من عائشة سليمان
الخرطوم - رويترز
حذر خبراء مكافحة السرطان من تفاقم الاصابة بسرطان الفم بسبب استخدام التبغ المعروف باسم التمباك في السودان الملقب محليا بسلطان الكيف.
وبمناسبة اليوم الدولي للامتناع عن التدخين الذي صادف السبت الماضي قال الخبراء ان مستخدمي التمباك يمثلون 80 في المئة من المصابين بسرطان الفم في البلاد.
وقال حسين محمد احمد مدير المركز القومي للطب النووي والعلاج بالاشعة في لقاء اذاعي ان ستة ملايين سوداني من بين اجمالي السكان البالغ 30 مليون نسمة يستعملون التمباك الذي يصنع يدويا بتجفيف اوراق التبغ وخلطها بالماء والعطرون /بيكربونات الصوديوم لتكوين عجينة جافة نوعا ما توضع داخل الفم لفترة تتراوح بين دقائق وساعات وتجدد عدة مرات أثناء اليوم.
وقال احمد ان التمباك يحتوي على مواد مسرطنة حسب نتائج عينات ارسلت لامريكا والنرويج. وأعطى دليلا على ارتباط استخدام التمباك بسرطان الفم قائلا ان المرض يظهر في المنطقة التي يوضع فيها التمباك سواء في التجويف بين اللثة والشفة السفلى او الشفة العليا أو التجويف الجانبي للفم.
وكانت دراسة مشتركة بين باحثين سودانيين ونرويجيين وسويديين كشفت عام 1993 أن التمباك السوداني يحتوي على مواد مسرطنة تزيد بمقدار مئة مثل على تبغ السويد واشارت الى احتمال أن يؤدي التمباك أيضا لسرطان المريء حيث تنزل اجزاء من التمباك فيه وسرطان المثانة لتجمع المواد المسرطنة مع البول.
ويجد التمباك رفضا اجتماعيا اكبر من تدخين السجائر رغم أنها معروفة الصلة بامراض السرطان أيضا وذلك لرائحته غير المستحبة وقبح شكل /السفة/ وهي القطعة من التمباك التي توضع في الفم فتغير من شكل الوجه أو حين تبصق بقاياها على قارعة الطريق.
ويقول أحد مستخدميه والذي رفض ذكر اسمه اعرف أن التمباك حرام واريد أن اتركه ولكن ان تركته لا بد أن استخدم سجائر وسعر الواحدة 200 جنيه واحتاج لاربع سيجارات في اليوم على الاقل بينما يكفيني في اليوم تمباك بقيمة 200 جنيه فقط.
واخرون لا يصدقون علاقته بالسرطان ببساطة لانهم يعرفون مدمنين اخرين لم يصابوا به كما ان مسألة تحريمه لم يجمع عليها الفقهاء.
وقبل سنوات كانت هناك مساع في الخرطوم لمنع استخدام التمباك باستصدار فتوى بتحريمه كممارسة ضارة بالانسان من ناحية صحية ومالية واجتماعية ومنع التجارة فيه أو اخراج زكاة من ريعه الا أن هذه المساعي لم تنجح وعادت محلات بيع التمباك في الاسواق والاحياء بمسمياتها التي تحاول جذب الزبائن مثل /سلطان الكيف/ و/العماري الممتاز/ وغيرها.
ولخطورة ادمان التمباك وانتشار استخدامه قرر المركز القومي للطب النووي والعلاج بالاشعة انشاء عيادات متخصصة لمساعدة المدمنين كما اعد مركز ابحاث التمباك والتدخين السوداني مسودة قانون لمكافحة التدخين والتمباك تقدم للمجلس الوطني /البرلمان/ قريبا تشمل زيادة الوعي العام بمخاطره الى جانب قوانين بمنع استعماله في الاماكن العامة.