مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها

مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها


03-19-2003, 07:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1048099757&rn=4


Post: #1
Title: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Modic
Date: 03-19-2003, 07:49 PM
Parent: #0

الكلام ده شهر سبعة الفات
الليلة أنا مســافر من السودان بعد أن باءت جميع محاولاتي بالتأجيل بالفشل ..

- كنــت وين ؟
- كنت في زيارة للبعض ..
- جري ألبس و جهز شنطتك عشان حتتأخر علي المطار ..

بي تسكع منقطع النظير اتجهزت و شلت شنطي ..

كل ناس البيت قدموني للباب ..

دمــوع و كده ..

العربية القديمة واقفة بره ..

أمــي .. ود خالتي .. ود خالتي التاني .. خالي .. راجل خالتي .. و أنا

جري علي المطار ..

- فجأة ألقيت ليهم المفاجأة : مفروض نمر علي صاحبتي ( س ) قبل ما نمشي المطار ..
- مودك .. انت متأخر علي المطار لكن ..
- في رسمة رسمتها ( س ) خصيصا لي .. و لازم أمر آخدها قبل ما أسافر ..
* ملاحظة : ( س ) فنانة .. عمرها 16 سنة .. لكن بترسم بي احتراف .. و هي بي شهادة مني حتصل للعالمية لما تكبر شوية .. أعــز صديقاتي في السودان ..

نواصل الحوار ..

- بسرعة لكن ..

- حأجري ..

العربية وقفت .. نزلت بكامل أناقتي و نظارتي السوداء .. و جريت لي بيت ( س ) .. دقيت .. فتحت لي الباب ..
كانت ماسكة اللوحة في يد ... و اللوحة مطوية ..
سلمتها مظروف فيهو قصيدة و صورة ..
سلمتني اللوحة ..
اتحاشيت اني اعاين لي عيونها بي اني ما نزعت نظارتي السوداء عن وجهي ..
ما حاولت أودعها ..
أخدت اللوحة ..
و جريت بي سرعة رجعت للعربية ..
أول ما ركبت اتحركوا .. ما وقفوا غير في المطار ..

كان صعب اني أودع ( أ ) بعد كل الصحبة الجميلة اللي أقمتها معاهو في فترة قعادي في السودان .. المهم سلمت بالأمر الواقع و ودعتو في صلابة الجنود ..
كان من الصعوبة أيضا اني أودع ( م ) و ( ع ) .. لكن ديل كان ممكن أودعم آخر لحظة لأنها حيدخلوا معاي في المطار جوه ..
لاقيت زول بيبقي لي كده .. و هو واسطتي اللي حيطلعني من المطار بدون مشاكل ..
جراني عبر المطار ..
أجري أجيب ورقة ..
أرجع أجيب قروش ..
أجري أكلم أمي و أولاد خالتي انو أموري حتمشي كويس ..
المهم بعد جري كتير ..
وزنت و مرقت قلت لي أمي و أولاد خالتي اني حأسافر بدون مشاكل ..
بل و بدون كارت خدمة الزامية حتي .. رغم انو عمري 17 ..
المهم اطمئنوا ..
ودعتهم .. و قبل ما أمشي ..
قامت أمي اتذكرت : الـــلوحة .. ما وريتنا ليها ..
قمت اتذكرتها ..
فتحتها و بسطتها قدامهم ..
ود أهلي الواسطة قال : أقفلوا حاجاتكم دي ..
أمي قالت لي : دي لوحة رائعة ..
ود خالتي ( م ) قال : ( س ) دي رسامة ..
و ود خالتي ( ع ) ما قال شيئ .. لكن أمعن النظر ..
قلبت اللوحة ناحيتي و عاينت ليها ..
كانت الرسمة :

أنـــا جالس في زنزانة ضيقة مربعة .. بحيث لا تستطيع الوقوف ..
و مربوط من عنقي بجنزير ..
و مادد يدي خارج السجن الي فراشة ..
قربت أبكي لما شفتها ..

ودعــتهم تاني ..
أمطرتني أمي بي وابل من الوصايا ..
جري دخلت ..
من قاعة لي قاعة ..
في التفتيش الذاتي ..
أول ما مريت من الجهاز اللي بيشبه الباب ..
تووووووووووت ...
العسكري قال لي : شايل شنو انت ؟
قلت ليهو : ده يمكن يكون الحزام ..
- أقلع الحزام ..
قلعتو ..
مريـــت ..
توووووووووووت ...
- أقلع الساعة ..
قلعتها ..
توووووووووووت ...
أقلع الجزمة عشان فيها حديد ..
قلعتها ..
توووووووووووت ..
قبل ما يتكلم ..
قلت ليهو : أعمل لي تفتيش ذاتي لكن ما تقعد تتأمر فيني قدام الناس ..
طبعا أنا اتغظت انو هو بينهزر فيني قدام المطار كلو التقول شايل لي دبابة ..
المهم قال لي : خلاص ما مشكلة خش ..
خشيــت ..
لقيت نفسي أول زول في القاعة ..
عندي واسطة .. بختي ..
لكن واسطتي كان مشه ..
المهم .. بعد انتظار طويل .. و شاي و قهوة كتيره كده ..
اتحركنا الي المغارة الصفراء المسماه علي سبيل التحضر : الطيارة السودانية ..
الناس كلهم طلعوا سلم الطيارة ..
و مــودك فضل مبحلق في البلد اللي حيفارقها ..
الناس كلهم طلعوا ..
و فضلت أنا آخر زول ..
بطلع سلمة .. و أقيف أعاين وراي ..
أستعيد التفاصيل ..
بعداك أنتبه اني آخر زول أقوم أتحرك ..
أول ما وصلت باب الطيارة ...
وقفــــوني ..
و منو الوقفني ؟؟
الطيـــار ..
من وراء نظارتي السوداء عاينت ليهو : شكلو زول مرتاح و عندو دقنة صغيرة كده .. و تفوح منو رائحة عطــر بدا لي هوجو ..
و سألني بفظاظة كنت قد تعودت عليها :
- يا أخ .. موقفك من الخدمة الوطنية شنو ؟
- الإلزامية ؟
- نعم .. الخدمة الوطنية ..
- بالحدس لقيت كذبة : قلت ليهو : سلمتهم الكارت هناك في المكتب ..
قال لي اتفضل ..
ملاحظة : في دول العالم كلها مش مهمة الطيار الوحيدة انو يقود الطائرة بي سلام ؟ ..
الا في السودان .. عندهم وظيفة أخري و هي الامساك بالخوارج زيي كده .. اللي طالعين بدون كارت خدمة الزامية ..
ركبت الطيارة ..
أقلعت ..
شايف الخرطوم تحتي ..
و أنا بتجه علي آلة الصخب نحو السحاب ..
لما استوت الطائرة ..
حسيت بي انها ما ممكن ترجع تاني ..
حسيت بي زعل حقيقي من الطيار ..
لدرجة و اني قاعد في أواخر المقاعد يعني ضنب الطيارة ..
اتمنيت انها تقع علي بوذها ( قدومها ) عشان الطيار يموت أول ..
من الدوحة ( اتذكرت وقتها مصطفي سيد أحمد ) الي دبي .. الي العين ..
مــرحبا بك يا غريب الدار ..

مــــودك

Post: #2
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Shmmasi
Date: 03-19-2003, 08:01 PM
Parent: #1

والله كتابة رائعة و جميلة لكن أنا مافتكرتها خطيرة و فيها روح المغامرة كده المهم القصة الجاية تكون الجاية أخطر و أروع .ط



شماسي

Post: #3
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Modic
Date: 03-19-2003, 08:22 PM
Parent: #2

Shmmasi


يا شماسي يا فرده ..
دي ما قصة .. دي مذكراتي
لينا قعدة و ونسة و حكاوي أكتر ..
بالمناسبة : هسعدي أنا كنت حأقوم من هنا و أجيكم زيارة لكن أسأل ساري الليل أنا ليه ما جيتكم
* ملاحظة : ما زعلان من ساري الليل ..
loooool

كل الود يا مان ..

مـــودك

Post: #4
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Ibrahim_Elhag
Date: 03-19-2003, 09:21 PM
Parent: #1

الصديق مودك
رهيب خيالك او بالاحري واقعك
مذيدا من العطاء، وعقولنا وقلوبنا بتتسناك

Post: #5
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: sadda
Date: 03-19-2003, 10:47 PM
Parent: #1

مودك
سرد رائع رائع
وقائع مشابهة تحدث هنا وهناك
كويس انها ما انقلبت علي بوزها كان رمتك البايز

Post: #6
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-19-2003, 11:20 PM
Parent: #1

يا موديك.. ننتظر نمرة 2...
جد أعجبني السرد.. والبساطة في توصيل (موضوع) كبير..

بنت الحسين

Post: #7
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Abdel Aati
Date: 03-20-2003, 05:27 AM
Parent: #6

مودك يا كتاب
-بتشديد التا ء-
لك التحية؛
واعتقد ان س كانت تردد في خاطرها
الطيارة الشالتك -انتا
تتكسر حته حته
ويسلم ليها موديك

عادا

Post: #8
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Shmmasi
Date: 03-20-2003, 10:06 AM
Parent: #1

شوف يا أخ مودك أنا ما قصدي أقول قصة أنا يعني ممكن تقول ما عرفت أعبر المهم زودنا بالمذكرات و الزكريات الحلوة مع الدنيا .

Post: #9
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: sari_alail
Date: 03-20-2003, 02:49 PM
Parent: #1

يا مودك بداية موفقة
وأتمنى ليك التوقيق
بالنسبة للحتة بتاعت الطيار لمن سالك عن الخدمة الوطنية دي حاجة ممكن تتوقعها من طيارين سودانير و في حاجات أكتر من كدة بي كتير وهذا هو الشيء الذي جعلني أخذ موقف سلبي من الناقل الوطني

Post: #10
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: ود شاموق
Date: 03-20-2003, 10:07 PM
Parent: #1

انتا يا موديك زاتك كان ما شليق
البوديك لي سودانير شنو ؟
أنا سودانير دي ركبتها مرة واحدة
في حياتي وكانت الأولى والخيرة بحمد الله
وأي زول بيشتكي لي من سودانير بقول ليهو

تستاهل

بكل جدارة

.

Post: #11
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-20-2003, 10:21 PM
Parent: #1

طبعا سودانير دي زمان بخوفونا بيها.. يعني يقولو لينا.. كان ما عملت كده بنسافر السودان بي سودانير.. هنا في الأردن.. الناقل الوحيد للسوادن هو سودانير.. والله الصيف الفات سافرنا بي طيارة والله بص الكلاكلة بالنسبة ليها سياحي.. والله بطلع أصوات.. انا زاتي بقيت أتشهد.. والمضيفة.. وب علي.. كان الله قدرك وقلت ليها لو سمحتي دايره... عينك ما تشوف إلا النور.. مالك.. دايره شنو.. قرفتونا زاتكم.. والله قربت أقوم أقول ليها أقعدي إتي انا بقدم للناس العصير....


سلمتم
بنت الحسين

Post: #12
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Modic
Date: 03-21-2003, 03:22 PM
Parent: #1

أعـــزائي ..

Ibrahim_Elhag

sadda

مريم بنت الحسين

Abdel Aati

sari_alail

ود شاموق

مريم بنت الحسين تاني


لكم كثيف الحب ..
و اعتبروها اهداء اليكم ..
و أنا هنا بحاول أعرض الذكريات العادية ..
يعني ليست الحزينة و لا السعيدة ..
أمــا السرد ... فالسر اني بسرد الأمر كما حدث ..
لكــم الحب ..

مــــودك

Post: #13
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: ودالعباسية
Date: 03-21-2003, 04:43 PM
Parent: #1

سلام ياموديك


والله زكرتناا يام زمان والوداع في السودان من اعز الحبايب وخاصة لمن

تكوت خلاص ماشي علي المطار ومعاك كمية من الاهل واولاد الجيران

وطبعا اكيد بتكون في الجكساية واقفة من بعيد وبعد مرات ما بتكون


قاعدة اصلا لانوا بخافوا من الوداع.....


لكن سرد جميلا خالص منك


وكمان بالغتة تمشي لحدي بيت ناس (س) والله عينك قوية

مع تحياتي

Post: #14
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: bit omdur
Date: 03-21-2003, 04:44 PM
Parent: #1

طبعا بتخيل دعاءك يصدق وتقوم الدعوة تتحقق ونشوفك بتعمل شنو..

مودك ازهار الربيع لك خيالك جميل ومخيف ابقي عشرة على روحك يبدو انو عندك طاقات ابداع وكتابات وقصايد جد جميلة ...احمد الله للزمن الذي جعل التعبير في هذا الزمان ممكنا ونسمع حكاوي وغناوي وتقدر انتي والزيك يفضفضوا ومايموتو ويعبروا ..شكرا للتكنولوجياواسمع دوما ابداعك..

بت ام در

Post: #15
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: Modic
Date: 03-21-2003, 05:05 PM
Parent: #1

أعـــزائي ...

ودالعباسية

للوداع في السودان طعم مختلف تماما ..
ألا توافقني الرأي ..


bit omdur

عــارفة وكتها .. لو كان دعائي اتحقق .. ما كانت فارقة معاي

أما قصائدي و كتاباتي .. فاعتبريها كلها اهداء ليك .. عربون محبة ..

لكم كل الحب ..

مـــودك

Post: #17
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: manubia
Date: 03-24-2003, 01:25 PM
Parent: #15

يا موديك،انالمن كنت في عمرك داابيت عدييل اركب سودان طير دي،وكنت ماشي السعودية القريبة دي،سرد جميل والله يخلي ليك (سين) دي
مانوبيا

Post: #16
Title: Re: مذكراتي 1 .. و أنا قاعد في الضنب .. إتمنيت لو الطيارة تقع علي قدومها
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-21-2003, 09:20 PM
Parent: #1

Modic
طبعا أنا في عمر حبوبة كده.. لا جد.. لكن.. حقيقة أعجبني السرد جداً..
لو حسبنا عدد المرات الودعوني فيها.. خمسة ومعاك الواحد.. وفي إيدك إثنين.. وأطلع بالعشرة.. نلقى الناتج.. يعني يمكن زي خمستاشر شتاشر مرة.. وفي كل مرة.. الأهل كلهم يبكوا.. ويحليلكم.. وفاتين.. وما قعدتوا... الأحلى من كده.. لما نجي.. برضو ببكوا.. انا شخصياً (عصية الدمع).. وأحس بتبلد المشاعر حين لا أبكي معهم.. اتعودت..


التحية لك.. وننتظر الحلقة الثانية.. واصل أرجوك...