لماذا غاب دور المرأة عن وعي الناس ؟6-17

لماذا غاب دور المرأة عن وعي الناس ؟6-17


06-16-2003, 11:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1055759310&rn=0


Post: #1
Title: لماذا غاب دور المرأة عن وعي الناس ؟6-17
Author: nile1
Date: 06-16-2003, 11:28 AM

لماذا غاب دور المرأة عن وعي الناس ؟


إذا كان موقع المرأة في المجتمع الإسلامي بهذا المستوى من الوضوح والواقعية كما لاحظنا من هذا البحث ، فلماذا غيِّبت هذه الحقيقـة عن وعي المسلمين والناس لعدّة قرون ؟
هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تغييب النظرة الإلهية التي حملتها الرسالة الإسلامية الخاتمة بخصوص موقع المرأة في الحياة الإنسانية في إثارة الحياة وصنع الحضارة الإسلامية الفاضلة .. ويمكن أن يسجِّل المتابع لهذه المسألة أسباباً ثقافية ، واجتماعية ، وعنصرية وربما سياسية أيضاً ، يمكننا أن نجملها بالنقاط التالية :
1 ـ الانتكاسة الثقافية التي ألمّت بمسيرة الإسلام التاريخية بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعودة الثقافة القبلية الرجعية إلى حياة المسـلمين رويداً رويداً ، حيث نجد إنّ أغلب الروايات التي وردت للحطِّ من مكانة المرأة في سلّم الحياة الإنسـانية ، كانت قد رويت في العهد الأمـوي ، حيث نشـطت حركة الوضع للأحاديث على لسان جوقة من المحدِّثين المرتزقة ، الذين رووا الكثير من الروايات المسيئة لدور المرأة في الحياة والحضارة ، ونسبوها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .(27)
وقد تعزّزت حالة «الحريم» ، والجواري ، واعتبار المرأة متاعاً جنسياً في العهد الأموي ، والعهد العباسي بشكل مقرف تأثراً بالحياة الرومانية التي كانت بصماتها جلية في بلاد الشام ، وبالحياة المجوسـية التي سادت في بلاد فارس، حيث غرقت قصور دمشق وبغداد وقرطبة بهذه الظواهر المقلدة لحضارات ما قبل الإسلام ، كالحضارة البيزنطية ، والحضارة الفارسية وغيرها . .
ومن الطبيعي أن يواكب هذه الظاهرة الاجتماعية البائسة حركة أدبية وثقافية مساوقة لذلك الاتجاه ، كما يظهر من أشعار تلك المراحل وأدبها ورواياتها الموضوعة .
2 ـ تأثّر الثقافة الإسلامية العامة (بالإسرائيليات) التي فتحت روافدها على الثقافة الإسلامية في وقت مبكر من خلال مجموعة من اليهود والنصارى المثقفين الذين أسلموا حديثاً ، فنقلوا ثقافتهم للفكر الإسلامي من خلال التفسير والرواية وسيرة الأنبياء السابقين (عليهم السلام) ، وقد تأثر مجموعة من الصحابة والتابعين بهذا التيار الثقافي الذي طرأ على الحياة الإسلامية، ونشط بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2 .
وقد حمل هذا التيار الثقافي ـ فيما حمل ـ النظرة الخاطئة عن المرأة التي كانت تدعوا إليها ثقافات المجتمع اليوناني ، والروماني ، والمصري القديم ، ممّا أشرنا لبعض معالمها في بداية هذا البحث .
3 ـ غياب التجربة الإسلامية السليمة ، التي تعبِّر عملياً عن الحياة والحضارة الإسلامية الأصـيلة في مسـتوى علاقة الرجل بالمرأة أو بالعكس ، وموقع كل منهما في بناء الواقع الإنساني الفاضل ، وقد برزت هذه الحالة في فترات من حكم العهد الاسلامي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وطوال الحكم الأموي ، والعباسي ، وكانت الفترات الاُولى من الحكم ، والتجـربة في المجـتمع ـ بعد وفاة رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ تعد مراحـل تأسيسية ، اتخذت كنماذج للتجربة الإسلامية!! في الحياة وبناء المجتمع ، حتى أنّ التاريخ يشهد أن بعض الحكام خلال تلك الفترة كانوا من سيِّئ النظرة للمرأة ، ومن يرى عدم أهليتها للمساهمة في بناء الحياة ..
إنّ الفترات الزمنية الطويلة التي قطعتها هذه العهود ، والتجارب في حياة المسلمين، شوّهت كثيراً من الصورة الحقيقية لموقع الرجل والمرأة معاً في بناء الحياة الإنسانية ، وشوّهت التصوّر الإسلامي الأصيل لها بشكل واسع، وحرمت البشرية كثيراً عن تلك النظرة الواقعية المباركة لموقع الرجل والمرأة في الرسالة الإسلامية المقدّسة .
4 ـ سـيطرة الرجل على المجتمعات ، وتصرفه المطلق في مختلف شؤون الحياة الإنسـانية ، وتغييب دور المرأة لعدّة قرون ، ساهم هو الآخر في تغييب الصورة الإسلامية الأصيلة عن مواقع الرجل والمرأة في الحياة الإنسانية التي يتصوّرها الإسلام الحنيف أو يدعو إليها .
5 ـ خضوع المرأة لذلك الواقع المزيف ، والمصادر لحقوقها ، ورضوخها له خلافاً للمرأة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي كانت تحاور وتجادل وتحضر في المواقع المهمة لحركة التجربة الإسلامية ، حتى تنزل القرآن الكريم شارحاً لتلك النماذج من التجربة.. يقول سبحانه وتعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ) ، وفي التجربة الرائدة التي قادها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة صور رائعة لمكانة المرأة، ومشاركتها في التجربة الإسلامية الاُولى ، مما لا مثيل لها في التجارب اللاّحقة إلاّ في مقياس الندرة .
6 ـ ظهـور دعـوات حقـوق المرأة في أوربا والتي تطرفّـت هي الأخرى فساهمت في العهود الأخيرة في إرباك الصورة بشكل كامل ، حيث أخرجت المرأة عن مواقعها ، وحمّلتها من المسؤوليات ، والمهام ، فوق ما تطيق حتى نشـأ في أوربا منذ عقود من السنين ما يطلق عليه بالجنس الثالث الذي فقد الشـعور بانوثتـه ، حيث تعيش التجربة الأوربية المعاصرة أسوأ أوضاعها على مستوى تفكك الأسرة ، وقلّة النسل ـ في بعض المجتمعات ـ وشيوع الرذيلة ، وتمزق عرى المجتمع ، وتعرض الأجيال الجديدة للضياع . . .
هذا وقد تفشت ظاهرة التعامل مع المرأة «كمتعة» للرجل بشكل مثير ، كما تشهد الكثير من النشاطات التجارية في مختلف بلدان أوربا التي حولت المرأة إلى سلعة تعرّضها الشركات ، ومؤسسات الإعلان ، حتى عادت هذه تجارة البغاء وتسويق الرذيلة من الموارد القومية لبعض الدول كروسيا ، وتايلند وأمريكا وغيرها .
هذا ما أردنا عرضه بالنسبة للعوامل التي ساهمت في تغييب الدور الحضاري للمرأة كما عرضتهُ رسالة الله الخاتمة .

منتـــــدى النيـــــــل

Post: #2
Title: Re: لماذا غاب دور المرأة عن وعي الناس ؟6-17
Author: nile1
Date: 06-17-2003, 06:06 AM
Parent: #1

UP