كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام


03-14-2009, 09:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1238680703&rn=30


Post: #1
Title: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 09:30 AM
Parent: #0

Kostawi
الراحل المقيمالأديب الطيب صالح (فيديو)


ابراهيم على ابراهيم المحامى
شكرا الطيب صالح ، فقد صنعت لنا اسما وفخرا....


abdalla elshaikh
ألطيب صالح وجفاء مناهج النقد بالجامعات السودانيه


بدر الدين الأمير
الدكتورة: موزة المالكى تكتب عن رحيل النور عثمان أبكر وا...ا كان فى الدوحة قامة


الكيك
السودان حزين اليوم بفقدك ..ايها الطيب الصالح ..


mohamed osman bakry
معنى جديدا لرائعته "موسم الهجرة إلى الشمال".


Hadeer Alzain
يابكري أبوبكر الرجاء توشيح المنبر بالسواد فقط لهذا اليو...نا الكبير الطيب صالح


جمال السنوسي
يا بكري ... ألا يستحق بوردنا هذا اللون الأسود حزناً على...فقيدنا (الطيب صالح)


عصمت العالم
العزاء الرسمى للراحل الروائى العالمى الطيب صالح..بال...ه السودانيه .بلندن..


Ibrahim Algrefwi
أين ومتي توفي الطيب صالح ؟

Post: #2
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 09:48 AM
Parent: #1

مجاهد عيسى ادم
وقبل منصة نوبل تصعد روحه الى ربها الاديب الطيب صالح .كي... تركت العالم شــاغرا


محمد الامين محمد
الطيب صالح وموسم الهجرة الى الوطن-أنور حامد


Dr.Saeed Zakarya Saeed
السيرة الذاتية للاديب الطيب صالح


emadblake
.. ولحق "الطيب" بـ "نوبل الأعظم"، وكأن الموت هو "الرواية الخامسة"!


جمال السنوسي
انا لله وإنا إليه ر اجعون ... وداعاً الــطـيـب صــالــح


معتصم محمد صالح
صور تشييع الاديب العالمي الطيب صالح بامدرمان امس


newbie
ليس هذا الطيب الصالح ياتلفزيون السودان


MAHJOOP ALI
ابلغ واروع رثاء للطيب صالح والثقافة العربية


محمد الامين محمد
تشييع الطيب صالح


عبداللطيف حسن علي
هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟

Post: #3
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 10:04 AM
Parent: #2



ودالعباسية
الاديب الطيب صالح فى ذمه الله


الشامي الحبر عبدالوهاب
الطيب صالح وادريس جماع وثقافة البكاء


ضياء الدين ميرغني
عزاء خاص من اسرة عباس بشير نصر واصهاره فى وفاة المغفور ...طيب صالح صديق الاسرة


Abu Eltayeb
علي لطفي (رحم الله سيد احمد نقد الله و رحم الله الطيب صالح)


كمال سالم
الجاليه بالدوحه تقيم عزاء فى فقيد الوطن الطيب صالح 7 مساء اليوم ,,


محمد الجيلى
رثـــاء ...!!!


خالد عنان عمر
من محاسن فقيدنا الطيب الصالح التى لا تنسي , تساؤله الها... اين اتى هؤلاء)) !!


نصار
خناس السودان... ابكيتن البكاء و حق لكن و الطيب رحل....


أبوذر بابكر
البركة فيكم يا أمير فى خالك الطيب


Mohamed Abdelgaleel
الملتقى السوداني الثقافي الاجتماعي الرياضي يتلقى العزاء...ر الأديب الطيب صالح

Post: #4
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 10:29 AM
Parent: #3


الرفاعي عبدالعاطي حجر
ماذا قالت الصحف العربية في الطيب الصالح ... فلنتابع ... !!!


عبود عبد الرحيم
الطيب صالح ... والجيل المظلوم !!


عبدالأله زمراوي
الشاعر محمد المكي إبراهيم ينعى الأديب الراحل الطيب صالح...


khalid abuahmed
صحيفة (الوطن) البحرين تخصص ملفاً ثقافياً للفقيد الطيب صالح- طالعوا المقالات


mohmmed said ahmed
عزاء الطيب صالح بالنادى العربى - الشارقة


عادل التجانى
نعي من المجموعة السودانية و منتدى الحروف الطيب صالح


فاروق أبوحوه
طيب .. صالح .. صالح .. طيب


emadblake
طالع العدد الرابع من جريدة "سودانيز أون لاين" ..


د.نجاة محمود
وبكت نخلة على الجدول وداعا ملكنا


Ash
من أين أتي ـ به ـ هؤلاء!!!

Post: #5
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hawari Nimir
Date: 03-14-2009, 10:44 AM
Parent: #4

مجهود جبار يا اخت هدير
و اتمني ات تعمل له مكتبات في كل
المواقع السودانيه..
كتب..مقالات..لقاءات..صور..حوارات..فيديو..صوت
ولا ابالغ ان قلت,,(متحف الطيب صالح)...
يكفيه فخرا انه(الطيب صالح)
وننوي عمل تابين له في المدينه التي اقيم بها
وسوف احاول تنزيل حفل التابين ان مد الله في الآجأل..
لك كل الامنيات الطيبه
هواري

Post: #6
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 10:48 AM
Parent: #4



حمور زيادة
واكرباه يا سيدي الطيب الصالح .. واكرباه


العوض المسلمي
يلا نعزي ناديه عثمان وحمور زياده في الفقيد الكبير الاستاذ الطيب صالح


Abulbasha
الطيب صالح ... البطلُ والرواية


الجندرية
"رحيل الزين" ... د. حاتم الصكر


حامد بدوي بشير
ملك الرحيل


Abdelrahim Mansour
الرابطة السودانية الأمريكية بنيويورك تحتسب و تتقبل العز...يد الأمة: الطيب صالح


ست البنات
انطفأ النور الذى كشف هيبتنا للعالم ... فكيف نكون !!؟


عبدالكريم الامين احمد
التعازي للحنين والزين وجين مورس وشلة محمود....!!!


بلدى يا حبوب
عتاب لجريدة الحكايات فى نقل صور مراسم تشيع الطيب صالح


Muhib
من أين أتي هؤلاء ?

Post: #7
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 11:11 AM
Parent: #6


haroon diyab
وفاء وعرفانا له ....نجل امير قطر ينقل تعازي والده لاسرة الراحل الطيب صالح


خضر عطا المنان
كلية (الطيب صالح ) .. وانسانية ( د. كمال أبوسن)


HAYDER GASIM
وهل تنقصنا الأحزان ... فجبل منها ... ننصبه للطيب صالح


Elsanosi Badr
الدنيا دي ما لها بقت (مسيخه) كده!!!


ودقاسم
لماذا عاش المواطن الطيب صالح في منفاه الاختياري


adil amin
آخر جرائم مصطفى سعيد


عبدالباقى الظافر
مطار الطيب صالح الدولى ..من يثنى؟!


خضر حسين خليل
يا لهذا الصباح المجوبك !


Elmuez
إيش معنى تصريحات الفقيد الطيب صالح حول البشير بقت لينا حارة !!


Masoud
Yayeb Saleh

Post: #8
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 11:44 AM
Parent: #7



محمَّد زين الشفيع أحمد
الأديبُ / الطَّيِّب صالح .. أيُّ غَوْرٍ مِنْ الْحَزابي ...خَذَكَ عَنَّا ..؟!؟.


Abdlaziz Eisa
ماذا قــالوا عن الطيب صــالح!!


صديق محمد عثمان
امام محمد امام مدير تحرير الشرق الاوسط يرثي الطيب صالح


اكرم عثمان عبده
يا الطيب الصالح


وجدي الكردي
الأدب (خانة) و.. خانة الأدب..!


mutwakil toum
أوباما الوجه الآخر لـ مصطفى سعيد (جئتكم غازياً)


زهير عثمان حمد
عزاء ببيروت للطيب صالح في نقابة الصحفيين اللبنانيين نح... بهذا الاحساس الرائع


Masoud
لطلاب الأدب: مقالة منقولة بالأنجليزية عن موسم الهجرة


بدر الدين الأمير
مابين إدورد سعيد ومصطفي سعيد و(الطيب صالح)


munswor almophtah
مواسم هجرة عصافير الخريف إلى برزخها.....................

Post: #9
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 12:10 PM
Parent: #8

Hussein Mallasi
جسمان!!


كمال علي الزين
خالد أنت ياطيب الذكر (الدكتور حسن نعمة ) يرثي صديق عمره... عن الراية القطرية)


Tumadir
حسنه بت محمود..ومآثر أخرى


وليد محمد المبارك
وقد كان الطيب صالح بعيد النظر فوثق حياته عبر روايته ( المنسي )


Mohamed Abdelgaleel
الطيب صالح .. موسم الهجرة إلى الشمال .. بدار الرابطة ال...لحية بحي العود اليوم


Faisal Al Zubeir
الطيب صالح .."زول"نادر على طرقته ( مقالي في موقع العربية نت)


MOHAMMED ELSHEIKH
ماذا كتبوا عن الطيب صالح


waleed nayel
ما ذهبت لأنك ......فينا (الطيب صالح بين ضلوعنا)


Elawad Eltayeb
الآن على قناة الشروق حلقة خاصة عن الأديب الراحل الطيب صالح


jini
حتى (الطيب) رحل ما طيب لى خاطر! وداعا ضميرنا الحى الذى ...لناطق وأنطق الأخرس!!

Post: #10
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 12:33 PM
Parent: #9


khatab
بعيد اً .. عن خيمة العزاء


خالد عنان عمر
اثناء تابين الاديب الطيب صالح بالدوحة عضو بارز بالمؤتمر...الوطنى يعلن انسلاخه


خضر عطا المنان
دموع وفاء موريتانية .. على روح " الطيب صالح " ..


jini
رائعة الطيب صالح منسى انسان نادر على طريقته! تحميل الكتاب مجانا!!


Nasr
الطيب صالح =الحنين+الزين+مريود..و أكثر: الفاضل ...


salah awad allah
كمال الجزولى/ شاب من كوستى تبرع للطيب صالح بكليته قبل رحيله


Nazar Yousif
حوار مع الطيب صالح.. من أين أتى هؤلاء؟ فائز السليك


مدني العرضي الحسين
موسم الهجرة إلى السماء


ghariba
معرض الرياض الدولي للكتاب الثلاثاء 6 مارس .. واهتمام خا... للحضور والمشاركة )


عبد الله الشيخ
حول علاقة الطيب صالح بالمتنبي

Post: #11
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 12:58 PM
Parent: #10


منى على الحسن
عـنـدمـا بـكـت السمـاء لـوداعـك .. وزغــرد الثـرى لحضـورك ....


شهاب الفاتح عثمان
محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط


بدر الدين الأمير
الكاتب والناقد الاستاذ: احمد الامين ضيف على برنامج (ال...اح ) عن الطيب صالح


munswor almophtah
ملامح عرفان وشواهد وجدان عن الطيب صالح .......عبدالمحمو...يخ خالد (الرحالة)


عبدالرحمن الحلاوي
الطيب صالح =الحنين+الزين+مريود..و أكثر- الفاضل عباس


Ahmed Abushouk
الأديب الألمعي الطيب صالح (1929-2009): ماذا عنه بعد رحيله


jini
تحميل روايةدومة ود حامد لعملاق الأدب العالمى الراحل المقيم الطيب صالح


jini
تحميل رواية بندرشاه عبقرى الواية الراحل المقيم الطيب صالح


jini
تحميل روايةعرس الزين لفخرنا وتاج راسناالراحل المقيم الط... صالح عطر الله ثراه.


أسامه الكرور
الطيب صالح.. و .. الطيب عثمان يوسف

Post: #12
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 03-14-2009, 02:03 PM
Parent: #11

أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !!

لا ولن نستطيع أن نوفي أستاذنا الطيب حقه مهما كتبنا وكتبنا، فالكتابة من بعده يتم وحزن.
عفواً أستاذي إن تطاولت وحاولت كتابة رثائك فمااستطعت،ومثلك لا يرثيه مثلي، فالأفذاذ أولى بكتابة رثائهم الأفذاذ، لكنه صادق الحب ، وحق المحب في التعبير عن عظيم حزنه في فقد من يتفانى في حبه.

Post: #13
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 02:35 PM
Parent: #11

نادية عثمان
ببكيك بدموع الدم .. مات حبيبي صحي ؟!!


عزاز شامي
وداعا يا الطيب صالح ... وادعناك الله و حبايبه ...


كمال علي الزين
(كواليس عرس الزين ) و(السني) يضع على وجهه المكياج لتغسل...يل (الطيب صالح) ..!!


زهير الزناتي
مشاهد وصور من تشييع الطيب صالح



jini
تحميل رواية موسم الهجرة للشمال للراحل المقيم الطيب صالح


Hadeer Alzain
الطيب صالح خال الجميع .. أمير تاج السر


انور التكينة
الطيب صالح فى اخر حوار : لا أغار من مصطفى سعيد لكني أشبه الزين


صلاح هاشم السعيد
المحلية في أدب الطيب صالح


تراث
الطيب صالح مظلوما


Amjed
النعمة و الزين: اضواءعلى شخصيات الطيب صالح \ تاج السر عثمان

Post: #14
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 02:52 PM
Parent: #13

wedzayneb
قرائتان بليغتان لرواية:"موسم الهجرة ..""في موقع أمريكي ...الأدبيّة و الفلسفيّة

عمر عثمان
الطيب صالح وعشيات الحمى


مريم بنت الحسين
معلـمي الطيـب محــمد صــالح-محمد خير حسن سيد أحمد


Siddig A. Omer
وداعاً....الطيب ود صالح


Mandingoo
عندما التقيت بالطيب صالح الإنسان

Post: #15
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 02:59 PM
Parent: #14


Post: #16
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 03:07 PM
Parent: #15

عماد الشبلي
الدوحة تكرم ( الطيب صالح ) صور ...


emadblake
الطيب صالح... المثقف بين جدل السلطة والحقيقة


وائل فحل
:: الطيب صالح : أعماله .. صوره .. حياته ..

Post: #17
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 03:12 PM
Parent: #16



Mohamed Yassin Khalifa
الطيب صالح ومفارقاته اللندنية... عبد الباري عطوان!


Seif Elyazal Burae
آل الفضل محمد حسين(أسرة مكي سليمان الفضل محمد وأولاده),...ن الأديب:الطيب صالح.


Seif Elyazal Burae
حفل تأبين للراحل الطيب صالح في بوسطون-بقيادة شيخ النقابين:مكي سليمان الفضل

Post: #19
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 03:24 PM
Parent: #17

عبدالله الشقليني
في رحيــل الطيب صــالح


Hashim Elemam
في رثاء الطيّب صالح : وأودى عبقريّ الرواية


إسحاق بله الأمين
أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !!

Post: #18
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Mohamed Yassin Khalifa
Date: 03-14-2009, 03:20 PM
Parent: #16

الطيب صالح ومفارقاته اللندنية... عبد الباري عطوان!

Post: #20
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 03:30 PM
Parent: #18


Seif Elyazal Burae
Eltayeb Salih-You can download from this links


انور التكينة
جين مورس .. الطيب صالح ... اوكامبو ... المنظمات ( توجد علاقة )


Faisal Al Zubeir
ندوة عن الاديب الراحل الطيب صالح في الدوحة الاربعاء 10 مارس

Post: #22
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 03:37 PM
Parent: #20



ghariba
اليوم وضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي بالرياض ندوة عن ا...بداع ) والدعوة عامة


mohmmed said ahmed
الطيب صالح لا شيوعى لا اخ مسلم بقلم طلحة جبريل


jini
الرواية العربية: دقات ثقافية على أبواب العالمية!!!!!

Post: #21
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: حامد بدوي بشير
Date: 03-14-2009, 03:34 PM
Parent: #18

الأستاذ حيدرن

لك التحية.

ماذا لو تطور مشروعك هذا الجميل إلى كتاب منشور؟

Post: #23
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: jini
Date: 03-14-2009, 03:55 PM
Parent: #21

صور نادرة لطفل نادر قل ان يتكرر!
شكرا با هدير لهذا الجهد التوثبقى الهام
جنى

Post: #24
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 03:56 PM
Parent: #21



الكيك
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق


علي الكرار هاشم
الطيب صالح يتذكر ...عرس اسماعيل ود صبير


Medhat Osman
لقاء نادر مع الطيب صالح....فيديو 45 دقيقة من التلفزيون التونسي.

Post: #25
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 04:04 PM
Parent: #24

jini
صور نادرة لطفل نادر قل ان يتكرر!


عبد الله الشيخ
حكاية الطيب صالح مع "التومات" !..


عادل التجانى
بكرة الأربعاء ندوة عن الروائي العربي الراحل الطيب صالح

Post: #26
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 03-14-2009, 04:07 PM
Parent: #24

الأخت هدير

سلام

الطيب صالح منح السودان مكانة سامية بين الأمم..
خلد اسم السودان..
الطيب صالح يستاهل الكثير الكثير منا..


تحياتي
عبدالعزيز

Post: #27
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 04:20 PM
Parent: #26



humida
الطيب صالح رحلة الابداع .. ندوة معرض الرياض للكتاب .. ( صور + فيديو ) ..


nadus2000
هل كان الطيب صالح (عليه رحمة الله) أخو مسلم!


سناء عبد السيد
على الدرب مع الطيب صالح .. ملامح من سيرة ذاتية \ طلحة جبريل

Post: #28
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 04:32 PM
Parent: #27



زهير الزناتي
التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح


بكري الخير
الطيب صالح :"إنسان نادر على طريقته" - نُطق الجرح . . . ... - ابراهيم حسين موسي


محمد عكاشة
مـا هـذا يا أيها المـذيع الطـيب عـبد المـاجد !!!

Post: #29
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 04:58 PM
Parent: #28

شهاب الفاتح عثمان
اهلي البورداب , ربان بكري .. نحو مكتبه للطيب صالح .


مدثر محمد عمر
بعض من مقالات الطيب صالح الجميلة..


مدثر محمد عمر
إحتفاءاً بعبارته " أحسست بفجيعة كالفرح" ...عبارات ومقولات الطيب صالح ...

Post: #30
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 05:13 PM
Parent: #29

كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام بعد وفاته
وهي تقريبآ 145 موضوع ..


نتمنى لو في إمكانية بأن يقوم الريس بكري أبوبكر بإنشاء مكتبة خاصة به.


الرجاء لو سهوت عن إدراج موضوع كتب بعد وفاة الراحل الطيب صالح
المساعدة بوضع رابط الموضوع هنا .. مع التقدير لكل من خط حرفآ هنا



وسأعود للرد على الأخوة المتداخلين

Post: #31
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 05:24 PM


لحين عودة

Post: #32
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Al-Mansour Jaafar
Date: 03-14-2009, 06:23 PM
Parent: #1



هل الطيب صالح عربي أم سوداني؟!


((هل كان الطيب صالح (عليه رحمة الله) أخو مسلم!)

هل الطيب صالح عربي أم سوداني؟

هل كل الروايات المكتوبة باللغة العربية روايات عربية؟

هل روايات ماركيز مثلاً أسبانية؟


الطيب صالح أو محفوظ أو حبيبي أو منيف إلخ لم يكتبوا رواية عربية كالتي كتبها جرجي زيدان بل كتب كل منهم روايات بلده.


ثم ما هو معيار العروبة؟



--------------

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D...B5%D8%A7%D9%84%D8%AD

Post: #33
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: بدر الدين الأمير
Date: 03-14-2009, 06:48 PM
Parent: #32

هدير
تقديرى لهذا الجهد التوثيقى وهذه اللمحة الزكية
هناك كتابات قيمة لم انتبه لها لوللا إيرادك لها..

Post: #34
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-14-2009, 08:22 PM
Parent: #33

***

لحين عودة

Post: #35
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: اكرم عثمان عبده
Date: 03-14-2009, 10:34 PM
Parent: #34

التحية لك ولكل ضيوفك؛

لفتة أكثر من رائعة؛ أن يتم تجميع ما كُتِب بعد رحيل الأديب القامة؛
و حقيقة لن تستطيع الأقلام مهما كتبت و (كمّلت حبرها) أن تُُوفي حقه فيما أنتج لنا و للأجيال؛
ناهيك عن أن تُوفي الجانب الإنساني فيه؛
ذلك الجانب الذي أضاف فخراً لشعب؛
تضيع قيمه كل يوم؛ ويضيع تقييم العالم له.

Post: #36
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 10:19 AM
Parent: #35

Quote:
مجهود جبار يا اخت هدير
و اتمني ات تعمل له مكتبات في كل
المواقع السودانيه..
كتب..مقالات..لقاءات..صور..حوارات..فيديو..صوت
ولا ابالغ ان قلت,,(متحف الطيب صالح)...
يكفيه فخرا انه(الطيب صالح)
وننوي عمل تابين له في المدينه التي اقيم بها
وسوف احاول تنزيل حفل التابين ان مد الله في الآجأل..
لك كل الامنيات الطيبه
هواري


تشكر كتير أخ هواري
يا دوب عرفت الريس بكري دا بتعب كيف في عمل المكتبات

ومدونا بحفل التأبين لهذا الرجل الأمة والذي أتمنى معك ان تعمل له مكتبات في كل
المواقع السودانيه.. وأولها هذا الموقع الكبير المؤثر
فيكفينا فخرا ويكفيه انه (الطيب صالح)

ولك المحبة والتقدير

Post: #37
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 07:28 PM
Parent: #36

Quote: أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !!

لا ولن نستطيع أن نوفي أستاذنا الطيب حقه مهما كتبنا وكتبنا، فالكتابة من بعده يتم وحزن.
عفواً أستاذي إن تطاولت وحاولت كتابة رثائك فمااستطعت،ومثلك لا يرثيه مثلي، فالأفذاذ أولى بكتابة رثائهم الأفذاذ، لكنه صادق الحب ، وحق المحب في التعبير عن عظيم حزنه في فقد من يتفانى في حبه.


الأخ العزيز إسحاق
شكرآ لك لتنبيهي بهذا البوست الجميل الزاخر بتخوم الإنسانية
وشكرآ لمرورك الكريم ولا أزيد على ما كتبت حرفآ ..
فلقد كفيت ووفيت .. فشكرآ جزيلآ لك أخي ..
بعض مما خطه يراعك:

إن الراحل الطيب صالح لم يمت وسيظل فينا رمزاً خالداً بما خلفه من أعمال رائعة شهد له بها العالم أجمع.

اللهم اكرم نزله ووسع مدخله وانزله منازل عبادك الأبرار.
إنا لله وإنا إليه راجعون ..

Post: #38
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 07:36 PM
Parent: #37

Mohamed Yassin Khalifa
تحياتي وتقديري
ويبدو إننا قد أنزلنا مداخلتينا تقريبآ في وكت واحد
لهذا لم ترى رابط البوست
أشكر مساعدتك ومرورك الكريم

Post: #39
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-15-2009, 07:38 PM
Parent: #37

هدير

مشكورة علي هذا المجهود المقدر

وجعله الله في ميزان حسناتك


سيف

Post: #40
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 03-15-2009, 08:24 PM
Parent: #39

الأخت الرائعة / هدير
الشكر لك أنت عزيزتي، على قيامك بعمل توثيقي رائع يحسب لك، وحق لك أن تفخري به، فنحن أمة ينقصها الاهتمام بالتوثيق لأعلامها وعلمائها ومبدعيها وما أكثرهم وما أروعهم، والتوثيق في نظري أمانة ومسئولية، ليتنا نوليها رعاية واهتماما لحفظ أعمال مبدعينا في كافة المجالات ولتستفيد منه الأجيال من بعدنا.
أكرر شكري وتقديري
دمت بخير

Post: #41
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 08:54 PM
Parent: #40


jini
كيف أنسى الطيب صالح !!!!!!!خالص عزمي


jini
المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو مختار أمبو يكتب عن ...لآخر للطيب صالح.!

Post: #42
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 08:58 PM
Parent: #41

jini
حيرة الطيب صالح.. بين الشمال والجنوب!!!!!!!!!بقلم :د. جلال أمين

Post: #43
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 09:07 PM
Parent: #42

Quote: الأستاذ حيدر

لك التحية.

ماذا لو تطور مشروعك هذا الجميل إلى كتاب منشور؟


الأخ الفاضل حامد بدوي
أشكرك على المرور ..
أثني وأرفع إقتراحك العظيم للسيد الرئيس بكري أبو بكر
أو الأستاذ عماد البليك مؤسس مجلة سودانيزأونلاين ..

ودعونا معآ نناشد الريس بكري بعمل مكتبة تليق بهذا الرجل العظيم

تحية وتقدير
أختك هدير

Post: #44
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 09:27 PM
Parent: #43

Quote: صور نادرة لطفل نادر قل ان يتكرر!
شكرا با هدير لهذا الجهد التوثبقى الهام
جنى


يا جني لك نجمة الإنجاز
فلقد ورد إسمك مرارآ وتكرارآ عبر التوثيق لرجلنا العظيم
وشكرآ ليك كتير على كل ما قمت به من مجهود ومن تحميل مجاني لكتب
الراحل المقيم .. فلقد مكنتني وآخرين كثر بإعادة قراءة روايات هذا البطل السوداني
مرة أخرى .. وأتمنى أن يقراها شبابناالناشئون ليعرفو أي رجل عظيم فقدنا

شكرآ لمرورك الكريم .. ولرابط البوست الذي حتمآ كان سيفوت علي

Post: #45
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 03-15-2009, 09:42 PM
Parent: #44

الأستاذ الطيب صالح .. تواضع الكبار

الأخت / هدير

ومهما كتبنا عن الأستاذ الراحل الطيب صالح فلا ولن نستطيع أن نوفيه حقه

Post: #46
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-15-2009, 09:45 PM
Parent: #44



jini
رجل في حياتي.. الطيب صالح!!!!!! بقلم: رابح فيلالي ! ي...ك يا رابح يا فيلالى!


إسحاق بله الأمين
الأستاذ الطيب صالح .. تواضع الكبار

Post: #47
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Elmuez
Date: 03-16-2009, 03:13 AM
Parent: #46

مُعَلَّقَاً بِخُيُوطِ الشَّمْسِ الغَارِبَةِ .. مَضَى! بقلم: كمال الجزولي

Post: #48
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Bushra Elfadil
Date: 03-16-2009, 08:27 AM
Parent: #47

لغة الحوار في مريود تكشف عن مريم الأخرى
(نشرت بالراي العام السودانية قبل أكثر من عامين ضمن الملحق الثقافي وأعيد نشرها بالأربعاء الماضي بتصرف نسبة لرحيل الكاتب الكبير )

(مريود) التي هي الجزء الثاني من رواية (بندر شاه) تكتنز لوحدها بالأسرار ويتجلى فيها بأكثر من غيرها - من روايات الراحل الكبير الطيب صالح- الجانب الشعري الغنائي الليريك خصوصاً في الفصل الرابع منها.وهو الفصل الذي سيقودني للإدعاء بأنني وقفت على (مريمين) ، مريم الأولى هي شقيقة محجوب ووالدة الطريفي ود بكري التي زوجوها لبكري على الرغم منها لأن جد محيميد وقف في طريق زواجهما هي ومحيميد وقال لا. كانت تحب محيميداً وتسميه مريوداً لكن مريوداً لم يقرر .ترك الأمر بتساهل في يد الجد.ولذا كابد طوال حياته من حسرة فقدها. ومريم الأخرى هي تلك المحبوبة المتخيلة التي سافرت مع وجدان الراوي خلال السنين الطويلة لا يبرح قلبه حبه لها ينمي طاقاتها الذهنية في خياله مع ازدياد معارفه لتبزه في إدراك كنه الوجود.
حين عاد محيميد من إحدى سفراته الطويلة وجد مريم على فراش الموت. كانت تهذي وتقول إنها أبدا لن تتزوج بكري .كان بكري زوجها قد مات عنها وانتهى لكنها في هذيانها تتمنى الزواج من مريود .كانت تتمنى لو يعود الزمان لأربعين عاماً وتزيد ويتردد صدى صوتها المأساوي لتقول في رقدتها الأخيرة تلك:
- إنت ما مريود إنت بكرى.أبداً ما أتزوج بكري .أبداً .أبداً ..
وعندما أكد لها إنه مريود تفرست في وجهه وقالت بصوت آخر كأنها شخص آخر:
- العيون عيون مريود والخشم خشم مريود والحس حس مريود لكن إنت ما مريود .مريود أصغر .ابداً إنت ما مريود.إنت منو؟
مريم أو مريوم كما يسميها مريود صديقة طفولته تصغره بثلاثة أعوام .دخلت المدرسة بحيلة منها فصارت وهي الأصغر تبزهما هو وصديق طفولته محجوب شقيقها في الدراسة.يقول عنها الراوي محيميد أو مريود كما تسميه هي : كنا أعز إنسانين لديها ، أنا قطب أحلامها مستقبلاً في المدينة ومحجوب أخوها الأوحد بين أربع بنات ومريم صغراهن. كانت طفلة دون العاشرة أما مريود فكان يقترب من الثالثة عشرة حين أفصحت له عن حبها قالت له دعنا نتزوج وننجب (تعد على أصابع يديها وتقول : احمد. محمد. محمود.حامد. حمد. حمدان. ويغيظها محيميد
-الأبناء أكثر من الأسماء يا مريوم..؟
تضحك وتقول
- نتمهم عشرة بالبنات.
مريم الأولى شخصية من شخصيات ود حامد لم تسعفها الظروف الذكورية القاهرة في مجتمعها لأن تواصل مشوار التعليم . كفت عن الذهاب للمدرسة عندما تكشفت حيلتها بفوران طبيعتها الأنثوية وكانت تتخفى في ملابس الاولاد. لكن محيميداً ذهب أبعد وتركها وراءه لتتزوج بكرى .تتكثف المأساة في يوم احتضارها الشىء الذي جعل محيميداً يعترف بخطئه في تركها لمصيرها. ماتت بين يديه :
-محجوب قبل خدها وهو يغالب الدموع فتغالبه.وانحنينا عليها وقبلت جبهتها فتشبست بي وطوقتني بذراعيها.فأحسست بها مثل سر عزيز ، مثل شيء عسير مستحيل ذلك العطر ذلك الشباب .دارت عجلة الزمان القهقرى ، حتى توقفت عند ليلة صيف قمراء ليست من ليالي هذا الزمان ولا هذه الأرض وسمعت حس بكائي كأن أحداً غيري يبكي الدموع التي ظلت حبيسة كل تلك الأعوام. هذه حصتي من كل شيء . هذا نصيبي وإرثي مات عنها (يقصد زوجها بكري) وتركها لي لتموت على صدري.
مريم الأولى كانت هنا في الجزء الأول من الرواية ولذا كانت تتكلم بالعامية .أما مريم الأخرى المتخيلة فأصبحت فجأة تتكلم بالفصحى إنها مريم التي كان يتمنى الراوي لو أنها واصلت مشوارها معه.يتملك الراوي شعور طاغ بالذنب الذي يصل إلى بعد مأساوي جراء تركها لمصيرها (سمعت حس بكائي) .مريم الأولى المتعينة قبل موتها كانت قد قالت لمريود وهي على فراش الموت:
-إنت مريود وما مريود.زول وما زول.إنت لا أي زول ولا أي شي.
عند دفن مريم الأولى تطل علينا مريم الثانية (الأخرى) حين سمع محيميد هبوب أمشير تناديه بصوت مريم :(لا شيء لا أحد) هكذا تبدلت اللغة حتى قبل أن يعترض الراوي طريق محجوب شقيق مريم الذي خطا بها نحو القبر .تركها محجوب له .قال الراوي مريود المفجوع:
-كانت خفيفة مثل فرخ طائر وأنا أسير بها في طريق طويل يمتد من بلد إلى بلد ومن سهل إلى جبل .(مريم هنا أصبحت مثل فلسطين محمود درويش) تتمدد تلك اللحظة الكونية في وجدان الراوي وتظهر لنا خلالها مريم الأخرى كاملة تتحدث في الحوار بالعربية الفصحى وحدها حيث يتكثف الحوار ويجىء الشعر :
-لا تبتئس يا ضوء عيني …
-بلى بلى يا رمانة قلبي .إذا احتجتني فادعني فسوف أجيء….
-آيتك ماء .آيتك ماء .أبداً تتلفت خلفك .آيتك أن تظل يقظاناً إلى آخر العهد.
وتصل الغنائية الشعرية إلى مداها الأقصى في المقطع الأخير من الرواية :
قلت: إذاً زوديني.
قالت: لا.
وتكرر الطلب والرفض ثلاث مرات إلى أن قالت مريم الأخرى فجأة:
«واحسرتا عليك يا محبوبي خير الزاد أنا.إنني مفارقتك هنا . لا شبع لك من بعدي ولا ري ..
حين ابعدوا الراوي عن جسد مريوم الأولى وأنزلوا ذلك الجسد في القبر سمع صوت مريم الأخرى كأنه ينزل من السماء:
« يا مريود .انت لا شىء .أنت لا أحد يا مريود.إنك اخترت جدك وجدك اختارك لأنكما ارجح في موازين أهل الدنيا…
زفر مريود حسرته وشعوره الطاغي بالمأساة في آخر جملة من هذا الحوار الشعري
-قلت نعم. قلت نعم.قلت نعم.ولكن طريق العودة كان اشق لأنني كنت قد مشيت.
طريق العودة؟هذا مستحيل وجودياً يا مريود ومريم الاولى قد تم دفن جسدها المتعب قبل لحظات .
هكذا نكتشف من خلال لغة الحوار أن الراوي محيميد فلق لنا مريم لمريمين في تعددية أصوات بائنة نقول بها في مجمل انتاج الطيب صالح وفقاً للمفهوم الباختيني ليقدم لنا في شق هذه الرواية مساندة للمرأة السودانية من خلال مثابرة شخصية الرواية مريوم نفسها التي وقعت عليها أضرار وعذابات المجتمع القاسي (خسارة مريود مات. وأنا يزوجوني بكري.أبداً. أحسن أنا كمان أموت ولا أتزوج بكري).
أما الراوي فقد انتقل من دور البطل في مريم الأولى إلى دور الكومبارس في مريم الثانية ليس له غير أن يقول نعم.
الطيب صالح فقد هائل للأجيال السودانية المتعاقبة ما تناسلت تلك الاجيال على مدى الدهور فالعبقريات لا تتكرر كثيراً.يرحمه الله.

Post: #49
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-16-2009, 05:55 PM
Parent: #48

Elmuez
مُعَلَّقَاً بِخُيُوطِ الشَّمْسِ الغَارِبَةِ .. مَضَى! بقلم: كمال الجزولي


زهير عثمان حمد
ماذا كتنب اليوم الشاعر أدونيس في مداراته عن رحلنا الطيب صالح

Post: #50
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-16-2009, 06:08 PM
Parent: #49

Quote:
الطيب صالح منح السودان مكانة سامية بين الأمم..
خلد اسم السودان..
الطيب صالح يستاهل الكثير الكثير منا..

تحياتي
عبدالعزيز


الأخ عبد العزيز
الطيب صالح فعلآ كما ذكرت يستحق أن نخلده بعد مماته بتسمية شوارع في الخرطوم بإسمه ..
إطلاق مطار بإسمه ..تشييد مكتبات له بإسمه إبتداء من منبرنا الكبير .. وهنالك الكثير المثير
من المقترحات من الأعضاء أتمناها تصبح فعل واقع في القريب العاجل

تشكر على المرور والمشاركة أخي عبد العزيز ..

Post: #51
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-18-2009, 12:20 PM
Parent: #50

Quote:

هل الطيب صالح عربي أم سوداني؟!


((هل كان الطيب صالح (عليه رحمة الله) أخو مسلم!)

هل الطيب صالح عربي أم سوداني؟

هل كل الروايات المكتوبة باللغة العربية روايات عربية؟



المنصور جعفر
شكرآ أخي على رابط الموضوع

الطيب صالح كان سودانيآ خالصآ ذو ثقافة عربية يعتز بسودانيته ويفخر بها
لم يكن شيوعيآ أو أخآ مسلمآ .. كما كتب عنه الأستاذ طلحة جبريل
الطيب صالح لا شيوعى لا اخ مسلم بقلم طلحة جبريل


وكان رجلآ محافظآ فقط
الطيب صالح فى اخر حوار : لا أغار من مصطفى سعيد لكني أشبه الزين



شكرآ خالصآ على ويكيبديا الطيب صالح

ودمت بخير

Post: #52
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-18-2009, 12:38 PM
Parent: #51

Quote:
تقديرى لهذا الجهد التوثيقى وهذه اللمحة الزكية
هناك كتابات قيمة لم انتبه لها لوللا إيرادك لها..


الأمير بدر
لم أفعل شيئآ البتة أخي .. غير أني جمعت كل ما كتب عن ملك الرواية في المنبر بعد وفاته
والذي فآجأه الموت على حين غفلة ..
لم نوفيه حقه حيآ .. فلنفعل بعد مماته..
مماته الذي أفجعني بالحيل ..

دمت بخير أخي وأشكر لك مرورك الفخيم
ويدكم معنا في إنشاء مكتبة خاصة به في سودانيزأونلاين كأقل رد جميل ..

Post: #53
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: abdulhalim altilib
Date: 03-18-2009, 09:31 PM
Parent: #52

الأخت العزيزة / هدير
تحياتي ،


شكراً كثيراً وجزيلاً على هذا الجهد
الخرافي في تتبع ورصد وجمع كل ما
كتب عن عملاقنا الراحل المقيم الطيب صالح
وتوثيقه في مكان واحد ليسهل السباحة فيه
بكل متعة ودون أي رهق أو مطاردة للصفحات
والروابط والبحث عنها هنا وهناك.

سلمتي أختي وسلم يراعك ومن قبله تفكيرك
الذي هداك لهذا العمل الجليل والمفيد .

لقد كفيتينا، وبحق ، عن الهرولة واللهث
خلف ما كتب عن أو في الطيب صالح في
هذا الحوش الماهل .. فشكراً لك مثنى وثلاث ورباع .

مع خالص مودتي وتقديري ،



( ليمو )

Post: #54
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: jini
Date: 03-18-2009, 09:55 PM
Parent: #53

Quote:
يا دار عبلة
سمير عطا الله
الثلاثـاء 21 ربيـع الاول 1430 هـ 17 مارس 2009 العدد 11067
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

ترك الطيب صالح زوجة بريطانية الأصل، كانت جزءاً من شخصه ومن عطائه ومن طباعه، وليس فقط من حياته. وقد عاش حياته كلها ما بين أمواج الشرق وأمواج الغرب. العقل في الحاضر والقلب في الحنين. الإقامة في أضواء لندن والمقام الدائم تحت البلح على ضفاف النيل. يحلم بالعربية في الليل ويأمل بالإنكليزية في النهار. لا هجرة دائمة ولا عودة دائمة. يجلس على شاطئ المتنبي وفي ظلاله، ثم يكتب عن شيللي وطاغور. لكن الذي أعطاه مكانته في آداب العالم، ليس أنه أفاد من ثقافة الغرب بل إنه حافظ على روح الشرقي ولغته وتعابيره. وقد قلده عرب كثيرون في استخدام الألفاظ الشعبية حتى نسينا أنه الرائد في ذلك. ونجح كثيرون في هذا التنويع وفي عرض جمالات التراث الشعبي ولطائفه، في حين تناول البعض الآخر تعابير ضحلة ومبالغاً فيها على نحو ثقيل أو مضحك.

ولم يشرح أحد ذلك الشعور بالتناقض، أو بالازدواجية، كما شرحه الطيب صالح نفسه في رسائله إلى زوجته، إيلين، في كتابه «دومه ود حامد»، مفسراً لها الفارق بين العقليتين: «أنا لا أحفل بأمسي ولا بيومي، وأنت تحفلين بكل شيء» ثم «تقرئين الكتاب وتخبرينني بمحتواه، فأكتفي بك فلا أقرأ. تزوجتني، تزوجت شرقاً مضطرباً على مفترق الطرق، تزوجتِ شمساً قاسية الشعاع، تزوجتِ فكراً فوضوياً وآمالا ظمأى كصحارى قومي».

ثم يطمئن إيلين إلى أنه لا مبرر بعد اليوم لأن تغار عليه من الفتيات السودانيات لأن الانتقال نهائي: «اطمئني فلن تضحك لي فتاة في بلادي، فأنا في حسابهن كنخلة اقتلعها التيار وجرفها بعيداً عن منبتها. أنا في حسابهن تجارة قبيلة كسدت. ولكن ما أحلى الكساد معك». كاد يقول لها إنه بسبب الزواج منها، أصدرت عليه قبيلته حكماً بالنفي أو بالعزل. لقد أصبح غريباً وليس مجرد مهاجر فقط. ويصارحها بما لا تطيق سماعه، وهو أن سلوك أهله حياله قد تغير هو أيضاً: «قبل أعوام كان خلية حية في جسم القبيلة المترابط. كان يغيب فيخلق فراغاً لا يمتلئ حتى يعود، وحين يعود يصافحه أبوه ببساطة وتضحك أمه كعادتها ويعامله بقية أهله بلا كلفة طوال الأيام التي غابها.. أما الآن فأبوه قد احتضنه بقوة وأمه ذرفت الدموع وبقية أهله بالغوا في الترحيب به. هذه المبالغة أزعجته. كان إحساسهم الطبيعي قد فتر فدعموه بالمبالغة».


Post: #55
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-19-2009, 07:08 PM
Parent: #54

Good job Hadeer

Post: #56
Title: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: jini
Date: 03-20-2009, 00:42 AM
Parent: #1

Quote: تقت مراسلة قناة "روسيا اليوم" مع فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس الذين يعملون في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الروسية ، ومن بين ما ترجم رواية الكاتب السوداني الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال " التي صدرت للمرة الأولى باللغة الروسية في الاتحاد السوفيتي في عام 1977.

وقال شاغال "اليوم يقال عن كتاب يصدر بألف نسخة بأنه إصدار كبير. ولكن رواية الطيب الصالح "موسم الهجرة إلى الشمال " كانت طبعتها الاولى في الاتحاد السوفيتي من مئة ألف نسخة ، ثم أعيدت طباعتها وصدرت بمئة ألف نسخة اخرى ، ثم جرت اعادة طباعتها للمرة الثالثة بـ700 ألف نسخة. وبمعرفة هذه الارقام فقط يمكن للمرء أن يتخيل مدى اقبال القارئ الروسي على مطالعة هذا الأديب".

ويرى فلاديمير شاغال أن رواية " موسم الهجرة إلى الشمال" لعبت دوراً في تغيير النظرة إلى العرب والإسلام ككل، وفتحت المجال للقارئ الروسي للتوصل إلى فهم أوسع وأعمق لخصائص العرب الدينية والثقافية والسلوكية .

ورغم مرور السنين إلا أن قضية الشرق والغرب لا تزال حديث الساعة، والحاجة إلى فهم الآخر لا تزال ملحة، ولربما الحل الوحيد هو في نشر الأدب الحقيقي القادر على تخطي جميع الحدود وبناء جسور التفاهم بين الحضارات.

المزيد من التفاصيل في التقرير المصور

Post: #57
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-20-2009, 06:57 AM
Parent: #56



منوت
الخال الجميل مكي ، والطيب صالح

Post: #58
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-20-2009, 07:12 AM
Parent: #57

Quote: التحية لك ولكل ضيوفك؛

لفتة أكثر من رائعة؛ أن يتم تجميع ما كُتِب بعد رحيل الأديب القامة؛
و حقيقة لن تستطيع الأقلام مهما كتبت و (كمّلت حبرها) أن تُُوفي حقه فيما أنتج لنا و للأجيال؛
ناهيك عن أن تُوفي الجانب الإنساني فيه؛
ذلك الجانب الذي أضاف فخراً لشعب؛
تضيع قيمه كل يوم؛ ويضيع تقييم العالم له.


الأخ الفاضل اكرم عثمان عبده ..
أشكر لك مرورك الكريم الذي أسعدني في حوش التوثيق هذا
ومن ثم قوة كلماتك التي صغتها .. فهي تعبر بحق عن ملك الرواية
الأديب الأريب الإنسان أبونا الراحل الطيب صالح



اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل الجنة مثواه
آمين

Post: #59
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-20-2009, 11:17 AM
Parent: #58


Hadeer Alzain
الأديب الراحل الطيب صالح في عيون أخيه بشير صالح

Post: #60
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-21-2009, 06:39 AM
Parent: #59


عبدالغني كرم الله
زغرودة عشمانة الطرشاء تحت مخدتي "متع القراية"!!..


عبدالغني كرم الله
نخلة على "القلب"!!...

Post: #61
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-21-2009, 06:50 AM
Parent: #60



د عبد الرحيم عبد الحليم
في ربوع الطيب صالح: عبقرية المكان


jini
تركنا الطيب صالح شجرة السودان - محمد زكريا السقال! أروع...بة عن الراحل المقيم!

Post: #62
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-21-2009, 06:56 AM
Parent: #61

jini
الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!!


خضر عطا المنان
الطيب صالح نصح الترابي .. والطيب مصطفى ينصح البشير .. ف...لبكم على السودان ؟ .

Post: #63
Title: Re: فلاديمير شاغال أحد أشهر المستعربين الروس والطيب صالح
Author: jini
Date: 03-24-2009, 07:10 PM
Parent: #62

مقال كمال الجزولى كاملا

Quote:
مُعَلَّقَاً بِخُيُوطِ الشَّمْسِ الغَارِبَةِ .. مَضَى!

كمال الجزولي





مُعَلَّقَاً بِخُيُوطِ الشَّمْسِ الغَارِبَةِ .. مَضَى!
بقلم: كمال الجزولي
الثلاثاء, 24 فبراير 2009

"الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين اتنين .. الصداقة والمحبة"!
ود الرَّوَّاس
(بندر شاه: مريود، ص 37 ـ 38)
(1)
في الثامنة من مساء الثلاثاء 17/2/09 قرَّر محمود صالح، الصديق الصدوق للطيِّب صالح، والذي بقي ملازماً له في رقدته الأخيرة، مثلما في كلِّ أوقات مرضه العصيبة خلال الفترة الماضية، أن يتوجَّه من مستشفى سانت هيلير في ضاحية ميرتون، بجوار ويمبلدون جنوب غرب العاصمة البريطانيَّة، حيث يرقد الطيِّب بعنبر هاري سيكوم لغسيل الكلى، إلى شقة إبنه الكائنة بناحية المطار غربيَّ لندن، كي يأخذ قسطاً من الراحة، يعود بعدها ليبقى قريباً من خدن روحه. لكنه ما كاد يبلغ الشقة، ولم تكن قد مضت على مغادرته المستشفى سوى أقل من ساعتين هي مسافة الطريق الزَّمنيَّة، حتى رنَّت نغمة جواله تنقل إليه الفاجعة:
ـ "عُد فوراً. حالة الطيِّب تردَّت، فجأة، إلى أدنى درجة"!
............................
............................
ظلَّ الطيِّب، طوال السنوات الماضية، في صراع يشتدُّ ويخفت، ليشتدَّ مجدَّداً، مع الداء الوبيل الذي أصاب كليتيه. وفي الأثناء ظلَّ يتردَّد على الأطباء بين لندن والقاهرة، أملاً في وصفة تستبعد مخايل عمليَّة نقل الكليَّة التي كان من رأي بعضهم ألا بديل عنها. ومع الأيام تكاثر، للأسف، أصحاب هذا الرأي من الاختصاصيين هنا وهناك، حتى صاروا أغلبية عظمى. فبدأ مشوار المعاناة في البحث عن مانح متطوِّع ملائم، وفي المفاضلة بين بلد وبلد، وبين مستشفى ومستشفى، وبين جرَّاح وجرَّاح.
أخيراً وُجد المانح، وهو شاب من كوستي أصرَّ على عدم ذكر اسمه، فأدخِل مع الطيِّب مستشفى ميديكال كير الخاص بدُبَي، في فبراير 2008م، حيث تقرَّر إجراء العمليَّة هناك على يد الجرَّاح السوداني الكبير كمال ابو سن. سوى أن الفحوصات التحضيريَّة ما لبثت أن كشفت، للأسف، عن ضيق في أحد شرايين الطيِّب التاجيَّة، نتيجة إدمانه التدخين أغلب سنوات عمره، مِمَّا استلزم وضع دُعَامة في الشريان المعطوب لتوسيع مجرى الدَّم، مثلما استلزم تأجيل العمليَّة، ضربة لازب، لسنتين على الأقل!
عاد الطيِّب إلى لندن ليواظب على الغسيل ويحاول التعايش معه. لكنَّ ارتخاءً مفاجئاً وقع في الدُّعَامة، بعد ما لا يزيد عن الخمسة أشهر من وضعها في الشريان، مِمَّا استدعى نقله، على عجل، إلى مستشفى برومتون التخصُّصي لأمراض القلب، حيث أجريت له، في يوليو، عمليَّة أخرى لاستبدالها. غير أنه أصيب، عقب العمليَّة، بجلطة في الدماغ أدخلته في حالة تنويم استمرَّت لثلاثة أشهر قضاها بغرفة العناية المركَّزة!
في نوفمبر أفاق تماماً، وبمستوى أشاع التفاؤل في نفوس أطبائه وأسرته وأصدقائه، فتمَّ نقله إلى مستشفى سانت هيلير القريبة من مسكنه، ليبقى تحت العناية الاعتياديَّة، والمداومة الروتينيَّة على الغسيل ثلاث مرَّات في الأسبوع. وبالفعل بدا، خلال الشهرين التاليين، أنه قد استعاد شهيَّته للطعام، وللقراءة، وللمؤانسة، وأن صحته، بوجه عام، آخذة في التحسُّن، حتى أنه شرع في ممارسة رياضة المشي والتمارين على الدَّرَّاجة الثابتة.
لكن حالته انتكست، فجأة، للأسف، مع خواتيم يناير المنصرم، فدخل في إغماءة أخرى. ورغم كلِّ ما بذل الأطباء من جهد، إلا أن خط التدهور العام في صحَّته راح يواصل انحداره بسرعة متزايدة، يوماً عن يوم، وساعة بعد ساعة، حتى أسلم روحه الطاهرة لبارئها قبل ساعتين من منتصف تلك الليلة الشتائيَّة التي ما انفكَّت ريحها تعول .. ويب .. ويب .. ويب!
............................
............................
قابلته آخر مرَّة قبل عامين. كان في إحدى زياراته إلى القاهرة، وكنت هناك بالمصادفة. إلتقينا على مأدبة غداء بشقة محمود، مع لفيف من أصدقائه وندمائه السودانيين والمصريين، وكان فيهم الشاعر صلاح أحمد محمد صالح، والشاعر الياس فتح الرحمن، والكاتب حسن ابَّشر الطيِّب، والصحفي مرتضى الغالي، والكاتب المصري المتخصِّص في أدب الأطفال محمود سالم، والكاتب والمترجم المصري عبد الرحيم الرفاعي، صديقه المقيم، حالياً، مع أسرته بجنيف، والذي زامله، لسنوات طوال، بهيئة الإذاعة البريطانيَّة، والذي يحرص على مرافقته إلى القاهرة كلما نزل إليها، وآخرين. كانت الجلسة ودودة، ومحفوفة بكرم أسرة محمود الفياض. وكان الأنس شائقاً تتخلله، كالعادة، لمعاً من القفشات المصريَّة. لكنَّ الطيِّب كان بادي الهزال والإعياء والرهق والهمِّ، ولا يكاد ينبس ببنت شفة، بل لم يكن نادراً ما يدع رأسه يتكئ على كتفه، ويدخل في نوبات إغفاء متقطعة، كلما غافل العيون المشتاقة، وكلما انزلق الكلام بعيداً عنه! وعندما نهضنا إلى المائدة الدسمة لمحت إناءين كبيرين فاخرين يتوسَّطانها، في أحدهما (أم رقيقة)، وفي الآخر (ملوخيَّة مفروكة). تذكَّرت، على الفور، ليلة سهرنا، الياس وشقيقي محمد وشخصي، قبل سنوات طوال، في شقة الطيِّب بالقاهرة، ذات شتاء قارس لبرده أزيز في الحنايا، ولصقيعه عضَّة في العظام، برفقة أصدقائه محمود صالح وحسن ابشر وعبد الرحمن سعيد والسِّر قدور وعمر يوسف، ثمَّ تعشينا، آخر الليل، على مزاجه الموغل في سودانيَّته، بـ (مُلاح وَرَق) كان أحضره له، بناء على طلبه المخصوص، صديقه حسن ابشر الذي كان يقيم، وقتها، مع أسرته هناك. قلت أداعبه بتلك الذكرى، عساه يخرج من حالة الصمت والكآبة التي تغمره. لكنه اكتفى بابتسامة كابية، وبدا كما لو لم يسمعني جيِّداً، مثلما بدا فاقداً الشهيَّة، لا للكلام، فحسب، وإنما للطعام أيضاً .. حتى السوداني الذي يفضله من بين أطعمة العالمين، رغم أنه لا يأكل، في العادة، إلا قليلاً، لكنه يبتهج لمرآه على المائدة، مثلما يبتهج لمرأى كلِّ شئ سوداني!
أوَّل المساء أوصلناه، الياس ومرتضى وشخصي، بعربة الياس، وكان نائماً تقريباً، إلى حيث يقيم بالشقة التي كان يؤثرها على ما عداها، كلما زار القاهرة، والكائنة في البناية رقم 34 بالمهندسين ـ شارع جامعة الدول العربيَّة، وكنت سمعته، مرَّة، يتحدَّث عن رغبته في شرائها، لكنني لا أعلم إن كان فعل أم لا. أيقظناه، فترجَّل بصعوبة، وودَّعنا. لكنَّ إحساس قلق غامض ما لبث أن اجتاح ثلاثتنا، ونحن نبصره يعبر الرصيف، بخطو متثاقل، إلى مدخل العمارة، محاولاً أن يتفادى ثلة من الصبية كانوا يتسابقون بدرَّاجات رياضيَّة ملوَّنة. مع ذلك رأيناه يتمكَّث قليلاً، قبل أن يدلف، ليردَّ تحيَّة البوَّاب وزوجته وعيالهما، وقد هبُّوا لاستقباله خفافاً، ثمَّ يدخل يده في جيب جاكتته الداخلي يوزِّع على الأطفال ما تيسَّر.
............................
............................
نفس هذا البوَّاب كان سألنا، عندما جئنا، الياس وشقيقي محمد وشخصي، نلبي دعوة الطيِّب في تلك الليلة الصقيعيَّة قبل سنوات طوال:
ـ "مين الراجل الطيِّب ده؟! أنا بشوف صورو في الجرانين، وبيجي عندو باشوات ياما .. ده باين عليه باشا حقيقي"؟!
ـ "أيوه .. ده راجل مشهور قوي في العالم كلو .. إنت بتعرف نجيب محفوظ يا حاج؟! أهو ده بقى زي نجيب محفوظ"؟!
ـ "بس هوَّ يا بيه، الله يجبر بخاطرو، بيقعد معانا عالدكَّة هنا، وبياخد ويدِّي معانا في الكلام، وساعات كمان بيشرب معانا الشاي الكشري اللي بتعملهولو الوليَّة مراتي"!
خطرت لي، لحظتها، خاطرة كاريكاتيريَّة غاية في الطرافة: الرِّوائي الكبير الذي صُنفت روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) ضمن أفضل مائة عمل أدبي في التاريخ البشري، والذي تتهافت كبريات دور النشر العالميَة على نشر أعماله بملايين النسخ، وبما يربو على الستين لغة حيَّة، ليطالعها الناس في القارَّات كلها، وتدرَّس في أعرق الجامعات، ويضع طلاب الدِّراسات العليا بحوثهم حولها ليحصلوا على درجات الدكتوراه والماجستير، وتتردَّد أسماء أبطاله في أركان الدنيا من أقصاها إلى أقصاها، يقيم، في تلك الساعة، في شقة بسيطة بالقاهرة، يسهر مع الأصدقاء على سمر رائق، ويقدِّم لهم طعام السودانيين على العشاء؛ وفي الصباح، على حين تتبارى جميع المؤسَّسات الصحفيَّة والثقافيَّة على لفت انتباهه إليها، ويتسابق كلُّ المبدعين والنقاد، كبارهم قبل صغارهم، على الفوز بموعد للقائه، يروق له هو أن يجلس على (دكَّة) في مدخل عمارة ليتآنس ويشرب (الشاي الكشري) مع أسرة بوَّاب من عامَّة الناس!
إلتفتُّ إلى الحاج قائلاً:
ـ "آه .. طبعو كده، أصل هوَّ راجل حكيم، ومتواضع قوي .. وضارب الدنيا صرمة كمان"!
فانطلقت زوجة الحاج تلهج بدعوات من القلب:
ـ "إلهي يارب ينوِّلو اللي في مرادو، ويديلو الصِّحَّة وطولة العمر، ويزيدو كمان وكمان"!
............................
............................
ما كاد محمود يغلق جوَّاله، حتى عدل عن دخول شقة إبنه وهي على مرمى حجر، ليخفَّ راجعاً، من فوره، إلى المستشفى، برغم الإرهاق الذي قشعه عن جسده، فجأة، قلق مزلزل! وصل المستشفى عند منتصف الليل. دلف إلى المبنى راكضاً، وقذف بنفسه داخل العنبر، يحدوه بصيص أمل في أن يجد الحالة قد تحسَّنت شيئاً. كانت هناك زوجة صديقه الاسكتلنديَّة جولي وبنتاهما سارة وسميرة يجهشن ببكاء حار. أما الإبنة الثالثة زينب، المقيمة، مع زوجها وأطفالها، في ألمانيا، فقد غادرتها على عجل في طريقها إليهم، لكنها لم تصل بعد. وأما بشير، شقيق صديقه، فقد كان، ساعتها، بين السماء والأرض، نهباً لقلق عاصف، حيث كانت طائرته ما تزال تقطع المسافة بين الدوحة، مقرِّ عمله، وبين لندن. وأما صديقه نفسه فقد كان مسجى على السرير الأبيض بلا حراك، تغمره المحارم الطبيَّة والسكينة الأبديَّة .. كان الأديب العظيم والإنسان النادر قد ودَّع الحياة والأحياء في تمام العاشرة من ذلك المساء الصقيعي الحزين!
(2)
ـ "كذابة المرة التقول ولدت مثل محجوب ود جبر الدار"!
ود الروَّاس
(بندر شاه: مريود، ص 39)
في يوليو عام 1929م ولد الطيِّب بكرمكول لعائلتين؛ إحداهما، وهي عائلة مشاوي، تنتمي إلى البديريَّة الدهمشيَّة من جهة أبيه محمد صالح، والأخرى، وهي عائلة زكريا، تنتمي إلى الركابيَّة من جهة أمِّه عائشة حمودة.
قضى الطيِّب طفولته الباكرة، هو وشقيقته علويَّة وشقيقهما الأصغر بشير، في كرمكول، حيث درس الكتاب. ولمَّا كان الفقر حالة عامَّة فاشية في كلِّ أنحاء السودان على أيام الاستعمار البريطاني، والناس ما ينفكُّون يرتحلون من الأرياف إلى المدن الكبيرة سعياً وراء الرزق الأوفر لأسرهم، والتعليم الأفضل لأبنائهم، فقد ارتحل والد الطيِّب، أيضاً، بأسرته، عام 1940م، من عمق مزارع الشمال، إلى ميناء بورسودان على ساحل البحر الأحمر.
في مدرسة بورسودان الأميريَّة درس الطيِّب المرحلة الوسطى. ويروي عنه قريبه الأستاذ الصحفي عماد الدين أبو شامة أنه لم يكن يستنكف، خلال تلك السنوات، أن يعمل، أثناء العطلات، كبائع خُضَر متجوِّل في أزقة (ديم مدينة) ينادي على البصل والفجل والليمون، كي يخفف من أعباء مصروفاته عن كاهل والده. ولشغفه بالاطلاع فإنه كثيراً ما كان يغشى مكتبة كبيرة بسوق بورسودان، فإذا ما أعجبه كتاب، ولم يكن يملك ثمنه في العادة، قرأه بأكمله داخل المكتبة نفسها، خلال بضعة أيام، واقفاً، في كلِّ مرَّة، يتظاهر بالبحث عن كتاب ما (أجراس الحريَّة، 22/2/09).
إجتاز الطيِّب المرحلة الوسطى، ونجح، عام 1944م، ضمن مائة وثلاثين تلميذاً فقط من جملة خمسمائة من كل أنحاء السودان، في الالتحاق بكليَّة غردون لدراسة الثانوي. لكنَّ الكليَّة ما لبثت أن خُصِّصت، عام 1946م، للمدارس العليا (الجامعيَّة)، فتوزَّع طلابها إلى مدرستين ثانويَّتين، حنتوب ووادي سيدنا، وكانت الأخيرة من نصيب الطيِّب، ثمَّ أنشئت خور طقت لاحقاً. هكذا أكمل الطيِّب دراسته الثانويَّة بوادي سيدنا، عام 1948م، وجلس لامتحان الشهادة السودانيَّة (كيمبردج)، فنجح في الالتحاق بمدرسة العلوم لدراسة الزراعة في الكليَّة بوضعها الجامعي الجديد. لكنه سرعان ما هجرها بعد عام واحد، لسبب غير معلوم، وإن كان الظنُّ الغالب أنه لم يكن، أصلاً، راغباً في ذلك التخصُّص. وما زال أبناء دفعته، حتى الآن، محتارين في سبب اختياره، منذ البداية، لمدرسة العلوم، مع أن مدرسة الآداب كانت تعتبر مكانه الطبيعي، خصوصاً وقد كان النجم الأدبي الأسطع المدرسة الثانويَّة، وسكرتير جمعيَّتها الأدبيَّة الدائم لا ينازعه في ذلك أحد!
عقب مغادرته الكليَّة التحق الطيِّب بالعمل معلماً بمدرسة رفاعة الوسطى لمدة عام آخر انتقل بعده، في 1949م، إلى بخت الرضا لمدة سنتين. ومع نهايتهما تصادف أن أعلن القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانيَّة عن حاجته لمذيعين، فتقدَّم، واختير، وسافر إلى لندن عام 1952م، وعمره لم يتجاوز، بعد، الثالثة والعشرين.
في لندن أتيحت للطيِّب الشاب فرص واسعة لإشباع طموحاته الإبداعيَّة، من خلال مواظبته على تثقيف الذات، وتجويده مهنة الإعلام، وانفتاحه على الدنيا الجديدة، فأبدى كفاءة مشهودة في تقديم البرامج الأدبيَّة والثقافيَّة، وفي ترجمة وتحرير وإعداد المواد الإذاعيَّة، وسرعان ما ارتقى، خلال السنوات التالية، إلى منصب مدير قسم الدراما، وتزوَّج من زميلته بالهيئة، واتسعت دائرة صداقاته وعلاقاته المهنيَّة والإنسانيَّة، يعينه في ذلك طبع ليِّن، وخلق دمث، وقلب حان، وذوق رفيع، حيث ظلَّ مبدأه الأسمى هو (المحبَّة والصداقة)؛ حتى النقد كان يرى أفضله ما صدر عن محبَّة.
على أن السَّرد، إبداعاً وإحساناً وتجويداً، ظلَّ هو أكبَّر همِّ الطيِّب، وشغله الشاغل الذي منحه، على قلة إنتاجه من الناحية الكمِّيَّة، جُلَّ وقته وعافيته، فكافأه بالمقابل مجداً وصيتاً ما بعدهما مجد أو صيت، حيث حاز على الكثير من الشهادات الفخريَّة والجوائز والأوسمة من مختلف البلدان؛ وتمَّ تتويجه، عام 1976م، باعتباره (عبقري الرواية العربيَّة)، وقد أصدر عدد كبير من الباحثين المتخصِّصين كتاباً في بيروت بذات العنوان، تناولوا فيه لغته وعالمه الروائي، بكلِّ أبعاده وإشكالاته؛ كما تمَّ ترشيحه، ثلاث مرَّات لجائزة نوبل العالميَّة: الأولى، بصفة غير رسميَّة، من جانب نجيب محفوظ، يوم أبلغوه بفوزه بها، فقال: كنت أتوقع أن تمنح للطيِّب صالح! والثانية، بصفة رسميَّة، عام 2007م، من جانب البروفيسير عامي إلعاد ـ بوسقيلة، أستاذ الأدب العربي بكليَّة بيت بيرل؛ والثالثة، بصفة رسميَّة أيضاً، في يناير عام 2009م، قبل شهر من وفاته، من جانب مؤسَّستين سودانيَّتين هما إتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان؛ والمعلوم أن الأخير يدير، منذ سنوات طوال، برنامج (جائزة الطيِّب صالح للرواية في السودان).
لقد استطاع الطيِّب، خلال سنوات وجيزة بمعيار الإنجاز، أن يصل بأهمِّ أعماله، وكلها مترجمة في معظم اللغات الحيَّة، إلى مصاف العالميَّة، وأن يحفر اسمه عميقاً في لوح الخالدين، وأن يمنح وطنه رمزاً آخر، ومواطنيه هويَّة إضافيَّة هي أنهم (مواطنو الطيِّب صالح)!
(3)
لم يقتصر عمل الطيِّب على السَّرد، وإن كان هو الأهمُّ في حياته المهنيَّة، أو على هيئة الإذاعة البريطانيَّة، فحسب، بل لقد عاد إلى بلده عام 1967م مستشاراً للإذاعة السودانيَّة لمدَّة عام. وانتقل إلى دولة قطر، وكيلاً ومشرفاً على أجهزة إعلامها سنين عدداً. ثمَّ عمل مديراً إقليمياً لمنظمة اليونسكو بباريس، ثمَّ ممثلاً لها بدول الخليج. كما عمل كاتباً صحفياً لعمود (وراء الأفق) الشهير بمجلة (المجلة) اللندنيَّة، لأكثر من عقد من الزمن. وفي الأثناء حصل على عدة شهادة أكاديميَّة، من بينها شهادة في الشئون الدوليَّة من بريطانيا.
(4)
بدأت معرفتي بالطيِّب صالح الأديب وأنا، بعد، طالب بالثانوي، من خلال (موسم الهجرة)، عندما نشرت، لأوَّل مرَّة، بمجلة (حوار) البيروتيَّة، نحو منتصف ستينات القرن الماضي. كانت شيئاً صاعقاً يكاد لا يصدق، كأن من كتبها ليس من جنس البشر! أعدت قراءتها مرَّات ومرَّات، وما زلت، منذ ذلك الوقت الباكر، أعود إليها، بين الحين والآخر، في مختلف الطبعات، وأتسقط كلَّ ما يكتب النقاد والدارسون عنها، وعن جماليات الطيِّب عموماً، دون أن أزعم أنني ارتويت تماماً مِمَّا تمنح من متعة وفائدة معاً. ولا غرو، فإن تلك السرديَّة المركبَّة شديدة التعقيد هي، في رأيي، مفتاح (باب السِّر) إلى عالم الطيِّب السردي كله، حسبما ظللت أتتبَّعه بلهفة وشغف، عملاً وراء عمل، من (عُرس الزين) إلى (دومة ود حامد) إلى (نخلة على الجدول)، حتى بلغ أشده في روايته (بندر شاه) بجزئيها الصادرين، حتى الآن، (ضو البيت) و(مريود)، وأسأل الله العلي القدير أن تكشف محتويات مكتبته المنزليَّة عمَّا يكون الراحل قد أراد أن يستكمل به هذا العمل الجليل، وليس سوى محمود صالح من يُعَوَّل عليه في تنقيب كهذا. ثمَّ إن (المنسي) ليس ببعيد عن ذلك العالم. وما زلت أذكر، كمهتمٍّ باللغة والثقافة الروسيَّتين، كم كانت سعادتي عظيمة عندما تولى البروفيسير السوفيتي، آنذاك، فلاديمير شاغال ترجمة (موسم الهجرة) إلى اللغة الروسيَّة، ونشرها بمجلة (الآداب الأجنبيَّة) عام 1975م، ثمَّ عندما ترجم إيغور يرماكوف (عرس الزين)، ثمَّ عندما ترجم ل. ستيبانوف جزئي (بندر شاه)، ثمَّ عندما صدرت هذه الأعمال كاملة في مجلد واحد أنيق عن دار رادوغا بموسكو عام 1982م.
لقد أفضت دقة رسم الطيِّب لشخصيَّة مصطفى سعيد المركزيَّة في (موسم الهجرة) إلى أن يتبدَّى للجميع كما لو أنه شخصيَّة حقيقيَّة تسعى معهم في الحياة، لدرجة أن الأديب علي أبو سن، صديق الطيِّب وزميله، زعم، مرَّة، أنه هو مصطفى سعيد، مستشهداً بما كان الطيِّب قد صرَّح به، ذات محفل دبلوماسي! غير أن الطيِّب، عندما سُئل، لاحقاً، عن جليَّة الأمر، اكتفى بالصمت والابتسام، مفضِّلاً، في ما يبدو، الإبقاء على المسألة برمَّتها في دائرة الغموض!
على المستوى الإنساني تعرَّفت إلى الطيِّب، شخصياً، حين زار السودان في خواتيم سبعينات القرن المنصرم، أو أوائل ثمانيناته. قدَّمني إليه صديقي الراحل الشاعر النور عثمان أبَّكر. وبعدها جمعتنا به الفنانة المسرحيَّة آسيا عبد الماجد في حفل مرطبات صغير أقامته، على شرفه، بباحة بيتها بالشعبيَّة. ثمَّ جمعتنا سهرة لطيفة بصالون قريبه وصديقه السِّر محمد الحسن بحي المقرن، وكان ضمن الحضور الناقدان عبد القدوس الخاتم وعبد الهادي الصديق، والشاعران سيد احمد الحردلو والنور عثمان، والقاص عيسى الحلو، والمغني ود اليمني، وآخرون أنسيتهم. ومنذ ذلك الوقت صرت ألتقيه كلما جاء إلى السودان في زيارات غير رسميَّة، وكلما حباني الحظ، خلال سفراتي المتعددة إلى القاهرة، بأن يكون هو متواجداً فيها. وما عرفت محبَّاً لمصر والمصريين كالطيِّب، اللهم إلا ما بلغنا من تاريخ الإبداع السوداني عن الخليل والتيجاني ونفر آخرين اشتهروا بهذه المحبَّة. وقد قامت للطيِّب هناك صداقات يجلها، لمست بعضها بنفسي وبعضها من مؤانساته الشخصيَّة، ولعلَّ على رأس هؤلاء ناقده الأوَّل، بل أوَّل من شدَّ الانتباه إليه، الراحل رجاء النقاش، وإلى ذلك جابر عصفور، وآخرين.
كان الطيِّب بسيطاً، دائماً، في لغته، وفي حياته، وفي أسلوبه في الكتابة، وفي كلِّ شئ، اللهمَّ إلا الحكمة التي أوتيها، والتي ما تلبث أن تتكشف، لمن يتروَّى ويدقق، من خلال بساطته هذه نفسها التي يمكن اعتبارها، أيضاً، وفي بعض أهمِّ جوانبها، (بساطة مظهريَّة)! فهي، بالقطع، ليست ضرباً من (الغشامة)، بل إنها تلتمُّ، في حقيقتها، على شخصيَّة بالغة الرُّقي، هائلة العظمة. ولقد صدق تماماً عندما ردَّ على من وصفوه بأنه هو مصطفى سعيد، قائلاً: لا، أنا أقرب إلى الزين .. أنا الزين!
بساطة الطيِّب هي (واجهته) الاعتياديَّة في التعامل مع بسطاء الناس، بل ويحبِّذ، ابتداءً، التعامل بها مع كلِّ مَن حوله، ريثما تغوي أحدهم بالتنطع، حينذاك يستل من قرابٍ خفيٍّ أدوات دهاء ما علمت أن مثلها يتوفر لدى سواه!
(5)
ورغم أن الطيِّب ينفي مقاربته الشعر إلا هذراً، لكن ما من عين يمكن أن تخطئ شيئاً من عناصر شعريَّته الخاصَّة التي تشكل، في النهاية، بعض مقوِّمات البناء الجمالي في سردياته؛ وهي شعريَّة بصريَّة سينمائيَّة بأكثر منها لفظيَّة بحتة.
ففي وصفه، في (عُرس الزين)، للإمام في مشهد علاقته الغريبة بأهل القرية الذين كانوا يمقتونه، ومع ذلك يجمعون له مرتبه آخر كلِّ شهر، بينما هو لا يكفُّ عن تذكيرهم في خطبه، دائماً، بالحساب والعقاب، اقتصاصاً لنفسه منهم، يقول الطيِّب: "كان مثل الضريح الكبير وسط المقبرة!" (عُرس الزين، ص 96 ـ 97). وبعد أن رأى نفس الإمام الراقصة سلامة وقد انحسر ثوبها ".. عاد بوجهه إلى محدثه (و) كانت عيناه مربدتين مثل الماء العكر" (المصدر، ص 124). واستطراداً لعلَّ ذاكرة كلِّ مَن شاهد فيلم المخرج الكويتي خالد الصديقي (عُرس الزين ـ 1976م)، الفائز بجائزة خاصَّة في مهرجان كان، سوف تظل تختزن الأسلوب الرائع الذي أدى به الممثل السوداني الكبير الراحل محمد خيري هذا المشهد، رغم أنه لم يستغرق سوى بضع ثوان من زمن العرض!
على أن هذه الشعريَّة بلغت أقصى قممها في (ضو البيت) و(مريود)، بالذات، حيث لم تعُد محض عنصر فني، فحسب، بل جزءاً وقائعياً ضرورياً في السَّرد لا يتجزَّأ من نسيج قماشة (الواقعيَّة السحريَّة) التي كان الطيِّب أوَّل من بدأ اجتراحها باكراً، من خلال (موسم الهجرة) و(عرس الزين) بالأخص، وسبق فيها دهاقنتها الحاليين من روائيي أمريكا اللاتينيَّة الذين ينسب أكثر النقاد، أبوَّتها، خطأ، إليهم! فالزين، في (عُرس الزين)، مثلاً، "ولي من أولياء الله" (ص 35)، أو "لعله نبي الله الخضر (أو هو) ملاك أنزله الله في هيكل آدمي زري" (المصدر، ص 37). لكن، لئن كان (الزين)، أصلاً، نتاج مجتمع (ود حامد)، فإنَّ جُلَّ شغل الطيِّب انصبَّ، بوجه خاص، على ثيمة (الغريب) الميتافيزيقي الذي يهبط، فجأة، من لامكان، ويتلاشى، فجأة، في لامكان، سوى أنه، بين هذا وذاك، يهزَّ المكان المحسوس المرئي هزَّاً، ويرجُّه رجَّاً، محدثاً فيه تحولات عظيمة، خيراً أو شرَّاً، كما لاحظ ذلك باحثون كثر، من بينهم، على سبيل المثال، صديقي عبد الرحمن الخانجي في كتابه (قراءة جديدة في روايات الطيِّب صالح، 1983م).
ففي (موسم الهجرة) قلب مجئ مصطفى سعيد ود حامد رأساً على عقب، ابتداءً من خصائص شخصيَّة حسنة بت محمود، وليس انتهاءً بمقتلها الدراماتيكي هي وود الريس في ليلة واحدة. لقد بلغ التغيير نخاع القرية، ودفع بأسفلها إلى عاليها. وهكذا، برغم ما قد يبدو على حال الحياة، في الغالب، من استمرار (مظهري)، حيث "مع كلِّ هبَّة ريح يفوح أريج الليمون والبرتقال واليوسفندي، خوار ثور أو نهيق حمار أو صوت فأس في الحطب"، إلا أنَّ "الدنيا قد تغيَّرت" (موسم الهجرة، ص 131).
وفي (ضو البيت) كان ما أحدثه بندر شاه من تغيير يستحيل، بذات القدر، نظمه في سلك عاديَّات الحياة، حيث "فجأة اختلَّ ذلك التناسق في الكون، فإذا نحن، بين عشيَّة وضحاها، لا ندري من نحن، وما هو موضعنا في الزَّمان والمكان" (بندر شاه: ضو البيت، ص 19)، و"كانت البلد كأنَّ طائراً رهيباً اقتلعها من جذورها، وحملها بمخلبيه، ودار بها، ثمَّ ألقاها من شاهق!" (نفسه، ص 24)، و"كنا مثل سرب عظيم من طيور مذعورة تفترق لتلتقي، تعلو وتهبط، وتدور بعضها حول بعض، محدثة صراخاً منكراً يصمُّ الآذان" (نفسه، ص 25).
وفي (مريود) يقول الطيِّب على لسان الراوي: "فجأة أحسست بمريم، بُعيد العِشاء أو قبيل الفجر، لا أعلم، لكنني أذكر ظلاماً رهيفاً، وضوءاً ينسكب على وجهي من عينيها .. (و) سمعت صوتها كأنه ينزل من السماء، ويحيط بي من النواحي كافة، تطويه رياح وتنشره رياح" (بندر شاه: مريود، ص 85). ويقول، أيضاً، عن صوت بلال (روَّاس مراكب القدرة) الذي استيقظ عليه الناس، ذات فجر، ينادي من على مئذنة الجامع، بعد إذ كان قد امتنع عن الأذان وعن دخول الجامع منذ وفاة شيخه نصرالله، إنه ".. كان كأنه مجموعة أصوات، يأتي من أماكن شتى ومن عصور غابرة، وإن ود حامد ارتعشت لرحابة الصوت، وأخذت تكبُر وتكثر وتعلو وتتسع، فكأنها مدينة أخرى في زمان آخر" (بندر شاه: مريود، ص 46).
(6)
خريف 1988م، وأثناء سيوله وفيضاناته الشهيرة، كان الطيِّب في إحدى زياراته إلى السودان. فأبلغته رسمياً بقرار اتحاد الكتاب بمنحه العضويَّة الشرفيَّة، فأدهشني الحبور الذي بدا على محياه وهو يحمِّلني شكره للزملاء بلجنة الاتحاد. تفسيري الوحيد لذلك أنه، مع كلِّ هالات الضوء والتكريم والتشريف التي تحيط بهامته السامقة عالمياً، كان يعزُّ أقلَّ القليل الذي يأتيه من وطنه بوجه خاص، ما جعله، طوال العُمر الذي قضاه في بريطانيا، يصرُّ على التمسُّك بجواز سفره السوداني!
قلت له:
ـ "لا .. إنت حتشرفنا في دار الاتحاد وتجتمع مع اللجنة، لكين بعد ما نعمل ليك محاكمة"!
وسألني ضاحكاً:
ـ "محاكمة كيف يعني؟! إنت بتجيب جنس الكلام ده من وين"؟!
ثمَّ ما لبث أن وافق، متحمِّساً، بعد أن شرحت له مشروع الندوة الطريفة التي نعتزم إقامتها لتدارس بعض أهمِّ الإشكاليات التي تثيرها أعماله، في شكل محاكمة بممثل اتهام وممثل دفاع وقاض رمزي لإدارة الجلسة، على أن القاضي الحقيقي سيكون الجمهور!
وهكذا انعقدت (محاكمة الطيِّب صالح) غير المسبوقة، وقتها، بحديقة دار الاتحاد بالمقرن. جلس الشاعر فضيلي جماع في مقعد القاضي الرَّمزي، ووقف المرحوم الناقد عبد الهادي الصديق في خانة الاتهام، والشاعر محمد المكي ابراهيم في خانة الدفاع، وكان حواراً ساخناً امتدَّ إلى منتصف الليل، بمشاركة نقاد وأدباء آخرين من مقاعد الجمهور، بالإضافة إلى الجمهور نفسه. وكان القاضي فضيلي يتيح الفرصة للطيِّب، كلما طلبها، للتعقيب على ما يقال. وما زلت أذكر، على نحو خاص، تعقيبه على ما أثار ناقد متزمِّت، حيث قال الطيِّب ما يعني إن أكثر ما يثير لديه الإشفاق حال من يخترعون للقرية (أخلاقاً) سرمديَّة لا تتأثر بالصراع الاجتماعي، كما وأن أكثر ما يثير لديه الرثاء حال من يحاكمون (الإبداع) بمقايسات (الأخلاق العامَّة)، فلا أرضاً يقطعون للأوَّل، ولا ظهراً يبقون للأخرى!
بعد (المحاكمة) جلس معنا في اجتماع استثنائي للجنة الاتحاد، وسألنا: "كيف يمكنني مساعدتكم"؟ قلنا: "ديوان (إشراقة) تعدَّدت طبعاته الشائهة، حتى لقد التبس شعر التيجاني تماماً. فلو وجدنا منحة من اليونسكو العالميَّة أو الأليسكو العربي لتحقيقه ونشر طبعة منه بكميات كبيرة، لأضحت هذه خدمة للشعر السوداني لا تقدَّر بثمن. ونريد أن نستثمر علائقك في هذا السبيل". تحمَّس للأمر أيَّما حماس، ووعد بالسعي فيه، حالما يصله منا ما يفيد بالميزانيَّة المطلوبة.
رشَّحنا عبد الله علي ابراهيم لتولي المهمَّة، وعبد الله اقترح ضم المرحوم عبد الحي إليه، لكنَّ سوء تفاهم وقع، في ما بعد، من جانب عبد الحي، حول أصل الموضوع وفصله، مِمَّا استغرق فضُّه شهوراً، حتى وقع الإنقلاب، وحُلَّ الاتحاد، وانتزعت الدار، وتفرقنا أيدي سبأ!
(7)
ـ "قلت نعم. قلت نعم. قلت نعم. ولكن طريق العودة كان أشقَّ لأنني كنت قد .. مشيت"!
(خاتمة بندر شاه: مريود، ص 86)
شعب السودان سوف يظلُّ مديناً لأرملته وبناته اللاتي حرمن أنفسهنَّ، بمشاعر إعزاز فياض لذكرى حبيبهنَّ الغالي، حين تنازلن عن فكرة دفنه إلى جوارهنَّ بلندن، ولو أصررن لكان القانون الإنجليزي في صفهنَّ. لكنهنَّ رأين أن من الأوقع تماماً دفنه في ثرى الأرض الغبشاء التي أحبَّها بكلِّ جوارحه، وقال إنها "لا تنبت إلا الشعراء والأنبياء"، وبين ملايين الناس الذين أحبهم، وحملهم في حدقات عيونه، وجعل لهم ذكراً في العالمين، وبقي وفياً لهم إلى آخر رمق في حياته العامرة بجلائل المكرمات، المزيَّنة ببساطة وتواضع المتصوِّفة النائين بأنفسهم عن عرض الدنيا الزائل، حتى مضى وكأنه كان معلقاً، أصلاً، بخيوط الشمس الغاربة!
هكذا أمكن لنا أن نستقبل جثمانه بمطار الخرطوم في الرابعة والنصف من صباح الجمعة 20/2/09، وأن نشيِّعه، في التاسعة والنصف، في موكب مهيب، لنواريه الثرى بمقابر البكري بأم درمان.

Post: #64
Title: الطيب صالح يكتب عن البلابل!
Author: jini
Date: 03-24-2009, 07:17 PM
Parent: #63

Quote: أيام خريفية فى واشنطن
الطيب صالح
الحلقة 365 من سلسلة نحو أفق بعيد
مجلة المجلة العدد 632 بتاريخ 22/1/1996م

تفرقت البلابل, وهاجر بشير عباس الملحن الموهوب الذى قدمهنَّ للجمهور السودانى أوائل السبعينات.
كنَّ صغيرات وجميلات وأصواتهن مثل شقشقة العصافير عند الفجر, أغانيهن خفيفة, مريحة, جديدة ولكن فيها روح القديم. غزلة, ولكنه غزل صاف عفيف خال من أية إيحاءات جنسية.
أخذن العذوبة والشجن من منطقة النوبة العريقة أقصى شمال السودان, بتراكماتها الحضارية, التى أخذ منها محمد وردى أيضاً فنه العبقرى.
ربما أكثر من أى ظاهرة أخرى, كان غناء البلابل تلك الأيام, يعبر عن روح السودان. عن ثقته فى نفسه وتفاؤله فى المستقبل, وإقباله على الحياة. ولما إنفرط عقدهن, كأنما السودان نفسه فقد حيويته وأخلد إلى الكآبة والركود.

والدهن الأستاذ محمد عبدالمجيد طلسم رحمه الله, كان من الرجال الرواد أصحاب النظر البعيد من طراز المرحوم بابكر بدرى الذى آمن بتعليم البنات فى السودان أول القرن فى وجه مقاومة إجتماعية عظيمة, وقد أسعدنى الحظ أننى تتلمذت على يدى المرحوم طلسم فترة فى جامعة الخرطوم, حين كان محاضراً فى كلية العلوم, أذكر مرحه وطيبته وأبوته الغامرة.
كان رجلاً شجاعاً شجاعة بالغة, ففى وقت كان فيه الشعب السودانى ينظر إلى الفن, وخاصة التمثيل والغناء, بريبة وحذر وغير قليل من الإحتقار سمح لبناته السبع أن يدخلن المعهد العالى للموسيقى والمسرح, ويعملن بعد تخرجهن فى ميدان التمثيل والغناء, وكن من المؤسسات فى الفرقة القومية للفنون الشعبية, وهى فرقة سرعان ما حصلت على شهرة عالمية واسعة.
فى أواخر عام 1971, إنطلقت فرقة (البلابل) المكونة من ثلاثة أخوات هن هادية وآمال وحياة, ويعزى أكبر الفضل فى إنطلاقتهن ونجاحهن إلى الموسيقى الموهوب بشير عباس وهو أيضاً من أسرة عريقة من (حلفاية الملوك) فى الخرطوم بحرى.

لقيت هادية أول مرة فى زيارتى لواشنطن فى ربيع عام 94, مع زوجها الدكتور عبدالعزيز بطران, أستاذ التاريخ فى جامعة (هوارد), عرفنى بهما الفاتح إبراهيم أحمد وكان معنا الدكتور محمد إبراهيم الشوش, وأسامة الذى يسكن قريباً من الفاتح, وهو مهندس معمارى, أضطرته الظروف أن يعمل فى النقل, صوته جميل فى الغناء, وكذلك الفاتح, فكانا لها بمثابة الكورس,وأحياناً يغنيان معها
.
قضينا فى دارهم, وفى دار الفاتح, أمسيات لا تنسى, نستمع إلى ذلك الصوت الساحر.
تعيد إلى الحياة بصوتها العربى النوبى, ووجهها الفرعونى, وإستغراقها حين تغنى كأنها تصلى – عالماً كاملاًً ضاع أو كاد يضيع, غنت تلك الأغنية القديمة التى لا أمل سماعها:

يجلى النظر يا صاح
منظر الإنسان, الطرفه نايم وصاح

وغنت تلك الأغنية البديعة للمطرب الكبير أحمد المصطفى

زاهى فى خدره ما تألم
إلا يوم كلموه تكلم
حن قلبه ودمعه سال
هف بى الشوق قال وقال

وغنت للمرحوم إبراهيم الكاشف

أنا يا طير بشوفك
محل ما تطير بشوفك

غنت من القديم ومن الجديد, من أغانيها وأغانى غيرها, بالعربية وبالنوبية, فجعلت الناس يغرقون فى سبحات سودان آخر, فى زمان آخر.

فى زيارتى هذه المرة, صادفت بشيرعباس أيضاً, وهو بالإضافة إلى موهبته الكبيرة فى التلحين, عازف لا يجارى فى العود, وله صوت جميل فى الغناء, فسمعنا منها عجباً.

لاحظت كيف إنها توزع بين همها بين فنها وطفليها, تكون مستغرقة فى الغناء, وفى الوقت نفسه, منتبهة إلى تحركات طفليها فى أرجاء الدار. ولاحظت كيف أن زوجها الدكتور بطران, هذا الإنسان المهذب المتحضر, يرعى موهبتها الكبيرة بحنو وعطف عظيم.

صوتها غدا أكثر نضجاً, تلبسته أشجان بعيدة الغور, كأنما الصوت مرآة للتحولات العميقة التى تجتاح السودان نفسه.

ذلك الزمان زمان الظبى المكنون فى خدره لن يعود بطبيعة الحال, ولكن الزمان الجديد, الذى يتشكل بوحى من أصوات المغنين والشعراء والكتاب والحداة, لعله يأتى فى صورة مدهشة لم تخطر فى خيال أحد.


Post: #65
Title: Re: الطيب صالح يكتب عن البلابل!
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-25-2009, 05:55 AM
Parent: #64



حيدر امين
اربعينية الطيب صالح 2009-3-29 - لمسة وفاء وتأبين - ال...ية السودانية - مسقط

Post: #66
Title: Re: الطيب صالح يكتب عن البلابل!
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-25-2009, 06:12 AM
Parent: #65



الأخوة الأعزاء جدآ

Seif Elyazal Burae
إسحاق بله الأمين
Elmuez
Bushra Elfadil
abdulhalim altilib
jini

مروركم الكريم أسعدني والله
وشكري الجزيل لمن عاد مرة أخرى محملآ بالطيب
ودمتم أخوة أعزاء في هذا الوطن الإسفيري



اللهم أرحم الأديب الأريب الإنسان
أبونا الراحل الطيب صالح وأغفر له وأجعل الجنة مثواه
آمين

Post: #67
Title: Re: الطيب صالح يكتب عن البلابل!
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-25-2009, 09:13 AM
Parent: #66

siddig elhilo
الكشف عن الطيب صالح الذي بداخلنا ..

Post: #68
Title: Re: الطيب صالح يكتب عن البلابل!
Author: jini
Date: 03-26-2009, 01:30 AM
Parent: #67

Quote:
انتقام من مقلب قديم!
أنيس منصور
الثلاثـاء 21 ربيـع الاول 1430 هـ 17 مارس 2009 العدد 11067
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

كنت قد طلبت من المرحوم الصديق الطيب صالح أن يدبر لي شقة في لندن. واتصل بي وأعطاني العنوان في ميدان تالبوت بلندن.. ووصلت إلى لندن وكانت الأمطار غزيرة والظلام أسود، ولم أستطع أن أقرأ أرقام البيوت. وسائق التاكسي وقف أمام أحد البيوت، والمطلوب مني أن أكمل أنا البحث عن العنوان. والنوافذ مغلقة، والأضواء خافتة، والأبواب صفيقة. ولا شيء يدل على أنه من الممكن أن تجد أحدا، فتسأله إن وجدته. فالساعة متأخرة والليل الإنجليزي يبدأ مبكرا.

ورحت أرتاد الميدان من هنا إلى هناك ولا أرى أرقاما. ولا أعرف هل أعود إلى التاكسي وأبحث عن أي فندق. ثم إن رقم تليفون الطيب صالح ليس معي. وفجأة وجدت شيئا غريبا. فصرخت: هذا مصري!

فقد وجدت عددا من الحلل قد وضعت خارج النافذة. وقلت: لابد إنه مصري. وقد وضع الطعام أو بقاياه في الحلل في البرد. فليس عنده ثلاجة. وناديت. وانفتح الشباك: مين؟ قلت:أنا.

قال: أهلا وسهلا..

أما الذي وضعه في الحلل فهو كميات كبيرة من لحم الكبدة. فالمصريون يحبون الكبدة، والأوروبيون لا يأكلونها لأنها (فلتر) كل السموم في الجسم. وعرفت منه أن الطيب صالح قد أبلغه بأنني سوف أجيء.. ولما سألته: ولماذا لم يقل لي أنك هنا.. فقد تعبت من اللف والدوران حتى وصلت إلى هذا المكان. فضحك وقال: أنا سألته فقال لي.. يا أخي لازم نغلبه ونطلع عينيه.. لأنه من عشر سنوات فعل بي نفس الشيء في القاهرة فقد أعطاني عنوان شقة مسكونة بأناس كادوا يفتكون بي عندما وجدوني أضع المفتاح في باب الشقة!

Post: #69
Title: Re: الطيب صالح يكتب عن البلابل!
Author: jini
Date: 03-26-2009, 01:33 AM
Parent: #68

Quote:
أقربُ إلى القلْب
في حُزْنِ بَيْروْتَ عَلَى الطيّب..

هي بيروت تسأل عنكَ أيّها الراحل، وقد طال انتظارها ليزورها قلمك، وأنت واهن الجسم ضعيف الكلى، تستضعفك لندن التي ألفت، ولكنها بيروت هي التي أحبتك أكثر، تبحث من ظمأ مطابعها، إلى حرفك الجميل يزدهي فيه حبرها، لتخرج كتباً وأسفاراً مذهبة بروحك الطيب الصالح. تلك "دار العودة" في دارها العتيقة في منطقة كورنيش المزرعة بوسط بيروت،ما زال أحمد سعيد محمدية هناك يلهف في السؤال عنك قبيل الرحيل الكبير، وما أسعفته أنا باجابة ترمم فجوات السؤال والشوق إلى قلمك وقد أقعده المرض. عالقة بذاكرته التي وهنت قليلا، تلك الدهشة التي عقدت محبته بـ"موسم الهجرة إلى الشمال"، حين رآها أول مرة مطبوعة في مجلة "حوار" فبعث بها إلى مطابع داره لتخرج لأول مرة كتاباً مستقلاً مبهرا، حتى قبل أن يلتقيك ويتعرف إليك في سنوات ستينات القرن العشرين. ذلك كان قبل أن يروّج للرواية رجاء النقاش في طبعتها عن "دار الهلال".






هي بيروت تسأل زواريبها و"روشاها" ومقاهيها عنك أيّها الراحل الكبير، فما يرجع إليها إلا الصدى المسافر في "الأفق البعيد".. قهر الحزن صديقك th وناشرك العزيز "رياض الريس" هنا، وألجم لسانه. تحجرت في عينيه دمعة لحقت بدمعة سبق وأدمت قلب صديقنا، ساعة رحل صفيّه المناضل الشاعر الشفيف كزهر اللوز، محمود درويش. أجل، ليس لساحل بيروت - وفيه صخرة المنتحرين تلك - سحر وغموض شواطيء نيلك أيها الطيّب، غير أنّ لتلاطم موجه جرساً يماثل خفقان نيلك في السودان، حين يضطرب جامحاً فيأخذ في أحشاء فيضانه ما يأخذ ومن يأخذ.. وإلا فأين اختفى مصطفى سعيد ؟
هي بيروت تسأل، حتى وأنت مسجّى، تحمل جثمانك الطاهر طائرة من لندن، أبتْ أقدارها إلا أن تستجيب لنداء بيروت تطلبك لنظرة أخيرة، فحلت بمطار رفيق الحريري هنيهة ليكون وداعاً أخرساً مكللاً بجلال الموت، ثم غادر جثمانك الطاهر إلى وطنك ليحتضنك ترابه الذي جئت منه وأبت إليه.
حمّلتني بيروت العزاء إلى ذويك وإلى أصدقائك وإلى سودانك، بل وإلى قرائك في أقاصي أرض العروبة والعالم الفسيح. طلبتُ صفيّك "محموداً" ذلك النهار،فأجابني الهاتف مضطرباً منكسراً، فعزيته و"بشير الصالح" شقيقك معه، مثقلين كانا بهموم السفر وزحام المعزّين المكلومين في مطار لندن. لو أن عاصمة عربية غير الخرطوم، شرقتْ بدموع حسرتها على خسارتها فيك، فهي بيروت. لو أن عاصمة ستفتقد صدق محبتك لها وطول مكثك فيها، فهي لندن. وبين العاصمتين تهادى إبداعك محمولاً على هوادج الخيال، مشبعاً بتراب قرى الشمال، مهرجاناً من كتابة مثل بريق الماس والتماع اللؤلؤ، معلقاً على جيد التواضع.
قال لي الأستاذ الناقد اللبناني الصديق "سليمان بختي" معزياً، دعنا نبكيه بطريقتنا : تأبيناً أو تظاهرة بكاءٍ، تستعيد عبرها بيروت روحه السمحة، مقترحاً أن يتاح لعروس المتوسط حزناً تصوغه على طريقتها، وأن تبكيه بما أجزل لها من محبة، فقد كان الراحل الكبير يعدّ بيروت " إحدى نعم الدنيا التي أنعم الرّب بها على الناس، وله الحمد عليها.. ". أمّنتُ على قوله، والفكرة تجول في الخاطر منذ سمعت برحيل الطيب، بأن يكون لبيروت تميّز في بكائها فراق الطيب، وهي التي شهدت مطابعها ولادة روايته التي اهتزت لها كل فنون الابداع، رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " وقد أطلت في عدد من أعداد مجلة "حوار" في أوائل الستينات من القرن الماضي. مجلة "حوار " هي المجلة الرائدة، والتي أثارت جدلا واسعا في ساحة الأدب العربي تلك السنوات، بسبب ما شاع في فترة لاحقة، من صلات لها مع المخابرات الأمريكية. صاحبها هو الأديب اللبناني الراحل توفيق صايغ. ومن السودانيين الذين نشروا بعض أعمالهم فيها، الراحل الأستاذ جمال محمد أحمد وقد كان أحد مستشاريها الكبار. الراحل جمال هو من بين الذين رأوا مبكراً عظمة ما كتب الطيب وأوصوا بالنشر في "حوار".
أتذكر تلك المجلة الضخمة، في لون غلافها الحليبي، ورواية عبقري الرواية العربية، تحتل حيزاً كبيراً منها.. أجل مررت على هذه النسخة من مجلة "حوار" في تلك السنوات البعيدة، وعودُ التذوق الأدبي عندي بعدُ أخضر طريّ.. استوعبت في تلك السن الباكرة بعض ما في روايته، ولكن فاتتني بالطبع، أشياء كثيرة فيها.
قرأت بعد ذلك روايته القصيرة "عرس الزين" في عدد قديم صدر في ستينات القرن الماضي أيضاً من مجلة "الخرطوم"، مزينة برسوم تاج السر أحمد. سحرتني قصة "الزين"، مثلما سحرت أجيالا بعد جيلي. بعدها بسنوات قليلة أنجز الرواية المخرج الكويتي خالد ومثلها صديقنا العزيز الفنان "علي مهدي"، وأدى الفنان التشكيلي الكبير "ابراهيم الصلحي" دوراً رئيساً فيها. وجد الشريط طريقه إلى مهرجان "كان"، وأظنها المرة الأولى والأخيرة التي ولج عمل فيه اسم السودان إلى ذلك المهرجان السينمائي الدولي المميز في فرنسا. ليت وزارة الثقافة في الخرطوم تتعهد بالتنقيب في ارشيف المجلة لتخرج طبعتها تلك من جديد..
حين التقيت بنقيب الصحافة اللبنانية، أستاذ الأجيال محمد البعلبكي، لأقترح عليه ما خططت له ليوم عزاء نخصصه للراحل الكبير، وجدته من فرط حماسه، يكاد أن يقوم بالأمر كله، ويردد لي أن الطيب شأن لبناني مثلما هو شأن سوداني، بل هو شأن عربي في تكوينه وابداعه. سألت عن مجلة "حوار"، إن كان ميسراً الحصول على ذلك العدد القديم منها الذي نشر "موسم الهجرة إلى الشمال"، فدلني معاون نقيب الصحافة إلى د.جميل جبر، وهو من قدامى سدنة مجلة "حوار". وصلت إليه بهاتفي فوجدته يشكو من علة مؤقته، لكنه عبّر عن عظيم حزنه على رحيل الطيب وخسارة الرواية العربية لأحد عظمائها. أجل، أكد لي أن نسخة واحدة بقيت عنده، بعد احتراق أرشيف المجلة إبان الحرب الأهلية الطاحنة في لبنان بين 1975 و1990. وعدني بنسخة مصورة من الصفحات التي حملت لقراء العربية وللمرة الأولى، تلك الرواية التي احتلت موقعها بعد ذلك في قائمة أهمّ وأعظم مائة عمل روائي في القرن العشرين..
ثم كان العزاء، في يوم إثنين حزينٍ من فبراير /شباط..
جاءنا في مقدمة المعزين وزير الثقافة الأستاذ تمام سلام، يحمل حزن لبنان الرسمي على الراحل. معه دكتور عمر حلبلب أمين عام الوزارة، يقولان إن خسارة العرب والأدب العربي كبيرة، وأن العزاء أنه خلد اسمه بأعماله الأدبية العظيمة. وقف في صف المعزّين الناشر الكبير رياض الريس، ذلك الناشر المميز الذي خرجت كل أعمال الراحل الطيب صالح الأخيرة عبر داره النشطة. قال لي رياض أن بيروت وهي تهيء نفسها عروسا للكتاب العالمي هذا العام، تحزن إذ يغادر الطيب في عامها العالمي، وقطع وعداً بأن يكون الراحل هو محور مشاركة "رياض الريس للنشر" في معرض بيروت الدولي في دورته الثالثة والخمسين، وأن جدارية سيجري تصميمها للراحل،وطلب إليّ أن نعد ونساعد في اعداد أمسية تخصص له ولأعماله وأن تكون تظاهرة تميّز معرض بيروت العريق للكتاب العربي والدولي في عام 2009.
جاءت في صفّ المعزّين من كتّاب وروائيين وشعراء وموسيقيين وصحافيين، الروائية الكبيرة إميلي نصر الله، و"طيور أيلولها" أكثر حزناً منها. تداعت ذكرياتها مع الراحل واستذكرت أيام التقته في البي بي سي عام 1965. واصطف الحزن ساعات في دار نقابة الصحافة في لبنان، طويلا، طويلا.. هو نوع من الحزن الذي يستولد نفسه، دمعة إثر دمعة، وذكرى إثر ذكرى. كتب صديقي عمر جعفر السَّوري :
"هكذا يتركون أماكنهم ومقاعدهم ويرحلون واحدا تلو الآخر، رحيل خارج المكان، بل خارج الزمان كما نعده نحن ونجرده في دفتر الحساب، ثم نعيد جرده حتى لا نسقط في الامتحان، وليس الزمان بمفهومه اللامتناهي في أبد الآبدين..."
أيها الراحل من ضيعة الأدب إلى ضيعة الخلود، طبت وصلحت وتبارك مقامك السماوي، فقد كنت وجهاً طيباً لبلادك، فما نبذتك كما أشاعوا، ولا أدبرتْ عنك وقد حدّثت عنها وعن سحرها العربي الأفريقي الملتبس. بين المائة الأعظم أثراً من مبدعي العالم في القرن العشرين، جئت أنت أولهم..





جمال محمد ابراهيم سفير السودان في لبنان
[email protected]

Post: #70
Title: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: منى على الحسن
Date: 03-26-2009, 07:26 AM
Parent: #1

الاخت هدير الزين وجميع المتداخلون سلام

شكرا يا هدير على هذا البوست التوثيقي الرائع

وهذا رد قليل من جميل هذا القامة الطيب صالح طيب الله ثراه

يا ريت لو نثري هذا البوست بكل الكتابات التي كتبت في رحيله بجميع المنابر التي

لم يتم عرضها هنا ...

واكرر شكري اختى هديل على هذه اللفة الرائعة التي تنضح وفاءا وعرفانا للراحل

المقيم ابن الانسانية الصالح

اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك

Post: #71
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-26-2009, 09:16 PM
Parent: #70

Quote:
شكرا يا هدير على هذا البوست التوثيقي الرائع

وهذا رد قليل من جميل هذا القامة الطيب صالح طيب الله ثراه

يا ريت لو نثري هذا البوست بكل الكتابات التي كتبت في رحيله بجميع المنابر التي

لم يتم عرضها هنا ...

واكرر شكري اختى هديل على هذه اللفة الرائعة التي تنضح وفاءا وعرفانا للراحل

المقيم ابن الانسانية الصالح

اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك

الأخت الغالية منى علي الحسن
أشكر لك حسن تكرمك بالمرور .. وشكرآ على حسن كلماتك ورقتها وأتمنى أن تعتبري البوست بوستك
وأن تضيفي أو تنقلي إليه ما شئت فالراحل المقيم والد وخال الكل
وحبنا له هو ما جمعنا وهو القاسم المشترك بيننا

ونتمنى نشوفك تاني وتالت هنا

دمتي بألف خير



اللهم اغفر للطيب صالح وارحمه واسكنه فسيح جناتك

Post: #72
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-26-2009, 09:30 PM
Parent: #71


Al-Mansour Jaafar
مكي ابوقرجة :الطيب صالح .. وداعا ربيع الادب الطيب صالح .. وداعا ربيع الادب


almaskoon
الطيب صالح...سليمان رشدي... خالد حسيني هل الغاية بررت ا...لجنائية والشحدة}}}}}

Post: #73
Title: Re: كل ما كتب ونقل .. عن الراحل المقيم الطيب صالح .. في المنبر العام
Author: Hadeer Alzain
Date: 03-29-2009, 09:18 PM
Parent: #72



نعمات حمود
في اربعينيته ....دموع الطيب صالح ودموعي ...د.كمال ابوسن ....يكتب