجا ويتصاعد حتى يبلغ منحناه حده الأعلى ثم ينخفض حتى يصل الى سكون
تبرد ألاحاسيس حتى تتثلج وتتجمد و الا انها فى ربيع الدنيا ليست كذلك ,نيران مولعة من قولة تيت
وملهلبة بشكل مستمر وبمنحنى يأخذ الشكل الأفقى الثابت
هذا عن التدفق المشاعرى
ولكن لماذا قلنا انها حالة نادرة؟؟!!
ساعود لكم بالأجابة
يا اخوانا كان رقتو
انا بوصف الشفتو
شفت الشعر جارى
لى حنتو التحتو

هكذا اذن بينا حالة التدفق المشاعرى المنسابة فى رائعة عوض احمد
خليفة , ربيع الدنيا , ونرجع لسؤال لماذا وصفتها انا بأنها حالة نادرة ؟؟ونادرة هنا ترجع
للقصيدة والكلام والشاعر كحالة محددة , دون ان اعنى واوصف تدفق المشاعر نفسه بانه نادر
بل بالعكس ان تدفقات عوض احمد خليفة المشاعرية فى اغانيه واضحة وبينة ومتكررة كمان فى عدد
كبير من الأغانى لعثمان حسين او لغيره , ولكن صفة الندرة هنا ترجع الى انى قرات فى مكان ما
لقاءا مع عوض احمد خليفة نفسه وتطرق الى ربيع الدنيا وقال انه كتبها بينما كان فى (قطر شندى )
ولم يكتفى بهذه المعلومة , كونه كتب وابدع هذا الجمال فى قطر , اى قطر , لا ابل ان اضاف
امرا آخرا اعتبره انا عجيبة من عجائب الدنيا , هل تصدقوا انه قال ان ربيع الدنيا لم يكتبها
عوض احمد خليفة وحده , يعنى بأختصار عنده شريك فى ربيع الدنيا , ربيع الدنيا ابدعها وكتبها
شخصان , نفرين يعنى , فقد كتبها واشترك فى صياغتها -بينما هما فى قطر شندى -شخص آخر هو
مبارك حسن خليفة , من الأسم يبدوا انه (ابن عمه) , هذا يجوز , ولكنه غير كافى عندى لتبرير
وفهم ان يتفق شخصان (اى شخصين مهما كانت علاقتهما وشكلها ) فى المشاعر والأحاسيس الى هذه الدرجة
, معقولة بس ؟؟كل هذا التناسق والتوحد المشاعرى يصدر من شخصين فى نفس وذات الوقت , ووين ؟؟!!
كمان فى قطر !!؟؟قطر من شاكلة قطارات طارق جبريل التى تحكى عنها جدته (حواء عندما كانت نازلى الخرطوم ) ؟؟

قلت ليكم وتانى بسألكم اذا كان الحصل فى ربيع الدنيا ممكن يحصل ؟؟ممكن يعنى نفرين يشتركوا
ويتطابقوا كمان التطابق المذهل ده فى احاسيسهم ومشاعرهم وكمان يقعدوا مع بعض (فى قطر) ويطلعوا لينا
الكلام السمح ده؟؟هل من الممكن ان يحدث هذا , واذا حدث هل هو طبيعى ؟؟ام ان ذلك يصلح دليلا آخرا اكثر
قوة وحجة على (كذب الشعر المرادف لصدق المشاعر ) ؟؟!!قلنا قبلا انه كلما ازدادت مشاعر الكاتب والشاعر
(صدقا ) , كلما كانت (اكذب واجمل ), يسمو الشعراء والكتاب والمبدعين بمشاعرهم ويصلون بها درجة الأتحاد
الكامل مع الطرف المستقبل لها , يذوبون وصفا وجمالا ويسرفون فى تامل التفاصيل وتفاصيل التفاصيل حتى
انهم يرون ما لانرى ويشعرون بما لا نشعر
اما قصة انهما كتبا ربيع الدنيا فى قطر , فشخصيا حا اخلى الموضوع ده لى حكمكم وقباسكم , انا
شخصيا لا انكر اننى استئت من ذلك , ما كان تورينى يا حضرة الضابط عوض احمد خليفة انت وود عمك شريكك
فى كتابة ربيع الدنيا كتبتوها فى قطر , اقول ليك ليه ؟؟ عشان براى اقعد امزمز فى البوست ده واشطح واتخيل وأألف
وبعدين استنتج انت كتبتها متين ؟؟!! وكمان كتبنها وين ؟؟!!ثم بعدين تعال هنا , القال ليك اصلا انو
انت الكتبتها منو ؟؟؟أنا الكتبتها , على الأقل مشترك معاكم انت وصاحبك مبارك حسن خليفة , لكن ما فى
رحلة قطر , كتبنها فى رحلة بين طيات السحاب , رحلة فى طيارة , وحدنا , انت وانا و يا بختنا , واذا لم
تصدق ذلك فعلى الأقل هذا ما اشعر به انا , لذا فاننى وبكل فخر وحب , احشرها بين خليط اغنياتى هذه , ثم
اضغط على زر التشغيل والخلط , على كهرباء ميتين وعشرين , من كهربة برى القديمة و الأصلية ديك و مش بتاعت
السد الجديد ده و الكهربتو مغشوشة , ومن شدة ماهى مغشوشة , لغاية هسى ما رمت ليها زول , وعندما اضغط على
زر التشغيل و وتدور الخلاطة , وفيها ربيع الدنيا , تنزل درجة الحرارة فورا , عكس الرحلة البين طيات السحاب
التى عادة ما ترتفع فيها ومعها الحرارة (وارتفعت الحرارة) , ثم لا تلبث ان تتوزع حلاة وجمال ربيع الدنيا على الخليط كله
فتضيف اليه وعليه طعم الجمال ولون الألق

ويوم الخميس زى ما نحن عارفين ومتفقين انو يوم مختلف و ونحن عادة فيهو بنغنى ونشيل العكاكيز
الما خمج ونعرض لمن عينينا تدمع والعرق يجرى ويتصبب , ده كله عشان نحتفى بايقاع الخميس المميز , والغناء السمح
الجميل خاصة فى المكتبة الغنائية السودانية ما اكثره , على الأقل انا متأكد اننا بنتفوق بيهو على الكثيرين
من جيرانا القريبين والبعيدين كمان , نحن والله بنغنى غناء رائع وجميل ومليان احاسيس ومتدفق مشاعر , غنانا
نقطة قوة كبيرة نحن ما مدينها حقها من الأهتمام والأحتفاء , نص الزخم اللقتو السياسة ولا الرياضة السودانية
لو كان لغنانا منه نصيب كنا حا نكون اقرب للتوحد على الأقل (الوجدانى ) , عندنا رصيد ضخم وهائل من المبدعين
المتميزين , لينا مثلا مدة طويلة ونحن فى حالة بحث وتنقيب فى كنوز عثمان حسين الأبداعية , كل لايوم نحن فى
حضرة كنز ابداعى جديد , سلسلة طويلة تخليك مبتهج طربان , تقدر ببساطة تغير بيهو مزاجك , تنقله مرة من اليمين
للشمال , او من تحت لى فوق , والعكس برضو ممكن , الليلة الخميس , اجتهد فى سبيل ان تعدل مزاجك عشان تبقى
لذيذ ومبتهج وكمان مصدر حيوية ونشاط وتفاعل ايجابى مع نفسك ومع كل الجنبك والحواليك , ببساطة وبدون تعقيد
اجعل من نفسك مصدرا للبهجة والسرور وانشرهما ما استطعت حواليك , اجتهد كل الأجتهادلتكوين مخزون جمال روحى
ونفسى على الأقل كل خميس , حتى تضمن ان تكون منتجا وفعالا ومشعا بالجمال طيلة ايام اسبوعك الأخرى , من
جمعتها الى اربعائها

وعندما كتب عوض احمد خليفة ومعاه شريكه مبارك حسن خليفة , ربيع الدنيا , تلك القصيدة
التى ما نفتا نردد ونقول انها رائعة وجميلة , لأنها ببساطة نجحت فى ان تفند لنا حالة من (الحنكة والحندكة المشاعرية )
التى لابد انك مريت بيها او على الأقل تعرف من مر بها من القريبين فى محيطك , ولكن مثل هذه المشاعر الجميلة
والصادقة فان معظمنا يميلون (ويا للأسف) الى اخفائها ويمكن كمان فى معظم الأحوال الى نكرانها وعدم الأقرار
بوقوعها والتعامل معها بمنطق العيب من حيث كونها (حالة ضعف لا تليق ولا تجوز) , لذا فانك ان وجدت فى دنيتك
هذه من يستطيع ان يعبر عن حالتك انت او حالة من نعرف من المحيط القريب بمثل هذه الشفافية الرائعة كما
فعل عوض احمد خليفة , فانك تكون من المحظوظين , لا بل انك تكون كمن اتيحت له فرصة مقابلة اكبر اطباء
العالم المختصين بعلم النفس البشرية دون ان تضطر الى دفع الفاتورة عالية الثمن ودون مواعيد مسبقة كمان
رغما عن مواعيده المحجوزة لفترة طويلة قادمة
ومقابلة الطبيب عوض احمد خليفة على جناحى ربيع الدنيا , كافية لنقلك الى جو من البهجة والشجن
وعند ذلك اللقاء , فحتى اذا كنت انت بعيدا من مثل هذه التداعيات المشاعرية الكامنة فى ربيع الدنيا , لا بل
وانك مصنف كونك من (دبابات البنى آدميين المصفحة مشاعريا), وانت تفاخر بذلك , رغم كل ذلك فان تداعيات ربيع
الدنيا وذبذباتها الحساسة ستلمسك وستستفزك وستجعلك مستحسنا لها على الأقل (من جواك) على الرغم من ظاهرك المصفح
لذا فان نصيحتى لكم ان لا تستحوا من (رقة مشاعركم ) تجاه من تحبون , ولو من حين الى حين , يعنى مالو لو
صافيتنا انت , ومرة مرة بقيت تجينا , نحن ما قصرنا حاشا , انت اتلومت فينا , هسى عليكم الله عيبوا لى
الكلام ده , مالو ما زى (اللوز)

وعندما نتذكر المرحوم رمضان زايد بتاع خليك مع الزمن يا , فأن طربا لا متناهيا يدخلك
ويسكنك من حيث تدرى ولا تدرى , بالظبط كده زى (العيون التى هى كعيون المها بين الرصافة والجسر )
او كمان من شدة الطرب والأبتهاج ممكن (تروح فيها ) تماما مثلما تفعل (العيون التى فى طرفها حور)
, فمع انها اضعف خلق الله انسانا , فأنك مهما عملت فيها عاقل ورزين اذا دخلت عالمهم ووقعت فى مرمى
سهام تلك العيون , فانك ولاشك صريعهم حتى (لا حراك بك)
وتامل معى وتذكر المرحوم عبد العظيم حركة , عندما كان يردد ان (القليب الراسمه حنة
يبدو من قلبك احن ) , عند ذلك الأداء الطروب لهذه الأغنية الفاتنة والمظلومة والتى تحمل بين طياتها
كميات من الطرب والبهجة بكلمات سهلة ممتنعة لا تملك عندما تسمعها الا ان (تذوب فى الأتنين ) , حنة
القلب الضربتك فى حنانك , مع ان القلب هنا مجرد شكل (ورسمة حنة ) اختارتهم( الحنانة) لتنقشهم
اما على باطن اليد او القدم (مع انهم بقوا يعملوها فى كل مكان ودائرة النقش اتسعت لتشمل اجزاء عديدة من الجسد)
ولكن شكل الحنة هذا المرسوم (0قلبا) فى مكان ما , فيه حنية وحنان وشجن وألم ومشاعر مختلفة ومتزاحمة
اكثر بكثير مما يحمله قلبك المن (لحم ودم ) يا فلانة الفلانية , عليكم الله شفتوا ليكم تعبير مشاعرى ارق
ولا ابسط ولا اجمل من كدة ؟؟!! ومع ذلك , خليكم كلكم مع الزمن , اللى هو الأيقاع و وايقاع يوم خميس
كمان , يعنى ايقاع مختلف , مجنون جن , ملهلب شجن ومليان نغم
آمنتوا ولا لسه ؟؟!!!!!!

ومحاولة الأبتعاد عن عالم عثمان حسين الأبداعى بعد ان تدخل اليه , محاولة
حتمية الفشل , لذا فان تعليقى على اتصال احد الأحباب والأصدقاء المتابعين لهذا البوست
وقوله لى انه اصر على عثمان حسين شخصيا فنانا ليوم زواجه , كان تعليقى له انه بذلك
فد افلح فى ان يخلط (جمالا بجمال ) , اى ليلة عمر بليلة مشاعر وحفلة احاسيس , انها
خلطة فى غاية التجانس تليق بالمرهفين , لذا فاننى وكنتيجة لذلك اجد نفسى فى محرابه
مرة اخرى , فعوض احمد خليفة تعامل مع مشاعر اللاوصل ولاهجر الواردة فى ربيع الدنيا
بمفردات (طقسية بديعة ) , حيث قال ان تلك المحبوبة التى افرطت فى حندكة مشاعره
فكانت كما السماء (تبدو وتتمنع مستعصمة بالبعد ), قال انها (ربيع الدنيا ) , اها
دخلتنا فى الجغرافيا والعلوم ؟؟الله يجازيك
فهل يعنى هذا الوصف الساحر , ان تقلبات العمر مع تلون المشاعر والأحاسيس ,
مرحلة اثر مرحلة , وحالة بعد حالة , انما هى تلونات تشبه وتحاكى فصول السنة ؟؟!!
او انها تنتقل وتتحول من شتاء قارص, برد وزمهرير , الى صيف وهجير تزيد مشاعره المختلفة
والحارة درجات حرارته ارتفاعا على ارتفاع ؟؟كما انها تنتقل (احساسا وشعورا ) بين
ربيع تزهر فيه الرياحين ويفرهد فيه الياسمين وتتفتح بفعله السنابل والزهور وتخضر
الأوراق, وخريف ترعد فيه السماء وتبرق , وتجد الأوراق فيه طريقها الى التساقط والذبول
شاكية وباكية من ندرة (عصارات المشاعر ) وقلة (كلورفيل الأحاسيس )

ولكن هذه الرحلة العمرية المشاعرية مابين ربيع العمر وخريفه , رحلة اطول من رحلة انيس منصور
تلك التى كانت حول العالم , لا بل انها اطول من رحلات كولمبس وماجلان تلك الأستكشافيةالتى طافت حدود العالم
من محيطه الى محيطه , انها رحلة من الأيام والليالى والسنين , رحلة من المشاعر المتناقضة والمزدحمة , ترفعك
الى اعلى حينا ثم (تضرب بيك الواطة ) احيانا اخر , تنقلك وتتنقل بك ووتلاعب فى رحلات مضطردة ومتلاحقة ما بين
السعادة والبؤس والشقاء , تطوطحك بين التفاءل والتشاؤم و بين الأمل والرجاء , تختصر ليك حياتك ومعيشتك
الى يوم سعيد وآخر بائس , وبالمقياس ده تلقى عمرك بدل ما كنت قايله اربعين سنة تلقاهو بقى (تلاتة يوم بس)
وانا ادفع عمرى ثمنا لكى احظى بسماع كيف كتب عوض احمد خليفة عن (غير ربيع الدنيا) و طبعا من ناحية
احساس ومشاعرية , ولكن حتى ولو لم اجد واحظى بتلك المقارنة الشيقة عنده شخصيا , الا انها حاضرة عند (الفرازة)
عثمان حسين بلحن بديع وجميل واخاذ, ولكن الكلام لمبدع شفيف آخر , عنده اجابة مثالية وشيقة لتساؤلاتى وتمنياتى
, عبد المنعم عبد الحى , ليالى المصير قولى لخلنا

والخريف عموما , يجعلك فى احسن الأحوال , جالسا عند (الشباك ) , مفرطا
فى التأمل والتمعن والتفحص فيما حواليك , ده طبعا اذا لم تكن اصلا تحت (بطانية او لحاف متين )
زهجت وضجرت ومليت من كل شىء واى شىء , رضيت من الغنيمة (بالأياب) , فلو جلست الى
النافذة تتأمل (اذا كانت صحتك تحتمل اساسا) , فأن شريط العمر والأحاسيس يبدو امامك ,
يتحول زجاج لالنافذة الى (كريستال تلفزيون ) , تبدو فيه الصورة ملونة تارة , وابيض
واسود تارة اخرى , تجرى الدموع مرة , وتبدو النواجز من الضحك والأبتسام والحبور , مرة
تانية , الليل ذاته , ما ياهو نفس الليل , ولا الصباح كذلك , ولا الطعام ولا الشراب
, ولا نفس الملامح ولا ذات الشبه , حتى (المشية والقدلة تبدو مختلفة )
ليالى المصير , اول (فلاش باك غنائى سودانى )
حتى قبل ان يعرفه المخرجون المعاصرون

يا ليالى المصير قولى لخلنا
اوراق الخريف ثارت حولنا

ياليالى الرجاء عودى علنا
لو لاح الضياء يبدو ظلنا
فى عرض السماء فى دنيا المنى
بس انت وانا آه انت وانا
ياليالى المنى هل مافات عاد
هل احبابنا على عهد الوداد
هل انت وانا سواء فى السهاد
سواء كلنا آه كلنا
يا ليالى الأمل قولى لخلنا
البدر اكتمل والدنيا سناء
والجرح اندمل ولا قطرة دنا
هناك انت فى هنا
وانا هنا فى الضنا
يا ليالى المصير قولى لخلنا
اوراق الخريف ثارت حولنا

وجلسة الشباك المتحول الى نلفزيون ال سى دى كريستال , فى الخريفين , خريف العمر
وخريف الطقس والمطر المنهمر , هى جلسة نموذج تصلح للقياس والأسقاط على بنى البشر جميعا
جلسوها بانفسهم او تخيلوها او لم يجلسوها اصلا , الدنيا كلها رحلة قصيرة صغيرة و لا مجال فيها
لعودة الأمس ولكن لحسن الحظ ان بامكاننا تخيل الغد , الأمس دائما كان يمكن ان يكون افضل , كما
ان الغد دائما اكبر خياللا مما سيكون , ومع هذا فان الآدميين مفطورون على حب الماضى واعتباره
دائما فيلما جميلا شاركت فى اخراجه , هكذا تعامل عبد المنعم عبد الحى فى هذا الفلاش باك الغنائى الرائع
واضاف عليه الرائع دوما عثمان حسين موسيقى تصويرية لحنية غاية فى الروعة ومفعمة بالشجن والحنين ,
انها المصير والرجاء والضياء والمنى والوداد والسهاد , انها الأمل والسناء والهناء والدنا والضنا , وهى
قبل كل هذا وبعده , فى اول سطور الدنيا وما بين سطورها ثم فى النقطة التى هى فى آخر السطر , ظل آدمى
, صورة انسان تتقاذفه امواج الحياة مابين شط وشط , فى كل شط ميزان , يقيس فيه البنى آدم وزنه ,
فاذا به ريشة فى مهب رياحها , ولو كان وزنه يحتاج الى ريجيمات الدنيا كلها وانظمتها الغذائية

وانا حريص بين حين وآخر على ان اذكركم بعد ان اذكر نفسى , بأن ابداء المشاعر
وتداولها واظهارها هو مظهر صحة نفسية مثالى , فنحن -ولا شك فى ذلك - نعانى من مظاهر انفصامية
تجعلنا نتكلم ونحدث عن المشاعر والأحاسيس كأنها يجب ان تصدر من الآخرين , نحن لا دخل لنا
بهذا المظهر الأنسانى المترف الدال على (قلة الشغلة وعدم الموضوع ) !!والا فاننى اتساءل
واسال , الم ير ى واضعوا المناهج الدراسية خاصة مناهج البلاغة , ذلك البيت فى قصيدة ليالى
المصير لعبد المنعم عبد الحى , (هناك انت فى هنا وانا هنا فى الضنا ) , هل يوجد تطبيق
اكثر مثالية وجمالا ووضوحا لدروس الطباق والجناس من هذا البيت الفصيح البسيط البليغ ؟؟هل يمكن
ان يتخطاه واضعوا المناهج هؤلاء ثم يرهقوا انفسهم فى البحث والتنقيب فى المعلقات السبع
ليجدوا امثلة لدروس الطباق والجناس ويمارسون هذا التعالى و(الأنفصام ) دون مثل هذا البيت , هل
لأنه بيت من اغنية ملحنة ؟؟هل يمكن ان يفكروا او يتوقعوا تجاوبا وتفهما اكبر واستيعابا للدرس
اعمق من ايراد مثل هذا المثال ؟؟هل من الممكن ان يكون فى شعر عنترة وامرؤ القيس وكثير عزة
وليلى ومجنونها , امثلة بلاغية اعمق واقرب للوجدان من مثل هذه الأشعار المرهفة البسيطة السهلة الممتنعة ؟؟!!يعنى قيس (يجن ) فى ليلى ويتبشتن ويقول كلام (مجنون جن وجميل ورائع ما قلنا حاجة )
تجروا تحشوا لينا المناهج بيهو , اها عيبوا لى عبد المنعم عبد الحى ده ؟؟!!عشان تعملوا ما شايفنوا
ولا سامعين كلامه الزى الدرر ده , اليلمسك من جواك ويفور فيك وتذوب فيه لمن تنتشى ويعدل ليك
مزاجك ويرفع ليك معنوياتك كما لا يعتدل مزاج ولا ترتفع معنويات
احرص على ان تبدى مشاعرك ولا تبخل بها , حتى اذا ما فتشك شرطى المرور فى الأشارة , ما يظبطك
ومعاك (حزمة مشاعر مدفونة ومدسوسة ) , من كثر ما هى قديمة ومعتقة ومخزنة ولم يتم استخدامها , فأن
صلاحيتها على وشك ان تنتهى من فرط الأهمال وعدم التداول , ولا تستغرب لمثل هذا الكلام وتعتبره
ضربا من جنون صاحب هذا البوست المارق اصلا فى (رحلة بحث عن جن ), فأن لكل شىء تاريخ وصلاحية
حتى المشاعر والأحاسيس !!!!!!

وفى خريف العمر يتباكى الآدميون على ربيعه , هذا طبيعى ومفهوم , وكلما كان الفراغ
بين الفصلين العمريين كبيرا وواسعا , كان الأبداع والوصف والدموع والحسرة بمثل حجم ذلك الفراغ
, فلا نتوقع ممن كان ربيعه مشابها ومقاربا لخريفه اى ابداع لفظى او تباكى شعرى , ولكن توقع البلاوى
كلها ممن كان ربيعهم ازاهبرا وياسمينا ونرجسا ونوارا ورياحين و ثم اضحت بفعل الزمان وجوره وقسوته
مجرد كرسى وثير امام شجرة نيم ومقابل ميدان الكورة بتاع الحلة
واذا كان البحث عن جن فى هذا البوست من اول اولوياتنا , فان هذه المقارنة الخريفية الربيعية
مصدر دسم وسمين لجن وجنون كامنيين , حتى مجرد رؤية منظر شباب الحلة يتلاعبون بالكرة بذلك النشاط وتلك
الحيوية و او كمان ملاحظة من الملاحظات السخيفة البتقسم القمصان والبناطلين بالوانها وتفصيلاتها , الى
شبابية ورجالية وغير ذلك , بناطلين الجنز تلك الواسعة الفضفاضة قد تعيد اليك بعض احساس قديم ولكن
ملاحظة البائع السخيفة على (بطنك الكبيرة) وعدم وجود مقاس ملائم لك من هذا الموديل , كافية , اذا افرطت
فى التمعن فيها , لأن تقصر ملابسك على الترزية والأمتناع عن التعاطى مع الجاهز المصنوع والمعد لجيل ليس جيلك
ولزمان ليس زمانك , فماذا انت فاعل غير الحسرة والتوجع والأنين

قم يا طير الشباب
عنى لنا غنى
يا حلو يا مستطاب
انشودة الجن
واعصر لى الأعناب
وأملأ بها دنى
من عبقرى الرباب
او حرمى الفنى

هو طبعا فى الحقيقة مافى طير للشباب وطير لغيرهم , ولكنها ارهاصات البحث عن الجن الكامن بين ثنايا الأبداع
وما فى زول فى الدنيا دى كلها بيطوى صفحة الشباب وبعد داك بيقول انا طويتها , لا , ان الناس يقلبون صفحاتهم
حتى تنتهى فجاة دون ان يعلموا او يصدقوا كل العلامات الدالة على ذلك والتى تظهر وتبين اطرادا وتواليا ظاهرا ومخيفا
, ولكنه مخفى ومسكوت عنه عند الكل
ففى ربيع العمر كنا نتناجى ونغنى
نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن
ثم ضاع الأمس منى وانطوت فى القلب حسرة

تانى طير !!!!جن يجننكم ان شاء الله

ولكن معالجة سيف الدين الدسوقى لهذه الأشكالية كانت معالجة مختلفة , معالجة
تتسم بنمط جمالى مغاير , واضاف اليها ابراهيم عوض اداءا ولحنا زاد من روعتها ,اسخف
الأشارات تلك التى تأتى مبطنة او من خلف السطور والكلمات والتى تحاول ايصال معلومة قوامها
(راحت عليك ) , ياخى انت عاوز تأخذ زمنك وزمن غيرك , زمن غيرى (بتاع فنيلتكم ) , نحن يا دوب
بنقول يا هادى , (وديل انحنا القالوا فتنا وقالوا متنا وقالوا للناس انتهينا , نحن جينا ) ,
والغريب ان (طاقة دافعة اضافية للحياة ) تتولد وتشع وتبرق كلما تعرض احدهم الى مثل هذا
الأستفزاز الذى يطعن فى (الحيوية والفاعلية بتاعت البنى آدم ) , فتؤدى الى تدفق المزيد
من الدماء فى العروق المتهمة بأنها (تيبست وتخشبت )

ليه بنهرب من مصيرنا
ونقضى ايامنا فى عذاب
ليه تقول لى انتهينا
ونحن فى عز الشباب
نحن فى الأيام بقينا
قصة ما بتعرف نهاية
ابتدت ريدة ومحنة
وأصبحت فى ذاتها غاية
كنت تمنحنى السعادة
ولى تتفجر عطايا
ولما اغرق فى دموعى
تبكى من قلبك معايا
كنا فى ماضينا قوة
قوة تتحدى الصعاب
تقطع الليل المخيم
تمشى فى القفر اليباب
كنا للناس رمز طيبة
وكنا عنوان للشباب
وهسه تايهين لينا مدة
نجرى من خلف السراب
تانى ما تقول انتهينا
تنهى جيل ينظر الينا
بانى آماله وطموحه
ومعتمد ابدا علينا
نحن قلب الدنيا فينا
ونحن عز الدنيا بينا
تانى ما تقول انتهينا
نحن يا دوب ابتدينا

والمرحوم ابراهيم عوض كان نفسه رمزا سودانيا بديعا للشياب الممتد والحيوية الدفاقة , حتى
ان الكثيرين كانوا يتفاجاؤن بحقيقة كونه فنانا عتيقا مقارنة بالكثير من الفنانين الأحدث منه عمرا وفنا
ويكفى ان المصير اعلاه-هذه الأغنية المعتقة المتجددة التى لا تمل -يتعاطاها المستمعون الان كما ان تاليفها
وغنائها لم يمض عليه الا الزمن القليل , لا بل انها كذلك (عنوان الشباب) احساسا وشعورا , لاحظ معى كيف انها
تبدأ باستنكارات لمحاولات الهروب من المصير المحتوم ؟؟هل انتهاء الشياب والفتوة وغياب الربيع , هل كل ذلك
حتميات مربوطة بأفق حياتى معين , كونك ابا لعدد من الأبناء والبنات هل ينقلك حتما الى خانة عمرية جديدة
ان لم تفلح فى تقمصها او لم تفلح هى فى ان تغطيك وتستولى على مقاليدك , هل يعدذلك (تصابيا ) مقيتا وغير محمود؟؟
ام انك تستطيع ان تحيا (عمرين ) و(شبابين)يعينانك على ان تكون (اخا لأبنائك) على الأقل فى مساحة الشعور والأحساس
وكمان التفهم ؟؟واود ان اشير هنا الى كلمة (ريدة) , هذه الكلمة السودانية المنشأ والبناء , المرادفة معنى
لكلمة (حب) , هل تلاحظون معى كمية الخصوصية والحميمية والحنان الذى تضيفه (ريد وريدة ) هذه لمعنى الحب
حتى اننى فى بعض الأحيان اراهما وكأنهما كلمتان (متوازيتان ) , يمكن ان تصلا معا الى نفس الهدف ولكن لقاؤهما
فى الطريق غير ممكن وغير متاح , الريد ليس هو الحب , حتى انك اذا ما عبرت عن غاية ما بانك (تريدها )ان تكون
فذلك اقوى واعمق وامضى (عزما على الأقل ) من كونك تحبها كائنة, والمعنى الأخير يفيد عندى (نظريا) فى استواء
ضمنى عندك فى تقييم نتيجة سعيك لفعل الحب هذا ,فانت احببته (كائنا ) , ولكن عدم (تحققه) ليس له اثر سلبى ظاهر , الم تسمعوا
الريدة الريدة الريدة يا حبيب قلبى
سالت عليهو من عينيهو لقيتوا فى قلبى

وقديما كان العرب عندما يعجزون عن تفسير توجه ما ولا يجدون له سببا منطقيا
يكتفون بالقول (انه القلب وما يريد)
والحاجات الزى دى , ياها البتجننا ذاتو

المشاركة قيمة عظيمة , قيمة انسانبة عظيمة , مش كده وبس , عدم المشاركة بتنزل من درجتك
كانسان , هذا شىء مؤكد , طبعا المشاركة باقتسام الحزن عند الملمات مافى شك ولا خلاف على وضوحها كمعنى
انسانى اصيل , فعندما تكون المصيبة لك وحدك , فى شىء يخصك دون سواك و ثم تجد ان المحيطين يحرصون على أن
يقتسموها معك (احساسا) وتعزية وتسلية وسلوان , فهم انما بفعلون فعلا مشابها لما تفعله انت (بجوالك او
اللاب توب بتاعك ) عندما توصله (باليو اس بى ) وتنقل معلوماتك وملفاتك من حتة للتانية , فتفلح بذلك
فى الاحتفاظ بها فى مكانين مختلفين , ثم تشبلها معاك فى (فلاش ) كمان , فتحس براحة شديدة , فمين زيك
وقدرك ؟؟ملفاتك ومعلوماتك كلها معاك فى جيبك , ومع ذلك هى برضو موجوده بامان فى كمبيوترك , ممكن ببساطة
تتصل بى صديق وتديهو (باسويردك), فيشاركك على الفور الملفات والمعلومات والأطلاع عليها , هى فى مأمن , من
قيمة الثقة والمشاركة , مرتاح انت ومطمئن , مبسوط وكمان مستلذ, انت عارف و وكمان الزول الأنت دايره يعرف
, كمان عارف , القدرك منو يا حبيب , مشاركات مشاركات , فى المشاعر والأحاسيس والأنفعالات , وكمان لو داير فى الملفات
, فى حب يا اخوانا اكثر من كده؟؟!!وفى كلمة غير احبك ارددها ؟؟!!خلاص انا حبى فات آخر مدى , مشاكلى بسيطة
بالريدة بتحل , وعندى حبيبة (اشقى واسعدها )
اها , فى حب يا اخوانا اكثر من كده ؟؟!!

هذا عن المشاركة فى المشاعر المتسمة بالحزن , فى المصائب والملمات يعنى
يتدفق الناس والأحباب عليك (شلال مشاعر ) فيقتسمون معك الحزن , يشيلوه منك ويسحبوا
من رصيد الحزن الجواك سحبا مستحبا ومريحا , شىء باليو اس بى , وشىء بالبلوتووث
وشىء بالمكالمات المباشرة والغير مباشرة , رسائل ام ام اس ما تديك الدرب , ورسائل
ام اس ام تتطاقش , سحب تقيل ومتواصل وحميم , لغاية ما فجأة تعاين (لى رصيدك الحزين )
تلقاهو يا كمل ونسيت , يا نقص ورضيت , ويجيك يوم تلقى نفسك بتمارس الدور العكسى
بدل ما انت كنت عندك رصيد حزن متين وكبير احبابك فعدوا يسحبوا منو لغاية ما عدموهمو
الحبة , تلقى نفسك انت البتسحب من رصيد احزانهم , ومع ان هذا المفروض فيه ان يعظم
ويزيد من رصيد حزنك حسب قوانين الكمبيوتر والجوالات والملفات , الا ان العكس يحدث
, يضفى عليك هذا السحب والجر من ارصدة حزن غيرك , سعادة وغبطة , فهذا الفعل يسعدك
وعلى الأقل يشعرك بأنك (بنى آدم ) , عندك قيمة وفاعلية , فما اسعدك وما ارضاك عن
نفسك وما اكثر تقدير الناس لك
طيب , التقيل من معانى المشاركة لسه جاى ورا , فكيف تقدر تشارك الناس والحبايب
افراحهم ومشاعرهم الحلوة والأيجابية ؟؟فتسعد حينها ويسعدون , فهمناها عند الحزن والمشاعر
السالبة , لأنها واضحة كونهم بينقصوا ليك رصيد حزنك حتى يتلاشى او على الأقل يخف , يبقى
حتى حق (المس كول الحزين مافيه ) , ولكن كيف يحدث هذا التناقل الأحساسى المشاعرى العميق
فى حالات الفرح , فالمنطق ان مشاركتهم الأفراح موجبة للسحب من رصيد الفرح والسعادة العندهم
, ستسعد انت , هذا مفهوم , فأنت تسحب اصلا من رصيد فرح سعيد , ولكن كيف يفرحون هم ويسعدون
, بينما انت او غيرك من القريبين والأحباب , يسحبون من رصيدهم (سحب من لايخشى الفقر ) ؟؟!!!

جينا اذن ووصلنا الى مربط فرس معنى المشاركة الأصيل , حاول وجرب كده ان تفرح براك , لوحدك , حتى وانت
مليان بكل اسباب الفرح والحبور والأنتشاء , انت ناجح , مليان قروش , ما ناقصك شى و صحتك تمام التمام , اولادك
ما شاء الله عليهم ناجحين و مليان حنان لامن مدفق , مرتك ولا حبيبتك او حتى (جكسايتك ) يتموت فيك موت , الأشياء
زى ما بيقولوا (معدن), ثم جاتك لحظة فرح حميمة جديدة , لسة طازجة وسخنة , مثلا قالوا ليك ولدك نجح , او جاتك
ترقية , علاوة جديدة فى الشغل و بنتك جاها عريس لقطة بينك وبين نفسك كنت بتتمناه ليها , فاذا حدث ذلك , كله
او بعضه , وفرحت به وحدك و لم تشعر بان احدهم يشاركك الفرحة او الأحساس بها , خاصة من تحب منهم , فانك تشعر
باحساس هو اقرب الى (اليتم ) , احساس بانك مقطوع من شجرة , تكون اشبه بمن يحاول ان يتكلم ولكنه يشعر بان
صوته (ينساب الى الداخل ) بدل ان يلعلع الى الخارج ويصل الى آذان الناس , اشبه ما يكون بالصوت المبحوح , دماءك
تجرى فى كل اتجاه عدا الأتجاه الصحيح , ينصح الأطباء لتجديد الصحة بالتبرع بالدم من وقت لآخر , كما ان الناس
يلجأون الى الحجامة للتخلص من الدماء الفاسدة , كل هذا هدفه زيادة انسيابية الدم وتقليل ضغطه على جدر الشرايين والأوردة
, ففى الحالتين بستغنى البنى آدم طائعا مختارا عن بعض (دمائه) , حنى بحس براحة وصحة , وكمان لو قالوا ليك دمك الأتبرعت
بيهو ده حا يدوهو لفلان العزيز على قلبك , ففرحتك لا شك اكبر واحساسك بالسعادة اوضح , هل تخيلت يوما ان تكون فى
قصر منيف او بستان نضير ولكن (براك ) , لوحدك , ما معاك اى زول , كدى بس اتخيل الحالة دى , وما دام المسالة تخيل
كمان كمل جمبلك وورينا احساسك وأنت فى (السجن ) , فى جزيرة معزولة وانقطعت بيكم السبل , لكن معاك ناس بتحبهم
وبتقدرهم وبترتاح ليهم

وتصحى الصباح تلقى نفسك يوم الخميس تانى , يا لهذا اليوم المختلف !!اوعك
تنسى دائما انه يوم التكثيف المشاعرى , ايام الأسبوع كلها المفروض تكون جميلة , ولكن
تعود ان تضع (اساس ) هذا الجمال كل خميس , انه يوم المشاعر والأحاسيس والجمال , يوم الزول
يجتهد ويفتش على (شاحن ) يملأ بيهو بطاريته , تملأها مشاعر طبعا , ولما تكون اساسا مليان مشاعر
فانك حتما ستجتهد فى افراغها وتصريفها , حتى لا تنتهى صلاحيتها وتأذيك , هكذا اتفقنا وتعارفنا
وتعودنا , حا تكون قطعا عايز (تدفقها ) للحوالينك وتقول ليهم (بطريقة ما ) انا بحبكم والله وبعزكم
, وعندما تبدأ فى هذا التعبير وتحاول ان تصيغه كلاما , ليس بالضرورة ان تكون شاعرا (جهبذا )
ولا فنانا لا يشق لك غبار , حتى (قواعد ) اللغة انت فى حل عنها حينذاك ,اذا كنت مجودا لها وحاذقا
لقواعدها الجميلة فهذا خير وبركة , ولكن العدم لا يمنع انسياب وتدفق المشاعر وسريانها فى
طريقها العادى , ستصل مشاعرك الى وجهتها ان عبرت عنها بطريقتك التى تعرف وتتعود , صدقنى لن
يغضب احد اذا ما نصبت فاعلا او رفعت مفعولا , المهم انه احاسيسك ومشاعرك المليانة خير وجمال
ما تروح فى (خبر كان ) , غض النظر عن كونه مرفوع او منصوب , لكن المهم ان لا تكون مشاعرك واحاسيسك
(مجرورة ) , والمشاعر الحلوة مهم جدا تكون (مضاف ومضاف اليه ) , مهم تكون (متطابفة ومتجانسة )
ولازم تكون (مفعول لأجله ) , وينقص من قيمتها ويقلل من قدرها كونها (مفعولا مطلقا ) او (مستثنى )
فيوم الخميس هو يوم الخروج من العادة والتقليد , يوم (الجن المقنن ) , وكمان ممكن الجن الما مقنن
لو عايزين تدوها كوز , , المهم ان تجتهد فى انك تدخل لحياتك وحياة من حولك ما استطعت من الدهشة
والأمتاع والحميمية , شاركهم فى اغنية او فصيدة , فى اى حاجة بيحبوها , فى صباح الخير (المجلة ) زمان , كنت مدمنا (كل خميس ) على (نادية عابد ) , العرفنا بعد داك انها ياها نفسها (مفيد فوزى )
كان شعاره او (شعارها ) فى صفحة (شىء ما ) الأنيقة الحلوة البسيطة المباشرة المليانة بالمعانى
البسيطة الحلوة , كان الشعار يقول
(المشاركة , هى ما نحتاج اليه , حتى نشعر بانسانيتنا )
عليكم الله ختوا لى وش متأمل بيفكر )

والمشاركة قيمة عجيبة , وصفة سحرية , الدم المتخثر المتجلط , بيوديك في داهية لأنو بيحد من (مشاركة) الدم في وظائف الأعضاء,
يفعل ذلك بتدفقه و انسيابه و انتقاله من عضو لآخر , و لكنه مجرد ان يتوقف عن الجريان بسبب (خثرة او جلطة) , تنعدم قيمته
التشاركية الفعالة , فيتوقف قلبك عن الخفقان , و تروح انت بسبب ذلك التوقف عن المشاركة , بتوقف وسيلة المشلركة الأولى عن
اداء مهامها (التشاركية)

والمشاركة كمان قيمة راقية لا تتوقف على (مقدار) , ووسائل قياسها ليست دقيقة وليس مطلوبا منها وفيها ان تكون
كذلك ,والمشاركة كذلك لا تقاس كما , ولا تقاس حجما , انها تقاس (نوعا) , بمقدار قدرتك على التعبير والتوصيل , غاية المنى
والمطلوب ان تفلح فى توصيل مشاعرك التشاركية المساندة , واول ادوات التعبير وابسطها (كما وانه اعقدها فى الوقت نفسه)
هو اللسان , يعنى الكلام البسيط ده , فى ابسط واول (صوره) , حروف مركبة ومتواصلة ومتجمعة فى شكل كلمات ذوات معانى , بالطبع
فان قدرة الناس على الكلام تختلف وتتنوع , وعلى فكرة حتى قدرة الناس على الأستماع والتلقى والأستقبال كذلك , ولكن اذا
ما اجتهدت ووصلت معانيك التى تريد لمن تريد, ونجحت فى ان يصله احساسك المشارك والمعاضد والمساند هذا , فأن هذا
هو الفلاح العظيم , وهو (معظم المطلوب ) , او كله الا قليلا , ودعم هذا الكلام (عينيا) بنواقص يحتاجها الطرف الآخر
هو تعبير اضافى يقع فى خانة (تعضيد المشاركة ) , ولكن عدم وجود ذلك لا يقدح مشاركتك ولا ينفيها او يلغيها , المشاركة
عموما احساس حرى بنا ان نتوخاه ونجتهد للتعبير عنه بمعناه البسيط ابتداءا , دون ان نمتنع عنه فقط لأنه (رمزى وبسيط)