رسولي أيوب أو فواح وردة الجسد: إلى ميرفت والسمندل

رسولي أيوب أو فواح وردة الجسد: إلى ميرفت والسمندل


04-09-2003, 10:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1049924514&rn=0


Post: #1
Title: رسولي أيوب أو فواح وردة الجسد: إلى ميرفت والسمندل
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-09-2003, 10:41 PM

أحتفاء بكما
ميرفت
وسمندل
ولكل اللآتى واللذين رحبوا بكما
الى هدهد، صديقنا زوربا
اهديكم هذا النص الذى كتبه أيوب مصطفى فى صيف 1993



رسوليا أو فواح وردة الجسد




افتتاحية

مازالت للورود رائحتها
والقلب يخبئ أسرار ورده

للأرض نوار اللوز وتاريخ الغناء
للجسد جغرافية التفتح وتعاليم العشق والإنعتاق

أول الجسد:

بالأيادي سنشتبك معهم
بالأيادي ذاتها نشعل الفوانيس ونصنع الأعياد
في غرفنا الضيقة جداً سنؤلف سحاباً
ونمزقه في رؤوس الجميع
حتى تنتفض الأجساد بفعل المطر

هاأنذا أخلع جلباب الحكايات القديمة
ارتدى زمنك يارسوليا وأراك
كرسولة المناحل تكدحين
بالرقص تدلين عشاقك لمسار الضوء والزهرة
بزوايا الانعكاس ترسمين الدرب
بالمهارات الخفية تخبئين الرحيق
تحرضين الفراشات لأجل نار موسمك الآتي
وفى جيب حلمك المسائي عسل ومراجيح وأنهار صغيرة
كي يغتسل بها أطفال الفقراء من درن شظايا النهار
ودرن الطرقات التي وسخها الطفيليون
وحقيبتك اليدوية مكتظة بأرقام هاتف الغد
دفتر المحاضرات، عناوين النهر.. برنامج العمل وبعض أدوات التجميل
عفواً رسوليا
أعلم جيداً إنك تأخذين زينتك من الحيوية والضحك
والبعد الديمقراطي لإنسانك والشارع
وفى الجزء الآخر من الحقيبة مرآة تقول ما يصمت عنه الآخر
وأقراط من التوقع وأسوره غيم تسيل من يديك
بالندى تكتحلين حتى يبين ذاك الوهج الفاتن في عينيك
يا ذات العينيين النبيتين
وجهك بهي باهتماماتك الصباحية
أذكر من عاداتك إنك تستيقظين باكراً
كحقل من النعناع فاجأه المطر
تنتشر رائحة صحوك
تمشطين ضفائر وقتك الصباحي بأغنيتك الأولى
وتفتحين نافذة الفجر وتنثرين ماء الحلم على الشجر المنزلي
أدرك تماماً إن الأصوات التي تنبت الأفكار المشروخة لا تعكر وجه أغنيتك تلك
فقط تشهرين جمال صوتك الفاعل
وتعلقين أقمار صوتك على عتبات المسامع
وتطلقين حمام رقصك في سماء الروح
ومن ثمّ تمضين في مشاغلك- الخروج-تشذيب حديقة التواصل- رسومات الأطفال
الوجبة الأولى- تأمينك
هموم الحارة
الأيادي التي تبدع
والأيادي التي ……….
أضبط أوراق بيضاء.. قلم رصاص وأشياء أخرى مشروعة
مذكرات إنجيلا ديفيس
بعناية تختارين كتبك ولغة الحوار وتسريحة الفرح العائلي
وبعناية أدق تقرئين

رسوليا
لونك الآن نص يقترح الكتابة
ليس بالإمكان أروع مما يكتبه جسدان
وللتأويل متسع من الجسد
والأفق يغرى هدهدنا بالتحليق ضد الحصار والصمت الغبي
أعلن إن الحناجر المسلحة بالغناء نفى مستمر للإحباط والخوذات
وإن السنابل الخضراء نفى أشدّ للجوع والكاكى
أعترف إن قمحك يسكن حلم الإنسان الريفي
وبعض حلمك حديقة لجلسات الاستماع
ودروس العشق وأحاديث الوطن الجميلة

رسوليا
سبق أن صنعنا السحاب في غرفة طينية
وعندما أسدلنا ستائر النوافذ ابتللنا
آه من هذا البلل الشفيف المبكر
وقد امتلأت الفناجين بالقهوة والمطر
حتى فاض جسدك بالفرح والعبق والأقاصيص
سقطت زراره قميصك
ضحكنا كثيراًَ لهذا الفعل المشاكس
فسقطت زراره أخرى
مزنه بيضاء
وانهمرت بيننا اللغة المطر
الجسد- تنويعات اللون الأسمر
دفء أطراف الأصابع
ثرثرات الشعر الأفرو
آه رسوليا
أما زلت تتدهنين شعرك بزيت التماسك
وتتخللينه بالشموس الأنثوية
تسرحينه سريعاً وتخرجين للشارع كأغنية
رسوليا
ليس للجسد مواعيد
وسماء قريتنا قريب من سقوف المنازل
أحاور لونك
يرسل القمر ضوءه من النافذة
يشتعل لونك بالسطوع
يغريني القمر بالأحاجي وحديقة النجوم
يستدرجني لونك نحو العشب الأنثوي الطري
تفاتحيني بثرثرة الماء
أفاتحك بثرثرة إصبعين
يؤلفان من سرتك نافذة وحديقة
تستدرج الحديقة الأطفال
فيصنعون من ياسمينها أغنية للبلد


أيوب مصطفى – السودان 1993



ملحوظة: لإذا ورد خطأ في هذا النص فليس من مسئولية الكاتب، المسئولية تقع على عاتق من قام بطباعة النص الذي كان على أوراق متناثرة لم يراعى فيها الترتيب، العزاء فقط في أن يستمتع القراء بنص موغل في شفافيته.
{إ.م.ح}

Post: #2
Title: Re: رسولي أيوب أو فواح وردة الجسد: إلى ميرفت والسمندل
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-09-2003, 10:44 PM
Parent: #1

عزرا سقط حرف الالف سهوا من رسوليا فصارت رسولى


ام واصل ومرافىء

Post: #3
Title: Re: رسولي أيوب أو فواح وردة الجسد: إلى ميرفت والسمندل
Author: هدهد
Date: 04-09-2003, 10:50 PM
Parent: #2



تسكنني الان ماكندو تلك التي سكنا فيها جميعا واتسعت لنا
وأظن هذا النص كتب هناك وفقد ايضاهناك
واليوم تصيبينني بالإنسكاب
من كان غيرك يحتفل بسمندل وميرفت
لك افق المستحيل
ولك استمرار ليالي العشق
كم اشتهي عشوة معكم

Post: #4
Title: Re: رسولي أيوب أو فواح وردة الجسد: إلى ميرفت والسمندل
Author: السمندل
Date: 04-09-2003, 11:43 PM
Parent: #3

اشعر عندما اقرأ شعرا لأيوب مصطفى
ان حديقة ، بكامل انوثتها ، تجلس إلى جواري
وهذا ليس من فراغ
فحروف صاحب وانجا ـ كما بوصلة ـ تعرف كيف تدلك الى اتجاهات داخلك
حروفه تتفرّس في انسانيتك
تختبر مدى صلاحيتها
تجد نفسك مسحوبا الى الدهشة
واحيانا الى الم لذيذ
والى فرح يجعلك طفلا بكامل قيافته
لكنك لن تخرج من هناك صفر الحواس
لأنك ستدرك ، سريعاً ، مدى انتباهك الى ظلك الداخلي
الظل الذي إما أن يقودك إليك
او يقودك اليك

صدّقوني
كلما قرأت شعر ايوب
تيقّنتُ أن قلبي في مكانه
وانه صالح للاستعمال
***
اشراقة يا الرسولة .. يا أيقونة
احبكم جدا
السمندل