اجتماع البشير والمعارضة.. حوار طرشان وخيبة أمل للشارع

اجتماع البشير والمعارضة.. حوار طرشان وخيبة أمل للشارع


08-13-2003, 10:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1060765373&rn=0


Post: #1
Title: اجتماع البشير والمعارضة.. حوار طرشان وخيبة أمل للشارع
Author: ابو فاطمه
Date: 08-13-2003, 10:02 AM


تقرير إخباري
اجتماع البشير والمعارضة.. حوار طرشان وخيبة أمل للشارع


الخرطوم محمد عبدالرحيم:


تنطبق مقولة “الميل يبدأ بخطوة” على الخطوة النادرة التي اتخذتها حكومة الرئيس عمر البشير مطلع الأسبوع الجاري تجاه قوى المعارضة، دون النظر إلى ما يستتر في أمر هذه الخطوة، وقد اعتمد الشارع السوداني على تلك المقولة في طرح تساؤل مهم حول لقاء رئيس الجمهورية بقوى المعارضة السودانية في محاولة لتجميع القوى السياسية في بوتقة وطنية موحدة تنظر لقضايا الوطن بعينين مفتوحتين وليس بعين واحدة تحاول أن ترى من خلال ضباب المصالح والمكايدات والكسب السياسي الرخيص. هل صحيح ان الإجماع الوطني السوداني تجاوز الخطوة الأولى؟

الإجابة عن هذا التساؤل تحمل أكثر من اجتهاد، فالقوى السياسية السودانية عبرت عن خيبة أملها في نتائج هذا الاجتماع واعتبرته منبراً خطابياً مكرراً خصص للخطب العصماء وتبودلت فيه الكلمات الرشيقة والتعابير المنمقة دون تحديد أهداف.

والواضح ان القوى السياسية السودانية كانت تتوقع أن يشهد الاجتماع قرارات من رئاسة الجمهورية “وليس وعوداً بإصدار قرارات” في ما يتعلق بإطلاق الحريات العامة والمعتقلين السياسيين ورفع حال الطوارئ المعلن منذ 14 عاما. هذا الاتجاه عبرت عنه بوضوح تصريحات ممثلي قوى المعارضة ووصفهم الإجماع الوطني بأنه تكرار لما ظل يردده الحزب الحاكم والحكومة في الاجتماعات السابقة للحوار الوطني السوداني.. وهذا ما أكدته وقائع الاجتماع التي لم تتعد تطمينات رئاسية وقائمة مطالبات مكررة للقوى المعارضة سبق أن نادت بها في أكثر من مناسبة وفي كل تصريح صحافي باعتبارها أساساً لانطلاق الحوار الوطني على أرضة ثابتة.

وإذا كانت العبرة بالنتائج، فإن النتيجة النهائية التي تمخض عنها اجتماع رئيس الجمهورية بالقوى السياسية المعارضة والشخصيات الوطنية تتلخص في عبارة: “لا جديد”. إذ ان الاجتماع لم يبلور رؤى سياسية وطنية موحدة أو قابلة للتوحد، ولا القوى المعارضة قدمت أفكارا موضوعية ذات قيمة تتصل بالقضايا الوطنية الكبرى، ولم تبد استعدادا ولو تكتيكياً لتقديم تنازلات مرحلية لتحقيق الإجماع الوطني. ولم تصدر قرارات رئاسية تعبد الطريق للقوى السياسية المعارضة للسير في طريق الإجماع وهي ترتدي جلباب الثقة، ثوباً واقياً من التردد يدفع عنها الخوف والقلق.

وكدليل على ضآلة نتائج اجتماع الحوار الوطني، أشار مراقبون إلى أن الأمل كان معقودا على أن يهيئ الاجتماع مناخاً سياسياً مناسباً للشروع في الخطوة الأولى تجاه وحدة قوى بلد المليون ميل مربع. غير انه اتضح لاحقا انه كان عبارة عن كرنفال احتفالي أثبت ان الرغبة في الإجماع السوداني ميل وهمي مثل خط الاستواء، فيما يرى آخرون أن اللقاء حقق إنجازات لا يمكن التقليل من شأنها بعد الاستجابة الفورية من جانب البشير لما طرحه المجتمعون وتعهده حماية الحريات والحقوق السياسية ورفع الرقابة عن الصحافة.

لكن الأهم أن الشارع السوداني أصيب بخيبة أمل ثانية عقب الاجتماع بعد إصابته بإحباط كبير عقب إعلان تأجيل مفاوضات السلام لأكثر من مرة، فقد ترسخت لديه قناعة باستحالة تحقيق الإجماع الوطني عن طريق “الحوار اليتيم” الذي لا يملك أبا وأما يرعيانه، والقناعة الأخرى التي توصل إليها الشارع السوداني ان الخطوة الأولى في الحوار الوطني السوداني لم تبدأ بعد لأن الشوط أصلا غير موجود. هذا الاتجاه أكده ل “الخليج” القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين الذي ذكر أنه رفض المشاركة في اجتماع الرئاسة لاقتناع حزبه التام بأن الاجتماع تشريفي الهدف منه استقطاب القوى السياسية المعارضة لدعم موقف الحكومة التفاوضي باسم الشعب. وقال: إن الذين شاركوا في الاجتماع باسم حزبه لا يمثلون سوى أنفسهم ولم يتم تفويضهم للمشاركة باسم الحزب.

وقال حسنين: إن الاجتماع كان عبارة عن مظاهرة سياسية ولا يصلح إطلاقا كأرضية للحوار، لأنه لم يقم على رؤى واضحة ولن تخرج مثل هذه الاجتماعات الكرنفالية بجديد لأن أسس المشاركة فيها تساوي بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، بين الوطنيين الحقيقيين والراغبين في التسلق على الأكتاف.

وأضاف :”إذا أريد للقوى السياسية السودانية ان تجتمع في وفاق وطني شامل فيجب أن تكون جزءا أصيلا في الحوار الدائر في كينيا وليس واجهة تقوي بها الحكومة موقفها التفاوضي. ولن نقبل أي حوار إلا في إطار الحل السياسي الشامل وتحت راية التجمع الوطني الديمقراطي”.

وأشار الدكتور فاروق كدودة القيادي البارز في الحزب الشيوعي السوداني إلى أن نتائج الاجتماع كانت أقل من الطموحات بكثير، وقال ل “الخليج”: إنهم كانوا يتوقعون أن يكون الاجتماع بداية حوار حقيقي لمناقشة قضايا السودان الملحة، وكنا نتوقع ان يختلف الاجتماع شكلا وموضوعا عن اجتماعات الحوار الوطني التي دعت إليها الحكومة سابقا. لكننا فوجئنا بأن رئاسة الجمهورية دعت إلى حشد سياسي كبير انقلب هدفه من بداية للحوار الوطني الجاد إلى مهرجان خطابي، وبدلا من ان تبدأ رئاسة الجمهورية في أفعال وإنفاذ قرارات اكتفت بالوعود. وأكد كدودة أن مرحلة الحوار الوطني الحقيقي لم تبدأ بعد لأن المناخ السياسي الحالي غير مهيأ لذلك.


----------------------------
منقول عن جريدة الخليج الاماراتيه