محمود سيد القمني: وقراءة مفهومي الديمقراطية والشورى

محمود سيد القمني: وقراءة مفهومي الديمقراطية والشورى


08-11-2003, 03:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1060610408&rn=1


Post: #1
Title: محمود سيد القمني: وقراءة مفهومي الديمقراطية والشورى
Author: nadus2000
Date: 08-11-2003, 03:00 PM
Parent: #0

السيد القمني وقراءة مفهومي الديمقراطية والشورى:

عندما تجابه الأصولية بأصولية مقابلة


بقلم: حسن المصطفى


يعتبر المفكر المصري السيد محمود القمني واحدا من الأسماء الهامة في تيار "اليسار الإسلامي"، والمفكرين الجدد الذين يحاولون أن يعيدوا قراءة التراث الإسلامي برؤية مختلفة تتخذ من المنهج التأريخي أساسا لها في تفسيرها للوقائع والظواهر التي كانت سائدة طيلة التاريخ الإسلامي.

والقمني في منهجه النقدي هذا، إضافة لاتكائه على النقد والحفر المعرفي، يتخذ من الصدامية والمجابهة أسلوبا له في طرحه لكثير من الموضوعات، ولا يضيره أن يستخدم عبارات استفزازية بعض الشيء، إيمانا منه ربما بأهمية الصدمة المعرفية في تحقيق تغيرات حقيقية في سياقات التفكير الديني والاجتماعي.

في مقال مطول له نشر في مجلة "أدب ونقد" المصرية، العدد 24، لشهر أغسطس 2002، تناول القمني مفاهيم الشورى والبيعة والديمقراطية، تحت عنوان "خدعوك فقالوا: إن الشورى والبيعة هما الديمقراطية"، بادئا مقالته بعبارة دونها في يسار المقالة جاء فيها: " إن الخلافة في الإسلام لم ترتكز إلا على أساس القوة..وكانت ولم تزل نكبة على الإسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد". وهو بهذه البداية الصدامية، حمل نفسه أعباء معرفية أكبر، ومسؤولية أخلاقية أجسم، كونه بات مطالبا بقوة بأن يسوق أدلة وأمثلة تثبت صحة دعواه، وإلا سيسوقه ذلك لأن يكون موضع تهمة وتساءل، ويجعل دقته العلمية محط تأمل ونظر.

القمني في مقالته، تطرق لأمر هام، وهو التفريق بين الديمقراطية من جهة، والشورى والبيعة من جهة أخرى، كون الاثنتين في رأيه على اختلاف كبير، ولا يمكن المواءمة بينهما واعتبارهما وجها واحدا كما يحاول أن يُنظر لذلك بعض من أسماهم بـ "المتأسليمن"، وهو معرفيا محق في دعواه. فثمة فرق شاسع بين الديمقراطية كنتاج لتراكم معرفي وتاريخي في الغرب، وبين الشورى كمفهوم يطرح في الأدبيات الإسلامية، تحيطه الكثير من الضبابية وينقصه الكثير من الـتأصيل والبناء المعرفي. لذا كانت محاولة بعض الكتاب الإسلاميين المواءمة بينهما غير دقيقة بل ومتعسفة، ونابعة من عدم فهم حقيقي لكلا المفهومين.

هذه الحقيقة المعرفية، كان بإمكان القمني أن يتناولها بشكل أفضل، لولا أنه وقع في التالي:

1- الأسلوب الاستفزازي الذي انطوى عليه المقال. فالقارئ له يجد نفسه أمام صيغة بيان مؤدلج يراد منه هجاء التيار "المتأسلم"، وتوجيه السهام له وحسب. دون أن يعزز من حقيقة النقد الذاتية والتي تهدف لتفكيك الخطاب وقراءة بنيته الداخلية وما يضمر وما يعلن، وما ينطوي عليه من دلالات وعلامات تحيل لنتائج وأهداف محددة. هذا التفكيك للخطاب سيساعد على نقده وبالتالي تعزيز الإيجابي منه، وتبيان العليل والسقيم فيه لتلافيه وحل مُشكله، وهي المهمة التي أغفلها القمني، واستبدلها بلغة هجائية صدامية، من شأنها أن تكون عامل تنفير للقارئ بدلا من استخدامها كعامل جذب واقناع وتأثير.

2- هذا الإغراق في تبيان مثالب "المتأسلمين" – مع التحفظ على هذه التسمية التي أطلقها رفعت السعيد- غيب المنهج العلمي في التناول. حيث كان يُفترض أن يقدم القمني تعريفا محددا لكل من: الديموقراطية، والشورى، والبيعة، ليتضح الفرق بين هذه المفاهيم الثلاث، ثم يرجع كل مفهوم لمرجعيته المعرفية، وبعدها يقرأه ضمن سياقه التأريخي الذي نشأ فيه. وهذا الغياب للمنهجية الدقيقة أدى لأن يكون القمني اجتزائيا في قراءته لتاريخية النصوص، فنراه حينا يقرأها ضمن تاريخيتها وما حاطها من بيئة أثرت في تكونها، ويؤولها على هذا الأساس، فيما هذا التأويل لا يستمر كمنهج متكامل، بل يأتي وفق ما يخدم فكرة المقالة وحسب. في الوقت الذي ينقل فيه نصوصا من مصادر ثانوية، اعتمد فيها على كتابات رفعت السعيد دون الرجوع للمصدر الأم، لمعرفة الكلام ضمن سياقه الذي جاء فيه، إضافة لمحاولته التشكيك في مضمرات خطابات كل من أبو الحسن الماوردي، وابن حزم، دون أن يسوق دليلا حسيا ومقنعاعلى صحة تشكيكاته –والتي هي في جزء منها واردة، لكنها تفتقر للدليل-، فضلا عن الاتكاء على مرويات ونصوص دينية دون التحقق من صحة صدورها من عدمه، وإخضاعها لصريح القرآن والعقل.

3- كل ذلك أدى لأن يخلط القمني بين الإسلام كجوهر، و كثيمة أساسية نقية في داخلها، وبين التأريخ الإسلامي والتمظهر الديني لهذا الجوهر الذي لا يعدو كونه تجربة بشرية تخطئ وتصيب ويعتريها الكثير من النقصان. إن القارئ للتأريخ الإسلامي لا يمكنه أن ينكر الكم الكبير من الممارسات غير الشرعية التي مورست باسم الإسلام، والاستغلال السياسي الذي مارسه بعض الخلفاء والفقهاء من تجيير للنصوص الدينية لكسب مزيد من السلطة والمال. لكن مسألة التفريق بين الدين والخطاب الديني هي من أساسيات الكتابات التي يشتغل عليها كتاب كثر تناولوا في كتاباتهم الـتأريخ الإسلامي ونصوصياته، أمثال: نصر حامد أبو زيد، وحسن حنفي..وسواهما. وهذا الخلط بين المستويين أدى لتحميل الدين مثالب وأخطاء أتباعه، وكأنه نتاج أساسي ومكون رئيس لهذا "التأسلم"، والخطاب الديني البرغماتي.

4- السيد القمني، وبالرغم من كونه باحثا يسعى للتجديد على مستوى الكتابة والتفكير، إلا أنه ما زال ينظر لمفهوم الديمقراطية بذات النظرة المؤدلجة القديمة. وهي نظرة تقوم على التقابل والتضاد والتعارض، وهي ذات نظرة الأصوليين الرافضة لكل ما هو ديمقراطي، لكن الفرق أن القمني يمارسها في الاتجاه المغاير.

إن مفهوما كالديموقراطية حصل له العديد من التغيرات والتطورات، ولم يعد ينظر لها بوصفها أدلوجة "منظومة أفكار"، بل بوصفها آلية عمل، ووسيلة تنظيم وتطبيق للقوانين والدستور. وفرق بين النظرتين. لأن الأولى معناها أن تكون الديموقراطية على التضاد مع الإسلام، فيما الثانية ترى في الديمقراطية آلية لتطبيق الدستور والقانون الذي يختاره الشعب ويكون نابعا من منظومته الفكرية والاجتماعية والعقدية، لذا لن يكون على تضاد معها.

إن محاولات بعض الإسلاميين من أصوليين أو تلفيقيين الالتفاف على الديموقراطية، أو التماهي معها، أو رفضها من أجل مصالح خاصة أو سياسية، كلها ممارسات تستحق أن تنتقد وتفتضح، ومحاولة تبرير الاستبداد السياسي والاجتماعي والفكري باسم الإسلام، ورفع شعار "الخلافة الإسلامية"، لتحقيق منافع ذاتوية جرم كبير، والاستخدام البرغماتي للديموقراطية الذي تمارسه بعض الحركات الإسلامية السياسية مسألة يراد لها أن تنتقد وبكل صراحة، لكن أن يمارس النقد بذات الكيفية المؤدلجة والهجائية الصرفة، فتلك أصولية أخرى تضاف لباقي الأصوليات، ومنهج لن يقود إلا لمزيد من التطرف والتطرف المضاد.

Post: #2
Title: Re: محمود سيد القمني: وقراءة مفهومي الديمقراطية والشورى
Author: nadus2000
Date: 08-11-2003, 03:04 PM

القمني - بقلم أنيس منصور
الأهرام - 21 يناير 1999

تلقيت من د‏.‏ سيد القمني هذا الخطاب‏‏ ساورني ظني انني ربما كنت المقصود بما جاء بمواقف الاثنين‏12/7‏ عن الكاتب الذي طلب لنفسه حراسة أمنية ـ وسر الظن هو أني تعرضت لحملة خبيثة من‏(‏ العربي‏)‏ الناصري الفاشستي بعد سلسلة مقالات بروز اليوسف‏,‏ وقد توقفت الآن مؤقتا لاجرائي جراحة عاجلة بالمخ‏,‏ مازلت معها في مرحلة نقاهة طويلة‏.‏ وكعادتهم استخدموا كل الاسلحة الرديئة غير النبيلة والتجريح الشخصي والافتراءات‏.‏
ورأيت ظنا أنهم دسوا خبرا مشوها لديك عبر وسطاء لايحملون قناع الناصرية‏.‏ سيدي أنا لا أعمل بأي مؤسسة أهلية أو حكومية ولا انتمي لأي هيئة او جماعة او حزب‏,‏ ونذرت نفسي لهذا الوطن الذي أهيم به عشقا وجنونا أو هكذا أعتقد‏,‏ لكني أعيش هذا الاعتقاد كل لحظة‏.‏
والحراسة وضعت فقط علي منزلي النائي بعد محاكمتي مع كتابي‏(‏ رب الزمان‏)‏ امام محكمة شمال القاهرة ونيابة أمن الدولة العليا وبراءتي‏.‏ ولا أخرج من منزلي بتاتا ولا أملك امكانات السكن الآمن وسط القاهرة فأسكن بالاطراف وبمفردي حيث لا خدمات ولا أمن اصلا‏,‏ وحيث يسهل ذبح أي انسان ظهرا وليس ليلا‏!).‏
سلامتك با أستاذ‏..‏ لقد أحزنني خطابك فلست أنت المقصود‏..‏ ولكن أسعدني أن أتلقي كتبك الأربعة‏:‏ رب الزمان‏..‏ والسؤال الأخير‏..‏ والحزب الهاشمي‏..‏ وحروب دولة الرسول‏..‏ وفي اسبوعين قرأت كتبك ووجدتها متعة مؤكدة وفاتحة للعقل والشهية‏.‏
فالذي تعرفه ياسيدي كثير والذي اجتهدت فيه كثير جدا‏..‏ وما احوج الفكر المصري الراكد والفكر العربي الجامد الي مثل قلمك‏..‏
وطبيعي أن يختلف الناس حولك‏..‏ فليكن‏!‏ ولكنك قلت وأثرت وأثريت وفتحت النوافذ وادخلت العواصف واطلقت الصواعق‏..‏ ومن قبلك قال أستاذنا الفيلسوف الوجودي كيركجور‏:‏ ان مهمتي هي ان أقض مضاجع العقول التي نامت والقلوب التي ماتت‏..‏ والا فلا أمل في نهضة روحية‏!‏
ورغم أنه فيلسوف عميق الايمان‏,‏ فقد ظهر كثيرون يتهمونه بغير ذلك‏...‏