لم يكن موتاً يا صغيري ... لكنه اغتيال! ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

لم يكن موتاً يا صغيري ... لكنه اغتيال!


04-30-2009, 02:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1241097388&rn=0


Post: #1
Title: لم يكن موتاً يا صغيري ... لكنه اغتيال!
Author: Amjed
Date: 04-30-2009, 02:16 PM

لم يكن موتاً يا صغيري ... لكنه اغتيال!


المنشات الصحية الامنة تنقذ الارواح اثناء الطوارىء...شعار منظمة الصحة العالمية للاحتفال بيوم الصحة العالمي 7 ابريل 2009

(1)
35-1 مع عدم الإخلال بأي نص في أي قانون آخر، يعتبر جريمة وفق أحكام هذا القانون أيٍ من الأفعال الآتية :
(ز) الامتناع عن تقديم المساعدة الطبية لأي شخص عند الضرورة.
قانون المجلس الطبي السوداني لسنة 1992


(2)
محمد المصطفى، طفل لم يكمل بعد الحادية عشر من عمره. و حرمه المرض و خبث الاصابة بورم سرطاني في المخ من فرحة الطفولة البهيجة بين اقرانه. و قتلته مستشفيات الخرطوم فداء سرير خالي و اسطوانة اكسجين.

(3)
ملخص القصة التي شهدتها شوارع الخرطوم طيلة يوم الثالث و العشرين من ابريل الجاري. ان مضاعفات الام محمد و مرضه كانت في ذلك اليوم تحتاج الي عناية عجزت احوال مستشفى الذرة البائسة عن توفيرها له، و لا يدرك مقدار بؤس مستشفيات بلادي الا المرضى. فمحمد الذي اتى به اهله من ربك الي الخرطوم سعياً وراء رعاية صحية تحفظ له رمقاً من الحياة و املاً جديداً في الصحة ، كان يحتاج يومها الي اسطوانة اكسجين و سرير للعناية المكثفة. كانت تجهده الحوجة الي مستخلص الهواء الذي نستنشقه نحن في يسر من اظلته الحياة بنعمها، ليجري في اوردته. لكن القدر اختار له الرحيل جراءعجزنا. الذي حدث ان محمد و ذويه و تلك الثلة من الشباب التي وهبت نفسها للعمل من اجل اطفال السرطان في (جمعية أطفال السرطان الطوعية)، بدأت في السعي بين مستشفيات ولاية الخرطوم الحكومية منها و الخاصة، في سباق محموم بينهم و بين كف الموت المتحينة لتحصد انفاس هذا الطفل. باحثين عن مستشفى (و التي هي حسب تعريف معحم ويبستر اللغوي لها منشأة مقامة لاجل ان يتلقى فيها المرضى العناية الصحية)، كانو يبحثون عن مستشفى تقبل استقبال محمد لتقديم واجبها الصحي تجاهه. و لم يكن غريباً عن واقع الحال ً في بلادي التي اعتادت موت الاطفال و الفقراء و الجوعى حتى اصبحت تتعامل معه و كأنه من طبائع الاشياء، أن ترفض اربعة مستشفيات كبرى استقباله. و بواقع الحال في بلدي التي اعتادت الا تظلم القسمة بين القطاعين الخاص و العام ان تكون المستشفيات الاربعة اكبر مستشفيين حكوميين و اكبر مركزين للعلاج الخاص حسب ما اوردته الصحف في تناقلها للخبر
و مات محمد... فالقسمة كانت قسمة ضرار.

(4)
لم تختلف مبررات المستشفيات (الرافضة) كثيراً فيما بينها،و تشابهت التفاصيل في عنتها و كذلك النتائج. فعدم توفر سرير لاستقبال المريض كان القاسم المشترك الاكبر. لكن الاخطر ان بعضهم علل رفضه لاستقبال محمد رغم وجود اسرة خالية، بانه في انتظار مصابين اتين من مروي على متن هيلكوبتر طبية في غضون ساعات. فربما كان الذنب ذنبك يا محمد بانك من ربك و اتٍ من مستشفى الذرة. و كان تبرير اخر لاحد مسئولي العناية المكثفة الذي رفض استلام الطفل بحجة ان حالته المتدهورة سوف تؤثر على بقية المرضى الموجودين بالمستشفى وهو مستشفى خاص ... و اعجز عن التصديق فما زلت اذكر تلك الفقرة من قسم ابوقراط الطبي (و اما الأشياء التى تضر بهم وتدني منهم بالجور عليهم فأمنع منها) ... لولا موتك يا محمد.
يا اطباء السودان ...
اعيدوا النظر... اين انتم و انظروا ماذا تصنعون...
(5)
و لم تنتهي برحيلك فصول المأساة يا محمد ... فبلادي التي اضحت غداة رحيلك تنقل مصابي حوادث الطرق المرورية بالطائرات الصحية المجهزة للعناية، عجزت عن توفير ما ينقل جثمانك الي مثواه الاخير ... فلا هي عالجتك عليلاً و لا اكرمتك راحلاً.

(6)
و توالت التصريحات بعدك يا صغيري و تعددت، فنحن اغتلناك الف مرة و طفقنا نبحث بعدك عن التبريرات. فبعض المستشفيات نفت كومبيوترات قسم الطوارئ و الاصابات ان تكون وصلت اليها و تدثر بعضها عن التعليق بخطاب ادارة الاعلام من وزارة الصحة فيما استغل بعضها الفرصة للتأكيد على أن الاكسجين متوفر لديهم لأنهم يمتلكون مصنعين لانتاجه...و لكن ... أيجدي ذلك بعد رحيلك شئ ؟

(7)
الان...نم يا صغيري في أمان، ففي مستشفياتنا الام كثيرة، و موت موجل، و موت معجل ،و موت مرتجل، و موت مجاني... نم يا صغيري فالذي حدث في تفاصيل رحيلك لم يكن موتاً لكنه كان جريمة اغتيال... و بدم بارد ... فقد كان في وسع الكثيرين الكثير. نم يا صغيري في عليائك السماؤية فانت لن تجهد هناك و لن يعئيك الجهد لنسمات هواء تنشقه ... نم يا صغيري فلا الصمت هنا ابلغ و لا الكلام...

Post: #2
Title: Re: لم يكن موتاً يا صغيري ... لكنه اغتيال!
Author: Amjed
Date: 05-01-2009, 00:03 AM
Parent: #1

امناً نم

Post: #3
Title: Re: لم يكن موتاً يا صغيري ... لكنه اغتيال!
Author: الصادق عوض
Date: 05-01-2009, 03:32 AM
Parent: #2

عار قتل الطفل ....
و عار الصمت .....