أيها الغائب سلاما...

أيها الغائب سلاما...


07-06-2003, 10:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1057528037&rn=4


Post: #1
Title: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-06-2003, 10:47 PM
Parent: #0

يجوز يعني..أن لا بأس من اعادة، يوم ..عادي

كان صباحا عاديا في منتصف مارس ، هبت نسمات معتدلة تحمل بشائر صيف حار ودفقات رفيقة من غبار. تثاءبت بملل وأنا أتهيأ للذهاب الى العمل. ألقيت نظرة متفحصة على وجهي العادي في مرآة دولابي وعدلت غطاء رأسي بحرص شديد علي شعري الذي صففته بالامس عند كوافير عديلة بمناسبة انعدام المناسبة، قبل أن ألتقط حقيبتي واستعد للخروج. سمعت أصوات أطفال أختي بالخارج . كما الغالب ، يحضرون مع امهم لقضاء بعض الوقت مع والدتي صباحا ، تساعدها اختي في بعض أعمال البيت وقد تخرجان لبعض الزيارات الصباحية المهمة مستغلات "لبرودية الصباح" وتفرغ أختي ، قبل أن تعود وتنغمس في معمعات بيتها وحياتها . كانت اختي دائما الاثيرة عند والدتي تميزها عن الجميع وتفضلها علينا وتستشيرها في كثير من الأشياء.. كثيرا ما حيرتـني هذه العلاقة الوطيدة بينهما والتي توطدت أكثر بعد زواجها حيث لا يبدو لفارق السن كبير أهمية فيها ولا علاقة الوالدية ، حتى يخيل اليك انهما صديقتان أكثر من انهما أم وبنتها 0

وقبل أن أتحرك من مكاني سمعت حفيفا خلفي فالتفت لألتقط عيني ابنة أختي الواسعتين ترمقاني في صمت يخبيء وراءه ما يخبيء. مططت صوتي أحي أعوامها الاثنين : ""ازييييك ياا عسوووول !" .. غير انها لم تكترث بتحيتي ولم تعرني مزيد اهتمام بعد تلك النظرة المسروقة، بينما جالت العينان النجلاوان في ارجاء الغرفة وهما تبرقان ببريق الشقاوة المتدثر تحت براءة وهمية ..مستعارة في الغالب من توأمها المسالمة، لزوم التعمية وكدا. وكنت أعلم أن العينين تبحثان عن صيد ثمين في وكري هذا ، تنقض عليه في غفلة الأعين وتعثه ا فسادا ، لأولول أنا بعدها غيظا وكمدا بينما يلاحقني صوت أمي : " هاي النبي هو شن طعمو!؟" 0
فأمي التي ما فتأت مذ أن عرفتها تمارس حشو الافواه والبطون بما طاب ولذ وأهال ركام الكولسترول على القلوب من أصناف الأطعمة والاشربة تبدو وكأنها لا تعرف أن للانسان حواس أخرى غير الذوق والتذوق وللأشياء معان اخرى لا شأن لها بالطعم . الغريب أنها حتى عندما تريد أن تصف أحدا تركز على وصف فمه أو اسنانه ..ولعلها ودت لو وصفت معدته ان استطاعت لذلك سبيلا 0

توجست خيفة من نظرات الساحرة الصغيرة وتلفت مثلها حول الغرفة ثم ادرت مفتاح دولابي ووضعته في حقيبة يدي وتنهدت باطمئنان قبل أن أغادر الغرفة ، الحمد لله لم أترك لها شيئا 0

***********

قابلتني والدتها التي تصغرني بثلاث سنوات ولا تشبهني بوجهها الجميل وقامتها التي كانت رائعة حتى انجبت ابنها الأخير قبل توأم البنات، تجر ثوبها الذي بدأ ينزلق من جسدها باهمال وتقرع بلاط صالتنا الأغبش بكعب شبشبها "القطع" المبرقش0
كان خط الحناء على قدميها قد اختلط بآثار الدخان الأحمر القرمزي وانطمست ملامحه بينما بدا وجهها لامعا كقطرة ندية على شفاه وردة جورية . في وقت ما قبل سنوات ، عندما كانت لا تزال تلميذة بالمدرسة كنت أنظر اليها واتخيلها تماما في هذا المنظر. لم أجد شخصا متعجلا للزواج مثلها، دائما تتحدث عنه حتى أن والدتي وبعض قريباتي كن يتندرن بذلك طول الوقت. أحبت أختي بعض شباب الحي وبعض الاقرباء واخوان الصديقات منذ أن بلغت الثالثة عشر من عمرها ، ما أن تسلم مفتاح قلبها لأحد حتى تسترده منه في عجالة وتسلمه لآخر . لا ، لم تكن تفعل ذلك لأنها لعوب أو مستهترة بل لأنها كانت تبحث عن ذلك المخلوق الذي سينقلها الى الدنيا الوحيدة التي تريد أن تعيش فيها. أخيرا تزوجت وهي لا تزال طالبة بالثانوي من أكثر من أحبت جدية وجاهزية للزواج 0

تبادلت وأختي سلاما وحديثا مختصرا وابتسامات ، سألتها مودعة: "كيف حال أبوكم!؟" قالت :"برة في السهلة مع حياة ، معاه راجل داير يأجر الدكان" . الدكان كان مخزنا صغيرا قابعا بأحد أركان البيت اصرت على تأجيره حياة ، والدتي، ليزيد دخل الاسرة خاصة بعد أن أصبح والدي بدون عمل واصبح لا يساهم بشيء في البيت لا مادي ولا معنوي ويقضي جل وقته في النوم أو خارج البيت حيث يطوف على بعض أصدقائه ولا يكترث لما يدور في البيت كأنه قد اعتزل صفته كأب وزوج ورجل البيت وفضل أن يصبح ضيفا غريبا حرا لا تقيده اي التزامات.
نظرت الى الساعة واسرعت الخطى 0
في ظل الصباح كانت والدتي تجلس وصينية الشاي أمامها وهي تضيف جليسيها على صحن لقيمات. سقطت نظرتي أولا على زوج اختي فابتسمت وفتحت فاهي لتنساب منه عبارات التحية والمجاملة فخرجت حروف تحيتي الأولى واضحة عالية قبل أن يصفعني وجه رفيقه غير العادي فتتعثر الحروف وتتحشرج في حلقي ويتبعثر بعضها ثم تنطفيء فيبقي فاهي فاغرا وكلماتي فارغة 0
كنت قد لمحت خيال الرجل عند خروجي الى ساحة البيت حيث يجلسون . كان الخيال لرجل يميل قليلا للامتلاء ، كان يمد يده لتناول كوب الشاي وكان يرتدي قميصا بكاروهات بكم طويل مكفكف الاطراف بان فيه اللونان الاسود والاحمر ويلبس بنطالا فاتح اللون باشكال هندسية أو خطوط او ما يشبه . لم يكن في الخيال ما يقدمني للمفاجأة ابدا، اذ كان ما لاح لعيني ينبيء بتواضع الذوق..والشكل 0

كان الرجل (هل كان بشرا؟) وسيما بصورة فائقة، بل صاعقة، في منتصف العشرينات فهو يصغرني ببضعة سنوات ، قمحي اللون ، تبدو كتل شعره المحمر "كالحنبوكات" التي كان يجبرني ابن أخي لردح من الزمان أن استولدها له من بالوناته المقطوعة والتي لا تخلو منها يديه أبدا، فقط ، ليقوم بحكها على اسناني فتصدر صريرا ..ويضحك هو مستأنسا 0
كان كل ذلك هينا حتى ارتد طرفي ثم عاد فسقط على العيون العسلية الشفافة وقد رفعها ينظر الى بهما محدقا من بين حاجزي الرموش. شلتني شدة الانجذاب .. عدم تناسب بين قوة الدبوس الصغير وهو ينازل مشجبا عالي المغنطة. لوهلة، ظننت وهما اني سأقاوم امواج العسل فاذا بي أسقط في دوامة او قل هوة بلا قرار . شعرت بالدوار وشي كهبة ريح فجائية طاف بمعدتي أو ربما قلبي . وانتابني احساس غريب لا هو بالغثيان ولا هو بالطيران . ودارت بسرعة فائقة محركات عقلي ومولدات طاقتي وطفقت اصارع عوامل الجاذبية مستعملة كل اسلحتي من الحياء والادب وكسر العين وواصلت محاولة الطفو حتى بلغت حافة العيون وباعياء كبير تمسكت بغابة الرموش حولها واقتلعت نفسي واطلقت تنفسي وتمتمت ببقايا التحية ومن ثم الوداع ، وهرعت للخارج 0

***********

كانت حافلة الترحيل على وشك المغادرة بعد أن ارهق السائق بوق السيارة نفخا وتصويتا ثم يأس من حضوري. أظني سأسمع فيما بعد ومرة أخرى من ضمن المرات العديدة شكوى من جارتنا المتطاوسة تودد وزوجها الراقي المهم حول ازعاج هذا الحي غير الراقي واضطرارهم لمغادرة مدينتهم الجميلة و التنازل والسكن هنا بسبب ظروف العمل اضافة الى غلاء الايجارات وصعوبة ايجاد سكن لائق آخر. ولولا أن منزل الجيران ( الذي اجروا منه شقة بطابقه الأعلى) كان من ارقى بيوت الحي وبه حاوية ماء وماكنتان لسحب المياه لما بقوا فيه 0
استويت جالسة قرب الشباك و لبي قد انشطر نصفين ، نصف تشكل كحبة من الزئبق ما ان تتجمع حتى تنزلق وتتفتت الى حبيبات اخرى ثم تتدحرج وتعاود الالتصاق ، ونصف آخر انكفأ على نفسه وتكور وانزوى في ركن قصي من كهف يافوخي ورفض التعامل معي . وظللت على تلك الحالة حتى اني لم احس بوصولنا لمكان العمل الى أن بدأ الركاب في النزول من الحافلة 0

حقيقة كنت في غاية الدهشة من نفسي، فلم يحدث لي أبدا أن بهرت بوجه رجل أو أستحوذتني ملامحه. حتى الرجل الوحيد الذي أحببت في حياتي وأحبني لم يكن اكثر ما لفتني فيه شكله مع أن بعض صديقاتي كن يعتقدن انه حسن الشكل. بل ربما اكون الآن قد نسيت حتى تقاطيع وجهه بعد أن ابتلعته احدي دول الغربة قبل قرابة الاربعة سنوات وابتلعت دراهمه طلبات الأخوات واحلامهن الزاهية وآمال والدته في قبض التعويض عن سنوات التربية من ترميم للبيت وبداية مشروع تجاري صغير للأخ الاوسط ومصاريف الدراسة للأخت غير المخطوبة وتكاليف حفلة الخطوبة للأخت المخطوبة ..وبعض الكماليات الخ...أوووووف ، ما الذي جعلني أذكر هذا الرجل المتبخر الآن!؟ فقد خلعته من ذاكرتي كما خلعت ذلك الخاتم الذي أشتراه لي من مرتبه الأول ولم يعد يخنق اصبعي بالانتظار.. أجل، كنت قبل أكثر من عام وفي ذات شجن مرير ويأس وانا ألعب بالخاتم في اصبعي بعصبية، قد تعمدت أن اسقطه في حجري وانا باحدى المركبات العامة ثم تعمدت أن اتظاهر باني لست منتبهة له عندما نهضت للنزول من المركبة. وبالطبع لم ينادي علي احد بأن شيئا قد سقط مني ، فذلك صيد ثمين للكثيرين والامانة لم تعد من العملات عالية الاستخدام في هذا الزمان..... ء
ولم أكن لأكترث ...... فقد كانت رسالته التي استلمتها قبل تلك الحادثة بيومين تـقول انه قرر عدم طلب اجازة ليعود..(ويخطبني من أهلي) .. فلماذا تعنيني حلقة من معدن وضعتها دون علم من أهالينا في بنصري ! أي نعم اني حزنت علي ضياع الخاتم بعد مرور بعض الوقت ثم عدت أسري عن نفسي بأن احدى السمكات الصغيرات ربما تجده فتبتلعه وربما يصيدها أحد ويبيعها في السوق وربما يشتريها اخي لنا يوما وتطبخها والدتي وتقدمها في العشاء فاجد الخاتم في جوفها فيعود لي معه وهج احساس قديم كان من المفروض ان يظل متـقدا لولا كثرة الرماد فوقه 0

كنت لا أزال تحت تأثير الاحساس الغريب الذي انتابني لحظة أن رأيت وجه ذلك الرجل اليوسفي العسلي عندما ناداني رئيسي الاربعيني الأعزب اللعوب. تمنيت أن يعطيني عملا يستغرق تفكيري ويعيد لي صفاء ذهني المتـكدر، غير انه بدأ يعيد ويزيد للمرة الثانية حديثه حول مذكرة كنت قد سلمتها له منذ أكثر من اسبوع بدون أن أفهم ما الجديد في الموضوع . ثم اقتنعت بأن الرجل لاشك يبحث عن ارضية مناسبة ينطلق منها للانقضاض على انثى جديدة ، فهذا ما تكرمت زميلتي في المكتب بشرحه لي عنه بعد سويعات من نقلي للقسم 0
الشهادة لله هو لم يحاول أن يتعامل معي خارج نطاق الرسمية منذ حضوري. فقط هذه الأيام الأخيرة أخذ يكثر من استدعائي من دون داع حقيقي ويتبسط في الحديث وأحيانا يستخف دمه . لكن حيث أني لا يستهويني الرجل اللعوب ولا يشوقني التجاوب معه فقد استعصى على ثلجي الذوبان 0
واصل الرجل حديثه وكنت أرد عليه بآليه ثم ناولني الملف واستدرت للانصراف عندما قال: " ولا أقول ليك أنا حأكتب فيه ملاحظاتي وارسله ليك" . فارجعت له الملف وانا في حيرة ، فلمست اطراف اصابعه يدي بلطف متعمد . تظاهرت بعدم الانتباه ، فما كنت لأعطيه مجالا للشعور بأن تصرفاته قد لفتت نظري بتبيان الانزعاج والضيق ، او الرضى ، وانصرفت في طاعة 0
لكن ما لبثت نصف ساعة حتى عاد يستدعيني الى مكتبه من جديد ، فتلكأت كثيرا هذه المرة وبداخلي يتعاظم احساس بضيق وملل، بعد فترة نفضت عن نفسي بعض الملل وتوجهت الى مكتبه بتثاقل 0
دخلت عليه بذات التثاقل وكان منكفأ يقرأ في شيء أمامه. لم يشعر بي في باديء الامر حتى توسطت المكتب فرفع عينيه يبحلق في الداخل. فجأة اتسعت عيناه وتغير اطارهما وفتح لون حدقتيهما وشف حتى حاكي لون.... لون العسل. رمشت عدة مرات لأستوضح الرؤية فاذا بملامحه كلها تتحور وتتشكل من جديد لتماثل ملامح وجه الرجل اليوسفي!! اصابتني نشوة مفاجئة وفاضت من مسام قلبي سعادة لم احسها في وجود أي شخص صادفني في العمل قط وغمرت مراكز الاحساس عندي. فابتسمت مستبشرة واعتذرت برقة عن تأخري وبدلال سألته عما اذا كان الملف جاهزا. تردد الرجل وبان عليه الارتباك، فواصلت ابراز ملكاتي الانثوية في العذوبة والغنج وأنا استرضي الوجه اليوسفي أمامي . لم يدم ارتباك الرجل ، فسرعان ما استرخي وبدا كالطاووس منتفخا واثقا بجاذبيته الآسرة نافشا سحره حتى طغى اللون اللازوردي على الغرفة. ولم يأذن لي رئيسي بمغادرة المكتب حتى اطمئن ان لا فكاك لي من اسره أبدا ..والغريب اني كنت مثله ثملة واحس بالغبطة .
وأنا في طريقي الى الخارج التفت مرسلة له ابتسامة اخيرة فاذا بالغرفة قد زالت عنها ظلال الالوان واذا بالرجل يسترد ملامحه. ماتت الابتسامه على شفتي واعتراني احساس مر الطعم ووليت هاربة .

كنت في حالة ذهول وقد سرت بجسدي رعدة وأنا في طريقي لمكتبي....ربــاه ماذا دهاني؟؟؟
هل صرت أرى خيالات واتوهمها حقيقة؟؟
كيف سمحت لنفسي بالحديث مع رئيسي بتلك الطريقة المائعة الغنجة؟؟
وما معنى أن تسيطر علي صورة رجل غريب رأيته لدقائق بهذه الطريقة؟؟ أيكون جنا احمر؟؟ أووواه ، لم يكن احمر ، بل كان أصفر فاقع اللون كحبة ذرة ناضجة تسر الناظرين ! ء

قضيت باقي اليوم ، كلما تذكرت تصرفي ذاك أحسست بالقلق حتى حانت لحظة الخروج 0
وأنا أمام البوابة الخارجية قابلت رئيسي يتحدث مع شخص آخر فابتسم لي ابتسامة سعيدة فعبست واشحت بوجهي وأنا ممتعضة 0

Post: #2
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-06-2003, 10:57 PM
Parent: #1

كانت رحلة العودة كالمعتاد طويلة ومملة، نلف فيها كثيرا من الاحياء قبل أن نصل الى الحي الذي أسكن فيه، فقد كنت من أوائل الركاب صباحا واواخر النزول ظهيرة . كانت شمس اليوم تستعرض لنا انموذجا من نهار مايوي قادم فكنت أحس بالحر والعطش . وعندما توقفت الحافلة لانزال محمد التوم بالقرب من منصور بائع البطيخ قبـيل شارعنا ، أحسست برغبة شديدة في الارتواء ببطيخة. فطلبت من السائق انتظاري لاشتري واحدة ، فلحقني ليشتري هو الآخر 0

كان منصور من أكثر خلق ربي لؤما ، طماع بخيل ويحس بأهمية قصوى. فهو يعتقد أنه عالي الفهم و الثقافة لأنه درج على مشاهدة نشرة اخبار التاسعة في التلفزيون عند جاره ، كما كان له راديو يلازمه دوما كقطعة من جلده . انا في قرارة نفسي لا اظنه قد اشتراه من سوق الحرامية كما قال احد ركاب الحافلة بل اظنه قد رآه في مكان ما واوصى احدا بسرقته خصيصا له ولولا خوف المسؤلية لتبجح بذلك علانية. وهو يمدح بطيخه ويباهي بجودته وكأنما زرع في تبر وسقي بانهار من خمر ولبن وعسل ، مع أنه للؤمه لا يبيع منه الا القليل 0

نزلت وأنا اتأبط شرا كعادتي كلما توقفت عنده لأشتري بطيخة ، فهو لا ينفك يثير أعصابي باسلوبه الاستعلائي الذي لا يناسبه مطلقا ولا انصرف عنه سواء اشتريت او عزفت عن الشراء الا بعد أن اتشاجر منه واطاعنه بالكلام وابذل جهدي لامسح بلؤمه كل بطيخاته ثم احشو ما تبقى منه في فمه . خلاصة القول اني كنت امقته لوجه الشيطان. كأني بنفسي قد اتخذته مصبا او على الأصح (بالوعة) اتخلص فيها مما قد تجمع في قاعي من مستنقعات احقادي القليلة واحباطاتي الدنيوية المختلفة.. فما ان احس برغبتي في الافراغ حتى تنفتح شهيتي للبطيخ 0

عندما وقفت أمامه وسلمت عليه، كان منصور يمسح العرق من صلعته أو شعره المحلوق بطاقيته التي لا يتخلى عنها أبدا مع انه لا يرتدي الا الملابس الأفرنجية. انحنى بحركاته المتعجلة والتقط بطيخة صغيرة ثم قام بالطرق عليها وجسها وخاطب ابراهيم سائق السيارة : " دي مخصوص ليك يا ابو خليل..وعشانك خليناها ليك بــ..." ... أها!! ليس صعبا أن أجد مدخلا للشجار. هو يريد فرض البطيخة على ابراهيم حتى قبل أن يفتح ابراهيم فمه بكلمة ويتظاهر بكرمه عليه بتخفيض ثمنها.. مع ان شكلها يوحي بـ.. بــ ..بالقدم 0
قلت منازلة له وأنا أدحر ابتسامة ماكرة تتراقص على شفتي ، وكنت أنظر الي البطيخة التي يحملها بين يديه ويمدها لابراهيم وقد تدلى كم قميصه ذو الكاروهات الخضراء الباهتة قرب معصمه في واحدة بينما ظل الكم الآخر مكفكفا في الذراع الأخرى.
- "هسه نضمن كيف انها دي حمرا كان ما فتحتها لينا؟ "
- "ماهو يا استاذة البطيخ القدامك ده كله ممتاز درجة اولى.."
تراقصت خطوط الكاروهات أمام عيني وتداخلت وامسك بعضها بخناق بعض واحسست بشي في عقلي كالأكلان 0
رفعت عيناي أنظر الى وجه منصور، معقول؟ نفس الملامح اليوسفية للزائر الصباحي؟
قاطعته بعذوبة " يعني على ضمانتك يا منصور؟" واتبعت قولي بنظرة هائمة. "طيب خلاص خلي تمنها علي أنا...وأنا تختار لي شنو؟؟" ء
بهت الرجل وتلفت للتأكد أنه هو المقصود ، ثم تماسك ونظر بسرعة الى بطيخاته المكومة واختطف واحدة منها وبدأ ببعض الارتباك يعدد محاسنها. قاطعته بعذوبة اكثر وغير قليل من غنج : "طيب خلاص.. اختار لي واحدة تانية كمان لناس أختي بس تكون حلوة زي السكر" ء
كانت هذه اكبر من احتماله فوقف حائرا من تصرفي ، فتبرع ابراهيم الذي احتضن فريسته المدفوع اجرها بقوة ، ربما خوفا من أن اتراجع عن كلامي واحرد البطيخات كلها، وأشار الي احدي البطيخات الماكنة حيث كانت عريضة القامة، ملحمة. وقتها انتبه منصور من حيرته، وتجاهل تنبوء ابراهيم بجودة اختياره واختار أخرى مؤكدا انه منذ قليل اشترى نائب المحافظ شخصيا توأمها. سألته عن ثمنهم وأنا أفتح محفظتي وناولته الثمن دون أي نقاش وفوقه أحلى ابتسامة وأنا اشكره برقة متناهية وارنو للعينين آخذ منهما زادي قبل أن استقل الحافلة 0
اتجهت للسيارة ومنصور وابراهيم خلفي وأنا أحس بالحبور . وما أن دلفت الى الداخل حتى تبينت ما كان منصور يردده خلفي : "والله ألف مبروك ..ألف مبروك يا استاذة..ربنا يتمم بخير يا استاذة..." جلست على المقعد وانا مندهشة انظر لمنصور بقميصه ذي الكاروهات الباهتة وطاقيته المبلولة بالعرق ووجهه الخشن واقفا بتردد بعد أن وضع البطيخات في السيارة ولسانه يتلعثم بالدعاء . عبست باستياء وقلت منتهرة "الف مبروك شنو وربنا يتمم شنو؟؟" ء
وما أن سمع ابراهيم تلك الحدة في صوتي حتى زأر بالسيارة وانطلق 0

*****************

كنت في حالة مزرية عندما وصلت الى الدار ولم أشغل بالي مطلقا بالبطيخات. لمست صفحة خدي فلسعتني حرارتها. اسرعت الي غرفتي وأنا ألهث ونبشت بجنون عن عظمة دولابي التي دفنتها في حقيبة يدي صباح اليوم بعيدا عن متناول يدي بنت أختي وغرزتها بكل رعبي في قلب القفل وفتحت الدولاب. كانت شريحة المرآة متكئة في استرخاء على قفا مصراع الدولاب . نظرت اليها بلهفة وهتفت: ء
"ميرور ميرور... من هذه الغريبة التى تقف أمامك؟؟"
فأجابتني متأففة "هاي بس!!" ثم تمطت متثائبة 0
لم يثرني ردها فقد كنت مشغولة بتأمل سحنتي المعكوسة عليها . كانت عيناي جاحظتان مع هالة من الفقاعات الصغيرة تحفهما ثم تنفقأ فيتطاير منها شرر احمر وكانت تتدلي على وجهي سحائب من قوس قزح...يااااه ! هذا وجه مريض! أنا قطعا مصابة بحمى ربيعية استوائية وارد هاواي..والا ما كل هذه الألوان!!؟؟
وذلك الرجل المعتوه الذي لاحقني بالمباركة ..لاشك انه ظن أني قد خطبت لأخاطبه بذلك المزاج الغنج السعيد.. يا الهي! منصور بائع البطيخ ؟ ..كم أحس بالصغر والفضيحة!! ء

لحقتني والدتي الي الغرفة قلقة بعد أن لاحظت ما بي . قلت لها انني أحس بالمرض وأعتقد أن الملاريا التي ودعتني بالأمس القريب قد تذكرت انها نسيت أن تدمر ما تبقى من مراكز الدفاع عندي فعادت بدون حوجة لقرار دولي أو مفتشين لتكمل العمليات. ما أن سمعت والدتي اسم الملاريا حتى شدتها في سيدي الحسن .. وما لها لا تشدها في سيدي الحسن ! فهذا هو عنان ما يفعله العاجز أمام المارد. ولم تقتنع بأني لا أريد تناول طعام الغداء وأفضل عليه الاغتسال من الحمى والجنون، فأكلت ارضاءا لخاطرها 0
دخلت الحمام بعد ذلك واخذت حماما طويلا ، ليس فقط لأني كنت حريصة علي ازالة كل ما علق بي من ذرات الجن الأصفر والمرض ، بل لأن الماء في الحنفية كان عصيا متمردا وينزل على مضض ولم يكن لدي مزاج لاستحم بماء السطل . بعد الحمام أحسست بأني أفضل حالا ولم يمض وقت طويل حتى استغرقت في نوم عميق امتد لأكثر من ساعتين لم يوقظني منه الا صوت مها الصديقة الحميمة لأختى الكبرى 0
يالله! نسيت أني كنت متفقة معها لمرافقتها لزيارة احدى صديقاتهما . كانت اختي ومها تترافقان دائما في زياراتهما حتى تزوجت أختي وسافرت خارج الوطن، فصارت مها تلجأ الي أحيانا لمرافقتها في بعض تلك الزيارات 0
لم اكن أحس مطلقا بالرغبة في زيارة أحد أو حتى مغادرة سريري، لكن مها اصرت على الزيارة لأنها لا تستطيع أن تجد وقتا مناسبا آخر، كما انها جاءت من مكان بعيد ولن تستطيع القيام بنفس الرحلة ثانية. دعوت في سري أن تشغلها الوالدة بأصناف الطعام والشراب حتى يتأخر الوقت وتغير رأيها ، لكن هيهات . وعندما عجزت عن اقناعها بالغاء الزيارة قمت متكاسلة وغيرت ملابسي 0

***************

فضلنا أن نستـقل (تاكسي) لتوفير الزمن حتى تستطيع مها أن تعود مبكرة الي بيتهم وتدحرج بنا التاكسي حتى وصلنا الي حيث تسكن الصديقة. لكن سائق التاكسي رفض الدخول بنا في الزقاق حيث يقع البيت فاضطررنا للنزول . ولم اتحمس كثيرا للاصرار على دفع الاجرة فقد كنت لا أزال احس بحرقة ما دفعت لذلك المخبول منصور دون مناقشة 0
كنا نسير في الزقاق مجتهدات في تفادي الحفر الصغيرة العديدة التي تصادفنا ، يشغلنا اقتلاع كعوب احذيتنا التي تـنغرس من حين لحين في الارض، عندما سألتني مها عما اذا كنت قد غيرت رأي بخصوص رفضي لطلب شقيق صديقتها تلك الزواج مني 0
فصحت: " ووووب علي كان لقينا اخوها السغيل داك قاعد في البيت" ء
احتجت مها قائلة: " غايتو ياخواني جنس كضب..بهتي الراجل..والله لا سغيل ولا حاجة بالعكس والله راجل محترم ومهذب والناس ديل كلهم بشكروا في" واستطردت معاكسة: "انت بس قولي الفؤاد شاغلنو غيرو" ء
نكرت بشدة أن يكون فؤادي مشغولا بأحد، قلت: "والله يا مها بغيظني شديد خلاس وما بريدو اصلي" ء

في قرارة نفسي كنت أعلم أنني لا املك سببا واحدا معقولا لتبرير رأي فيه واحساسي تجاهه. هو طلب مني الزواج وأنا رفضت ، فلم يؤثر رفضي له على طريقة تعامله معي أبدا . كان يتلقاني كلما أقابله هاشا باشا مبتسما طيبا، بينما أقابله أنا بطريقة جافة جافية و...حانقة . ربما ..ربما لو تجاهلني أو غضب وعاملني بطريقة مختلفة لما احسست تجاهه بما احس.... لكنت أقل حنقا وعدائية ...حسنا، اعترف : كان الرجل يفوقني خلقا ورزانة وأدبا. لكن هل يجوز كما قالت مها أن بفؤادي بقايا من أبخرة الآخر؟ هل حقا ما زال بعض منه متشبسا بأنسجة قلبي!؟ ... ربما ، والا كيف أني لا أحس بخطورة وضعي وأنا في هذه السن!؟ أعني لم يتبقى لي شيء لأحمل لقب عانس ، ولا يقلقني الأمر مطلقا ولا أشعر بأي رغبة حقيقية في الزواج 0

وجدنا باب البيت مفتوحا فدخلنا وسلمنا على الصديقة وبعض أفراد اسرتها الجالسين بفناء البيت. أكثرت الأم الالحاح علي أن نمضى داخل البيت فرضخنا. في الداخل كانت احدى اخوات الصديقة تتأهب لاستقبالنا لدى سماعها حركتنا واصواتنا بينما كان ...يووووه ، ذات الرجل الذي وددت ألا أراه هناك، جالسا على كرسي ممسكا بكوب من الشاي وأمامه صحن لقيمات 0
نهض الرجل واقفا عند دخولنا ، وتعلقت عيناي بأكواب الشاي وصحن اللقيمات. احسست بتموج غريب يجتاح بدني كله ويرتفع الى رأسي . تريثت لثواني وأنا اتقدم تجاهه للسلام قبل أن ارفع عيني ببطء وبحذر شديد لأنظر الي وجهه وأنا أدعو الله في سري بحرارة أن (يكذب الشينة) ، ثم توكلت عليه ونظرت. كان يقف هناك وقد انتشر شاربه الكثيف فوق شفتيه المبتسمتين ورماني بعينيه العسليتين فانجرف عقلي وتكسرت مجاديفي في خضم العيون وفي ثوان انهارت جميع متاريس مقاومتي وكأنها برج مركز التجارة الأعظم 0
كان خدرا لم اسعى لنفضه ذاك الذي احتواني فرددت عليه التحية بأفضل مما كان سيحلم به وهو في امتع سياحات الخيال. تجاهلت الارتفاع الطفيف في الحاجب الأيمن المندهش خاصة وأن الرجل تعامل معي بطريقته البشوشة الاريحية التي اعتدتها. كان وجهه يزداد وسامة عند كل ابتسامة فيزيد تعلقي به وتحلق روحي طربا. حقيقة لا أذكر الآن تفاصيـل ما كنت أقول أو أفعل فقط أذكر ذلك الخدر اللذيذ . أذكر أيضا أنه في لحظة من اللحظات التقت عيناي بعيني مها فصرت لي سرا عينيها وهي عابسة. بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث الممتع الشجي استأذن الرجل للخروج فودعته وأنا على وشك الذوبان 0
وبقيت أنا بعد ذلك هادئة ساكنة لكن بداخلي كانت تتناوبني بقايا الاحساس بالخدر والتحليق في آفاق وردية ، ودهشتي المخلوطة بالهلع من تصرفي الارعن 0
لم يمض وقت طويل بعد خروجه حتى وقفت مها تستأذن مودعة متحججة ببعد منزلها وتأخر الوقت 0

كان احساسي بالتموج قد بدا ينكمش ويزحف مكان فراغاته ذلك القلق الملح . ودعنا أهل البيت عند باب الشارع وما أن ابتعدنا قليلا حتى انفجرت مها ضاحكة وهي تتشهد وتتحوقل: ء
- "ده شنو السويتي ده يا مجنونة لاااا حول... أنا فـ حلم ولا فـ علم ؟ .. من متيييين ده كله؟؟
مد التموج رجله اليمني واتبعها باليسري وانسل خارجا من بدني وتحكر القلق بارتياح مكانه وملت للصمت وقلة الحديث 0

************
كنت مرهقة جدا عند وصولي للبيت وأحس بالصداع . تناولت مسكنا للألم وقلت لوالدتي انني لا استطيع حتى الكلام وذهبت للنوم مباشرة. لم يكن من السهل أن أنام بعد كل الذي مر علي في هذا اليوم غير العادي . رقدت على جنبي في سكون وأنا اتوسد ذراعا واغطي وجهي بالاخري. كنت أخشى حتى التقلب في فراشي. ماذا سيحدث لو أني انقلبت ووجدت والدي أمامي وقد تقمصته صورة ذلك الرجل العسلي المجهول!؟ واخجلتاه!! وامصيبتاه!! ء

مرت بذهني أحداث اليوم كله واختلطت الصور والأحداث في رأسي ..هل كان رئيسي هو الذي يلبس قميص الكاروهات أم كان هو من حملق في محدقا بعينين متفحصتين؟ ومن فيهم الذي كان يتناول الشاي؟؟ واخوفي لو كانت هذه اعراض مرض انفصام الشخصية!!..رباه ، هل يظهر المرض هكذا فجأة ويتفاقم في يوم واحد؟ أم هي مباديء انحراف حاد؟
أذكر وأنا صغيرة شاهدت فيلما عربيا تحكي أحداثه عن مصابة بانفصام الشخصية. كانت تنام بعد احساسها بالصداع ، ثم تستيقظ منتصف الليل وترتدي فستانا أحمر. كان جزءه العلوي يبدأ من فوق خاصرتها بقليل وكان مشطورا من الجوانب حتى أعلى.....لا أدري أين. وتتزين وتتعطر ثم تسلل من البيت لتشرب وترافق الرجال..... ويلي!! ترى هل سأنام الليلة وأخرج مثلها منتصف الليل وأفعل ما تفعل!!؟
قلبت اضبارة الذاكرة فلم أجد عندي فستانا أحمر عاري الصدر مشقوق الجوانب. حمدت الله وشكرت نعمته. على الأقـل ان خرجت سأخرج مستورة! لم أنسى أن أدعو الله أن تكون الخمر مرة شديدة المرارة ذات مذاق بغيض كريه لا اطيقه ، ينفرني من تجربتها 0
شممت رائحة بخور ، كانت والدتي تدير مبخرا حول رأسي وتهمهم ببعض التعاويذ 0
تنحنحت ثم تجرأت وسألتها: ء
-"الراجل الجا الصباح يأجر الدكان عملتي معاو شنو؟؟"
ردت: "العريبي الداير يأجر الدكان برماد وشو؟؟؟ هو ما ود عم حمدان الراجل الجبار سيد الدكان الجنب ناس أختك. انا مما قالوا لي ود عمو عرفتو ما بدفع الرمادة.. فلاحة قال شنو؟ قال مرته عند اهلا دار تلد، (ثم قلدت صوته) عليك الله يا خالة ما عندك لينا اوضة تسكنينا فيها معاك..... يخلخل ضروسك يا يابا" ء
..
.
احسست بقدر من الارتياح وحمدت الله سرا ... هذا يعني أنني لن أرى هذا الجن الأصفر مرة أخرى. أنت لا تدرين يا حياة أي لعنة أصابني بها هذا الرجل السحار الذي يتعامل مع الجن ويسعى لهتك ستر حياء البنات ويمحق عقولهن. سأكنس لعنته بفروع الشجر الأخضر عند الفجر وأرمي عليه المعوذتين ثم أقرأ ياسين علها تخرجنى من تلك اللعنة. تنهدت بعمق وبدأت أستجدي النوم مرة أخرى

دسست في يده يوما وريقة كتبت فيها: ء
ء "عندما كنت صغيرة حكت لي جدتي
ان الأحزان تغزونا متتسللة مع خيوط القمر
وكنت كلما تمددت تحت السماء وداعبني الوجه الباهي المستدير
أشيح بوجهي خوفا من هجرة الأحزان الى روحي دون أن أدري
حتى صادفتك في خيالي، قبل الحقيقة
فعشقت الليل
وعشقت الحزن
وعشقت القمر..." ء
قرأ ما كتبت ونظر الي مليئا وعوضني عن الكلام بابتسامة قلقة 0

**************
تقلبت في فراشي مسهدة ونظرت الى السماء الصافية. كانت هناك جالسة في شموخ بين حاشيتها تنظرالي في رثاء . أحسست بالغيظ ومددت يدي وجذبتها من ضفائرها حتى كان وجهها يلامس وجهي
سألتها: هل حقا أنا مجنونة؟؟
لم تجبني بل حلحلت ضفائرها برفق من قبضة يدي وعادت الى عرشها والنجوم حافات بها يزدنها ألقا 0
أغمضت عيني في حزن وقرأت آية الكرسي ثلاث مرات واستسلمت لمداعبة النوم .... ء
..
.
تمت ختمت
ونامت المسحورة في تبات...
وليس معروفا ان خلفت صبيان وبنات
وتصبحون على خير

Post: #3
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: waleed500
Date: 07-06-2003, 11:45 PM
Parent: #2

عمتو رمانة ايتها الحاضرة سلاما
هى مزكرات زولة رائعه ولا حكاية قبل النوم
على كل حال امضيت لحظات جميلة بداخلها اتمنا
ان تكثرى من الحديث لانه ممتع بحق وحقيقة
شكرى وتقديرى

Post: #4
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: الفاتح يسن
Date: 07-07-2003, 07:57 AM
Parent: #1

ماشاء الله عليك يارمانه ماهذا الابداع واصلي والى الامام

Post: #5
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: ابو جهينة
Date: 07-07-2003, 08:59 AM

رمانة : لك التحايا و التقدير

بكل صدق ، إستمتعت بقراءة هذه القصة و قرأتها مرتين ، لك أسلوب مميز .
هل تقومين بجمع ما تكتبين توطئة للنشر في كتيب ؟ أرجو ذلك.
تسلمي

Post: #6
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-07-2003, 11:07 AM
Parent: #5

الأعزاء
وليد500
الفاتح يس
أبو جهينة
أسعدني كثيرا أن أقرأ تعليقاتكم وكما اسعدني أنكم استمتعتم بالقراءة
الأخ أبو جهينة
والله فكرة
تجي نعمله عمل ثنائي، انت أكتب الكتاب وأنا بلصق وراه اوراقي وأبقى في جاه الملوك ألوك
تحياتي

Post: #7
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: ابو جهينة
Date: 07-07-2003, 04:01 PM
Parent: #6

رمانة : لك تحياتي
أنا جاد فيما أقول ، و أكرر السؤال ، بل و أرجو أن تفعلي ذلك. هلا فعلت ؟
تسلمي

Post: #8
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-07-2003, 08:26 PM
Parent: #7

مرحبا أبوجهينة
أنا احتفظ باشياء كثيرة لكن عند زيادة حدة الزهج بتخلص من الكثير
متعة أن أمشي السودان وتكون الكهرباء قاطعة وأمشي أستظل بظل شجرة وأقرأ أوراق قديمة بعضها يرجع لنهاية سنوات الطفولة
شكرا لك على التشجيع

Post: #9
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: فتحي البحيري
Date: 07-07-2003, 09:02 PM
Parent: #8

وايتها المبدعة تحية ممزوجة بالدهشة والاكبار

Post: #10
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: عبدالله
Date: 07-07-2003, 10:12 PM
Parent: #9

ايتها الحاضره سلام
كم هي رائعه
والاروع ذلك التوتر الذي تخلقه في نفس القارئ
وهو يحاول ان يسبق الاحداث ليتوقع تصرفاتها
او نتائج التصرفات
لك السلام

Post: #11
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-08-2003, 08:36 AM
Parent: #10

الأعزاء
فتحي بحيري
وعبدالله
شكرا لمروركما من هنا
ولكما تحياتي

Post: #12
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: Tabaldina
Date: 07-08-2003, 03:17 PM
Parent: #1

..
.
سلام
حقاً حلم يوم غير عادى يا رومه
يشدك من الفجر الى الدقش
بس سؤال
ليه استخدمت السغيل بدلا عن الثقيل
مع انك استخدمت السطل بدلا عن الطشت او الجردل
فدمجت احيانا اللهجة مع اللغة ؟؟

ما عارف مجرد نقد او لفت نظر
ولكن مدح ما يُستحق لمن يَستحق
تسلس فى الاحداث
جاذبية فى السرد
تشويق للقارئ
واقعية فى التفاصيل

يعنى ابداع

داومى فقد نقرائك يوما على كبريات دور النشر
يا ربي هى نقراؤك ولا نقرأك ولا نقرئك
وين انا المفلكبة

ايام


تحياتى

Post: #13
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-09-2003, 08:47 AM
Parent: #12

تحياتي تبلدينا
كنت عايزة اتواضع وأقول ان (يوم ..عادي) لا يستحق هذا المدح لكن الحقيقة اني (منطربة) من هذا الاطراء
استعملت السطل في الرواية والسغيل في الحوار
رغم ذلك كتبت بعض الكلمات الدراجة جدا في الرواية ككلمة (برودية) أو اضافة (وكدا)ء
أنا كتبت بلغتي العادية التي أكتب بها عموما ثم حاولت مراجعتها وتعديل بعض الكلمات للفصيح واستغربت ان بعض الكلمات المستعملة لم تكن (غير فصيحة) كوصف البطيخة مثلا (ماكنة ملحمة) ..أول مرة اسمع في حياتي كلمة ماكن سمعتها من اخي وهو من اشتهر في البيت باحضار كلمات (غريبه) من المدرسة ومن أصحابه وحسبتها كلمة (شرامية) ساكت. حتى اكتشفت فيما بعد أن الناس (المحترمة) تستعمل هذه الكلمة عادي
..شكرا سيدي على التشجيع

Post: #14
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: MaxaB
Date: 07-12-2003, 02:06 AM
Parent: #1

ياللهول .. يا خير أبيض .. يا رمانة .. و داسا دا كلو !! .. بلا مجاملة .. كاتبة من الطرازالأول .. لا زلت أنحاز لك أدباو فكرا .. ربنا يحفظك ..

Post: #15
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: rummana
Date: 07-12-2003, 09:01 AM
Parent: #14

يا للهول..يا خبر زي الاشطة .. عاد الغائب؟
لك السلام والاحترام أخي الكريم وشكرا للدعاش الذي احضرته
خشيت أن تحضر تلك النافذة فتغيب أنت عنها
لك تحياتي وأسعدني مرورك من هنا

Post: #16
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: MaxaB
Date: 07-14-2003, 09:29 PM
Parent: #1

من أجمل ما كتب مؤخرا .. دي القرية التالتة .. و بمـــــــــــزاج

Post: #17
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: MaxaB
Date: 12-09-2003, 03:26 PM
Parent: #1




أيتها الغائبة سلاما ..
يا ترى فينك يا رمانة .. ؟


Post: #18
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: MaxaB
Date: 12-10-2003, 10:15 AM
Parent: #1




دعوة للعودة يا أم نحول .. يا اخوانا العندو خبر يفيدنا؟؟


Post: #19
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: Ahlalawad
Date: 12-10-2003, 10:53 AM
Parent: #1

شكرا مكسب
أول مرة أرى هذه القطعة الأدبية الرائعة
تحية لرمانة
طاسة تمنتاسة
في البحر غطاسة

Post: #20
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: MaxaB
Date: 12-12-2003, 03:25 PM
Parent: #19




الكريم .. أهل العوض
الشكر لمن تملك مثل هذا القلم ,, و تكتب بلا اسم و لا عنوان ..

هل مازال عندك ل " ود بادي " .. مايبل الرمق .. إذا عندك فبالله لا تبخل علينا .. أعلم انك من المهتمين بشعره ..

لك كل الود و التقدير



Post: #21
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: عبدالله
Date: 12-12-2003, 03:33 PM
Parent: #20

مكسب الرائع معك اتساءل واليك اضم صوتي000والنداء والسلام للغائبه الحاضره

Post: #22
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: dreams
Date: 12-12-2003, 08:24 PM
Parent: #21

ااى والله

رمانة واحشانا واحشانا واحشانا

تسلم يا مكسب

Post: #23
Title: Re: أيها الغائب سلاما...
Author: MaxaB
Date: 12-12-2003, 10:51 PM
Parent: #1




الكريم عبدالله .. و التحية لك يا مثال الزوق و الأدب الرفيع.

صاحبة الحضور الجميل .. دريمز .. بعد التحية .. كدي بالله شوفي لينا سكن الطالبات ... الزولة دي احتمال تكون مضربة هناك .. و نحن ما بخلونا نخش..

تكون مشت تستورد لها بن لضل الضحى ؟!!