هذا أو الطوفان .. فى تقرير مركز الدراسات السودانية

هذا أو الطوفان .. فى تقرير مركز الدراسات السودانية
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
__________________
صورة قاتمة ، لكنها واقعية تلك التي رسمها تقرير مركز الدراسات السودانية عن حالة الوطن .
قال التقرير العاشر للمركز ان السودان لن يكون وطناً واحداً إذا استمر( شيل الحال) على ماهو عليه من مشاكسات الشريكين ورغبة المؤتمر الوطنى العارمة فى اقتطاف ثمرات الاتفاق النيفاشى والاتفاقيات المماثلة واعتباره المرحلة الانتقالية الحالية فرصة التمكين الحقيقية التى هبطت من السماء تحت الرعاية الدولية التى كانت شاهداً على بنود الميثاق والعهد ..
وجاء فى التقرير ان العام 2009 هو العام الحاسم لوطن اسمه السودان إذ يفترض ان تدفع فيه مستحقات كثيرة لاطراف عديدة فى وطن (الاتفاقيات ،والبرتكولات ، والتوصيات ) التى لم ينفذ منها شيئ يذكر .. ويضيف التقرير ان مقترحات الحلول تضيع فى رمال المتاهة بينما يلعب الشريكين لعبتهما المحببة (توم آند جيري)!..
ويصف التقرير شريكا نيفاشا بان احدهما عاجز ، والآخر ماكر .. الماكر سخر الاتفاق ليكون مناسبة (مشهودة دولياً) لاكتساب الشرعية المفتقدة ، والعاجز يعانى من اختراقات الشريك التى وصلت الى تجنيده بعض افراد فى الحركة ليكون ملكيين جداًجداً.. وبهذا اصبحت الاتفاقية التى قيل انها ستفتح الطريق امام التعددية والديمقراطية فرصة ايضاً للتمكين واكل السمين ، بينما تظل الحركة باحثاً عن اسلحة نضالية جديدة بعد وضعها للبندقية فى سياق المكر والفبركة التى يحدثها الشريك .
ولأن الاتفاقيات كلها ظلت وستظل حبراً على ورق ، فان الشريك الماكر كان ومازال يطلب المزيد من الاتفاقيات ، ومزيداً من المعاهدات ومزيداً من الوساطات ومزيداً من (مشاركة القوي الدولية فيها)،شريطة ألا تشارك فى هذا وذاك العناصر الوطنية المعارضة!.
ورغم ان اصحاب المقام السامي من ذوي السلطان الأعم قد قرروا فى البداية ان السودان لم ولن يتأثر بالأزمة الاقتصادية يقول التقرير ان وزير المالية أدخل إقتصاد الازمة الى عالم الغيبيات قائلاً بان السودان (محسود) .. وبناءاً على هذه الحقيقة ( الحدسية الحسدية) !يحق لراعي الابل فى بادية الكبابش ان يقول ( عين الحسود فيها عود)!.. لذا كنا نحن السودانيون نبحث عن (فقيراً كارب، وكجوراً غالب) لنستدرك شيئاً مما ضاع من كنتين الوطن من جراء الفساد والصرف البذخي الحكومى وغيره وغيره! مما تراه العين المجردة ..و لنصنع من خلال ذلك الفعل مصنعاً للزيت أو الصابون أو البسكويت !.. أما لا تراه عيون الريل فهذا ليس مدرجاً فى الحساب ، لذا لايمكن تعتيبه بالعتاب!..
الاستاذ محمد على جادين الذى كتب الورقة الاساسية فى التقرير قال لى مرة ان أي سوداني يتجول فى شوارع الخرطوم حالياً فيه جرثومة من جراثيم الانقاذ .. ضحكت على نفسي حين اقنعنى تماما ً ان الانقاذ ليست سلطة فحسب ، وانما هي مناخ ، وحالة نفسية ايضاً .. قال الاستاذ جادين فى التقرير عن دار الحنابلة الاتحادية ان السيد الميرغنى ربما يلعب المباراة النهائية داخل الجنينة، وتكهن باندلاع صراع جديد بين الشريكين حول نتائج الاحصاء السكانى .. الامر الذى اعلن عن امس الاول! ..وفى خاتمة قراءته للمستقبل فى سياق ما هو كائن يقول جادين : إذا لم تحسم القضايا ... فنحن امام انقسام السودان الى دولتين ، أو الى اكثر ( فى الحد الاقصي) ..
اما الدكتور حيد ابراهيم فلم يترك للعواطف سانحة من تفاؤل أو تشاؤم .. فالحقيقة ينبغى ان تؤخذ هكذا دون تطييبات خيال .. يقول د. حيدر ان السودان فى طريقة الى جبانة رمال الفشل التاريخي إذا استمر الحال على ماهو عليه فى ظل تشاكس الشريكين واستعار التناطح بين الحكومة والمجتمع الدولى وغياب الارادة السياسية التى تدفع باتجاه انتشال الوطن من ازمته الراهنة.. وهكذا رجعنا مرة اخري الى مربط الفرس،الى عبارة قيلت فى الايام الاخيرة للسلطة التى ترجع ولا تتراجع !.. قيل حينها (هذا أو الطوفان).. فهل بقى من الزمن شيئ للتلافي ؟ أو لتنفيذ بنود الاتفاقيات ، ما تعلق منها بحزب الامة أو بالحركة الشعبية ،أو بجبهة الشرق، أو الغرب؟..

صورة قاتمة ، لكنها واقعية تلك التي رسمها تقرير مركز الدراسات السودانية عن حالة الوطن .

انها الحقيقة .....رغم مرارتها

شكرا ليك يا عبدالله على البوست

تحياتى

والنصيحة (حارة) كذلك ..
شكراً يامهيرة على المرور ..
يمكنك مراجعة التقرير كاملاً
بمركز الدراسات السودانية
الخرطوم 3
تحياتى ..