الامارات تنسحب من الاتحاد النقدي الخليجي

بسبب اختيار الرياض مقراً للمصرف المركزي الخليجي
الامارات تنسحب من الاتحاد النقدي الخليجي

ذكرت وكالة أنباء الامارات (وام) اليوم الاربعاء أن دولة الامارات العربية المتحدة قررت الانسحاب من خطط الوحدة النقدية لدول الخليج العربية، ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله "ان دولة الامارات العربية المتحدة قررت أن لا تكون طرفا في اتفاقية الاتحاد النقدي الخليجي".
كما نقلت الوكالة عن سلطان ناصر السويدي محافظ المصرف المركزي قوله ان سعر صرف الدرهم سيظل مربوطا بالدولار الامريكي وان السياسة النقدية لدولة الامارات ستظل دون تغيير، كما أن دولة الامارات وأربع دول خليجية من بينها السعودية كانت تعتزم طرح عملة خليجية موحدة موحدة.
يشار الى أن دولة الامارات العربية المتحدة كان قد اعربت عن غضبها لقرار القمة الخليجية التشاورية التي عقدت في الرياض قبل اسبوعين اختيار العاصمة السعودية مقرا للمصرف المركزي الخليجي، معتبرة أنها هي الأحق باستضافة مقر المصرف سيما وانها كانت عبرت عن استعداداها للقيام بالمهمة منذ العام 2004م.
ومع انسحاب الامارات من خطط الوحدة الخليجية، فإن اول انشطارات مجلس التعاون الخليجي تبدو مكشوفة للعيان من بعد 29 عاما من قيام المجلس الذي كان قام على ارض الامارات في مايو 1980 من اجل حشد الجهد الخليجي وتوحيده من اجل مصالح ورخاء شعوب المنطقة.

وفي يقيني من بعد متابعة لصيقة للعلاقات الخليجية الخليجية أن القرار سيكون له دور سالب في تعميق الوحدة بين الدول الخليجية إذ كشف عن معالم الخلافات في وجهات النظر بين هذه الدولة التي تتقدم دول العالم العربي في قوة الاقتصاد والاصلاحات في العديد من مجالات الحياة، وهذا القرار من شأنه يزيد الشقة بين الأشقاء في هذه المنظومة وفي علاقاتها التجارية والاقتصادية والمالية بالشكل الذي سيؤثر بشكل كبير في قوة المنطقة المالية عالمياً.
وإذا وددنا ان ننقاش سبب انسحاب الامارات من اتفاقية النقد الخليجي يمكننا القول بأن هذه الخطوة غير موفقة سيما وان قنوات الاتصالات بين الأقاء في الخليج مفتوحة عبر الأطر المعروفة وبالامكان مناقشة أمر مقر الاتحاد بشكل أكثر تفاهماً واقناعاً والخروج برؤية جماعية حتى لا تهتز قناعات الأشقاء بفكرة الاتحاد النقدي الخليجي في زمن التكتلات الاقتصادية القوية وفي ظل تحديات اقتصادية جسام تتفترض وجود قناعات قوية بالتكامل والتفاهم خاص وأن الازمة المالية العالمية قد ضربت بعض دول الخليج وتأثرت بها لحد كبير، الامر الذي يؤكد أهمية وجود وحدة خليجية اقتصادية قوية تقف بقوة ضد إي تحديات آخرى.
أرجو أن لا يكون هذا القرار بمثابة مسمار في نعش الوحدة الخليجية..