افتكرنى حاول

حين فاض به الشوق ..وفى اول ايام الربيع..قرر ان يزور البحر رغم لسعات البرد.. وبقايا الجليد الطافحة على سطالبحيرة.. انتهز يوم مشمس.. لكى يعاود الذكرى وان يعيد اواصر العلاقة مع البحر.. .. قرر ان ينتهز الفرصة وكان من اول رواد الشاطئ بعد شتاء طويل بارد..... جلس فى موقعه النائ فوق صخرة على الشاطئ.....ولسعات من البرد تداعب جسده المنهوك.... وحاول ان يتغمص لحظة صيف فى نهايات الشتاء.. ومن النشوى نسى صعوبة المناخ وارتخى خلف الصخرة.. وهو يحاول ان يترك لناظره حق السفر عبر موجات البرد وفوق تموجات مياه البحيرة وبين كتل الجليد البيضاء الزاحفة للمصب....وكانت طيور النورس فى مشاكسة مستمرة مع البحر تحاول ان تصتاد او ان تداعب السطح وتفر حين تشعر ببرودة المياه... وكان هو وتلك الطيور...... وبقايا من جذوع الشجر .. الحضور.....وموجات الهواء لا تدع له لحظة سكون لكى ان يستجمع مخيلته وبنات افكاره لكى يمارس هوايته التأمل والسفر فى بحر الخيال على سطح البحيرة.....وفجاة وهو فى محاولة التألقم..... بدأت ملامح الذكرى تطفح وبدت ملامح ايام خوالى تراوده.... وكان ينادى بدواخله... حاول تفتكرنى.........وكانه فى منجاة لحبيب نسى ملامحة وهو فى لحظة استجداء....... واترك للاغنية ان تعبر ما يدور فى خياله


.

اتذكر واقول يا حليل ايام الموده الكانت قبيل

حاول تفتكرنى .. حاول .. حاول
و منين نجيب الصبر ياهلاالله يداوينا ...

حاول

كان يمعن النظر فى الخيال وكانه يبحث عن مجهول كان كالطفل يحاول ان يلفت انتباه امه بحركات.. وكالغريب الذى ابتلعته الغربة ولحظة الرجوع وجد كل الملامح تغيرت لا بيوت القرية كما كانت ولا النخيل... يطرح نفسه للاجيال الجديدة متسولا وعارضا تفاصيل هويته كل بين مستغرب ومتنكر لا يعيره اهتمام....
كان يفكر كيف يلفت انتباها وكيف يجعلها ان تفتكره.. ما الحيلة.. غير اضافة لنتوء من الحزن بدواخله....
لمذا هذا التجاهل
لست انا منكم؟؟؟
لم اتغير ما زلت ذلك الانسان النوبى البسيط منذ ان ترك القرية منذ عشرون عاما.. لم تغيرنى الغربة .. ولم تنل من وجدانى شيئا غير حبات الشيب فى شعرى...

لماذا انا مهمل ... ما اتيت .. ما كان ذنبى لم ارحل عنك برضائى بل اجبرت ان اركب الصعب من الخيار..

انا
طول عمرى اصدق كلام الصبر فى المواويل

كان فى ساعة الراحة انقضت الساعة وهو غارق فى احلام اليقظة
وما زال السؤال يراوده
افتكرينى
حاول

..
.
ما اجمل اختيارك للاغاني.............
بحب الاغنيه دي جدا جدا......وبسمعا باستمرار

تحياتي
Solara...

مرت البنت الحديقة تفوح عطرا ورزانة.. كانت كالموج ترحل من امام ناظره... كلمح البصر مرت و كالطيف... كلها كبرياء وعناد.....
وهو مفقوع العينين مصلوب من الدهشة تجمدت الحروف فى فاهه... توقف القلب لبرهةعن الخفقان.. وهو فى هذه الحالة مرت كالسفينة تمخر فى لج البحر.. كانت كالحلم... واحلام اليقظة.... وبعد ان اختفت من مدى البصر...
كان يردد بصوت خافت منهوك
لا سلام منك ولا منك تحية
للوراك خليتو عايش فى الازية
ما حرام يالفنجرى
ما تسيب وصية...
كانت النغمات تتمازج
وفى خلفية تصوره اغنية العندليب الاسمر حاول افتكرنى

وفى لحظة انتفض وهو يهتف كالمجنون
ضد الاضطهاد والظلم.. ضد الجبروت والتعالى...

وكانت الكلمة تخبو رويدا رويدا... حينما ارتطمت بسطح الفولاذ وارتد الصدى

بس حاول افتكرنى
انا الذى لونت لوحتى بلونك واتخذ شكل مكانى مساحاتك
انا الذى تسامى حول هالتك
وعظمك وغنى لك

وانا
الذى كطارق ابن زياد الذى جعل البحر من خلفه والعدو من امامه لحظة ان ضاع الطريق الى السفين ورائه

وانا الذى لا حولة لى ولا قوة
غير ان ابنى على ناطاحات السحاب من الصبر علوا آخر
واجتر بعض من الذكريات التى تدفعنى للتمسك بالحياة

وانا
الذى اعيشك رغم قساوة اللحظة التى لا اعيشهابدونك مرغما.... وكل لحظة تزيدين جراح قلبى.......
الى متى هذا العذاب...
وجراحات قلبى مسخنة ونضب الدمع من المآقى
وهو ما زال يردد همسا
والانكوى بالحب قبلينا يقولينا

سافر
من غير وداع

والحسرة تغمر قلب المفجوع كيف يمحوها من الذاكرة التى انتظمت خلاياها على صورتها وكيف يغير الامكنة والطرق واللحظات كلها شاهد اثبات ووخز ابرى منشط ويحاصر اللحظة التى تحاول ان تتلاشى
حبيبى
والله لسه حبيبى
عمرى وانت حبيبى
كان يصارع الواقع ويرفض الحقيقة
بس لحظة انهزام
كان يترجى بتوسل وتكالب
ابقى افتكرنى حاول حاول

لو مريت بطريق

او عديت بمكان كان لينا
ذكرى فيها


وفى لحظة ما كان ما زال يحلم
وامال معقودة على
الحان اغنية