إلى مدينتى التى خاصمها الفرح .. وتوشحت حزنا.. الى اسر الضحايا

إلى مدينتى التى خاصمها الفرح .. وتوشحت حزنا.. الى اسر الضحايا


07-09-2003, 03:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1057759603&rn=0


Post: #1
Title: إلى مدينتى التى خاصمها الفرح .. وتوشحت حزنا.. الى اسر الضحايا
Author: heema
Date: 07-09-2003, 03:06 PM

أردت أن أتكلم.. ماتت الكلمات في حلقي فخنقتني.. كلنا نعيش، كلنا نموت.. علينا أن ننتظر.
أصابعه تتدلى متمسكة بباطن الكف، أتخيل هول المأساة. أحاول أن أخاف...حتى من التخيل، لم استطع، كيف الخوف يصنع؟!! نسيت كيف أخاف ونظرت إلى وجه الرجل الذي صفعني بالخبر، روائحهم أشبعتني حتى الغثيان، كأن أجسادهم .. المتناثرة تسخر من غرور هذا العالم.
في يومي الذي لم تبق منه سوى رائحة الموت تعتق انفي وصديد الذكرى يملؤني كوابيس ورعبا، نامت قريتي كطفلة احتضنت كراستها وعلبة ألوانها واصلحت من جديلتها وجلست تخربش بريشتها في وجه الليل، نامت مدينتي .. التى أشتاق اليها تحلم بالصحو وعندما أدركها ما تحلم به تمددت كغجرية تنتظر عاشقها يأتيها من سقف السماء كطائر أو كنجم.. أكلني الخوف من أن تلتقي أهداب عيني لأتمزق بكابوس ثقيل.. ، العن الفضاء الذي يتمدد كثعبان أمامي فأغمض عيني خوفاً من آخره..
من أين طلعت أيها السيد المطاع؟
من ذاكرتك المشحونة بالقلق، المتوجسة بؤسا
لكنني متأكد تماما أن الشمس ستأتي غداً، وأن النهار سيقلع من مرساته عائداً اليها، وأعلم أيضاً أن جبال تلك المدينة ستدثرنا حزنا، ومع رحلة الغائبين سنسارع إلى فتح أفواهنا كأنه الرحيل الأخير.
ماتت شعلة القنديل، وأغمضت أجفاني أحلم بكلمات فرح لهذا اليوم أرتديها ذات نهار قادم،أتخيل تلك الجدران الاسمنتية تختنق برطوبة "آب" الذي يفاجئها فى كل عام . وفى الصباح .. ومنذ لحظة سماعي الكارثة تنابتت أطيافهم فى مخيلتي .. اكاد اجزم .. أنني .. أعرفهم ..ساورني .. الشك .. بانني .. ربما من .. زرعت هذا الحزن فى تلك المدينة .. الامنة .. ، قيل لي ماتوا جميعا ..الا تلك .. البريئة الذي زرعها البحر في كل تلك الشواطئ ، أيقنت أن ارواحهم لا تزال تحوم حول أسطح البيوت المصابة أيضاً بالجفاف لعظم ما
اصابها ...
استدررت دموعي ، هي لا تأتي ، لا تعني ما الموت . أو أن الموت لا يعنيها .. قضية خاسرة في زمن خاسر .. يولد هذا ، يرحل ذاك ، لم استوعب كيف تكون الصدمة ؟! كيف يكون الدمع مولودا من رحم الاحزان ؟! شربته فقط من عصا أبي وصوت المعلم ، وعصاه حين تنهال تضع خرائطها رسوما على جسدي..لكنني .. شربته ايضا .. عندما رحل اخي..
لكن هذه هي مدينتي .. يتداخل فيها الحزن والفرح .. وعندها .. يكون الناس .. اكثر التصاقا .. وحبا لبعضهم . . ذلك .. هو البحر .. الذي خرج اليوم ..فى مواكب .. العزاء ..
لهم المغفرة .. ولنا .. ولمدينتي ولزويهم الصبر والسلوان ..

Post: #2
Title: Re: إلى مدينتى التى خاصمها الفرح .. وتوشحت حزنا.. الى اسر الضحايا
Author: noura
Date: 07-09-2003, 03:55 PM
Parent: #1


ترى من أي الافاق تهب الريح ...
فى كل يوم يرسم الحزن خطوط اسى على الجباه السمر حتى غدونا غابة من أحزان لا تورق الا أكوام من اللافرح ...
تعددت الاسباب ... الا حين يضرب على الدف ناعينا ... والموت واحد

شملنا الله واياهم بواسع رحمته وعظيم رضاه وغفرانه


Post: #3
Title: Re: إلى مدينتى التى خاصمها الفرح .. وتوشحت حزنا.. الى اسر الضحايا
Author: motaz
Date: 07-09-2003, 04:13 PM
Parent: #2

يا لها من صدمة كبيره وكلنا بورسودان وكلنا حزينين لهذه الكارثه التي حلت بنا
ولكن هذه سنة الحياة وكلنا مفارقون
ندعو لهم بالرحمة ولزويهم الصبر وحسن العزاء
والحمد لله على كل حال