[ بورداب الرياض ] من ليس له حزب يجلد على بطنه

بورداب الرياض إلتقيتهم في الرياض .. أغلبهم كنت أعرفه مسبقاً .. وبعضهم جمعني بهم هذا الكيان الجميل ..
إلتقيهم في دعوتهم للجمعية العمومية التي أقيمت بالجرادية .[ قبل أكثر من 3 سنوات ] . فوجدتهم هاشين باشين .. يأسروك بي أريحيتهم وحسن إستقبالهم ..
ضحكنا .. غنينا .. ثم في جو ودي أكثر من رسمي .. تم إختيار اللجنة .. [ بصورة أكثر من أخوية ] .. ولم أرى تنافس للمناصب .. وقد كان من نصيبي أمين المال الذي زهد فيه كل الحضور [ ووجدت نفسي متورط ] نعم يشهد الله متورط في هذا المنصب .. حيث أنني كنت أحمل ورقة بعد أن رماني بها معتصم دفع الله .. وكنت أدور على إستحياء على الحضور لأجمع منهم مساهمة إيجار الإستراحة .. والحمد توفقت في جمع مبلغ فاض عن قيمة الإستراحة بـ 500 ريال .. وعندما أردت أن أسلم المبلغ الفاض والورقة التي عليها أسماء الناس ..
إذا بالجميع يقول لي أبقيها معك .. فقد إخترناك أمين مال .. بعد أن رفض الأخ محمد الشيخ أن يواصل منصبه الذي كان مكلف به قبلي .. وكذلك رفض الأخ شتات .. وأغلب الحضور الذي طلب منهم تولي هذا المنصب رفضوا ..
إذاً المسألة أخوية .. توحي بأن هذا الكيان لايتشاجر فيه إثنان لأجل منصب .. وحتى يومنا هذا .. فقد مرة الأيام وتم الدعوة لى جمعية عمومية أخرى .. ووقفت أمام الجميع .. لقراءة الميزانية وإجازتها .. وقلت لهم أنا لا أقدر على هذا المنصب المرهق .. [ وقلت بالحرف الواحد .. أنا أفشل في إدارة راتبي ] .. فليتولاه غيري .. ولكن الجميع أصر .. وزهد مرة أخرى في هذا المنصب .. [ وكل هذا موثق في محاضر .. وموثق في المنبر بالصور]
وحتى يومنا هذا .. هم زاهدون .. وأنا أعرض هنا .. أن يتولى هذا المنصب غيري ..
إذا ما المشكلة في بورداب الرياض .. التي جعلت الجميع هذه الأيام يسن سكاكينة لكي ينهش هذا الجسم ..
أعتقد صادقاً .. أن المشكلة أن بورداب الرياض كيان لايتبع لأي حزب .. مما جعله عرضه للسخط من الجميع .. وفي بعض الأحيان .. ينظر إليه بعض الأحزاب أو الكيانات بأنه طفل يمتلك أكثر مما يجب .. لذا عليهم أن يضعوه تحت الوصاية .. لكي يوجهوه .. ويعلموه مالذي يجب أن يفعله .. وما الذي يجب أن لايفعله ..
فالناظر إلى الإشكالات الحالية .. يجد أن بورداب الرياض ككيان.. لايوجد لديه صديق صدوق في الرياض.. في حين أنه صديق صدوق للكل ..
فأنصار المعارضـــة تتهمه بأنه موالي للحكومة .. ويقبل دعوة السفارة .. ويقبل التعامل معها .. ويرون أن هذا جرم خطير يجب أن يعاقب عليه ؟؟؟؟؟؟!!!
وأنصار السفارة يرون أن هذا الكيان به معارضين في لجنته ويشارك في كل الدعوات التي يقدمها له أنصار المعارضة .. وبالتالي فهو لايخدم مخططاته .. ولذا يجب أن يعاقب .. ؟؟؟؟؟؟ّّ! ..
ومابين هؤلاء وهؤلاء .. تضيع جهود الأخوان الصادقين الذين حملوا هذا الجسم دون أي مآرب ودون مطامع في مناصب سياسية أو إجتماعية [ كما يتوهم البعض ويتهمهم بأنهم يسعون إلى الوجاهة ] .. بل إن أكثر من إلتقيهم في بورداب الرياض يحملون قلوب أبيض من الثلج الناصع .. يأتون إلى أخوانهم دون التستر تحت أي جهوية أو حزبية ..إنما من أجل العلاقات الإجتماعية فقط .. فهم أوعي من أن يخلطوا السم في العسل .. [ أنظروا إلى الأخ ود الباوقه .. وموقفهم المشرف لنصرة أخوانه بورداب الرياض .. رغم أن صلاح غريبة يعتبر ضمن التيار الموالي للحكومة ] .. فهنا فهم ود الباوقة السليم لكيان بورداب الرياض .. جعله يقف الموقف الصحيح .. الذي شكر عليه .
إذا ما المشكلة هل الإشكال في أن بورداب الرياض قام بعمل حملة لمساعدة أبناء دارفور ..
دعونا نرجع قليلاً إلى الوراء :
قبل أن تبدأ حملة وليد دارفور بالرياض .. كان قد أنزل الأخ عصام عبد الحفيظ بوست به صور من معسكرات النازحين ..
وقمت بعمل مداخلة فيها مقترح بأن يتم عمل يوم في الرياض بالتعاون مع روابط أبناء دارفور وكل الروابط ومنظمات المجتمع المدني لمحاولة تقديم مساعدات لأخواننا في المعسكرات [ لم يكلف الأخ عصام نفسه بالرد على مداخلتي ] ..
قمت بالإتصال بالأخ محمد عبد الجليل وعرضته عليه الفكرة ورحب بها ترحيب حار .. وأبدى إستعداده للمساهمة .. [ وقد أخبرته بأنني على إستعداد لدفع إيجار الإستراحة ] .. ثم نصحني بأن أتصل على الأخ إسماعيل وراق .. فهو أفضل من يساعد على تحقيق هذه الفكرة .
قمت بالإتصال على الأخ إسماعيل وراق .. ورحب بالفكرة وأبدى إستعداده لتنفيذها ...
بعدها ذهب إلى دار الصالحية [ منتدى الأربعاء ] .. وكان هنالك حضور جيد من الروابط والكيان وقيادات الملتقى .. وطرحت الفكرة .. وإستقبلوها بفتور .. وقالوا لي بالحرف الواحد سوف نطرحها على الأخ محمد حلا .. ومن ثم سيقومون بالرد على مقترحي ...
مرة الأيام دون أن يرد أحد على مقترحي ..
قام الأخ أحمد حنين بتبني الفكرة وطرحها .. ووجدت قبول وإستحسان ..
بعدها بعدة أيام كنت معزوم في مناسبة [ سماية خاصة بالأخ هاشم طيار ( جبال النوبة) ] ذهبت برفقة الريس عبد المنعم عبد العال .. وعندما قابلت نفس الأشخاص الذي قابلتهم في ملتقى الأربعاء .. بادلوني التحية .. وقالوا لي شكراً الأخ خالد على شعورك الطيب بتجاه المقترح الذي تقدمت به لأجل عمل حملة وليد دارفور ..
قلت لهم لماذا الشكر .. أنا لا أريد جزاءً ولا شكورا .. أنا قدمت إقتراح .. وأنتم تجاهلتوه .. والآن الأمر قائم بكم أو بدونكم .. فقد طرحه الأخ أحمد حنين ووجد إستحساناً ..
فرد علي أحد الحضور [ لا أذكر أسمه ] .. قال لي أحمد حنين [ ده زول معروف لدينا ] .. بصراحة نحن لانعرف توجهك السياسي .. وهذا مادعاني للتأني في الرد عليك ..
وقد ثبت هذا الموقف وأخبرته به الأخوان جميعاً ..
قبل أن ننطلق في حملتنا .. إجتمعنا في منزل الأخت الدكتورة رشا سالم .. وكنا قرابة العشرون شخصاً .. [ تشمل جميع ألوان الطيف السياسي ] .. وقبل أن نشرع في أي شئ .. تم الإتفاق على أن الهدف مساعدة أخوان لنا في المعسكرات .. وتم الإتفاق على أن نقبل الدعم من أي جهة كانت .. بل ثبتنا في محضرنا .. أنه إذا لزم الأمر أن نسلم ماجمعناه إلى السفارة لإيصاله إلى أخواننا في المعسكرات .. مقابل أن يتم إيصاله دون أن يشيروا إلى أنه من سودانيز أون لاين .. ليس لدينا مانع في سبيل أن يصل لأخواننا .. وكذلك إن قامت أي جهة معارضة بإصال هذا الدعم إلى أخواننا دون أن تشير إلينا ليس لدينا مانع .
إذاً كان الدافع لإنجاز هذا العمل إنساني بحت .. ليس كسب سياسي .. أو وجاهة .. أو مناصب ..
وسار العمل على أحسن مايكون ..
وبعد أن إستوى وتم إكتماله .. طمعت فيه كل الجهات الحزبية والسياسية .. وأخرجت أسنانها لتنهش هذا الكيان .. كما يحدث الآن ..
يا أهل الرياض .. لقد أفسدتم علينا بهجة إحتفائنا بهذا الكيان الجميل الذي كنا نتنفس من خلاله هواء صحي ..
نحن لسنا أقل منكم ذكاءً .. ولا قراءة للواقع السياسية .. لكننا لانحب أحزابكم .. ولاترضي طموحاتنا .. نراكم أضعف من أن تحققوا لنا أحلامنا .. فنحن جيل إكتوى بنار فشل النخبة السياسية..
عن نفسي خرجت من السودان وعمري 19 عاماً .. وأنا الآن بالغربة لأكثر من 18 عاماً .. أسير بسرعة قصوى إلى الموت دون أن أجد فرصة لكي أتمعن تراب بلدي .. أرى أبناء الشعوب الأخرى .. يعيشون بسلام في أوطانهم .. ونحن أقصى ما نتمناه كوخ وحبة سلفة .. تداوي أوجاعنا .. وكسرة خبز .. وأنتم فشلتم في توفير هذا [ حكومة ومعارضة ] .. وبعد كل هذا تريدون أن نمنحكم وقتنا .. وفكرنا .. ومالنا ..
بئس الأحزاب التي أراها الآن في الساحة ..
وبئس الطرح الذي يتطاول علينا ونحن الذين ملكنا قرارنا .. ولاكرينا ولا إنكرينا .. بل عاهدنا أنفسنا أن لانرهن أنفسنا لأهواء حزبية .. تصالح يوم .. وتخاصم يوم .. مترددة .. لاتجيد موقف ثابت يجعلها تنال إحترامنا ..
من يستحق أن نرهن له أحلامنا ..
من هو الرمز في الساحة السياسية الآن الذي يستحق أن نهبه أعمارنا .. إن دعى الداعي أن نموت في سبيله ..
لا أرى سوى أشباح .. تغلب المصالح على المبادئ .. وهذا لايرضينا ..
يا أيها الأحزاب في الرياض لكم دينكم ولي دين ..
يا أيها الأصحاب في الرياض .. من كان له حزب .. فهو ليس صديقي.. فقد تعودت أن أن أكون كما الجندي في ساحات المعركة .. يقاتل من أجل الذي يقف بشماله والذي يقف بيمينه .. في ساعات الموت .. ينسى كل مايقال له من قومية وعربية وأفريقية .. وحزبية .. إنما يدرك شئ واحد وهو أنه يجب عليه أن يقاتل بشرف وشجاعة لكي يدافع عن أخوانه الذين يفقون إلى جانبه .. مهما كان لونهم أو عرقهم .. أو توجههم السياسي ..

والسلام على من يحمل لنا في قلبه ود وصفاء ..
خالد الأرباب

سلام يا خالد..

علي الرغم من أن رسالتك تتحدث عن-ربما موجهه لبورداب الرياض..
الا انها عبرت عن حال كثير من الجاليات السودانيه في البقع المختلفه من العالم..شرقي أو غربي..
وفتحت مواجع كثيرة لازمت أناس كثيرين بهم..

الجاليه..العمل العام..العمل التطوعي..
منظمات المجتمع المدني..والتنظمات السياسيه..
طبيعة المجتمعات المهاجره وشكل الانتماءات السياسه..
العمل الانساني والاستقطاب السياسي..
و...
و...

ولكن أكثر ما آلمني فيها هو جلد من لا حزب له علي البطون..
شيء محزن حقا!

الأخت العزيزة الملكة منى خوجلي ..

تحياتي العامرة لك وللأسرة الكريمة ..
حضورك أسعدني وجمل حروفي الخجولة ..

لقد رددت لك في هذا الرابط ..[ بورداب الرياض ] من ليس له حزب يجلد على بطنه

حيث أنه لخلل في النت تم إنزال الموضوع مرتين [ عن طريق الخطأ ] ..
أرجوا حضورك في الرابط أعلاه .. فأنت قلم نفخر بوجوده بيننا .. ونسعد بقراءته ..

تحياتي لك ..
ولمن تركوا أهلهم والثرى ..
وإمتطوا قمة المنافي ..
يطرقون أبواب الصباح ..
ويبحثون عن أطياف الأمنيات ..

تحياتي العامرة ،
أخوك/ خالد الأرباب