...... الدكتور فاروق كدودة

...... الدكتور فاروق كدودة


08-11-2003, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1060606380&rn=0


Post: #1
Title: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: tariq
Date: 08-11-2003, 01:53 PM


أوراق العمر
فاروق كدودة لـ«الأضواء»
هذا هو أخطر انقسام مرّ على الحزب الشيوعي
تعرضت لأربع محاولات إغتيال وحياتي في خطر
غير منضبط في الحزب وكنت اتمرد على نظام الاختباء
قابلت كاسترو.. وإهديت جيفارا عمامتي بكوبا
احتاج لطبيب نفسي.. يطربني وردي وحنان النيل صوتها«مريح»
لا أفكر في زواج جديد وتمنيت لو كان لي«ولد
»

حاورته: صباح احمد

هو عمر إلتصق بالحزب الشيوعي السوداني.. ودخله عنوة.. كأنما كان يريد ان يطبق المعنى اللغوي لإسم جده فيصبح هرماً صغيراً داخل الكيان اليساري.
وهو ايضاً اسم في عالم الإقتصاد السياسي وفرعون في الشغب.. وذو مكانة بين اساتذة الجامعات.. واضح وصريح.. وبحلفاوية جميلة رسم لنفسه لوحة داخل كيان اسرته التي كان عميدها شيخاً للطريقة التيجانية كأنه اراد وهو يتجه الى اليسار ان يختط طريقة خاصة به ويتصوف عكس التيار..
انه د. فاروق كُدوُدة الذي جاءنا في الموعد تماماً.. وجلس يكتب من الذاكرة على اوراق العمر رغم انه حاول ان يمارس«الطقس الحديدي» للشيوعيين.. ويحجب عنا بعض الأسرار.. فإقتحمنا عالمه.. ودغدغنا مشاعره فأفاض بكياسة.. نافضاً الغبار عن ذاكرة شيوعي قديم.
فمعاً.. لنقرأ أوراقه.. وقد شاركنا في بعض سطورها خلال الحوار الزميل عادل الشوية.
من هو فاروق كدودة؟
فاروق محمد محمد كدودة.. ولدت في عبري جنوب وادي حلفا القديمة والدي شيخ التيجانية وفي نفس الوقت قاضي المنطقة.. القضاء الشرعي مختص بشؤون الأسر كالطلاق والزواج والميراث وغيره، لهذا كان لابد من وجود قاضٍ شرعي يفهم اللغة النوبية ويتحدث بها.. عمل والدي في كثير من مناطق السودان لكنه في السنوات الأخيرة آثر الإرتباط بمحاكم عبري ودلقو المحس.. ستة اشهر نقطن عبري وستة اشهر نكون في دلقو.


معنى كدودة؟
كدودة بضم الكاف وليس بفتحها.. اسم فرعوني يقال وـ الله أعلم ـ ان ترجمته بالعربي تعني صغيرون.. كدود بالرطانة معناها صغير ولربما كان المقابل له هو اسم صغيرون، لكن في إعتقادي ان كدودة مجرد اسم فرعوني عادي.
المراحل الدراسية؟
درست المرحلة الأولية متنقلاً ما بين عبري ودلقو والمرحلة الوسطى كانت في حلفا الأهلية ثم خورطقت الثانوية بالأبيض.. كنت طالباً مشاغباً ويبدو ان هذا الشغب كان واحداً من الأسباب التي جعلتني اتخطى مدارس ثانوية كثيرة حتى اصل الأبيض.
تجسس وكذب
كنا اول دفعة من الحلفاويين في خورطقت.. اشتغلت بالجبهة الديمقراطية وكنت عضواً في إتحاد الطلاب.. اكملت مرحلتي الثانوية بصعوبة شديدة فإدارة المدرسة درجت على إهدائي كثيراً من انذارات الفصل.. اتذكر آخر انذار بالفصل كنت وقتها بالسنة الرابعة واستعمل ناظر المدرسة في ذلك الإنذار لغة صعبة جداً رد والدي على ذلك الإنذار كتابة لكن مع نفس خطابه للناظر ارسل لي خطاباً آخر قام الناظر بقراءاته قبل تسليمه لي.. خطاب والدي قال فيه للناظر«جبت ليك ولد جاهل اذا غلط اجلدو» اما الخطاب الخاص بي فقد قال فيه بلغة القضاء الشرعي«ابني البار حفظه الله»
اما بعد
(( فقد وصلني خطاب من إدارة المدرسة تنذرك فيه بالفصل من المدرسة لأنك اشتركت في تظاهرات واضرابات ألم اقل لك ان كل«النظار» القدامى جواسيس وعملاء للإنجليز.. افعل ما تشاء يا بني فقط إياك والتجسس والكذب ))
قرأ الناظر الخطاب وسلمني اياه بحرقة وعندما قابلت والدي عاتبته على ارسال خطابي عبر ناظر المدرسة فضحك ثم قال:«انا عايزو يعرف رأيي فيهو لكن من غير ما يقدر يقول قراهو في خطابك» نسيت ان اقول لك ان خطابي كان مغلقاً ومكتوباً عليه اسمي.. كان والدي متحرراً للغاية يشجعني على الإشتراك في نشاط الطلاب العام ولو كان على قيد الحياة لأخبرك بأنه سعيد بالشيء البسيط الذي وصلت اليه الآن.
المرحلة الجامعية
إلتحقت بكلية القانون جامعة الخرطوم وفي السنة الثانية كنت عضواً بلجنة الإتحاد وسرعان ما اصبحت رئيساً للإتحاد وانا بالسنة الثالثة.. استعيد ذكريات تلك الأيام اعقد مقارنة بين مستوى الطلاب اليوم ونشاطهم السياسي ومستواهم على زمننا فتعقد الدهشة لساني.. كنا أكبر مجموعة في إتحاد الطلاب الجبهة الديمقراطية كانت تسيطر على الإتحاد وقتها..
لكن كان هناك تمثيل نسبي ونشأت بيني ومندوبي الأخوان المسلمين والمستقلين والمجموعات السياسية الأخرى علاقة إحترام وود لازلت احتفظ بها حتى اليوم و«يمكن شفتي الصورة بتاعت لجنة الإتحاد في البيت» ورغم اختلافنا في الآراء الا ان علاقتنا على المستوى الشخصي كانت طيبة.. في نهاية السنة الثالثة بالكلية ونتيجة لعملي بالإتحاد تم فصلي من الجامعة.. وصدر قرار بإعتقالي.. المهم فشل البوليس في ذلك واختبأت عاماً ونصف.. بعدها شددت الرحال الى جامعة موسكو، كانت فكرتي دراسة الإقتصاد الدولي والتخصص فيه في ذات الوقت اكمل دراسة القانون الدولي بجامعة كمبردج فقد تبقت لي ثمانية امتحانات في كلية القانون وكان صديقي سعيد محمد احمد المهدي موجوداً بكمبردج فأجرى اتصالاته بإدارة الجامعة لإرسال الإمتحانات عبر الملحقية الثقافية البريطانية بموسكو لكن حل محل صديقي سعيد آخر لعله أثر على إدارة الجامعة التي عقب إعطائي وعداً كتابياً بالدراسة تراجعت عن الوعد لذلك استمريت في الإقتصاد وهجرت القانون.
كدودة عميل لعبد الخالق محجوب
عندما ذهبت الى موسكو كنت املك تجربة تفوق تجربة الطلاب هناك تجربة ثلاث سنوات جامعية وقرابة العامين عمل سياسي سري من تحت الأرض لهذا قدمني الطلاب للعمل السياسي بالجبهة الديمقراطية فرع الحزب الشيوعي والإتحاد.. كنت أكثر نضوجاً منهم لذلك لم ترق بعض آرائي للطلاب، مثلاً كنت اقول ان أي طالب يعاني من مشكلة اكاديمية عليه ان يهجر كل نشاط سياسي ويتفرغ لمشكلته الأكاديمية وكان شعاري ان الطالب الجيد اكاديمياً هو الجيد سياسياً.. فحدثت لهذا السبب ولأسباب اخرى ربما كانت تتعلق بي شخصياً حدثت انقسامات وانشقاقات ومشاجرات وكان اشهر تلك الإنقسامات هو ذلك الذي حدث نتيجة انقسام الحزب الشيوعي في السبعينيات فقد انعكس علينا بطريقة الطلاب اذا لم اسمع عن شخص تشاجر مع آخر لكنه حدث بموسكو.. حتى الروس كانوا يقولون لي الطلاب السودانيين ممتازين اكاديمياً لكنهم يشربون الخمر بصورة مذهلة.. حتى انه اذا رأى احدهم نافذة مفتوحة يطل الضوء منها في الثانية صباحاً يقول اما انهم عرب يناقشون قضية سياسية او طالب فيتنامي يذاكر دروسه او سودانيين يتعاطون الخمر.. وفعلاً كان ذلك هو حال الحياة هناك.. وقد أدت مقاومة تلك المظاهر السلبية وسط الطلاب لنوع من الحساسيات.. وتعرضت لكثير من الإتهامات وردد البعض«انني عميل لعبد الخالق محجوب».. كل ذلك لأنني حاولت تخليص السودانيين من العادات السالبة في حياتهم وطلبت منهم التركيز على الدراسة فإنقسمت حركة الطلاب خاصة فرع الحزب الشيوعي لمجموعة التامراب.. لكن زالت كل تلك الحساسيات مع تقدمنا في السن والدراسة، وعقب التخرج من الجامعة اضحت العلاقات بين الناس«سمن على عسل».
فصل تعسفي وهروب
عقب ثورة اكتوبر صدر قرار من الحكومة انذاك قضى بالسماح لأي طالب فصل من أية مرحلة دراسية بالعودة لمواصلة دراسته وفعلاً اعادت جامعة الخرطوم المرحوم عبد العظيم محمد عبد الحفيظ عضو الحزب الشيوعي وكذلك خالد مبارك للدراسة لكنها لم تسمح لي.. فصلنا ثلاثتنا لكن عميد كلية القانون وقتها كان إسلامياً يدعى زكي مصطفى رفض عودتي.. حاولت الإلتحاق بجامعة القاهرة لاتخلص من شبح الثمانية امتحانات المتبقية لي لكن إدارة جامعة القاهرة لم تسمح هي الأخرى بذلك.. واكتفيت بشهادة الإقتصاد والتحقت بها للعمل بوزارة التخطيط.. في ذلك الوقت كنت واحداً من الناشطين بإتحاد الجامعيين والمهنيين عقب عامين من العمل بالوزارة اصدر محمد عبد الحليم وزير التخطيط قراراً قضى بفصلي من الوزارة بعد أحداث يوليو 71 واتخذ قرار الفصل يوم26 يوليو ليسري مفعوله بأثر رجعي إعتباراً من 19 يوليو، وكانت تلك هي نقطة الضعف في القرار فرفضت دعوى أطعن فيها في القرار لكن ثلاثة قضاء اوكلت اليهم القضية تم نقلهم قبل إصدار الحكم.. كان المفصولون سياسياً في غاية الإهتمام بهذه القضية وبناء على ما ستفضي اليه اجراءات الدعوى القضائية التي رفعتها كانوا سيتحركون لهذا صدر قرار آخر بإعتقالي فتقرر سفري للإتحاد السوفيتي مرة ثانية لدراسة الدكتوراة.. وبالفعل تمكنت من مغادرة البلاد بطريقة غير شرعية عن طريق القاهرة.. ووصلت الإتحاد السوفيتي وعدت للبلاد عقب نيلي شهادة الدكتوراة في عام80 وعملت استاذاً بجامعة جوبا.
اسلمة المناهج بالجامعات
كان للإسلاميين وقتها برنامج يدعى اسلمة المناهج بالجامعات واسلمة الأساتذة. مدير الجامعة حول لي ذات يوم طلباً مع طالب قال فيه:
(( د. فاروق..
وصل هذا الطالب في وقت مناسب ارجو تعيينه فوراً والبحث جارٍ عن استاذ«ساسلوجيا» مسلم وليس اكاديمياً ارجو تعيينه ليكتمل الطاقم بإذن الله..».
عرفت انه طالب ماجستير بجامعة الملك عبد العزيز ويدرس محاسبة إسلامية كنت بوصفي عميداً لكلية الإقتصاد اجهل شيئاً يدعى محاسبة اسلامية فصدر عني تعليق قلت فيه:«محاسبة بالسبحة يعني؟» وصل حديثي لمدير الجامعة فإنشغل بالأمر واظنه فكر في ان كدودة هذا سيكون عائقاً في طريق إنفاذ برنامج الأسلمة.. وذات ليلة رأى في المنام انه يفصلني من الجامعة فقال انه الهام إلهي وان«احلامك اعلامك» فأصدر قراراً بفصلي من العمادة.. لم اسكت وقمت برفع دعوى قانونية لدى النائب العام وكسبت قضيتي بسهولة اذ لم يكن بإستطاعة المدير ان يبرر فصلي برؤيته المنامية.. عدت للعمل بالجامعة لكن سرعان ما تقدمت بإستقالتي بسبب اشتراكي في انتخابات الخريجين ثم انني لم ارض لنفسي العمل تحت امرة رجل تسيره احلامه.. رأى المدير في منامه انه يفصلني ففعل لكن ماذا لو رأى انه يذبحني.. «ضحك بشدة». كان القرار من لا يوفق في الإنتخابات يعود لكن المدير استغل قيامي بتقديم استقالتي فرفض الموافقة«وبيني وبينك» لم اكن متحمساً للعمل بالجامعة بعد ذلك الموقف.
ام درمان الأهلية
اشتركت مع المرحوم البروفسير محمد عمر بشير والبروفسير عبد الرحمن ابو زيد وآخرين في تأسيس جامعة ام درمان الأهلية وأصبحت منسقاً لكلية الإقتصاد والعلوم الإدارية وعميدها لعشر سنوات.. استقلت من عمادة الكلية وأصبحت بروفسيراً للإقتصاد دون أية أعباء إدارية.
الإنضمام للحزب الشيوعي
انتظمت بالحزب الشيوعي في السنة الأولى من المرحلة الثانوية بخور طقت ولا اذكر ان هناك شخصاً بعينه جندني للدخول في الحزب.. تقريباً«جيت جاهز من الوسطى» لا اقصد جاهز فكرياً انما بمعنى انه كانت لدىّ آراء واضحة حيال ما يتعلق بالإستعمار والجديد حتى انني في المرحلة الثانوية تزعمت مجموعة كانت كلمة السر بين اعضائها كلمة الوعي وكنا نقود احتجاجات بدائية على رداءة الطعام وعلى إدارة المدرسة وغيرها تمردنا على النظام فكانت التقارير ترد بشأني«هذا الطالب ناشط سياسياً» كنت رياضياً من الدرجة الأولى اعشق«الباسكت بول» وكذلك ناظر الداخلية واثناء المباريات كنت اتعمد ضربه بدلاً عن الكرة.. لم تكن هناك مودة بيني وبينه حتى اضطر لأن يهجر الميدان غير مأسوف عليه.. بعدها امتدت حبال الصداقة بيننا.. وحاول استمالتي للحزب الشيوعي وعرفت لاحقاً انه كان منقسماً على الحزب.. وكان هناك مؤتمر الطلاب الذي تحول للجبهة الديمقراطية ومنذ اول يوم بدأت بحضور الإجتماعات لكن الشخص الوحيد الذي يمكن ان يكون دعاني للإجتماعات هو محمد ميرغني نقد وكانت بيننا صداقة ووجدت نفسي عضواً في رابطة الطلاب الشيوعيين.
في عام 71 بعد انقلاب هاشم العطا حدثت جملة اعتقالات وسط الشيوعيين. كان السؤال الموجه من اجهزة الأمن وقتها للمعتقلين بهذا التسلسل:
ـ هل ارسلت برقية تأييد لهاشم العطا؟
ـ هل اشتركت في موكب 22 يوليو؟
ـ هل انت عضو بالحزب الشيوعي؟
وعلى حسب الإجابة تتوالى الأسئلة.. وعندما جاء دوري في التحقيق سألني ضابط الأمن مباشرة.
قلت: يا لك من رجل غريب.. لماذا لم تسألني حسب الوضع الطبيعي لتسلسل الأسئلة كما فعلتم مع الباقين ثم تأتي لوضعي في الحزب الشيوعي..
قال: هل تنكر انك عضو بالحزب الشيوعي؟
قلت: لا.. وكنت عضواً في رابطة الطلاب الشيوعيين فرح.. واعتبر ما قلت اعترافاً قام بتسجيله ثم قال:
وماذا بعد ذلك يا فاروق
قلت: تركت رابطة الطلاب الشيوعيين
سألني: لماذا يافاروق
قلت: لانني تخرجت
اعتبر ان ما قلته اعترافات خطيرة.. لكن كان شيئاً طبيعياً ان اترك رابطة الطلاب الشيوعيين لأنني تخرجت«وبقيت افندي» مثلاً.
تم اعتقالنا بسجن كوبر.. البعض اعترف بعضويته في الحزب الشيوعي فقد كانوا معروفين ولم اكن معروفاً مثلهم. احد المعتقلين كان يقرأ في كتاب لكارل ماركسي اسمه رأس المال والعمل المأجور.. استغرق في القراءة.. لكنه سرعان ما انتفض ثم قال لي«يافاروق انت داير تنكر عضويتك في الحزب الشيوعي))
قلت: ليه في شنو؟
قال:«لانو كارل ماركس ذاكرك في كتابو» ذهلت لكن اتضح بعدها ان ماركس شبه شيئاً بأنه كدودة القذ فكانت طرفة في سجن كوبر.
علاقة كدودة بنقد وعبد الخالق والشفيع
محمد ابراهيم نقد
اعرف محمد ابراهيم نقد منذ صحيفة «الميدان» والليالي السياسية درس ببلغاريا تخصص فلسفة تخصصنا مشابه لبعض هو فلسفة وانا اقتصاد سياسي يعني«بنكمل بعض» لذلك جمعتنا«كمية» من المهام الحزبية بالدراسات والندوات والسمنارات. ونشأت بيننا علاقة وطيدة منذ الستينيات ولازالت مستمرة.
عبد الخالق محجوب
لم اكن قريباً منه.. لكننا عملنا سوياً في بعض المهام.. كان رئيس الحزب المرحوم قاسم امين وكان عبد الخالق محجوب سكرتيراً عاماً للحزب.. تشكلت لجنة اسمها لجنة تحرير مجلة اللواء الأحمر مجلة الحزب قبل صدور صحيفة «الميدان» وطلب مني ان اكون سكرتيراً للتحرير.. لم تكن لدىّ أية خلفية صحفية وكانت هيئة التحرير تضم في عضويتها عبد الخالق محجوب.. كنت صغيراً.. وخشيت الحضور للإجتماع وكنت اهاب ان اترأس اجتماعاً في حضور عبد الخالق.. لم استطع العمل.. وبعد تفكير ذهبت لقاسم امين وقلت له«لو عاوزني اشتغل في هيئة تحرير اللواء الأحمر شيلو عبد الخالق من الهيئة لانه بعتقل حركتي» وفعلاً لم يحضر عبد الخالق الإجتماع التالي بعدها اصبحت بيننا علاقة.
الشفيع احمد الشيخ
ايضاً كانت علاقتي بالشفيع احمد الشيخ علاقة عادية.. عملت معه كما عملت مع عبد الخالق لكن على المستوى الشخصي لم تكن بيننا علاقة.. مع نقد كان الأمر مختلف تماماً نقد شخص ودووود.. إجتماعي.. وعلاقتي به حميمة اعتز بها وافخر«ربنا يديهو طولة العمر».
انقسامات الحزب الشيوعي
اول صراع وانقسام بالحزب الشيوعي كان في النصف الأول من الخمسينيات كان صراعاً متعلقاً بتأسيس الحزب قادته مجموعة على رأسها عبد الخالق محجوب.. وفي الطرف الثاني المرحوم عوض عبد الرازق.. كان بعض الشيوعيين موزعين على بعض الأحزاب كالأشقاء مثلاً، وكانت هناك ضرورة لأن يكون هناك كياناً خاصاً يرعى الحزب الشيوعي.. لكن رأى آخرون ان يبقى الشيوعيون داخل الأحزاب وان يحاولوا تنظيمها من الداخل والتأثير عليها وسمي ذلك اتجاهاً تصفوياً في ذلك الوقت وإبتعدوا عن الحزب الشيوعي.
الصراع الروسي الصيني
المحطة الثانية كانت في النصف الأول من الستينيات وذلك عندما خرجت مجموعة متأثرة بالصراع الروسي الصيني اطلقنا عليها التيار الصيني، فقد كانوا يتحدثون بطريقة الثورة الصينية وكان على رأس تلك المجموعة المرحوم يوسف عبد المجيد واسمت نفسها القيادة الثورية.


الديمقراطيون الثوريون
المحطة الكبيرة كانت في 70 وكان انقساماً متعلقاً بطبيعة المرحلة في الدول النامية وتصدى لمهام التغيير في تلك الدول النامية زعامات كانت تسمى الديمقراطيين الثوريين امثال سوكارتو و نكروما وسيكتوري وجمال عبد الناصر، وكان الحزب الشيوعي الروسي يعتقد ان التغيير الإشتراكي سيحدث بقيادة هذه المجموعة.. وفعلاً إتخذت المجموعة قراراتها.. كالإصلاح الإقتصادي في مصر وتأميم قناة السويس وتأميمات لبعض الإقتصاد المصري. وفي اندونيسيا ايام مصدق تمت السيطرة على البترول بدلاً من الشركات الأجنبية واعتبر جعفر نميري من بين مجموعة الديمقراطيين الثوريين وهي مجموعة كانت موجودة في روسيا قبل الثورة ولذلك خرجت مجموعة من الحزب الشيوعي 50% من اللجنة المركزية تقريباً متأثرة بهذا النوع من التفكير وحاولت الإندماج في الإتحاد الإشتراكي والسلطة على أيام نميري.. فاستوزروا ودخلوا في اجهزة الدولة بما فيها جهاز الأمن.. كان هذا اخطر انقسام وأكبر لانه ارتبط بتيار فكري في الحركة الشيوعية العالمية وارتبط بمستقبل التغيير في العالم بما في ذلك السودان.. يعني اذا كانت مجموعة الديمقراطيين الثوريين يمكن ان تقود ثورة اشتراكية يبقى لا داعٍ للحزب الشيوعي، لذلك اصبح ذلك اتجاهاً أعاد طبيعة الإنقسام الذي حدث في الخمسينيات في نهاية الأمر بعدم ضرورة وجود حزب شيوعي مستقل وبالفعل استوعب نظام نميري عدداً من الشيوعيين كأفراد وتلك كانت هي خطورة ذلك الإنقسام.
موقف كدودة من انقسامات الحزب
انقسام الحزب في الستينيات جاء وانا طالب بجامعة الخرطوم، وفي الإنقسام الثاني حدثت بعض المحاولات لإستمالتي من بعض المنقسمين لكن لم يتمكنوا من ذلك.. وعرضني ذلك لبعض المشاكل فصل من العمل.. اتهام بالتجسس وغيره.. ونقل بعض الشيوعيين المنقسمين لنميري معلومات عني.. حتى ان ضابط الأمن الذي كان يحقق معي في 71 قال لي:
((عندنا معلومات كافية عنك حتى 69 لكن بعد 69 ما عندنا عنك أية معلومات)).
الإنقسام كان في 70 وهذا يعني ان بعض المنقسمين اعطوا نميري ملفاتنا، كان المرحوم عمر مصطفى المكي قريباً مني وجدانياً ويبدو انه كان مشغولاً بالتعامل معي، اتذكر انه كان بيننا ميعاد وقبل ان يحل الميعاد حصل انقلاب هاشم العطا فاعتقلت عاماً ونصف العام.. وانقطع الحديث.
لا اقصد بذلك انني كنت شخصاً منضبطاً في الحزب الشيوعي انا غير منضبط.. لكن كنت ارى الأهداف النهائية للإنقساميين وخطورة ذلك العمل على الحركة التقدمية والديمقراطية عموماً في السودان.
واعطتني تلك المعرفة بعض الحماية ـ الآن بعض زملائي الذين انقسموا سابقاً ـ لا ينتمون لأي حزب الآن ـ يقولون لى«نحنا متعجبين قدرت تصمد وتبقى في الحزب بعد كل الأحداث دي كيف؟».
انا متماسك واحاول ان اكون اكثر تماسكاً..

عدم اتفاق
غير متفق مع الحزب الشيوعي في كل القضايا التي يطرحها.. هناك آراء موجودة في الحزب قد اكون مختلفاً معها.. لكن لا يمكن ان يؤدي هذا الإختلاف لخروجي من الحزب الشيوعي.. انا باقٍ بالحزب وندعوك للدخول تحت مظلة الحزب الشيوعي.. «ضحك»..
محاولات إغتيال
اثناء دراستي بجامعة الخرطوم وترأسي للإتحاد.. أيام نظام عبود كانت هناك جبهة المعارضة وكانت اجتماعاتها تعقد بقبة المهدي بامدرمان ـ كان رئيسها السيد الصديق المهدي رحمه الله وبمبادرة من الشيوعيين خاصة الطلاب تقرر ان تخرج تظاهرة من ميدان ابو جنزير.. وعندما سمعت الحكومة بذلك وضعت لمواجهة التظاهرة عدداً من الإجراءات.. وكان معنا بالحزب الشيوعي عضو تربطه علاقة صداقة مع قيادات نظام عبود خاصة مع المقبول الأمين الحاج وزير الداخلية وقتها.. وفي حالة تجلي عرف من المقبول ان الحكومة ستواجه التظاهرة بأقصى قدر من العنف وانها كإنذار ستقوم بإطلاق الرصاص على من سيبدأ التظاهرة.. وكان مقرراً ان ابدأ التظاهرة.. عرفنا بالخبر لكنني لم استطع الفكاك من الأمر.. وعندما وصلنا ميدان ابو جنزير وجدناه محاطاً بالعساكر والعربات كنت اشعر«بآكولة» في جبهتي وتهيب الناس دخول الميدان فبدأت بحشدهم ودفعهم لدخول الميدان«خلاص ميت ميت على الأقل حأكون شهيد»«يلا ياجماعة خشوا خلونا ننتهي».. لكن صديقي حسن عبد الماجد المحامي وكان رئيساً لإتحاد جامعة القاهرة فرع الخرطوم بدأ التظاهرة وساد الهتاف.. فإختلط الأمر على«القناصة» وتشابه عليهم البقر«ما عرفوا يضربوا منو» وحرمني حسن عبد الماجد من ان أكون شهيداً.
المحاولة الثانية
كان معنا بالجامعة طالب.. صديقي الآن.. هو مهندس كبير وكان يعاني من حالة نفسية.. كنا نسكن انا والمرحوم عبد العظيم في غرفة واحدة.. فاقتحم الغرفة ليلاً ويبدو انه لم يعرف اين كدودة وظن ان عبد العظيم هو انا فقام بخنقه مع حافة السرير.. كان يريد قتله ظناً منه انه انا لكن عبد العظيم قاوم بكل قوته وبذلك نجوت من الموت.
اما محاولة الإغتيال الثالثة فقد كانت عقب خروجي يوماً ما من جامعة ام درمان الأهلية.. فجاءت حملة من«......» اعتدوا على الطلاب والطالبات بالضرب.. كنت اقود عربتي فصرخ احدهم«اضربو في رأسو ده شيوعي)).
لكن بعض الناس احاطوا بالسيارة فتمكنت من الخروج ونجوت بذلك. الآن انا مهدد بالقتل مقابل عشرة ملايين جنيه.. عقب إهدار دمي من بعض المعتوهين.
مازحت احد وزراء الإنقاذ بقولي«سياستكم الإقتصادية الخاطئة بخست الإنسان السوداني.. عشرة ملايين جنيه بس ثمن رأسي؟ حياتي ثمنها قيمة خطر اللاندكروز بتاعك ياسيادة الوزير.. اصلو ماممكن».
يعني لو كانت عشرة ملايين دولار كانت تكون معقولة.. انا أخذ هذا التهديد مآخذ الجد هذه الأيام، وهناك نصائح تأتي من جهات متعددة تدعوني لأخذ الحيطة والحذر لا استبعد تنفيذ هذا التهديد لان الحكومة عجزت تماماً عن تقديم اي نوع من الحماية لي.. ولم تسمح حتى بترخيص سلاح هناك خطورة على حياتي.
كنت وقتها في الإتحاد السوفيتي وجاءني القنصل وحاول تهيئة الجو للإدلاء ببعض الإعترافات قلت له:«ياصديقي حاول اشتريني بدل الحركات دي» فقال لي انت الرجل الأول في الحزب الشيوعي بموسكو ما حنشتريك لكن حنشترى الناس الحولك وحينقلوا لينا أي حاجة في الإجتماعات لغاية ما تتأزم وتبقى ذي الجنيد علي عمر شايل قزازة الشيري بتاعتك في شوارع الخرطوم».
خيار صعب
في الإتحاد السوفيتي اسر لي بعض قيادات الطلاب الأثيوبيين انهم يجهزون لحشد ضخم من كل انحاء الإتحاد السوفيتي في الميدان الأحمر امام ضريح لينين احتجاجاً على اجراء ستقوم به الحكومة السوفيتية وهو ترحيل سكرتير اتحاد الطلاب الأثيوبيين الى اثيوبيا حيث كان الديكتاتور منقستو لاعدامه وقالوا ان ذلك الحشد سيكون مفاجأة للسلطات السوفيتية. شعرت بنفسي امام خيار صعب لانهم يتوقعون مشاركتنا معهم ووجدت نفسي بين خيارين احلاهما مر اما ان افشي سرهم للسلطات السوفيتية وأكون ساعتها عميلاً للسوفيت واخيب ظن الأخوة الأثيوبيين او ان اتجاهل الأمر وتحصل مظاهرة ويخذل الطلاب الأثيوبيين لأننا لن نشترك معهم. وكان يمكن لأجهزة الإعلام الغربية استغلال هذا الأمر للدعاية ضد الإتحاد السوفيتي.. اتصلت بأحدهم اخبرته الأمر دون ذكر اسماء او جهات.. قلت«في طالب انتو دايرين ترحلوه وانا مغضوب علىّ من حكومتي واذا طلبت تسليمي معناها يمكن تسلموني عشان كده انا حاتضامن مع الطالب الأثيوبي لاني يمكن اواجه نفس مصيرو لذلك يارفيق لابد من ايقاف ترحيل هذا الشاب» ووصلنا لحل وسط ان يترك الطالب يغادر الى إيطاليا ثم يعود وهكذا نجوت اذ انني لم اخن اصدقائي الطلاب الأثيوبيين ولم اقع في مصيدة التخابر.
سكن تحت الأرض
جمعتني حياة الخفاء بعدد من قيادات الحزب الشيوعي.. فقد سكنت تحت الأرض مع المرحوم عمر مصطفى المكي وقاسم امين ومحمد ابراهيم نقد وغيرهم.. اختبأت معهم وكنت طالباً غير مستعد للإلتزام بالضوابط. واتمرد على نظـام الإختباء.. اذكر اننا كنا نسكن الملازمين.. جاء جارنا ودق الباب.. وجد عمر مصطفى وعلي عمر وشخصي قال«انا محتار فيكم انتو منو.. ناس الحلة بتكلموا عنكم كلام بطال» «الجماعة انزعجوا» فما كان مني الا وأشرت لعمر مصطفى وقلت هذا طالب دكتوراة.. واشرت نحو علي عمر وكان شكلو«مش ولابد» فقلت وهذا كمساري اما ان فطالب جامعة القاهرة.. عندها تنفس الصعداء.. هناك محطات كثيرة في حياتي.
توقفت معك في بعضها والبعض الآخر تخطيته متعمداً لانه لم يحن وقت الحديث عنها.. سأكتبها في مذكراتي الخاصة.
تفاصيل اليوم عند كدودة
استيقظ مبكراً.. وكنت حتى وقت قريب امارس بعض انواع الرياضة الخفيفة.. اراجع برنامج اليوم.. ثم اغرق في دوامة العمل اليومي.. اعود لمنزلي قبل الرابعة مساء حيث اتناول وجبة الغداء مع الأسرة.. عندي التزامات اجتماعية وحزبية.. اقرأ.. اشعر ان اليوم لا يكفي لقضاء كل المهام احتاج لساعات اضافية.. واتمنى لو كان اليوم 28 ساعة او أكثر من 24 ساعة.. انام في وقت متأخر بعد الساعة 12 .. يزورني اصدقاء او اذهب اليهم..
الفقر لعنة
لاندعي التقشف والفقر.. لانه لعنة وليس مكسباً.. احاول ان احسن حياتي يوماً بعد يوم.. الآن اركب سيارة مرسيدس وابني منزلي بالطائف.. وادعو اهلي واصدقائي لرؤيته.
الزواج والإشتراكية
لم يكن الزواج وارداً في حياتي.. وكنت اظن انني لن اتزوج لكن عندما ذهبت للإتحاد السوفيتي تغير الموقف.. الحياة في اوربا بها محاذير.. يأتي وقت تتساءل فيه الى اين تقودك هذه الحياة السهلة.. تشعر بأنك لابد من ان تحمي نفسك.. لفتت نظري في الجامعة طالبة سودانية جميلة كانت في مجموعتنا تبدو عليها ملامح الذكاء لذلك استجمعت شجاعتي وذهبت وقلت لها«لو تزوجتيني لكنت سعيدة»...وبشجاعة كاذبة طلبت منها التفكير في الأمر.. وعرفت وقتها ان السكوت يعني علامة الرضا بعد المقابلات شعرت بأنها«اتغشت فيني»«وضحك» ذهبت لخالها البروفسير محمد عبد الله نور اعرفه منذ كانت طالباً في جامعة الخرطوم كان نائباً للمدير. طلبت يدها منه.. وافق وذهب معي لمقابلة والدها لم يكن متحمساً ـ لانني حسب رأيه ـ رجل اشتراكي قد تواجهني متاعب في الحياة.. لكن بعد ان تعرفنا ببعض.. غير موقفه ووجد أن الإشتراكية لا تشكل خطورة ويمكن ان تكون إيجابية أكثر منها سلبية لان الإشتراكي قد يتعامل مع المرأة بطريقة افضل من أخرين.. وهكذا تزوجت وانا طالب بالجامعة.
مباراة حفل الزواج
الحفل كان عبارة عن منافسة بين مجموعتين.. حلفاويين«اهلي» وسودانيين«اهلها» وكان الفنان محمد وردي يغني اغنية بالرطانة واخرى بالعربي.. وكانت مباراة بين نساء امدرمان والحلفاويات خاصة في الرقص لكننا تفوقنا على أهل الدكتورة«يقصد زوجته» وغادرنا صباح اليوم التالي لموسكو عن طريق بيروت.
انجبت ابنتي الكبرى هناك والثانية في جوبا يعنى«بناتي الإثنتين ما سودانيات»«وضحك».
إعجاب
كنت «شيطان» وفي شبابي كنت وسيماً مثار اعجاب بنات الحي.. قامت فتيات كثيرات بتأليف أغانٍ عني.. عرفت ذلك بعد فوات الأوان لو عرفت في وقتها لقمت بإستغلال الموقف.. كنت اعرف فتيات لكن بعد الزواج لم تكن لي أية نشاطات«ضحك».
وراء كل رجل عظيم امرأة
الرجل النوبي يحترم المرأة ويتعامل معها بحضارة وتعاملي مع المرأة انطلق من هذه النقطة احترام المرأة واؤمن بأن وراء كل عظيم امرأة تقف معه تسانده وتشد من ازره.

الشقاء الجحيم
لا افكر في زواج جديد.. وتعدد الزوجات فيه محاذير كثيرة.. لدى اصدقاء تزوجوا بأكثر من امرأة ارى معاناتهم ومعاناة ابنائهم..والزواج بأكثر من زوجة ربما كان شقاء جحيماً.
مراقبة عن بعد
اكتفى بمراقبة بناتي عن بعد.. لا اسأل الى اين تذهب ومن تحادث في التلفون.. هذا لا يعني انني غافل عنهن.. اعرف عنهن كل شيء.. مستوى دراستهن.. اصدقائهن.. ماذا يفعلن.. الى اين يذهبن لكن دون ان اسألهن سؤالاً مباشراً يوحي بعدم ثقتي فيهن علاقتي علاقة صداقة.
امنيات
تمنيت لو كان لي«ولد» والموت ما بعيد لو قضاء وقدر اوبفعل فاعل«ضحك».
افكر في المشاكل التي يمكن ان تواجه بناتي عقب موتي.. وعدم وجود رجل غيري في المنزل امر يشغلني.
لحظات حزينة
كثيراً ما يتعرض منزلي للتفتيش واشعر بالحزن وانا ارى غرباء يفتشون داخل غرف بناتي الخاصة.. بحثاً عن جهاز كمبيوتر اوسلاح او اوراق.. واشعر بأن هذا الأمر يضايق بناتي وزوجتي.. اتعرض للإعتقال واتفهم احساس اسرتي جيداً حول هذا الأمر، واصبح الهاجس الآن هو التهديد الذي يلاحقني بالقتل.. فعندما اتأخر خارج المنزل لأي سبب تنزعج الأسرة.
اعترف بأنني تسببت في كثير من المشاكل لزوجتي وبناتي، ارى القلق في نظرات عيونهن بالرغم من انهن لا يتكلمن.
واعرف ان اسرتي«قبلتني على علاتي)).
البكاء المستحيل
«عندي مشكلة في البكاء» انا لا أبكي ابداً.. توفيت والدتي ثم والدي فخالي.. لم ابك انام فقط.. «لو عندكم طبيب نفسي يشوف لي الموضوع ده شنو» الأمر فعلاً يحتاج لطبيب..
اصدقاء في الذاكرة
لى اصدقاء عراقيين اعدم بعضهم ايام صدام حسين وسعيد لأني قابلت كاسترو جيفارا.. تجمعتني معه صورة طريفة«بلف ليهو فيها في العمة بتاعتي» ذهبت الى كوبا بطريقة غير قانونية لم اكن املك ما اهديه له سوى عمامتي.. اثناء المداهمات الكثيرة اختفت الصورة طلبت من الشهيد الشفيع احمد الشيخ بعد ان اصبح وزيراً للداخلية لمدة ثلاثة أيام ان يعيد لي صورتي مع الأشياء المصادرة بوزارة الداخلية لكن لم يكن هناك وقت فقد اعدم بعدها مباشرة.. لي اصدقاء من الكتاب والصحافيين والتقدميين المصريين على رأسهم حلمي شعراوي.. لي اصدقاء روس وتجمعتني علاقات وطيدة مع قادة بعض الأحزاب السياسية السودانية.. د. عمر نور الدائم وحتى صادق عبد الله عبد الماجد ويسين عمر الإمام واحمد عبد الرحمن وابراهيم احمد عمر.. وعليى السيد وعلي محمود حسنين لي صداقات لم يفسد الخلاف السياسي للود فيها قضية.
استماع
استمع لحنان النيل.. صوتها «مريييح» كده وبيعمل للواحد استرخاء واملك تقريباً كل«شرائطها» يطربني صوت محمد وردي خاصة في الأغاني النوبية.. صوت وردي وحنان «يريح اعصابي))

نقلا من جريدة الاضواء

Post: #2
Title: Re: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: elsharief
Date: 08-11-2003, 03:45 PM
Parent: #1



شكرا يا نادر على نشر الحوار ومساهمات د. فاروق كدودة فى الحركة السياسية الوطنية


Post: #3
Title: Re: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: حسن الجزولي
Date: 08-11-2003, 09:30 PM
Parent: #1

هذا احد اطرف واروع الحوارات الصحفيه فى وجهة التوثيق ,عن طريق استدعاء الذاكره لرواية السيره الذاتيه, واحفظ لصديقنا الصحفى فيصل الباقر - الى جانب قله من الصحفيين - القدح المعلى فى تسجيل سير كثير من الكتاب والنقابيين ورجال الاعمال وكثير من السياسيين بمختلف احزابهم فى صفحة ( اوراق العمر ) عندما كانت بجريده الصحافه , فحبذا لو اعتنى اهل الصحافه بهذا الجانب المهم فى حياة الناس , فالعمر يجرى ويرحل من يرحل دون انتباهة جيده لحفظ سير كثير من الاعلام

بمناسبة الطرفه التى حكاها الاستاذ كدوده عن اسمه الذى ورد فى كتاب رأس المال , فقد حكى استاذنا محمد سعيد القدال طرفه اخرى سنوات الاعتقال بسجن كوبر, حيث اعتاد ان ياكل قطع اللحم التى تخص دكتور فاروق محمد ابراهيم, وهى عباره عن ثلاثه قطع صغيره مخصصه لكل معتقل فى وجبة الغداء , واستمر القدال يلتهم حصة فاروق يوميا لان نفس فاروق عافت ذاك اللحم! , وكان يتنازل عنها للقدال عن طيب خاطر , فى احد الايام التفت دكتور فاروق نحو القدال وبعد ان تأمله مليا قال له بكل جديه ( بالمناسبه انت اكلت لحمى فى السجن ده !) ه
والشكر للاخ طارق على هذا البوست القيم

Post: #4
Title: Re: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: WADKASSALA
Date: 08-11-2003, 09:36 PM
Parent: #1

كل التحايا لأستاذى الجليل دكتور فاروق كدودة

Post: #5
Title: Re: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: beko
Date: 08-11-2003, 10:47 PM
Parent: #1

التحيه لك طارق
والتحيه لي استاذي فاروق كدوده
اتمني ان التقي به قريبا

Post: #6
Title: Re: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: أبو ساندرا
Date: 08-12-2003, 10:56 AM
Parent: #5

شكرآ يا طارق ،، وشكر مضاعف للصحفية البارعة صباح ،، وتحية لأبو ساندرا على تلك ألأجوبة الذكية الماتعة ، والدكتور كشأن أهله {العبرانيين } له قدرة عالية على التعليق الساخر وهو إبن نكتة ، زارنا في مركزنا أثناء الحملة ألإنتخابية التي أعقبت الحكم ألإنتقالي للثنائي سوار الدهب /الجزولي ، وكان الجو متوتر بعض الشيء ، إستطاع كدودة أن يغير الجو بقفشاته وملاحظاته الذكية

Post: #7
Title: Re: ...... الدكتور فاروق كدودة
Author: elsharief
Date: 08-12-2003, 06:38 PM
Parent: #1





د. فاروق كدودة: هناك ظروف موضوعية لا تمكن الحزب الشيوعي من توسيع أوعيته




31/7/2003
حوار/ ياسر أحمد عمر

تواصل «الرأي العام» في عرض إفادات بعض قيادات الأحزاب السياسية حول مستقبل تحالفاتها في الفترة القادمة.. بعد أن بدأت بعض الخيوط تتصل وتنفصل بين الدوائر السياسية.. لترسم شيئاً من ملامح مسارات التحالفات مستقبلاً.. وفي هذه المرة تتم استضافة الدكتور فاروق
كدودة كممثل للحزب الشيوعي السوداني ليتحدث عن رؤية حزبه لمواجهة تحديات المرحلة القادمة

لا نقود هذه المرحلة ولانطلب وضعاً مميزاً

* دكتور فاروق ما هو مستقبل تحالفات الحزب الشيوعي مع الآخرين ومدى استمرار ونجاح هذا التحالف السياسي؟

= بداية تعلم أن الحزب الشيوعي بدأ تحت مسمى الحركة السودانية للتحرر الوطني وليس كحزب شيوعي بل كحركة، وهذه الحركة تضم كلاً من يريد أن يعمل من أجل التحرر الوطني بغض النظر عن تفاصيل معتقداته.. إذاً الحزب الشيوعي بدأ في الأصل كشكل تحالف وكان في ما بعد صنع الحزب الشيوعي لظروف قانونية وسياسية صنع الجبهة المعادية للاستعمار وكانت تلك الجبهة تستجيب لتلك المرحلة وتحاول ضم كل من يريد أن يعمل ضد الاستعمار، فالحزب الشيوعي منذ تاريخه هو حزب يسعى لجمع أكبر عدد من الناس يجمعهم الحد الأدنى من البرامج السياسية، وفي حركة الطلبة صحيح كانت هناك رابطة الطلبة الشيوعيين لجمع أكبر عدد من الطلبة نحو مؤتمر طلابي ثم تحول هذا المؤتمر بعد الاستقلال الى الجبهة الديمقراطية التي يدل اسمها على نوع من التحالف، الحزب الشيوعي من أكبر الأحزاب التي تسعى لتوحيد أكبر عدد من الجماهير لأجل تحقيق أهداف مرحلة سياسية معينة

والحزب الشيوعي ليس كما يدعي بعض الناس أنه يمثل اليسار ونحن بصدق نقول نحن أحد أو فصيل من فصائل اليسار، إنما نحن أكبر جهة منظمة داخل ما يسمى بقوى اليسار ولذلك حركتنا تبدو كأنها تتحدث باسم اليسار، نحن نريد أن تتحرك كل قوى اليسار في جميع قطاعات الشعب وتتوحد ولذلك كان شعار الحزب في انتخابات الديمقراطية الثالثة هو توحيد القوى الديمقراطية

على مر السنين الحزب الشيوعي في صلب برنامجه تكوين الجبهة الوطنية الديمقراطية مهما يكون اسمها وسط القطاعات المختلفة، الحزب الشيوعي أسهم في تكوين حركة الطلاب الديمقراطيين في الجبهة الديمقراطية وحركة المزارعين والأطباء الاشتراكيين، وهكذا كل ذلك بهدف التمكن من تبصير هذه الفئات الاجتماعية بقضاياها وجمعها حول الحد الأدنى من البرنامج الذي يلبي المرحلة التي يمر بها السودان وهي مرحلة لا تهدف الى بناء الاشتراكية وبالتالي الشيوعية إنما تهدف الى تعزيز الاستقلال وتضع البلاد في طريق التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإصحاح البيئة وغير ذلك

لذلك يسعى الحزب الشيوعي لتجميع كل من له اهتمامات أو قدرات للمساهمة في هذا البرنامج ولذلك أسمينا هذه المرحلة مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.. وطنية بمعنى الاهتمام بقضايا الوطن والاستقلال والتنمية.. والديمقراطية بمعنى إيجاد الإطار السياسي والإطار الرسمي لتنفيذ هذه البرامج. الحزب الشيوعي لا يدعي أنه يقود هذه المرحلة ولا نطلب وضعاً مميزاً في إدارة هذه المسألة إنما يكفينا أن تتوحد هذه القوى ونحاول إزالة بعض الحساسيات التي ورثت منذ زمن طويل وكذلك بفعل الدعاية المضادة من بعض الدوائر السياسية، فالجبهة الديمقراطية ليست واجهة للحزب الشيوعي ولكن عندما تتناولها وسائل الإعلام وكثير من الدوائر السياسية الجبهة الديمقراطية بين قوسين واجهة للحزب الشيوعي والحقيقة الحزب الشيوعي بأعضائه موجودون داخل هذا التنظيم. ومثل تلك الدعاوى أثرت على مسعى تكوين الجبهة الوطنية الديمقراطية ولم يستطع حتى الآن الحزب الشيوعي أن يتخذ أويقترب بالقدر الكافي من تأسيس هذا الوعاء الشامل لظروف موضوعية وليس بخطأ في البرنامج أو عدم وجود قدرات في الحزب بل لمروره بظروف منذ عهد الدكتاتورية الأولى مروراً بالثانية والحالية لم يجد الحزب الشيوعي الفرصة لمخاطبة تلك القوى وتنظيم هذه القوى بحرية بجانب الضعف العام للعمل السياسي والعمل المضاد للقوى السياسية الأخرى فيجد الحزب نفسه دائماً في حالة دفاع عن النفس، فالحزب الشيوعي مستهدف ككيان منذ العام 1965 عندما حُلَّ الحزب الشيوعي وحتى الآن. بعد إعلان القاهرة ظهرت موجة تكفير وتأليب الرأي العام ضد الحزب الشيوعي ودوائر أخرى معه

لذلك هذا الجهد وبرنامج توحيد القوى الديمقراطية بأي شكل من الأشكال لم يتم بالقدر المطلوب

ليست هنالك صيغة مقدسة

* هل هنالك أي طرح أو محاولات تكوين جبهة عريضة تضم كل اليسار، وهل تنجح تلك الجبهة؟

= لكل مرحلة تاريخية منطقها فمرحلة التحرر الوطني كما ذكرت كانت تفترض توحيد القوى الديمقراطية بأي شكل من الأشكال كالجبهة الديمقراطية، ووحدة المزارعين، واتحاد الأطباء الاشتراكيين وهكذا.. جاءت انفراجة بعد الانتفاضة ووجد الحزب الشيوعي هنالك ظروفاً مواتيةً لتوحيد القوى الديمقراطية أكثر من أي وقت مضى ولذلك خاض الانتخابات تحت شعار توحيد القوى الديمقراطية، انتهزنا هذه الفرصة ووجدنا أن الظروف مواتية أكثر من السابق وقبل ذلك عندما جاءت ثورة أكتوبر ابتكر الشعب السوداني جبهة الهيئات التي أيدها الحزب الشيوعي والتي تدل على عبقرية الشعب السوداني وكادت أن تكون تلك الجبهة صيغة لتوحيد القوى الديمقراطية عموماً لولا بعض الأخطاء هنا وهناك والآن إذا كان للإنقاذ شئ إيجابي أنها مكنت الشعب السوداني من ابتداع شكل جديد وهو التجمع الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي أحد أطرافه، استطاع السودانيون من الوصول لاتفاق الحد الأدنى في برامج كنا نعتقد أنها تحتاج الى بذل المزيد من الجهود ليتم التوصل لذلك الاتفاق ولكن نتيجة لرؤية الشعب السوداني المخاطر التي تمر بها البلاد في ظل الإنقاذ توحد بسرعة في صيغة التجمع الوطني الديمقراطي بشكل لم يكن يتصوره أحد وتم الاتفاق في ما أطلق عليه «القضايا المصيرية» وهي القضايا الأساسية التي تواجه السودان في مرحلة التحول الوطني الديمقراطي

القوى المناهضة لمثل هذا العمل سواء في الأحزاب السياسية أو أفراد فيها أونظام الإنقاذ من مصلحتهم إيقاف مثل هذا التحالف وأن لا يتطور ليصل مداه المخيف بالنسبة لهم، أن تتوحد القوى السياسية حول برامج تحول اجتماعي واقتصادي وسياسي كبير كما تدل على ذلك وثائق التجمع الوطني الديمقراطي خاصة في أسمرا العام 1995م

ليست هنالك صيغة مقدسة فالهدف واحد ولكن لكل مرحلة بصماتها التي تتركها على شكل هذه الوحدة لكن الجوهر واحد

تحالف على مستوى القيادات

* قلت له: هل هذا يعني أن صيغة التجمع الوطني الديمقراطي كافية؟

= لا.. !!

ü قلت: وماذا عن تكوين جبهة يسارية عريضة؟

= ... إذا كان هنالك مأخذ على هذه الصيغة فذلك نتيجة لغياب الحريات ونتيجة للرقابة على الصحف والهجمة على المنظمات النقابية والشبابية والطلابية وغيرها فأصبح التجمع الوطني الديمقراطي يشبه تحالفاً على مستوى القيادات وهذا لا يكفي ولذلك تريد فصائل كثيرة داخله النزول بهذا التحالف الفوقي الى مستويات القواعد في الأحياء السكنية وأماكن العمل وحينها نستطيع الحكم النهائي على هذه الصيغة، صيغة التجمع الوطني الديمقراطي

*قاطعته- تقصد أن الحزب الشيوعي ليست لديه نوايا بتكوين جبهة يسارية عريضة؟

= لا.. الحزب الشيوعي يريد أن يطوِّر مع آخرين صيغة التجمع الوطني الديمقراطي ولكن إذا لم تتطور هذه الصيغة من الممكن إصلاحه أو ابتكار أشياء جديدة، نحن نعرف أن طبيعة التجمع تختلف عن التصور الأساسي الذي طرحه الحزب منذ مؤتمره الثالث بخلق جبهة وطنية ديمقراطية عريضة لكن لكل مرحلة منطقها والمنطق السائد الآن هو التجمع الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي لا يقفز فوق المراحل ونحن لانستطيع تصور مآلات العمل في هذه الجبهة إذا فشلت صيغة التجمع الوطني الديمقراطي لا يمكننا قول ذلك لكن نحاول داخل هذا التجمع تطويره حتى يصبح قادراً على توحيد الناس في أماكن عملهم ومسكنهم

من كان يُصدّق؟

*ما هو مصير المنشقين عن الحزب الشيوعي والذين أنشأوا أشكالاً بأسماء أخرى كـ «حق» وغيرهم، هل هنالك مساعٍ لإعادتهم داخل الحزب؟

= على المستوى الشخصي، ليست هنالك مشكلة أنا وزعيم «حق» الأستاذ «الحاج وراق» مهددون بالقتل، مهما يختلف الناس يأتي زمن تكون فيه هناك قضية مشتركة فمن كان يصدق أنا و«الحاج وراق» يكون عدونا مشتركاً، الحياة تطرح مهما كانت الخلافات والانتقادات وتبادل الشتائم والقطيعة الى آخره. تأتي ظروف تفرض ضرورات

ليس هناك قرار بهذا

* تغيير اسم الحزب الشيوعي ألا يؤثر في جماهيره وهل يعني ذلك توسيع وعائه ليستقطب أكبر الجماهير؟

= انتهز هذه الفرصة لأنفي ما نسب الى خطأ في ما يتعلق بتغيير اسم الحزب الشيوعي فليس هناك قرار بهذا ولكن هناك اقتراحات بتغيير اسم الحزب، الذي يُغيِّر اسم الحزب هم أعضاء الحزب ومندوبوهم في المؤتمر الخامس. طالما إذا كان هناك تغيير في اسم الحزب سيحدث هذا التغيير بأعضاء الحزب بمشاركتهم ومبادرتهم في المؤتمر الخامس

* قاطعته- التغيير ألا يؤثر على جماهير الحزب وعضويته؟

= من الناحية الأخرى يمكنك القول الإبقاء على الاسم القديم أورفض هذا المقترح قد يؤدي الى مشكلة، لأنها مسألة تعتمد على قراءة عضوية هذا الحزب للواقع العالمي والمحلي وهذا الموضوع ليس الأهم في الحركة التي درجنا أن نسميها بتجديد الحزب الشيوعي السوداني لكني وجدت نفسي أكرر أنه لم يقل أحد من ممثلي الحزب الشيوعي إن هنالك قراراً بتغيير اسم الحزب الشيوعي ولكن هناك اتجاهاً قد يفوز وقد لا يفوز وهذا شأن المؤتمر الخامس متى ما انعقد

لم يتوقف نشاطه

* لماذا لا يمارس الحزب الشيوعي نشاطه العلني كبقية الأحزاب ويكتفي بالإخطار؟!!

= نعم.. الحزب الشيوعي لم يتوقف نشاطه لكنه يكون ملحوظاً في ظروف ومحصوراً في نطاق ضيق في ظروف أخرى يتوقف ذلك على طبيعة الهجمة التي يتعرض لها أعضاؤه، نحن طول الوقت مراقبون ومعرضون للتفتيش من الواجب عليكم كإعلاميين شباب التصفيق لهذا الحزب الذي اجتاز كل هذه المحن

هذا شأنهم.. الحزب لا يستجدي

*على منحى آخر، ظهرت حالات شد وجذب في علاقتكم مع الحركة الشعبية وهنالك بوادر تحالف ما بين الحركة وحزب الأمة والإتحادي الديمقراطي وإستبعاد الحزب الشيوعي من إعلان القاهرة، فما هو رأيكم؟

= هذا تحليل.. اجتماع أحزاب مع الحركة الشعبية باستثناء الحزب الشيوعي في لقاء القاهرة لم يكن هناك تمثيل للحزب الشيوعي في ذلك اللقاء وبالتالي في البيان الذي صدر عنه والذي يُطلق عليه إعلان القاهرة. ليس من بين هذه القوى التي اجتمعت من ينكر دور الحزب الشيوعي لا الإمام الصادق المهدي ولا مولانا محمد عثمان الميرغني ولا دكتور جون قرنق كلهم يعلمون أن الحزب الشيوعي فاعل وليست هنالك طريقة لتجاهله رغم أن «د. جون قرنق» ومحمد عثمان الميرغني في تحالف مع الحزب الشيوعي في صيغة التجمع الوطني الديمقراطي لكن تكتيكاتهم الحالية فرضت لاعتبارات هذه القيادات تعلم أن قضية السودان وموضوع الجنوب العالم له اهتمامات كبيرة به وأمريكا لا تريد أن يكون هنالك دور للحزب الشيوعي في هذه المرحلة، على أية حال إبعاد الحزب الشيوعي أو عدم وجود الحزب الشيوعي تُسأل عنه الأحزاب الثلاثة التي صنعت نداء القاهرة والحزب الشيوعي لا يستجدي ولم نغضب لأن الحزب الشيوعي غير ممثل وهذا شأنهم ليس لديهم طريقة غير الاستعانة بالحزب الشيوعي وما حدث تكتيك وفقاً لحساباتهم التي نعرفها جميعاً

الإتصال من الأمن لا من الحزب الحاكم

*ما هي طبيعة علاقة الحزب الشيوعي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم؟

= المؤتمر الوطني هو الاسم الرسمي للجبهة القومية الإسلامية لابد أن أحد أسباب التغييرات الكثيرة التي حدثت في تسمية الحركة الإسلامية كانت محاولة للتقرب من الشعب السوداني وأنا أتصور أن المؤتمر الوطني تسوء سمعته بعد فترة كما ساءت سمعة الجبهة القومية الإسلامية كما كانت الاخوان المسلمين والميثاق الإسلامي وغيرها ويحاول المؤتمر الوطني أن يتوسل للناس باسم جديد، إذاً موقفنا ثابت على أساس أن هذه الحركة مهما كان اسمها حركة معادية للديمقراطية وتعمق الانقسام وسط المسلمين ناهيك عن بقية الشعب السوداني فلا مجال للتعاون مع المؤتمر الوطني مهما تدثر بشعارات جديدة

* قاطعته- يعني لا يوجد أي اتصال رغم أن أمين عام الحزب الحاكم ذكر أنه كان هناك اتصال لم يدم؟

= نعم نشر في الصحف في وقت من الأوقات أن هنالك حواراً بين الحزب الشيوعي والحكومة ولم تذكر تلك الصحف حواراً بين الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني.. أتوقع أن الحكومة اتصلت بأحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بعد أن أجرت قوات الأمن عمليات تفتيش في منزله ثم قالت له القوات لماذا لم نتحاور، بهذه الكيفية.. وافق على ذلك وتم تحديد موعد وذهبنا ثلاثة من الحزب الشيوعي ووجدنا أنفسنا في حضرة أجهزة الأمن وكان جوهر الكلام الذي انتهينا إليه أن الحزب الشيوعي منفتح وذو صدر رحب وله الاستعداد في الحديث لكن الحزب الشيوعي حزب سياسي فإذا كان هناك حديث فليكن مع الأجهزة السياسية للحزب الحاكم وليس مع جهاز الأمن

* وماذا دار في تلك اللقاءات:!!

= نعم.. رجل الأمن كان يتمتع بالذكاء وسعة الصدر فهم هذا الكلام وقال من الطبيعي أن يكون الحوار بين حزبين وسوف نحدد لكم موعداً.. بعد ذلك طلعت الإشاعات أن هناك أجندة وهناك موعداً للحوار ولكن توقف الأمر لدى هذا الحد الذي ذكرته بين ثلاثة أعضاء من الحزب الشيوعي ورئيس جهاز الأمن

* قلت له: هل أنتم في انتظار ذلك الموعد؟

= نحن غير منتظرين وأنا شخصياً لا أرى جدوى من الحوار مع حزب المؤتمر الوطني لأننا نتعلم من التجارب فإذا لم نتعلم من التجارب نصبح «مغفلين»

لا يوجد حوار مع «الشعبي»

* لماذا يرفض الحزب الشيوعي السوداني مشاركة حزب المؤتمر الشعبي في التجمع رغم أنه من أحزاب المعارضة؟

= التجمع الوطني الديمقراطي لديه برامج تم تلخيصها في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية وهذه هي المرجعية التي توصل إليها التجمع الوطني الديمقراطي عندما كان المؤتمر الشعبي هو الحاكم فعلاً وكان الآمر والناهي هو الشيخ «الدكتور حسن الترابي» رئيس المؤتمر الشعبي ولذلك برنامج المؤتمر الشعبي وبرنامج التجمع على النقيض

* قاطعته- رغم التغييرات التي حدثت للمؤتمر الشعبي؟

= قال: من الذي تغير؟ المؤتمر الشعبي أعتقد أنه يمين المؤتمر الوطني

*هل تقصد أنه أكثر تشدداً؟

= نعم.. تغييرات المواقف مثلاً في انتخابات جامعة الخرطوم الأخيرة اتصل بي أحد قياديي المؤتمر الشعبي وكانوا يتحدثون عن التنسيق بين الجبهة الديمقراطية والمؤتمر الشعبي لكن المؤتمر الشعبي خاض الانتخابات بقائمته المستقلة

*سألته: لماذا لم يتم التنسيق؟

= لم يتم التنسيق، هذه طبيعة المؤتمر الشعبي وأنه ليس هناك ما يجمع وأنا أتحدث مع قيادات كثيرة من المؤتمر الشعبي بعضهم جاءالى البيت وخلال الحديث أجد أشياء مشجعة ولكن في الواقع عندما أقرأ وثائقهم وعند مواقفهم أجد أن هنالك تبايناً في المواقف فهي -أي قيادات الشعبي- تدعي أنها الممثل للحركة الإسلامية الأصلية والمؤتمر الوطني انشق عنها ومن أسباب الأزمة السياسية في السودان هي الحركة الإسلامية وهي المسؤولة عن إجهاض الديمقراطية، فليست هناك أرضية مشتركة إلا إذا نبذوا تاريخهم وقدموا ما يثبت أنهم تغيروا فعلاً ونحن لسنا من هواة وصفهم باستمرار بتلك الصفات فالإنسان يتغير ونأمل أن يتغيروا بقناعة ويثبتوا أنهم تخلوا عن تلك البرامج الظلامية التي أودت بحياة السودان كما نرى الآن، وأن خلاف المؤتمر الشعبي مع المؤتمر الوطني ليس في البرامج بل في السلطة ولذلك نحن ننتظر ولكن حتى الآن ليس هنالك ما يقنع بأن المؤتمر الشعبي من الممكن أن ندخل معه في تحالف ولكن من الممكن أن ندخل معه في حوار وليس تحالفاً لأن التحالف يجب أن تسبقه حوارات واستكشاف المواقف ثم تأتي المرحلة التالية ولكن حتى الآن لا يوجد حوار. ولكن على المستوى الشخصي لدي مع بعض قيادات المؤتمر الشعبي علاقات.

الدرس الأساسي

* على ذكر انتخابات جامعة الخرطوم وفوز تحالف أحزاب المعارضة هل يمكن اعتبار ذلك صيغة للتحالفات القادمة؟!!

= نعم، وهذا هو الدرس الأساسي بأن هنالك إمكانية لتنزيل صيغة التجمع الوطني الديمقراطي الى القواعد وجامعة الخرطوم إحدى هذه القواعد وهذا برهان عملي أن القوى الديمقراطية التي لها الاستعداد للعمل لاستعادة الديمقراطية في السودن يمكنها أن تتوحد وبتوحيدها يمكن أن تهزم المؤتمر الوطني وهذا هو الدرس الأساسي. والدرس الآخر أنه بعد سنين طويلة جداً من عمل الجبهة الإسلامية تغلبت عليها قائمة أنصار السنة. نعم، إذا حتى بين الإسلاميين نجد أن الجبهة القومية الإسلامية فقدت مواقعها داخل الحركة الإسلامية، وأنت تعرف أنصار السنة هم الذين أغلقوا باب الاجتهاد منذ سنوات، ولذلك قد يكون أثر انتصار أنصار السنة عليهم أكثر إيلاماً وأكثر مدعاة لإعادة النظر في خطابهم ومناهج عملهم، أنا سمعت في جامعة جوبا أن أحد المتحدثين باسم المؤتمر الوطني يعتذر للطلاب عن الممارسات التي كانوا يقومون بها في حق الحركة الطلابية وانتخابات جامعة جوبا وبعد أيام قلائل وهذه بادرة طيبة وتغيير في التكتيك وهم لم يسقطوا في الانتخابات إلا لممارساتهم وهذه تعتبر أول انتخابات بعد انتخابات جامعة الخرطوم

* قلت له: هل يعتبر ذلك تحولاً؟

= هذا حديث طالب ، الآن يقولون إن الحكومة طارحة ميثاق الإجماع الوطني ونحن نقول إنه لا يمكن أن يكون هنالك إجماع وطني مع الحكومة إلا أن تكشف الحكومة عن صدق ما تقول وهذا يعتمد على إطلاق الحريات مثلاً وهذا يتطلب إطلاق سراح المعتقلين ورفع اليد عن المؤسسات النقابية وغيرها، فحديث هذا الطالب سيذهب في الهواء إذا لم تصحبه عملية تغيير