عندما غرقت الخرطوم في شعاراتها..!! المياه احتلت الطرق والمشهد العاصمي مذهـل

رغم وجود الادارات والوزارات والهيئات، رغم وجود دعاوى حول بنية تحتية واستثمار وتطوير وتجميل، رغم الرسوم التي يدفعها المواطن ورغم كل شئ عندما هطلت الامطار على الخرطوم مسحت الاسطر القديمة الجديدة وفضحت كل الشعارات البراقة واحتلت الخرطوم الموعودة بالفنادق الـ «5» نجوم والمشاريع الاستثمارية والكلام المنمق.
* في حي العمدة بام درمان انهارت بعض المنازل جراء الامطار التي هطلت صباح امس الاول وقال المواطن فضل المولى بشير ان المنازل انهارت بسبب عدم وجود مصارف للمياه التي احتلت المكان تماماً وتساءل لماذا ندفع الرسوم والضرائب وغيرها.. هل ندفع من حر مالنا من اجل ان تشتري الحكومة السيارات الفارهة وتشيد الوزارات قصوراً فارهة وحسب.
* لعل منطقة ام درمان التي شهدت مساء امس الاول هطول امطار غزيرة تقف شاهداً على عمق مأساتنا في مؤسسات عديدة تعمل تحت لافتات التجميل والبنية التحتية والتشييد والجسور، كشفتها الامطار في اول اختبار حقيقي وكادت المصارف ان تتسبب في «تهدم» المنازل وزوالها بعد ان «حبست» المياه في المنطقة من «صينية الدومة» وحتى «استوب مكي» وهذه المنطقة تحديداً عملت فيها شركات المصارف لاكثر من «5» أشهر متواصلة.. ولا شيء ها هي المياه تكتسح كل شئ امامها وتحتل الطرق.
* الأحياء العريقة بأم درمان كلها بلا مصارف باستثناء المصارف القديمة مثل المصرف الذي يفصل بين الحارة الاولى في الثورة والحارة الرابعة هكذا بدأ الحبيب المبارك حديثه مؤكداً ان معظم المصارف في المنطقة وهي مصارف عشوائية غالباً ما يتم حفرها بصورة طارئة وبسواعد المواطنين قال لولا هذه المصارف ولولا جهود المواطنين لانهارت المنازل ولو انتظرنا اصحاب «الياقات» و«الدفاتر» الذين يطاردوننا من اجل الرسوم والجبايات لما بقى منزل هنا ونحن كما يقول حبيب الله في انتظار ان تتولى الشمس مهمة اعادة الامور الى نصابها لان الجهات التي تتسلم الجبايات والرسوم في المنافذ ستنتظر الشمس مثلنا.
* ويخشى يوشف محجوب من كارثة بيئية خاصة وان مياه المجاري ستضطلع بدور فعّال مع مياه الامطار خلال الفترة القادمة وتساءل يوسف عن الدور المفترض للجهات الحكومية خاصة وانها ظلت متفردة عبر التاريخ في التصريحات و«فالحة» في فتح قنوات الايرادات المالية لكن مجرد هطول امطار على منازل خلق الله لا تجد السلطات الا الشمس وسواعد المواطنين للتصريف والتجفيف.. ها هي الامطار تحتل طرق العاصمة المتنازع عليها على طاولة مفاوضات ناكورو تغرق «في شبر موية» كما يقول الطالب محمد آدم الذي تساءل عن معنى لعاصمة حضارية تحتل المياه شوارعها على هذا النحو وتغلق المحال التجارية وقال لماذا تطالب الدولة بحقوقها بشئ من الالحاح وربما القوة احياناً وتستسهل حقوقنا الى هذه الدرجة.. انا هنا منذ ساعة كاملة ولا توجد مواصلات لان الحافلات توقفت عن المجئ الى هنا وحتى الموجودة لا تستطيع التوقف وركابها غالباً ما يحملون احذيتهم على الايادي ويتوقفون وسط المياه في انتظار وسيلة مواصلات، هذا ما يحدث في عاصمة فيها حكومة البلد وحكومة ولائية ومحليات ومؤسسات ومواطن يدفع «دم قلبه» نظير خدمات غير موجودة وبذات اللهجة الغاضبة يقول اسماعيل محمد الماحي ان ما يؤسف له هنا ان المشاهد التي امامنا تحدث في عاصمة دولة تعرف كيف تثرثر في السياسة ووسط هذه العاصمة وفي عهد ولاية يتحدث واليها عن اصحاح البيئة والخدمات.
* أما منطقة شمبات التي شهدت اعلى معدلات امطار رصدت خلال الفترة الأخيرة فقد تحولت الى بحيرات بعد ان اغلقت المصارف خوفاً من تسرب مياه النيل الى المنطقة وهو الشيء الذي اسهم في تفاقم المشكلة , و كانت هناك حركة كثيفة من المواطنين لفتح المجاري بعد ان قرر المواطنون عدم الذهاب الى اعمالهم نظراً لخطورة الوضع.
عم حسن آدم قال ان الحال لا يحتاج لشروحات، المياه وصلتنا داخل الغرف لان المصارف مغلقة والعقبة ليست في الامطار فقط بل في الكارثة البيئية القادمة لان المياه ستتحول الى مزارع خصبة للبعوض والملاريا.
* شوارع شمبات التي احتلتها المياه تماماً حافلة بالصور والمشاهد، امرأة تحزمت وبناتها بعد ان امتلأ جوف «الحوش» عن آخره بالمياه.. سألتنا.. «انت ناس المحلية ديل السنة كلها بيعملوا في شنو»؟!!
وفي شمبات الحلة قال الاستاذ احمد حسن ان الحي يملك مصارف طبيعية لقربه من النيل لكن هذه المصارف اغلقت مداخلها لتقديرات معينة وخوفاً من النيل لكن المفاجأة جاءت عبر الامطار وما نرجوه هنا ان تهتم السلطات بايجاد حلول للمياه التي تراكمت هنا وبسبب اغلاق المصارف، كما يقول عباس عمر تأثرت منازلنا وأنا اتساءل من الذي اغلق المصارف ولماذا..؟
الصورة كما رصدناها امس تبدو مذهلة فمعدل الامطار مهما تحدثنا عن «علوه» و«ارتفاعه» يصعب استيعاب ان يفرز هذه المشاهد الغريبة في عاصمة البلاد.. عربات توقف نبضها.. وركشات غرقت ومواطنون وسط المياه في طريقهم للعمل.. الأحذية على الأيادي وشرطة المرور رجالها توسطوا المياه لفك اشتباك السيارات.. مواطن يسأل «الشارع قدام كيف» وآخر يجيب.. «هو الشارع وينو..؟!!
في الحارة «17» امبدة وفي منزل كان يحمل الرقم «378» قال سليمان زكريا ان المياه دمرت منزله تماما وانه بحاجة ماسة لمن يساعدة علي ايواء اسرته واعادة تشييد المنزل مرة اخري ..

الله يكون في عونك ايها الشعب الجميل

وانا على ذلك من الشاهدين

لك التقدير أخي..

واضيف ..حادث مأسوي حدث جراء غياب المسئولين ..والمسئولية في بلادي الحبيبة ..
في أول مطرة من خريف هذا العام ..منطقة بحري .تعرض امام مسجد لصعق بسلك .. "رمته الأمطار والهبوب الشديدة" عندما حاول منع طفل من الإقتراب من سلك الكهرباء فألتف السلك حوله ..مما أودي بحياته امام ناظري اهل الحي ..الذين حاولوا جاهدين في إنقاذه ولكن إرادة الله كانت سابقة ..مسالة وقوع اسلاك الكهرباء ..في الخريف اصبحت عادية ..وحياة المواطن ..شي هامشي..وطبعا الموت عندنا في السودان بمثل هذه الحوادث ..لا يعقبه اي مساءله ..اوتحقيق حاد ..او محاسبة ولا يطالب احد بتعويض مع سماحة اهلنا ..والرضاء بقضاء الله ....ونعم به..فالله لطيف بنا

الاخوة /
الموصلى و فتحى البحيرى و بنت النيل
شكرا لكم وسدد الله خطاكم من اجل الوطن

الاخ الفاضل ابو عرفة
دى هى ياها زاتها- الخرطوم عاصمة الثقافة 2005؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا واحدة ثانية؟؟
شر البلية ما يضحك
اللهم لطفك يارب
عندى اقتراح لناس شمبات وام درمان وغيرهم الحاصرتهم الامطار،يشيلوا طواريهم ويمشوا يحاصروا بيوت الوالى والمحافظين ويلفوا من هناك على بيت البشير وياغرق يا جيت حازمها!!!
تحياتى

شكرا لك الايتاذة مهيرة و والخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005 هى هى تغرق فى شبر موية