ما حقيقة الغارة الإسرائيلية على السودان؟ عبد الرحمن الراشد!!!!!!مقال هادئ على غير العادة!! ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

ما حقيقة الغارة الإسرائيلية على السودان؟ عبد الرحمن الراشد!!!!!!مقال هادئ على غير العادة!!


04-02-2009, 05:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1238648173&rn=0


Post: #1
Title: ما حقيقة الغارة الإسرائيلية على السودان؟ عبد الرحمن الراشد!!!!!!مقال هادئ على غير العادة!!
Author: jini
Date: 04-02-2009, 05:56 AM

Quote:
ما حقيقة الغارة الإسرائيلية على السودان؟
عبد الرحمن الراشد
الخميـس 06 ربيـع الثانـى 1430 هـ 2 ابريل 2009 العدد 11083
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

سماها الدكتور عبد المنعم سعيد بالغارات الصامتة، وهي بالفعل مسكوت عليها، فلا أحد يريد أن يتحدث عنها. لم يشتك السودانيون، ولم ينتقدها الإيرانيون، وإلى الآن لم يعترف بها الإسرائيليون، ويبدو أن من سرب الخبر هم الأميركيون. ففي البداية قد قيل إنها غارة أميركية، ثم كشف أنها إسرائيلية، ثم قيل إنها غارتان، والآن يقال إن الإسرائيليين نفذوا ثلاث غارات متفرقة على قافلة إيرانية داخل الأراضي السودانية تنوى تهريب أسلحة سرا إلى غزة.

وليس جديدا أن ينفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات في المحيط العربي، وأشهرها الغارة على سورية في سبتمبر قبل عام ونصف، التي قيل إنها استهدفت مبنى تحت الإنشاء لتصنيع سلاح نووي. إلا أن الغارة الأخيرة مختلفة عن غارات إسرائيل الماضية، فقد نفذت بطائرات بلا طيار، كما قيل. ولو كان ذلك صحيحا فإننا ندخل عصرا جديدا من التقنية العسكرية في المنطقة وله تبعات سياسية خطيرة. هناك غارات نفذتها القوات الجوية الأميركية فوق مدينة الصدر بدون طيار أيضا، كما فعلت مثلها فوق مناطق باكستانية أفغانية وكلها مناطق حربية. إسرائيل خرجت بعيدا عن نطاق المعركة التقليدي معلنة أنها تنتهج سياسة مختلفة عن الماضي من عملياتها العسكرية.

في السابق قامت إسرائيل بعمليات بعيدة جدا مثل هجومها الشهير على مطار عنتيبي، وكان ذلك في إطار إطلاق سراح رهائنها. كما هاجمت مفاعل تموز النووي العراقي في مطلع الثمانينيات، أيضا في نفس الإطار السياسي. وكذلك نفذت غارتها على الشاطئ التونسي ضمن مواجهات عسكرية نشطة مع فتح. أي أنها في كل عملية كانت تدعي أنها ضمن الحرب المبررة. لكن الغارة على السودان تبدو غريبة على الرغم من المعلومات التي تسربها إسرائيل، من أنها هاجمت قافلة سلاح إيرانية كانت تتجه إلى غزة أثناء الحرب. وهنا احتمالان، المبرر قد يكون صحيحا أو ملفقا. ولو افترضنا أنه صحيح وأن شحنات موجهة إلى حماس تم رصدها مبكرا فقد كان بالإمكان قصفها في المياه الدولية عندما نقلت عبر البحر، وبالتالي لم تكن إسرائيل في حاجة إلى انتهاك الأجواء السودانية. ولو افترضنا أن المعلومات شحيحة في البحر فإنه كان بالإمكان رصد القافلة حتى يتم تهريبها إلى مصر وحينها إبلاغ السلطات المصرية التي لا يمكن أن تسمح لأسلحة إيرانية أن تعبر من أراضيها. فالعلاقة الإيرانية ـ المصرية كانت في ذروة توترها، خاصة أن إيران كانت تعلن صراحة برغبتها في خلق فوضى في مصر والتهديد باغتيال الرئيس المصري. وأخيرا كان من الأهون الانتظار ثم مصادرتها بعد تهريبها أثناء الحرب حيث كانت إسرائيل تسيطر بشكل شبه كامل على قطاع غزة، من الحدود إلى الحدود، إلى درجة أن قواتها كانت ترابط قبالة المستشفى الرئيسي في وسط مدينة غزة.

الاحتمال الآخر أن المعلومات كاذبة، أعني أن الغارة وقعت لكن الهدف لم يكن القافلة الإيرانية، ربما كان الهدف سودانيا، أو محسوبا على تنظيم القاعدة، أو بالفعل شحنة إيرانية لكن لصالح جهة سودانية. وقد يكون سبب الكذبة تبرير التدخل الإسرائيلي في شأن خارج اهتماماتها المألوفة. أي أنها كانت غارة مستأجرة لصالح طرف آخر. لا ندري فقد كانت غارة صامتة، حيث إن الحكومة السودانية التزمت الصمت بخلاف الحكومة السورية عندما أعلنت بنفسها عن غارتين إسرائيليتين على أراضيها.

[email protected]