التش تش حلاوة لبن

هذه بعض شزرات من كتاب المعجم الباسط في الغناء الهابط
مدخلا وفي اخر المراحل التي تركت فيها السودان كان سيد الساحة حينها في ما شقت به المريضة التي ولهت بالتمرجي او انها كانت تلهله به وهي القائلة
البنسلين يا تمرجي نادوا الحكيم يا تمرجي
سيب الهظار يا تمرجي دا البنج حار يا تمرجي
دكتور لوي يا تمرجي ما حاسي بي يا تمرجي
دكتور صلاح يا تمرجي ضرب السلاح يا تمرجي
تاح تاح تراح يا تمرجي
هذا في العصر الجديد فكما نري ان الاغاني اصبحت تاتي علي لسان فكان البنت وولها بالحبيب في كل اشكاله اما في عهد قريب نوعا ما فكان معظم الغناء ياتي علي لسان الحبيب وان اختلفت وجهات النظر للحب فالمراة تراه مهنيا وتحب فيه عمله وسيارته وحتي جلابيته البيضاء المكوية لكن الذي شقي بحب بهية فهو يري الامر من غير هذه الزاوية فهذا البعيد يتعامل معها من وجهة نظر الجزار الذي يهتم بارتال اللحم والشحم حتي قيل ان شاعرا سعوديا او جزارا لست ادري فكلاهما واحد اغرم بهذا المعني واصبح يردد البيت علي طريقته الخاصة فقال
يا بهية هذا اللحم هذا الشحم بلي
كان هذا المدخل لهذا الادب العميق المتجزر في الشعب السوداني منذ الحقيبة ( خلي يا زول يقول لي لا ) وان لم يكن بهذا العمق فبعض ماكان يقوله الجاغريو لا يبعد كثيرا عن هذا الادب او قلته لا ادري بما اسميه هناك فرق كبير بين ما يسمي اغاني البنات والتي تحكي عن اشواقهن واهتماماتهن ومعاناتهن وبين ما يسمي بالغناء الهابط الذي يكون معظمه علي لسان فنانين شباب واحيانا يصل بهم الي القمة مثل ما فعلت الجلابية مع فرفور
ونواصل

العزيز اساسى

الحمد لله على السلامة

لن أدفن رأسى فى الرمل بل سأصحح لك معلومة وهى انك تشكو ان هذه الاغنية الهابطة "البنسلين" نتاج هذا الجيل التعيس ولكنى اقول لك ان هذه الاغنية اقدم من تصورك وانا شخصيا حينما فتحت عينى على هذه الدنيا - وانا موعود خمسين الان - وجدتها قديمة كذلك ... كما هو حال رفيقتها التش تش حلاوة لبن ..

يعنى الهبوط كان موجودا ولكنه كان محصورا فى اغانى السباتة كما كانت تسمى اى اغانى البنات والتى يغنينها فقط فى بيوت الافراح ولتعليم العروسة ولتمضية الفراغ ولكن ما كان يسمح لفنان شاب بغنائها ناهيك عن مرورها بقرب سور او حتى شارع الاذاعة ..

كل المسألة الان ان الامور جاطت واختلط الحابل بالنابل واصبح الشباب يتغنوا باغانى البنات بل - والعهدة على لسان الراوى فانا لم ارى - ويرقصوا ذات رقص البنات.. وهنا لا املك الا ان اقول لاحول ولا قوة الا بالله ..
وبكره نشوق أكثر

لك تحياتى سيدى

الغالي قرشو
سلمك الله
اذا فالمسالة تاريخية فالغناء الهابط ما انفكت دوما ياتي في خط متوازي مع الغناء الراقي باشكاله المختلفة ومن شقاء هذا الجيل التعيس الذي لم يتعب نفسه في ابداع جديد وخلق لونية تخصه ولو كانت هابطة اتي بما لازم هبوطه اجيال سابقة واصبح يطلي عليه الحداثة فكما يقوم فناني اليوم بالاكتفاء بترديد غناء الحقيبة ومحاولة تحديثة باضافة الحان جديدة له وكنه يظل هو نفس الغناء القديم لم يتعب هؤلاء انفسهم في فقاموا بمثل ما قام به قرنائهم واحيوا هابطا عفي عليه الزمن
بالنسبة لاختلاط الحابل والنابل فهذه الايام اولم تسمع تجتاح سماءات جدة عاصفة هبوطية اجتاحته بعد ان حل ( قدورة ) الذي اجادت الاخت شيري في وصفه وكانها تعنيه وقد وجد هذا القدورة رفيق بؤسه (كبشور) وهما الان سفيرا الفن السوداني بالمملكة
رزنا حرق

اساسي كيفك مشتاااقين

جب جب جب جب جب

يلا واصل

اول الحكي

الزنبيه تش تش
تش تش تش
حلاوه لن
يا سلام
عليكم الله خلوني
عليكم الله ياناس خلوني


واحد (راجل)بحاول يغني
______

يحكي والعهدة على الغنايه ان راجلا بشنباتو
نحن نصنفه كذلك ، وهو يابي ان ينحشر
مع الرجال في خيمه واحده
قالت الغنايه وهي مغتاظه منه شد غيظه
ان الغناي ذاك وليس الفنان ، كما اتفقنا من شويه انه يرفض براهو
ان يضع علامه صاح في الخانه التي
تملاء في استماره النوع ذكرا
جاتوا نيله سيبونا منه
اقول ان الغنااي ذاك اصبح يزاحمهن
في محلات الكريمات وبيوت الخياطات
ومحلات الاقمشه
حتى زيت الشعر كمله عليهن
وجرت كرسيها قريبا حد انها التصقت بكرسي انا
حينما رأت ان شدة انتباهتي وبريق الشمار الذي
اعتلي سيماي (ماذا تعني هذه السيماء ياشباب
افيدونا انا انزنقت)؟؟
كل دا عرفناهو ، طيب مالو ومال
الغناء في حنة العروسه
او رقيص العروس

اتخيلي يااختي ، ومع انني لا ابدو باي حال من الاحوال
قدر اختها ولا حتى في اخر بناتها
ما علينا
اعترفت لي هذه الغنايه ان هذه النوعية من الفنانين
بدات تزاحمهن بشده في اكل عيشهن
وحينما قلت لها مغتاظة
ليه هن النسوان برضوا يجيب راجل يعلم ليهن العروسه
غايتو جنس قلت ادب
قلت ذلك وانا امط هذا الكلام وتخرج من خشمي
مصمصه طويله .. مثل حبوبتي الله يرحمها ماكانت تفعل
حينما يغيظها التصرف
انت ماشوفتيهوا يااختي
؟؟
تاني عادت هذه اللايووقه لتقول علي اختي ؟؟
الله يسامحها
كيفن الكلام دا؟؟
اجبت انا ، وانا انتظر ان تأتيني ببقيه الشمار
يا اختي دا قال ليك لمن يقول كده
ويقول ليك الزنبيه تش تش تش تش
حلاوة لبن
وينفنس ليك كده .
فنسة البنيات لحدهن
لمن الظهر يبقي زي اليوو تيرن
والساعةاللي يقول ليك للعروس
اديتاك دي فدعيهن كده
ويابت هو خليي نشافه العضم دي
جدعيي لي شعرك كده
اها عاد زي دا كيف نلقط معاهو عدادنا
مع انني لم افهم ماذا تعني بالعداد هذا
لكني المحت لها انني فمهت قصدها
ولعنته معها لعنا كبيرا
حتى كدت ان اسويه مع ملوك العرب
لكن تراجعت وقلت ياحراااام
دا لسعة جاهل وصغير
وهو برضو لا باخر ولا بقدم
وقلت لها كويس اهو نلقى معانا بعدين
ناس يشتغلوا في التمريض
ومداواة الجرحي والغناء للابطال
حينما تهاجم امريكا السودان

ويارجاااال هو امشوا لموا غنايكم دا
بدل ارفع عليكم دعوي باشانه سمعة
الغناياة وخراب عيشتهن ومزاحمتهن

على الاقل نحن نغني
لنعبر عن واقعنا في هذا الزمن الاغبر
..
عيانه شيلوني . .
في السرير ختوني
ساعة ساعة اتفقدوني
حرام كده تنسوني
..
وحينما يعيينا الجري وراء العرسان
الذين طفشوا في بلاد الله الواسعة
وانتظار امثال شروم الذي اعلنا عليه
الحرب في جمعية ايجاد عريس لثلاث نسوان
حتى نلبي طلبات البايركس الذين تزايد اعدادهن
بصورة ملحوظة
شكيتك على الله ياشروم الكان جبت لينا الكلام
عايز تعرس نانسي بت عجرم تتجازي انت
وتبور بيناتنا
او حينما نقول
الله يازي الازانا
وين البلال مالو ماجاء

..
او حينما نتفاءل بدرجات عشقنا
ونلعنه على الملأ
..
عشان بريدوا اديتو وردة
بيضا
زادت علي الريده
لمحبة قلوبنا
ما بنفترش
ياصيدا
وان افترقنا في الجنه
تاني نعيدها
ارأيتم كم نحن متفاؤلون في هذا الزمن الاغبر
حتى ان فاتنا القطر وتبيركسنا
نعاين للجنه
سنه ياالجنه
...
او حينما نغلب من عواره العرسان
وطناشنهم
نلجأ الى ماوراء ذلك
..
ابوي يا الصائم ديمه
مرضي مامرض عزيمه
ما قال بمشي
وبجينا
بشوفتو ببقى شديده
..
او عنادا لي امه الفقريه
وغصبا عنها
الجأ الى سكة الفكي

وروووك بجيبوا بالعروق
يا ابشرا.
..

او حينما تعيينا كل الحيل
..
ابوي قال لي ماتقيفي في الدرب

بقيف الدرب
عشان اجيب مغترب
جوه النار يا الله

واخيرا وحينما تتقفل كل الدروب
نضري باقتسام العريس

بالضري بالضري
انشاء الله راجل مره
يا ابشرا

وبرضو نحن بنغني لواقعنا
السجم الانتو السبب فيهو

لكن تعال اقنعني
لما لا يرضي ذاك الغناي بواقعه
ويبطل يزاحم النسوينات في سوقهن

والزنبيه تش تش تش
حلاوة لبن
يا سلام عليك الله
خلوني
عليكم الله ياناس خلوني


___________
شكيتكم على الله يابوش وبليير وصدام

واجتاحني الشوق ايضا اخي السنجك
وسؤالي هنا هل هذه الجبجبة مستحدثة ام انها من التراث الهابط الذي ورثه هذا الجيل

أخي اساسي

تحية صباحية ويومك فل انشاء الله

الغناء الهابط اخي الكريم موجود ومنذ عهود بعيدة ، ولكنه الان وفي هذا الزمن الذي انقلبت فيه كل الموازين وجد رواجا واهتمامااكبر من ذي قبل وظهرت كمية من فنانات التعليمة وزمان كان اسمهن فنانات الدلوكة أما فنانين رجال ديل يطرشنا منهم ، والا كان كلام البت الشقية دي ( شيري ) هسة عنهم .
أنا عن ذات نفسي وكما قالت شيري في تعليقها الفوق داك اعلنت هجرتي التامة حتى للغناء الهابط السوداني وبقيت اردد غناء من نوع اخر لا يقل عنه هبوطا ولكن لامر في نفسي وحتى تنفجر شيري بالغيظ

لك التحية اخي اساسي

شرووم

العزيز اساسي لك الود
الموضوع الذي تتحدث عنه علي درجة من الصعوبة لدرجة ان الكثير من المختصين قتلوه بحثا ولكن عادة مثل هذه المواضيع الوصول لنهايتها من الصعوبة حيث ان المسألة خاضعة للذوق وتباين المجتمع والحمد لله كما تعلم تكيبة مجتمعنا السوداني كيف تكون
المهم كما ذكر الاخ قرشو كمثال ان اغنية الانسلين اغنية قديمة جدا واعيدت مرة اخري نظرا للفراغ الابداعي الموجود الان في الساحة وكلما زاد الفراغ كلما تدني الذوق العام عن طريق اجترار القديم اوظهور انصاف الموهوبيين العاطلين عن الموهبة
اما عن تاريخ الاغاني الهابطة فهي ليست قديمة ويجب عدم الخلط بين اغاني البنات التي ظهرت وفقا لظروف محددة عبرت فيها البنت السودانية عن همومها واحلامها
اما الاغنية الهابطة فقد ظهرت في زمن التردي السياسي ومن ثم الاقتصادي وذلك تبعا لحركة المجتمع وماتعتريه من مؤثرات قل لي كيف يجد محمد احمد الفرصة ليسمع شيئا يخاطب عقله بعد يوم عمل شاق جدا غير مجدي اذا فقد لجأ البعض وليس الكل لتذوق الاغاني الخفيغة والتي لاتخاطب العقل بل تشبع بعض الاحاسيس الزائفة
عفوا00000 انا اعتبر ما تسمي بالاغاني الهابطة مثلها مثل المخدرات 00000000 ونواصل

اساسي ما تنسى ايضا موسيقي القرد والله دي انا شاهدت فيها ربة ما عادية كتاحة لرب السماء ورقيص مبالغ فيه وجبجبة اسكت ساكت بقي القرد
وهاك دي كان تنفع
من حمادة اللكلكندي

حبيب الشعب يا انتاج بلادي
الله ما احلاك بالجبنة او بالزبادي

فيك سحر غير عادي

انت القدر والحبيب رهيب والله رهيب

في مناسباتنا العديدة

دائماص مشكل حضور

في السمايات والمآتم

في العرس والطهور

يا الكل يوم معانا

في العشاء والفطور

عنك ما بنتخلى انت القسمة والنصيب

رهيب والله رهيب

نحنا البيك همنا

وانت سبب أذانا

في البيت والمطاعم

شايلين الصحانة

يا الساقينا موية

في الشتاء والسخانة

يا مسمار بطنا ي أجمل حبيب

يا ود عم الفاليوم

وجودك مهم في البيت

في كل المحافل

أصبحت ذائع الصيت

الله ما أحلاك بالبصل والزيت

من ما ناكلك انت

نكوس العنقريب

رهيب والله رهيب

أصلي ولد بلدنا ما جابوك بالمطار

فيك فيتامين مغذي

زي السمك والخضار

وحاتك انت طاعم

لو بالملح والشمار

إن شاء الله تكون فطورنا

في الجنة ام همبريب

رهيب والله رهيب

يا النبتة العجيبة وصفك تعدى الخيال

بتقوم في أي حتة

في الرمال والجبال

وانت سبب هزائم

المريخ والهلال

ديل راقدين جنائز

ناقصم النحيب

أخي أساسي
وأنا أبحّت زي الأرنب وقع هذا الموضوع الكارثة في عيني ، فقد حباني الله جلت قدرته بعين يمكن أن يقع فيها مركوب قطع جنينه وسفروق وحقة صعوت ودي عماري نمرة واحد وربما أكثر من ذلك ولله الحمد.
أجد أنك تهاجم هذا النوع من الفن وتلصق عليه تهمة الهبوط ، يعني شنو ما هو أهلى الخرطوم بجلالة قدره هبط ويمكن إتحاد مدني زاتو لو ما أخاف الكضب وهذا من باب ما طار طير وإرتفع إلا كما طار وقع أضف إلى ذلك هبوط الإضطراري الذي تمارسه خطوطنا الجوية.
شئ يدعو فعلا للأسى والحزن نحن أصبحنا نعيش في عصر انتكست فيه المفاهيم أصبحت الصدارة لمن يخرجون لينعقوا متمايلين تارة ومهللين تارات بأصوات منكرة ممجوجة رخوة دقائق محدودة ثم يقبضون ما لا يقضبه المعلم مربى الأجيال ولا الطبيب أو المهندس أو حتى المطرب الحقيقي.
ان ظواهر الطبيعة كلها تتكاتف لتصنع حضورها المموسق ممثلة في حفيف أشجار ، أو خرير مياه ، وحتى صوت جنادب الليل ، وزئير رعد يطبل في عنان السماء شقشقة عصافير وتنغيمة ريح ما تفتأ تعزف نأيها فكيف بالانسان الذي يصبغ على الكون مفاهيمه ويغزل المعاني لقراءة الحياة ، فقرأ الموسيقى واستلهمها طقوسا في تبتلاته وتضرعاته صعدها مع صلواته في المعابد ورافقته اهازيج ومواويل في مجمل نشاطه وفعله الحياتي
أي مفاهيم ترسخها وأي معان تود ايصالها للناس مثل تلك الأغاني الهابطة على شاكلة حبيبي فنتاستك بيضرب بوهيه بوماستك بصوت من تلك الأصوات الناعقة كما البوم أو الغربان في أيامنا هذه تغوص بك بإسم الفن – والفن برئ منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب - في الوحل ملطخة روحك بالطحالب واللزوجة ، تحشرك في انفاق المستهلك والمبتذل من القول والفعل ، هذا ما تكرس له مثل تلك الأغاني الهابطة اليوم من قيم ومفاهيم لا تمت بصلة لحس انساني يرقق المشاعر ويعزف على اوتار البهاء والالق في النفس .. يعزز هذا المشهد المهترئ بث وسائل الاعلام المتواتر والمكرس لما غث سمعه واستهجن رؤيته.

والتش تش الزينبية حلاوه لبن يا سلام

الاخ اساسي وبقية الاخوة المتداخلين

سلام كتير واحترام.

لا اعتقد اخوتي انه بامكان اي فرد الاتيان بمعيار ذو ابعاد محددة ومقياس متفق عليه يتم بموجبه تصنيف الغناء الي هابط وغير هابط او حول كيفية تذوق الفنون عموما والغناء بشكل خاص، وعندما تذكر نسبية التذوق فانما المقصود بها هذا الشأن تحديدا.

وقد نجد شخصان يتفقان حول اغنية لفنان معين بينما يختلفان في عمل آخر لنفس الفنان. ويظل كل ما يقال في هذا الموضوع هو محض رأي محكوم بذائقة قائله.

وكما ان الروح قد تتوق في احيان كثيرة الي الهدهدة مع عصافير الخريف والتحليق مع طائر الهوى والتساؤل مع ماذا يكون والعودة مع القمرة لي وطن القماري ، وتهفو الي رومانسية متجددة مع بشوف في شخصك احلامي وتعجز تماما عن التعبير مع همسات من ضمير الغيب تشجي مسمعي.

واديني احساس بالامل مع كل رحلة شوق تطول.

فانه من الظلم بمكان كبح جماح هذه الروح العجيبة ان رأت التجاوب غصبا عنها مع ما يسمى بالاغاني الهابطة (والهبوط ذاتو خشم بيوت).

ولو لا هذا التباين السمعي لما نالت هذه الاغاني حظها من الانتشار -(وبعيدا عن ما نعزيه الي التدهور الاقتصادي او الاسباب الاجتماعية) - الي المدي الذي توجب علينا انتقادها بل وادانتها.

تستحضرني في هذا المقام المقولة المحايدة واالموضوعية والعميقة والطريفة في نفس الوقت للراحل علي المك عليه الرحمة.
فقد قال " تلك الاغاني التي يتافف المثقفون منها نهارا، ويتمايلون على انغامها طربا عندما ياتي المساء".

وسيد الواو ادينا واو ......

فالذائقة الانسانية اخوتي اكثر تعقيدا من ان نقطع فيها برأي تحمله كلمات وان بلغت من الفصاحة مداها.

ولكم ودي.

أخي الكريم ود الجيران
أقدر لك رأيك القيم في مسألة الغناء ومقاييس تقييمه وأقف منبهراً لتلك المقدمة الموسيقية الفنية الرائعة التي زادت مقالاك حلاوة وحجتك قوة حتى وإن إختلفت معك في بعض جوانبها ، رأيت أنت أن الذوق شئ نسبي يخضع لتقلبات النفس البشرية ومزاج الإنسان وهذا أمر لا جدال فيه ، لكن ما لا يختلف عليه إثنان أن للفن مقاييس كما لكل شئ في هذه الحياة الدنيا ومن خلال تلك الأدوات أو المقاييس يمكن تصنيف العمل كعمل هابط أو غير ذلك وبالضرورة ما يقدم على الساحة الآن يشتمل على الفن وما لا يجوز حتى تسميته فنا.
من وجهة نظري المتواضعة أن الذوق يأتي بعد إدمان القراءة والتأمل والتفكير والممارسة ، والذوق ليس تقريرا خالصا خلاصته يعجبني ولا يعجبني.
فن الغناء عندنا –دون سائر الفنون– يدعي معرفته وملكيته الجميع. من يمتلك أوليات فهمه ومن لا يمتلكها. بينما الرسم والنحت والتمثيل والخط وغيرها من الفنون لا يجرؤ على الدنو من محرابها إلا من أوتي حظًا في معرفة أصولها.
للفن رسالة وهو ينبع عادة من الوجدان ويتجه إلى الوجدان وينميه ، وأحسب أن رسالة الفن ليست برسالة إيدولوجية أو أخلاقية أو تعليمية فحسب بل هي أعظم من ذلك وأشمل وهي تتضمن كل ما يكافح البشر في سبيله من مثل عليا.
أحسب أن كل هزيمة كبيرة نالها أو ينالها الإنسان فرداً أو أمة ناتجة بالأساس عن اختلال الذوق وفساده. أليس فقدان الذوق فقدانا لقدرة الاختيار؟ فساد الذوق في الفكر والروح والطبيعة والفن، وهذا الثلاثي يكون الجمال بجذره وجذعه وفرعه.