مقال للشاعر شوقي بزيع

مقال للشاعر شوقي بزيع


04-25-2003, 00:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1051228756&rn=0


Post: #1
Title: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: osama elkhawad
Date: 04-25-2003, 00:59 AM





الاحد 20 نيسان 2003



--------------------------------------------------------------------------------






بابل أم برج بابل؟

الامتحان الأخير للمعارضة العراقية - عصام الخفاجي

كمستقبل ألمانيا بعد هتلر- عبد الخالق حسين

أهله أدرى بشعابه - فاروق يوسف

سقط الديكتاتور صعد اليانكي: تهانينا - سلام عبود

"المفكرة العراقية" لأمين الباشا المشهد المضاد - جمانة حداد

مثقفون عرب جعلوه إلهاً - هاشم شفيق

سقوط البلاط على شعرائه - شوقي بزيع

بين الكابوس والحلم - عبد الرحمن الماجدي

بصفتي كلباً - ريمون جبارة

سيرة العرّاب التكريتي وعشيرته المقدسة - محمد الحجيري

كان علينا نحن أن نطيحه - محمد علي الاتاسي

رسالـة الى عبد الرحمن منيف المنام البغدادي - الياس خوري



الدليل

الملحق الثقافي

سلامتك

الاغتراب اللبناني


--------------------------------------------------------------------------------

الصفحة الرئيسية

مساعدة




ســــقـوط الـبــــلاط عـلـى شــــعـرائــه

شـوقـي بـزيـع



ليس بالأمر المستغرب ان يعتبر صدام حسين نفسه مصنوعاً من مادة الخلود. فهو يعتقد، شأنه شأن سائر الطغاة، ان الارض لا تدور الا من أجله وان الشمس تطلع كرمى لعينيه وان العصافير تزقزق باسمه عند الصباح وان حمْل النساء لا يكتمل ما لم تكن فحولته الباهرة ظهيراً لهن في الحمل او الوحام. ولأنه "الرجل الوحيد على الارض"، وفق تعبير نوال السعداوي، فعليه ان لا يموت لكي لا تنطفىء بموته شعلة الذكورة ولكي تجد الأفلاك من يسيّرها الى مستقر والأنهار من يقودها الى مصب، والنبات من يحقنه بأمصال الخصب والنماء.

عليه تبعاً لذلك ان يستنسخ نفسه لا في البشر فحسب بل في الماء والهواء والوجودات الصماء والكتل الجامدة وان يحل في كل شيء حلول الروح في الجسد. هكذا خلق لنفسه أشباهاً ونظائر لهم شكل وجهه ولون عينيه وقسوة ملامحه لكي يفتدوه بأرواحهم في الشدائد ولكي يكونوا بدلاءه المختارين اذا ما أراد أحد ان يصيبه بمكروه. واذ اعطى قسماته الدهرية للأنصاب والتماثيل والصور المرفوعة فوق كل دسكرة وعند كل مفترق فقد وهب اسمه للمطارات والجامعات والمصانع والشوارع لكي يعجز الموت، اذا جاء، عن العثور عليه في هوية او عنوان.

ما الذي يريده الشعراء إذاً وقد وفر لهم الملك - الاله كل ما يلزمهم من عدة الانبهار بشخصه والتعلّق بمآثره والتحليق في سمواته والتأنث أمام فحولته الفريدة؟ بم يعتذر العازفون عن مديحه اذاً وقد وهبهم قادسية صدام وأم المعارك وحرب الحواسم وعشرات المذابح والمجازر وطهّر بالمبيدات كل ما تنبته الأرض من سموم النكران والجحود؟

في بابل الجديدة هذه لم يكن ثمة من خيار ثالث بين ان يلتحق الشعراء ببلاط الرئيس القائد أو ان يتوزعوا في المقابل بين جوف الأرض والمنافي. واذا كان شفيق الكمالي وشاذل طاقة وآخرون كثر قد حفروا بأيديهم القبور التي نجا من ظلامها المخيف سعدي يوسف وفاضل العزاوي وفوزي كريم وهاشم شفيق وخالد المعالي وجليل حيدر ومظفر النواب وعشرات غيرهم فإن عبد الرزاق عبد الواحد ارتضى من زاويته ان يتزعم حتى اللحظة الأخيرة فيلق المطبّلين للسلطان والمتغنين بفتوحاته والمتدثرين بعباءته والمقتاتين من فتات خبزه المغمس بالدم.

نسي عبد الرزاق في غمرة انبهاره بمجد السلطة الزائف ذلك الشيوعي، الفقير والحالم، الذي كانه في الستينات وبعدها بقليل. نسي ذلك الإرث الوفير من الشاعرية العالية والمتدفقة التي رافقته منذ بواكيره الأولى وحتى ديوانه المميز "من أين هدوؤك هذي الساعة؟" لكي يؤازر صورة الطاغية التي هشّمت بقبضتها الحديدة الوحشية كل ما يضيء في تاريخ العراق. ولأنه يدرك تمام الادراك ان الحداثة الشعرية التي انتهجها في بداياته لا تتوافق مع مزاج الحاكم التقليدي ولا مع تماثيله "العمودية" الشاهقة ولا مع الجلجلة اللازمة للمدائح فقد اختار، عدا استثناءات قليلة، ان يتسلح بأوزان الخليل وان ينتقي من القوافي ما يناسب الأسم المضعّف لممدوحه المهيب.

لم يعد عبد الرزاق قادراً بعد ذلك على العودة الى الوراء وهو الذي اوغل في الطريق حتى نهايتها، شأنه في ذلك شأن أبطال التراجيديا الشكسبيرية. كان عليه ان يسوغ للطاغية ولولديه وحاشيته كل ما يفعلونه. وفي المربد السابق على حرب الخليج الثانية صادف ان ترافق انعقاد المهرجان مع حادثة القتل التي اقترفها عدي صدام حسين في حق واحد من مرافقيه المقربين. وحين عمد صدام الى زج ابنه القاتل في السجن، اظهاراً للعدالة واحقاقاً للحق!، انبرى عبد الرزاق عبر قصيدته المربدية المدوية لمطالبة القائد "المنتصر للقانون"بأخذ ابنه بعين الرأفة والمواءمة بين منطق العدالة ومنطق الأبوة. قال الشاعر يومها ما معناه انه اذا كان ابرهيم الخليل قد افتدى ابنه بكبش عظيم فما الذي يضير صداماً هو الآخر ان يفتدي ابنه بكبش مماثل. مما يعني ان في وسع صدام ان يختار من يشاء من العراقيين لكي يذبحه بدلاً من ابنه!

لا أعرف ما الذي شعر به عبد الرزاق عبد الواحد لحظة سقوط التمثال الذي اتخذه مثالاً لشعره. قد يكون الخجل من النفس هو أقل ما يمكن ان يشعر به. قد يكون الندم او المهانة او الذل او الرغبة في الاعتذار من شعب العراق الجريح. لكن ما اعرفه هو ان شعراء بلاط كثراً، بين محيط الأمة وخليجها، ينبغي لهم ان يتقاسموا في هذه اللحظة المهانة نفسها والعار اياه.





--------------------------------------------------------------------------------



PDF Edition (Arabic) | HTML Edition (Arabic) | Listen to An-Nahar | Ad Rates | naharpost | Classified Ads | Archives | Contact us | Feedback | About us | Main | Help


--------------------------------------------------------------------------------




Copyright © 2003 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.

Post: #2
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-25-2003, 01:04 AM
Parent: #1

ســــقـوط الـبــــلاط عـلـى شــــعـرائــه

شـوقـي بـزيـع

ليس بالأمر المستغرب ان يعتبر صدام حسين نفسه مصنوعاً من مادة الخلود. فهو يعتقد، شأنه شأن سائر الطغاة، ان الارض لا تدور الا من أجله وان الشمس تطلع كرمى لعينيه وان العصافير تزقزق باسمه عند الصباح وان حمْل النساء لا يكتمل ما لم تكن فحولته الباهرة ظهيراً لهن في الحمل او الوحام. ولأنه "الرجل الوحيد على الارض"، وفق تعبير نوال السعداوي، فعليه ان لا يموت لكي لا تنطفىء بموته شعلة الذكورة ولكي تجد الأفلاك من يسيّرها الى مستقر والأنهار من يقودها الى مصب، والنبات من يحقنه بأمصال الخصب والنماء.

عليه تبعاً لذلك ان يستنسخ نفسه لا في البشر فحسب بل في الماء والهواء والوجودات الصماء والكتل الجامدة وان يحل في كل شيء حلول الروح في الجسد. هكذا خلق لنفسه أشباهاً ونظائر لهم شكل وجهه ولون عينيه وقسوة ملامحه لكي يفتدوه بأرواحهم في الشدائد ولكي يكونوا بدلاءه المختارين اذا ما أراد أحد ان يصيبه بمكروه. واذ اعطى قسماته الدهرية للأنصاب والتماثيل والصور المرفوعة فوق كل دسكرة وعند كل مفترق فقد وهب اسمه للمطارات والجامعات والمصانع والشوارع لكي يعجز الموت، اذا جاء، عن العثور عليه في هوية او عنوان.

ما الذي يريده الشعراء إذاً وقد وفر لهم الملك - الاله كل ما يلزمهم من عدة الانبهار بشخصه والتعلّق بمآثره والتحليق في سمواته والتأنث أمام فحولته الفريدة؟ بم يعتذر العازفون عن مديحه اذاً وقد وهبهم قادسية صدام وأم المعارك وحرب الحواسم وعشرات المذابح والمجازر وطهّر بالمبيدات كل ما تنبته الأرض من سموم النكران والجحود؟

في بابل الجديدة هذه لم يكن ثمة من خيار ثالث بين ان يلتحق الشعراء ببلاط الرئيس القائد أو ان يتوزعوا في المقابل بين جوف الأرض والمنافي. واذا كان شفيق الكمالي وشاذل طاقة وآخرون كثر قد حفروا بأيديهم القبور التي نجا من ظلامها المخيف سعدي يوسف وفاضل العزاوي وفوزي كريم وهاشم شفيق وخالد المعالي وجليل حيدر ومظفر النواب وعشرات غيرهم فإن عبد الرزاق عبد الواحد ارتضى من زاويته ان يتزعم حتى اللحظة الأخيرة فيلق المطبّلين للسلطان والمتغنين بفتوحاته والمتدثرين بعباءته والمقتاتين من فتات خبزه المغمس بالدم.

نسي عبد الرزاق في غمرة انبهاره بمجد السلطة الزائف ذلك الشيوعي، الفقير والحالم، الذي كانه في الستينات وبعدها بقليل. نسي ذلك الإرث الوفير من الشاعرية العالية والمتدفقة التي رافقته منذ بواكيره الأولى وحتى ديوانه المميز "من أين هدوؤك هذي الساعة؟" لكي يؤازر صورة الطاغية التي هشّمت بقبضتها الحديدة الوحشية كل ما يضيء في تاريخ العراق. ولأنه يدرك تمام الادراك ان الحداثة الشعرية التي انتهجها في بداياته لا تتوافق مع مزاج الحاكم التقليدي ولا مع تماثيله "العمودية" الشاهقة ولا مع الجلجلة اللازمة للمدائح فقد اختار، عدا استثناءات قليلة، ان يتسلح بأوزان الخليل وان ينتقي من القوافي ما يناسب الأسم المضعّف لممدوحه المهيب.

لم يعد عبد الرزاق قادراً بعد ذلك على العودة الى الوراء وهو الذي اوغل في الطريق حتى نهايتها، شأنه في ذلك شأن أبطال التراجيديا الشكسبيرية. كان عليه ان يسوغ للطاغية ولولديه وحاشيته كل ما يفعلونه. وفي المربد السابق على حرب الخليج الثانية صادف ان ترافق انعقاد المهرجان مع حادثة القتل التي اقترفها عدي صدام حسين في حق واحد من مرافقيه المقربين. وحين عمد صدام الى زج ابنه القاتل في السجن، اظهاراً للعدالة واحقاقاً للحق!، انبرى عبد الرزاق عبر قصيدته المربدية المدوية لمطالبة القائد "المنتصر للقانون"بأخذ ابنه بعين الرأفة والمواءمة بين منطق العدالة ومنطق الأبوة. قال الشاعر يومها ما معناه انه اذا كان ابرهيم الخليل قد افتدى ابنه بكبش عظيم فما الذي يضير صداماً هو الآخر ان يفتدي ابنه بكبش مماثل. مما يعني ان في وسع صدام ان يختار من يشاء من العراقيين لكي يذبحه بدلاً من ابنه!

لا أعرف ما الذي شعر به عبد الرزاق عبد الواحد لحظة سقوط التمثال الذي اتخذه مثالاً لشعره. قد يكون الخجل من النفس هو أقل ما يمكن ان يشعر به. قد يكون الندم او المهانة او الذل او الرغبة في الاعتذار من شعب العراق الجريح. لكن ما اعرفه هو ان شعراء بلاط كثراً، بين محيط الأمة وخليجها، ينبغي لهم ان يتقاسموا في هذه اللحظة المهانة نفسها والعار اياه.

Post: #3
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-25-2003, 01:09 AM
Parent: #1

فقط لتكبير الخط و توضيحه.. شكرا لك يا مشاء...

Post: #4
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: osama elkhawad
Date: 04-25-2003, 01:18 AM
Parent: #1

شكرا ياسر ممكن تباصر لي المقالين الاخيرين عن صدام بنفس طريقتك الجميلة العملتها لمقال بزيع؟
ممكن باختصار توريني الشغلة دي بعملوها كيف؟عشان داير اعتمد علي نفسي مستقبلا عشان اكبر مما اعرف على وزن شعارات المرحومة سيئة الذكر الانقاذ
شكرا مرة تانية
ارقد عافية
المشاء

Post: #5
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-25-2003, 01:40 AM
Parent: #1

العفو أيها المشاء... حأعمل ليك المقالين الآخرين

لتكبير و تلوين الخط أكتب الكود التالي قبل الكلام
<*font size=4 font color=blue*>
ممكن تزيد الحجم بزيادة الرقم: 5 ، 6، الخ.. و تغيير اللون بتبديله
: orange..black.. purple.. darkblue الخ

لادخال صوره تخط مؤشر الماوس عليها و تدوس السايد اليمين من الماوس حتلقى
مكتوب
copy shortcut

تعمل عليها كليك بالسايد الشمال من الماوس.. بعدين تجي في صفحة الرد أو ارسال الموضوع تكتب
[*img]paste the shortcut (link) here[/img*]
example:
[*img]http://www.yassirmahgoub.org/pics/yassir.jpg[/img*]

النجمات في الكود معموله عشان يظهر ليك و ما يشتغل.. لما تجي تطبق أحذفها

Post: #6
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: Yahya Fadlalla
Date: 04-25-2003, 01:50 AM
Parent: #5

اسامة
ابحث عن قصيدة عن عراق صدام نال بها محمد الفيتوري جائزة صدام حسين في مهرجان المربد وهي قصيدة عامودية منبرية النبرة تمجد هذا الطاغوت فهلا بحثت معي؟

Post: #7
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-25-2003, 02:20 AM
Parent: #1

العزيز يحي..
لا أدري ربما كان تواردا للخواطر و لكنها أول ما قفز لذهني حين قرأت المقال.. لدرجة أنني في بداية المقال أحسست بأن شوقي بزيع سيتحدث عن هذه القصيدة بالذات.. كانت لدي في أحد أعداد مجلة القاهرة الثقافيه و بها نقد جميل كتبه فاروق شوشه عن عودة شعراء البلاط.. للأسف ضاع ذلك العدد في أرصفة التشرد و لم يكن وحده

Post: #8
Title: Re: مقال للشاعر شوقي بزيع
Author: سميره ع الفاضل
Date: 04-25-2003, 03:23 PM
Parent: #1




test