السوبـــر ستـــار

تابع الكثيرون حلقات برنامج " سوبر ستار " الذى قدمه تلفزيون المستقبل اللبنانى ورعته شركة لبتون . هذا البرامج الذي استمر ثمانية شهور و في الشهرين الآخرين فقط صنع اسماءاً لمطربين ومطربات تجاوزت علواً الكثير من الاسماء التي سبقتها وشقت طريقها بنفسها - هذا بالطبع بعيداً عن الموهبة فلا نتحدث عنها إنما عن التواجد
هذا البرنامج الذي انتشر كما النار في الهشيم بفضل تلفزيون المستقبل نفسه والكتابة عنه في الصحف كاد أن يتسبب بتوتر في العلاقات السياسية بين الدول التى يشترك مغنوها فيه خاصة بعد اتهام الاردن بالدعم الرسمى لمشاركته ديانا كرزون التي حازت فعلاً على لقب سوبر ستار العرب
الاردن التى نفت شركة فاست لينك فتحها للخطوط مجانا لدعم ديانا خصص لها - لديانا- برنامجا تلفزونياً يتحدث عنها لزيادة شعبيتها وعدد الأصوات. وسوريا التى دعمت المشاركه رويد عطيه ايضاً ولم يخلو عمود كهرباء من صورتها غير الاعمده الاعلانيه الكبيرة . سوريا والاردن لم تتخليا عن مرشحتيهما، سواء بوضع شاشات عملاقة في الساحات والميادين شاهدها الآلاف أو الملصقات التي تحمل صورهما وكل ذلك ليدعم كل بلد مرشحته في البرنامج علماً بأنه برنامج للهواة
أما "ملحم زين" والذى اعتبره اللبنانيون السوبر ستار الحقيقي فوضعه يختلف. وإن نفى ملحم تعصبه لرويدا وبالتالى لسوريا ضد الأردن المتمثل في ديانا كرزون عندما طالب جمهوره بالتصويت للأولى وبرر هذا النفى بأن رويدا قالت: لو خرت سأصوت لمحلم زين ، ولأنها كانت دائناً تصرّح بأنه فعلاً سوبر ستار ولا أحد يدرى ماذا كان سيحدث، لو فازت رويدا على ديانا الأردنية بفضل طلب زين خاصة وأن الأردنيون غضبوا من طلبه ذاك واعتبروا لبنان يناصر سوريا ضد الأردن ولكن الأمر هدأ عندما صرّح زين بأن الأمر ليس سوى رد للجميل
ملحم زين عندما عندما خرج من المنافسة خرجت للتو مظاهرات في أكثر من منطقة في لبنان وحملة ضخمة فى الصحف تشكك فى خروجه وتسأل: خرج أم أُخرج...؟ وتلفزيون المستقبل ينفى ويدافع عن نفسه ويعتبر أن هذا دليلاً على نزاهة التلفزيون والبرنامج
ملحم الذي خرج مبتسماً وبكى عليه الكثيرون، وجد دعماً ما كان ليجده لو فاز فعلاً باللقب، فتلفزيون المستقبل سيرعاه فنياً لمدة عشرة سنوات وفى خلال شهرين أو ثلاثة سيصدر له كاسيت، كما عرض عليه بطولة فلم من قبل منتج لبنانى وتتصدر أخباره نشرات الأخبار في التلفزيون. أما ما أثار الدهشة فعلاً هو مقابلة ملحم زين على رأس أفراد من عائلته للرئيس اللبنانى في بيته .. دُهشت فعلاً ، وبفهم الكثيرون منا كان السؤال: ألا يجد هذا الرئيس ما يفعله، ليقابل هاو أشترك في برنامج فني بمثابة المسابقة ..؟؟؟!
لكنا ولو عمقنا النظر وأبعدناه أكثر، سنجد أن كلا ً من الدول الثلاثة قد دعمت مشتركيها بقوة ومن غير توانى باختلاف شكل هذا الدعم . المشتركون فعلاً أصحاب مواهب وأصوات جميلة وقوية لذا فهم يستحقون
تابعنا كل هذا وكل الوقت قلبى على شباب بلدى المبدع حقاً، الذي لا يجد الدعم لا من الدولة ولا من مَنْ سبقه، الذي لا يجد سوى الكفر بموهبته والتشكك في أصالتها وفي وجدوها أيضاً، في حين يتقاتل الآخرون وتتوتر علاقاتهم السياسية بالدول من أجل دعم موهبة وفي النهاية الحمد للدولة وليس للفرد
متى ننظر للمبدعين الشباب - فنحن نعرف أن هناك الكثيرين الحقيقيين منهم- متى ننظر إلى هؤلاء بغير عين السخط والعداء ...؟

دعم صامت :
أعذروني شباب بلدى المبدع، فهذا ما استطعت دعمكم به، أن أقول: كونوا أكثر ثقة، قلبى معكم ولكم الله؛ ربى وربكم

--------------------------------------------------------------
من عمودى "ذات بــوح" بصحيفة الأضواء