كأننى أكلت

في كتابه الشيق "روائع من التاريخ العثماني" كتب الأستاذالفاضل "أورخان محمد علي" .. قصة أغرب اسم جامع في العالم : "هل سمع أحد بمثل هذا الاسم الغريب ؟ ( كأنني أكلت ) . ولكن هذا هو اسم جامع صغير في منطقة "فاتح" في اسطنبول والاسم باللغة التركية "صانكي يدم" أي "كأنني أكلت" أو "افترض أنني أكلت"!! ووراء هذا الاسم الغريب قصة غريبة طريفة ،

وفيها عبرة كبيرة. ثم يكمل الأستاذ أورخان قصة هذا الجامع فيقول:"كان يعيش في منطقة "فاتح" شخص ورع اسمه "خير الدين كججي أفندي"، كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق ، وتتوق نفسه لشراء فاكهة ، أو لحم ، أو حلوى ، يقول في نفسه : "صانكي يدم" "كأنني أكلت" ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له. ومضت الأشهر والسنوات ، وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل ، ويكتفي بما يقيم أوده فقط ، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ، حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في محلته ، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير ، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد ، أطلقوا على الجامع اسم "جامع صانكي يدم"


والان اعرف عاملا بسيطا من بنجلاديش يعمل فى البنك الاسلامى للتنمية وله الان حوالى اربع سنوات يدخر من مرتبه القليل رغم انه يعول اسرة كبيرة وذلك لبناء مسجد فى بلدته وقد شرع فعلا وكل شهر يرسل ما تيسر ليتواصل بناء المسجد ؟؟؟

اديك العافيه
ودعقاب

اخى ودعقاب

ويديك العافية يا سيدى ويمتعك بالصحة التامة ويخليك المؤمن القوى الذى هو خير من المؤمن الضعيف وكما جاء فى الحديث وفى كلا خير باذن الله

لك تحياتى

أخي الكريم قرشو
أتفق معك أن هذا العامل البسيط يعتبر نموذجاً ناصع مشرق ، وأنه لا يوفّق لتعمير المساجد إلاّ المؤمن الكامل الذي امتحن الله قلبه بالإيمان ، معتقداً بالمبدأ و المعاد حقّ الاعتقاد ، العامل بأحكام الدين من العبادات البدنيّة والماليّة ، وهذا أمر طبيعيٌ ، فإنّ الذي لا يؤمن بالله ولا يعتقد بجزاء الأعمال ولا يهتمّ بشأن الصّلاة ولا يوطّن نفسه لإخراج زكاة المال ، ولا يعتني باُمور الآخرة ، بل هو منهمك بالدنيا ومادّياتها ، لا يعقل أن يهتمّ باُمور المساجد وتعميرها ، بل هو معرض عنها غاية الإعراض .
ولا يخفى أنّ عمارة المساجد فسّرت بمعنيين
الأوّل: انشائها وترميمها وكنسها وفرشها والإسراج فيها ، ونحوها.
الثاني: شغلها بالعبادة وإقامة الجمعة والجماعة فيها وتنحية أعمال الدنيا عنها ، وإكثار زيارتها والاعتناء بشأنها ، كما يأتي ما يدلّ على ذلك من الآيات والروايات الواردة عن أئمة الهدى من أهل بيت المصطفى عليه وعليهم الصلاة والسلام .
قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَآ أُولَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ.
هذه الآية وإن قيل إنّها نزلت في المشركين لما منعوا رسول الله من دخول المسجد الحرام عام الحديبيّة أو في الروم لما خرّبوا بيت المقدس وطرحوا الأذى فيه ومنعوا الناس من دخوله ـ إلى آخر ما ذكر ـ إلاّ أنّها عامّة تشمل كلّ مسجد في كلّ مصر وفي كلّ عصر لأنّ قوله مَسَاجِدَ اللَّهِ في الآية جمع مضاف ، وهو كما تقرّر في اُصول الفقه يفيد العموم وأيضاً تقرّر في الاُصول أنّ خصوص السبب وخصوص المورد لا يخصّصان الحكم العامّ ، بل الاعتبار بعموم اللفظ .

الاخ العزيز قرشو
سلام

فى الدنيا فى ناس من ابسط الاشياء التى تتوفر
لهم يصنعون الكثير جدا والمفيد
وغيرهم يملكون الكثير ولا يقدمون اي شي

فعلا انها قصة تجعلك تقف وتتأمل فى نفسك
وتسأل ماذا قدمت ليوم لا ينفع فيه مال
يوم لا ينفعك فيه الا عملك الطيب

نسأل الله ان يجعلنا مثلهم
وان نتعلم مساعدة الاخرين
وبأقل معطيات متوفره لنا

وشكرا كتير يا اخي العزيز
على هذه القصة الاكثر من رائعه

اخى السنجك

لك التحية

حقيقة بعض القصص تجعلك تقف مع نفسك اولا وتعيد تقييم قدراتك وفى لحظة يأس قد نظن اننا فى هذه الدنيا لا نصلح لعمل شىء واننا وجدنا اضافة لا قيمةلها ولكن بعض القصص تعيد الينا الثقة فى نفوسنا وندرك اننا نستطيع عمل اشياء رائعة بجهد قليل وبالقليل من المال ويقول سبحانه وتعالى فى محكم تنزيله "لا يكلف الله نفس الا وسعها" ونحن من ما نسع يمكن ان نفعل شىء مافقط كل ما علينا هو وقفة مع النفس وماذا يمكن ان نفعله واقل شىء اماطة الاذى عن الطريق فهو عمل كبير ويحسب حسنة لنا بينما نكون ساعدنا على نظافة الطريق وجعله ممهدا لغيرنا..

لك شكرى اخى الكريم وادعو معك الله ان يستجيب لنا

مع كل الود

المسجد بيت الله كان له الدور العظيم في حياة المسلمين منذ البعثة وما زالت رسالته تتجدد منافعها وتتعدد آثارها ، عظيم أجر من بناه أو ساهم في بنائه حتى لو كانت مساحته قدر مساحة عش الطائر ، إنه منارة العلم وحلقة الذكر ومحراب الشعائر ، ورمز شموخ الإسلام والمهتمون بعمارته هم أهل الإيمان قال تعالى في الآية رقم ثمانية عشر من سورة التوبة:
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين.
وأجر بنائه أخبر به الرسول صلي الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.
--
يقول بعض المفسرين أن عمارة المسجد أيضاً تكون بإرتياده لا تشييده فقط فما فائدة دور العبادة المهجورة. ولأن الأعراب أشد كفراً ونفاقاُ قرأت اليوم في أحد الصحف العربية أن مواطنا قام بالسطو على مسجد وسرق مكيف هواء ليبيعه في السوق وتم القبض عليه وهو يعرض البضاعة تصوروا ده المفروض يعملوا ليهو قفص في جهنم لمن يسرق يسرق بيت الله.
---
بعدين يا بدر الدين شنا يا أخوي بدل ما متعب نفسك في الفيلا بتاعتك الفي مدينة النيل أو عمارة أهل العوض في بحري أو مجمع الرحمابي التجاري السكني في الخرطوم أبنوا ليكم جامع في بلدكم عشان يكون عندكم بيت في الجنة إن شاء الله حتى بيت شعبي.

اخى الكريم الملا عمر

لك التحية

لعلنا واجدين فى هذه البلاد اعداد المساجد فى ازدياد وهى مهيأة للعبادة واجمل شىء انها تعج دوما بالمصليين وهذه نتيجة تفرح والله ولم ارى مسجدا خاويا على عروشه حتى فى الطرقات السريعة ومع ذلك اقول معك لعل العدد الان كافى من المساجد ولكن هل هو كذلك فى كل مكان ؟؟؟

الدعوة ليست لبناء المسجد فقط
الدعوة لتفجير طاقات الانسان وانه من القليل يستطيع عمل شىء نافع للناس وكل شىء نافع للناس نشيده بنية التقرب الى الله فاجره عظيم ولا شك ..

احكى لك حكاية واقعية اخرى
شخص فقير فى مدائن الفهد بجدة يسكن بجوار مسجد فقام فى رمضان بتجميع جيرانه وجلبوا افطارهم امام المسجد وبعد يومين فقط جاءتهم سيدة وسألت عن من يمول الافطار فقالوا لها انه بالعون الذاتى فالتزمت بالافطار طيلة شهر رمضان لاكثر ما مائتى وجبة وانهال اهل الخير حتى ان بقية من مال تفيض ..

هذا يحدث الان سيدى

يمكننا الالتفات لعمل الخير وسنجد اننا نستطيع عمل شىء ما نافع

لك تحياتى

نحن الآن في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني (بايزيد) ,الملقب بـ (الصاعقة) … الفاتح الكبير … فاتح بلاد (البلغار) و (البوسنة) و (سلانيك) و (ألبانيا) … السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية ، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيغا جيوش الرابع) ، لطرد المسلمين من أوروبا ، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت (انجلترا) و (فرنسا) و (المجر) من بينها ، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة ، والدامية … معركة (نيغبولي) سنة 1396م

هذا السلطان الفاتح اقتضى حضوره للإدلاء بشهادة في أمر من الأمور أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري)

دخل السلطان المحكمة … ووقف أمام القاضي ، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد اعتيادي

رفع القاضي بصره إلى السلطان ، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة ، قبل أن يقول له : (إن شهادتك لا يمكن قبولها ، ذلك لأنك لا تؤدي صلواتك جماعة ، والشخص الذي لا يؤدي صلاته جماعة ، دون عذر شرعي يمكن أن يكذب في شهادته)

نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة … كان هذا اتهاماً كبيراً ، بل إهانة كبيرة للسلطان (بايزيد) ، تسمر الحاضرون في أماكنهم ، وقد أمسكوا بأنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان لكن السلطان لم يقل شيئاً ، بل استدار وخرج من المحكمة بكل هدوء

أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره ، وعندما تم تشييد الجامع ، بدأ السلطان يؤدي صلواته في جماعة

هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه : (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين.. عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء ، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين

لله درك يا قرشو وانت تتحفنا بالدرر ، لا اسكت الله لك حسا

اخى جيمس

تحية طيبة

لعل العهد العثمانى كان زاخرا بالقصص الجميلة فى عدالة السلاطين وفى علم العلماء الذين وجدوا من السلاطين كل التبجيل والاحترام وقد قرأت كثيرا مما اعجبنى وجعلنى احتار واستغرب كيف ينعت اولئك بالظلمة والمستبدين وكل النعوت القبيحة بينما كان جلهم تقاة ورعين كما شهد لهم التاريخ وشهدت لهم الاثار فى بلادهم والبلاد الاخرى ..

لك تحياتى

بالله يا أخي قرشو بنتقرش الحاجات الغميسة دي من وين؟؟؟!!

شيء جميل .. وهل زرت اسطنبول؟ ما أجملها وما أعتقها .. فيها تجد رائحة الخلافة غضة بضة .. وفيها تشاهد عظمة الرجال .. إن لم تفعل زرها عزيزي .. وستجد نفسك أكثر حباً .. وأوقد شوقاً للذهاب لها مرات أخرى ..

بالمناسبة في السودان الناس بتقول بدل من ذلك:

كأني بنيت ويأكل .. كأني بنيت ويأكل ويأكل ... حتى يموت من السحت مكروه الذكر .. ومقطوع الطارئ زي ما بقولوا (بدون مؤاخذة) حمار وزرق ..


تحياتي ،،،

الأخ قرشو
أدامك الله

بعد قراءة قصة المسجد ، صانكي يدم ، و كمان أكلة مدنكلة و كاربة. و نسأل الله أن يجعل المسلمين يقومون و لو باليسير مما فعله هذا العبد الفقير إلى الله.

جزاك الله خيرا.

العزيز ابو جهينة

لك الشكر سيدى على المرور وعلىالامنيات الطيبات

لعلنا نحفز انفسنا بعمل شىء لوجه الله ولو قليل فنحن الحمد لله نملك الكثير من نعمه الوافرة ولكننا لا نفكر كيف نستخدمها فى غير ملذاتنا ومتعنا ..
الانسان يحتاج دوما للمراجعة والمحاسبة وتذكر الاخرين ففى سير الاوائل العبر المفيدة جدا لنا..

لك كل الحب

اخى الحبيب جاد

لك التحية والاحترام

اشكرك على مرورك سيدى
وقد اسعدنى الزمان بزيارة تركيا فى التسعينات وقد عبرتها من مدينة انطاكية تلك المدينة الجميلة الرائعة وحتى انقره حيت توقفت للقاء احد الطلاب السودانيين ثم الى اسطنبول المدينة الساحرةالتى لم تكفينى كل اجازتى للطواف عليها اثرا بعد اثر فهى مدينة زاخرة بما لم نشاهده فى بقية دول المنطقة وكل شىء فيها رائع وجميل وحقيقة مدينة ساحرة ..

لك تحياتى اخى وليتنا نحاول عمل شىء ولو صغير يبقى لنا سندا يوم القيامة حيث لا ينفع مال ولا بنون

جاء في كتاب "روائع من التاريخ العثماني" لأورخان محمد علي، أنه كان من عادة السلطان (بايزيد الثاني) أن يجمع في قارورة ما علق بثيابه من غبار، وهو راجع من أية غزوة من غزوات جهاده في سبيل الله. وفي إحدى المرات عندما كان السلطان يقوم بجمع هذا الغبار من على ملابسه لوضعه في القارورة ، قالت له زوجته: أرجو أن تسمح لي يا مولاي بسؤال، فقال: اسألي يا (كولبهار)، قالت: لِمَ تفعلُ هذا؟ وما فائدة هذا الغبار الذي تجمعه في هذه القارورة؟ فقال بايزيد: إنني سأوصي بعمل طابوقة من هذا الغبار، وأن توضع تحت رأسي في قبري عند وفاتي … ألا تعلمين يا (كولبهار) أن الله سيصون من النار يوم القيامة جسد من جاهد في سبيله؟ ونفذت فعلاً وصيته، إذ عُمل من هذا الغبار المتجمع في تلك القارورة … غبار الجهاد في سبيل الله … عمل منه طابوقة، وضعت تحت رأس هذا السلطان الورع عندما توفي رحمه الله.
يعني يا قرشو اتخيل معي كم مرة جاهد هذا السلطان؟
آسف الموضوع ليس له علاقة بما كتبته انت
ولكن ياتي في سياق اورخان محمد وكتابه الروائع

اخى الكريم جيمس

صباح الورد

اشكرك على المعلومة الهامة جدا والتى ترسخ لنا ان العثمانيين لم يكونوا اصحاب ترف وبذخ ودنيا فقط كما يصورهم اعداءهم لنا بل وشاع عنهم شانهم شان الخليفة هارون الرشيد بل كانوا اصحاب ورع وتقوى وجهاد دائم ..
لعل هذه تكون احدى الاضاءات عن اولئك الذين خدموا الاسلام بحق

لك شكرى وامتنانى