أحتفالية المركز بالذكرى الرابعة لرحيل الأستاذ الخاتم عدلان .

مركز الخاتم عدلان للأستنارة والتنمية البشرية
فى ذكرى رحيل المثقف العضوى
فى الفترة من 20 أبريل حتى 23 أبريل 2009




*
برنامج الأحتفالية :-
الإثنين: 20/4/2009م
تبدأ الإفتتاحية الـــــــــ11ساعة صباحآ بمعارض تراث – معارض صور
الـــــــساعة 5 مساءً عروض سينمائية، فليم الخاتم ذكرى حية – فليم إستنارة – مناظرة للخاتم عدلان مع الإخوان المسلمين
الــــساعة 8 مساءً عرض مسرحية بعنوان: (مأساة يرول) مركز كواتو
الثلاثاء: 21/4/2009م
الــــــــــساعة 8 مساءً
أمسية شعرية بمشاركة الأساتذة:
محمد طه القدال – عالم عباس – نجلاء عثمان التوم – يحي فضل الله – مبارك بشير – عائشة الكارب
الأربعاء: 22/4/2009م
الـــــــــساعة 8 مساءً
أمسية غنائية يحيها الموسيقار شرحبيل أحمد
الخميس : 23/4/2009م
الــــــساعة 8 مساءً
اليوم الختامي ندوة فكرية يتحدث فيها الأساتذة: باقان أموم – الباقر العفيف – تيسير مصطفي – صديق الهادي أحمد رجب – صديق أمبدة – محمد سليمان
- صديق عبدالهادي - ياسر عرمان – هالة الكارب – محمد الحسن محيسي.
وخلال الإسبوع تنشر له مقالات كتبها الراحل، وأخرى يكتبها أصدقائه.
*
السيرة الذاتية للراحل
الأستاذ من أكبر مثقفى السودان
* وُلد عام 1948 بقرية (ام دكة الجعليين) , وهى قرية صغيرة بالجزيرة وسط السودان .
* تلقى تعليمه الثانوى بمدنى الثانوية .. والجامعى بكلية الأداب جامعة الخرطوم حيث تخرج من قسم الفلسفة ببكالوريوس الشرف فى الآداب , وكان الاول على دفعته .
* بزغ نجمه فى مجال السياسة والفلسفة والثقافة والفكر فى جامعة الخرطوم , وهو ما يزال طالباً , برز ليس كمناضل سياسى وحسب , بل وكمفكر , وفيلسوف , ومثقف كبير .
* نبوغه فى الفلسفة , وانجازه الأكاديمى فيها , كان يؤهله للعمل بجامعة الخرطوم معيداً بقسم الفلسفة , ولكنه حُرم من فرصته لأسباب سياسية , فقد اُعطيت الوظيفة التى يستحقها لأحد الاسلاميين من زملائه ممن هم دونه فى الترتيب .
* تزوج من الأستاذة تيسير مصطفى فى اكتوبر 1988 , ولهما طفلان , حسام , وأحمد .
* جرب الاعتقال السياسى منذ ان كان طالباً , ودخل السجن عدداً من المرات بين عام 1971 – 1985 , وجرب الاختفاء ما بين 1989 – 1994 .
* تتجاوز مجموع سنى سجنه ثمانية اعوام , ومجموع سنى اختفائه الخمس سنوات , ومر على عدد من سجون السودان :
كوبر , شالا , بورتسودان .. ثم شالا وكوبر مرة اخرى , وحررته الجماهير عندما اقتحمت سجن كوبر فى انتفاضة ابريل 1985
* مارس نشاطه السياسى من خلال الحزب الشيوعى السودانى منذ ان كان طالباً بالمدارس الثانوية وحتى أصبح عضواً فى سكرتارية اللجنة المركزية .
* كان من اكبر دعاة الوحدة الوطنية القائمة على مفهوم جامع للهوية القومية ومؤسسة على المساواة الشاملة بين جميع السودانيين على اختلاف اثنياتهم واديانهم وثقافاتهم , وهو اول من ادخل مفهوم ( الوحدة الطوعية ) فى القاموس السياسى السودانى .
* غادر البلاد متخفياً عام 1994 , عبر عدد من البلدان , ووصل الى لندن حيث التأم شمله مع اسرته .
* فى نفس العام , 1994 , استقال الخاتم من الحزب الشيوعى , بعد فشل جهوده فى اصلاحه .. كانت استقالته فى مؤتمر صحفى شهير بلندن , اشترك فيه معه رفيق دربه الراحل الدكتور خالد الكد , وزملائه الدكتور عمر النجيب , والدكتور أحمد المجرى .
* أسس مع أخرين حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) , وذلك فى عام 1995 , وترأس لجنتها التنفيذية منذ 1996 , وحتى رحيله المفجع .
* كان وطنياً مخلصاً , وقائداً حقيقياً , انحاز للمسحوقين , والمستضعفين , والمهمشين من ابناء شعبه , لم يُدر ظهره عن معركة لنصرتهم , وكان على استعداد دائم للتضحية بحياته من اجلهم , ومن اجل وطنه , ومبادئه .
* وظف مواهبه المتعددة كمحلل سياسى عميق الرؤية , وخطيب جذاب , وكاتب مفصح مبين , ومحاور بارع بارع رصين , وصحفى ضليع , وكمترجم مجيد للعربية والانجليزية , فى نشر مشروعه التنويرى , مشروع النهضة الوطنية الشاملة .
* كان من اصلب المناهضين لمشروع الدولة الاسلامية , ومن افصح الداعين للاستنارة , والعقل , والعلمانية , ومن ابلغ المنادين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
* بقدر ما كان مقداماً , صلباً , وجسوراً فيما يراه حقاً , كان انساناً رقيقاً , ودوداً , مخلصاً ووفياً .
* مثل فقده كارثة وطنية , اذ جاء فى اشد اوقات البلاد حاجة اليه , وحاجة لفكره الثاقب , وبصره الحديد , فالسودان يمر بمنعطف (( يلفه فيه ضباب كثيف)) كما عبر راحلنا
فأى انسان فقدنا ؟ .

.

كرت الدعوة للأحتفالية .

بوستر الأحتفالية .

جهد جميل ومقدر

حبذا لو تم تحديد زمن الفعاليات المختلفة لنتمكن من الحضور (مع مراعاة تباين الاهتمامات)

مودتي

++

شكرا أ/ حسين تم التعديل ونشر البرنامج بالتفصيل
تحية أ/ انعام على المداخلة ورفع البوست .

سلام جميعا

شكرا لكم ايها الاصدقاء هناك في المركز و أنتم تعملون على نشر الوعي
الذي نادى به الراحل طوال حياته المحملة بالعطاء اللا محدود
ذكرى حزينة تمر علينا هذه الايام و نحن نتذكر هذا الرجل العملاق
لقد حملنا مسئولية ضخمة نتمنى أن نتمكن مع آخرين في اداء اجزاء منها
على أن تأتي اجيال قادمة تحقق ما حلم به امثاله من ابناء السودان
البررة

تحياتي يا مدحت و يا شاهين على ما تقومان به من مجهود مقدر في
توثيق عمل المركز اساهم هنا برفع البانفلت الذي طبع مع ذكرى
رحيله الاولى في انجلترا.

up

في أي موضع نرتب هذا الحدث الاليم، فأجنابنا اصطليت بصنوف من أذايا، تسربت من رئة الاماني المحبطة و أخريات من فوهة غليظة تمحق مشروع التفتح و إن كانت وردة، على اي خد نسبل دموعنا فخدودنا تقيحت بلطم الطغاة ووشم الضحايا، على اي لحد يسجى الخاتم و قد فرعت قامته إلى سماء بلا حدود، هل تبين إلى آخره حتى نواريه، هل تكرر مغزى و مذاقا حتى نساويه، هل قدم كل ما عنده حتى نضعه على جنبه و سائر الموتى كما فعل مع ماركس و هيغل.
أليس مبكرا ألا يدوزن هذا الصوت و إلى الابد فتصوم آذاننا عن فكرة مميزة و عبارة جزلة، أليس مبكرا أن لا نبحر من بعد في انفاقه و آفاقه و شط الوطن مايزال ملغوما، أليس متاخرا أن نصد نداءا حملته الحبال الصوتية لمصطفي سيد احمد, في عالمه الآخر و كأنه يطلب انيسا من تاله مسيرا و مصيرا، و كأن وحدة الاضاد تكذب نفسها و تتحول إلى وحدة الانداد، أليس متاخرا إن تركنا مبكرا.
الخاتم .. فتى الاحلام الجهيضة بإمتياز، حلم بالمشروع الشيوعي و اخلص له و روج لأن يكون, دفع اكلافه العالية من شبابه و صحته و إنقلع من جذوره في تربة الحياة العادية, ليكون خاتما آخرا هو بالضرورة استثنائي، فكان الخاتم المفرغ او السجين او المختفي او المكلف او المتحدث او المعتكف لاطلاع أم كتابة، فغاب عن دنيا الناس العادين و كانت هذه بداية موته, طالما أن الموت رحلة يمكن تاريخها و توقيع معالمها. انهار المشروع الطوباوي و لسان الحال يقول (الزمرناه لله).
حلم الخاتم داخل حزبه الشيوعي بالتغيير و أضاء بكثافة على إنائه و أوانه, بل نهض الرجل يبتدر المسير و نظر خلفه فإذا بالناس قعود، فانصرف و شانه. حلم الخاتم من بعد بوحدة القوى الجديدة و لكن انكسارات الماضي و إمتدادات ذيول الشمولية و غلواء الصفوة احبطت الفكرة. حلم الخاتم بمقعد على دكة المعارضة الجماعية للانقاذ, فاوصد التجمع الباب في وجهه. حلم الخاتم بنهضة مشروع التنوير على اكتاف (حق) فحالت آلام التسنين الديمقراطي دون حلمه.
الخاتم .. قاطع معنى و دلالة، اختار لنفسه و بوعي مبكر عناصر محددة لبناء شخصيته، فكان التفكير المنهجي هو الاساس و الثورية هي الإطار, فحتشدت في هذا الاطار و على هذا الاساس مجمل حياته... الخاص منها و العام، فحتى عندما فارق الشمولية فقد كانت الثورية تكتنف عالمه اليلبرالي الجديد، اما التفكير المنهاجي فهو على طول الخط و كل المراحل، فقد ظل يتمثله دوما في كبير الامور و في التفاصيل، ربما كفل هذا للخاتم التصالح مع ذاته، لكن العالم خارج الذات ليس كذلك و لا يتعامل بصرامة منهجية مع امور حياته، بل يخالطها بعناصر أخرى لا تتألف معه كيميائيا, لتعبر الحياة في خاتمة المطاف عن اوضاع عامة و ليس انتقائية. لقد ارهق التفكير المتواصل الخاتم و لطموحه العالي في تطوير نفسه على مدار الساعة, و لانشغاله الدائم و النبيل بالهم الوطني و الإنساني عموما, فقد صار هذا الارهاق حتميا و لابد انه اسهم كذلك بقدر في (تقصير عمره)... ففقد نفسه و افتقدنا فيه كل شيئ، فليته توقف في منتصف الطريق و انسرب إلى بنية الوعي (البرجوازي) ليرى الدنيا بمنظار آخر, و يخلد إلى بعض راحة و يحقق لذاته بعض ذاتها، او ليته توقف ليسترخي ذاك العقل المعنى على وسائد اليقين و وسائط الروح, حتى نرى خاتما جديدا و متوازنا وفق معطيات جديدة، او ليته تخلص من الاتقال الزائدة، فأحمال جيل باكمله ليس بعبوة ناسفة على أكتاف فرد، او ليته أفرد سبيلا (لاعقلها و توكل).

في فصل من حراكنا السياسي إلتقينا الخاتم, فتعاهدنا بصدق ثم اختلفنا فافترقنا بصدق، هذا طبيعي لأنه الصدق مع النفس و لأنه طبيعة البشر... فما إجترحناه نحن! كما أن الخلاف مع الخاتم يدفعك لتوضيب معرفتك و تطوير قدراتك، لكن مقابل هذا الخلاف كان هناك كلفة سياسية عالية، كما انطوت على الاثر مساحات من الود، فليتنا لم نختلف و ليتها لم تنطو ـ عموما هذا ملف لن نفتحه بعد الأن، فقد ترجل فارسه فعسانا جميعا وعينا الدرس على قسوته و منه نعتبر.
ضاقت بالخاتم الدنيا فليسعه ملكوت السماء، و إتسعت برحيله فجوة في جدارنا السياسي و الثقافي، فلتتقدم طلائع هذا الجيل لاداء رسالة جليلة كما شعبنا و كبيرة كما السودان.

الا رحم الله الخاتم و لاسرته و محبيه و اصدقائه حسن العزاء.

حيدر ابو القاسم
صالح إسماعيل مهدي
طلعت الطيب
ثروت سوار الدهب

تورنتو ـ كندا في يوم 27 04 2005
كان هذا غيض من فيض , ممكون بالشجون,
وعلى القراء مراعاة فروق الوقت السياسي.

فلتحيا ذكرى الخاتم عطرة ... مشرئبة.

وشكرا شديدا ... مركز الخاتم.


... مع عاطر تقديري

الإخوة و الأخوات الأفاضل مسؤولى المركز الذى يحمل إسم هذا المفكر و المناضل الفذ
تحية طيبة
أتمنى أن يكون الإحتفاء بحملة مشاعل التنوير فى بلادنا، الأحياء منهم و الأموات، تقليدا ثابتا فى برامجنا و ممارساتناو مناهج عملنا، كما آمل أن تكون السنة التى استناها مركزكم الموقر بالإحتفاء السنوى بذكرى هذا المفكر الضخم تقليدا راسخا لبقية تنظيماتناو هيئاتنا و مؤسساتناللإحتفاء بقادتها و مفكريها و مناضليهاوهم أحياء ليكون ذلك إضافة مميزة للإحتفال بالذكرى السنوية لأولائك الذين غادروا هذه الفانية ، و أولائك الذين غادروها فى صمت وتمر ذكراهم السنوية حتى دون أن يتذكرها أحد من مريديهم عندما كانوا ملئ السمع و البصر !!؟؟

كما أرجو بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاأن أعيد نشر هذه الخواطر التى كتبتها بعد أيام قليلة من الرحيل الفاجع للمرحوم الخاتم. أسأل الله تعالى أن يجعل قبره روضا من رياض الجنة و يجزل اليه بقدر عطائه لشعبنا الأبى الصامد الصنديد.
خواطر سطرتها رثاءا للأخ العزيز الأستاذ المناضل المرحوم الخاتم عدلان، وفاءا لروحه الطاهرة، له الرحمة و المغفرة و جنات الخلد.


الخاتم والوطن


نداء للزملاء والإخوان أقيفو دقيقة للأحزان
هو فى حزن كبير وأكبر من إستشهاد ولد عدلان
فارس الحوبة ما فى كلام يوم إتسيدو الأخوان
...
يوم ساقونا للمجهول لا تعليم لا فى علاج ولا في أمان
نشفو ريقنا يوم الجمعة يوم الرحمة يشبع فيهو كل جعان
والنيل المدفق ديمة مويتو مخدرى القيزان
آلاف السنين يتجارى مويتو بتروى للحيضان
عمرو الموية ما إتعدمت ولا زولاً صبح عطشان
ديمة بلدنا رويانا فى غير موسم الفيضان
وموية النيل طعيمة كتر حلاتا تجيك من الرحمن
وما إتعدمت ولا نشفت إلا فى آخر الأزمان
...
زمناً غير وشرو كتير يوم إتحكموا الأخوان
قصورن ديمة تشلح نور والسودان صبح ضلمان
وسرقوا اللقمة من أطفالو جوعو كل زول شبعان
ناساً ما بيخافو الدين يومة طففو الميزان
وما قايلين بجيهن يوم يوم تتفرز الكيمان
كوماً كان بقيم الليل وكوماً تانى للأخوان
...
طريق الفقرا والثوار ما بيقدر عليهو جبان
ما بيمشيهو زول ساكت على جموع من الفرسان
ناس محجوب وناس جوزيف وقاسم أمين والخاتم ولد عدلان
وناس الشيخ وناس محمود رجال من أشجع الشجعان
ناساً شالو هم الناس هم أطفالنا والنسوان
دافعو عن حقوق الناس رافعين عزة السودان
رفضو الذل وما إتهانو يوم إتهانت الأوطان
يومت جاها ناس هولاكو ديك طليان وأمريكان
...
يوماً أسوداً بلحيل يوماً مكن الأخوان
يوماً كان يريد فرسان شان تتصدى للعدوان
نام "الأخ" غرير العين ما هاميهو كان إتحرقت الأوطان
أصلو "الأخ" دا طبعو كدي لا عزة نفس هاماهو لا أوطان
يوم القمرى قام هاجر والبلد إتملت غربان
لا تسمع نغيم طنبور لا دلوكة لا زولاً صبح فرحان
بعد حس الدليب ينقر بقينا بنسمع الغربان
...
لا جغيمة ً تبل الريق بعد ما كل زول رويان
بلدا خيرا مدفق وفاضت بيهو ها الحيشان
دا كلو نتاج من الأفكار وبرامج شاملة مو هذيان
برامج من عقول جبارة عقول محمود وود عدلان
لا وعدت بنات الحور لا إعادة صياغة إنسان
لكن الوعود الجد سعادة الأمة والسودان
سعادة نابعى من خيرنا من وديانا والخيران
...
تمرنا كتير وعيشنا غزير وقطنا بيكسى للعريان
بركاوينا مالى الحوش وباقى تمورنا فى الحيشان
ناكل وندى للجيران ونشبع للبجينا جعان
ونكرم الضيف صباح ومساء حللنا بتغلى للضيفان
وكضاب البقول جاها وقدل فى شوارع أمدرمان
وشرب من مويتا الصافي ورجع من غير يحس بأمان
عشان محروسا بى فقراها صناديدا ً يطردو الجان
بيطردو كل جيش غازى ويلحقو كل زول لهفان

إبراهيم الكرسنى

مايو 2005

Quote: ذكرى حزينة تمر علينا هذه الايام و نحن نتذكر هذا الرجل العملاق لقد حملنا مسئولية ضخمة نتمنى أن نتمكن مع آخرين في اداء اجزاء منها على أن تأتي اجيال قادمة تحقق ما حلم به امثاله من ابناء السودان البررة

شكرا د. امجد
وشكرا على المساهمة القيمة .. أسرة المركز تشكرك على الكلام اللطيف فى حقها .

التحية على المداخلة المُتميزة أ/ حيدر قاسم
عاطر الود والتحايا .

Quote: تمرنا كتير وعيشنا غزير وقطنا بيكسى للعريان بركاوينا مالى الحوش وباقى تمورنا فى الحيشان ناكل وندى للجيران ونشبع للبجينا جعان ونكرم الضيف صباح ومساء حللنا بتغلى للضيفان وكضاب البقول جاها وقدل فى شوارع أمدرمان وشرب من مويتا الصافي ورجع من غير يحس بأمان عشان محروسا بى فقراها صناديدا ً يطردو الجان بيطردو كل جيش غازى ويلحقو كل زول لهفان

تحايا على المساهمة الرائعة أ/ ابراهيم الكرسنى .

أ/ حسين محيى الدين , صديق المركز الوفى
كل التقدير وفى انتظارك فى برنامج الأحتفالية .

مرحباً بالجميع فى الفعالية المُمتدة من 20 أبريل حتى 23 أبريل

لم يتبقى لنا منهم سوى الذكرى ومجهودهم العظيم وقيم الاستنارة
الارحم الله المفكر الخاتم عدلان


معكم دوما

Quote: معكم دوما

والتحية لك أ/ تيسير النورانى .. والشكر على حضورك الفاعل فى فعاليات المركز المختلفة .

بالتوفيق انشاء الله ... بعد ساعتين من الان..
ما تنسوا التوثيق ويا حبذا يكون صوتي ومرئي
ويمكنكم ان توثقوا هنا لتربطوا الناس .. في جميع العالم.


وما عندكم عزر لو ما وثقتوا لينا هنا... المنبر تماموالاكواد
شغاله تمام وبكري ما قصر... بقا عليكم انتوا الباقي... وتحميل
ملفاتكم وصوركم هنا...




بالتوفيق مرة اخري...
وانتم تحتفون بطيب الذكر.

معكم بقلوبنا!
تحياتنا للجميع.

أربعة اعوام كامله مرت علي غياب ثروة عقلك المتحرك يا خاتم ........
و ما زالت أسئلتك الكبيره والجريئه تائهه دون جواب .....
تعددت الدروب يا خاتم وزادت الأسئله التي كنت تضيئها بلمحة فكر وسطر واعي....
لكن ما تركته للإستناره ظل يتممد رويدآ رويدآ يطييب جسد هذا الوطن العليل .....فإبتسم

Cheer up Khatim

عنوان الكتاب:
المترجمة
المؤلف:
ليلى أبو العلا
المترجم:
الخاتم عدلان
الموضوع:
آداب ولغة/قصص وروايات/قصص وروايات عربية
الناشر:
بيروت - دار الساقي
عام النشر : 2003 الطبعة: 1
القياس:
22x14 سم
عدد الصفحات: 302

اى عقل

اى قلب

Quote: ما تنسوا التوثيق ويا حبذا يكون صوتي ومرئي ويمكنكم ان توثقوا هنا لتربطوا الناس .. في جميع العالم.

الشكر والتحية أ/ احمد محمدالبشير
حتى نتمكن من المعالجة الفنية لانزال كافة فعاليات المركز صوت وصورة , سوف نقوم هنا بانزال الصور والتلخيص .
مع الوعد قريباً ببث كافة الفعاليات عن طريق البث المباشر من خلال الانترنت .
لك الشكر .

Quote: ما تنسوا التوثيق ويا حبذا يكون صوتي ومرئي ويمكنكم ان توثقوا هنا لتربطوا الناس .. في جميع العالم.

الشكر والتحية أ/ احمد محمدالبشير
حتى نتمكن من المعالجة الفنية لانزال كافة فعاليات المركز صوت وصورة , سوف نقوم هنا بانزال الصور والتلخيص .
مع الوعد قريباً ببث كافة الفعاليات عن طريق البث المباشر من خلال الانترنت .
لك الشكر .

التحية والتقدير د. حيدر بدوى .

Quote: لكن ما تركته للإستناره ظل يتممد رويدآ رويدآ يطييب جسد هذا الوطن العليل .....فإبتسم

كلمات رقيقة لك عليها كل الشكر والتقدير أ/ ابراهيم الحاج .

فعالية اليوم الاول [B]
ضربة البداية فى الأحتفالية كانت فى افتتاح المعرض فى الساعة الحادية عشر صباحاً فى يوم الاثنين 20 ابريل 2009 .. وقد اشتمل على معرض للصور للانشطة المختلفة التى قدمها المركز طيلة الفترة الماضية .
الفقرة الرئيسية فى المعرض كانت الجناح الخاص بالأزياء التراثية المختلفة التى يزخر بها السودان .. كذلك كان هناك قسم خاص يعرض اعمال نحت مختلفة من واقع البيئة السودانية المحلية










.

فعالية اليوم الاول
فى الخامسة مساء , كان جمهور الأحتفالية على موعد مع العروض السينمائية .. حيث تم تقديم افلام (الأستنارة 2) ,وفيلم ( مناظرة الخاتم مع مرشد الاخوان المسلمين فى سوريا) .
وقد عكس فيلم المناظرة القيمة العقلية الراجحة التى تمتع بها الراحل جسدياً فى دنيا الاموات والمُقيم فكرياً فى دنيا الاحياء , عكس دفاعه المستميت عن قيم العقل والمنطق .
فى الثامنة مساءً , انطلقت فعالية المسرح , حيث استمتع الحضور بالعرض المسرحى المثقف (مأساة يرول) من بطولة الأساتذة (عبدالرحيم قرنى) و (تهانى الباشا) و (صالح عبدالقادر) .
وهذه بعض لقطات مصورة من المسرحية :

فعالية اليوم الاول
لقطات من جمهور فعالية اليوم الاول

أ/ عادل عثمان
تحية لمساهمات البوسترات والصور
كل التقدير .

Quote: اى عقل اى قلب

التحايا النوضر أ/ محمد سيداحمد .
سوف تتحرك الخطى على درب الأستنارة والعقلانية ,

حضور

Quote: أحتفالية المركز بالذكرى الرابعة لرحيل الأستاذ الخاتم عدلان

إحياء ذكرى أظن قاصدين
رحيل الخاتم ماممكن يكون سبب لاحتفال مهما كان
ولا أنا غلطانة

Quote: حضور

أ/ مدثر محمد ادم
حبابك عشرة , والبيت بيتك

Quote: إحياء ذكرى أظن قاصدين رحيل الخاتم ماممكن يكون سبب لاحتفال مهما كان ولا أنا غلطانة

سلامات أ/ راوية العباسى
طبعاً الاحتفاء هنا ليس بمفهوم عرس الشهيد .. القصد ان الاحتفالية هى للافكار الباقية , والقصد اننا لن ننسى , والقصد ان يأتى من يحمل افكار الراحل وينطلق بها للامام .
ونحن اخر من يسعد للرحيل الجسدى للأستاذ .

فعالية اليوم الاول
عرض مسرحية (مأساة يرول) اثبت ان المسرح السودانى بخير , واثبت ان موجة المسرح التجارى غير الجاد من الممكن ان تنتهى بمثل هذه العروض الجادة
لقطات مُصورة من المسرحية والتى كانت هى الفقرة الرئيسية المسائية لفعاليات اليوم الاول

فعالية اليوم الثانى
فى اليوم الثانى تكلم الشعر
مع استمرار المعرض , كانت أمسية اليوم الثانى , أمسية للشعر الذى تدفق بين جنبات المسرح الخارجى لمركز الخاتم عدلان .
كانت اسماء الأساتذة وشخوصهم ونثر عبيرهم , هو الذى غطى الأمسية بالكلمات المغسولة .
التحية للشعراء اللذين شاركوا
أ/ عالم عباس .
أ/ يحيى فضل الله .
أ/ نجلاء عثمان التوم .
والتحية ايضاً للذين اعتذروا عن الحضور لظروف قاهرة خاصة بهم .
فى اليوم الثانى تكلم الشعر , وعندما يتكلم ترتوى الدواخل .



أ/ عالم .
*



أ/ يحيى .
*



أ/ نجلاء .

كلما هفتني نفسي لتواصله الانساني البسيط
كلما تاق فكري لحوارته العميقة
كلما توحمت على وطنيته الفذة

يأتيني في نص محمود درويش ( او كما قال ) :

لا تذكروا بعدنا الا الحياة

وهاانتم تفعلون
لكم / ن التقدير
وله والخلود

...
..
.
عقل..وقلب..

انه الخاتم...يبقي متقدا و متوهجا..



شكرا..لكم\ن..

Quote: لا تذكروا بعدنا الا الحياة

كلمات جميلة للرائع درويش .
كل التقدير أ/ الجندرية .

Quote: طبعاً الاحتفاء هنا ليس بمفهوم عرس الشهيد ..

اعتقد إنو الرد ده رد فردي ولا يليق بان يكون تحت توقيع المركز بالكامل ..
كنتو ماشين كويس والواحد مبسوط منكم ..
التعليق ده مستفز جدا فقط من اجل كسب ود راوية العباسي الكانت محقة ودقيقة جدا في وصفها للخطأ الفادح الوقعتو فيهو بانتقاء تعبير احتفالية ..
كان الاجدى الاعتذار دون فلسفة يا ناس المركز (الادق يا من ترد نيابة عن المركز)..
والله لو قصدك عرس الشهيد حق الكيزان فوالله الاحتفالية الاسة دي زيييها زي عرس الشهيد غنا ومسرح وشعر وتمثيل وبنات واولاد ..
ما تغلفوها ساي واعتذر عن الخطأ أو دافع عن جملة احتفالية لكن التبرير بكل صراحة فطير ولا يشبه المركز .
ما فضل ليكم الا تجيبو دقيق وسكر لي اسرة الراحل عشان يبقا زي عرس الشهيد ..
صراحة استفزني التعبير وبقيت ملاحظ إنو المركز بقا يرد على المداخلات بي صورة فردية وبدا يفقد معناه فانتبهوا يا ناس المركز ..
تحياتي ليكم ويا ريت تشيلوا التبرير الفوق ده وتواصلوا في طرح الموضوع وبالمرة تعديل احتفالية في العنوان الفوق بدل المكابرة ..

كلام عمر صاح .. أرجو الاعتذار عن الاستخفاف بعرس الشهيد.

Quote: عقل..وقلب.. انه الخاتم...يبقي متقدا و متوهجا

أ/ هوارى نمر .. المقدرة العقلية المتقدة كانت واحدة من الصفات الهامة للراحل , وكانت لديه لغة سلسلة فى الكتابة .

Quote: صراحة استفزني التعبير وبقيت ملاحظ إنو المركز بقا يرد على المداخلات بي صورة فردية وبدا يفقد معناه فانتبهوا يا ناس المركز ..

أ/ عمر الفاروق
شكرا اولا للمداخلة التى نعتقد انها الاولى لك فى بوستات المركز والامنيات ان لا تكون الاخيرة .
بألتاكيد من حقك طرح وجهة نظرك .. يسعدنا سماع النقد .
واحدة من اهداف المركز هى فتح الابواب لكل الاصوات والاراء المختلفة فى المجتمع السودانى .
والشكر موصول للأستاذ حسين ملاسى على المداخلة فى نفس الاتجاه .

فعالية اليوم الثانى
جانب من الحضور الذى شرف الأمسية الشعرية

مركز الخاتم عدلان
تحياتي حضور ومتابعة ..
وياريت المزيد من الصور..

Quote: وياريت المزيد من الصور..

لك أ/ باسط المكى
وسوف نقدم مزيد من الصور التى تُغطى كل ايام الاحتفال .

فعالية اليوم الثانى

فعالية اليوم الثانى



أ/ عبدالمنعم الكتيابى , ادارة باقتدار للأمسية الشعرية .

فعالية اليوم الثانى



أ/ عبدالمنعم الكتيابى , ادارة باقتدار للأمسية الشعرية .

فعالية اليوم الثانى

فعالية اليوم الثانى
نجوم أمسية اليوم الثانى



الشاعر عالم عباس .
*************



الشاعر يحيى فضل الله .
************



الشاعرة نجلاء عثمان التوم .

فعالية اليوم الثالث
انطلقت أحتفالية اليوم الثالث بعرض سينمائى فى الخامسة مساءً , حيث تم تقديم مناظرة فكرية كانت قناة (الجزيرة) قد عرضتها بين د. يوسف القرضاوى , و د. صادق جلال العظم , تحت عنوان (الدين والعلمانية) .
*
فى الثامنة مساءً , كانت الفعالية الرئيسية , وكان الحضور الحاشد فى انتظار ملك الجاز السودانى الأستاذ شرحبيل احمد .



صور تجهيزات فرقة شرحبيل احمد , استعداداً لصعود الملك على مسرح المركز .

فعالية اليوم الثالث



أ/ مصعب الصاوى يقدم الملك فى كلمات رقيقة



وانطلق الملك فى كلماته والحانه الشجية

فعالية اليوم الثالث
جانب من الحضور الغفير لأمسية اليوم الثالث

فعالية اليوم الثالث

فعالية اليوم الثالث

الاخوة في المركز

سعدت لرؤية تاج السر و قد استعاد عافيته و لمحت من على البعد ايضا محمود الخضر رئيس المجلس الاربعيني السابق للاتحاد
ايضا الاخت منى التجاني تتألق

كانت فترة رائعة حقا عندما التقيت كل ذاك الزخم من المجتهدين في عمل المركز، و بالطبع لا ننسى مدحت و شاهين.. و ابنة د. عمر القراي المصورة المجيدة..

اسمى التحايا

Quote: في أي موضع نرتب هذا الحدث الاليم، فأجنابنا اصطليت بصنوف من أذايا، تسربت من رئة الاماني المحبطة و أخريات من فوهة غليظة تمحق مشروع التفتح و إن كانت وردة، على اي خد نسبل دموعنا فخدودنا تقيحت بلطم الطغاة ووشم الضحايا، على اي لحد يسجى الخاتم و قد فرعت قامته إلى سماء بلا حدود، هل تبين إلى آخره حتى نواريه، هل تكرر مغزى و مذاقا حتى نساويه، هل قدم كل ما عنده حتى نضعه على جنبه و سائر الموتى كما فعل مع ماركس و هيغل. أليس مبكرا ألا يدوزن هذا الصوت و إلى الابد فتصوم آذاننا عن فكرة مميزة و عبارة جزلة، أليس مبكرا أن لا نبحر من بعد في انفاقه و آفاقه و شط الوطن مايزال ملغوما، أليس متاخرا أن نصد نداءا حملته الحبال الصوتية لمصطفي سيد احمد, في عالمه الآخر و كأنه يطلب انيسا من تاله مسيرا و مصيرا، و كأن وحدة الاضاد تكذب نفسها و تتحول إلى وحدة الانداد، أليس متاخرا إن تركنا مبكرا. الخاتم .. فتى الاحلام الجهيضة بإمتياز، حلم بالمشروع الشيوعي و اخلص له و روج لأن يكون, دفع اكلافه العالية من شبابه و صحته و إنقلع من جذوره في تربة الحياة العادية, ليكون خاتما آخرا هو بالضرورة استثنائي، فكان الخاتم المفرغ او السجين او المختفي او المكلف او المتحدث او المعتكف لاطلاع أم كتابة، فغاب عن دنيا الناس العادين و كانت هذه بداية موته, طالما أن الموت رحلة يمكن تاريخها و توقيع معالمها. انهار المشروع الطوباوي و لسان الحال يقول (الزمرناه لله). حلم الخاتم داخل حزبه الشيوعي بالتغيير و أضاء بكثافة على إنائه و أوانه, بل نهض الرجل يبتدر المسير و نظر خلفه فإذا بالناس قعود، فانصرف و شانه. حلم الخاتم من بعد بوحدة القوى الجديدة و لكن انكسارات الماضي و إمتدادات ذيول الشمولية و غلواء الصفوة احبطت الفكرة. حلم الخاتم بمقعد على دكة المعارضة الجماعية للانقاذ, فاوصد التجمع الباب في وجهه. حلم الخاتم بنهضة مشروع التنوير على اكتاف (حق) فحالت آلام التسنين الديمقراطي دون حلمه. الخاتم .. قاطع معنى و دلالة، اختار لنفسه و بوعي مبكر عناصر محددة لبناء شخصيته، فكان التفكير المنهجي هو الاساس و الثورية هي الإطار, فحتشدت في هذا الاطار و على هذا الاساس مجمل حياته... الخاص منها و العام، فحتى عندما فارق الشمولية فقد كانت الثورية تكتنف عالمه اليلبرالي الجديد، اما التفكير المنهاجي فهو على طول الخط و كل المراحل، فقد ظل يتمثله دوما في كبير الامور و في التفاصيل، ربما كفل هذا للخاتم التصالح مع ذاته، لكن العالم خارج الذات ليس كذلك و لا يتعامل بصرامة منهجية مع امور حياته، بل يخالطها بعناصر أخرى لا تتألف معه كيميائيا, لتعبر الحياة في خاتمة المطاف عن اوضاع عامة و ليس انتقائية. لقد ارهق التفكير المتواصل الخاتم و لطموحه العالي في تطوير نفسه على مدار الساعة, و لانشغاله الدائم و النبيل بالهم الوطني و الإنساني عموما, فقد صار هذا الارهاق حتميا و لابد انه اسهم كذلك بقدر في (تقصير عمره)... ففقد نفسه و افتقدنا فيه كل شيئ، فليته توقف في منتصف الطريق و انسرب إلى بنية الوعي (البرجوازي) ليرى الدنيا بمنظار آخر, و يخلد إلى بعض راحة و يحقق لذاته بعض ذاتها، او ليته توقف ليسترخي ذاك العقل المعنى على وسائد اليقين و وسائط الروح, حتى نرى خاتما جديدا و متوازنا وفق معطيات جديدة، او ليته تخلص من الاتقال الزائدة، فأحمال جيل باكمله ليس بعبوة ناسفة على أكتاف فرد، او ليته أفرد سبيلا (لاعقلها و توكل). في فصل من حراكنا السياسي إلتقينا الخاتم, فتعاهدنا بصدق ثم اختلفنا فافترقنا بصدق، هذا طبيعي لأنه الصدق مع النفس و لأنه طبيعة البشر... فما إجترحناه نحن! كما أن الخلاف مع الخاتم يدفعك لتوضيب معرفتك و تطوير قدراتك، لكن مقابل هذا الخلاف كان هناك كلفة سياسية عالية، كما انطوت على الاثر مساحات من الود، فليتنا لم نختلف و ليتها لم تنطو ـ عموما هذا ملف لن نفتحه بعد الأن، فقد ترجل فارسه فعسانا جميعا وعينا الدرس على قسوته و منه نعتبر. ضاقت بالخاتم الدنيا فليسعه ملكوت السماء، و إتسعت برحيله فجوة في جدارنا السياسي و الثقافي، فلتتقدم طلائع هذا الجيل لاداء رسالة جليلة كما شعبنا و كبيرة كما السودان. الا رحم الله الخاتم و لاسرته و محبيه و اصدقائه حسن العزاء. حيدر ابو القاسم صالح إسماعيل مهدي طلعت الطيب ثروت سوار الدهب تورنتو ـ كندا في يوم 27 04 2005

اشكرك يا حيدر على ايراد الرثاء
فعلا زمرناه لله
التحية لادارة المركز وهى تحتفل بذكرى تأبين هذا المثقف الفذ
طلعت الطيب

عاطر التحايا والمودة د. امجد
سعدنا كلنا باللقاء عند زيارتك الاخيرة للسودان
كل امنيات المحبة القلبية بالتوفيق والسداد على المستوى الشخصى والعام .
*
أ/ طلعت الطيب
فعلاً هى لفتة بارعة من أ/ حيدر فى نشر رثاء الخاتم فى هذا البوست .
كلمات رصينة مُبدعة , وفيها انصاف فكرى عادل للراحل
لكما الود والحب .

عاطر التحايا والمودة د. امجد
سعدنا كلنا باللقاء عند زيارتك الاخيرة للسودان
كل امنيات المحبة القلبية بالتوفيق والسداد على المستوى الشخصى والعام .
*
أ/ طلعت الطيب
فعلاً هى لفتة بارعة من أ/ حيدر فى نشر رثاء الخاتم فى هذا البوست .
كلمات رصينة مُبدعة , وفيها انصاف فكرى عادل للراحل
لكما الود والحب .

<font face="Andalus" size="6" color=brwon>فعالية اليوم الثالث </font>

ناهضاً في كل عين وفؤادي
مالئاً كل زمان ومكان في بلادي
ــــــــــــ

مجداً وخلودالاستاذ الخاتم عدلان

شكراً لمركز الخاتم وهو يجعل من الرحيل حضوراً
هكذا كان الفقيد وطناً للجميع وفكراً لا ينضب !


سلمتم

فعالية اليوم الرابع
وكان الخاتم مسك .. ختام أحتفالية الذكرى الرابعة للرحيل .
كلمات تدفقت من الأصدقاء , وأسرة الراحل , ومن حملوا على عاتقهم الايمان بمشروعه السياسى والفكرى .
كلمات تدفقت من على اعلى مسرح المركز , ومن خارج حدود الوطن عبر سماعة الهاتف .
*
ربطت المذيعة ذات الصوت الساحر أ/ ليمياء متوكل فقرات الحفل المختلفة , وكانت فى الاشراف المخرجة أ/ انعام عبدالله .


أ/ ليمياء على يمين الصورة .. أ/ انعام على يسار الصورة .

فعالية اليوم الرابع
كلمة الأستاذة تيسير مصطفى زوجة الراحل المُقيم عبر سماعة الهاتف من (لندن) :-


كنت اتمنى ان اكون بينكم , لكن ظروف طارئة حالت دون ذلك .
التحية لهذا الصرح الكبير مركز الخاتم عدلان , ولكل المراكز والمنظمات الشبيهة به , لما تقدمه من أنشطة فكرية وثقافية , هى كسب للمجتمع السودانى المتعطش للمزيد من الفكر والمعرفة .
وقفة تقدير خاصة واجلال لهؤلاء النفر الكريم من بنات وابناء الوطن وعلى راسهم د. الباقر العفيف لمبادرتهم وجهودهم الخاصة ومثابرتهم التى لا تعرف الكلل والملل .
والتحية لكل من يعمل فى المركز من خلف الكواليس بهمة وصمت .. اريد ايضاً توجيه تحية خاصة لكل من ساهم ويساهم بفكره وفنه وابداعه فى انشطة وفعاليات المركز المختلفة , المركز مفتوح لكل من يطرح فكر وعمل ادبى وفنى وثقافى وكل ما يخدم الأستنارة .
هناك دعم معنوى كبير يقدمه كل المواظبين على الحضور والمشاركة , وهناك من يأتى من اماكن بعيدة لحضور الفعاليات المختلفة فالتحية لهم جميعاً .
الخاتم عدلان ادرك فى وقت مُبكر ان رفعة الشعوب وتقدمها هو فى استنارتها , بتنمية مواردها البشرية علمياً ومعرفياً واخلاقياً , بتحررها من كل القيود المكبلة للحريات .. وكان الخاتم يسعى دوماً لنشر الفكر المستنير , وعاش كل حياته من اجل اعلاء قيمة الحرية والتقدم والرفاه الاجتماعى لكل فئات شعبنا فى الشمال والشرق والجنوب والغرب والوسط .. وسيلته كانت الكلمة والفعل والقدوة وشحذ الهمم .
كان مهموماً بنشر الوعى الفكرى , وتنمية القدرات المعرفية .
رحل الخاتم .. رحل بعد ان غرس البذرة , وقد نمت هذه البذرة .
فى نشر الأستنارة ستكون هناك الكثير من العقبات , والطريق مازال طويل وشاق , لكنه على الاقل بات واضح المعالم , وهذه خطوات البداية .
مركز الخاتم عدلان بدوره فى نشر الوعى الفكرى والثقافى هو اكبر تكريم وتخليد وتقدير لذكرى الخاتم عدلان ولفكره وما ظل يدعو له طيلة حياته .
الخاتم موجود بيننا الان , موجود اسم وفكر واحلام , حى فينا .
اسمحوا لى فى ختام هذه الكلمة القصيرة ان اختم بقول الاديب والمثقف والصديق سيداحمد بلال :
(( مضى هكذا باكراً كعادته , يُباركه الحق والعدل , ووحدة القول والفعل , يٌباركه الحب والموقف الصعب , تُباركه الصلوات والدعوات , تراقفه الكلمات والأغنيات فى الطريق الى الخلد)) .
لكم التحية والاجلال , ولنرفع شعار بالعلم والمعرفة والأستنارة تُولد الأوطان .
*
كلمة الأستاذة هالة عبدالحليم رئيسة حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) :-


في الذكرى الرابعة لرحيل الأستاذ المناضل الفذ الخاتم عدلان، أستأذنكم في أن أرجع بخطواتي قليلاً للوراء، إلى الرابع عشر من أبريل، الذي يصادف الذكرى الثانية للرحيل المبكر والفاجع أيضاً للمناضل عمر كانديك، المسئول التنظيمي السابق لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، وأستأذنكم أيضاً كي أقف وأحي أثنين من طلبة حركة (حق) بجامعة الخرطوم، تاج السر جعفر واحمد محمد شريف، الذين تعرضا في الأسابيع الفائتة لتعذيب وحشي همجي جراء موقفهما الصلب والشجاع وتعبيرهما الجريء عن آرائهما في مسألة المحكمة الجنائية الدولية.

لماذا أتحدث عن كانديك وعن طلبة (حق) في مناسبة مكرسة للاحتفاء بالخاتم عدلان؟ هل أسعى لتجيير هذه المناسبة لصالح الحركة السياسية التي أنشأها الخاتم وأتشرف بقيادتها الآن؟ نعم .. تلك تهمة لا أنكرها. هل أريد اختطاف هذه المناسبة واستثمارها سياسياً؟ نعم، وهل بوسع الخاتم وهو غائب عنا أن يرفض أن تختطفه حركة (حق) وهي التي اختطفته حياً من أسرته وأبنيه وأصدقائه، بل ومن حياته ذاتها؟ ولكني، أكثر من ذلك وفي حقيقة الأمر، لم أذكر أولئك الشباب في هذه المناسبة إلا لأنهم بنضالهم الشرس، بمواقفهم الجريئة والصلبة والمصادمة، بشجاعتهم وجسارتهم، وبتقدمهم الصفوف في كل منعطف وفي كل "حوبة"، إنما يمثلون التراث المتفرد, الأهم والأقيم والأعظم أثراً للخاتم. نعم، كان الخاتم مبهراً بحسن تحضيره لموضوعه، وبموسوعية معرفته وإحاطته بمادته، وببلاغته وفصاحة بيانه، وبتحليله العميق والماهر للقضايا والإشكالات، وبقدرته الفائقة على النفاذ المباشر إلى جوهر الأشياء، وبمهارته في كشف الحقائق الموجعة عارية وناصعة، ولكنه فوق ذلك كله، كان الخاتم وسيظل ملهماً لأنه كان صادقاً وأميناً وصلباً وشجاعاً وجسوراً لا يلوك الكلام، وقائداً يتقدم الصفوف، يغشي الوغى ويعف عند المغنم.

في مقالة قصيرة كتبت في الذكرى الثانية لرحيل الخاتم، ذكر زميلنا وصديقه محمد سليمان أن الفلسفة لم تكن بالنسبة للخاتم في سني دراسته "نشاطا ذهنيا صرفا شغله التحليل المنطقي أواللغوي، يمارس في غرف الدرس والمحاضرات فقط، وإنما عمل نضالي خلاق يسهم في امتلاكنا رؤية شاملة ومتماسكة للعالم، نشاط مجاله حياة البشر وتطور المجتمعات، يمارس وسط الجماهير في الشوارع والساحات والفضاء العام، ويهدف ليس فقط إلى فهم العالم وإنما أيضا إلى تغيير الواقع." وهكذا، وحتى في تلك السنين الغضة فإن الخاتم كان ينطلق من وعي عميق بأن النظرة التي تفصل بين النظر والعمل، وبين الفكر والممارسة، وتحول الجهد الفلسفي إلى نشاط نظري مجرد لا علاقة له بمصير الإنسان وتطلعاته ومصالحه ولا بالصراعات الاجتماعية، بدعوى حياد الفلسفة أيديولوجيا، إنما هي في حقيقة الأمر نظرة أيديولوجية تهدف إلى كبح التغيير والحفاظ على الوضع الراهن وتكريسه. تلك الرؤية الشاملة المتماسكة ظلت هي العلامة المميزة لمسيرة الخاتم، ولمواقفه السياسية الصلبة والمتسقة.

لقد كان بوسع الخاتم، ولعل هذا هو ما كان يرغب فيه الكثيرون، أن يحرز أعلى الدرجات الأكاديمية، وأن يضع أمام اسمه ما شاء من الأحرف التي تدل على مكانته العلمية، وأن يصبح خبيراً تستضيفه الفضائيات فيما أراد من الشئون، وأن يشغل من الوظائف ما تتطلع إليه كل العيون، وأن يجني من الأموال والثمرات والخيرات ما تطمع فيه كل النفوس، ومع ذلك يظل محتفظاً بصورته كمناضل ثوري. لم يكن الثمن فادحاً، أن يكتفي بالتنظير وبأن يقول ما يريد أن يقول فقط، وربما أيضاً ألا يعني ما يقول. ولكن الخاتم فضل الحياة تحت مستوى الفقر وتحت مستوى الأرض، فضل الاختفاء والمطاردة والاعتقال والسجون، فضل قيادة سيارات الأجرة في المنافي، وفضل المبيت مع المجندين في معسكرات العمل المسلح في كهوف الشرق، وكلها من أنواع الوظائف والمهمات التي لا يتنافس الناس في تقديم الطلبات لها، ولا يستجدون الوساطات من أجل تعيينهم فيها.

لقد فضل الخاتم أن يدفع الثمن المطلوب كي يصوغ مشروعه الوطني، وأن يقدم التضحية الضرورية لتأسيس الحركة السياسية التي ستناضل من أجل تحقيق ذلك المشروع، واختار أن يعلن انحيازه التام " إجتماعيا للفقراء والكادحين والمستغلين والمقهورين، ولغيرهم من المنتجين بأذهانهم و أيديهم. نبذل كل طاقة فى سبيل تبصيرهم بحقوقهم و تنبيههم الى القوى الكامنة فيهم و تنظيمهم لإمتلاك مصيرهم وهزيمة أعدائهم و بناء المجتمع الغنى القائم على الوفرة، المتقدم، المعتمد على العلم والتقنية، والعادل الذى يتمتع فيه المنتجون بخيرات إنتاجهم." والخاتم لا يعلن ذلك البرنامج والموقف من برج عاجي، وإنما وكما قال "ونحن إذ نتحدث عن الفقراء والكادحين والمستغلين والمقهورين، وعن المنتجين بأذهانهم وأيديهم، إنما نتحدث فى نفس الوقت عن أنفسنا. فلسنا فئة متميزة تناضل بالنيابة عن الناس، بل إن مشروعنا كله لا تقوم له قائمة إذا لم يصبح، فى نفس الوقت، مشروعهم."

نعلم جميعاً أن فقدان الخاتم، من أي زاوية نظرت إليه، هو فقدان لا يعوض. وبالإضافة للفقد العام فلكل منا فقده الخاص في رحيل الخاتم، ولربما ضاعف من فقد الخاتم لدي هذه الورطة التي أدخلني غيابه فيها، فأنا أجلس أمامكم الآن وأتحدث إليكم من موقع كان يشغله الخاتم عدلان، فهل من ورطة أكبر من ذلك، ولكنها ورطة لا يعادلها إلا الشرف العظيم الذي أشعر بأن زميلاتي وزملائي قد قلدوني إياه، رغم أنني رفضت ذلك دون هوادة، لإدراكي بعظم مسئولية خلافة الخاتم، ولم أقبله إلا بعد أن أكد لي الجميع أنهم يعلمون استحالة أن يسد شخص الفراغ الذي تركه الخاتم، وأنه ما علينا إلا القيام بواجباتنا بأفضل ما نستطيع. الآن وبعد ثلاث سنوات من تقلدي هذا المنصب أعرف تماماً الجمر الذي كان يطأه الخاتم كل صباح، وأعرف أن القيادة في المعايير التي تركها الخاتم لا تعرف العصمة التي قد تأتيها من قداسة طائفية، أو من حسب ونسب، أو من امتلاك احتكاري للحقيقة أو المعرفة، وإنما هي خاضعة للمساءلة والمحاسبة وسؤال نكير كل يوم. ولكنني مع ذلك أشعر بكثير من الفخر والاعتزاز لكوني عضو في حركة سياسية ترك الخاتم بصماته في كل شبر منها، وهو ما أكده أعضاؤها باختياري للقيادة دون أي اعتبار للنوع أو للمفاهيم الذكورية التقليدية.


بمثلما لم يكن الخاتم مثقفاً أو مفكراً أو إنساناً عادياً، فالخاتم لم يكن أيضاً قائداً عادياً. لقد كان قائداً استثنائياً بكل معنى الكلمة، ومثل هذه العملة النادرة لا تجود به الأقدار كل يوم ولا بسهولة. لقد وضع الخاتم، بفكره وبممارسته، معايير عالية وسامية جداً للقيادة. فالقائد في عرف الخاتم هو الذي يتقدم الصفوف حرفياً، هو الذي يجتهد ويبحث لامتلاك الرؤية الصائبة، وهو الذي يسعى لنشرها ولف الناس حولها، وهو أول الذين يعطون ويبذلون في سبيلها، وآخر من يأخذون أو يتلقون شيئاً منها. القائد الحقيقي هو الذي يمنح الثقة والعزيمة والأمل للجماهير، ولا يمكنه أن يفعل ذلك إلا بالمثال الحي والعملي الذي يراه الناس ويلمسونه. والقائد الحقيقي أيضاً هو من يطرح أفكاره بوضوح وجرأة، وهو الذي يصادم بشجاعة وجسارة، وهو الذي لا يخنع ولا يخشى ولا يهاب الاعتقال ولا السجن ولا التعذيب ولا الاغتيال في سبيل قضيته. لذا كان الخاتم مسحوراً بصور القادة العظام من أمثال الشهيد عبد الخالق محجوب والشهيد محمود محمد طه، وكل الشهداء الذين تقدمو نحو المشانق بثبات والجلاد يرتجف، والذين واجهوا الموت ببسالة عظيمة وهم يهتفون بحياة الشعب وعزة الوطن، إن ما كان ساحراً وملهماً للخاتم، لا بد له أن يكون أكثر سحراً وإلهاماً لنا، وختاما ما أحوجنا اليوم ووطننا يواجه هذه المحن ويتوجه نحو التفتت والتشظي ويندفع نحو الهاوية، ما أحوجنا لمثل أولئك القادة، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

Quote: شكراً لمركز الخاتم وهو يجعل من الرحيل حضوراً هكذا كان الفقيد وطناً للجميع وفكراً لا ينضب !

وهذه واحدة من اهم اهداف الأحتفالية
كل الشكر أ/ خضر حسين على المداخلة .

فعالية اليوم الرابع

فعالية اليوم الرابع


كلمة أ/ ياسر عرمان نائب الامين العام لقطاع الشمال (الحركة الشعبية) :-
اولاً اسمحوا لى بتحية اسرة الخاتم عدلان , وأسرة مركز الخاتم عدلان التى ظلت تبذل جهد كبير , والتحية لكل الحضور الكريم
تحدثت عن الخاتم عدلان فى مناسبات مختلفة , وفى منابر ومواقع مختلفة , وكان المكان الاكثر تميزاً فى الحضور حينما ذهبنا قبل عدة اشهر الى (المناقل) وفى ندوة كبيرة , حيث اُتحيت لنا الفرصة لنرد بعض جميل الخاتم عند اهله وعند الذين ناضل من اجلهم فى كل السودان .
الاحتفاء السنوى بحياة الأستاذ الخاتم عدلان ونضاله يجب ان يستمر ويتواصل باشكال مختلفة وبافكار عديدة وجديدة , فحياة الخاتم عدلان حياة جديرة بالاحتفاء .
اود ان اتطرق لفكرة من ضمن ملاحظاتى فى معرفة الخاتم .
تعرفت على الخاتم فى مرحلتين من حياتى , الاولى عندما كنت طالباً وانتظمت فى حركة الطلبة , وكان الخاتم نموذج رفيع وكبير ومُلهم , وكان يُعتبر واحد من ابطال الحركة الطلابية السودانية , وبالذات فى ظروف حكم جعفر نميرى , وكانت له بطولات عديدة , وكان خطيب مفوه وله بصمات واضحة , وكان هو النموذج لكل منا وشخص معيارى يمكن ان تقاس به الاشياء , فى الشجاعة والقدرة على الخطابة والفصاحة والتصدى للأخرين .. تعرفت بعدها على الخاتم من زوايا مختلفة وفى مناسبات عديدة , وظلت كلماته فى الذاكرة .
فى سجن كوبر تحصلت على كراسة مترجمة تتكلم عن كارل ماركس الشاب , وكارل ماركس الشيخ , وكيف كان تأثير النضج والعراك مع الحياة على انتاجه وافكاره .. هى كراسة مُمتعة وفيها سياحة عن الحياة وكيف ان العمر يُحدث الاثر فى حياة الانسان , قرأت هذه الكراسة , وكان الجميع يتحدث ان الخاتم هو الذى قام بكتابة وترجمة هذه الكراسة حيث قام بكتابة الحواشى لها بالكثير من التعليق .
كان للخاتم تأثير على حركة الطلاب السودانيين وعلى حركة اليسار حول المفاهيم فى نقد الفكر الدينى , وفى نقد حركة الاخوان المسلمين وتتبع مسارها وتطورها والكشف عن ماهو مُغمض فى تفكير حركة الاخوان المسلمين , وعنده فى ذلك كراسات معروفة .. هذه كانت المرحلة الاولى التى عرفته فيها .
المرحلة الثانية بعد ان ذهبت للحركة الشعبية , ووجدت فيها برنامج جديد , الخاتم عدلان كان فى ذلك الوقت يمكن ان تنظر له فى نقد الاخوان المسلمين , وفى مدرسة الصراع الطبقى بصرامة شديدة وبحيوية .. فى الحركة الشعبية هناك مدرسة كبيرة , وهى مدرسة النظرة الدقيقة لقضايا القوميات اضافة للصراع الاجتماعى والاقتصادى .. التقيت بالدكتور محمد يوسف محمد المصطفى فى فبراير 89 , وبعد انقلاب يونيو 89 , وقلت له ملاحظة لكى تصل للخاتم فى الخرطوم وهى انه قد آن الآون للخاتم ان ينتقل من نقد الفكر الدينى للاخوان المسلمين الى الانتاج فى قضايا البرنامج الوطنى الديمقراطى , لان فكر الاخوان هو فكر لقوى اخرى ولا علاقة له بانتاج فكر بديل , وهو نقد فى افضل الاحوال لقوى سياسية اخرى , وقلت لدكتور محمد يوسف ان هذه الملاحظة يجب ان تصل للخاتم , وقابلته بعد الانقلاب وقال لى انه قد اوصل الملاحظة للخاتم .. مرت سنوات والتقيت بالخاتم مرة اخرى فى اجتماعات وصفتها انا بانها مهمة جداً وكان يجب ان يتم تسجيلها فى مناقشات طويلة مع دكتور جون قرنق , لاحظت بوضوح ان الخاتم قد انتقل لمرحلة جديدة , والى برنامج جديد , ووصل اعلى درجاته فى البرنامج الذى كتبه لحركة (حق) - طبعاً مع اخرين لكن بصماته كانت ظاهرة - , هو انتقل فى ذلك الوقت لقضايا القوميات , والى قضايا جديدة .
وكان عندى حرص شديد ان يلتقى بدكتور جون قرنق , اخر لقاء كان التغطية المتميزة لجريدة (الشرق الاوسط) فى اواخر محادثات اتفاقية السلام , وجرت مناقشة طويلة بينه وبين دكتور قرنق حول اتفاقية السلام , فى ذلك الوقت كتب الخاتم رسالة من (لندن) بعد نهاية الاتفاقية , وهى رسالة متميزة جداً - كانت لديه ميزة اجادة اللغة العربية والانجليزية - , واهتم دكتور جون بهذه الرسالة وقرأها اكثر من 4 مرات وتحدثنا عنها لبعض الوقت .
المرحلة الاخيرة التى رحل فيها الخاتم , هى المرحلة التى كرس فيها جهده وتجربته ومعرفته العميقة فى انتاج فكر بديل , ولذلك فان غياب الخاتم فى هذه المرحلة كان الحدث الاكثر مأسوية , لانها الفترة التى كان يمكن للخاتم ان يفك مع اخرين كود والغاز قضايا كثيرة جداً فى الحياة السياسية , والان هناك قضايا كانت تحتاج لفكر الخاتم , قضية المحكمة الجنائية الدولية , قضية التحول الديمقراطى والانتخابات , وهناك ام القضايا وهى قضية دارفور وكيفية الخروج منها , وملاحظة انه قد تبقى 20 شهراً فى استفتاء تقرير المصير وهى قضية كبرى .. كان يمكن للخاتم ان يساهم مع اخرين فى تقديم رؤية واطروحات جيدة .. كل هذه القضايا تشتاق اليه وتفتقد الخاتم المثقف الكبير .
فى الختام اقول انا من اشد المعجبين بتجربة حزب المؤتمر الوطنى فى جنوب افريقيا , ورغم الملاحظات والنقد لتجربة حزب المؤتمر , وكنت كلما التقيت بالخاتم اناقشه عن حزب المؤتمر الوطنى فى جنوب افريقيا .. حضرت المؤتمر الاخير للحزب وهو مؤتمر دار فيه صراع فكرى كبير جداً , ولو كان الخاتم موجوداً لقلت له انه رغم الصراعات والصعوبات التى يمر بها حزب المؤتمر الافريقى , فقد استطاع اليوم ان يحقق نصر حاسم ضد كل القوى التى وقفت ضده , وانا اهدى له هذا النصر العظيم , لان حزب المؤتمر الوطنى الافريقى حزب عالمى وحزب لكل افريقيا ناضل فيه الكثيرين , وقدم حركة وطنية تحتاجها بلادنا , ويحتاجها العالم .

فعالية اليوم الرابع
كلمة الأستاذ عبدالوهاب همت عبر سماعة الهاتف من المملكة المتحدة :-


يا عاشق الوطن الغالي وشاديه بمثلكم تفخر الاوطان والامم
لا ترفل القول الفاظاً منمقة جوفاء فارغة انت الفتى الفهم
بل تدرس الامر تمحيصاً توثقه فتستبين به الرويا وتنسجم
في منطق جزل قل المثيل له تبدى لراي وراي الغير تحترم .

يتساوى الناس امام الموت ولكن تتفاوت درجات الفقد والايلام هناك من يذهب بلا اثر وهناك من لايستطيع لاالزمان ولا المكان أن يمحو له من فكر أو من أثر..
عبد الخالق محجوب محمود محمد طه الخاتم عدلان فرسان مغاوير امتازوا برجاحة العقل وقوة المنطق ونفاذ البصيرة وشجاعة العقل وبالصمود الاسطوري في حضرة الموت.
جمع بين هؤلاء الفرسان الثلاث الافذاذ انهم هاموا في حب السودان ورغم ان كل منهم اختط دروبا مختلفة سلكها ليصل في الاخير الى غاية واحدة, وكل عبر عن قناعاته, ثلاثتهم خاطبوا اخرين لم يكونوا على وفاق معهم بل كانوا احياناً على النقيض منهم مما جعلهم مدعاة لان يركز اعداءهم على كل ما سطروه او قالوه.
ثلاثتهم علموا بدنو آجالهم قبل وقت كاف لان موتهم لم يكن مفاجئا لهم لكنهم سخروا من الموت وقابلوه بثبات ورباط جأش هي حديث الناس بعد ان غادروا دنياهم وكانوا في اتساق وتماسك كاملين لينطبق عليهم قول ود المكي ( الذين احتقروا الموت وعاشوا بيدي الشعب مشاعل الذين حصدوا في ساعة المجد فزدنا عددا الذين عاشوا ابدا ابدا.وبايمان شديد بالفداء وبايمان شديد بالوطن)
ترى ما الذي جمع ما بين الخاتم عدلان والفلسوف الاسلامي ابن رشد هل هي الفلسفة وحب الحكمة؟هلهي الترجمةالتي خبراها وحذيقاها هل هي العقلانية؟ ام دلاقة اللسان وفصاحة البيان.
ابن رشد اهم الفلاسفة الذين دافعوا عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفه سابقين كالفارابي وهو الذي ترجم ارسطو وافلاطون لذلك قالوا ان الفلسفة الاسلاميه انتهت بوفاة ابن رشد.
ابن رشد كان الحلقة المفقودة بين الفكر الاوربي الحديث والفكر الاسلامي الاغتزالي والفلسفي في الشرق والمغرب والاندلس, لذك فان ابن رشد كان البوابة للفلسفة الاوربية الحديثة ممثلة في الفيلسوف الهولندي اسبينوذا في امر التصور للذات الالهية, وبالنسبة لديكارت كان امر تعدد الطرق الى الحقيقة وكان ذلك المدخل الى الفصل بين الدين والدولة وهي نفسها فكرة تعدد الطرق الى الحقيقة.
شجاعة العقل استمدها الخاتم عدلان من فكره الفلسفي وهو الدارس للفلسفة والعالم ببواطنها اسلامية كانت او اوربية. من مهام الفلسفة عند ابن رشد التنوير. عندما سئل الفيلسوف ايمانويل كانط عن ما هو التنوير اجاب قائلا (انه خروج الانسان من مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن الرشد, كما عرف القصور العقلي على انه التبعية للاخرين وعدم القدرة علي التفكير الشخصي او السلوك في الحياة واتخاذ قرار دونما اشتشارة الشخص الوصي علينا) من هنا انطلقت صرخة التنوير الكانطية ليقول اعملوا عقولكم ايها البشر لتكن لكن الجرأة على استخدام عقولكم فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب.
ماجذب الخاتم الى ابن رشد ان الاخير يمثل قمة التماسك العقلاني وشجاعة العقل , لان ابن رشد طرح قضايا في غاية الحساسيه , فقد تحدث عن المرأة ولم يسبقه أحد في ذلك بل وتجاسر ليقول ان انهيار الحضارة الاسلاميه في الاندلس مرده الى تراجع دور المرأة انذاك. وابن رشد يدعونا الى اعمال القياس العقلي لذلك شدد على كلمات مثل النظر والرؤيه والتفكير والاعتبار. وفي سفره (فصل المقال وتقرير مابين الشريعه والحكمة والاتصال) طرح موقفا مميزا فيما يتعلق بأمر الشريعه والحكمة وعدل موقف الكندي في القول بعدم الجمع بين الدين والفلسفه وقال اذا كان هناك تعارضا فهو بين نص ديني وقضيه عقليه ورأى ابن رشد استحالة اجماع الائمه. اضافة الى انه كان ملما الماما كاملا بكافة اتجاهات الفكر حتى نهاية القرون الوسطى الاوربيه وكان يعلم بأن افاقها مغلقه وان الفكر السلفي الاسلامي وصل الى طريق مسدود.
عبدالخالق محجوب في دفاعه في قضية الشيوعيه الكبرى كان واضحا انه قد فكر في الامر تفكيرا عميقا, لذلك قرر ان يعترف لان امامه قضية وطن كبيرة جدا وأمامه فكر يريد له أن ينتشر في وطنه وبين مواطنيه.
الخاتم عدلان حاكم الحزب الشيوعي السوداني ووجه له من التهم ما رأى انها كافيه للخروج منه وقال ان اكبرها هو صمت قيادة الحزب الشيوعي تجاه ماتوفر لها عن معلومات كافيه عن انقلاب الجبهة الاسلاميه في 30 يونيو الاسود المشئوم وعندها قال (انتهى عقدي مع الحزب الشيوعي السوداني وفي هذا يوضح تصوره لامر العقد الاجتماعي.والذي لم يتوفر عند ابن رشد, اضافة الى ان الخاتم انفرد على ابن رشد في انه عاش مفكرا وسط السياسيين وطغى عليه الجانب السياسي أكثر فأكثر
جاء الخاتم عدلان الى الوجود بعد زمان طويل من ابن رشد وكان الخاتم يرى ان العلمانيه معناها عقد سياسي وليس فصل للدين عن الدوله فقط, لان هذا حديث قاصر وان العلمانيه اساسها عقد اجتماعي بين المواطنين. الخاتم قطع علاقته مع الحزب الشيوعي السوداني لكنه لم يقطعها مع كارل ماركس كمفكر يختلف ويتفق معه لكن الخاتم يعتقد ان الحزب الشيوعي قد صار خلف كارل ماركس..لكن الخاتم تصدى للدكتور عبدالله علي ابراهيم دفاعا عن عبدالخالق وقال ان نميري قد اغتال عبدالخالق جسديا وان عبدالله يريد ان يغتاله فكريا.والسؤال لماذا تصدى الخاتم لدكتور عبدالله علي ابراهيم بينما لم يقم أي شخص من داخل الحزب الشيوعي بالامر. الخاتم قال انه نظر الى عبدالخالق كمفكر وكقائد.
شخص في قامة الخاتم سياسيا ومفكرا من طراز فريد يجد العراقيل من كافة الفصائل السياسيه يكتب للتجمع ميثاقه يتامر عليه اصحاب المصالح الصغيرة والشخصيه والاكاذيب تندلق من سيدي سليل الدوحه النبويه؟ لاحظ أين هم الان يحمد للخاتم انه لم يتلوث عاش شريفا كما اختار ومات شريفا.
في ايامه الاخيره وامعانا في ما امن به قال الخاتم (( أشهدوا مني وأنشروا عني أني عشت حياتي كلها أنشر الاستنارة وأحارب الخرافه, ولوتبقى من عمري يومان أو ساعتان أو دقيقتان ل
نشرت فيهما الاستنارة.))
فهل هناك اعظم من هذا القول.

فعالية اليوم الرابع
كلمة الأستاذ محمد الحسن محيسي .. يُلقيها بالانابة الأستاذ محمد ابوجودة :-


الأخوات الكريمات، الأخوة الكرام مرحباً بكم في هذه الدار العامرة بوجودكم، والتي نأمل لها التوفيق والسداد في رسالتها السامية، واشكر القائمين عليها لما بذلوه من جهد لإحياء ذكرى واحد من أشرف وأنبل وأشجع مفكري الوطن.
هذه لمحات شخصية عن هذا الرجل الفذ الذي نَعِمْتُ بصداقته الحميمة الشطر الأكبرَ من حياتي، ربما لمدة أطول من أيّ من صحابته الأخيار الآخرين. تعرفت عليه في السنة الأولى من المرحلة الثانوية، ونحنُ بعدُ أغرار ما نزال نتلمس طريقنا الثقافي والسياسي، ولم تمضِ أشهرٌ قلائل حتى أصبحنا صديقين لانكاد نفترق، وظللنا كذلك باستثناء سنوات السجن والاختفاء، حتى وفاته الفاجعة.
كنت منذ وقتٍ مبكر أحسُّ بالخصوصية في علاقتي بالخاتم، ذلك أن الغالبية العظمى من معارفه وزملائه وأصدقائه، سواءً في سِنِيّ الدراسة أو العمل العام، يعرفون عنه ما يمكن تسميته (بالجانب الرسمي) – إن صحّ التعبير، بينما سعِدْتُ أنا، وقلّةٌ محظوظةٌ أخرى بمعرفته (كإنسان). والواقع أن هذا هو حال الكثير من الشخصيات العامة أمثاله، يعرف الناسُ عنهم جانبَهُم الرسمي، ولكن الجوانب الشخصية قد لا يعرفها إلا المقربون.
وأنتهز هذه السانحة، وقد غطَّى السادة المتحدثون قبلي، جوانب أخرى مهمة من حياة الخاتم ونشاطه وفكره السياسي والثقافي، أن أذكر لكم إحدى أبرز صفاته اللآفتة التي ربما لم يُتَحْ للكثيرين معرفتها والوقوف عندها، ألا وهي الروحُ الساخرةُ في قالبٍ من المرح الذكي.
قد يُدْهَشْ الكثيرون ممن عرفوا خاتماً كسياسيٍ بارع، ومفكر عميق، ومناضل صُلْب، قد يُدْهَشُوا من قولي هذا، لكن خاتماً لديه معينٌ لا ينضب من المرح، وله ضحكة مميّزة، تحسُّها تخرج من أعماقه، وإذا كانت تعليقاته ونكاته المرحة تغلفها سخرية ذكية، فقد درج على المسارعة بشرح النكته بعد روايتها مباشرة. وكنت أمازِحُهُ قائلاً:(النكته لا تُشرَح، وإذا شرحْتَها، أفسَدْتََها)، فيرد: (أنت رجل حسن الظن بفطنة الناس!).
• ومن مُلَحِهِ الساخرة أن أحد رؤساء البلاد السابقين كان عائداً من رحلةٍ له في غرب القارة الافريقية حدثت خلالها مظاهرات في الخرطوم ما لبثت أن قُمِعَتْ. تحدث الرئيس لدى وصوله مطار الخرطوم عن ثورتهِ (الخالدة) في خطبة شهيرة. قال خاتم معلِّقاً : (هذا الرئيس يخلط بين شخصه وبين ما يسميه (الثورة)، فإذا صحّ ذلك، نستطيع أن نقول إن الثورة نائمة، أو أنها ذهبت للسباحة، أو إلى الحمام، أو أي مكان آخر تلبيةً لنداء الطبيعة!).
• في مناسبة أخرى علَّق على مقابلة أجرتها إحدى صحف الحائط التابعة لإحدى الجبهات السياسية مع أحد زعمائها بعد عودته من رحلةٍ له خارج البلاد، سأله محرر الصحيفة:(ما هو أحرج موقف مرّ بك أثناء هذه الرحلة؟) علّق الخاتم قائلاً : مثل هذه الأسئلة تجدها في الصحف الحائطية في المدارس الوسطى .. يبدو أنه لا يزال في تلك المرحلة .. كيف تسنّى له دخول الجامعة إذن؟
• غير أن أذكى تعليقات خاتم التي سمعتها على الإطلاق، وهو تعليق ذو منحىً فلسفي، قيل ذات مساء كنا نلبِّي دعوة العشاء في منزل أحد الأساتذة بشارع القصر بالخرطوم. كنت أستَحِثُّ الأصدقاء وبينهم خاتم، على الإسراع للَّحاق بالبص الأخير الذي يمكن أن يُقِلَّنا للداخلية، وإلاّ أضطررنا للعودة سيراً على الأقدام. قال لي خاتم، ضاحكاً : (لا تنزعج، حَنْحَصِّل البص لأننا سننتظره بسرعه،) وشرح قوله كدأبه (يعني عملية الإنتظار نفسها حتكون بسرعة!) وطَفِقَ يضحك .
• كان أحياناً يسخر من العالم كله، إذ كتب لي ذات مرة من مخبئه رسالة يقول فيها، وقد طال فراقنا، (متى نلتقي لنواصل ضحكنا على العالم؟).
مما يسعد الانسان في صداقة هذا الرجل أن مثل هذه اللمحات الذكية الممتعة تتكرر عدة مرات خلال اليوم.
كنا ذات يوم في (مقهى النشاط) الشهير بجامعة الخرطوم، وكان الجو متوتراً، والطلاب على وشك الخروج في مظاهرة، ورجال الأمن مبثوثون بين الطلاب. كان أحدهم معروفاً لخاتم ويقف على مقربةٍ منا، يرتكز على السياج الحديدي حول الميدان الغربي الذي يفصل (مقهى النشاط) عن كلية الهندسة. كان الرجل، رجل الأمن، يضع يديه على صدره، يكاد ينطوي على نفسه، وينظر إلى الأرض، بينما يسترق السمع للطلاب بجواره. نظر إليه خاتم وقال : (شوف دا، فاكر إنه وقفتو كده بتساعد في إخفائه).
• كانت لخاتم طريقة عجيبة في رواية النكات، يستغل فيها موهبته على رؤية الجانب المرِحْ حتى في أشق اللحظات. قال لي ذات يوم إنه ظل يقبع في (البحريات) لمدة شهرين . (والبحريات) لمن لا يعرف هي أسوأ زنازين الحبس الإنفرادي التي تقع في الجزء الشمالي من سجن كوبر. وحدث أن استدعاه ضابط السجن وطفق يستفزه، وروى خاتم كيف اشتبك مع الضابط وسخر منه، فقلت له : (كيف تشتبك مع ضابط السجن، وأنت تحت رحمته، فقد يؤذيك)، فأجاب على الفور : (يعني حيوديني وين؟ البحريات؟).
• كان خاتم حفياً بصحابته، يعلّق على هفواتهم بحُنوٍّ ومرح دون أن يفقدهم كرامتهم، ولعمري تلك من أصعب الصفات، ولكنها صفةٌ لا تُستَغْرَب ممن إعتاد أن يبذل نفسه في سبيل الآخرين؛ من ذلك:
- كان أحد الأصدقاء لا يعرف أن يعدِّد نقاط حديثه، إذ يمكن أن يتحدث في خمس أو ست نقاط، ولكنه يظل يردّد (ثانياً) عند كل نقطة حتى لو كانت النقطة الخامسة أو السادسة، فاتخذه الخاتم مثلاً . وكان في الاجتماعات يقول أنتقل الآن إلى النقطة الرابعة، أي (الثانية) في عرف صديقنا فلان، فيشيع جواً من التبسُّم في الإجتماع.
- ولنا صديق آخر أشتهر بنقاء الجوهر، وصلابة الرأي، والاستعداد الدائم للتضحية. درج هذا الصديق أن يربط بين حادثتين تفصل بينهما سنوات عدة بقوله (وفي نفس اللحظة). قال خاتم : (هذا الزميل يستطيع أن يعيش في الماضي والحاضر والمستقبل (في نفس اللحظة) فضَجّ الحضور بالضحك.
• في إحدى المناسبات دار جدالٌ عنيف في الجامعة، بين اليساريين خاصة، حول وصف أحد أنظمة الحكم في السودان : أهو إنقلاب أم ثورة؟ قال خاتم : (في اللغة الفارسية كلمة (انقلاب تعني ثورة) فلم الجدال ما دام الأخوة في تلك البلاد حلّوا المشكلة؟).
• حكي خاتم عن تجربته إبّان إعتقاله في (سجن شالا) يتفاوض هو وأحدُ زملائه المعتقلين مع شاويش السجن رافعين إليه مطالب المعتقلين، فقال الشاويش : (والله الموضوع دا إلاّ ترفعوه لي زول أعلى منى) ، رد الخاتم : (والله يا شاويش أنا ما عارف هَرَمِيَّتكم دي كيف)، فاستشاط الشاويش غضباً وقال : هَرَامِيَّتْنَا نِهْنِ؟ (يقصد حراميتنا نِحْنَ) تقول نهن هَرَاميَّة؟ (أي تقول نحن حرامية؟) وأمر بزجّهما في الزنازين!
• أذكر أن أحد الأصدقاء كان كثير الحِجَاج واللِّجاج، وغالباً ما تنتهي حلقات نقاشه (بشَكْلَة كبيرة). قال خاتم : (الزميل دا أكيد سٍمٍعْ بي حكاية (إختلاف الآراء لا يُفسد للود قضيّة) ولكنه يلتف حول ذلك بأن (يخسرك) في الأول، وبعدين (يناقشك)).
• في إحدى المناسبات كان خاتم يقيم ندوة بنادي الطلاب بشمبات، وأثناء حديثه المنطقي والسَّلِس عن إحدى الكيانات السياسية في الجامعة، لم يعجب حديثه أحد المتشنِّجِين فنهض من كرسيِّه وصاح بأعلى صوته : (يا أخوانا ما تسمعوا كلام الخاتم عدلان ده، والله الزول ده يقنع الشيطان ذاتُه) فضجَّ الحضور بالضحك وقالوا ليه (يا أخي إذا كان بيقنع الشيطان ما يقنعنا نِحْنَ) فأبتسم الخاتم وقال بروحه المرحة (يكونوا الجماعة ديل كلهم انقلبوا شياطين هسع) فأنفجرا الجميع بالضحك.
وبعد،
فهذا غيضً من فيض روح خاتم السمحة، التي ربما لم يُتَحْ بطبيعة الحال لمعظم مشايعيه السياسيين، ومحبِّيه، وعارفي فضله، أن يعرفوها عن كثب، ويستمتعوا بمرحه الذكي.
ولا يسعني إلا أن أختم بالقول إذا كان خاتم أضاء سماوات الوطن بفكره الثاقب، ووطنيته التي لا مراء فيها، والتزامه دائماً جانب الشعب، وتضحياته في سبيل نشر الوعي بين بناته وأبنائه، فقد زوّد حَيَوات أصدقائهِ وصحابتهِ بمعينٍ لا ينضب من الذكريات المرحة. وهذه وتلك تؤكدان عَظَمَة هذا الرجل، وعِظَمَ فقده.
مرة أخرى أشكركم على الحضور،
ودمت يا صديقي مع الخالدين، وأكاد أحسُّ أن روحَك المرحة ترفرف علينا الآن، وإنا ذاكروك طويلاً، وذاكروك جميلاً.

فعالية اليوم الرابع
كلمة دكتور صديق امبده :-


سعيد بالمشاركة فى هذه الذكرى العطرة للفقيد والصديق والمناضل الجسور , الخاتم عدلان .
كان الخاتم فكراً ثاقباً , وعقلاً دائم التفكير فى كل امور الوطن , كان اخر لقاء لى بالخاتم فى (لندن) حوالى عام 2002 , وكان يسكن هو والصديق الاخر فضيلى جماع بالقرب من بعضهما البعض , وقضينا وقتاً جميلاً , وكانت ليلة جميلة كما قال هو نفسه .. قبلها كنا بجامعة الخرطوم - قبل اربع عقود - , كنا على قدراً كبيراً من الصداقة رغم انتمائى لتنظيمات طلابية مختلفة وكان هو فى الجبهة الديمقراطية , وكان من اصدقائه المقربين الأستاذ محمد الحسن المحيسى .
كان الخاتم يكتب فى (مساء الخير) ويتحدث فى الندوات المختلفة , وكان ثاقب النظر من يومه والى ان فارق هذه الدنيا .
اتحدث هنا عن عرفانه ووفائه للاصدقاء .. وضح هذا العرفان فى ذلك فى الخطاب الذى القاه عند قدومه للسودان وقال فيه انه مدين للمملكة المتحدة وللشعب البريطانى الذى احتضنه بعد ان لم يتمكن وطنه من احتضانه , واعتقد ان هذه كانت لفتة بارعة فى الوفاء والعرفان , وكانت درساً لكل الناس فى كل زمان ومكان .
سمعت احد البريطانيين وهو يتحدث عن الذكاء فيقول (( فلان من الذكاء بحيث يمكنه ان يرى ما وراء الزاوية)) , وهو تعبير بليغ , وكان الخاتم مثل ذلك , وارجو ان تسمحوا لى بمثال واحد كتبه قبل 5 سنوات فى مجموع مقالاته فى كتاب (ما المنفى وما هو الوطن) فى مقال (اين سيذهب هؤلاء ؟) , يقول الخاتم
((الذين يقولون , ان الذين يُزاحون من السلطة سيغادرونها بغضب يفرى اكبادهم , وسينضمون بالتالى لاى مشروع معارض سيقتال من اجل استرداد مواقعهم .. لا يعلمون شيئاً عن الجبهة الاسلامية , ان المسألة لا تتعلق اساساً بالابعاد النهائى او التخفيض او الطرد , بل بتغيير المهام , والانتقال الى مواقع اكثر خطورة , ذات عائد مادى ومعنوى اكبر بما لايُقاس من الوظائف التى تركها هؤلاء .
ظلت هذه السلطة تُدير هيئات سرية مثل المجلس الاربعينى , ومجالس الظل المختلفة الامنية والتجارية , التى تتحكم فى كل مفصل من مفاصل الدولة )) .
ويقول فى المقال
((اننا لن نتوقف عن العطاء وسنغادرها , ونعمل كأننا باقون)) .
يا للبلاغة المُحكمة , ويا للكشف المدهش فى سبر الاغوار , والنظر وراء الزاوية , فقدناه ونحن احوج ما نكون اليه .

فعالية اليوم الرابع
كلمة الأستاذ محمد سليمان , يُلقيها بالانابة عنه د. الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان :-


عندما غادر الخاتم عدلان السودان، في خواتيم 1993، كانت البلاد ترزح تحت نظام الدولة الدينية الأصولية المسمى بالإنقاذ والذي مثل التجسيد الأشمل والذروة الأعلى والخلاصة المركزة لمشروع الهيمنة العربية الإسلامية والاستعلاء الديني والعرقي الذي حكم السودان بصور وأشكال مختلفة منذ الاستقلال. ممارسات وسياسات تلك الدولة الهادفة لإخضاع الشعب كلياً بإراقة الدماء، والتعذيب الوحشي، والإبادة والتهجير المنظم، والقمع غير المسبوق، والنهب الأسطوري، دفعت بأعداد ضخمة من المثقفين السودانيين لتلمس عمق و خطورة الأزمة السياسية الوطنية التي تحاصر شعبنا وتمسك بتلابيبه. وطرحت تلك القوى على نفسها أسئلة جذرية عن أسباب الفشل التاريخي في الاضطلاع بمهام النهضة الوطنية من قبل كل النخب المدنية والعسكرية التي حكمت البلاد منذ الاستقلال، رغم أن بنات وأبناء الوطن لم يدَخروا جهداً ولم يبخلوا بتضحية في سبيلها طيلة تلك العقود. وقد تساءلت تلك القوى أيضاً عما إذا كان فشل القوى الحاكمة منذ الاستقلال، في طرح أو تحقيق مشروع للنهضة الشاملة، يعني استحالة طرح مثل ذلك المشروع أو خلو الساحة السياسية السودانية تماما منه. إجابة الخاتم عدلان كانت هي مشروع النهضة الوطنية الشاملة.
لقد رأت القوى السياسية التقليدية أنها بوراثتها لكراسي الحكم من المستعمرين الأجانب قد أنجزت أهم مقومات مشروعها الوطني، والتي تعتمد السلطة مصدرا للسيادة على الشعب، وأداة لاستعباده، وباباً للنهب و الفساد و الثراء السريع، وسلاحاً لفرض رؤية الاستعلاء الديني والعرقي وفرض هيمنة الثقافة الإسلامية العربية، تحت ستار "الجمهورية الإسلامية" من جانب، و"برنامج الصحوة" من الجانب الآخر، في تجاهل تام لشروط بناء الأمة وتوحيد الوطن. أما أحزاب القوى الحديثة فقد طرحت مشاريعها للنهضة والمتمثلة في المشروع الماركسي اللينيني، والمشروع القومي العربي والمشروع الإسلامي الأصولي، وقد تصدى الخاتم لها جميعاً وفي مواقع شتى بالتحليل العميق والنقد الموضوعي مبيناً فشلها الذريع والكارثي في مقاربة مشاكل الشعب، لأنها جميعاً اتفقت في كونها:
• ربطت المشاكل المباشرة والآنية والراهنة للمواطنين والمتعلقة بتحريرهم من ربقة الفقر والعوز وتحقيق شروط الحياة الكريمة، وفك أسرهم من قبضة الجهل والمرض وتوفير المدارس والمستشفيات، وإنجاز التنمية الإقتصادية المتوازنة، والعدالة الإجتماعية، والتكامل والانصهار القومى، بمشاريع كونية طوباوية، تستعير المستقبل، كما في حالة المجتمع الشيوعي، أو تستلف الماضي، كما في حالة مجتمع الرسالة والصحابة، لتهرب بهما من خناق أزمات الحاضر.
• مرتبطة رباطاً لا ينفصم بالدكتاتورية والشمولية، سواء كانت ديكتاتورية التحالف الطبقي، أو دكتاتورية البروليتاريا، أو دكتاتورية القوى التقدمية والطلائع القومية أو القائد الضرورة، أو دكتاتورية القوي الأمين والحاكم بأمر الله، وسواء تسربلت بالزي العسكري أو المدني أو بجلباب الإمام.
• أسيرة لنتائج مسبقة وحقائق مطلقة، مغلقة على نماذج مستلفة وفاشلة، قائمة على تغييب العقل وتزييف الوعي، عمياء عن الواقع وعن المتغيرات وعن المنهج العلمي الرصين والمفتوح.
رؤية الخاتم لشروط مشروع النهضة الوطنية الشاملة لم تبدأ من الصفر، وإنما من معرفة لصيقة بأسباب فشل المشاريع السابقة، ولذلك فقد استهل مقاربته بالقطيعة مع المناهج التي حكمت على المشاريع السابقة بالفشل، واختار المنهج الصائب، المنهج العلمى المستند إلى كل إنجازات العلوم الإجتماعية، والمعتمد على مقدرة العقل الإنسانى فى إلتقاط الظواهر وكشف العلاقات، والقائم على الملاحظة، والقياس الكمى، والمسوح الإحصائية، والدراسة الميدانية، وطرح الأسئلة الصحيحة، وإعمال الأساليب المنطقية من إستنتاج وإستقراء وإزالة للتناقض، وإمتحان النتائج بالتجربة. ذلك هو النهج الذي استخدمه الخاتم في تطوير مشروع النهضة الوطنية الشاملة، وهو المنهج الذي نحاكم به هذا المشروع في كل لحظة من لحظات وجوده، بما يجعل مقولاته جميعاً قابلة للنقض كما هى قابلة للأثبات، والمنطلق فى كل ذلك هو خصوصية المجتمع السودانى، وخصوصية مشاكله وحلولها.
مشروع النهضة الوطنية الشاملة يقوم على التعددية، و لانعني بذلك التعددية السياسية، وإنما نعني تعددية المصادر وتعددية المداخل وتعددية الرؤى. إنه يرفض مقولات الوصفة السحرية سواء تمثلت تلك الوصفة في "الإسلام هو الحل"، أو في "أمة واحدة ذات رسالة خالدة" أو في "وحدة الطبقة العاملة عالمياً"، و لايؤمن بعقدة سرية تحل فيؤدى دلك تلقائياً إلى إزالة كل المظالم، وإنما يعمد لمعالجة كل معضلة على صعيدها الخاص ومن زواياها المختلفة، في إطار صراع ديمقراطي، وحلول قابلة للمراجعة، ومسيرة للتقدم إنساني مفتوحة النهايات. لذلك فإن قضية المرأة مثلاً لا تحل، في إطار هذا المشروع، بإزالة الاضطهاد الطبقي، وقضايا العدالة الاجتماعية لا تحسم بمجرد بتعديل ملكية وسائل الإنتاج، وقضايا الديمقراطية لا تنتهي ببلوغ الأغلبية سدة الحكم.
الديمقراطية في مشروع النهضة الوطنية الشاملة ليست مجرد نظام للحكم، وإنما علاقات تتخلل كل خلايا المجتمع المدنى والسياسى، وممارسة متكاملة ، فردية وجماعية، يتطلب استمرارها وبقاؤها ما هو أكثر وأعمق من مجرد توقيع المواثيق وأداء القسم. إنه يتطلب قيام نظام الحكم الديمقراطى على قاعدة سياسية وإجتماعية ديمقراطية وفق إصلاح سياسى شامل يجعل من الأحزاب والتنظيمات السياسية منظمات ذات تكوين داخلى ديمقراطى، تطبق الديمقراطية فى ذاتها، وتوفرها لأعضائها، قبل أن تتكفل بتوفيرها لأعضاء المجتمع، فالذى يبخل بالديمقراطية على أعضاء حزبه ومؤيديه ، لايمكن أن يجود بها على المجتمع. وترسيخ النظام الديمقراطى لايتأتى إلا بإرساء مفهوم للحكم يضع السلطة خادمة للشعب لا سيدة عليه وصانعة للثروة لا ناهبة لها، كما لايتحقق إلا بمنع طغيان الأغلبية وحماية حقوق الأقلية وفق تصور واضح لحقوق الإنسان المستندة إلى المساواة بين جميع البشر بصرف النظر عن النوع أو العرق أو الثقافة أو الدين والتي تتضمن حق الحياة، وحق حرية الضمير والمعتقد والبحث والفكر والتعبير والتنظيم والإنتقال والإبداع، وحق الملكية، وحقوق التعليم والعلاج والعمل والسكن، وحقوق التمايز الثقافى والخصوصية والتفرد. وكما أن الديمقراطية هي في قلب مشروع النهضة الوطنية الشاملة، فإن المشروع يكتسب قوامه الديمقراطي من حقيقة أنه مشروع لكل القوي الحية في المجتمع دون استثناء, ليس مشروعاً لطبقة بطليعيتها، أو لعنصر بأرومته, أو لأمة برسالتها، وإنما مشروع للغالبية الساحقة والمسحوقة في المجتمع، للفقراء والمهمشين والكادحين و المستغلين و المقهورين، ولكل المنتجين بأذهانهم و أيديهم.
تأخذ محاربة التخلف، بحسبانه العدو الأول للشعب، مكان الصدارة في مشروع النهضة الوطنية الشاملة، وهو عدو لا يمكن الانتصار عليه إلا بتعبئة طاقات الشعب ككل في نشاط شامل متعدد ومكثف يستهدف اكتشاف الثروات القومية وإستغلالها بعدالة، وترقية وسائل الإنتاج ورفع الإنتاجية وبث قيم العمل، وترقية المهارات الإنسانية بالتعليم والتدريب، وتوفير مقومات الحياة الإنسانية العصرية والخدمات الأساسية، والتخطيط الذى يحدد الأوليات الوطنية ويرسم الأهداف الإجتماعية، وإنجاز ثورة ثقافية شاملة، تنقل البلاد الى العصر، ومناهضة كل أشكال الدجل والشعودة والخرافة، والإنتصار للقيم التى تنطلق من كرامة الإنسان وعلو شأنه. وفي هذا الإطار تأتي دعوة المشروع للعلمانية، لأن من أهم الأسباب التي تكرس التخلف وتؤسس للمظالم الاجتماعية هي تلك الشبكة من المفاهيم والإعتقادات التى تغيَب الإنسان وترهن إرادته وتؤبد عجزه وتبنى عليه، ولأن صياغة الأسس التى تقوم عليها المجتمعات، وتعهدها بالتطوير المتصل، المستجيب للحاجات المتجددة والظروف المتغيرة، إنما هى مسائل بشرية صرفة، يضطلع بها الناس كما تشهد بذلك حضارتنا المعاصرة التي لم ترسخ دعائمها، وتزدهر روحها الخلاقة، إلاعلى أساس هذا الإدراك الصحيح لطبيعة المجتمع والإنسان.
معالجة مشروع النهضة الوطنية الشاملة لقضية العدالة الاجتماعية لا تقتصر على الجانب الطبقي فقط، وإنما تتطرق إلى كافة المظالم وتعالج كل منها على حدة ولكن بفهم وفي إطار واحد متكامل. فالمظالم السياسية والمتعلقة بالإفتقار إلى السلطة، والكفيلة بتحقيق السيطرة على المصير، تعالج بديمقراطية نظام الحكم من قمته إلى أخمص قدميه، وبالقسمة العادلة للثروة الوطنية، وبالتنمية المتوازنة وإعطاء الأقاليم الأقل نمواً أولوية واضحة في خطة التنمية القومية. والمظالم الاجتماعية الطبقية تعالج بتمكين العاملين بأيديهم وأذهانهم من قطف ثمار إنتاجهم كاملة، وبضمان التوزيع والتبادل العادلين فى كل القطاعات الإقتصادية وفى كل مجالات الإنتاج صناعة وزراعة وخدمات، وبمحاربة المستغلين والطفيليين ودحر قُوَّتِهِم الإقتصادية والسياسية. والمظالم النوعية تعالج بوضع قضايا تحرر المرأة فى صدارة عملية التحول الإجتماعى وفى قلبها، وبإستبانة أن تحرر المجتمع بغير تحرر المرأة ليس سوى تناقص وزيف. وتزال الحيوف المتعلقة بالتهميش والإضطهاد المستند على الإستعلاء العرقى والثقافي بتطوير مفهوم صحيح للهوية السودانية، يقوم على كونها هوية تعددية. فالسودان قطر متعدد الأثنيات، متعدد الثقافات، متعدد الأديان، متعدد اللغات، مما يستوجب أن تنبني مؤسساته الدستورية والثقافية والتعليمية والإعلامية على هذه التعددية. إن ما يجعل من هذه الفسيفساء مصدر غنى وخصوبة وجمال ، لا مصدر شقاق واحتراب وتفتت، وما يجعلها جاذبة للوحدة لا للانفصال، هو حقوق المواطنة المتمثلة فى المساواة أمام القانون، والضامنة للمشاركة السياسية الديمقراطية الفعالة، ولحرية الدين والمعتقد والفكر والتعبير، وحقوق التعليم والعمل والعلاج والسكن ، وحريات التمازج والإختلاط والتزاوج والإنتقال، وحقوق الكرامة الموفورة، إذ كلما توطدت تلك الحقوق وترجمت الى حقيقة وإنجازات ومكاسب وإلى إستقرار وإزدهار، وإلى عيش سعيد ومستقبل غنى بالوعود، كلما أصبح الإنتماء إلى السودان مصدراً للفخر والإعتزاز.
بنفس المنهج وعلى ذات المنوال يعالج مشروع النهضة الوطنية الشاملة قضايا الاقتصاد الكلي وأدوار القطاعات المختلفة، القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع التعاوني والقطاع المختلط في صنع وتعزيز الثروة الوطنية. كما يعالج أيضاً قضايا الثقافة والإبداع بحسبان النهضة الثقافية تشكل بعداً جوهرياً في النهضة الوطنية الشاملة، تستمد حيويتها وزخمها من توفر مناخات الحرية الضرورية لكل نشاط إبداعي، وتعبر عن نفسها وتفصح عن مكنونها جمالاً وفرحاً ورخاءً وثراءً للوجدان وذلك هو الهدف الأسمى لمشروع النهضة الوطنية الشاملة.
محمد سليمان
الدوحة
أبريل 2009

فعالية اليوم الرابع


كلمة الأستاذة هالة الكارب :-
سعيدة بحضور هذا المساء المُتميز جداً .
هناك من بين الحضور من عرف الخاتم عدلان افضل منى , ولكنى شعرت اننى يجب ان اتحدث فى احتفالية الراحل المقيم , وشعرت ان هذا اقل ما يجب وفاءً لذكرى رجل عظيم , كلمتى هنا ستكون من ناحية انسانية لانها جانب معرفتى مع الخاتم .
صديقتى الموجودة معى هنا نجاة بشرى , تعرف الخاتم ايضاً من سنوات طويلة , وعند بداية تأسيس مركز الخاتم عدلان جاءت نجاة اليه وطلبت مقابلة الخاتم عدلان , ثم ادركت ان الخاتم قد ذهب وقالت انه كان لديها شعور ان الخاتم سوف يظهر من مكاناً ما , وهذا هو احساسى ايضاً , فكلما دخلت المركز شعرت ان الخاتم موجود .
الخاتم استحق التكريم والتذكر , استحق القراءة والتحليل واعادة النظر .. ادهشتنى فى سيرة الخاتم سنوات اعتقاله الطويلة , وهو نموذج معاكس للعديد من الشخوص فى واقعنا وتاريخنا السياسى , الكثيرين اختزلوا معظم تجربتهم فى الماضى ووقفوا عند هذا الحد , لكن قدرة الخاتم على الحراك والتطور والتعلم من كل الناس , صغار ومهمشين ونساء .. الخاتم من الشخصيات التى لم تُعانى من انفصام الوعى مابين ما يقوله وما يعيشه , الخاتم علامة فى تاريخنا بحضوره ومساهماته .
هناك مجموعة من المشاهد عن الخاتم
المشهد الاول , اول مرة اُشاهد فيها الخاتم كان فى ميدان (الصحافة شرق) كان فيه الاف البشر , والزمان حوالى عام 1987 والمناسبة ندوة جماهيرية والطقس ديمقراطى منعش , وعندما حان دور الخاتم فى الكلام بدأ التصفيق والهتاف , واخذت اقول لمن حولى من الاصدقاء
الخاتم عدلان ده منو ؟ .
فسخروا منى لاننى لا اعرف الخاتم .. بدأ الخاتم فى الحديث , وكان الاختلاف واضح بين حديثه وحديث من سبقوه ومن تحدثوا بعده .. الخاتم انسان بسيط وامتلك قدرة التواصل مع كل الناس من حوله , ومن القليلين الذين طرقوا المسائل الاساسية وامسك الحبل بين سطح البئر وعمق الماء .. فى ذلك المساء كان تصفيق الناس للخاتم من القلب , ولم نستطع الجلوس وظللنا واقفين , فقد تسربت الينا طاقته الايجابية وامكانية التغيير المُنبعثة من قوة حضوره .
المشهد الثانى , كان فى دار الوسيلة للطباعة والنشر والزمن كان 1988 , كنا نتصفح فى الكتب فى الطابق الارضى بنات واولاد من الشمال والجنوب , مجموعة طلبة وسخانين من الشمس والتراب والمشى فى الشوارع , دخل الخاتم وجلس معنا دون سابق معرفة او تقديم , استمع الينا وتكلم معنا بصبر لا ينفذ , لنقدنا المندفع والغير مرتب , واسعدنا جداً الوقت الذى منحه لنا .. للخاتم القدرة على ان يتفق معك لان الاتفاق يتطلب شجاعة كما هو معروف اكثر من الاختلاف .
من اعظم صفات الخاتم هى القدرة على تغيير الرأى , وهى مفقودة فى الواقع السياسى السودانى , القدرة على تغيير الرأى هو جوهر التعلم وعدم الخوف من تحولات الحياة , والانفتاح على العالم وعلى الأخرين , والتغيير هو الثابت الوحيد فى الحياة .
مشهد ثالث مع الخاتم عدلان فى زواج أمنة الكارب فى (حنتوب) و (عرضة بالدلوكة) , رقيص وعفوية الخاتم وسعادته (بعرضته) النقية , كان مثل صبى جذبته اصوات الغناء فى (الحلة) الاخرى , تذكرت هذا المشهد عندما غاب الخاتم , القدرة على الفرح بكل بساطة .
مشهد رابع , فى منتصف التسعينات فى القاهرة , تقابلنا وحديثه الذى لا ينتهى عن المفاهيم والتحولات , كنت مُفلسة مادياً فى ذلك اليوم , والقاهرة باردة , والخاتم لا تغيب عنه التفاصيل ولا يُغمض عينيه عن الانسان الذى امامه , منحنى 50 دولاراً , وعندما رفضت , اصر وقال
ح يجى يوم اشيلها منك .
مشهد اخير , الخاتم ذهب , وجاء الجثمان , لا ادرى الى اين اذهب للعزاء , ونعرف اننا لن نجدك خلف (الجلاليب) الكثيفة حول جثمانك , ذهبنا الى اتحاد طلاب جامعة الخرطوم , قلنا فيه سنجد روحك فهو مكان انت احببته , جلسنا نتحدث عنك , وبدأ حضور الطلاب ومن كل الاتجاهات , وحضر رجال ونساء مثلنا وتحدثوا عنك .. تحدثوا عن الخاتم عن نكاته , ومواقفه , ونستك .. جمع غريب جمعه روح الخاتم .. جمع تجمع قرب النهر , واخبرنا النهر ان نجم جديد قد هوى , وكأن النهر قد عرف فقد اطلق نسيماً جفف الدمع , وذهب كل منا ونحن نحملك معنا صديق باق فينا وجزء من ملامحنا .
فى الختام استعير أبيات الشاعر (ميا انجولو)
قد تعلمت ان كسب العيش لا يعنى عيش الحياة
قد تعلمت انه لكى نعيش الحياة , لا يستقيم ان نكون دوماً مُتلقين للكرة
وان تكون الكرة دوماً فى ملعبنا
لكى نعيش الحياة ينبغى قذف الكرة وتبادلها مع الأخرين .

فعالية اليوم الرابع


كلمة أسرة الراحل , قدمها الأستاذ صديق الهادى احمد رجب (شقيق الراحل) :-
الاصدقاء والاعزاء وضيوفنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو العام الرابع على رحيل شقيقنا الخاتم عدلان , ومازال الحزن معنا , وهول الصدمة ترتسم على وجوهنا , والجرح نازف رغم مساندتكم المستمرة والا محدودة لنا , شعورنا ان الخاتم ليس مِلك لنا وحدنا قد خفف شعورنا بالصدمة .
لو رحل الخاتم عدلان عنا , فقد وُلد الخاتم احمد رجب , الخاتم بشير على الامام , الخاتم محجوب عباس .
لو توقف قلب الخاتم عن الخفقان , فقد صار طاقة لملايين القلوب لكى تخفق .. ولو توقف قلمه عن الكتابة فقد صار مداداً لمئات الاقلام .
العقول المستنيرة لا تُقبر .. شكرا لكم , ونحمد الانتماء لكم , فنحن أسرة مؤبوة بالانتماء للأخرين .
اريد ان اتحدث فيما يختص بخروج الخاتم من السودان , واريد تمليك الاخرين الحقائق .
من هذا المنبر اقول , ان ليس هناك اى دور لحزب من الأحزاب , اومنظمة من المنظمات , او حركة من الحركات فى خروج الخاتم من السودان , وما كان الخاتم ليخرج لولا ان داهمه المرض وتعذرت امكانية علاجه فى الداخل وهو مُحاصر من قبل الدولة القمعية , عندما خرج الأخرين فى (تهتدون) بقوافل مدججة بالسلاح وفى العربات الفارهة , خرج الخاتم عدلان مدججاً بهموم شعبه وتحت اوجاع المرض .. خرج الخاتم بمجهود اسرته ومعاونة بعض الاصدقاء .
بدأت رحلة الخروج - وهو كان مُختفياً - , مساء الاربعاء بواسطة عربة (كريسيدا) , وقفت فى تقاطع شارع (العرضة) وجاء الخاتم يسير على قدمه وركب العربة , وتحركوا من (امدرمان) الى (الخرطوم) , ثم صنعوا محطة تمويه بالقرب من (اوماك) زهاء الساعتين حتى يتخلصوا من اى مراقبة , ثم تحركوا الى (المعمورة) ومكثا هناك .. يوم الجمعة فى حوالى الساعة السادسة صباحاً , تحركوا الى (بورسودان) , قبلها كان الخاتم قد اتم اجراءات (العمرة) وانا الذى ذهبت للسفارة السعودية واكملت له الاجراءات بعد صعوبات بالغة واستلمت الجواز بعد ثلاثة أيام وعليه (التأشيرة) .
تحركوا الى (بورسودان) فى سرعة كبيرة , فى الساعة العاشرة صباحاً كانت العربة فى مركز ابحاث (القربة) وفى هذه المحطة لفظت العربة انفاسها الاخيرة , لابد هنا من توجيه الشكر للمرحوم الدكتور الفاتح حاج التوم والذى رافق الخاتم فى هذه الرحلة هو وعروسته حيث كان فى طريقه لقضاء شهر العسل , والذى تقبل واجب مرافقة الخاتم عدلان بكل شجاعة ورحابة صدر .. ثم قاموا باستئجار عربة من (خشم القربة) وواصلوا الرحلة , وكان خروج الخاتم من السودان .

فعالية اليوم الرابع


كلمة الأستاذ صلاح العالم :-
لكم التحايا الحارة فى هذا التجمع
شرفنى بعض اصدقاء الراحل بالحديث انابة عنهم , رغم ان بعضهم افصح منى , واعلم ان بعضهم اكثر التصاقاً به منى خاصةً فى سنوات المنفى .
الحديث عن الفقيد يحتاج لساعات لا يسمح بها زمن هذه الأمسية , لانه تاريخ اكثر من ثلاثة عقود من الزمان , هو تاريخ الانقلابات منذ مايو 69 , مروراً بيوليو 71 , حتى 30 يوليو 89 , وما صاحب ذلك من قتل وسجون وتشريد ومطادرة - نُعانى من بعض اشكالها حتى الان - , انه تاريخ جيلنا , كان البعض قد صنعوا احداثه , وكنا كلنا شهود او ضحايا .. بالرغم من ذلك كانت تلك العقود عامرة بالحب والمودة العميقة بيننا كاصدقاء , كنا والراحل المقيم نتخندق فى خندق الشعب والوطن وننشر الوعى بقدر ما نستطيع كما قال الشهيد عبدالخالق محجوب فى وجه الطاغية جعفر نميرى .. جمعتنا والفقيد العزيز الخاتم وحدة الرؤية والهدف وحائط السجن , والليالى الموحشة داخل المعتقلات , ونحن هدف لعيون الامن والمراقبة اللصيقة .. سنوات تحمل كل هذا القدر من الاحداث والاهوال والحب ايضاً .
سادتى , مثل الخاتم عدلان لا يموت , من يموت هو من يعبر الحياة دون ان يقدم شيئاً , ولكن مثل الخاتم ترحل اجسادهم وتبقى اعمالهم , والتحية لخالد الكد , على عبدالقيوم , عمر الدوش , حافظ مدثر .
عندما تصفحت كتاب (ما المنفى وما هو الوطن) كنت فى حالة من الطرب , تابعت عيونى الحروف , واسترجعت أذنى الصوت , الصوت لا الصدى , كيف لا اطرب والخاتم واحد من فرسان البيان , ادعوكم لقراءة الكتاب , مهما كانت درجات الاختلاف او الاتفاق , حيث التشريح لعراب الانقاذ فى الفكر والنهج والكسب .
لكم الشكر جميعاً , ولتيسير مصطفى والابناء حسام واحمد , ولأسرة الخاتم الكبيرة كل التقدير والمحبة .
*
كلمة الأستاذ صديق عبدالهادى عبر سماعة الهاتف من الولايات المتحدة :-
التحية للجمع الكريم , التحية لذكرى المفكر الخاتم عدلان , والتحية للوالد الهادى احمد
مثل هذه المناسبات تستلهم سيرة كل الرواد الذين ارسوا تقاليد الاستنارة فى السودان , هم بالتأكيد اعداد مقدرة ولكن فى بالى خمسة اعلام منهم الشيخ بابكر بدرى , والأستاذ محمود محمد طه , الأستاذ عبدالخالق محجوب , الدكتور جون قرنق , والأستاذ الخاتم عدلان .. هؤلاء كانوا رواد ولكل منهم فتوحات .
سيرة الخاتم تأتى من انه واحد من الذين ارسوا للأستنارة , ويجب التفكير فى سيرته هو ومن سبقوه .
(انقطع الارسال الهاتفى عند هذا الحد من كلمة أ/ عبدالهادى) .

Quote: الخاتم موجود بيننا الان , موجود اسم وفكر واحلام , حى فينا .

شكرا أ/ طلعت
اقتبست مقطع جميل وراقى .

قصيدة للشاعرة نجلاء عثمان التوم , قدمتها فى فعالية اليوم الثانى لأحتفالية الذكرى الرابعة للرحيل الجسدى للأستاذ الخاتم عدلان : -
مسيحان مختصمان على الهرب
مستبسلا ً في النجوى
كرئةِ خديج ٍ على شوكة الله،
ُيغسل نحاسُ الضجرِ في بَتَلةِ اللوتس القديمة،
ُيدحض، يُغجـّر ويُعـممُ على الوراقين .
فمخذولٌ سعيدٌ يرى نفسه في يدٍ ما،
في مناولة ٍ وفي لغط،
دائم ٌلا يُزهق منه شيء ؛
فاته الرب ُّ الكهربائي ذو اللغة
نَسِيْتهُ البجعةُ
وعاش في الحذَرَ من كل وصف.
يُهتك ُ، عرضاً، ذعرُ زهرةِ الوفاء
عمياء !
الآهةُ حدثت
كهرباءٌ خائفةُ تنزلق من صدغِ التوراة .
لكن ذلك كله لا يوجع الباب؛
الباب نفسه
الذي بتؤدة شديدة مَحَقْتهُ في مخرط الجيران الشفوقين،
يتنفس،
بتؤدتي نفسها
في البوذا المجُهز منذ أبواب وأبواب لإنقاذي من نفسه.
أرأيتَ لو كذا ...
ولم يفلح جذعنا في تركِ موتانا يعوي بهم ليلُنا ويعوون به بهيمٌ أدهمٌ أكحلٌ به جمرتنُا.
أرأيتَ لو ...
بل أفلحنا ورحنا وفرحتنا بنا
أرأيت يجثم هذا البطل على نفسه ويشير عليها بنفسه
ويكفينا:
ما التعلقُ ؟
كيفها إناخة الدم ؟ في صواعق صفراء ؟
إذا الليل مغنطيس أوفى من الدائرة،
إذا الرهطُ خفقانٌ تحت طيور المنجنيق،
إذا الدمعةُ مسيحان مختصمان على الهرب،
والأرَقُ منشارُ قلبِ طائر ضوئي،
الأرَقُ أهلي زمالك الدّم؛
نوافير عملاقة حمراء عملاقة تحدق عملاقة عمياء
فالباب الذي خرج
وتركني أحدق في ريحانة
كل تلك الصور على الجدار وليس ثمة جدار
الجسر ينطق ويكترث .
بين فجوات الحشد أرى معناه:صحراء صغيرة ،أصغر من دمعتها.
دخل عراء روحه وحده وعاد بالغنيمة؛
ثقوب جائعة في جسد.
وهذا ما جعله مجرد روح تهذي نيابة عن روح
وهذا ما جعله نفسه كلما نأى عن نفسه
وهذا منظوره ومرآه : الناي
راءٌ ترِنُّ في شاشةِ الدِّم،
منشآتٌ رحمانيةٌ تقلع في القطرة؛
انظري يا أمي
مطر!
الغشاوةُ على الكريستال هل تذكرك غيبَ طفلٍ منهوبَ الأذرع ؟
تلك رجفةُ مواعيدك
أنجزها عنك الملح راضيا
في غيمة الجلوكوز.
أكوام الحياة
أكوام الموت
الكثرة تغلب الكساد.

صور متنوعة من فعاليات الأيام الاربعة للأحتفالية

صور متنوعة من فعاليات الأيام الاربعة للأحتفالية

صور متنوعة من فعاليات الأيام الاربعة للأحتفالية

فعالية اليوم الرابع
بعد عدم تمكنه من حضور الأمسية الشعرية لظروف توجده بعيداً عن الخرطوم , شرف الشاعر الكبير محمد طه القدال أمسية اليوم الرابع للأحتفالية وقدم فيها قصيدة رائعة :


التحية للمركز , والتحية لاسرة الخاتم
اعتذر عن عدم الحضور فى الليلة الشعرية السابقة .. سعيد بوجودى فى ذكرى مثقف كبير .
الخاتم كان يقول لى انتم الشعراء يجب ان تدركوا انكم انتم المدرسة والمدرس , بعد ان انهارت كل المعاهد التى كانت تُنتج مدرسة ومدرس والمحصلة تلاميذ نجباء , انهار التعليم ولكن الأستنارة والوعى يمكن ان تدخل فى عقل حتى من لم يتعلم , الوعى من الممكن ان يُوجد عند الراعى فى الخلاء .. كان يقول لى ان عليكم انتم الشعراء ان تعملوا فى هذا الجانب .
فقدنا لهذا المفكر والمناضل فقد كبير , واعتقد اعتقاد جازم ان النهج السياسى الذى انتهجه القادة السياسين منذ الاستقلال , كان نهج يمنع تدوال القيادة وهناك الكثير من الشباب كان يمكن ان يكونوا قادة لاحزاب سياسية او قادة رأى , ولكن الساسة فى قمم القيادة هم قادة مدى الحياة , كل الامم التى تقدمت يأتى فيها القائد ثم يمضى مشكوراً , يجب ان يكون هناك نص داخل الأحزاب السودانية ينص على تدوال القيادة على المستويات العليا .. انظروا كم فقدنا بفقد الخاتم , كان يمكن ان يُحدث تغيير .
اقدم لكم قصيدة :
شاشاي للدومه وحَـلــُّـومه ..
هـدّاي للناس
دوباي للنيل
(1) دوباي النيل

مدَّ يمينو لي قيسانا
شمَّ شَـمِـيمُـو تحت التانا
عند نمولي، الشمال أدّاها فردة وفَـرَّه
اتمغَّـى وسَـفَـلْ عَـمَـر القيوف وانشرَّ
لاقاها اليمين
برق الهـطيل والدَّرَّه
شايلاه بالحنين
ختـَّـاها في امدرمانا
اتحـزَّمْ وسِـط واتحافَى توتي السـُّـرَّه
يا واحدْ
عليك يا الواحد المنَّـانْ
إذا الاتنين بِـقـَـنْ واحد ...
فكيف واحد يكون اتنين فِـرِدْ مـَـرَّه؟؟
خَـتـَـم بيـُّـوضة شال كيعانا
شقَّ الوادي بي حلفا وعَـبَر لي سَـرَّه
أدَّاني النَـمِـيـمْ
وادَّاها طيب ألوانا
شرق الغربْ
وغرب الشرقْ
وسافِـل عالي
جُـوَّه وبَـرَّه
شـِـنْ معناهُ
غير نيلها العَـمَـتْ سودانا؟؟

(2) الصايحة الما نايحة

البلد الغمّضْ ورمّضْ
شَـلّ وقَـلَّ
والجرح الكايس يضمّد
قام من نارو وصاح وتجلى
البلد الغالي شمال والحالي جنوب
الناس الطيبة شروق وغروب
الحق لانام لافات لامات
لا الواعي غَـفَـلْ
لا الداني جَـفَـلْ
لا الفوق ادَّلَّى.
يااهل الغابة وناس القوزْ
النيل ..
الجبل ..
السَـهَـل ..
اليابو الفشَـل
الجابو الفوزْ
الحي الله والدائم الله
والحي شن كان غير اسم الله؟

(3) الهدّاي الرضّاي

الحي الله والدائم الله
ياناس الهُــويْ
أهل السلطان والرَّكْ والدورْ
ياأهل العز الفي الـتـُــقَّـابَـه
ياناس الدين الكُمَّـلْ
الشالو قبيل للكعبة المَـحْـمَـلْ(1)
ياأهل الخير البطن الأرضْ
وفوق الفرضْ
وعند الوادي
وجوه الغابة ..
الدم مجبورْ
والحرب الطالت شن بتدور ..
غير المُـدْمــاك المتماسِـكْ
غير المستقبل والأطفال
حزن الأحزانْ ...
الحزن الغطـَّـى علي الآذانْ ...
كان حزن زنيم.
والدمعة القصَّـت قلب يتيم
ما قصَّـت غير قلب الأوطانْ
الخير الفيك .. كـُــلــُّـه في ناسِـك
ولاإله الا الله
الخير شن كان غير نبي الله؟

(4) هدَّاي العيال

وياعيالي
ياعيالي
الحيّ الله والدايم الله

يالفي بـُـرام الخير
وزالنجا العروسة
أبَّـا الفاشر الكبير
أمْـكُم نيالة دوسة
وَجنينه بحر الدين ..
كِـنْ تشيلو الجلالة ،
أبْـنَـرْكـَــبو البَـرْقه ..
أبْننزلو في نجالا ..
أبْـنَـزيلو الحـُـرقه.
دارفور بلاد الكُـلْ
ولا بتموتوْ كـَــلاله
من غَـرْبَـها لي شَـرْقَا
بلد العرب والزُرقه
والليلة ياعيالي
كِـنْ دُرتو قولة الحقْ
إنسان دا يا الانسان
من التراب والطين
من السحاب للبرق ْ
قول لاعرب لازُرْقْ
كَـوْ
لاعرب لا زُرْقْ.
وقبيلة شِـنْ نَـفَــرا؟؟
هي المابتجيب الفـَــرْقْ
إلا بتجيب الفـُـرْقَـه.

والحي الله والدائم الله

(5) جَـرًّاري للأمم

ياالماشي في مشيتا
بخيط في طاقيتا
الحي الله والدايم الله

كِـنْ مابقت الشطارة ..
مابقت الحقارة.
والبوش(2) ما عندا دين
البوش دينا الدّواس
وشُـغُـلْـتا ماسونيه
أوْعـَـاً تقول خاواك
خـُـوَّة عدو الياباك
وَكِـضِـيـبْـتا عِـبرانيه
وأخوانه في (الإيباك)(3)
لا قَـلْـبا فيه حِـنِّـية
لابياكل الدامِـرْقا
لابيرقص النقارة
من الرهيد مابَـقَّ
ماعندي ليه شْكـارة
نحنا القبيل مُـشْـكالنا
بنْـحِـلـَّـه أجْـواديه.
داير الجيوش اممية؟؟
دبابة والطيارة ؟؟
والمرفعين شن يلفح ...
غير المُـرَاح الشَـقَّ !!
قَـطْع الحِبيل ما كاين ..
الإ المكان الـرَقَّ .

ياالماشي في مشيتا
بخيط في طاقيته
الحي الله والدايم الله

قول للامم جمعية
قول الحقيقة الحقه..
دارفور .. ولا العراق
عُـقْـب الخصيم يعَـرْقا.
سودان .. ولا أفغان
سوداني .. ما جرقاس
ولا (ألويا جَـرْقا).(4)

(6) مردوم للفرسان

ياالفي السَـهَـل والوادي
يالفي الجبل من جَـمْ
الحي الله والدايم الله

العيال فرسان العزازة
والبنُّـوت رقب القزازة
والشيَّاب صبر الحرازة
والدم بَـجيب الدمْ
لايخلـِّي خال لاعمْ
لايسلـِّي أب لا أَمْ
بعد القطاطي حريـقْ..
بعد البَـعِـجْ والضرْبْ ..
ومغيب نَـهار السلـْـبْ ..
يبقي الحريق في القلـْبْ.

يالفي السهل والوادي
يالفي الجبل من جم
الحي الله والدايم الله

قول الحقيقة النار
دمَّ الولادة الحار:
الجنجويد كَـتَـلاني
ولْد امي ما قصَّر
ولْد امي كَـتَـلاني.

الزُبدة والغاية ....
ماعندي ليها سَـمِـي
الحربِ غوغاية (5)
تغزل خيوط الدِمِـي.

(7) شاشاي لحلٌّـومه
شاشاي للدومة

وَحليمة بنت أمي
حليمة ست البنات
رتينة يوت بتْـبِـقْ
كهارِبَ البَـرقاتْ
لهيج عِـسيل الزِقْ
يتحالى في الشرْفَـاتْ
لا خَـمْـلة لا بتْـنِـقْ
وأديبة الحِـشْـمَـاتْ

أدُّومه وَلْـد امِّي
فارس الخيول الكُـمَاْت
طِـويره طارت شِـقْ
شِـقّـيشْ بُـلُـود الشتاتْ
وانتَ بْـتَـرَافي البِـشِـقْ
وانتَ المَـسورْ والحِـراتْ
كُـلْـكُم طَـفَّـاي الحِـرِقْ
عِـينْـتَـكْ مطر البُـخَـاتْ(6)

وَحليمة بنْـت أمي
حليمة ست البناتْ
أدُّومة ولْـدَ أمي
فارس الخيول الكُـمَـاتْ

طويرة طيرة الجوعْ
طارت مع الطايراتْ
لا خابرة كوع لا بُـوعْ
قاصدة المَـعَـسْـ .. كَـراتْ
وَحليمة قَـمَـر سِـبوعْ
وَجِـدَيْـةَ الفاشْـرِيَّـاتْ
أمْـكِ الماها الفُـروعْ
أمْـكِ الأصل الثباتْ
مِـعْـزَه وكانت رُتُـوعْ
شاردة مع النازِحـات؟؟
ترجع حـلُّـوم شُـموعْ
تـخْـسِـفْ ليل البُـغَـاةْ
والدومة الفي النٌّـجُـوعْ
عايد والي الولاةْ
والحزن الهَـدّدْ قـُـلـُـوعْ
حَـتَّ الحزنين حَـتَـاتْ
والعرس الطـوَّل يضوعْ
خُـمرة ورقصة وسَــباتْ

أدومة وحَـلـُّـوم .... حلاةْ
أدومة وحَـلـُّـوم ..
حلاةْ...

(8) شاشاي للناس جمعية

... وحَـلاة الدومة وحـَـلـُّـومْ
وتطير طويرة الشُـومْ
ينزل جداد الوادي
فوق الرَّخَـم والبُـومْ
هَـدَّاينا فوق الرادي
والصفقه والمردومْ
جابودي(7) ود جَـبَّـادي
والشيله والقيدومْ
والزغـرَدَت .. بِـتْـعَـادي
والحَـنّـنَـتْ .. كـلتومْ
والجَـنّـنتْ .. فاطنادي
والقعدة والعِـيزُومْ
ونقَـضِّـي يومنا العادي
لا طـلْـقة لا دُوم دُومْ
في المدرسة والنادي
والشاي علينا عْـمُـومْ
واليَـبـَّـسَـتْ .. فَـرْهَـادي
والرقـَّـصَـتْ .. بِـتْـعُـومْ
والشـَّـبَّـلـَـتْ .. عَـبـَّـادي
من كلمة لي آزومْ
لي حسكنيتة الغادي ....

يا ناس الله
وأهل الله

الحُــبْ شِـقيش غير من الله ؟؟؟


الجنينة .. فوربَـرَنْـقا ..أمبدة .. الفاشر .. حليوه .. 2007م

(1) كسوة الكعبة، كانت تحمل من دارفور
(2) جورج بوش
(3) مجلس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وهو اللوبي المسيطر على القرار
(4) البرلمان الأفغاني
(5) آلة خشبية قديمة لغزل القطن
(6) مطر آخر الخريف، البخات هم السعداء من أهل الحظ
(7) الجابودي والجراري والشاشاي والهداي والمردوم والصيحة والدوباي كلها أنماط في الغناء والشعر

Quote: فعالية اليوم الاول: (الأستنارة 2), وفيلم (مناظرة الخاتم مع مرشد الاخوان المسلمين فى سوريا) .فيلم هل تستطيعون إنزال هذين الفلمين؟

لوممكن ستكون الفايدة عظيمة، وستخدمون قضية الإستنارة
أرجوا ان لاتكون هناك صعوبات تجعل هذا مستحيلا

شكرا لكم مقدما

سلامات أ/ عبدالغفار
الافلام طويلة وهناك صعوبة فنية فى انزالهافى موقع سودانيز
واحد من همومنا الاساسية هى انزال كل انشطتنا صوت وصورة .. وسوف نقوم بذلك قريبا .
كل التحايا والتقدير .

لمزيد من القراءة والاطلاع .

تحية لكل المتداخلين , ولكل المداخلات .

وتبقى ذكرى الخاتم عدلان بيننا .
نحملها شعلة فى ظلام الجهل والاستبداد والتخلف .

صور مختلفة من أحتفالية الايام الاربعة :

سوف نقوم بانزال صور الفعالية تباعاً .

لمزيد من القراءة والاستمتاع .

شكراً على إمتاعنا بنفثات هذه الذكرى العطرة.

Quote: شكراً على إمتاعنا بنفثات هذه الذكرى العطرة.

شكراً على المداخلة د. حيدر بدوى .

وتبقى يا خاتم عدلان فى بذرة الافكار التى زرعتها فى التراب

لمزيد من الاطلاع والقراءة , لهذه الأحتفالية الرائعة .

ليُحلق هذا البوست عالياً

لتبقى الذكرى , وليبقى الاحتفاء بالافكار .