لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار

لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار


09-17-2003, 07:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1063824146&rn=0


Post: #1
Title: لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-17-2003, 07:42 PM


أعتذر عن نقل هذا المقال الممتع كاملا بدل نقل الرابط.. فمن تجربتي مع صحيفة الشرق الأوسط قد يختفي المقال في بعض الأحيان.. ونقله هنا يوثقه..

http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2003,09,17,193224.html

===========
لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار

مأمون فندي

أسامة بن لادن ضرورة عربية لسد ثلاث فجوات اساسية بدونها ينكب النظام العربي الاجتماعي ومعه السياسي على نفسه فينهار. فرمز اسامة يلبي رغبة ويسد فجوة، وبذلك يصبح ضرورة حياتية لا غنى عنها.
الفجوه الاولى هي تلك المساحة بين ماض مثالي يدعو الى الافتخار، وواقع مؤلم يدعو الى الاحتقار.
اما الثانية فهي بين حياة البذخ والمجون وعدم الالتزام في الخاص والتدين المنافق في العام.
أما الفجوة الثالثة في المجتمع العربي، فهي ما بين حالة التشرذم والازورار في الواقع العربي وكذب التضامن القبلي الممثل بالجامعة العربية والخطاب الصحفي العروبي.

1 ـ أسامة في منتجع سان تروبيه

أكاد اقول انني قابلت اسامة أو شبيهه في منتجع سان تروبيه في الجنوب الفرنسي، ليس حرفيا، وانما قابلته في فكره: الخروج المتطرف.. ففي سان تروبيه كما في اسطنبول أول ما تراه هو هذا التطرف والاسراف في البذخ. نفس الرؤية ونفس الدافع، وبدلاً من نساء قندهار وبيشاور والبوسنة اللائي تزوجهن المجاهدون، حيث تكفيك الف دولار للزواج من أربعة في هذه المناطق المحرومة، ترى في نيس وكان وسان تروبيه بدائل مماثلة من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية. وحالة مشابهة لحالة قندهار ولكن بأدوات مختلفة. ومتى انتهى هؤلاء المصطافون من رحلة البذخ هذه، تذكروا انهم عائدون الى الاسلام وان لهم قواعد تحكم حياتهم، لذا يحسون بالذنب الشديد ويعودون مكتئبين يحسون بحاجة ملحة لردم الهوة ما بين واقعهم العائدين اليه وبين ما استمتعوا به من لذات. وبدلاً من الاعتراف بان المتعة حق طبيعي لكل البشر ولا اثم عليهم ولا تثريب، تجد اكثرهم في حالة انكفاء على الذات حيث يغرق اكثرهم في الاحساس بالذنب وينقلب الى النقيض ولا يبقى امامهم سوى التبرع لاسامة أو الدعاء له، وصدق عبد اللطيف المناوي عندما ذكرنا بان الذين يدعون لنصرة اسامة في القاهرة هن لابسات الشورت في نادي الجزيرة، رغم انه لم يشرح لماذا؟!
الحقيقة هي ان الزمالك وكذلك نادي الجزيرة نفسه، هما المعادل الموضوعي لقندهار.. مساحة تتوقف فيها العادات والتقاليد والقيم، مساحة الاجازة من العرف، ولكن عندما تعود النساء الى بيوتهن ويدخلن فيما تدخل فيه النساء، يجدن في الدعاء لأسامة حالة من التطهر النفسي. التطهر ضرورة لسد الفجوة ما بين حياة الشورت في النادي وسبحة الوالد الحاج صاحب الزبيبة في رأسه، الذي يتكسب من هويته المرتبطة بحرصه على الدين من خلال ما يقوم به من طقوس يومية منافقة.
ـ ذكر لي احد الاصدقاء في مدينة الرياض، بانه يعرف شيخاً في مسجد يعلم الاطفال، يشترون كراساتهم واقلامهم من مكتبته، ويشترون محل مستلزماتهم من بقالات يملكها الشيخ. وقال لي ان جوائز تحفيظ القرآن التي يقدمها من أموال الآباء هي من محلاته، ولا يبقى على فكرة اللوتري سوى ان يكون عند صاحبنا محل سيارات، حتى يدعو الى سحب شهري على سيارة جيب مثلاً، اذن العالم الذي يتحرك فيه اسامة ليس عالماً غريبا عن عالمنا كما يدعي البعض، أسامة منا وفينا، اسامة ضرورة لاستمرارية هذا النفاق القائم ما بين ما يقوم به العرب في العلن وما يفعلونه في السر أو في وقت الاجازة، اي السر الزماني، اذا كانوا في مجتمعاتهم، والسر المكاني حال خروجهم منها. فلسفة الخروج هي الدافع الاساسي هنا، سواء أكان الخروج الى قندهار أم الى سان تروبيه، تكفير وهجرة، تصبح في حالة جماعة الجهاد رفضاً للواقع المعيش، وفي حالة جماعة سان تروبيه كفارة لما عاشوه خارجيا لانه لا يتسق مع الداخل. في كلتا الحالتين هناك خروج الى عالم النساء البيضاوات في قندهار والبوسنة والجنوب الفرنسي، ولذلك لا نرى خروجاً الى عالم السواد في افريقيا باستثناء حالة موريشيوس. لكل هذا يكون أسامة الرمز ضرورة لاستمرار هذا النمط من الحياة. ولا يمكن لاي كائن من كان ان يقلل من شعبية اسامة، لأن الاسباب واحدة، ولو تعددت مظاهرها وتجلياتها. تقل شعبية اسامة فقط، عندما تتسق المرأة في نادي الجزيرة مع الشورت خارج النادي وداخله.

2 ـ حلم الافتخار وواقع الاحتقار

فجوة اخرى في العالم العربي لا يسدها الا أسامة، وهي تلك الفجوة القائمة ما بين حلم الافتخار وواقع الاحتقار. فالمتابع لكل الاحاديث العربية لا تفوته ملاحظة ان العرب ابناء اهم حضارة، وهي الحضارة الام التي جاءت اوروبا من رحمها، وهم الذين اسسوا للعلوم والفنون الاوروبية، سواء أكانت في الرياضيات أم في الطب، ولا يوجد طفل عربي إلا وكان هائماً في هذه النرجسية مستمتعا باستعادة صورة ماض عريق، نور على قمة الجبل، يؤدي به الى سكرة لحظية. ثم يجلس الشخص نفسه مع نفسه ناظراً الى اسهاماته هو، من حيث دوره في صناعة الطائرات أو أجهزة الحاسوب، كما يروق لمدرسة الافتخار ان تسميها، فلا يجد له دوراً يذكر، ثم يسأل نفسه عن انتصارات خالد بن الوليد وطارق بن زياد ومن يقابلها اليوم، فيجد ان جيوش بلاده هزمت تقريبا في كل المعارك. هنا يحتقر العربي نفسه وواقعه، وبما ان احتقار الذات امر غير مرغوب فيه، فلا بد من الهروب من عالم الاحتقار الى عالم الافتخار، هروب قام به اسامة في المكان من جدة الى قندهار، يقوم به العربي العادي من زمن الاحتقار الى زمن الافتخار، رغم اننا جميعاً نعرف ان زمان الافتخار زمان متخيل لا وجود له في الواقع الا في كتابات اساطين الافتخار. كما ان الواقع ليس بعيداً الى الحد الذي يدعو الى الهروب، لكل هذا يكون اسامة ضرورة.

3 ـ كذب دعاوى التضامن العربي

ـ اسامة أيضاً ضرورة لان الزمان الحالي لا يقبل بالايديولوجيات الكبرى، زمان تفتيت وسفر وازورار، يهاجر فيه افراد العائلة الواحدة الى خمس دول لا تجمعهم فيها لغة أو حتى تجارب متشابهة، ومع ذلك هنا اصرار على انهم من نفس القبيلة، ونفس البطن أو نفس الفخذ، فما بين حالة الازورار ما بعد الحداثية، التي لا تقبل الاساطير الجامعة والقصص الكبرى، وبين عالم ما قبل حداثي وقبلي، يغني اغنيات ابو زيد الهلالي وشرف القبيلة، يلبي اسامة تلك الرغبة، رغبة التجمع في عالم الأساس فيه الآن، هو التفرق، وما بين واقع الشتات وحلم لم الشمل يبقى اسامة ضرورة.
ـ الواقع هو ان اسامة من مخلفات الحرب الباردة، والقاعدة كذلك ايضا، ومعظم الاصوليات، ولكن من منا ينظر الى الواقع، في ظل الفجوات الثلاث سالفة الذكر، فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار، فجوة تطرف البذخ في الزمالك وسان تروبيه والتدين في امبابة وجدة. فجوة واقع التشرذم وحلم العروبة والقبيلة. اسامة وجماعته ضرورة لسد هذه الفجوات وتجسير الهوات، الا اذا قبل العربي بواقعه ونظر الى نفسه في المرآة، لا باحثا عن ماضي الافتخار او غاضباً على واقع الاحتقار، وقبل ادلته كما هي. هنا فقط يصبح اسامة غير ضروري. وحتى يحدث ذلك يظل اسامة ضرورة اساسية لاستمرار الحياة العربية.

Post: #2
Title: Re: لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار
Author: kamalabas
Date: 09-17-2003, 07:52 PM
Parent: #1

الاخ ياسر الشريف
تحيه
دعني اكثف ما أراده كاتب المقال
أسامه بن لادن= فكر الازمه
أسامه بن = أزمه الفكر
كمال عباس

Post: #3
Title: Re: لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار
Author: kamalabas
Date: 09-17-2003, 08:27 PM
Parent: #1

الاخ ياسر
بعد ان طرحنا أزمه الفكر في المنطقه وكيف قادت هذه
الازمه لبروز فكر مهووس طرح ن فسه كبديل ولكنه في
المحصله عمق الازمه ...بعد هذا نتطرق الواقع المأزوم
نجد الجوع والفقر والجهل والكبت والارهاب والديكتاتوريات
مع التفاوت الطبقي الحاد نجد ان هذا هو السائد
انها أزمه الحاكم الذي لم يعد عنده ما يقدمه غير سيف
القهر وأزمه المحكوم الذي يعاني ما يعاني من دون
ان يبصر ضواء في نهايه النفق يضاف الي هذا اختلال
الموازيين عالميا وسياده عصر العولمه ..كل هذا راكم
من واقع الازمه والاحباط واليأس والذي عبر عنه المقال
الذي نشره الاستاذ ياسرالشريف في صدر هذا البوست
ختاما ارجو أن نساهم بما نري أنه الحل والمخرج من
هذا المأزق

Post: #5
Title: Re: لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-18-2003, 12:45 PM
Parent: #3

أشكرك يا أخي كمال على المداخلة..

لقد قرأت البارحة مقالا في جريدة الحياة أعتقد أنه يناسب هذا البوست.. وارجو من الجميع أن يشاركوا في الموضوع..


الخسارة والفائدة من إرهاب "القاعدة"ـ

Post: #4
Title: Re: لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار
Author: kamalabas
Date: 09-17-2003, 08:55 PM
Parent: #1

الاخ ياسر تحيه
دعني أوضح ماعنيته بأزمه الفكر ..أعني خفوت صوت قوي
الاستناره الاسلاميه وبديلهم الفكري الذي يواكب العصر
ويجمع بين الاصاله والحداثه والعقل والنقل
وتشمل ازمه الفكر ايضا في الواقع العربي والاسلامي
أزمه اليسار بتياراته المختلفه بالرغم من عكوفه
علي صياغه حلول لازمته الا ان الازمه خلقت ضمورا وضعفا
كبيرا جعله ينحدر بعد ان كان في حاله صعود في الستينات
كما يلاحظ ايضا أزمه المشروع القومي العربي وانكساره
مما ادي لبروز قوي اخري تسد الفراغ
وايضا نلاحظ خفوت صوت القوي الليبراليه وقوي الاستناره
والتحديث تتزامنت ازمه الفكر هذه في قوي الوسط
واليسار ومن الناحيه الاخري تمدد اليمين المتطرف وعلاء
صوته بالشعارت البراقه من دون منهج او نسق فكري
متكامل يقدم حلولا لمشكلات الواقع وكان النتاج الهوس
والتدمير والمزابح والاغتيالات وعدم احترام الرأي الاخر
والمخصله النهائيه كانت ان اضاف هذا الفكر بعدا
جديدا للازمه ليكون تعبيرا عن الازمه والتجلي البشع
لتفاعلها...اذن ان ازمه الفكر في المنطقه ادت الي
بروز التطرف كبديل

Post: #6
Title: Re: لسد فجوة ماضي الافتخار وواقع الاحتقار
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-18-2003, 12:53 PM
Parent: #4

عزيزي كمال

تحية

أنا أتفق معك في في هذا التحليل..