جدلية أنثى لقيط وعاقر .. تعاقر الوهم .. تدعى خرتوم

جدلية أنثى لقيط وعاقر .. تعاقر الوهم .. تدعى خرتوم


07-06-2003, 12:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1057491881&rn=0


Post: #1
Title: جدلية أنثى لقيط وعاقر .. تعاقر الوهم .. تدعى خرتوم
Author: aboalkonfod
Date: 07-06-2003, 12:44 PM



مدخـل1
ـــــ

بعد صدور بيان القاهرة ، وما أفرزه من جدل ولقط ، ومباحثات
السلام بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية ، برزت عدة تساؤلات
عن هوية العاصمة ومن يملكها.
أرسل لي أحد أصدقائي مقالاً مترعاً، صدر في إحدى الصحف الخليجية
، كاتبه سوداني مقيم في سلطنة عُمان ، هو الدكتور أبوالبشر أبكر
حسب الرسول ، وعنوان المقال "قراءة في جدلية عاصمة ، إسلامية أم
علمانية ، الخرطوم من يملكها"
ما لفت إنتباهي ، هو ما أورده الدكتور عن أستاذه الجامعي الدكتور
والتر كونيجوك ، من أبناء الشُلك بأعالي النيل ، في كلية العلوم
السياسية بجامعة الخرطوم ،،، والكلام للدكتور أبوالبشر - زعم
دكتور والتر ، أن فهم واستيعاب القضايا السودانية يتطلب حملة
مسبقة لإزالة اللبس والتدليس الذي جرى للأسماء السودانية ! خاصة
أسماء المدن في مراحل تعريب السودان !! وكان من أكثر الأسماء التي
يركز عليها "الخرطوم" وقال أن العرب قاموا بحيلة ماكرة لتزوير
اسم "الخرطوم" بأن أضافوا أداة التعريف "ال" وقلبوا "التاء" إلى "طاء" لإضفاء الطابع العروبي لاسم قرية عند ملتقى النيلين اسمها "خرتوم" وتعني "صيادي السمك" في لغة شعب سماه "شول" وذكر
أنهم أسلاف الشلك الحاليين ، وسفه كل التخريجات التي تقول إن
المسمى جاء من شكل شريط الأرض الممتد بين النيلين والذي يشبه
"خرطوم الفيل" ونعتها بأنها إدعاءات فولكورية مؤدلجة قصد منها
الاستثار والاستحواذ ، وليست لها أي قيمة علمية! - انتهى كلام
الدكتور أبوالبشر ، وإن سمحت لنا الظروف سننزل المقال كاملاً.

مدخـل2
ـــــ

عشعش هذا المقال في ذهني وأفرخ ، ثم أفرز تساؤلات مريرة ، ومر
بمخيلتي ذلك الشريط المحزن ، عن حكاية شعب يعيش على هامش
التاريخ ، دون وجود نتوءات بارزة في مسيرته عبر التاريخ ،
شعب لا يملك أرضه ، طالما لا يملك شروط هويته الموضوعية، فأصبح
شعب لقيط ، بل كالمنبت لا أرض قطع ولا ظهراً أبقى ،،،
ثقافة بدوية وبدائية ، ذات طابع صحراوي ، تجاور ثقافة أفريقية
بدائية ، أفرزت صراع إثني ،، ثقافي ،، اجتماعي ، ما زالت نيرانه
مستعرة إكتوى من لهيبها ما اخضر وما يبس من الأرض.
سخرية القدر جعلت من دراما "الخرطوم" مدينة لقيط ، مجدوعة على
حافة التاريخ ، دون أب شرعي ، بعد أن تخلت عنها أمها، فصارت
دون وجيع أو كفيل ، تماماً كحواء في رائعة خالد شقوري.
ومن أعاجيب الدهر ، حكاية مدينة تشبه أصابع اليد الصغيرة ، تجلس
على تخوم أوربا ، تسمى "أثينا" أنجبت أفخم وأعظم العقول في
الفلسفة الانسانية ، وغدت منتوجاتها الفكرية حجر الرحى للثقافة
الغربية حتى اليوم.
وعقمت "الخرطوم" أن تنجب ، غير السوفسطائيين "معلمي الحكمة
المتجولين" ، فحتى هؤلاء كان لهم دورهم البارز في انتشار الفلسفة
الاثينية ، وما طرحوه من نقاشات مثمرة.
حكماء "خرتوم" يتحدثون وكأنهم في باريس ، ويتجادلون في من يملك
اللقيط ، ومن أحق الناس ، ليس لكفالتها ، بل لوطئها ، بعد أن
تصبح ملك يمينه وفي سهمه ، حكماء.
حكماء "خرتوم" ينسون أنهم في بلد يمكن لأكثر من 35 شخصاً أن يسقطوا
صرعى في "أم بوّالة تور مذبوح"