الحرية درجات

يدور هذه الأيام نقاش عن وضع العاصمة السودانية وعن نوعية القوانين التي ستحكمهاما بعد السلام المأمول وبعض الحالمين يتحدثون عن الحريةفي عاصمة ستكون في العام 2005 عاصمة الثقافة ولم يحددوا هل في أفريقيا أم العالم ورغم أن الحلم مشروع إلا أن الحرية درجات وهذه قصة أرويها ليس الغرض منها المقارنة وإنما التأمل 000قمت كعادتي كل صباح بقرائة الصحف الهولنديةووجدت إعلان عن مظاهرة سيقوم بها المثليون (هوموس) في أمستردام وأخذني فضول الشايقية الي الذهاب ممنيا نفسي بفرجة ممتعة وتكبدت مشقة السفر بالقطار والمشقة هنا أحبتي ليست تسطيحاوغبار وإنما سعر التذكرةالمهم سادتي كان رئيس الوزراء حاضرا ولم تأتي الملكة لأسباب لم تذكرها وقد قام كبير القوم متفدعا ومتراقص بشكر رئيس الوزراء علي حضوره وقام بنقد الملكة بشدة كيف أنها لم تأتي ولم ترسل من يمثلها في مظاهرة بتلك الأهمية ثم عرج الرجل إن جاذ لي التعبير الي ذكر مطالبهم ومنها إن لم تخني الذاكرة حق التبني وطبعا سادتي زواج المثليين مكفول دستورا في كل من هولندا وبلجيكا وكان عدد المتظاهرين يفوق الخمسة وعشرون ألفا وإن بدأ عددهم للناظر أكثر من ذالك كثيراربما لقدرت هاؤلائي القوم العجيبة علي صنع الضجيج ولو قدر لكوز المشاركة لسماها مسيرة مليونيةولم يتم إعتقال أي مشارك ناهيك عن كبيرهم الذي قام بشتم الملكة مع التذكير هنا أنها ليست مظاهرة من أجل الخبز وقد درج بعض الساسةفي بلادي بتسمية الأخيرة إنتفاضة حرامية وأختم خطرفتي أحبتي بطرفة أثناء إندماجي في تأملاتي إذا بأحد الإخوة السودانيين والذي جاء مشاركا يصتدم بي ويميل صارخا(هي يا خالد الجابك هنا شنو إنت معانا ولا متضامن ) وما ذال الرجل يرمقني بنظرات التساؤل كلما جمعتنا مناسبة سودانية وهم قوم مشاركون ويخشون اللوم وأسأل الله لي ولكم المقفرة