وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور) ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)


05-21-2009, 08:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1242889566&rn=14


Post: #1
Title: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-21-2009, 08:06 AM
Parent: #0

انها احدي روائع الشاعر عالم عباس محمد نور


هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ.
هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ، الأُنْثَى
المِرْآةُ، المَرْأةْ.
مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ,
تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ
عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ
رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ
بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ.
امتَزَجَا، اخْتَلَجَا،
هاجا، ماجا،
في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ،
الحافظِ سِرِّ الله المكنونْ,
سِرّ الله الأعظَمِ,
هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!

Post: #2
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-21-2009, 08:19 AM
Parent: #1

يا آدمَ هذا العَصْر،
مِنْ عَرْشِكَ يا جبروتَ المخلوقِ الخالِقِ
يا جبّارَ النَّشْوَةِ,
يا نَزَّاعَ الشَّهْوَةِ,
يا وَقَّادَ الجُرْأةِ,
يا آدمَ هذا العصْر,
مِنْ أضلاعك خَلَقَ اللهُ المرْأةَ.

Post: #3
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-21-2009, 10:34 AM
Parent: #2

هذا جسدي
قنطرةٌ أخْرَى،
شمْسٌ، رِدَّةْ.
رِدَّةُ هذا النورِ إلى الأصلِ الطينْ!
حُمَّى جسدي يشْعِلُ مِقْبَاسَ الرَّعْشةِ
مِنْ حُمَّاكِ و قدْ أخَذَتْكِ الرَّعْدَة,
كان العَرَقُ المُتَقَطِّرُ من نهديكِ
لآلئَ طَلٍّ، تَتَجَمَّعُ مثلَ الدَّمعِ
عَلَى كِمِّ الورْدَةْ.
و النَفَسُ اللاَّهِثُ في إيقاعٍ
يَتَسارَعُ خَفْقاً,
كجناحَيْ رُخٍّ عملاقٍ عجلانْ
يهوي بي لقرارٍ مَثْقوبٍ,
لا قاعَ لَهُ، لا جدرانَ ولا شُطْآنْ.

Post: #4
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-21-2009, 11:39 AM
Parent: #3

يعلو صدرُكِ يرفَعُنِي,
نحو القمَمِ العصماءِ الفاتنةِ الوَحْشَةْ،
اجْثُمُ في قمتِهَا وَحْدِي,
رَبُّ الأربابِ “ زيوسُ “ على جبل الأولمبْ!

Post: #6
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-22-2009, 07:13 AM
Parent: #4

نَحْلَةُ وَلَهِي الجامحِ تَشْتَارُ جَنَاكِ
تَمْتَصُّ رحيقَكِ,
في صَبْرِ النحلِ الظَّامِئِ,
و الواثِقِ بالإمكانْ.
بالصبرِ المُتَمَكِّنِ،
و الممتلِئِ بذاكَ الشيْءِ المُبْهَمِ
و الريَّانْ
صَبْرِ الحُلُمِ النَّافِذِ
و الكامِنِ منذ التكوينِ الأوَّلِ
و المُتَجَذِّرِ في أعماقِ النَّحْلِ
المخْبُوءِ بأرْدانِ الرَّيْحَانْ.

Post: #5
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-21-2009, 02:52 PM
Parent: #3

يعلو صدرُكِ يرفَعُنِي,
نحو القمَمِ العصماءِ الفاتنةِ الوَحْشَةْ،
اجْثُمُ في قمتِهَا وَحْدِي,
رَبُّ الأربابِ “ زيوسُ “ على جبل الأولمبْ!

Post: #7
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: أحمد التجاني ماهل
Date: 05-22-2009, 08:00 AM
Parent: #5

الأخ/ طلال جبير
لك التحية، وعبرك لشاعرنا الرائع الجميل الدكتور عالم عباس محمد نور وليتك سمعت أخر قصائده (الأوراق السرية) يا سلام عليه والله يستحق أن يكون رئيس اتحاد الكُتاب السودانيين.
وتشكر على هذا البوست.
أحمد التجاني ماهل

Post: #8
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-22-2009, 08:31 AM
Parent: #7

الاخ احمد التجاني
اشكر لك مرورك

ولو امكن ان تتحفنا (بالاوراق السرية)

طلال جبير

Post: #9
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-22-2009, 08:31 AM
Parent: #8

وعلٌ برّيٌّ ها أنذا أرْعَى مَرْجَكِ
أتَمَرَّغُ في أدْغالِكِ,
حُرّاً أمْضِي في أحراشِكِ
أسْعَى بين النَّحْرِ و بين الصدرْ.
أرْكُضُ بين الصدر وبين الخصرْ.
أصْعُدُ من حيث الخِصْرِ العاري
و إلى حيث النَّحْرِ النادي
أقْتاتُ الرمَّانْ,
الرمَّان المُتَهَدِّلِ بِكْراً,
عنقودَيْنِ رشيقَيْنِ,
عصفورَيْنِ حبيسَيْنِ، طليقَيْن,
يفِرَّانِ، و يرتعِدانِ، و يرتجِفَانْ.
ينتفِضَانِ، يرِفّانِ، يعودانْ,
يفرّانِ بلمسَةِ رفْقٍ حانيَةٍ
مِنْ شفَتَيْ إنسانْ.
أمْتَصُّ رحِيقَك,ِ
أرْشُفُ ريقَكِ,
أتلَمَّظُ شفتيكِ,
لساني ألْفُ لسانٍ و لسانْ.
مغمورٌ بالدهشاتِ،
و مسحورٌ بالصمْتِ،
و منْجَذِبٌ في ملكوتِ الحُسْن،
و مُنْبَهِرٌ بالألوانْ!

Post: #10
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: أحمد التجاني ماهل
Date: 05-22-2009, 09:05 AM
Parent: #9

الأخ/ طلال جبير
في الأسابيع الماضية زارنا الدكتور عالم عباس في أبوظبي وقدم ليلة شعرية من أروع الليالي في النادي السوداني وإليك الأوراق السرية:
أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس
(كما كشفها حفيد المُهَلْهِلُ بن ربيعة)

فلمّا وقفتُ أجادِلَهُمْ بالزَّبورِ التي بينهم، حذّروني، وهاجوا وماجوا، ومن بعد ما خَلَصُوا في الحديثِ نَجِيّاً، ركبوا رأسهم، ثم عاجوا فقالوا: "لنا دينُنا"!
قلتُ: "لي دينِ".
قالوا: "صبَأْتَ"، وقالوا:" خَسِئْتَ"، وقالوا وقالوا..
فقلت لهم: " قد كَذَبْتُمْ على الله"! قالوا: " ومن أنْتَ حتى تُحدّثُنا عنهُ؟"
عندئذٍ، شلَّني الرعبُ حين هوى فوق رأسي السؤالْ!
فلمّا أفَقْتُ، إذا هُمْ يقولون: "إنّا اخترَعْناهُ، هذا الذي هِمْتَ في حبِّه عاكِفاً، وإنّا صنعْناهُ من حُلْيِنا وهوانا، وأنّا ابْتَدعْناهُ، فَهْوَ لنا دونكم"!
قُلْتُ : "مهلاً، إذَنْ قد كَفَرْتُمْ!"
فقالوا: " فنحْنُ الذين نُكَفِّرُ لا أنْتَ، نحنُ لدينا الكتابُ وأمُّ الكتاب!
نُصوصُ القداسةِ صُغْنا عباراتها سُوَراً، وضربنا عليها الحجاب!
واحْتَكَمْنا لآياتِها كي نسُودَ عليكم، فنجْعَلُكم تحت أقدامنا، ثُمَّ نحنُ احْتَكَرْنا تفاصيلَها، فَنُفَسِّرَ كيف نشاء. فإنْ ما تناقَضَ الآنَ بعضُ الذي لا نُريدْ، وما قدْ أردْنا،
نسَخْنَا،
وصًغْنا الذي نشْتَهِي من جديد!
وأنَّا لَنُنْقِصُ في مّتْنِهِ ما نشاءُ، وأنّا نُزيد!".
"ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم،
ولاَ في القريتينِ عظيم"!
وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ "
إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"!
قلتُ: "افْتَريْتُم على الله"!
قالوا: " افْتَريْنا، فماذا إذن! ألهذا أتيتَ تجادلُنا كيْ تسودَ وأنتَ الحقودُ الحسود؟
نحن نسلُ ثمود، ونحنُ أحبّاءُ هذا الإلهِ وأبناؤهُ نحن، قبل اليهود"!

غير أني طفِقْتُ أجادلُهم بالتي هيَ أحْسَنُ حتى أساءوا،
فقلْتُ "اجْعلوا ما لقيْصَر يمْضي لقيصر،
وما كان للهِ، لله، عَلَّ الذي بيننا اثْنانِ: دُنْيا ودينٌْ،
فَيَتّضِحُ الفَرْقُ، كي يَسْهُلَ الرّتْقُ، في ثوبِ هذا النِّزاع العقيم"!

فما قُلْتُ ذلك حتى انْبَرَوا، آخذينَ خناقي،
فشدّوا وَثاقي، وكانوا يقولون:
" نحنُ الذين تنادَوا، ومَنْ "قيصرُوا" اللهَ نحنُ، ونحنُ نُؤلِّه قيصرَ كيف نشاءُ وأكثر!
فما كان لله يمضي لقيصر!
حَكَمْنا.
وإنّا ، على ما نشاءُ تصير الأمور"!
فقُلْتُ: " ولكنكم تزعمون بأنّا سواءً، ولا فضْلَ إلاَّ بتقوى"؟
فقالوا: " صدقْتَ، فأنتم سواءٌ، ونحن سواءٌ، وشتّانَ بين السوائين"!

قُلْتُ: " فقد كان يجْمَعُنا الدينُ".
قالوا: " لقد كان، فالآنَ فرَّقنا الدينُ"!
قلتُ: " فهذا أوان الفراقِ إذنْ؟
فليكُنْ!
فماذا فعلتم بهذا الوطن؟
وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً.
وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً،
كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً!
صحيحٌ،على كتفنا كان عبءُ البناءِ الكبير.
والدماءُ التي تتَدَفَّقُ في ساحة الحربِ، كانت دمانا،
ولا بأسَ أن كانَ أغلبنا في الضَّحايا،
وقود المعارك، والجند، والهالكين!
ويوم حملْتُم لواءَ القيادة، ما نازع النّفْسَ شكٌّ يمسُّ جدارتَكم حولها،
يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال!
وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ،
صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال.
والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال!

فما بالكم هؤلاء نكَصْتُمْ،
وآثَرْتُم الظلمَ، والحَيْفَ، جُرْتم؟
ما عقَدْتُمْ، نَقَضْتُمْ
ما رَتَقْتُم، فَتَقْتُمْ!
وها ما بنيْتُم هدمْتُمْ، وما زِلْتُمُ تفعلون:!!

بَني أُمَّ،
هذه الأرضُ، كتفاً بكتفٍ،
وكفّاً بكَفٍّ، شقَقْنا ثَراها، لنصنَعَ هذا الوطنْ.
سقَيْنا عُروقَ الرِّمالِ العَرَقْ،
سكبْنا الدموعَ، ليالي الأرَقْ!
صَبَغْنا النّجوعَ النَّجيعَ،
وسالت دمانا على كلِّ شقٍ، نشُقُّ الطُّرقْ،
فَكُنّا بنيها بِحقّْ!
فها أيْنَعَتْ،
وحان القِطافْ،
فما بالكم تفْترون علينا، وعن حقنا تمنعونا،
ونُمنَعَ حتى الكفاف؟
ونعطَشُ و النيلُ جارٍ لديكم،
وأنتم ترونا ظِماءً نموتُ، بقُرْب الضِّفاف!
ففيمَ نخافُ، وكيف نخافُ، وممَّ نخافْ؟
هو الظلمُ نخشى، وحَيْفَ القريبِ،
ونعجب كيف يرقُّ الغريبُ ويقسو الحبيب؟
سهِرنا عليكم زماناً،
وما ضَرَّنا لو تناموا ونصحو!
وقفنا الهجيرَ، نُظَللُّكم كي تسوسوا،
وذقْنا المراراتِ، كي تنعُموا بالعَسَلْ.
رعيناكمُ في المُقَلْ.
فكيف بني أُمَّ هُنَّا عليكم فأقصيتمونا،
وآذيتمونا،
فما بالكم تكْفرونَ العشير؟
وبالأمس كُنّا لكم إخوةً، قبل هذي الفِتَنْ!
وكنتم زعمْتُم أبانا أباكم،
ومن ثديِ أمٍّ رضعْنا،
نذرنا نموتُ وفاءً لهذا التُرابْ!
لماذا عبثتُم بأحلامنا
فغَدَتْ في السراب؟

لِمَ الآنَ صِرْتُم علينا؟
وصار لكم انتماءٌ جديدٌ،وعِرْقٌ، وسِنْخٌ،
سِوى ما عهِدْنا؟
أَلسْنا أتينا، كما النيل أزرقُ،
جئتُمْ، كما النيل أبيضُ،
ثُمّ التقيْنا على مَقْرَنٍ بَيِّنٍ،
وامتزاجٍ أصيل؟
ألسْنا مضيْنا معاً، نَهَراً واحداً،
واكتَسَبْنا معاً لوننا النيلَ،
هذا الجميلُ الذي لا شبيهَ لهُ غيرُهُ،
ذاتُه فيهِ،
نيلٌ ولا يُشْبهَ النيلَ،
ماءٌ وليس بماءْ!
فكيف تريدونه يَتَحَدَّرُ عكسَ المَصَبِّ،
وأنْ يتَفرَّقَ أزرقَ، أبيضَ،
كيف تريدون للدم أنْ يتنكرَ من حمرتهْ،
فيصبح ماءً، مجرّد ماء!
ويستبدل الطينُ من سُمرتهْ،
فيغدو هباءً،
وأن يتعَرَّى،
ويستَشْعرَ العارَ في سُمرَتهْ؟
أتسمحُ كيف بهذا الهُراء!
وأيُّ الغرورُ اعتراكَ،
فصِرْتَ كما الثورُ في هيجتهْ،
صرتَ تُحطِّمُ تلك العلائقَ،
تُشعِلُ فينا الحرائقَ، تفتننا،
وتفرّق بين الخليل وبين الخليل.

آ الآن تطلب مني أدافعُ عنكَ،
أصُدُّ الغُزاةَ وأفنى لتبقى!
وها أنت كالسوس تنْخرُ في سامقات الشجر؟
ودأبكَ الدهْرَ تمضي،
تقَتِّلُ فينا، وتذبحُ منا،
وتسحلُ، تنهبُ، تسبي وتهتِكُ عِرْضَ أخيك!

آ الآن صرْتُ ابنَ شدّاد،
والأمسَ كنتَ تعيّرني باسم أمي،
فتصرخُ:( يا ابن زبيبةْ)!
آ الآن يا عَبْسُ، صرتم تنادوا عليَّ،
وقد كنتُ أُطْرَدُ، تُلْقى عليّ َفتاتَ الموائدْ!
أما زلتُمُ آلُ عبْسٍ تظنون أن العصا
والقيودَ تُطوِّعني لأُواجِهَ أعداءكم،
فَأَكِرَّ عليهم، كما تشتهون؟

بَنِي أُمَّ، لا.
واجهوا من دعوتم،
بأقوالكم، وبأفعالكم، وأكاذيبكم،
فهذا حصاد الذي تزرعون!
وإني ليعجبني أن تذوقوا من السم ما تطبخون،
وأن تصطلوا بالجحيم التي توقدون!

فإنْ كان لابد أن اتْبَعَكْ!
فسأمضي معك!
وأرقُبُ كيف تسير إلى مصرعكْ،
وأشْمَتُ فيك، إذا حاصروك، وساقوك قسْراً،
إلى حيثُ يُقْضَى عليك،
ومن خاض تلك الخطايا معك،
إلى مضجعك!
وأرصد كيف التكبُّرُ والعنجهيّة والغطرسةْ،
وكل الضّغائنِ والحقدِ، تلك التي وسمَتْ عهدكم،
والهوان الذي سُمْتُمونا،
ومُرَّ المآسي ونار الكوارث،
ثُمّ نرى، كيف تُسْقَوْنَ منها، جزاءً وفاقا،
وكأساً بكأسٍ،
وقسطاً بقسطٍ،
وعدلاً بعدل!

كُنَّا لكم شجراً في الهجير،
فكنتم فؤوساً!
وكُنّا لكم حضن أمٍّ رءومٍ،
فلمّا ملكتُم قطعتُمْ رؤوسا،
رعيناكُمُ صبْيَةً،
ثُمَّ لما شَبَبْتُم عن الطوقِ،
كبَّلْتمونا!
وكُنّا نجوع لنطعِمَكم،
فلمّا بشمْتُم، بصَقْتُم علينا.

قُضِيَ الأمرُ،
لاتَ مناص، فليس بِوُسْعِ أَحَدْ،
أنْ يُعيدَ الحليبَ إلى الضرْعِ،
بعد الخروج!
ولا أنْ يُعيدَ الجنينَ إلى رَحِمِ الأمِّ،
ليس بوُسْع أحد،
أن يُعيد الرصاص إلى فوَّهات البنادق،
ما من أحد،
يعيدُ السهامَ التي انطلَقَتْ،
بعد نبْضِ القسيِّ،
وإن أخطِأِتْ قَصْدَها، أو أَصابَتْ!
وهل مِنْ أحدْ،
يستعيد الحياة لمن قد قتلْتُم،
وأحرقْتُمُ ودفنتُمْ؟
انتهى للأبد،
فليس بوُسع أحدْ،
بعد جُرْحِ الكلام،
أن يعيدَ لنا الابتسام.
كذبتُم، وخُنتم، وما زلتُمُ تكذبون!
جرحتُمْ،
وأوغَلْتُمُ في الجراح، فليس بوسْع أحد،
أن يُعلِّمَنا كيف ننْسى!
غفرنا، وقد نغفر الآن،
أمّا لننْسى، فهذا محالٌ،
- فيا للأسى- ليس ننسى!!

وَجَبَ الآن أن نتوقّفَ حتى تَرَوا،
أيَّ جُرْمٍ جرمْتُم،
وما تُجْرِمون!
وكيف اسْتَلَلْتُمْ سكاكينَكم، في برودٍ مخيفٍ،
تحُزّوُنَ أوصال هذا الوطنْ!
تفنَّنْتُمُ في البشاعة والموبقات،
وصِرْتُم تُديرون فَنَّ الفظائعِ، بالحَمْدِ والبَسْمَلَةْ!
تأكلون الحرام،
تُحِلُّون مال اليتيم، وتغتصبون،
كما تسفكون الدماء، وما فوق ذلك،
بالحمد والبسملة!
وبالهمْهَماتِ، وبالتمْتَماتِ،
وبالسَّبْحَلاتِ، وبالحَوْقََلةْ!
أيُّ شعْبٍ تظنُّونه غارِقاً في البَلّهْ!
أيُّ ربٍّ تخونون،
مَنْ تخدعون؟
وأيَّ إلَهٍ تظنُّونَه غافِلا.!

قُضِيَ الأمْرُ،
حلَّ عِقابُ الإله الصمد!
فليس بوُسْع أحدْ،
أن يعلِّمَنا كيف ننسى!
أثرُ الفأس، في الرأس،
والدم ما زال طَلاًّ،
وما زِلْتُ مثلَ المُهَلْهِلِ، مثلَ أبي، صارخاًُ:
(لا صُلح حتى تردوا كليباً)!!

وينهضُ شيخٌ يثورُ على الحلْمِ، يُلقي زَكانَتَهُ جانِباً، ثُمَّ يمضي إلى السيف، بالرغم عنه، ويهذي:
( كل شيءٍ مصيره للزوال،/قد تجنّبْتُ وائلاً كي يفيقوا/، لا صلحَ حتى نملأُ البيد من رؤوس الرجال،/ أبى وائلٌ عليَّ اعتزالي/، ليس قولي يراد، لكن فعالي/شاب رأسي وأنكرتني العوالي/، طال ليلي على الليالي الطوال/، لم أكن من جناتها، علم الله وإني بحرِّها اليوم صال)!

عالم عباس/ جدة/سبتمبر2006

Post: #11
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: nassar elhaj
Date: 05-22-2009, 10:20 AM
Parent: #10

الاخ طلال
عالم عباس كعادته شاعر فذ وجديد دائما ومختلف وهذه القصيدة من أجمل قصائد الغزل والحب والعشق وحوارية كل هذه الدلالات في أرقى حالاتها . .
هي مضمنة بديوانه الأخير :
من شمس المعشوق
الى قمر العاشف
وكل قصائده رائعة حد الجنون الجميل.
نصار الحاج

Post: #13
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-22-2009, 10:36 AM
Parent: #11

الاخ نصار
انها تتخطي حد الجنون

----------------
وعلٌ برّيٌّ ها أنذا أرْعَى مَرْجَكِ
أتَمَرَّغُ في أدْغالِكِ,
حُرّاً أمْضِي في أحراشِكِ
أسْعَى بين النَّحْرِ و بين الصدرْ.
أرْكُضُ بين الصدر وبين الخصرْ.
أصْعُدُ من حيث الخِصْرِ العاري
و إلى حيث النَّحْرِ النادي
أقْتاتُ الرمَّانْ,
الرمَّان المُتَهَدِّلِ بِكْراً,
--------------
وصف يدهشك الي حد الذهول
شكرا علي المرور

Post: #12
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-22-2009, 10:21 AM
Parent: #10

قُلْتُ: " فقد كان يجْمَعُنا الدينُ".
قالوا: " لقد كان، فالآنَ فرَّقنا الدينُ"!
قلتُ: " فهذا أوان الفراقِ إذنْ؟
فليكُنْ!
فماذا فعلتم بهذا الوطن؟
وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً.
وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً،
كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً!
صحيحٌ،على كتفنا كان عبءُ البناءِ الكبير.
والدماءُ التي تتَدَفَّقُ في ساحة الحربِ، كانت دمانا،
ولا بأسَ أن كانَ أغلبنا في الضَّحايا،
وقود المعارك، والجند، والهالكين!
ويوم حملْتُم لواءَ القيادة، ما نازع النّفْسَ شكٌّ يمسُّ جدارتَكم حولها،
يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال!
وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ،
صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال.
والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال!
---------------------------
الاخ احمد التجاني
قمة الابداع والروعة
يا ليتهم يفهمون
طلال جبير

Post: #14
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-22-2009, 10:39 AM
Parent: #9

و أنْتِ ترْفُلينَ نحو مضجَعِي،
مليكةً في مِهْرجانْ,
على جبينها تاجٌ مُرَصَّعٌ
لآلئاً من عَرَقٍ، و ألَقٍ،
جُمانْ.
و في يمينها يهْتَزُّ صَوْلَجانْ.
تأوَّدَتْ قامَتُها، غُصَيْنَ بانْ.
بصدرها الباذِخِ و الشامِخِ,
و المُهْتزِّ كِبَراً، تَعَالِياً
وعنفوانْ.
قمقمان، قِمّتانْ.
قمَّةٌ من بَهْرَجٍ و عسجَدٍ,
و قمّةٌ زَبَرْجَدٌ و كهرمانْ.
تَصَنْدَلَ المكانُ من
حضورِها الطاغي,
و مِنْ أريجِ مِسْكِهَا تَعَتَّقَ الزمانْ.
ثَمِلْتُ،
ليس من نبيذِ ثغْرِهَا، و ذُقْتُهُ,
و مِتُّ و احْتَرَقْتُ،
بين خصرها وصدرها ونحرها،
علوْتُ, بَلْ هبَطْتُ، بل علوْتُ,
ثُمَّ طِرْتُ, صِرْتُ
ريشةً، هباءةً، و صخرةً,
و حِمَمَاً تفورُ،
زَبَداً، حديقَةً
صاعِقَةً
بُرْكانْ
عنادِلاً، عناقداً
و "بُرْتُكانْ" !

Post: #15
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-24-2009, 06:37 AM

يا أنَّةَ التوَجُّسِ الراهبِ
و التمَنُّعِ الراغبِ
و التمزُّقِ الرهيبْ.
يا آهَةَ الأسى التوّاقِ
و التعلُّقِ الجامحِ
و التوازُنِ العجيبْ.
يا صرخةَ التمرُّدِ المحرومِ
و التوتُّرِ المكظومِ
و التولِّهِ الجديبْ.
أنْتِ على يَدَيَّ طينةٌ عجينةٌ
في مَيْعَةِ الصِّبَا
يلْهُو بها الخزّافُ
في إسماحَةِ الحبيبْ.
في براءة الدَّهشة، صانِعاً دُمْيَتَهُ،
و غافلاً، و ليس ثَمَّ من رقيبْ.
مُنْتَشِياً بها فلا يحسّ غيرَهَا
و غارِقاً جذلانَ في انشغاله الدؤوبْ.
حتى إذا دنا،
ما كَلَّ أو وَنَى,
لكِنَّهُ، إذْ خانَهُ
في الوجد برقُهُ الكذوبْ
هوى، مُجَرَّحاً، منهزماً,
و في الفؤادِ من جراحِهِ
نُدُوبْ!
و في قميصِهِ مِنْ قُبُلٍ
ثُقُوبْ !!

Post: #16
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-24-2009, 10:49 AM
Parent: #15

بهرةٌ و ائتِلاقْ
صُدْفةٌ و اتِّفاقْ
صَوْلةُ الجهرِ في السِّرِّ،
و السرُّ في الجهرِ،
في نغمٍ مُفْعَمٍ، و اتِّساقْ.
حتى إذا ما دنا النحرُ للنحر،
و التأَمَ الثَّغْرُ بالثغر،
و الْتَحَمَ الصدرُ بالصدرِ،
و التصقَ الخصرُ بالخصرِ،
و التفَّتِ الساقُ بالساقْ،
فيا له مِنْ تلاقٍ,
و يا له مِنْ مَساقْ!!

Post: #17
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 05-25-2009, 10:19 AM
Parent: #16

غاب في وجْدِهِ الضَّارِعِ يغفو،
فمالَهُ مِنْ فَوَاقْ.
و مضى للسماواتِ روحٌ
مُجَنٌَّّح، مشتاقْ.
مُمْتَحَنُ الصبْرِ، يكْبُو,
مُعَذَّبُ التَّوْقِ، يهفُو
سكرانُ، لا يصحو
ومدنِفٌ ما أفاق .
و انْتَهَى حيثُ مُنْتَهَى كُلِّ روحٍ
مُحَرَّراً مِنْ وَثَاقْ.
و على الأرضِ بَعْدُ رمادٌ
و آهةٌ، و شظايا
و بقايا جَسَدٍ واحِدٍ
مِنْ حبيبَيْنِ ما يستفيقانِ
مِنْ ضرامِ العِناقْ !!

Post: #18
Title: Re: وثباً نحو القمم الالف (شعرعالم عباس محمد نور)
Author: طلال جبير جابر
Date: 06-26-2009, 11:55 AM
Parent: #17

وثباً نحو القمم الالف